آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل بإمكان العرب منع مجازر أخرى ضد الفلسطينيين ؟

  1. #1
    صحفي الصورة الرمزية صالح النعامي
    تاريخ التسجيل
    17/07/2007
    العمر
    58
    المشاركات
    147
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي هل بإمكان العرب منع مجازر أخرى ضد الفلسطينيين ؟

    هل بإمكان العرب منع مجازر أخرى ضد الفلسطينيين ؟
    صالح النعامي
    أحدث إقرار تقرير " غولدستون " الذي أتهم إسرائيل بإرتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ضرراً بالغاً لإسرائيل. والذي يدلل على حجم الضرر الذي لحق بالكيان الصهيوني هو الدعوات التي باتت تطلقها النخب الإسرائيلية الحاكمة والثقافية في تل أبيب لمراجعة مسار الحرب وأهدافها، حتى بات الكثير من المعلقين الصهاينة يرون في هذه الحرب " أفشل " الحروب التي خاضتها إسرائيل ضد العرب. ويكفي أن نشير هنا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نتنياهو يقر في الجلسات المغلقة أن إسرائيل قد ارتكبت خطأً فادحاً عندما سمحت للحرب بالإستمرار لأكثر من ثلاثة أيام. وينقل المعلق الإسرائيلي البارز ناحوم برنيع عن نتنياهو قوله أنه " كلما طالت الحرب، كلما زادت وطأت الأعباء التي ستواجهها إسرائيل في اليوم التالي، حيث ستواجه إسرائيل معضلات كبيرة أمام الرأي العام العالمي ". وأكثر ما يدفع الإسرائيليين للندم هو حقيقة أن هذا التقرير كرس الصورة النمطية عن إسرائيل ككيان عدواني وإجرامي، وهذا ما دفع المعلق الإسرائيلي البارز سيفر بلوتسكير إلى القول أن تقرير " غولدستون سيبقى محفوراً في وعي النخب المثقفة في الغرب وفي ذاكرة الجماهير الواسعة في العالمين العربي والإسلامي. المفارقة أن الضجة الهائلة التي أحدثها تقرير " غولدستون " دفعت الكثيرين في إسرائيل للتحذير من التداعيات الخطيرة لاستمرار الحصار على قطاع غزة، بل أن هناك دعوات كثيرة باتت تطلق في إسرائيل للإسراع بالإستجابة لمطالب حماس في كل ما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى من أجل أن يتم ضمان إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شليت حتى يتسنى لإسرائيل اعادة فتح المعابر مع قطاع غزة.
    لكن على الرغم من أن كل إنسان حر يشعر بالراحة بسبب الورطة التي علقت فيها إسرائيل في أعقاب تقرير " غولدستون "، إلا أنه في المقابل يشعر بغصة ومرارة لأنه كان بإمكان الدول العربية والإسلامية إيذاء إسرائيل كثيراً وإجبارها على وقف سياساتها العدوانية على الشعب الفلسطيني حتى بدون أن تشن هذه الدول حروباً على هذا الكيان المجرم. ويكفي هنا أن نشير إلى الهزة التي أصابت إسرائيل في أعقاب قرار تركيا عدم السماح لإسرائيل بالمشاركة في مناورات عسكرية في أجوائها احتجاجاً على جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة.
    وهنا سنشير إلى وسيلة واحد بإمكان بعض الدول العربية إيلام إسرائيل وإقناعها بهجر طريق العدوان والإجرام في مواجهة الشعب الفلسطيني، ألا وهي وقف التنسيق والتعاون الأمني مع تل أبيب. فمما لا شك فيه أن بعض الدول العربية التي تجاور فلسطين بإمكانها إيذاء إسرائيل من خلال وقف التنسيق الأمني معها. ويكفي هنا أن نستمع للتقرير الذي قدمه مؤخراً رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي عاموس يدلين أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست والذي أكد فيه أنه لولا التعاون الأمني الذي تبديه بعض الدول العربية المجاورة لكانت قدرة إسرائيل على الحفاظ على أمنها تؤول إلى الصفر. فللأسف الشديد أن سقف الموقف التركي أكبر بكثير من السقف العربي والفلسطيني الرسمي. والمحزن جداً أنه عندما يحتج الفلسطينيون على التواطؤ العربي الرسمي ضدهم من قبل بعض الأنطمة العربية، تجد أن ماكنة الدعاية التابعة لهذه الأنظمة تعمل على مدار الساعة تتهم وتطعن وتشكك.
    ومن المهم هنا أن نعود للتاريخ قليلاً حتى يمكن للمرء أن يقارن بين واقع تعاطي الأنظمة العربية مع الهم الفلسطيني حالياً، وتعاطي الأنظمة العربية في زمن بعيد. ففي العام 1099 عندما سقطت القدس في أيدي الصليبيين وشعر المسلمون في فلسطين بخذلان قادة الأمة لهم، توجه وفد يمثلهم لمقابلة الخليفة العباسي المستظهر بالله لطلب النصرة ولتذكيره بمسؤولياته تجاههم وتجاه مقدسات المسلمين في فلسطين. وعندما تأخر المستظهر في الخروج لمقابلتهم، لأنه لم يكن لديه ما يعيدهم به أكثر إطمئناناً،هاجموا المسجد الذي يصلي فيه الخليفة، وحطموا منبره، ثم انتقلوا إلى قصر قريب له ففعلوا فيه الأفاعيل. أدرك المستظهر حينها أنه يحق لممثلي الفلسطينيين الإحتجاج بالشكل الذين يرونه مناسباً مادام هو عاجز عن القيام بمسؤولياته تجاههم، ليس هذا فحسب بل أنه حرص على تطييب خاطرهم، وأرسل معهم ثلة من الجنود لمناصرتهم.
    المستظهر بالله أقر بعجزه وعرف قدره، فلم تأخذه العزة بالإثم، فلم يصور العجز حكمة، ولا الخذلان شهامة، ولا التواطؤ سياسة، و لم يقم بأي إجراء عقابي ضد الفلسطينيين، لم يسجن أحداً بحجة أنه " مس بالأمن القومي "، ولم يعذب أحداً منهم حتى الموت، ولم يتواطأ في فرض الحصار عليهم. للأسف الشديد عندما هدد وزير خارجية إسرائيل أفيغدور ليبرمان بتدمير السد العالي وقصف قصر الرئاسة في سوريا، وفرض السيادة اليهودية على المسجد الأقصى، صمتت الأنظمة العربية، ولم يصدر عنها أي ردة فعل حقيقية.
    مما لا شك فيه أن بإمكان الدول العربية والإسلامية منع إسرائيل من مواصلة عدوانها على الشعب الفلسطيني لو كانت هناك إرادة سياسية لدى الأنظمة الحاكمة، وبالتالي يتوجب أن يحدث تحرك جماهيري عربي للضغط على هذه الأنظمة لتغيير نمط تعاملها مع إسرائيل إنصافاً للفلسطينيين ولقطع الطريق على الصهاينة لإهراق المزيد من دمائهم.

    http://www.naamy.net

  2. #2
    محاضر ومترجم الصورة الرمزية عليان محمود عليان
    تاريخ التسجيل
    13/05/2008
    العمر
    79
    المشاركات
    189
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: هل بإمكان العرب منع مجازر أخرى ضد الفلسطينيين ؟

    سؤال هام وخطير والاجابة عيه ليس بالامر السهل ليس لاننا لاحول ولاقوة ، انما نحن اردنا أن نكون ضعفاء ، وقبلنا بالهوان ، وتآمرنا على بعضنا بعضا لمصلحة الآخرين ، فعدنا ادوات تدمير وقتل لانفسنا . لفد طاب لنا أن نرمي انفسنا في احضان الاعداء ، ولكن هل نبقى كذلك الى متى ؟ ويقول الله سبحانه وتعالى ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •