آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السينما والقيم الاخلاقيه

  1. #1
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي السينما والقيم الاخلاقيه

    السينما والقيم الاخلاقيه
    ---------------------
    السينما والقيم
    بات معروفا بان أفلام المهرجانات هي الأفلام التي تتحدث عن القيم والمثل الاجتماعية بشمولية وموضوعية في استخدام الأدوات السينمائية حيث لا يقف البناء الموضوعي في إخراج الفيلم العربي عند أسماء معينة فقد تمكن عاطف سالم من أدواته الفنية فقدم أفضل أفلامه " النمر الأسود " بطولة احمد زكي ووفاء سالم النجمة السينمائية الجديدة , التي استطاع " عاطف سالم " أن يحرك فيها المضمون بنفس القدر الذي امتلكت فيه ناصية الشكل بما يتناسب مع مضمون القصة عن كفاح عامل عربي مصري في ألمانيا تدرج في حياته العملية حتى غدا مخترعا وثريا في رحلة كفاح إنسانية لم ينسى خلالها وطنه الأم أيام النكسة ..!
    وهو نفس ما فعله علي عبد الخالق , مخرج فيلم " أغنية على الممر " حين صنع بموضوعيته فيلم " بنات إبليس " إطارا جمع فيه حسناوات الشاشة حول قضية مثيرة وفلسفية هي قضية " الشرف " والمجتمع الذي لا يرحم أبدا – واستطاع بذكاء شديد أن يضعنا أمام سؤال خطير : الشرف والعرض أم المال ..؟ وأيهما أهم ؟ .. الحقيقة التي تهدم أم الفضيلة التي تبني ..؟ وبذكاء شديد قال لنا إن مشكلتنا العربية الحضارية هي في عدم وجود الربان الحكيم القادر على توجيه الدفة إلى بر الأمان ..!
    تلك هي الموضوعية – التي تضع المشاهد أمام سؤال يفجر قضية بحجم المجتمع وبحجم الوطن , وبحجم الحياة كلها – ونفس الأسئلة التي طرحها علي عبد الخالق في فيلم " بنات إبليس " حول نماذج معينة من النساء , طرحها أيضا في فيلم " العار " حول نماذج متعددة من الرجال , ومعها سؤال كبير :
    هل يغفر المجتمع لرجل مستقيم ومتدين , أن يتاجر في الممنوعات من اجل الثروة .. ؟!
    وهل يتحول المال إلي سلاح يقتل الأخ من اجله أخاه - ..؟! وهل نهاية العالم أن تتقاسم المتع الدنيوية , أم تواجهها بإرادة صلبة وقوية ..؟ ولماذا ينتقل العار وراثة من الآباء إلي الأبناء ..؟
    هذا بالضبط ما تعنيه السينما الموضوعية , أن تطرح القضية الاجتماعية بشمولية فنية تملك أدوات الإبداع – وهي نفس الموضوعية التاريخية التي جعلت من مخرج الفيلم الواحد " شادي عبد السلام " مخرجا لا ينسي وهو يبحث الأصل التاريخي للتفكير المجتمعي لدي شعب بأكمله في فيلم " المومياء " .. ولا تستطيع أن تقول الرمزية , هي الموضوعية التي تقصدها , إن ما تقصدها هي الشمولية نفسها التي عشناها في فيلم الجوائز المتعددة " سوق الأوتوبيس " للمخرج عاطف الطيب .
    فالقصة واقعية , والنماذج البشرية واقعية , والمخرج هو الأستاذ الذي جمع القصة بنماذجها البشرية في إطار شمولي , جمع فيه قضية المناطق الحرة التجارية , ورب الأسرة الذي يملك المال والبنين , ويزاحم في ميراث صغير , لسائق الأوتوبيس – وهي نفس الموضوعية التي نلمسها عند " عاطف الطيب " في فيلم " التخشيبة " الذي وضعنا أمام الإجراءات الحكومية والروتينية , وانتقدها بعنف وقدم لنا نموذجا عن حياة الموظفين في سن التقاعد وعن الزوج الذي يعاني بين الثقة والشك في زوجته .. ونموذج الشاب الذي يمثل الجيل الضائع – كل هذه الأفكار في فيلم واحد – تبحث في عدة قيم اجتماعية مهمة وخطيرة – تجعل من عاطف الطيب الباحث عن القيم في السينما العربية ونفس هذا الإطار الموضوعي , هو الذي قفز بالفيلم السوري " أحلام مدينة " وقبلة الفيلم السوري " حادثة النصف متر " وهو مأخوذ عن نفس قصة الفيلم المصري " حادثة النصف متر " بطولة نيلي ومحمود ياسين , إلا أن المعالجة السورية شملت جوانب اجتماعية أكثر شمولية من الجانب العاطفي , ولذا وجدنا الفيلم بنسخته السورية يفوز بأكثر من جائزة وغني عن القول بان الأفلام التي تحدثت عن الواقع الاجتماعي بشكل ساخر في مقارنتها بين القرية والمدينة لم تضمن لنفسها أي نجاح يذكر , كما حدث مع فيلم " خرج ولم يعد " في مهرجان قرطاج العام الماضي الفائز بالجائزة الثانية لموضوعيته , حيث تفوق المخرج " محمد خان "وهو يضع المشاهد أمام مقارنة واقعية عن نموذج الحياة في القرية , ونموذج الحياة في المدينة , من خلال موظف حكومي بدرجة رئيس قسم , لا يأكل إلا الفتات , ولا يقدر علي الزواج , ويعيش في بناية آيلة للسقوط في المدينة , بينما يصاب بالتخمة , ويعيش وسط الخضرة والمنازل الفسيحة والوجوه المليحة في القرية ..
    وكان الفرنسيون هم الأسبق إلي إنتاج وإخراج الأفلام التي تبحث موضوع القيم والمثل في المجتمع والتي أطلق عليها اسم " الموجة الجديدة في السينما " .


  2. #2
    (يرجى تصحيح الإيميل ثم إبلاغ الإدارة)
    تاريخ التسجيل
    30/12/2008
    العمر
    61
    المشاركات
    79
    معدل تقييم المستوى
    16

    افتراضي رد: السينما والقيم الاخلاقيه

    ويعتبر المخرج الجزائري الأخضر حامينا , واحدا من أعلامها في أكثر من مهرجان عالمي منذ كان 1975 وكان أول مخرج عربي تناول هذه الموجة في أفلامه هو يوسف شاهين ,حين اخرج وأنتج فيلم " العصفور " وفيلم " الإسكندرية ليه " , حيث تتبعنا معه قضايا امة بأكملها مع ضابط شرطة هو العصفور , الذي ذهب للقرية ليشارك في حملة ضد طريد في الجبل , وكان يسال نفسه أسئلة عديدة يناقشها مع الصحافي , ومع إمام المسجد في القرية , ومع بعض النساء في القرية حول قضية هذا الطريد .. وكانت الأسئلة بحجم الوطن كله ..!
    أما هذا الطفل الذي يصر على الذهاب إلى أم الدنيا رغم كل المحاذير فكان يضعنا أمام سؤال عميق وجوهري .
    ماذا يتوقع أن يرى هذا الطفل الصغير في المدينة المزدحمة ..؟ وصور لنا المدينة , وحال أهلها , في الأيام الأولى لنكسة 1967 ووضعنا معه في سؤال خطير : لماذا يلتف الناس حول هذا الزعيم ..؟ ولماذا النكسة بهذا الحجم ..؟ وما الذي يمكن أن يفعله أمام مسجد وسط ذلك الازدحام ..! وماذا يمثل الأزهر من تراث شعبي أصيل ..؟ هل هو في مراجعة تلك الكتب وقراءتها .. أم ماذا ..؟
    وحاول أن يقدم الإجابة على هذا السؤال في فيلم " الإسكندرية ليه " وهو يستعرض تقييمه التراثي في التغلب على كل عوامل الحاجة والشدة ليحقق طموحه العلمي والفني ..
    فقد صور لنا السبيل إلى مقاومة قوى الاحتلال والاغتصاب بالمقاومة , وبالعلم , وبالثقافة .. وهو يتظاهر مع زملائه من طلاب المدارس الثانوية وينظم معهم مجموعات لمقاومة الاحتلال .. أي احتلال ..
    ثم انتقل بنا من الموضوعية الشمولية إلى الموضوعية الرمزية , في فيلم " حدوتة مصرية " بعد أن وصل إلى قمة الإبداع الفني والفكري .. فما الذي وجده هذا الإنسان المثقف الذي يعاني من مرض القلب , لأنه لم يجد أحدا حوله يصل الى مستوى الإبداع الفكري الذي يريد نقله إلى الناس .. وهو يبحث عن من يفهمه .. أمه .. أو زوجته .. أو شقيقته .. أو ابنته ..! المسالة بهذا الحجم الرمزي , تشير إلى قيم متخلفة في السلوك الاجتماعي .. وهي مشكلة المشاكل التي تعاني منها كل مجتمعاتنا العربية النامية .
    أما " سعيد مرزوق " فهو صاحب مدرسة في الموضوعية المباشرة , هي اقرب إلى الواقعية , لكنها تتسم بشمولية في الطرح ولكن بشكل حياتي مباشر وليس ذلك الشكل الفكري الذي نعيشه في أفلام علي عبد الخالق التي تناقض المثل والقيم الاجتماعية برواية فكرية بحتة أو مثل أعمال هشام أبو النصر التي تعالج القيم الاجتماعية بزاوية إنسانية مطلقة من خلال الحي الشعبي فهو يضعنا في فيلم " الخوف أمام المشكلة مباشرة دون حاجة للتفكير في مسائل فكرية أو مثالية !! فالشباب حائر وخائف من المستقبل والحياة من حوله هي التي دفعته إلى " الخوف " , بنفس الروح الذي وضعنا فيها مع فيلم " أريد حلا " في مناقشة حقوق الزوجة وواجبات الزوج , وموقف القانون في هذه الأحوال


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •