هل نختلف عن الغرب والأمريكيتين والصين واستراليا ؟ أم إن هناك اختلافا في فسيولوجية البشر؟ إن كان جواب السؤال الأول بنعم فسوف نعلم لماذا تقدموا وتأخرنا؟ ولماذا تطوروا وتخلفنا؟ ... وإن كان جواب السؤال الثاني بلا فما بالنا لا نرنو ببصرنا نحو العالمية في المجال الرياضي وهو لا يحتاج أكثر من توفر العنصر البشري والأمكانيات المادية والتطور العلمي والوقت وهي جميعا موجودة لدينا أي أن نختار العناصر التي نتوسم فيهم القدرة على التعلم والتطور على أن تكون من الأعمار الصغيرة الواعدة ثم نرصد الأموال ألازمة والمخصصة للفعاليات الرياضية وبعدها نعمل على تهيئة الملاعب والصالات الرياضية لكل صنوف الرياضة وبمعنى أدق أن لا نقتصر على ألاهتمام بكرة القدم وكرة السلة وكرة الطائرة وبعض فعاليات الساحة والميدان حسب بل يجب أن تتوسع قاعدة الرياضة لتشمل جميع الأنشطة الرياضية وأقصد هنا الألعاب الفردية والجماعية على حد سواء ومن ثم نختار الكوادر التدريبية المحلية ونزجها في دورات تدريبية في الدول المتقدمة مع استقدام مدربين أكفاء لنقل خبراتهم الى الداخل وأن لا نتعجل النتائج بل علينا بالعمل والصبر لحين توفر القاعدة الصلبة لما نريده ونسعى له .
أنا على يقين أن كلامي هذا سوف يواجه بعاصفة من النقد وسيقول المتقولين أننا قد قطعنا ومنذ زمن بعيد شوطا في المجال الرياضي ولا يجوز لنا العودة الى الوراء فأقول هذا كلام صحيح ولا غبار علية ولكن لو القينا نظرة سريعة على حال الرياضة عندنا اليوم بالمقارنة مع ما وصلت اليه بالأمس فسنجد أننا سرنا الى الوراء بدلا من التقدم الى الأمام وهذا ما يقوله واقع كرة السلة التي كنا نتفاخر بها في يوم من الأيام وكذلك كرة الطائرة وألعاب الساحة والميدان حيث كنا أبطال العرب وآسيا في العدو السريع والمتوسط وغيرها من الفعاليات وكنا قد حقننا نتائج رائعة في الجمباز والمصارعة والملاكمة والدراجات الهوائية ورفع الأثقال وتنس الطاولة والفروسية وكنا قريبين من الدخول في العاب حديثة وربما كان لنا كلام آخر لو تحقق ذلك ناهيك عن كرة القدم التي لم أتحدث عنها لأننا وصلنا الى العالمية فيها بحق وحقيقة في زمن ما ولكن أين نحن الآن من كل ذلك؟ لقد تراجعنا بشكل مخيف وها نحن اليوم قد أصبحنا حاجز تمر عبره الفرق الأخرى في جميع الألعاب التي نشارك فيها . أذن فلنراجع أنفسنا وندرس أسباب تردي الواقع الرياضي عندنا ونضع الحلول الناجعة التي تمكننا من العودة الى ما كنا عليه ولو بدرجة أدنى واننا بالعمل المثابر الجاد والصبر سنتمكن بأذن الله من تحقيق ما نصبو اليه شرط أن ننسى الماضي والدرجة التي كنا عليها والتي أصبحت الآن ذكرى ليس الا ولتكن اليابان وكوريا الجنوبية نموذجا طيبا لنا بعد أن مرا بنفس المعضلة التي نعيشها نحن اليوم والله الموفق.