آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 45

الموضوع: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

  1. #21
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي الكريم لاستاذ / عبد الوهاب موسي
    السلام عليك ورحمة الله وبركاته
    اما بعد : فقد قلت في ردك علي ان العلماء اتفوا علي ان العبد الصالح غير نبي ، وكنت اريد فقط ان احيلك الي تفسير القرطبي والذي يخالفك الراي بأن هناك اجماع ، بل الامر عنده انه نبي مرسل .
    اما عن انني نقدي انطباعي فهذا مخالف للمقال الذي طرحته والذي لم اذكر فيه ما يدل ابدا علي الانطباعية ، بدل ذكرت منذ البداية انه طرح اكاديمي .
    اما الرجوع الي نقطة البداية لانها نقطة الاختلاف الجوهرية بيننا ، فلا زلت مصرا ان هناك كرامات وأولياء صالحين علي يديهم كرامات ظاهرة للعيان ، ومثلت لذلك بمريم ابنة عمران ، وهي التي اصطفاها الله علي نساء العالمين ، وهي احدي ازواج النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة ، وكانت تعد لتكون والدة نبي الله عيس عليه السلام ، وهي ايضا من بيت النبوة عليم السلام اجمعين .
    والاختلاف امر لابد منه فعندما نخلف وهذا امر طبيعي ، لان كل منا يحمل فكرا مختلفا عن الاخر .
    اما التكفير فلست بصاحبه ولا من دعاته ، ولكن رأيت مايستدعي ان اقول كلمة حق .
    ولقدقلت في ردك الاول حول التكفير والارهاب ما هو نصه :
    (وقد يعترض معترض على الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة- ليست تكفريةإرهابية- مثل الأخوان المسلمين وأنصارالسنة المحمدية..... ) فمن اين لك الحق استاذي الكريم في ذلك .
    تحياتي اخي الفاضل الاستاذ عبد الوهاب


  2. #22
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد نويضي مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى...
    شكرا على ردك الراقي أخي...
    فمثلي ينقل..."..ولوكنت فى مكان كاتبه لحذفت ما نقلته نقل الدواب لمتاعنا دون أن تدرى كنه ما تحمله فورا."
    شكرا و لكم التحية و التقدير...
    ======
    أخى الحبيب/ سعيد
    أقول لك أخى بل أقولها للجميع دائما وأبدا
    فأن أخا الدابة دابة مثلها هههه
    أخى وأستاذى أقصد الذى كتب المقال فى موقع الصوفية لا أقصدك فهو بالطبع نقل ماكتبه كالحمار يحمل أسفارا لا يعلم ما بهاحيث أنه فنان.
    أنا وأنت وكلنا مجتهدون فى التفقه ولسنا بفقهاء حتى نفتى ونكون نواب أحكام لله فى الأرض نكفر هذا وندخله الجنة ونمدح ذلك ونعطيه قيراطا فى الجنة.
    همسة:
    جادلنى أحد المطنطنيين بعبارات الضلال ولا يملك إلا حديثا واحدا فى ذاكرته ما معناه- أدبا مع سيدنا رسول الله:"...وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار...الحديث الشريف"
    فضقت به ولكن ضيقى لم يخرجنى عن حدود الخطاب الثقافى المتحضر!
    فسألته أدخلت الكثير النار وأدخلت بعضنا الجنة!:
    أين منتهاك من الجنة أو النار وأنت أعلم بنفسك التى بين جنبيك؟
    قال الله أعلم
    فتعجبت منه وقلت أنت لا تعلم بنهايتك فكيف تعلم بحال غيرك ونهايته وفاقد الشىء لايعطيه؟؟!!
    فبهت الذى طتطن.
    لك محبتى فى الله ياأخى الكريم

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  3. #23
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    أخى الحبيب / محمد خطاب
    قلت سيدتكم أننى قلت الآتى:
    "(وقد يعترض معترض على الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة- ليست تكفريةإرهابية- مثل الأخوان المسلمين وأنصارالسنة المحمدية..... ) فمن اين لك الحق استاذي الكريم في ذلك .
    ...."
    ليس لى حق أخى فالحق نبحث عنه معا ومن يصل اليه هو صاحب الحجة الحقة.
    كما أرى أن الجماعات الأسلامية المعتدلة ليست تكفرية ولا إرهابية فهل لك رأى آخر بهم فى حالة إعتدال نهجهم وعدم شموله على نداءات إرهابية أو تكفيرية مثل جماعة التكفير والهجرة مثلا؟؟؟؟!!!!
    لك محبتى فى الله يا أخى فى الإسلام

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  4. #24
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معين حاطوم
    تاريخ التسجيل
    13/10/2007
    العمر
    69
    المشاركات
    67
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    قال الاستاذ محمد خطاب سويدان :
    ولا زال الاخ عبد الوهاب يقعد رده علي ان الولي افضل من النبي ، وهو ماطرحه المقال كاشكالية ، والرد منه يحتاج براهين ودلائل لم يقدم منها الاستاذ الكريم عبد الوهاب منها شيئا .
    الاستاذ محمد خطاب سويدان المحترم
    انا ااثمن دائماً اجتهاداتك الفلسفية وما تقدمه من مقالات وبحوث تفيد القاريء وتثري علمه بما علم وبما لم يعلم ! ولكنني اندهشت كيف فهمت من مداخلات اخي الشاعر عبدالوهاب موسى على انه قدم الولي على النبي !!!
    عبد الوهاب لمن لا يعرفه : قلبه قرآني وصوت عقله آذاني ويتسع قلبه لكل قارات العالم بما فيها القارة السابعة ومن فيها !!
    المشكلة كما افهمها بمعقوليتي المتواضعة هي في البعد الفاصل بين المظهر والجوهر !! ولقد مثلت ذلك في كتابي " زمهرير الكرملي يكشف اسرار الكون " بما يلي :
    خذ حفنة من الرمال وضعها في كأس دائرية الشكل , ساعتئذ سيتخذ الرمل شكل الدائرة !
    وضع نفس الحفنة من الرمل في كأس سداسية فسيتخذ شكلا سداسيا ! وضعه في كأس مربعة فسيتحذ شكلا مربعاً . ولكن الرمل سيبقى جوهرا رملا !!
    والمعنى من ذلك هو ما قصده اخي عبدالوهاب : الاختلاف في المظهر ( القشور ) لا يعيب الجوهر طالما الجوهر سليماً


    واخيراً
    الصالحون يتزيون باخلاق الحبيب حتى ولو اختلفت عمائمهم

    بمودة
    معين حاطوم

    التعديل الأخير تم بواسطة معين حاطوم ; 24/10/2009 الساعة 12:28 PM

  5. #25
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي الكريم الاستاذ معين حاطوم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم ، ويرون ان الولي هو المتصرف بامور الدنيا بأمر من الله ويقول استاذي الكريم عبد الوهاب وأرجو ان يعذرني يقول (،فكون الأولياء متصرفين فى الدنيا موضوع بسيط جدا،بل إنهم فى واقع الأمرلا يفتخرون به مطلقا فهو تكليف،بل وإنهم يخجلون من إظهاره،ولكنهم جميعهم يطمعون فى ما هوأعظم منه،وهو خدمة النبى المصطفى وأمته وأن يشفعهم الله يوم القيامةفى بعض هذه الأمة،وصاحب فضل الأعلى فى هذا الصدد هو الشفيع الأعظم المصطفى .)
    وذلك ربطا بقصة العبد الصالح مع سيدنا موسي عليه السلام ، فبحسب ما فهمت ان العبد الصالح وليا من اولياء الله الصالحين والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يعرف الولي انه ولي ومتصرف بالدنيا الي الدرجة التي يقوم بقتل الناس ،اكرر اخي الفاضل قتل الناس ، فاذا نظرنا الي انه ليس نبي فكيف يأخذ علمه اما بوحي او من الله مباشرة وهي نظرية الولي عند الصوفية والتي هي اعلي مقاما من مقام النبوة عنهم ، النظرية الصوفية كل متكامل لايمكن نزع هذه عن تلك بل هي مفاهيم متصلة واحدة بأخري لاتنفك عن بعضها ، فاذا جردت واحدة من اخري اصبحت شيئا اخر غير الصوفية ، فاذا قلنا ان الولي ليس من الصوفية سقطت النظرية من اساسها وكذلك اذا قلنا ان في الصوفية مقامات ثم نفيناها فذلك يعني انهيار الصوفية ايضا ، فاذن هي كل متكامل تنشئ فيما بينها النظرية الصوفية المعرفية المرتبطة بالمقامات والولاية .
    ودعني اخي الكريم ادام الله الاخوة بيننا جميعا بما في ذلك استاذي الكريم عبد الوهاب ، دعني اسأل من في البشر هو اكثر معرفة في الله ومخافة من الله واتقانا لله ؟ اليس هو رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان اكثرنا عبادة وهو قدوتنا في كل امر صغيره وكبيره ، وهو اكثرنا خوفا من الله واكثرنا حبا لله فكان الواجب اتباع امره هو وحده لا بطريقة فلان ولا علي طريقة فلان ، قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) اي اتباع الرسول صلي الله عليه وسلم مباشرة دون وسائط او المرور باشخاص اخرين ايا كان هذا الشخص وهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسعون جاهدين في اتباع اعمال الرسول .
    وبعلو منزلة رسول الله صلي الله علية وسلم لم يتلق العلوم عن الله الاوحيا وهذا جبريل عليه السلام يدارسة القران في رمضان ، وكليم الله يخاطب الله فيرد عليه ولم يقل انه وصل الي منزلة تؤهله لتلقي العلوم بطريقة الولي عند الصوفية.
    لي مقال قادم في الناحية المعرفية عند الصوفية ، وأكمل دراسة عن رابعة العدوية بأذن الرحمن
    اسعدني جدا ان تعرفت باخوة في الله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


  6. #26
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام


    أخى وأستاذى/ محمد خطاب
    قلت فى مشاركتك الأخيرة:
    (لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم )
    وأعقب على ذلك بالآتى:
    الصوفى لايرنوالى أن يكون ولى لأنه هو ولى فعلا بل كل مسلم هو ولى لله فعلا وما الصوفى إلا مسلم مؤمن ودخل فى مرحلة رياضة النفس سالكا دربا حرائيا!!.
    يبق وأن أشرت الى أن الولى هو من يوالى الله فى الطاعات وها أنا أكررها ولن أكررها بعد ذلك.
    وعن قولك:(ويرون ان الولي هو المتصرف بامور الدنيا بأمر من الله )
    اعقب قائلا:
    إتفقنا على أن المسلم بصفة عامة ولى لله يواليه بالطاعة
    وكلنا متصرفون بأمور الدنيا التى تخصنا بأمر الله وما الضير فى ذلك بعد أن فرقت بين القرار وصدوره بأمر كن ومصدره جل جلاله وحده ،وبين تنفيذه(التصرف) بواسطة خلق الله والولى منهم؟!
    فى حياتنا المعاشه حينما يلجأ مسلم الى مسلم ليعينه- والله فى عون العبد ماكان العبد فى عون أخيه- فى أمر ما يقول له قلت حيلتى وتصرف أنت كما يتراءى لك ويكفيهم شرف الإعتراف بأن تصريفهم وتنفيذهم لحلول ماعن لأخوانهم بأمر الله وهذا أدب قرآنى تحلت به الصفوة وهم لنا القدوة ولا ضير فى ذلك!.
    أى نفذ مايتراءى لك حيال أمرى
    ( والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يعرف الولي انه ولي ومتصرف بالدنيا الي الدرجة التي يقوم بقتل الناس ،اكرر اخي الفاضل قتل الناس):
    وأعقب متسائلا:
    هل فهمت من كلامى أخى محمد أننى أتخذ ما حدث من العبد الصالح منهجا فى حياتنا وأقتل الناس؟!
    العبد الصالح كما قلت وأقول أن أغلب علماء التفسير(إجماع كمصدرمن مصادر التشريع) قالوا بأنه ولى وعبد صالح وليس بنبى ولا رسول حتى وإن رأى أحد العلماء كالقرطبى بأنه نبى!!
    وقد علم بولايته من الله الذى أرجع كل شىء له سواء بالوحى أو بالإلهام
    أنا أشعر أنك لاتستسيغ لفظة الإلهام منى!!
    وأسألك وأجيب عنك:
    هل سيدنا الفاروق عمر نبى أو رسول؟!
    طبعا ليس كذلك بل هو من الصحابة الصالحين
    وسؤالى الذى أطلب منك التكرم بالإجابة عليه بنفسك:
    وبماذاتسمى مناداته ومخاطبته لقائد جيش المسلمين بالشام سارية ؟!
    هل كانت بوحى نزل عليه وقال ياعمر تابع قواتك؟!
    بالطبع لا لأنه ليس نبيا أورسولا كما إتفقنا سابقا! إلا إذا كنت نقضت اتفاقك معى بظهر الغيب عبر النت
    ومن ثم فهذا إلهام من الله له مصداقا للحديث الشريفما معناه"..من أمتى ملهمون ومنهم عمر...الحديث الشريف"
    فإذا كان إلهام الله- لبعض عباده الصالحين ومنهم عمر وغيره - هو نظرية الولى عند الصوفية فنعمت تلك النظرية.
    أما عن قولك :(فكان الواجب اتباع امره هو وحده لا بطريقة فلان ولا علي طريقة فلان )
    وأعقب قائلا:
    أنا أراك تتبع الطريقة الوهابية وشيخها محمد بن عبدالوهاب وبمسمى آخر أراك ممن يتبعون المذهب - (لا الطريقة ذاك المسمى الذى لايروق لك)- الوهابى!!
    ولا فرق بين الطريقة والمذهب فالطريقة مذهب صوفى يسير فى دروبه الصالحون.
    لك محبتى فى الله

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالوهاب موسى ; 25/10/2009 الساعة 01:46 AM
    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  7. #27
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين حاطوم مشاهدة المشاركة
    قال الاستاذ محمد خطاب سويدان :
    ولا زال الاخ عبد الوهاب يقعد رده علي ان الولي افضل من النبي ، وهو ماطرحه المقال كاشكالية ، والرد منه يحتاج براهين ودلائل لم يقدم منها الاستاذ الكريم عبد الوهاب منها شيئا .
    الاستاذ محمد خطاب سويدان المحترم
    انا ااثمن دائماً اجتهاداتك الفلسفية وما تقدمه من مقالات وبحوث تفيد القاريء وتثري علمه بما علم وبما لم يعلم ! ولكنني اندهشت كيف فهمت من مداخلات اخي الشاعر عبدالوهاب موسى على انه قدم الولي على النبي !!!
    عبد الوهاب لمن لا يعرفه : قلبه قرآني وصوت عقله آذاني ويتسع قلبه لكل قارات العالم بما فيها القارة السابعة ومن فيها !!
    المشكلة كما افهمها بمعقوليتي المتواضعة هي في البعد الفاصل بين المظهر والجوهر !! ولقد مثلت ذلك في كتابي " زمهرير الكرملي يكشف اسرار الكون " بما يلي :
    خذ حفنة من الرمال وضعها في كأس دائرية الشكل , ساعتئذ سيتخذ الرمل شكل الدائرة !
    وضع نفس الحفنة من الرمل في كأس سداسية فسيتخذ شكلا سداسيا ! وضعه في كأس مربعة فسيتحذ شكلا مربعاً . ولكن الرمل سيبقى جوهرا رملا !!
    والمعنى من ذلك هو ما قصده اخي عبدالوهاب : الاختلاف في المظهر ( القشور ) لا يعيب الجوهر طالما الجوهر سليماً


    واخيراً
    الصالحون يتزيون باخلاق الحبيب حتى ولو اختلفت عمائمهم

    بمودة
    معين حاطوم
    =====[motr]
    دمت بروعة حضورك وبراءة قلبك بعقل ذكى وزكى
    لك محبتى فى الله ايها الصافى الباحث عن الحق والحقيقة معى.[/motr]

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  8. #28
    عـضــو الصورة الرمزية عمر أبودقة
    تاريخ التسجيل
    24/01/2009
    العمر
    66
    المشاركات
    499
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    الدكتور محمد خطاب سويدان
    الدكتور محمد فتحي حريري
    الاديب سعيد نويضي
    الباحث عبد الوهاب موسى
    السادة المشاركين
    على عجالة بعناوين وتفصيلات ارجوا أن تكون غير مملة لأني أراها في الصميم
    ومنها الصوفية منقولة من أساتذتي بتصرف

    المعجزة : تكون فقط على يد الرسول
    الكرامة
    : ماهو من خوارق العادات على يد إنسان صالح .
    وإذا كانت على يد إنسان فاجر فهي استدراج
    والكرامة لها شروط :
    1- أن لايتباهى بها
    2- أن تجري على يد رجل صالح تقي
    فالإمام الجنيد يقول :
    إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ,أو يطير بالهواء ,فأعرضوا سلوكه على كتاب الله ,فإن وافق ذلك فهي كرامة ,وإن لم يكن ذلك فهي استدراج .
    تصديقاً لقوله تعالى " فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "
    "إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
    ويقول بعض العارفين " الإستقامة عين الكرامة "
    عقيدتنا من منظمومة جوهرة التوحيد :
    وأثبتن للأولياء الكرامة
    ومن نفاها فانبذن كلامه
    معاني الوحي :
    "ماكان لبشر أن يكلمهم الله إلا وحيا , أو من وراء حجاب ,أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه مايشاء ,إنه عليم حكيم "
    1- إما عن طريق جبريل
    2- الإلهام " وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه "
    3- الفطره " واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا...."
    4- الحدس "لكل أمة محدسين وغن يك فيكم فعمر "
    الولي :
    ألا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ,الذين آمنوا وكانوا يتقون "
    "ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
    "والذين آمنوا بعضهم اولياء بعض "
    ورحم الله حجة الإسلام المتصوف الحق أبي حامد الغزالي حين قال :
    "تعلمنا العلم لغير الله ,فأبى إلا أن يكون لله "
    ناقش المعتزلة ودحض أفكارهم المنحرفة فقط .
    وكان قريبه الزمخشري من جماعة وصل بن عطاء الذي اعتزل الإمام حسن البصري .
    قال حجة الإسلام برسالة للزمخشري :
    1- قل لمن يفقه عني ماأقول
    ضربت والله أعناق الفحول
    2- أين منك العقل واللب الذي
    قد حار فيه أصحاب العقول
    3- انت أكل الخبز لاتعرفه
    كيف يجري منك أم كيف تبول
    4- كيف تدري من على العرش استوى
    كيف استوى كيف النزول
    5- قل لي ياجهول ؟؟؟؟
    فكان جواب الزمخشري
    1- يامن يرى في البعوض جناحه
    في ظلمة الليل البهيم الأليل
    2- ويرى نياط عروقها في نحرها
    والمخ في تلك العظام النحل
    3- أمنن علي بتوبة أمحوا بها
    ماكان مني في الزمان الأول
    الصوفية: رد فعل للترف الذى غشى المجتمع العباسى.. فإن " المتطهرين " من ذل المجتمع ، الذين هالهم الفساد الذى يسرى فى المجتمع من الترف والمجون ليعيشوا حياة نقية طاهرة.. مع الله.
    وبصرف النظر عما دخل فى الصوفية من أفكار ، ودفعات يهودية ونصرانية وجوسية وهندوكية.. فما بنا أن ننكر أن دافعها الأصلى كان هو اعتزال الفساد السارى فى المجتمع ، والخلوص إلى حيث الطهارة والقاء.
    ولكن الصوفية ذاتها نزعة منحرفة عن النهج الإسلامى الصحيح.
    فلئن كان فيها نزوع إلى تزكية الروح وهو من الإسلام ونزع إلى الترفع عن متاع الأرض وهو من الإسلام ونزع إلى ذكر الآخرة وهو من الإسلام فإن فيها سلبية وانعزالية ليست من الإسلام ، وإهمالا للحياة الدنيا ليس من الإسلام.
    إن الصوفية فى حقيقتها عملية " هروب " من مواجهة الواقع ومجالدته ، هروب إلى " عالم خاص " من صنع الوجدان ، ينعم فيه الإنسان " بمشاعر " القرب من الله وهما أو حقا فيقعد عن " العمل " اكتفاء بتل المشاعر التى تختصر له الطريق!
    إن " الأعمال " وسيلة للقرب من الله. ولكن ما حاجة " الواصل " إلى الوسيلة وقد وصل بالفعل؟!
    كذلك يقعد الصوفية عن العمل والكدح فى واقع الحياة الدنيا ، كما يقعدون عن مجالدة الواقع المنحرف لرده إلى سواء السبيل ، ويكتفون بتلك المشاعر التى تخيل إليهم أنهم قريبون من الله ، واصلون إليه ، عائشون فى حضرته ، سابحون فى نوره.. فلا يبتغون وراء ذلك شيئا لأنه ليس وراء ذلك شئ!!
    إنها مشاعر يمكن بالفعل أن تستغرق حسن الإنسان فيغرق فيها ولا يفيق.
    ثم إن التدريب الروحى يفتح للإنسان عالما من الأعاجيب. فكما أن التدريب الجسدى يعطى الإنسان قوة وقدرة ، واستمتاعا بتلك القوة والقدرة ، وكما أن التدريب العقلى ينشط الذهن ويسكبه قدرة على الاستيعاب والفهم ، واستمتاعا بتلك القدرة كذلك ، فكذلك التدريب الروحى يعطى الإنسان شفافية وإشراقا ، وإنسياحا وراء السدود والحواجز الحسية إلى عالم فسيح لا تحده حدود ، واستمتاعا بذلك كله يغرى بالمزيد!
    ولكن الإسلام لا يقبل تلك " الغيبوبة "!
    لقد جاء الإسلام " لمهمة " معينة فى الأرض.
    {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد 57/25]
    وقيام الناس بالقسط لا يتأتى بمجرد الرغبة فى ذلك ولا بمجرد التمنى ، كما أنه لا يتم شئ فى حياة الإنسان كلها بمجرد الرغبة ولا مجرد التمنى ، إنما لابد من جهد يبذل لتحقيق الرغبة ، وتحويل الأمنية إلى واقع محسوس.
    والمسلمون بالذات هم الذين حملهم الله مسئولية " العمل " لإخراج البشرية كلها من الظلمات إلى النور بمقتضى الكتاب المنزل إليهم:
    {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم 14/1]
    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [سورة البقرة 2/143]
    {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} [سورة آل 3/104]
    {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [سورة آل 3/110]
    والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى هو خلاصة حركة الدين فى واقع الأرض جهد محسوس يبذل فى واقع الحياة ، وموقف إيجابى من كل شئون الحياة.
    وهنا مفرق الطريق بين الصوفية وبين الإسلام!
    الصوفية انعزال سلبى ، والإسلام مواجهة إيجابية.فى الإلام دعوى صريحة إلى الترفع عن متاع الأرض:
    {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [سورة آل 3/14-16]
    وفى الصوفية كذلك دعوى إلى الترفع عن متاع الأرض والاكتفاء منه بأقل القليل.
    ولكن فيم تنفق الطاقة الهائلة المتجمعة فى النفس من ممارسة هذا الترفع عن متاع الأرض؟
    فى الإسلام تنفق الطاقة فى تحقيق " القيم العليا " فى دنيا الواقع ، وفى الصوفية تنفق فى تحقيق تلك القيم فى سبحات الروح وإشراقات الوجدان!
    إحداهما تصلح الواقع بالفعل. تصلح الفرد والمجتمع ، وترفعهما من الواقع الأدنى المتمثل فى المجال الحسى الغليظ ، إلى الواقع الأعلى الذى تنطلق فيه كل طاقات الإنسان: جسده وعقله وروحه ، للقيام بمهمة الخلافة ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، التى هى حقيقية " العباد " بمعناها الشامل الواسع ، والتى يتحقق بتحقيقها الكيان الأعلى للإنسان.
    والأخرى تترك الواقع بكل ما فيه من سوء ، لا تتعرض لإصلاحه ، وتعزل عنه فى محاولة لإصلاح الذات ، محاولة قد تنجح فى جانب من الجوانب هو الجانب الروحى ولكنها تفقد الإنسان توازنه الذى خلقه الله عليه وخلقه له ، وتفقده واقعيته وإيجابيته ، فضلا عن صرفه عن القيام بالتكاليف التى فرضها الله " ليقوم الناس بالقسط " وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
    أرأيت لو أن طاقة كامنة يمكن بها استثمار قطعة واسعة من الأرض ، تنزع منها حشائشها الضارة ، وتحرثها وتسقيها ، وتستنبت فيها البقول والأشجار ، والورود والأزهار ، ليعيش من حصيلتها مجموعة من الناس ويستمتعوا بطبيباتها ، أنفقت فى حرث ركن منعزل من الأرض ، وترك سائرها لتنتشر فيه الحشائش والحشرات ويأوى إليه شذاذ الآفاق.
    أى تبديد للطاقة.. وأى صرف للجهد عن الإصلاح؟!
    ذلك مثل الصوفية فى تبديد الطاقة البشرية وإن ظنت أنها تجمعها وتركزها!
    ذلك مثلها فى صرف الجهد عن إصلاح الحياة البشرية وإن ظنت أنها تقوم بالإصلاح.
    إن الإنسان مهما فعل لن يستطيع أن يعبد الله على طريقة الملائكة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)} [سورة الأنبياء 21/20]
    والله من حكمته ورحمته لم يكلف الإنسان أن يعبد الله على طريقة الملائكة ، وإلا لخلقه ملكا منذ البدء ، نورا شفافا بلا جسد طينى ينزع ، ولا فكر ينشغل بأمور الحياة.
    ولكنه ، من حكمته ورحمته ، وقد خلقه من قبضة من طين الأرض ، ونفخة من روح الله ، وجعل له جسدا يتحرك بالرغبة ، وعقلا ينشغل بالتفكير ، وروحا طليقة ترفرف ، كلفه عبادة من نوع خاص غير الملائكة من ناحية ، والعجماوات والجمادات من ناحية أخرى. عبادة يجتمع فيها كيانه كله: جسده وعقله وروحه. وجعل كل نشاط جسده عبادة ، وكل نشاط عقله عبادة ، وكل نشاط روحه عبادة ، إذ توجه بذلك كله إلى الله ، والتزم فيه بما أنزل الله:
    {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ...} [سورة الأنعام 6/162-163]
    وحين يفعل ذلك فهو فى أعلى حالاته ، وأقربها إلى الله ، وأجدرها برضا الله.
    ودليلنا هو أعبد عبد لله ، أعظم بشر خلقه الله ، محمد صلى الله عليه وسلم
    "ألا أنى أعبدكم لله ، ولكنى أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى " ( ).
    هل يستطيع بشر بعد هذا النص أن يزعم أنه أعبد له من محمد رسول الله؟!
    فيكف كانت عبادته ؟!
    فأما خلوته مع ربه ، فقد كانت يتعبد حتى تتورم قدماه الشريفتان ، فتقول له عائشة رضى الله عنها: هون عليك يا رسول الله فقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر: فيقول قولة العابد الواصل فى العبادة إلى الأعماق: أفلا أكون عبدا شكورا؟! ( )
    ومع ذلك.. فكيف كان ؟
    كان أكبر طاقة إيجابية عرفتها الأرض..

    والرسول هو أسوة المسلمين إلى قيام الساعة ، وهو الترجمة الواقعية لهذا الدين فى أعلى صوره.
    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)} [سورة الأحزاب 33/21]
    والصوفية تقول إنها ترجوا الله واليوم الآخر وتذكر الله كثيرا!.. فلماذا لا تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى إيجابيته وفاعليته وواقعيته ، ومجابهته للواقع السيئ لهدمه والقضاء عليه ، وإنشاء الواقع الصحيح بدلا منه؟! ( ).
    هذا هو الفارق بين الإسلام والصوفية.
    هنا إيجابية وهناك سلبية ، هنا مواجهة وهناك عزلة. هنا " زهد " فى متاع الأرض مع إباحته وممارسته ، وهناك إنزواء عن المتاع يقتل الرغبة ويصيب النفس كلها بالذبول.
    ومع الصوفية ينشأ التواكل بدل من التوكل.
    التوكل على الله من صميم الإيمان ، وقد تردد ذكره فى القرآن مربوطا بالإيمان:
    {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)} [سورة آل 3/160]
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [سورة الأنفال 8/2]
    ولكن التوكل ككل شئ فى دين الله طاقة إيجابية دافعة ، يقوم به المؤمن مع اتخاذ الأسباب.
    {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [سورة آل 3/159]
    والعزيمة فى شأن القتال خاصة ، وهو الذى وردت بمناسبته الآية الكريمة تقتضى إعداد العدى واتخاذ الأسباب.
    أما التواكل الذى تمارسه الصوفية وتقول عنه إنه توكل ، فهو ككل شئ فى الصوفية صورة سلبية معطلة ، تتقاعس عن اتخاذ الأسباب متذرعة بالتوكل على الله.
    لقد أفسد التواكل كثير من عقيدة القضاء والقدر ، وحولها من عقيدة إيجابية دافعة إلى عقيدة سلبية مخذلة ، وإلى الرضاء السلبى بالواقع وعدم محاولة التغيير.
    كان الله يعلم الجيل الأول رضوان الله عليهم {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [سورة التوبة 9/51]
    فيعلمون أنه ليس ذهابهم إلى القتال هو الذى يقتلهم ، إنما هو القدر المقدر عند الله هو الذى يصيبهم أينما كانوا ، فيندفعون بكل قوتهم للقتال.
    وكان يعلمهم: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال 8/59-60]
    فيعلمون علما يقينيا مؤكدا أن الله لن يحقق للكفار مسعاهم فى هدم هذا الدين والقضاء عليه ، بل سيمكن لدينه فى الأرض ، ومع ذلك يعدون ما استطاعوا من قوة ، أى يبذلون الجهة ويتخذون الأسباب ، ولا يقولون لأنفسهم: ما دام الله سيمكن لدينه فذلك حسبنا ، ونتوكل عليه فلا نعمل!
    وكان يعلمهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ...} [سورة آل 3/165-166]
    فيعلمون أن وقوع الأمر بقدر من الله لا يخليهم من مسئوليتهم عن أعمالهم حين يخطئون أو يسيئون التقدير.
    وكان يعلمهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [سورة آل 3/172-173]
    فيتعلمون أن وقوع قدر الله بالهزيمة ليس معناه الاستسلام للهزيمة والقعود فيها بحجة أنها قدر من عند الله ، إنما معناها السعى الإيجابى لتغيير هذا الواقع مع التوكل على الله ، رجاء تغيير القدر الأول بقدر جديد , وبذلك كله كانت عقيدة القدر فى حياة المسلمين الأوائل قوة دافعة محركة إلى الأمام.
    ولكن تواكل الصوفية حولها إلى غير ذلك ، قعودا عن الأخذ بالأسباب بحجة أن " مالك سوف يأتيك "! وتخليا عن مسئولية الإنسان عن عمله بحجة أن ما وقع منه قد وقع بقدر من الله! وقعودا عن تغيير الواقع السيئ من مرض أو عجز أو فقر أو ذلك أو ضيم بحجة أنه ما حدث إلا بقدر من الله ولو شاء الله غير ذلك لكان!!
    ومع الصوفية كذلك ينشأ القعود عن تعمير الأرض ، بحجة أن الدنيا ملعونة ، والمعول عليه هو الآخرة! وأن الإنسان حسبه فى هذه الدنيا عيشة الكفاف، لكى ينجو بروحه من التعلق بالدنيا ، ولكى يفرغ لتزكية روحه استعداد للآخرة!
    ولا شك أن الدعوة إلى التقلل من متاع الأرض ، وعدم " التعلق " بالدنيا هى دعوة إسلامية أصيلة ، وهذا هو " الزهد " الذى أشرنا إليه من قبل. ولكن الانصراف عن عمارة الأرض قضية منفصلة ومختلفة عن عدم التعلق بالحياة الدنيا.
    لقد ركب الله فى النفس البشرية دوافع إلى العمل والنشاط فى صورة رغبات وشهوات أبرزت الآية الكريمة أهمها أو أشدها سيطرة على الإنسان:
    {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [سورة آل 3/14]
    ولم يخلق الله هذه الدوافع عبثا ، تعالى الله عن العبث..
    ولم يخلقها ليقتلها الإنسان من جانبه بحجة تزكية الروح..
    إنما خلقها لتعينه أو لتدفعه لعمارة الأرض ، التى هى جزء من الخلافة التى خلق الله الإنسان من أجلها:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [سورة البقرة 2/30]
    {هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [سورة هود 11/61]
    صحيح أن هذه الشهوات مهلكة للإنسان إذا مضى معها إلى آخر الشوط ولم يلتزم " بالحدود " التى رسمها الله ، وقال عنها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [سورة البقرة 2/229] {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [سورة البقرة 2/187].
    لذلك خلق الله فى النفس البشرية ضوابط تضبط اندفاع تلك الدوافع ، منها العقل والإرادة الضابطة ، ومعرفة الطريقين والقدرة على اختيار أحدهما:
    {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } [سورة الشمس 91/7-10]
    {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [سورة البلد 90/10]
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)} [سورة الإنسان 76/3]
    ثم ذكر الإنسان بالآخرة ، والبعث والحساب والجزاء ، ليكون ذلك معينا له فى ضبط شهواته والالتزام فيها بالحدود التى رسمها الله ، والتى يعلم سبحانه أن فى داخلها الأمن والأمان والفلاح ، ويعلم سبحانه كذلك أن الالتزام بها هو الذى يرفع النفس البشرية ويظهرها ، ويعينا على عمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى.
    وعلى الرغم من وضوح المنهج الربانى فى هذه النقطة ، فإن الصوفية تسعى إلى " قتل " الدوافع البشرية بدلا من تهذيبها وضبطها ، وتدعو إلى " إهمال " الحياة الدنيا بحجة التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته.
    ولو كان هذا هو الإسلام لهدانا إليه رسول الله .
    يستلون بقوله : " الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله أو عالم أم متعلم " ( ).
    وبأن الله ذم الدنيا فى كتابه المنزل وقال عنها {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل 3/185].
    ولا شك أنه ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ذم للدنيا أو لعن لها.
    ولكن مراجعة السياق الذى ورد فيه مثل هذا الذم تكشف لنا بوضوح أن الدنيا تذم أو تلعن فى مجالين اثنين ، حين تصد الإنسان عن الإيمان بالله وتدفعه إلى الكفر به ، أو تصده عن الجهاد فى سبيل الله:
    {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)} [سورة النحل 16/106-107]
    {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} [سورة التوبة 9/24]
    أما فى غير هذين المجالين فليست الدنيا مذمومة ولا ملعونة ، ما دامت لا تصد عن الإيمان بالله أو الجهاد فى سبيل الله.
    {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة الأعراف 7/32]
    {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} [سورة القصص 28/77]
    صحيح أن التعلق بالدنيا يؤدى إلى معصية الله. وهذا هو المعنى الذى ركز عليه الصوفيون أشد التركيز ، وجعلوا الدنيا ملعونة من اجله ، ولكن قتل النفس من جهة أخرى مخافة الوقوع فى المعصية يوقع فى معصية من نوع آخر ، هى القعود عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وعن مجالدة الباطل والعمل على إزهاقه ، وعن عمارة الأرض بمقتضى منهج الله.
    وحين يعمل الإنسان فى هذا الحقل ، وهو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجهاد لتكون كلمة الله هى العليا ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، ثم تقع منه الأخطاء والمعاصى غير متعمد لها ولا متبجح بها ، ثم يستغفر الله عنها ويجاهد لكى لا يقع فيها ، فذلك هو الذى قال الله فيه:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل 3/135-136]
    وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم!" ( ).
    وحين تجلس ساكنا وتحمل فوق رأسك سلة مملوءة بالأشياء فلا يقع منها شئ ، فقد حافظت على ما فى السلبة بالفعل ، ولكنك فى سبيل المحافظة عليها تعطلت عن الحركة المطلوبة منك وليست هذه هى البراعة إنما البراعة أن تتحرك وأنت تحمل السلة على رأسك وتحاول جاهدا ألا يسقط منها شئ. فإن تساقط منها شئ أسرعت إلى إعادته فى السلة وعاودت المسير.
    ولمثل هذا خلق الله الإنسان. جمله الأمانة ثم أمره بالسير فى مناكب الأرض وهو يحمل الأمانة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويجاهد لكى يقوم الناس بالقسط ، ولكى تكون كلمة الله هى العليا ، ويعمر الأرض بمقتضى المنهج الربانى.. ثم كان من رحمته سبحانه وتعالى وهو يعلم ضعف الإنسان أنه يغفر ما يقع فى أثناء ذلك من الذنوب ما دام العبد لا يصر عليها ، وما دام يستغفر ويتوب ، فيتم " الإنتاج " المطلوب والإنسان فى أرفع حالاته ، وأقربها إلى رضوان الله.
    أما القعود عن الإنتاج ، أو حصره فى أضيق نطاق ممكن بحجة تجنب المزالق ، فليس هو الذى أمر به الله..
    ومن جهة أخرى فإن حصر الإنتاج فى أضيق نطاق ممكن وهو نطاق الكفاف يجعل الدولة كلها تعيش فى حالة الكفاف ، ولا يجعل لديها " الفائض " الذى تنفقه فى متطلبات " التمكين فى الأرض ".
    إن التمكين فى الأرض هبة الله للمؤمنين:
    {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [سورة النــور 24/55]
    ولكن له تكاليف...
    فإلى جانب عبادة الله وحده بلا شريك، وتحكيم شريعته وحده، وهما المقتضى العملى للإيمان الصحيح، فهناك تكاليف حسية ومادية :
    {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} [سورة الأنفال 8/60]
    فإذا عاش مجموع الناس عيشة الكفاف، ولم ينتجوا إلا فى حدود الكفاف، فكيف للدولة المسلمة أن تعد ما استطاعت من قوة لإرهاب أعداء الله، تلك القوة التى لا يستمر التمكن فى الأرض إلا بها؟
    إنما يحتاج الأمر إلى الإنتاج الوفير والاستهلاك القليل.. وهذه هى المعادلة التى يتم بها التمكين فى الأرض والمحافظة عليه. أما الإنتاج القليل على قدر الاستهلاك القيل فلا يؤدى إلا إلى فقر مجموع الأمة، الفقر الذى يؤدى إلى الضعف، والضعف يحرك شهوة الأعداء الذين ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض.
    وإلى جانب ذلك كله، فيحن يعتزل المتطهرون المجتمع وينعزلون عنه ليزكوا أرواحهم بعيدا عن الدنس فمن يبقى فى المجتمع؟ ومن يدير شئونه؟ ومن يتحرك فيه؟
    أليست هذه العزلة مشجعا للفاسدين أن ينفردوا بالعمل دون تدخل ولا اعتراض؟ بينما كان الواجب الأول لأولئك المتطهرين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأطروا الحاكم على الحاكم على الحق أطرا ويأصروه عليه أصراكما أمرهم الله ورسوله ؟
    فإذا أضيف إلى هذه الأمور كلها تضخم الشيخ فى حس المريد إلى حد أن يصبح فى حقيقة الأمر واسطة بينه وبين الله، فى الوقت الذى جاء فيه الإسلام ليلغى كل واسطة بين العبد والرب، ويحرر القلب البشرى من كل قيد يعوقه عن الاتصال المباشر بالله، وعبادة الله وحده بلا شريك، ويكون من تعليمه للناس : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [سورة البقرة 2/186]
    إذا اضيف هذا إلى كل ما سبق فقد بدا لنا كم تنحرف الصوفية عن أصل الإسلام، وكم تضيف إليه ما لبس منه، فى سبيل تحقيق غاية فى ذاتها من الإسلام، ولكن طريقها الربانى غير هذا الطريق..
    وهذا كله مع الصوفية " النظيفة " الصادقة المخلصة، فكيف إذا صارت دجلا وتهريجا وخرافات؟
    ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
    ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.

    وأما " العمل " بمقتضى " الإيمان فى الدائرة الفردية والاجتماعية أى فيما لا يتعلق بالسياسة فقد كان الحال خيرا بكثير ولا شك منه فى أواخر الدولة العباسية حيث كان التحلل قد ساد المجتمع وفسدت أخلاقه. فإن المولد الجديد على يد الدولة الفتية، والعزمة القوية التى يحتاج إليها بناء دولة جديدة تقاتل أعداء أشداء، وتريد أن تمكن لنفسها فى الأرض، فضلا عن الجد الصارم الذى تتصف به الدولة العسكرية، كل ذلك قد أحدث تماسكا خلقيا واجتماعيا قرب الناس من روح الإسلام بقدر ما كان الترف العباسى والهو والمجون قد أبعدهم عنه.
    وانتشرت فى القرنين الأخيرين بصفة خاصة تلك القولة العجيبة : من لا شيخ له فشيخه الشيطان.
    وأصبحت الصوفية بالنسبة للعامة بصورة خاصة هى مدخلهم إلى الدين، وهى مجال ممارستهم للدين.
    وحين أصبحت هكذا فقد أصبحت مجموعة من الخرافات والأوهام تتعلق " بالمشايخ " الأحياء منهم والأموات، وصار " التدين " هو الإيمان بالشيخ، وبكراماته، وبأحواله، وقدرته على استشفاف الغيب، وقدرته على شفاء المرضى بغير دواء وقدرته على فك السحر واستخراج الشياطين من أرواح من تسلطت عليهم.. كما أصبح هو التعلق بالأضرحة والأولياء، ونذر النذور لهم والتقرب بالقرابين، دون عمل حقيقى بمقتضى الدين.. فقد أصبح هذا فى حس العامة هو الدين، وليس الدين هو ما أنزله الله فى كتابه المنزل وسنة رسوله .وأما الفراغ الهائل الذى خلفته الصوفية فى مجال العمل، فقد " ستره " الفكر الإرجائى.. المهم هو الإيمان. والإيمان هو التصديق. وهذا متوفر داخل القلب، فلا على الإنسان إذن أن تكون حياته خلوا من العمل بمقتضى الإيمان، فإنه لا يضر مع الإيمان شئ. وتدريجيا فرغت الحياة من المحتوى الحقيقى للدين، ولم يبقى منه سوى وجدانات مهومة.. مختلطة بالأضاليل وتقاليد.

    التعديل الأخير تم بواسطة عمر أبودقة ; 25/10/2009 الساعة 06:48 PM سبب آخر: تنسيق وتلوين

  9. #29
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    أخى الأستاذ/عمر أبودقة
    قال نقلا عن أساتذته بتصرف:



    (على عجالة بعناوين وتفصيلات ارجوا أن تكون غير مملة لأني أراها في الصميم
    ومنها الصوفية منقولة من أساتذتي بتصرف [/COLOR]
    المعجزة : تكون فقط على يد الرسول
    الكرامة
    : ماهو من خوارق العادات على يد إنسان صالح .
    وإذا كانت على يد إنسان فاجر فهي استدراج
    والكرامة لها شروط :
    1- أن لايتباهى بها
    2- أن تجري على يد رجل صالح تقي
    فالإمام الجنيد يقول :
    إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ,أو يطير بالهواء ,فأعرضوا سلوكه على كتاب الله ,فإن وافق ذلك فهي كرامة ,وإن لم يكن ذلك فهي استدراج .
    تصديقاً لقوله تعالى " فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "
    "إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
    ويقول بعض العارفين " الإستقامة عين الكرامة "
    عقيدتنا من منظمومة جوهرة التوحيد :
    وأثبتن للأولياء الكرامة
    ومن نفاها فانبذن كلامه
    معاني الوحي :
    "ماكان لبشر أن يكلمهم الله إلا وحيا , أو من وراء حجاب ,أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه مايشاء ,إنه عليم حكيم "
    1- إما عن طريق جبريل
    2- الإلهام " وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه "
    3- الفطره " واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا...."
    4- الحدس "لكل أمة محدسين وغن يك فيكم فعمر "
    الولي :
    ألا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ,الذين آمنوا وكانوا يتقون "
    "ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
    "والذين آمنوا بعضهم اولياء بعض "
    ورحم الله حجة الإسلام المتصوف الحق أبي حامد الغزالي حين قال :
    "تعلمنا العلم لغير الله ,فأبى إلا أن يكون لله "
    ناقش المعتزلة ودحض أفكارهم المنحرفة فقط .
    وكان قريبه الزمخشري من جماعة وصل بن عطاء الذي اعتزل الإمام حسن البصري .
    قال حجة الإسلام برسالة للزمخشري :
    1- قل لمن يفقه عني ماأقول
    ضربت والله أعناق الفحول
    2- أين منك العقل واللب الذي
    قد حار فيه أصحاب العقول
    3- انت أكل الخبز لاتعرفه
    كيف يجري منك أم كيف تبول
    4- كيف تدري من على العرش استوى
    كيف استوى كيف النزول
    5- قل لي ياجهول ؟؟؟؟
    فكان جواب الزمخشري
    1- يامن يرى في البعوض جناحه
    في ظلمة الليل البهيم الأليل
    2- ويرى نياط عروقها في نحرها
    والمخ في تلك العظام النحل
    3- أمنن علي بتوبة أمحوا بها
    ماكان مني في الزمان الأول
    الصوفية: رد فعل للترف الذى غشى المجتمع العباسى.. فإن " المتطهرين " من ذل المجتمع ، الذين هالهم الفساد الذى يسرى فى المجتمع من الترف والمجون ليعيشوا حياة نقية طاهرة.. مع الله.
    وبصرف النظر عما دخل فى الصوفية من أفكار ، ودفعات يهودية ونصرانية وجوسية وهندوكية.. فما بنا أن ننكر أن دافعها الأصلى كان هو اعتزال الفساد السارى فى المجتمع ، والخلوص إلى حيث الطهارة والقاء.)
    كل ذلك جميل ماكتبه الأساتذة الكرام ونقلته يمينك الحاتمية
    أما عن قولك:

    (ولكن الصوفية ذاتها نزعة منحرفة عن النهج الإسلامى الصحيح.
    فلئن كان فيها نزوع إلى تزكية الروح وهو من الإسلام ونزع إلى الترفع عن متاع الأرض وهو من الإسلام ونزع إلى ذكر الآخرة وهو من الإسلام فإن فيها سلبية وانعزالية ليست من الإسلام ، وإهمالا للحياة الدنيا ليس من الإسلام.
    إن الصوفية فى حقيقتها عملية " هروب " من مواجهة الواقع ومجالدته ، هروب إلى " عالم خاص " من صنع الوجدان ، ينعم فيه الإنسان " بمشاعر " القرب من الله وهما أو حقا فيقعد عن " العمل " اكتفاء بتل المشاعر التى تختصر له الطريق!
    إن " الأعمال " وسيلة للقرب من الله. ولكن ما حاجة " الواصل " إلى الوسيلة وقد وصل بالفعل؟!
    كذلك يقعد الصوفية عن العمل والكدح فى واقع الحياة الدنيا ، كما يقعدون عن مجالدة الواقع المنحرف لرده إلى سواء السبيل ، ويكتفون بتلك المشاعر التى تخيل إليهم أنهم قريبون من الله ، واصلون إليه ، عائشون فى حضرته ، سابحون فى نوره.. فلا يبتغون وراء ذلك شيئا لأنه ليس وراء ذلك شئ!!
    إنها مشاعر يمكن بالفعل أن تستغرق حسن الإنسان فيغرق فيها ولا يفيق.
    ثم إن التدريب الروحى يفتح للإنسان عالما من الأعاجيب. فكما أن التدريب الجسدى يعطى الإنسان قوة وقدرة ، واستمتاعا بتلك القوة والقدرة ، وكما أن التدريب العقلى ينشط الذهن ويسكبه قدرة على الاستيعاب والفهم ، واستمتاعا بتلك القدرة كذلك ، فكذلك التدريب الروحى يعطى الإنسان شفافية وإشراقا ، وإنسياحا وراء السدود والحواجز الحسية إلى عالم فسيح لا تحده حدود ، واستمتاعا بذلك كله يغرى بالمزيد!
    ولكن الإسلام لا يقبل تلك " الغيبوبة "!
    لقد جاء الإسلام " لمهمة " معينة فى الأرض.
    {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد 57/25]
    وقيام الناس بالقسط لا يتأتى بمجرد الرغبة فى ذلك ولا بمجرد التمنى ، كما أنه لا يتم شئ فى حياة الإنسان كلها بمجرد الرغبة ولا مجرد التمنى ، إنما لابد من جهد يبذل لتحقيق الرغبة ، وتحويل الأمنية إلى واقع محسوس.
    والمسلمون بالذات هم الذين حملهم الله مسئولية " العمل " لإخراج البشرية كلها من الظلمات إلى النور بمقتضى الكتاب المنزل إليهم:
    {الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم 14/1]
    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [سورة البقرة 2/143]
    {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} [سورة آل 3/104]
    {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [سورة آل 3/110]
    والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى هو خلاصة حركة الدين فى واقع الأرض جهد محسوس يبذل فى واقع الحياة ، وموقف إيجابى من كل شئون الحياة.
    وهنا مفرق الطريق بين الصوفية وبين الإسلام!
    الصوفية انعزال سلبى ، والإسلام مواجهة إيجابية.فى الإلام دعوى صريحة إلى الترفع عن متاع الأرض:
    {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [سورة آل 3/14-16]
    وفى الصوفية كذلك دعوى إلى الترفع عن متاع الأرض والاكتفاء منه بأقل القليل.
    ولكن فيم تنفق الطاقة الهائلة المتجمعة فى النفس من ممارسة هذا الترفع عن متاع الأرض؟
    فى الإسلام تنفق الطاقة فى تحقيق " القيم العليا " فى دنيا الواقع ، وفى الصوفية تنفق فى تحقيق تلك القيم فى سبحات الروح وإشراقات الوجدان!
    إحداهما تصلح الواقع بالفعل. تصلح الفرد والمجتمع ، وترفعهما من الواقع الأدنى المتمثل فى المجال الحسى الغليظ ، إلى الواقع الأعلى الذى تنطلق فيه كل طاقات الإنسان: جسده وعقله وروحه ، للقيام بمهمة الخلافة ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، التى هى حقيقية " العباد " بمعناها الشامل الواسع ، والتى يتحقق بتحقيقها الكيان الأعلى للإنسان.
    والأخرى تترك الواقع بكل ما فيه من سوء ، لا تتعرض لإصلاحه ، وتعزل عنه فى محاولة لإصلاح الذات ، محاولة قد تنجح فى جانب من الجوانب هو الجانب الروحى ولكنها تفقد الإنسان توازنه الذى خلقه الله عليه وخلقه له ، وتفقده واقعيته وإيجابيته ، فضلا عن صرفه عن القيام بالتكاليف التى فرضها الله " ليقوم الناس بالقسط " وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
    أرأيت لو أن طاقة كامنة يمكن بها استثمار قطعة واسعة من الأرض ، تنزع منها حشائشها الضارة ، وتحرثها وتسقيها ، وتستنبت فيها البقول والأشجار ، والورود والأزهار ، ليعيش من حصيلتها مجموعة من الناس ويستمتعوا بطبيباتها ، أنفقت فى حرث ركن منعزل من الأرض ، وترك سائرها لتنتشر فيه الحشائش والحشرات ويأوى إليه شذاذ الآفاق.
    أى تبديد للطاقة.. وأى صرف للجهد عن الإصلاح؟!
    ذلك مثل الصوفية فى تبديد الطاقة البشرية وإن ظنت أنها تجمعها وتركزها!
    ذلك مثلها فى صرف الجهد عن إصلاح الحياة البشرية وإن ظنت أنها تقوم بالإصلاح.
    إن الإنسان مهما فعل لن يستطيع أن يعبد الله على طريقة الملائكة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)} [سورة الأنبياء 21/20]
    والله من حكمته ورحمته لم يكلف الإنسان أن يعبد الله على طريقة الملائكة ، وإلا لخلقه ملكا منذ البدء ، نورا شفافا بلا جسد طينى ينزع ، ولا فكر ينشغل بأمور الحياة.
    ولكنه ، من حكمته ورحمته ، وقد خلقه من قبضة من طين الأرض ، ونفخة من روح الله ، وجعل له جسدا يتحرك بالرغبة ، وعقلا ينشغل بالتفكير ، وروحا طليقة ترفرف ، كلفه عبادة من نوع خاص غير الملائكة من ناحية ، والعجماوات والجمادات من ناحية أخرى. عبادة يجتمع فيها كيانه كله: جسده وعقله وروحه. وجعل كل نشاط جسده عبادة ، وكل نشاط عقله عبادة ، وكل نشاط روحه عبادة ، إذ توجه بذلك كله إلى الله ، والتزم فيه بما أنزل الله:
    {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ...} [سورة الأنعام 6/162-163]
    وحين يفعل ذلك فهو فى أعلى حالاته ، وأقربها إلى الله ، وأجدرها برضا الله.
    ودليلنا هو أعبد عبد لله ، أعظم بشر خلقه الله ، محمد صلى الله عليه وسلم
    "ألا أنى أعبدكم لله ، ولكنى أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى " ( ).
    هل يستطيع بشر بعد هذا النص أن يزعم أنه أعبد له من محمد رسول الله؟!
    فيكف كانت عبادته ؟!
    فأما خلوته مع ربه ، فقد كانت يتعبد حتى تتورم قدماه الشريفتان ، فتقول له عائشة رضى الله عنها: هون عليك يا رسول الله فقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر: فيقول قولة العابد الواصل فى العبادة إلى الأعماق: أفلا أكون عبدا شكورا؟! ( )
    ومع ذلك.. فكيف كان ؟
    كان أكبر طاقة إيجابية عرفتها الأرض..
    والرسول هو أسوة المسلمين إلى قيام الساعة ، وهو الترجمة الواقعية لهذا الدين فى أعلى صوره.
    {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)} [سورة الأحزاب 33/21]
    والصوفية تقول إنها ترجوا الله واليوم الآخر وتذكر الله كثيرا!.. فلماذا لا تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى إيجابيته وفاعليته وواقعيته ، ومجابهته للواقع السيئ لهدمه والقضاء عليه ، وإنشاء الواقع الصحيح بدلا منه؟! ( ).
    هذا هو الفارق بين الإسلام والصوفية.
    هنا إيجابية وهناك سلبية ، هنا مواجهة وهناك عزلة. هنا " زهد " فى متاع الأرض مع إباحته وممارسته ، وهناك إنزواء عن المتاع يقتل الرغبة ويصيب النفس كلها بالذبول.
    ومع الصوفية ينشأ التواكل بدل من التوكل.
    التوكل على الله من صميم الإيمان ، وقد تردد ذكره فى القرآن مربوطا بالإيمان:
    {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)} [سورة آل 3/160]
    {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [سورة الأنفال 8/2]
    ولكن التوكل ككل شئ فى دين الله طاقة إيجابية دافعة ، يقوم به المؤمن مع اتخاذ الأسباب.
    {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [سورة آل 3/159]
    والعزيمة فى شأن القتال خاصة ، وهو الذى وردت بمناسبته الآية الكريمة تقتضى إعداد العدى واتخاذ الأسباب.
    أما التواكل الذى تمارسه الصوفية وتقول عنه إنه توكل ، فهو ككل شئ فى الصوفية صورة سلبية معطلة ، تتقاعس عن اتخاذ الأسباب متذرعة بالتوكل على الله.
    لقد أفسد التواكل كثير من عقيدة القضاء والقدر ، وحولها من عقيدة إيجابية دافعة إلى عقيدة سلبية مخذلة ، وإلى الرضاء السلبى بالواقع وعدم محاولة التغيير.
    كان الله يعلم الجيل الأول رضوان الله عليهم {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [سورة التوبة 9/51]
    فيعلمون أنه ليس ذهابهم إلى القتال هو الذى يقتلهم ، إنما هو القدر المقدر عند الله هو الذى يصيبهم أينما كانوا ، فيندفعون بكل قوتهم للقتال.
    وكان يعلمهم: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال 8/59-60]
    فيعلمون علما يقينيا مؤكدا أن الله لن يحقق للكفار مسعاهم فى هدم هذا الدين والقضاء عليه ، بل سيمكن لدينه فى الأرض ، ومع ذلك يعدون ما استطاعوا من قوة ، أى يبذلون الجهة ويتخذون الأسباب ، ولا يقولون لأنفسهم: ما دام الله سيمكن لدينه فذلك حسبنا ، ونتوكل عليه فلا نعمل!
    وكان يعلمهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ...} [سورة آل 3/165-166]
    فيعلمون أن وقوع الأمر بقدر من الله لا يخليهم من مسئوليتهم عن أعمالهم حين يخطئون أو يسيئون التقدير.
    وكان يعلمهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [سورة آل 3/172-173]
    فيتعلمون أن وقوع قدر الله بالهزيمة ليس معناه الاستسلام للهزيمة والقعود فيها بحجة أنها قدر من عند الله ، إنما معناها السعى الإيجابى لتغيير هذا الواقع مع التوكل على الله ، رجاء تغيير القدر الأول بقدر جديد , وبذلك كله كانت عقيدة القدر فى حياة المسلمين الأوائل قوة دافعة محركة إلى الأمام.
    ولكن تواكل الصوفية حولها إلى غير ذلك ، قعودا عن الأخذ بالأسباب بحجة أن " مالك سوف يأتيك "! وتخليا عن مسئولية الإنسان عن عمله بحجة أن ما وقع منه قد وقع بقدر من الله! وقعودا عن تغيير الواقع السيئ من مرض أو عجز أو فقر أو ذلك أو ضيم بحجة أنه ما حدث إلا بقدر من الله ولو شاء الله غير ذلك لكان!!
    ومع الصوفية كذلك ينشأ القعود عن تعمير الأرض ، بحجة أن الدنيا ملعونة ، والمعول عليه هو الآخرة! وأن الإنسان حسبه فى هذه الدنيا عيشة الكفاف، لكى ينجو بروحه من التعلق بالدنيا ، ولكى يفرغ لتزكية روحه استعداد للآخرة!
    ولا شك أن الدعوة إلى التقلل من متاع الأرض ، وعدم " التعلق " بالدنيا هى دعوة إسلامية أصيلة ، وهذا هو " الزهد " الذى أشرنا إليه من قبل. ولكن الانصراف عن عمارة الأرض قضية منفصلة ومختلفة عن عدم التعلق بالحياة الدنيا.
    لقد ركب الله فى النفس البشرية دوافع إلى العمل والنشاط فى صورة رغبات وشهوات أبرزت الآية الكريمة أهمها أو أشدها سيطرة على الإنسان:
    {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [سورة آل 3/14]
    ولم يخلق الله هذه الدوافع عبثا ، تعالى الله عن العبث..
    ولم يخلقها ليقتلها الإنسان من جانبه بحجة تزكية الروح..
    إنما خلقها لتعينه أو لتدفعه لعمارة الأرض ، التى هى جزء من الخلافة التى خلق الله الإنسان من أجلها:
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [سورة البقرة 2/30]
    {هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [سورة هود 11/61]
    صحيح أن هذه الشهوات مهلكة للإنسان إذا مضى معها إلى آخر الشوط ولم يلتزم " بالحدود " التى رسمها الله ، وقال عنها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [سورة البقرة 2/229] {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [سورة البقرة 2/187].
    لذلك خلق الله فى النفس البشرية ضوابط تضبط اندفاع تلك الدوافع ، منها العقل والإرادة الضابطة ، ومعرفة الطريقين والقدرة على اختيار أحدهما:
    {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } [سورة الشمس 91/7-10]
    {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [سورة البلد 90/10]
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)} [سورة الإنسان 76/3]
    ثم ذكر الإنسان بالآخرة ، والبعث والحساب والجزاء ، ليكون ذلك معينا له فى ضبط شهواته والالتزام فيها بالحدود التى رسمها الله ، والتى يعلم سبحانه أن فى داخلها الأمن والأمان والفلاح ، ويعلم سبحانه كذلك أن الالتزام بها هو الذى يرفع النفس البشرية ويظهرها ، ويعينا على عمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى.
    وعلى الرغم من وضوح المنهج الربانى فى هذه النقطة ، فإن الصوفية تسعى إلى " قتل " الدوافع البشرية بدلا من تهذيبها وضبطها ، وتدعو إلى " إهمال " الحياة الدنيا بحجة التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته.
    ولو كان هذا هو الإسلام لهدانا إليه رسول الله .
    يستلون بقوله : " الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله أو عالم أم متعلم " ( ).
    وبأن الله ذم الدنيا فى كتابه المنزل وقال عنها {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل 3/185].
    ولا شك أنه ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ذم للدنيا أو لعن لها.
    ولكن مراجعة السياق الذى ورد فيه مثل هذا الذم تكشف لنا بوضوح أن الدنيا تذم أو تلعن فى مجالين اثنين ، حين تصد الإنسان عن الإيمان بالله وتدفعه إلى الكفر به ، أو تصده عن الجهاد فى سبيل الله:
    {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)} [سورة النحل 16/106-107]
    {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} [سورة التوبة 9/24]
    أما فى غير هذين المجالين فليست الدنيا مذمومة ولا ملعونة ، ما دامت لا تصد عن الإيمان بالله أو الجهاد فى سبيل الله.
    {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة الأعراف 7/32]
    {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} [سورة القصص 28/77]
    صحيح أن التعلق بالدنيا يؤدى إلى معصية الله. وهذا هو المعنى الذى ركز عليه الصوفيون أشد التركيز ، وجعلوا الدنيا ملعونة من اجله ، ولكن قتل النفس من جهة أخرى مخافة الوقوع فى المعصية يوقع فى معصية من نوع آخر ، هى القعود عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وعن مجالدة الباطل والعمل على إزهاقه ، وعن عمارة الأرض بمقتضى منهج الله.
    وحين يعمل الإنسان فى هذا الحقل ، وهو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجهاد لتكون كلمة الله هى العليا ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، ثم تقع منه الأخطاء والمعاصى غير متعمد لها ولا متبجح بها ، ثم يستغفر الله عنها ويجاهد لكى لا يقع فيها ، فذلك هو الذى قال الله فيه:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل 3/135-136]
    وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم!" ( ).
    وحين تجلس ساكنا وتحمل فوق رأسك سلة مملوءة بالأشياء فلا يقع منها شئ ، فقد حافظت على ما فى السلبة بالفعل ، ولكنك فى سبيل المحافظة عليها تعطلت عن الحركة المطلوبة منك وليست هذه هى البراعة إنما البراعة أن تتحرك وأنت تحمل السلة على رأسك وتحاول جاهدا ألا يسقط منها شئ. فإن تساقط منها شئ أسرعت إلى إعادته فى السلة وعاودت المسير.
    ولمثل هذا خلق الله الإنسان. جمله الأمانة ثم أمره بالسير فى مناكب الأرض وهو يحمل الأمانة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويجاهد لكى يقوم الناس بالقسط ، ولكى تكون كلمة الله هى العليا ، ويعمر الأرض بمقتضى المنهج الربانى.. ثم كان من رحمته سبحانه وتعالى وهو يعلم ضعف الإنسان أنه يغفر ما يقع فى أثناء ذلك من الذنوب ما دام العبد لا يصر عليها ، وما دام يستغفر ويتوب ، فيتم " الإنتاج " المطلوب والإنسان فى أرفع حالاته ، وأقربها إلى رضوان الله.
    أما القعود عن الإنتاج ، أو حصره فى أضيق نطاق ممكن بحجة تجنب المزالق ، فليس هو الذى أمر به الله..
    ومن جهة أخرى فإن حصر الإنتاج فى أضيق نطاق ممكن وهو نطاق الكفاف يجعل الدولة كلها تعيش فى حالة الكفاف ، ولا يجعل لديها " الفائض " الذى تنفقه فى متطلبات " التمكين فى الأرض ".
    إن التمكين فى الأرض هبة الله للمؤمنين:
    {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [سورة النــور 24/55]
    ولكن له تكاليف...
    فإلى جانب عبادة الله وحده بلا شريك، وتحكيم شريعته وحده، وهما المقتضى العملى للإيمان الصحيح، فهناك تكاليف حسية ومادية :
    {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} [سورة الأنفال 8/60]
    فإذا عاش مجموع الناس عيشة الكفاف، ولم ينتجوا إلا فى حدود الكفاف، فكيف للدولة المسلمة أن تعد ما استطاعت من قوة لإرهاب أعداء الله، تلك القوة التى لا يستمر التمكن فى الأرض إلا بها؟
    إنما يحتاج الأمر إلى الإنتاج الوفير والاستهلاك القليل.. وهذه هى المعادلة التى يتم بها التمكين فى الأرض والمحافظة عليه. أما الإنتاج القليل على قدر الاستهلاك القيل فلا يؤدى إلا إلى فقر مجموع الأمة، الفقر الذى يؤدى إلى الضعف، والضعف يحرك شهوة الأعداء الذين ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض.
    وإلى جانب ذلك كله، فيحن يعتزل المتطهرون المجتمع وينعزلون عنه ليزكوا أرواحهم بعيدا عن الدنس فمن يبقى فى المجتمع؟ ومن يدير شئونه؟ ومن يتحرك فيه؟
    أليست هذه العزلة مشجعا للفاسدين أن ينفردوا بالعمل دون تدخل ولا اعتراض؟ بينما كان الواجب الأول لأولئك المتطهرين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأطروا الحاكم على الحاكم على الحق أطرا ويأصروه عليه أصراكما أمرهم الله ورسوله ؟
    فإذا أضيف إلى هذه الأمور كلها تضخم الشيخ فى حس المريد إلى حد أن يصبح فى حقيقة الأمر واسطة بينه وبين الله، فى الوقت الذى جاء فيه الإسلام ليلغى كل واسطة بين العبد والرب، ويحرر القلب البشرى من كل قيد يعوقه عن الاتصال المباشر بالله، وعبادة الله وحده بلا شريك، ويكون من تعليمه للناس : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [سورة البقرة 2/186]
    إذا اضيف هذا إلى كل ما سبق فقد بدا لنا كم تنحرف الصوفية عن أصل الإسلام، وكم تضيف إليه ما لبس منه، فى سبيل تحقيق غاية فى ذاتها من الإسلام، ولكن طريقها الربانى غير هذا الطريق..
    وهذا كله مع الصوفية " النظيفة " الصادقة المخلصة، فكيف إذا صارت دجلا وتهريجا وخرافات؟
    ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
    ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.
    وأما " العمل " بمقتضى " الإيمان فى الدائرة الفردية والاجتماعية أى فيما لا يتعلق بالسياسة فقد كان الحال خيرا بكثير ولا شك منه فى أواخر الدولة العباسية حيث كان التحلل قد ساد المجتمع وفسدت أخلاقه. فإن المولد الجديد على يد الدولة الفتية، والعزمة القوية التى يحتاج إليها بناء دولة جديدة تقاتل أعداء أشداء، وتريد أن تمكن لنفسها فى الأرض، فضلا عن الجد الصارم الذى تتصف به الدولة العسكرية، كل ذلك قد أحدث تماسكا خلقيا واجتماعيا قرب الناس من روح الإسلام بقدر ما كان الترف العباسى والهو والمجون قد أبعدهم عنه.
    وانتشرت فى القرنين الأخيرين بصفة خاصة تلك القولة العجيبة : من لا شيخ له فشيخه الشيطان.
    وأصبحت الصوفية بالنسبة للعامة بصورة خاصة هى مدخلهم إلى الدين، وهى مجال ممارستهم للدين.
    وحين أصبحت هكذا فقد أصبحت مجموعة من الخرافات والأوهام تتعلق " بالمشايخ " الأحياء منهم والأموات، وصار " التدين " هو الإيمان بالشيخ، وبكراماته، وبأحواله، وقدرته على استشفاف الغيب، وقدرته على شفاء المرضى بغير دواء وقدرته على فك السحر واستخراج الشياطين من أرواح من تسلطت عليهم.. كما أصبح هو التعلق بالأضرحة والأولياء، ونذر النذور لهم والتقرب بالقرابين، دون عمل حقيقى بمقتضى الدين.. فقد أصبح هذا فى حس العامة هو الدين، وليس الدين هو ما أنزله الله فى كتابه المنزل وسنة رسوله .وأما الفراغ الهائل الذى خلفته الصوفية فى مجال العمل، فقد " ستره " الفكر الإرجائى.. المهم هو الإيمان. والإيمان هو التصديق. وهذا متوفر داخل القلب، فلا على الإنسان إذن أن تكون حياته خلوا من العمل بمقتضى الإيمان، فإنه لا يضر مع الإيمان شئ. [COLOR="Red"]وتدريجيا فرغت الحياة من المحتوى الحقيقى للدين، ولم يبقى منه سوى وجدانات مهومة.. مختلطة بالأضاليل وتقاليد.)

    فأنا أخالفك على ماورد جملة وتفصيلاعلى النحو التالى:
    أولا: سبق أن قلت فى مشاركاتى بديهة متفق عليها وهى أن كل طائفة من طوائف المجتمع- أعتذرمنك لك ولجميع المعارضين للتصوف عن كلمة طائفة التى تسبب حساسية!- وأقول أن كل شريحة من المجتمع
    فيها قابيل الطالح وهابيل الصالح على النحو التالى:
    * شريحة أساتذة الجامعات مؤسسة عماد الدولة فيها الصلاح ولا تخلو من بعض الطالحين الذى يسرقون رسالات الماجستير والدكتوراة ومنهم من يجبر الطلبة على الدروس الخصوصية ولم يكتف بايراداته من الدولة وهى متميزة فى كل بلد ومن إيرادات بيع المراجع التى قد لاتتغير فى الأعوام القادمة فى المضمون ولكن تتغير فى تقديم وتأخير بعض الفصول وجلدة المرجع للإحياء بأن هناك تغير كثير ليجبر الطلبة على شرائها بل ابتدعوا نظام الشيتات ( أعمال السنة)حتى يتم التحقق من شراء الطالب للمرجع وإلا سود نتيجته فى نهاية العام ...ألخ وتطالعنا الصحافة فى بلداننا بحالاتهم هل هذا يعنى أن الكل مرفوض رغم تفشى تلك الظاهرة خاصة فى جانبها المادى؟؟!!
    *- شريحة السلفيين عندنا بعضهم يحمل دفاتر تبرعات مزورة وضبط هل كل السلفيين كذلك؟؟!!!
    * شريحة المبدعينهنا على صفحات النت:
    منهم الذى يسرق نصوصا كاملة فهل نرفض كل المبدعين كما نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!
    .....
    ......
    ألخ
    أما عن قولك يا سيدى أن نزعة الصوفية تبتعد الدين وأصوله وتسبب الإنعزالية والتواكل ....ألخ
    فهذا قول ليس صحيحا !!
    فأنا على سبيل المثال :تلميذ أحبو برياض بحوثكم أتتلمذ على أيديكم حسينى شريف وتلميذ فى مدرسة الصوفية ووكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات وكما ترانى ليس إنعزاليا ولا متواكلا بل مجاهدا نشيطا
    وأذكرنى على سبيل المثال لا الحصر!!
    كما تجدر الإشارة الى عدم انعزالية الصوفية بل مشايخهم أنفسهم على النحو التالى:
    *- سيدى أبو الحسن الشاذلى كان صاحب تجارات كبيرة ومجاهدا كبيرا ضد مع المجاهدين المصريين وكتب ذلك
    الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق رحمه الله فى كتابه(أبو الحسن الشاذلى الصوفى المجاهد)
    كما تجدر الإشارة الى صوفية شيخ الأزهر هذا وهو أستاذ جامعى لم ينعزل عن الحياة المعاشة بل تذكر له حسنة رفضه بشجاعة جعل كتاب الدين الإسلامى يشمل الدين المسيحى! كمطلب سياسى له من السلطة ما له!!!).
    *- كما أن السيد أحمد البدوى رضى الله عنه وعنا حارب ضد الصليبين وفك أسر بعض الأسرى وتغنى الشعب بشجاعته(الله الله يابدوى جاب اليسرى أى الأسرى).
    *سيدى على الخواص كان يأكل من عمل يده من حرفته فى مجال المصنوعات الخوصية.
    *- الدكتور أحمد عمر هاشم من المتصوفة وأستاذ جامعى ولم ينعزل عن الحياة ولا يتواكل ويأكل من عمله الجامعى!.
    ........
    ........
    والغالبية منهم معتدلون كما تفضلت وذكرت سيدى فإن وجد بعض الصوفية المخالفين هل معنى ذلك نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!
    علما بأن البحث العادل (النقد الموضوعى) يستلزم ذكر المحاسن أولا ثم ذكر المسالب فى عرض محايد
    لا بطريقة هجومية تعنى الرفض التام!!.
    أعتذرمنك لك إن كنت قد تجاوزت حدود الخطاب الثقافى الراقى المتحضر
    ولك ولكل المشاركين محبتى فى الله خالصة

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالوهاب موسى ; 25/10/2009 الساعة 10:38 PM
    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  10. #30
    عـضــو الصورة الرمزية عمر أبودقة
    تاريخ التسجيل
    24/01/2009
    العمر
    66
    المشاركات
    499
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    الباحث القانوني عبد الوهاب موسى المحترم
    ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
    ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.
    أما عن قولك يا سيدى أن نزعة الصوفية تبتعد الدين وأصوله وتسبب الإنعزالية والتواكل ....ألخ
    فهذا قول ليس صحيحا !!وهنا أقول لك هدانا الله وإياك لتفهم ماورد أعلاه جيداً .
    فأنا على سبيل المثال :تلميذ أحبو برياض بحوثكم أتتلمذ على أيديكم حسينى شريف وتلميذ فى مدرسة الصوفية ووكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات وكما ترانى ليس إنعزاليا ولا متواكلا بل مجاهدا نشيطا
    وأذكرنى على سبيل المثال لا الحصر!!
    كما تجدر الإشارة الى عدم انعزالية الصوفية بل مشايخهم أنفسهم على النحو التالى:
    *- سيدى أبو الحسن الشاذلى كان صاحب تجارات كبيرة ومجاهدا كبيرا ضد مع المجاهدين المصريين وكتب ذلك
    الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق رحمه الله فى كتابه(أبو الحسن الشاذلى الصوفى المجاهد)
    كما تجدر الإشارة الى صوفية شيخ الأزهر هذا وهو أستاذ جامعى لم ينعزل عن الحياة المعاشة بل تذكر له حسنة رفضه بشجاعة جعل كتاب الدين الإسلامى يشمل الدين المسيحى! كمطلب سياسى له من السلطة ما له!!!).
    *- كما أن السيد أحمد البدوى رضى الله عنه وعنا حارب ضد الصليبين وفك أسر بعض الأسرى وتغنى الشعب بشجاعته(الله الله يابدوى جاب اليسرى أى الأسرى).
    *سيدى على الخواص كان يأكل من عمل يده من حرفته فى مجال المصنوعات الخوصية.
    *- الدكتور أحمد عمر هاشم من المتصوفة وأستاذ جامعى ولم ينعزل عن الحياة ولا يتواكل ويأكل من عمله الجامعى!.

    بارك الله بهم جميعاً وأحب ان أضيف اليهم الأمير عبد القادر الجزائري وكافة رفاق دربه المتطهرين
    واسمح لي بالإختلاف معك بالرأي حول تقدير الأقلية والأغلبية
    .
    ........
    والغالبية منهم معتدلون كما تفضلت وذكرت سيدى فإن وجد بعض الصوفية المخالفين هل معنى ذلك نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!لماذا لاتقتبس هذا الكلام فإني أدرك ماقلته تماماً . سامحك الله
    علما بأن البحث العادل (النقد الموضوعى) يستلزم ذكر المحاسن أولا ثم ذكر المسالب فى عرض محايد
    لا بطريقة هجومية تعنى الرفض التام!!.
    أعتذرمنك لك إن كنت قد تجاوزت حدود الخطاب الثقافى الراقى المتحضر
    ولك ولكل المشاركين محبتى فى الله خالصة
    [/SIZE][/COLOR][/QUOTE]
    ولاداعي للإعتذار أخي في الله فإنك لم تخاطبني شخصياً وإنما تفكر فيما ورد .
    وأذكرك بشرف نقلي عن أساتذتي "وفوق كل ذي علم عليم "

    التعديل الأخير تم بواسطة عمر أبودقة ; 26/10/2009 الساعة 02:36 AM سبب آخر: تنسيق

  11. #31
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    شكرا جزيلا لك أخى الحبيب فى الله عمر أبودقة
    على رحابة صدرك وعطور فكرك.
    هكذا لا إختلاف بيننا !
    ففى كل شريحة من شرائح المجتمع نجد الصالح والطالح ولا فضل للصالح فى صلاحه فهو نعمة من الهادى جل جلاله: فالهدى هداه :(.. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء.. الآية الكريمة)
    وفى حديث ما معناه عن سيد الخلق بخصوص الأشقياء - فى كل شريحةبالطبع- :(.. وأن تدعو لشقيهم بالهداية..الحديث الشريف) نجادله بالتى هى أحسن حتى لا ينفض من حولنا!
    ولانرميه بضلال وكفر حتى لايرد علينا!! ،ولا نقنـّطه من رحمة الله حتى لايقتلنا ويكمل المائة بنا ويدخل الجنة رغم أنفنا!!.
    وقد تكتب له السعادةفى آخر عمره حيث لايكون بينه وبين النار قدر زراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة والعكس صحيح وهو مفاد حديث شريف.
    جلعنا الله متحابين فى جلاله حتى نستظل بظله يوم القيامة حيث لاظل إلا ظله
    لك تقديرى واحترامى ومحبتى فى الله سيدى

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  12. #32
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الاخ الكريم / الاستاذ عمر ابو دقه
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اشكر لك مشاركتك للموضوع والذي طرحت فيه البحث من جانب مختلف ، وهذا البحث يمكن ان يوضع تحت مسمي الجانب السلبي للحركات الصوفية علي الحياة العامة في الاسلام .
    وقد كان طرحا موضوعيا غطي االمطلوب من كل جانب .
    شكرا لك اخي الكريم

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد خطاب سويدان ; 26/10/2009 الساعة 10:04 PM سبب آخر: الزيادة

  13. #33
    مدير عـام الصورة الرمزية مصطفى الزايد
    تاريخ التسجيل
    21/08/2008
    المشاركات
    1,382
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأستاذ محمد خطاب سويدان
    تحية طيبة ، مع الشكر على موضوعك.
    أخي الكريم إن كنت قد ربطت التصوف بديانات وثنية ، ومذاهب فلسفية ، فهذا لا يعني انتسابه لهذه الاتجاهات.
    فهناك قيم إنسانية تتشابه بين عموم الجنس البشري ؛ كالبكاء عند الألم ن والضحك عند الفرح. كحب الإله أو الرب الذي تعرفه كل البشرية قبل أن يدخل التحريف على دياناتها.
    فكل امة جاءها نذير ، وعرفت أن لها ربا ، منهم من عصاه ، ومنهم من احبه. وجرى التحريف عليها ، وبقي الحب.
    والدين الإسلامي كان فيه نماذج من الناس احبوا الله ، ولكن لم يجر التحريف بهذا الدين الذي تعهد الله بحبه.
    أنا كنت أنظر إلى الفكر الصوفي (الحب) في الديانات الأخرى على أنه دليل على أن أصول هذه الديانات واحد هو الله ، ورسالات ونبوات حقيقية كانت في تلك الأمم ، لكن التحريف أفقدها جوهرها وهو التوحيد ، وبقي شيء من ملازماتها وهو الحب.
    أما بشأن تفصيلات التصوف الإسلامي فلي مقال هنا تحت عنوان نـظـــــــرة وجـــدانـــيــة إلـى الـتـــصــــوف أرجو أن تطلع عليه ، لأن إعادة الكلام على هذه الصفحة لا مبرر له.

    أنـا الـحــرّ الــــذي أفـنـى تـلادي
    وقـوفي حـيـث يـرتـقـب الـرجـال

  14. #34
    أديب وكاتب الصورة الرمزية سعيد نويضي
    تاريخ التسجيل
    09/05/2007
    العمر
    68
    المشاركات
    6,488
    معدل تقييم المستوى
    23

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالوهاب موسى مشاهدة المشاركة

    ======
    أخى الحبيب/ سعيد
    أقول لك أخى بل أقولها للجميع دائما وأبدا
    فأن أخا الدابة دابة مثلها هههه
    أخى وأستاذى أقصد الذى كتب المقال فى موقع الصوفية لا أقصدك فهو بالطبع نقل ماكتبه كالحمار يحمل أسفارا لا يعلم ما بهاحيث أنه فنان.
    أنا وأنت وكلنا مجتهدون فى التفقه ولسنا بفقهاء حتى نفتى ونكون نواب أحكام لله فى الأرض نكفر هذا وندخله الجنة ونمدح ذلك ونعطيه قيراطا فى الجنة.
    همسة:
    جادلنى أحد المطنطنيين بعبارات الضلال ولا يملك إلا حديثا واحدا فى ذاكرته ما معناه- أدبا مع سيدنا رسول الله:"...وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار...الحديث الشريف"
    فضقت به ولكن ضيقى لم يخرجنى عن حدود الخطاب الثقافى المتحضر!
    فسألته أدخلت الكثير النار وأدخلت بعضنا الجنة!:
    أين منتهاك من الجنة أو النار وأنت أعلم بنفسك التى بين جنبيك؟
    قال الله أعلم
    فتعجبت منه وقلت أنت لا تعلم بنهايتك فكيف تعلم بحال غيرك ونهايته وفاقد الشىء لايعطيه؟؟!!
    فبهت الذى طتطن.
    لك محبتى فى الله ياأخى الكريم

    بسم الله الرحمن الرحيم...
    سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى....
    الحمد لله كلنا إخوة في الإسلام...و كلنا متحابين في الله جل و علا...و كلنا لا نهدف من أقوالنا و لا أعمالنا سوى وجه الله جل و علا و رضاه...
    لذلك كانت الكلمة التي تخرج من أفواهنا أو اقلامنا و لا نلقي لها بالا قد تنزل بنا إلى الاسفل و قد ترفعنا إلى أعلى عليين كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين...
    ( صحيح ) وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم . رواه البخاري . وفي رواية لهما يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .
    لذلك ما أردت بالتعليق على ما يسمى بالحديث القدسي "....قل للشيء كن فيكون" هو مجرد التنبيه على اساس ما أجمعوا عليه من أن الحديث موضوع و لا وجود له في الصحاح الستة و أن الشيخ الشعراني رحمه الله لم يستشهد بهذا الحديث في كتابه "الطبقات" و هو الصوفي الذي ذكرته في مداخلتك الأولى...
    فمن باب التذكير ليس إلا...
    و جزا الله ألف خبر الأستاذ عمر أبودقة على مداخلته القيمة التي بين فيها بشكل دقيق و واضح أن الإسلام هو دين الوسطية القائم على الحق و اتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم باعتباره كما قالت امنا عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن".
    فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...
    و الكرامات مهما بلغ المكرم بها من الله جل و علا من التقوى و الرقي الروحي لن تصل إلى قول الشيء كن فيكون...
    و ربما يكون للاساتذة قول آخر...
    و الله أعلم...
    لكم مني أطيب المنى و ألطف تحية...
    و للحديث بقية إن شاء الله...

    التعديل الأخير تم بواسطة سعيد نويضي ; 27/10/2009 الساعة 08:31 PM

  15. #35
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي الكريم الاستاذ عبد الوهاب موسي
    تحيتي اليك
    سيظل الاختلاف ما اختلفنا في الاصول الفكرية ، ولن يفسد هذا للود قضية ، تري في الصوفية حياة وطريقا مستقيما ، وأختلف معك ، وأعتقد ان هذا من حقي ان اختلف ما دمت اقدم حجج وادلة هي من وجة نظري سليمة .
    وكم وددت اخي الكريم ان يبقي الحوار دون تصنيف فكري لمجرد الاختلاف ان هذا ارهابي او هذا مسلم معتدل اوهذا وهابي ، حتي لا يخرج الحوار عن خطه المرسوم الي اتجاه لافائدة منه في حوارنا حول موضوع يدرك شخصكم الكريم اننا لن تلتقي فيه ، ولن اقبل به ، ولو كان كذلك لرأيتني امشي في طريقه .ولم اقدم له نقدا .
    لك مني التحية والسلام

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد خطاب سويدان ; 28/10/2009 الساعة 03:37 PM

  16. #36
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد خطاب سويدان
    تاريخ التسجيل
    28/06/2009
    المشاركات
    536
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي الكريم الاستاذ / مصطفي لزايد
    اطلعت علي المقال ووعيته ، غير اني اري ان العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
    وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم .
    والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟ اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ، اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .
    هذا هو المعيار والمقياس .
    كذلك ان فكرة التدين فطرة في الانسان وقد وجد ان اكثر القبائل تخلفا لها طوطمها الذي تعبده ، ولكن هل في الطريق الصحيح ؟
    هناك فرق كبير بين زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الدنيا وخوفه من الله وخوفه من ناره وممن يقول اني اعبد الله لاخوفا منه ولا طمعا في جنته ولكن حبا له ، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي من خشية الله .فعمر بن الخطاب ليس صوفيا ولا حتي في الظاهر او اننا فهما الصوفية خطأ .
    تحية لك اخي الكريم
    واشكر لك مداخلتك الراقية .

    التعديل الأخير تم بواسطة محمد خطاب سويدان ; 28/10/2009 الساعة 03:38 PM

  17. #37
    عـضــو الصورة الرمزية جعفر الوردي
    تاريخ التسجيل
    15/05/2009
    المشاركات
    581
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    بصراحة أرى أن النقاش يدور حول اسطوانة وليس له حد يقف عنده

    كيف نتسرع الى الحكم دونما تمعن !!
    غريب هذا الامر اليس كذلك

    لم اتمعن في كثير من الردود لأن العصبية تغشى بعضها ولعلنا فقدنا -مع العلم أن الكل مثقف - الانصاف
    لكن لفت انتباهي قول أخي خطاب
    وقد أذهلني وحجبني عن الرد أو الكلام

    لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم

    ومن ينكر ذلك يا سيدي ؟؟!!!!
    أليس الله يقول كونوا ربانيين ؟؟؟!!!
    أليس الله يقول ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟؟؟!!!!

    بالطبع إذا رأيت هذا الأمر والمدح من الحق سبحانه سأسعى ركضا أو حبوا لكي أصبح وليا

    أرجو قليلا من التمعن دون التسرع في لطش الأقوال وردها

    فنحن مـــــــــثقفون

    تحيتي وودي للجميع


    [poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    سَأقولُ في ظَهرِ الرِّجالِ مقالَتِي = حتَّى أرى جِيلاً يُقرُّ رَوائِعـي
    ولهم كِتابٌ من رحيقِ قَصائدي = ورَسولُهم قَلبي، يقولُ بَدائِعـي[/poem]



  18. #38
    عـضــو الصورة الرمزية جعفر الوردي
    تاريخ التسجيل
    15/05/2009
    المشاركات
    581
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    أخي محمد سأتطفل على أخي الأستاذ الحبيب مصطفى الزايد وأجيب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اخي الكريم الاستاذ / مصطفي لزايد
    اطلعت علي المقال ووعيته ، غير اني اري ان العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم

    ما تقول يف ابتداع بلال الحبشي ركعتي الوضوء ولم يجئ بها محمد رسول الله وهي عبادة مستقلة ؟!
    وما قولكم في ابتاداع أبي بكر لربنا ولك الحمد بعد الركوع ولم يجئ بها أبو القاسم ؟
    وغيرها كثير من ابتداع الصحابة غير الاربعة المهديين الذين أمرنا أن نعض على ما جاءنا منهم بالنواجذ
    وفي الجميع ما دام أنه ابتدع على نسق وترتيب ماجاء به محمد رسول الله فقد عليه مولانا النبي


    فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم

    غريب أن نستدل بأية نزلت في عباد الأوثان على موحدين ومؤمنين !!

    كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

    نعم ولم ينكر أحد ذلك ولم يتكره أي صوفي ومن أراد الخلي فهو وشأنه وله ما يريد كما فعل ذلك السلف كالنووي وغيره من الفقهاء والعلماء وتبقى سنة النبي المهدي هي المقدمة
    ومفهوم كلامكم يدل على ان الذي لا يتزوج خارج عن الاسلام !!!
    فهل هذا صحيح ؟
    بل الصحيح أن الذي يحرم الزواج على نفسه هذا الذي لا يجوز وما أحد قال به


    وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم .
    والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟

    وهل هذا السؤال مطابق للاستشهاد

    اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ،

    أليست الصحابة كان لكل واحد منهم شأن معين في عبادته ؟
    هذا أبو ذر في الزهد
    وهذا ابن عوف في التجار ة
    وما أنكر أحد على أحد وما قيل لهم إنهم خالفوا هدي محمد
    بل لكل راحته في العبادة على خط هدي محمد


    اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .

    ما خرجنا منها لنعود إليها إن شا الله تعالى

    هذا هو المعيار والمقياس .
    كذلك ان فكرة التدين فطرة في الانسان وقد وجد ان اكثر القبائل تخلفا لها طوطمها الذي تعبده ، ولكن هل في الطريق الصحيح ؟
    هناك فرق كبير بين زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الدنيا وخوفه من الله وخوفه من ناره وممن يقول انياعبد الله لاخوفا منه ولا طمعا في جنته ولكن حبا له ،

    هذا ليس توجيهه على ما يريد كل شخص
    بل من الطبيعي ان يخاف الانسان من النار ويطمع بالجنة
    ولكن هل انا اعبد الله للجنة ام لأنه رب يستحق العبادة ؟
    هذا هو مفهموم العبارة الذي لا يتمارى في فهمه أحد قط


    وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي من خشية الله .فعمر بن الخطاب ليس صوفيا ولا حتي في الظاهر او اننا فهما الصوفية خطأ .

    وكل الصالحين من الصوفية كانوا على هذا القدم
    فمن لم يخف من عذاب الله ليس بمؤمن
    لأن الله يقول يخوف الله عباده
    فالمعنى في الكلام الذي نقلته عن قائله هو في معنى العبادة
    أي إنني ليس بعبد للنار ولا للجنة لكن عبد لله وأرجو الجنة وأخاف النار
    وأنت نفسك سيدي الكريم تقر بهذا الكلام


    تحية لك اخي الكريم

    وتحيتي العميمة والغامرة لك

    واشكر لك مداخلتك الراقية .

    وانا أشكرك باسمه وان كنت متطفلا

    تحيتي للجميع


    [poem=font="Traditional Arabic,6,blue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    سَأقولُ في ظَهرِ الرِّجالِ مقالَتِي = حتَّى أرى جِيلاً يُقرُّ رَوائِعـي
    ولهم كِتابٌ من رحيقِ قَصائدي = ورَسولُهم قَلبي، يقولُ بَدائِعـي[/poem]



  19. #39
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام


    أخى محمد خطاب
    فى تعليقك على أخى مصطفى زايد أخالفك الرأى على بعض ماجاء به على النحوالتالى:
    فقد قلت:

    1-( العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

    وأقول لك:
    يا أخى الفاضل كلامك هذا قذف وسب - إن لم يكن تكفيرى وسيرد إليك: فالصوفيون يعبدون الله مثل أى مسلم عادى و مثلك تماما ويقيمون أركان الإسلام الخمسة ويزيدون رتبة بكثرة أذكارهم ومجالسة الصالحين (..إنما مثل الجليس الصالح....الحديث)
    فهم يا أخى لايعبدون الأصنام والعياذ بالله
    وليسوا سلبيين ورغبوا عن السنة الشريفة بل هم يخاطبونك الآن ولم يتواكلوا بل توكلوا ولم يترهبنوا كما يدعى عليهم بل يتعايشون مع الناس بل و مع من يخالفهم الرأى هكذا!!.

    2- وقلت:
    (وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم) .

    وأقول يا أخى الفاضل:
    حين تفصل بين الزهاد والمتصوفة هكذا فهذا دليل قاطع على عدم الإلمام بمقررات مدرستهم السامقة حيث أن الزهد هو أول المقررات الدراسية بها!!!.

    3- وقلت:
    والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟ اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ، اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .
    هذا هو المعيار والمقياس ).

    وأقول لك ياأخى الحبيب :
    إنتماؤك الى السلفيين واضح جدا وضوح الشمس وبكل سهولة يمكننى تصنيف توجهك كالآتى:
    أنت من مريدين الطريقة الوهابية - سبق أن قلتها فى مشاركاتى وأؤكدها الآن- ولحساسيتك المفرطة من لفظة الطريقة والطرق والمريدين يمكن
    القول:
    أنت من أنصار المذهب الوهابى السلفى ومحال أن نلتقى عند نقطة الوسط هكذا أعرف ويعرف المشاهدون والمشاركون مقدما !!!.
    أعتذرمنك لك إن كانت صراحة الحوار قد سببت إزعاجا ما لك ولكنها الحقيقة ولا مفر منها.
    شكرا لك ولأخى مصطفى زايد
    وأدعو لنفسى أولا ولك ولأخى مصطفى وكل المسلمين بظهر الغيب بالهداية السرمدية.
    ولك محبتى فى الله

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالوهاب موسى ; 28/10/2009 الساعة 03:19 AM
    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

  20. #40
    شاعر وناقد / باحث قانوني الصورة الرمزية عبدالوهاب موسى
    تاريخ التسجيل
    11/10/2007
    العمر
    72
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام

    أخى الحبيب/ سعيد نويضى
    قلت فى آخر مشاركة لك:
    (فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...)

    وأقول لك أخى الحبيب:
    من أين إستدللت بهذا الكلام؟؟؟!!!
    ألم يقل المسيح للميت قم حيّا وهو يحيى الموتى بأمر الله؟!
    ألم يأت ذاك صراحة بدستورنا الشريف الكريم؟!
    هناك فرق واضح سيدى بين كن الكلية المقررة وبين كن الخاصة المنفذة(المتصرفة)!!.
    فالمختص والمنفذ والمتصرف فى - على سبيل المثال لا الحصر- حال المطر المساق بكن الخاصة من اختصاص ملك مقرب!
    أليس فى مكنة الله القادر والقدير أن يكون ذلك بقبضته وهو المقرر والمقدرله أصلا؟!
    وهكذا بالنسبة للموت أليس فى مكنته جل جلاله مباشرة ويستريح سيدنا عزرائيل عليهم السلام أجمعين؟!
    ولكن( لله فى خلقه شؤون) ،كما أن (لله عبادا اختصهم ...الحديث الشريف)!!!!
    جل جلاله
    لك محبتى فى الله

    [align=center]
    اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ،صلاة ً
    كما هى فى عِلمِِك المكنون،عددَ ما كان وعددَمايكون،وعددَ
    ما سيكون،وعددَالحركات والسكون،وجازنى عنها أجرًا غيرَ
    ممنون
    http://ukazelasala.net/[/align]

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •