لا أشكك بقدرة المدرب الأجنبي ولا أقلل من شأن المدرب المحلي أيضا ولنا تجارب كثيرة مع المدربين الأجانب وكذلك الحال مع المدربين المحليين وكلاهما حقق نجاحات وأيضا اخفاقات ولكن أن نبقى وللأبد نعتمد على المدربين الأجانب فهذا هو الخطأ الفادح الذي لا نريده لأي منتخب عربي وما فائدة أستقدام المدربين الأجانب ان لم يستفد منهم مدربينا الذين يعملون كمساعدين لهم؟ أليسوا هم كانوا في الأساس مساعدين لمدربين كبار وأخذوا عنهم وطوّروا أنفسهم فذاع صيتهم وعمت شهرتهم ؟ فلماذا لا يسعى مدربينا الى تكرار تجارب هؤلاء لخدمة منتخباتنا وأنديتنا؟ وهل نبقى نضخ الملايين من الدولارات للتعاقد مع المدربين الأجانب وهي تجربة بدأت منذ أكثر من أربعة عقود؟ ألا تكفي هذه السنوات الطويلة لتأسيس مدرسة خاصة بنا؟
كلنا نعلم أن أغلب مدربينا المحليين ان لم يكن جميعهم قد زجوا في دورات داخلية وخارجية ولديهم خبرة سابقة في طرق التدريب منذ أن كانوا لاعبين وتلقوا التدريب على أيدي أفضل المدربين ومن مختلف المدارس ، فلماذا لا نعوّل عليهم كثيرا؟ ولماذا لا نمنحهم الفرص الكاملةلأثبات وجودهم؟ وهل الأخفاق لمرة واحدة تعني الكارثة؟بالتأكيد لا وعلينا أن لا ننسى أن المدرب المحلي أقرب الى فهم اللاعبين من المدرب الاأجنبي وهو يعرف نفسية اللاعبين وظروفهم ويكفي أن لغة التخاطب بينهم هي نفس اللغة التي لها أثر كبير في أستيعاب أفكار المدرب ومناهجه التدريبية ..... ولا يفوتنا أن نذكر أن العديد من الدول باتت اليوم تثق بمدربيها المحليين الذين حققوا لها نتائج باهرة في المحافل الأقليمية والدولية . ويكفي أن نذكر أن حسن شحاتة قد قاد مصر كما لم يقدها أيّ مدرب أجنبي وكذلك ناصر الجوهر رجل المهمات الصعبة الذي طالما صحح أخطاء المدرب الأجنبي وما فعله عدنان حمد مع المنتخب العراقي في أولمبياد أثينا لم يحققه أيّ مدرب أجنبي والحال ينطبق كذلك على محمد أبراهيم الذي نجح أيما نجاح مع مسيرة الكرة الكويتية والقائمة تطول دون الحاجة الى ذكر شيوخ المدربين عندنا. وأذا كان المدرب الأجنبي يبخل بخبرته على مدربينا فلا داعي لأستقدامه ولنعتمد على أنفسنا خاصة وقد صار لنا باع طويل في هذا الميدان.