يوسف سلمان يوسف (فهد )
يوسف سلمان يوسف أو فهد كما يلقب ، كادح من مدينة الناصرية في العراق
كان له الدور البارز في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي .
عمل فهد ورفاقه الأوائل في تشكيل أولى الحلقات الشيوعية في الناصرية و غيرها من مدن العراق ، وكان لفهد الدور البارز في لم شمل هذه الحلقات المنتشرة في بغداد و البصره و غيرها من المدن و تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 أذار 1934.
شارك فهد في قيادة الحزب الشيوعي العراقي وفي عام 1938 ذهب إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة في معهد كادحي الشرق
وبعد إكمال دراسته عاد إلى العراق وتسلم قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
و كان له الدور الرئيسي في الإعداد للمؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي العراقي و الذي تم فيه إعداد النظام الداخلي و البرنامج الخاص بالحزب .
تم إعتقال فهد و رفاقه زكي بسيم الملقب بحازم و حسين الشبيبي الملقب بصارم عام 1948 بسبب الإنتماء للحركة الشيوعية و الترويج لها , وتم الحكم عليهم بالإعدام
وسبب الضغوط الدولية تم تخفيف الحكم عليهم إلى المؤبد.
قاد فهد و حازم و صارم ومن المعتقل الإنتفاضة الجماهيرية التي عمت مدن العراق في عام 1948 و التي سميت بوثبة كانون , وهي أنتفاضة قادها الحزب الشيوعي العراقي عن طريق كوادره الطلابية و الشبيبية و العمالية ضد النظام الملكي في العراق , والتي أدت إلى إعادة محاكمتهم و الحكم عليهم بالإعدام.
إعتلى فهد و رفاقة المشانق وبكل بطولة الشجعان وقف فهد على المشنقة وقال مقولته الشهيره
(الشيوعية أقوى من الموت و أعلى من أعواد المشانق )
عاصر يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .
في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .
يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .
عاصر الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .
في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .
يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .
واهتم بكل ماهو وطني وشعبي لأدراكه ان فنون الشعب تعبر بدقة عن اعمق احاسيس الشعب الكادح , كان فهد يجيد رواية الحكاية والنكتة الشعبية ويضرب المثل الدال الموجز. واستطاع توظيف ذلك في تعامله مع الناس وفي تقريب وتوضيح افكاره التي كان يطرحها سواء في عمله التنظيمي أو التثقيفي الحزبي أو في كتاباته أو في دروسه التي كان يقدمها في السجن .
عندما ارسله الحزب الى موسكو في نهاية عام 1934 للدراسة في جامعة كادحي الشرق الشيوعية , كان خلال دراسته تلميذا يجيد فن الاصغاء , مواظبا على الدروس والاجتماعات , يستغل وقته جيدا في القراءة والكتابة بعيدا عن الثرثرة والصخب , حتى غدت الصورة الأكثر وضوحا في ذاكرة زوجته هي مشاهدتها له اما أن يدرس او يكتب , وكان يقضي الليالي ساهرا في محاولة التعلم , وبذلك استطاع ان ينهي دراسته بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنين .
خلال دراسته في موسكو تعرف على شريكة حياته , ورغم قصر حياتهما الزوجيه ولكنها كانت حياة زوجية ناجحة سعيدة
عند عودته للوطن عام 1938 , وجد الحزب الشيوعي العراقي الوليد مهشما , مبتليا بالفوضى التنظيمية , يسوده عدم الانضباط الحزبي , حيث افلحت السلطات الحكومية في اعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره , وترك قسم منهم الحزب والعمل السياسي . أهتم فهد ببناء الحزب مجددا , حزب من طراز جديد , وفق الأسس اللينينية التي تعلمها والخبرة التي اكتسبها , واستطاع ان يبني حزبا شيوعيا , لا يعرف المهادنة ولا الموسمية , أصبح خلال فترة زمنية قصيرة حزبا جماهيريا يتصدر نضالات شعبنا , رغم شيوع الأمية والجهل والتخلف وقتذاك , ورغم ان فترة قيادة فهد للحزب قصيرة نسبيا , لم تتجاوز عشر سنوات .
الا أنه رسخ أسسا وتقاليدا وقيما ثورية متينة مكنت الحزب من الصمود بوجه اعتى الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق , إذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي المقبور مرورا بشباط الاسود الى فترة حكم صدام .
يذكر الرفاق الذين عاصروا فهد تعامله معهم وجهوده من اجل تعليمهم ما تعلمه وسلوكه القدوة حيث كان المبادر دائما لتنفيذ ما يطلب من الرفاق , ويقرن دعوته التربوية بسلوكه اليومي مع الرفاق والمواطنين , يراعي الظروف الاجتماعية , حيث كان يؤكد على ان يتولى الشيوعي تنظيم عائلته و اقاربه في العمل الحزبي , ولا يجوز ان يتولى مسؤولية التنظيم الحزبي رجل غريب , خشية القاء القبض على اجتماع نسوي فيه رجل حاضر وحتى لا تعطى فرصة للتشهير بالشيوعية والشيوعيين , شهد له كثيرون بأنه شخصيا متمتعا بإخلاق لم تمنح أعدائه وخونة الحزب الفرصة للنيل منه .
كان قريبا من الرفاق معايشا ظروفهم , ويأبى تركهم أيام المحن وساعات الشدة , رافضا النجاة بنفسه دونهم , عند اشتداد حملة الاعتقالات عام 1946 , اقترح احد اعضاء اللجنة المركزية عليه مغادرة العراق والسفر الى ايران والبقاء في عبادان او المحمرة , خشية اعتقاله , فرفض ذلك مؤكدا انه ليس من الصحيح ترك الحزب بمثل هذه الظروف , كذلك رفض فهد ما طلبه منه رفاقه في سجن الكوت , بعدم السفر الى بغداد عندما تم استدعائه ورفيقيه صارم وحازم لأعادة محاكمتهم , طالبين منه الأعتصام في السجن مبدين استعدادهم للتضحية من اجله , فقال لهم : ( لا , لا افعل هذا , فأنني ارى من العيب التحصن في سجن الحكومة لئلا يقال ان فهد خاف من الموت) .
ولم يقتصر اهتمامه على رفاقه فقط بل كان مهتما بالفنانين والأدباء بشكل عام , حيث يذكر الفنان يحيى فائق الاثر الكبير الذي تركه فهد بعد لقائه معه وشرحه له بإسلوب بسيط وواضح دور المسرح في تعميق الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومساهمة المسرح في التغيير للمجتمع وإزالة الظلم الأجتماعي والفوارق الطبقية.
وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من ان جدران السجن حرمته من الرسم فقال له فهد : ( ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة) .
في السجن اهتم فهد بالمناضلين وكرس جهوده للعناية بمعيشتهم وتثقيفهم سياسيا ومدرسيا , وبأشرافه تحولت قاعات السجن الى صفوف مدرسة ثورية , كان حريصا على ان لا يترك فراغا في أوقات السجناء , كان بنفسه يتابع مأكل وملبس ومنام رفاقه , وشهد كثيرون بأنه يقضي الليل ساهرا بين الكتابة والقراءة وتفقد رفاقه , فيغطي من سقط عنه غطاءه , ويوقظ طباخي شوربة الصباح والخبازين ثم يخلد الى النوم لبضع ساعات مع ساعات الفجر الأولى , ويبدأ البرنامج النهاري بمحاضرة في الأقتصاد السياسي ثم بعدها الفلسفة ولم يقتصر التثقيف على السياسة فقط بل تعداه الى محو الأمية ودروس في اللغة العربية والأنكليزية والأدب العربي , إضافة الى الرياضة , كان فهد يساهم في ويتابع كل هذا , حتى مزاج السجناء لم يغب عن باله ففي كل اسبوع تقام حفلة للغناء والموسيقى والسمر, ورسخ فهد تقليد الأحتفال بالمناسبات الوطنية والأممية, وكرس جهوده على تربية الشيوعيين بالروح الجماعية , وحب التنظيم والانضباط , وحب التضحية ونكران الذات , وانتقل هذا التنظيم الى باقي السجون.
كان فهد كقائد , صارما مع من يخرق الضبط الحزبي وحادا مع الثرثارين , وإذ يسمح في الهيئات الحزبية ويتحمل النقاش مع الرأي المخالف , فهو ومتبعا المركزية الديمقراطيةعلى الطريقة الستالينية , لا يسمح بنشر الرأي المخالف في صحافة الحزب , كان قاسيا في نعوته للذين يدعون الى حل الحزب الشيوعي , ولهذا السبب يلومه بعض المثقفين على انه فرط بهم , ويأخذون عليه مبدأيته المفرطه , وجديته حتى في حياته الشخصية وعلاقاته مع اصدقائه .
------ صدق الراحل زكي خيري حين قال :
( كان فهد مربيا للرجال , انسانا وانسانيا من كل الأوجه بقدر ما كان ثوريا صارما ) .
المفضلات