آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قل ولا تقل - رسالة الكسائي

  1. #1
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    قل ولا تقل - رسالة الكسائي

    ((مجلة المنار ـ المجلد [5] الجزء [15] ص 591 غرة شعبان 1320 ـ 1 نوفمبر1902 ))

    رسالة الكسائي في لحن العوام

    ظفر بها الباحث الألماني (بركلمن) وطبعها في ألمانيا، وأهدى نسخة منها إلى صديقنا أحمد زكي بك الكاتب الثاني لأسرار مجلس النظار، فرأينا أن ننشرها في المنار لما فيها من الفائدة للكتاب والطلاب وهي :

    بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين . اللهم صلّ على محمد وآله الطاهرين، هذا كتاب ما تلحن فيه العوام مما وضعه عليّ بن حمزة الكسائي للرشيد هارون ولا بد لأهل الفصاحة من معرفته .

    تقول : حَرَصت بفتح الراء . قال الله عز وجل : وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (يوسف : 103). ولا تقول : تحرَص بفتح الراء . قال الله تعالى : إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلّ (النحل : 37).

    وتقول : ما نقَمت منه إلا عجلته بفتح القاف، لا يقال غيره. قال الله عز وجل : وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ (البروج : 8) .

    وتقول : دعه حتى يَسْكُت من غضبه بالتاء ولا يقال بالنون يَسْكُن[1] قال الله عز وجل : وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الغَضَبُ (الأعراف : 154).

    وتقول : قد نَفِدَ المالُ والطعامُ بكسر الفاء قال تعالى : قُل لَّوْ كَانَ البَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْر (الكهف : 109).

    وتقول : عَجَزت عن الشيء بفتح الجيم ومنه قوله تعالى ذِكْرُه : أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ (المائدة : 31)

    وتقول : كسرت ظفُر زيد بضم الفاء والظاء جميعا[2] قال الله تعالى : وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ (الأنعام : 146).

    وتقول : قد صرفت فلانًا وقد صرف وجهه بغير ألف. ولا يقال أصرفت ، قال الله عز وجل : ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم (التوبة : 127) وتقول : قد أَصْرَفَت الكلبةُ: إذا طَلَبَت المُعاظَلَةَ .

    وتقول : قد استدّت البِطانة بكسر الباء[3] قال الله جل ذكره : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ (آل عمران : 118)

    وتقول لنا على المضيّ إلى فلان[4] بتشديد الياء قال الله تعالى : فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًا وَلاَ يَرْجِعُونَ (يس : 67)

    وتقول : شكرت لك ونصحت لك ولا يقال : شكرتك ونصحتك. وقد نصح فلان لفلان وشكر له. هذا كلام العرب قال الله تعالى : وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (البقرة : 152). وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ (هود : 34) .

    وتقول عَسَيْتُ أن أكلّم زيدًا بفتح السين قال الله عز وجل : فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الأَرْض (محمد : 22).

    وتقول : قد أريتُ فلانًا موضع زيد ، ولا يقال أوريته فإنه خطأ . قال الله تعالى : وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا (طه : 56) وقال أيضًا : رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ (الأعراف : 143) وتقول : قد أوريت النار إذا أشعلتها بالواو. وقال تعالى : أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَتِي تُورُونَ (الواقعة : 71). وقال عديّ بن زيد في شاهد ذلك :

    وطُفَُّ حديثَ السُّوء بالصمت *** إنه متى تور نارًا للعتاب تَأجَّجَا[5]

    ويقال : وقع القوم في صَعُودٍ وهبوط وحَدُورٍ مفتوحات الأوائل وكذلك السَّحُور سحور الصائم[6] والفَطور أيضًا على مثال فَعُول قال الله عز وجل : سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (المدثر : 17) وكذلك الرَّكوب . قال الله تعالى : فَمِنْهَا رَكُوبُهُم (يس : 72).

    وتقول شُدَّ ثوبَك وشُدَّ عليه بضم الشين قال تعالى : فَشُدُّوا الوَثَاقَ (محمد : 4)

    وتقول : ذَرْهُ ودَعْه وذَرِ الأَمْر ولا يقال : وَذرْتُه ولا ودَعْته قال الله : ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا (الحجر : 3) ولا يقال منه فعلته ولكن تركته.

    وتقول : جَهدت به كل الجُهد ، والجيم الأولى مفتوحة والثانية مضمومة . قال الله : وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ (التوبة : 79)

    وتقول : دمَعت عيني بفتح الميم ، وبخصت عينه بالصاد ، ولا يقال : بخست بالسين[7] إنما البخس والنقص أن تنقص الرجل حقه. وتقول : وَدِدْتُ أني في منزلي بكسر الدال الأولى قال بعض الأعراب :

    أُحبُّ بُنَيَّتي وودِدت أني *** حفرت لها برابية قَبيرا[8]
    ________________________
    (*) وطف بكسر الطاء وضمها ، وكسر الفاء وضمها وفتحها مع تشديدها .
    (1) لم نر من عدّي سكت الغضب بمن ولم يستشهد له وإنما الشاهد في الآية معدَّى بعن وقد فسر (سكت) الزَّجَّاج وغيره بسكن. وقيل إن الكلام على القلب، أي سكت موسى عن الغضب وذكر الزمخشري الحرف في مجاز الأساس فقال: وسكت عنه الغضب والحزن وكل ما له أثر ناطق، ففهم وجه الجوّز. وقال السكاكي إنه استعارة تبعية وقرأ معاوية بن قرة في الشواذ (سكن) بالنون فهو ليس خطأ .
    (2) هذه هي اللغة الفصحى ويقال ظفر بضم الظاء وكسرها مع سكون الفاء .
    (3) في اللسان السّدد القصد في القول والوَفق والإصابة وقد تسدّد له واستدّ وبطانة الإنسان خاصته الذين يفضي اليهم بأسراره مأخوذ من بطانة الثوب .
    (4) الجملة غير ظاهرة ولعلها في الأصل استفهام .
    (5) كذا ضبط (طف) في الأصل والمعنى يقتضي أنه من المهموز والمعروف أطفأ النار ثم رأيت اللسان والتاج روياء (وأطف) وتأججا أصله تتأجج مجزوم وحذف التاء قياس .
    (6) السحور ما يؤكل ، و بالضم فعل الأكل وقت السحر ومثله الفطور .
    (7) أنكر البخس بمعنى الفقء الأزهري والمصنف وأثبته الأصمعي وقال : إنه لغة كالبخز .
    (8) كذا ضبطها الطابع ولا يصح ولعلها تصغير قبر وفي هامش النسخة المطبوعة لفظ (حَفِيرًا) وهو بمعنى القبر .

    ((مجلة المنار ـ المجلد [5] الجزء [15] ص 591 غرة شعبان 1320 ـ 1 نوفمبر1902 ))

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #2
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    22/03/2007
    العمر
    65
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي لاتقل وقل

    ان عنوان الموضوع كان يجب ان يكون " لاتقل وقل " عملا بما جاء في كتاب الله العزيز ، حيث ورد في القرآن الكريم " ولاتقل لهما افٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما "


  3. #3
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    22/03/2007
    العمر
    65
    المشاركات
    54
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي لاتقل وقل

    ان عنوان الموضوع كان يجب ان يكون " لاتقل وقل " وليس العكس عملا بما جاء في كتاب الله العزيز " ولا تقل لهما افٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما "


  4. #4
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم عبد الواحد مشاهدة المشاركة
    ان عنوان الموضوع كان يجب ان يكون " لاتقل وقل " عملا بما جاء في كتاب الله العزيز ، حيث ورد في القرآن الكريم " ولاتقل لهما افٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما "
    أخي حاتم،

    إن الشكل الخارجي للعبارات والجمل في اللغة العربية يحمل معاني معينة ودلالات خاصة، والتقديم والتأخير في لغة العرب ليس مسألة عفوية، واختلاف العبارات لابد أن يؤدي إلى اختلاف في المعنى، لذلك يكون على القارئ أو المتلقي في مثل هذه الحالات أن يكتشف ويتدبر الفلسفة الشكلية الخارجية للعبارات والجمل.

    وقد يكون من المفيد أن أحيلك إلى كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل السامرائي (صفحة 49 – 74)، حيث يقول فيه:

    "إن تقديم الألفاظ بعضها على بعض له أسباب عديدة يقتضيها المقام وسياق القول، يجمعها قولهم: إن التقديم إنما يكون للعناية والاهتمام. فما كانت به عنايتك أكبر قدمته في الكلام. والعناية باللفظة لا تكون من حيث أنها لفظة معينة بل قد تكون العناية بحسب مقتضى الحال. ولذا كان عليك أن تقدم كلمة في موضع ثم تؤخرها في موضع آخر لأن مراعاة مقتضى الحال تقتضي ذاك. والقرآن أعلى مثل في ذلك فإنا نراه يقدم لفظة مرة ويؤخرها مرة أخرى على حسب المقام. فنراه مثلاً يقدم السماء على الأرض ومرة يقدم الأرض على السماء ومرة يقدم الإنس على الجن ومرة يقدم الجن على الإنس ومرة يقدم الضر على النفع ومرة يقدم النفع على الضر كل ذلك بحسب ما يقتضيه القول وسياق التعبير.

    فإذا أردت أن تبين أسباب هذا التقديم أو ذاك فإنه لا يصح الاكتفاء بالقول إنه قدم هذه الكلم للعناية بها والاهتمام دون تبيين مواطن هذه العناية وسبب هذا التقديم."

    تحيتي واحترامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •