عندما قرأت ُ بعض َ قصائد الشاعرة ــ شادية حامد ـ وجدت ُ الكلمات ِ والمعنى تزدحمان ِ تحت َ جاذبية ِ القلب لهذا سميت ُ ورقتي هذه ِ ( ابتسامة ٌ مدللة ٌ ) ..
كشفها لي سيبويه في سماء توحدي من نص ( إعراب أزلي) ، وهي قصيدة ٌ لتلك َ الشاعرة ...


ــــ ـــ ــ ـــ ـــ ـــ ـــ ـــ


في منتصف ِ النهر ِ، تنهض ُ حدائق ُ من ألوان ِ قوس ِ قـُزح ... تبتسم ُ لبعضـِها البعض .. وهي تـُعانق ُ بأمزجتـِها العارية ِ شوارع َبعضـِها البعض ....، وتذوب ُ بانعكاساتها الصاعدة ِ من القلب ِ إلى القلب ِ ــ بـ ــ بعضـِها البعض ــ .
في منتصف ِ النهر ِ...، تجلس ُ الكلمات ُ ثملة ً من بعضـِها البعض...، تجلس ُ الكلمات ُ بأنوار ِ النبض ِ لتـُعانق َ أنامل َ الجمال ِ بغيث ٍ من النعاس ِ ، يحسد ُ بعضـُه ُ البعض .
وفي منتصف ِ النهر ِ
يفرك ُ ــ سيبويه ـ عيونـَه ُ على ــ إعراب ٍ أزلي ــ
هطل َ كحلم ِ طفل ٍ رفض َ النوم ُ أنْ يكشف َ لنا أسرارَه ُ بالكلام ِ ...، لكنّ إبتسامة َ مدللة ً كشفتْ لنا قليلا ً من هذا ــ الحلم الإعرابي الأزلي ــ
قالتْ الشاعرة ُ :
(أنا لغة ُ الحب ِ
والجدوى
وقبلَ أنْ يأخذ َكَ
إعراب ُ الكلام ِ
عليك َ أنْ تـُقسم َ المعنى ....)1
قالَ سيبويه :
المعنى يأخذ ُني من مسلة ِ الجدوى إلى تفاحة ِ القلب ...،
بينما اللغة ُ لا تأخذني إلا ّ إلى مشنقة ِ الحروف ...
هنا ــ ضحكتْ الشاعرة ُ ـ من قول ِ سيبويه،،،
لكنها انتبهت إلى صمتـِها الذي أمرَ مجهولا ً أن يـُقسم َ المعنى على قلبين ِ .. أو فراشتين ِ ... تبتكران ِ الجمال َ ....
قالَ سيبويه :
( وهو مازالَ تحتَ صدمة ِ الأمس ِ وتيار ِ اليوم )
أيتها الشاعرة َ المبدعة َ
أحسب ُ أنك ِ تقصدين َ بالقسمة ِ ــ عملية الجمع ــ ليس َ إلا ..
فأنا أفهم ُ من عباراتك ِ البيضاء هكذا .
المعنى + قلبان ِ = قلبان ِ + المعنى
وحين َ أحذف ُ من طرفي المعادلة ما تشابة في حركات ِ الروح ِ والجسد ِ...، أصل ُ إلى نتيجة ٍ هي ـــ الجدوى ـــ
هكذا قال َ سيبويه للشاعرة ِ
وظن ّ أنـّه ُ أنتصر َ على ضحكتـِها..، وأطاح َ بالصمت ِ الذي مازالَ يرفض ُ الابتعاد َ عن غيث ِ الشاعرة ِ ...، ومازالَ يـُحاورُها وهو يقول :
على قلبين ِ
أو فراشتين ِ
تبتكران ِ الجمال َ على
ثغرك َ المنصوب ــ بالقبل ــ ...
قالتْ المبدعة ُ الشاعرة :
يا حمامات ِ الشفاه ِ ، سأنصب ُ إليكن َ فخا ً من القبل ،،،
فأنا أُطلق ُ المعنى حينما أتورط ُ بجدول ِ الضرب ِ ،، وأُزاحم ُ فيثاغورس أو الفراهيدي ...
قال َ سيبويه :
علمـَني شيخي الجليل أن ّ جمع َ المؤنث السالم يـُنصب ُ بالكسرة ِ نيابة ً عن الفتحة ِ ... وهنا سئلت ُ ذاكرتي لماذا نـُقسم ُ المعنى على قلبين ِ ؟ ولماذا على ثـُغر ٍ منصوب ....؟؟؟
قالتْ الشاعرة ُ :
هذه ِ سفن ُ الشعر ...، وليس َ لمياه ِ النحاة ِ شراع ٌ يبرهن ُ لنا مواويل َ الهواء ...
قال َ سيبويه :
للعيون ِ قواعد ٌ ومسافات ٌ ....،،
علمَني شيخي الجليل

إن ّ الأرض َ لا تدور ُ إلا ّ في الكلمات ِوالحركات ِ ــــ وقال َ لي ــ يا بني ّ
لا تنهض إلى هدف ٍ قبل َ أنْ تتوضأ َ بالمعنى،، وترسم َ بقدميك َ طُرق َ الوصول ...
قالتْ الشاعرة ُ :
(سأصمت ُ
فللحب ِ لغة ٌ أخرى ...
دع ْ للجوارح ِ ...
إبتكار َ الفصاحة ِ
يا ... فصيح َ الأنامل ِ في
بوح ِ الحب ....) 2
قال َ سيبويه :
على شاطئ ِ دجلة َ نخلة ٌ تـُغني باسمك ِ
ـــ أيتـّها المبدعة ــ
قالت ْ الشاعرة ُ :

( كن ْ مـُهرجا ً في ..
أزدحام ِ المشاعر ِ ...
أو مجنونا ً ...
تقذف ُ حصاك َ طيشا َ ..) 3

قال َ سيبويه:
في منتصف ِ النهر ِ
إبتسامة ٌ مدللة ٌ
كشفت ْ لنا قليلا َ
من هذا ـــ ( الحلم ِ الإعرابي الأزلي ) ـــ
--------------
هامش:
شادية حامد: شاعرة فلسطينية
1/2/3 مقاطع من قصيدة إعراب أزلي للشاعرة شادية حامد
حسن رحيم الخرساني
2009-10-27