Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
مناضلينا .... - الصفحة 3

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 41 إلى 60 من 88

الموضوع: مناضلينا ....

  1. #41
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    ابو علي اياد





    كان الشهيد ابو علي اياد متحمساً، حيث كان يدرك ان مهمته الاساسية التدريب والتحضير والاعداد، ليشكل بذلك الرصيد الاساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية . كما كان صاحب نظرة اسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه الى تربية الاجيال، الذين اصبحوا الآن قادة عسكريين .

    .
    وكان ابو علي اياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والاهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي اطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد ان قرر ورفاقه الموت واقفين على الا يركعوا. وعندها مضى الى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والامجاد، وظل امثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر .


    محطات .. في سيرة البطل الشهيد

    الاسم الكامل :- وليد احمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12 / 1 / 1935م .

    اتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 .
    عمل مدرساًبعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون .
    انهى دورة تدريبية لاعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954.
    عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري اذ كان مدرساً في دورات اعداد الجند وتثقيفهم .
    في عام 1962 وفور اعلان استقلال الجزائر انتقل اليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي .
    انضم الى العمل الثوري الفدائي منذ الاعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.
    في عام 1966 انيطت به مهمة الاعداد للعمليات العسكرية في الارض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد اسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من ابناء فلسطين لحركة فتح .

    وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الاسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الاسرائيلية حتى ذلك التاريخ .

    وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي .

    في عام 1966 غادر الى سورية ليقوم هناك بتدريب واعداد قوات العاصفة، وأخذ باعداد قوافل الاشبال ورعايتهم في اطار الثورة الفلسطينية المسلحة .

    وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور اصيب اثر انفجار لغم اثناء التدريب باحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي مازال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.

    عاد الى الاردن عقب حرب حزيران عام 1967 واوكلت اليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .
    نفذ خلال فترة وجوده في الاردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الاردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته .
    في 27/7/1971 استشهد ابو علي اياد في أحراش " جرش عجلون" .

    اقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في المزة الى جامع فلسطين في مخيم اليرموك .

    من الالقاب التي اطلقها القائد ابو عمار عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً الى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل". انتخب عضواً في اللجنةالمركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى. كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة .

    شارك الى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى راسهم " ابو عمار " الى الصين.

    اسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح .
    كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية .

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #42
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    الشهيد القائد ماجد أبو شرار





    ولد ماجد في قريته دورا قضاء الخليل عام 1936، وقد عاش طفولته بين القمم الشماء التي تشتهر بها منطقة الخليل بما تمثله من صلابة وشموخ ، وبين عناقيد العنب وغابات التين والزيتون ، ترعرع ماجد وأنهى مرحلة الابتدائية في مدرسة قريته ، وهو الأخ الأكبر لسبعة من الأبناء الذكور الذين رزق بهم والدهم الشيخ محمد عبد القادر أبو شرار ، ومعهم ثلاث عشرة أختا .

    والـــده
    كان يعمل والده فنيا لللاسلكي في حكومة الانتداب البريطاني حتى إذا كانت حرب 1947/1948 التحق بجيش الجهاد المقدس بقيادة الشهيد عبد القادر الحسيني ضابطا في جهاز الإشارة .
    وعندما حلت الهزيمة بالجيوش العربية صيف 1948 آثر مرافقة الجيش المصري الذي انسحب إلى قطاع غزة مع كل أفراد أسرته على أمل أن يعاود ذلك الجيش باعتباره العمود الفقري للجيش العربي الكرة من جديد في محاربة الكيان الصهيوني الذي بدا يفرض وجوده على الأراضي الفلسطينية المغتصبة .

    لكن الرجل بقي في غزة واستقال من الخدمة العسكرية عندما ران الجمود على جبهات القتال وألقت الهدنة الدائمة بظلالها الكئيبة على حدود فلسطين المغتصبة ، واستفاد أبو ماجد من دبلوم الحقوق الذي كان يحمله ، فعمل مسجلا للمحكمة المركزية بغزة ثم قاضيا ، ثم تقاعد وعمل محاميا أمام المحاكم الشرعية حتى وفاته عام 1996 بمدينة غزة .

    دراســـته
    في غزة درس ماجد المرحلة الثانوية، وفيها تبلورت معالم حياته الفكرية والسياسية ثم التحق عام 1954 بكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية ومنها تخرج عام 1958م حيث التحق بأمه وإخوانه الذين كانوا قد عادوا -من أجل الحفاظ على أملاكهم- إلى قريتهم دورا قضاء الخليل /جنوب الضفة الغربية بينما بقي الوالد مع زوجته الثانية وأنجالها في قطاع غزة .

    تطور وعيـــه الوطني
    في الأردن عمل ماجد مدرسا في مدرسة "عي" قضاء الكرك ثم أصبح مديرا لها وتعاقد مع ثري سعودي فسافر إلى الدمام ليعمل محررا في صحيفته اليومية "الأيام" سنة 1959م. وكان ماجد في غاية السعادة حين وجد نفسه يمتلك الوسيلة العصرية للتعبير من خلالها عن أفكاره السياسية والوطنية ، و في أواخر عام 1962 التحق بحركة (فتح) حيث كان التنظيم يشق طريقه بين شباب فلسطين العاملين في تلك المنطقة التي عرفت رموزا نضالية متميزة في قيادة فتح أمثال المهندسين الشهيدين عبد الفتاح حمود وكمال عدوان والأخوة أحمد قريع وسليمان أبو كرش والشهيد صبحي أبو كرش ومحمد على الأعرج والحاج مطلق القدوة وغيرهم .

    تفرغه في الإعـــلام
    في صيف 1968 تفرغ ماجد أبوشرار للعمل في صفوف الحركة بعمان في جهاز الإعلام الذي كان يشرف عليه مفوض الإعلام آنذاك المهندس كمال عدوان ، وأصبح ماجد رئيسا لتحرير صحيفة "فتح" اليومية ، ثم مديرا لمركز الإعلام ، وبعد استشهاد كمال عدوان أصبح ماجد مسؤولا عن الإعلام المركزي ثم الإعلام الموحد ، وكما اختاره إخوانه أمينا لسر المجلس الثوري في المؤتمر الثالث للحركة .

    ماجـــد والتوجيه السياسي
    لقد كان ماجد من أبرز من استلموا موقع المفوض السياسي العام إذ شغل هذا الموقع في الفترة ما بين 1973-1978 ، وساهم في دعم تأسيس مدرسة الكوادر الثورية في قوات العاصفة عام 1969 عندما كان يشغل موقع مسؤول الإعلام المركزي ، كما ساهم في تطوير مدرسة الكوادر أثناء توليه لمهامه كمفوض سياسي عام .

    ماجـــد رجل المواقف
    مثل ماجد قيمة فكرية ونضالية وإنسانية وأدبية ، وعرف عنه كفاءة في التنظيم وقدرة فائقة على العطاء والإخلاص في الانتماء ، وقد اختير عام 1980 ليكون عضوا في اللجنة المركزية لحركة (فتح) ، وكانت لماجد مواقف حازمة في وجه الأفكار الانشقاقية التي كانت تجول بخلد بعض رموز اليسار في صفوف حركة (فتح ) فلا أحد منهم يستطيع المزاودة عليه فهو ذو باع طويلة في ميدان الفكر ، وكان سببا رئيسيا في فتح الكثير من الأبواب المغلقة في الدول الاشتراكية أمام الثورة والحركة . ومن هنا لم يستطع أصحاب الفكر الانشقاقي أن يقوم بارتكاب تلك الخطيئة الكبرى -المحاولة الانشقاقية عن فتح تمت في سنة 1983- إلا بعد رحيل صمام الأمان ماجد أبو شرار .

    ماجـــد المفكر والكاتب
    ماجد كفاءة إعلامية نادرة ، كما هو قاص وأديب، ولقد صدرت له مجموعة قصصية باسم "الخبز المر" كان قد نشرها تباعا في مطلع الستينيات في مجلة "الأفق" المقدسية ، ثم لم يعطه العمل الثوري فسحة من الوقت ليواصل الكتابة في هذا المجال .

    وكان ماجد ساخرا في كتاباته السياسية في زاويته "جدا" بصحيفة "فتح" حيث اشتهر بمقالاته : صحفي أمين جدا ..و..واحد غزاوي جدا و...شخصية وقحة جدا..و.. واحد منحرف جدا.

    استشـــهاده
    لم تستطع (إسرائيل) أن تحتمل أفكار ماجد والتي يجود بها قلمه السيال كما لم تحتمل من قبل كتابات غسان كنفاني وكمال ناصر وكمال عدوان . فدبر له عملاء الموساد شراكا قاتلة كان ذلك في صبيحة يوم 9/10/1981 حيث انفجرت تحت سريره قنبلة في أحد فنادق روما أثناء مشاركته في فعاليات مؤتمر عالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني فصعدت روحه إلى بارئها ، ونقل جثمانه إلى بيروت ليدفن في مقابر الشهداء

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #43
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    السيد عباس الموسوي





    في كل الحروب يتوارى الكبار، ينأون بأنفسهم، ويديرون المعركة من بعيد…
    أمّا في حزب الله فالأمر مختلف تماماً…
    القائد في الطليعة، والأمين العام يتقدّم الصفوف…

    يعيش مع الناس، مع الضعفاء، مع المظلومين والمضطهدين…
    يجوع إذا جاعوا، ويألم إذا توجعوا، ويستشهد كما يستشهد الكثيرون منهم…

    وعلى هذا الدرب مضى الشهيد عباس الموسوي



    ولد السيد الشهيد عام 1952 في بلدة مستضعفة، استمدت تسميتها من مقام نبي الله شيث، في بيت من بيوت الإيمان

    ترعرع ومنذ نعومة أظفاره على حُسن الخلق والتهذيب

    تميّز السيد الشهيد بوعيه المُبكّر وبنضوجه المُلفت…

    وقد صاحب ذلك اهتمام زائد من أهل السيد به وخاصة من قبل والدته التي استبشرت به خيراً أثناء الحمل به لرؤية رأتها.

    كان السيد محباً للعلم وللدراسة، وكان يملك من الحماسة ما يميزه عن غيره، ومن الفراسة التي قلّما وُجدت في أحدٍ من أقرانه، وعُرف أيضاً ومنذ طفولته بالجرأة والشجاعة وحبّه لفعل الخير وحنوّه على الفقراء والمستضعفين.

    ما إن بلغ الربيع من العمر، حتى كانت نكسة حزيران 1967، التي شكلت هزّة، فجرّت كل عواطف السيد الشهيد مما دفعه إلى ترك المدرسة مبكراً والالتحاق بصفوف الفدائيين، للمساهمة في تحرير فلسطين.
    فالتحق وهو فتىً يافع لم يتجاوز السادسة عشر من العمر، بمعسكرات الفدائيين للتدرب معرضاً عن كل مباهج الصبا وزهو الفتوة ومراهقة الشبّان.

    ولم يطل به المقام في المعسكر حتى عاد مصاباً في إحدى قدميه، وهذا ما منعه آنذاك من الذهاب في عملية فدائية كانت تؤرقه الرغبة الشديدة للمشاركة فيها.

    لقد كان تحرير فلسطين السليبة، هدفاً وضعه نصب عينيه منذ صباه، وهو يدرك أنه سيكلفه الكثير الكثير وكان كل همّه أن يُهرق دمه على أرض فلسطين فكان استشهاده على طريقها الطويل…

    لقد شكلت تجربته مع المقاومة الفلسطينية عام 1967، محطة بارزة في حياته لتصويب المسار الحقيقي نحو فلسطين، فكانت مدرسة أهل البيت هي خيار السيد لمسيرة الإعداد لتحرير فلسطين، ثم كان التحاقه بــ "معهد الدراسات الإسلامية" في مدينة صور عام 1968 على أثر لقاء جمعه مع السيد موسى الصدر في إحدى بيوتات المستضعفين.
    حيث تابع هناك على يد السيد موسى الصدر دراسته لأكثر من سنة ونصف، وقد أعجب السيد الصدر به لذكائه ونباهته وحبه للعلم، وتوسم به خيراً، فكان أن نصحه بالانتقال إلى النجف الأشرف، وزوّده برسالة توصية إلى الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر

    في النجف، اشتهر السيد بولعه بالتحصيل العلمي وتثمينه للوقت، بحيث تمكّن من دراسة مرحلتي "المقدمات" و"السطوح" في العلوم الدينية خلال خمس سنوات فقط، وهذه مدة قياسية إذا ما عرفنا أنها تأخذ من الطلاب العاديين نحو خمسة عشرة سنة.

    لقد أعطى السيد الشهيد كل وقته للتحصيل العلمي، فأحب العلم والعلماء، لم يعرف جسده الطاهر الراحة ولم يأخذ يوماً حقه في النوم والاستراحة، حتى أنه كان إذا ما غفا يغفو والكتاب على صدره.

    كان يومه الدراسي، في الصيف والشتاء، في الحر الشديد والبرد والصقيع، يبدأ من مطلع الفجر بقرآنه المشهود و"عهده" مروراً بــ"الفجريات"، وهي عبارة عن دروس في تفسير القرآن الكريم كان يتدارسها مع بعض إخوانه، تارة يدرسون عليه وطوراً يدرس عليهم، فكان استاذاً لهم وكانوا أساتذة له.

    لقد كان له من الجلد والصبر ما يعجز عنه الصبر نفسه، حيث أنّه لم يبخل على الدراسة لا بالجهد ولا بالوقت، فكان يقطع مع شروق الشمس، كل يوم مسافة (4 كلم) سيراً على الأقدام لحضور الدروس عند المرحوم الشهيد السيد عبد المجيد الحكيم .

    وأما أيام العطلة الأسبوعية (الخميس والجمعة) وأيام الأعياد والإجازة فلم تكن لتعرف مكاناً لها في روزنامة حياته، وما كان للاستخفاف بالوقت عنده مكاناً، فقد كانت كل أيام حياته زاخرة بالجهد والتحصيل والعطاء.

    إلى جانب حياته العلمية المميزة، عُرف السيد الشهيد بدماثة أخلاقه ورفعتها، وبتربية نفسه وتهذيبها، وعُرف باحترامه المميّز للآخرين وبتواضعه وزهده، حتى أنه لم يتقاض طوال سني دراسته النجفية راتباً أو مُخصصاً، فقد كان يعيش ليومه، شعاره وفعله الزُهد والتواضع من غير تصنّع ولا تكلّف.

    عام 1973، تزوج السيد عباس من ابنة عمه سهام، الشابة الصغيرة، وسافرا معاً إلى النجف.. فكان أن التقى الفعل والعطاء فكوّنا نموذجاً ثنائياً قلَّ نظيره.

    وتتلمذت السيدة أم ياسر على يد السيد أبي ياسر، الزوج والمعلم، فكانت خير تلميذ لخير معلم، وكان السيّد حريصاً على أن يودع فيها روحه وكل أفكاره وهو المميز في الروح والمميز في الفكر.

    واستطاعا أن يبنيا معاً جواً أسرياً مفعماً بالإيمان والتقوى، قائماً على الاحترام والمودة والانسجام قلّ أن نجد مثيلاً له، وقد منّ الله على هذا البيت المبارك بأربعة صبيان وفتاتين.

    وقد أُبتليا بطفل مريض، يحتاج وحده إلى أمٍ تتفرّغ له وحده، وعلى الرغم من ذلك فقد أظهرت السيدة الشهيدة أم ياسر الصبر الجميل وتحملت مسؤولية البيت والعائلة والأطفال والطفل المريض، وفوق ذلك كله واجباتها تجاه عشرات الضيوف المتوافدين يومياً على السيد عباس ، ولم يعرف التذمر ولا التأفف يوماً طريقه إليهما، وإنما كانت البسمة وحدها من نصيب الجميع.

    بعد تمضية نحو تسعة أعوام في النجف الأشرف، وأمام ملاحقة جلاوزة النظام العراقي، وبعد سلسلة مداهمات لبيته في النجف، وبعد ارتفاع وتيرة الاعتقالات في أوساط علماء وطلاب الحوزة العلمية، وبناءً على طلب من السيد محمد باقر الصدر , كانت عودة السيد عباس إلى لبنان عام 1978


    فجاء إلى لبنان يحمل المسؤولية على كتفيه، فأسس مدرسة (حوزة) الإمام المنتظر , في بعلبك، حتى يحمل النجف معه مدرسة تستطيع أن تعوّض على الكثيرين الذين لم يعودوا يستطيعون الذهاب إلى النجف بفعل الاضطهاد والتشريد، لقد كان همّ الشهيد أن يكون الإنسان المبلِّغ وأن يكون حركةً من أجل المستضعفين.

    لقد شكلت الحوزة التي كانت في بدايتها عبارة عن مَيْتَم استأجره السيد، مَعلماً أضاء سماء العلم والمعرفة في لبنان وخرّجت كوكبة من العلماء العاملين المجاهدين.

    لقد استطاع السيد بجهاده وإخلاصه ومثابرته أن يجعل الحوزة من الحوزات النموذجية، وتمكّن بفعل حركيته وديناميته وروحه الثورية المتوثّبة أن يجعل الحوزة منطلق العمل الإسلامي والتبليغي في منطقة البقاع وحتى في المناطق الأخرى وخاصة الجنوب.

    لقد كان سماحته ينتقل من قرية إلى أخرى، يؤم صلاة هنا ويحيي مناسبة هناك، يلتقي بالناس، يجتمع بهم، يصغي إلى همومهم، يحل مشاكلهم، يوجههم .. كان حركة لا تهدأ وعزيمةً لا تخمد، لم يعرف الكلل ولا الملل … لقد عاش الرسالة في وجدانه فكان إنسان الإسلام، وعاشت المسؤولية في وعيه فكان إنسان الحركة، وعاشت الأمة في كل كيانه فكان رجل الأمة…

    تحرير فلسطين كان حلماً يؤرق السيد عباس , منذ مطلع شبابه، وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة.

    لقد وفّر الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982 الفرصة المؤاتية للسيد عباس لتحقيق هدفه القديم، لقد جاءت "إسرائيل" إليه في وطنه بدل أن يذهب هو إليها في فلسطين.

    وحده التاريخ كان يدرك أن السيد عباس , كان على موعد معه، ووحده القدر كان يعلم الدور الذي ينتظر السيد عباس، فحين انهزم الجميع أمام الزحف الصهيوني وأقرّوا بالهزيمة وتراجعوا، انطلق السيد رافضاً ذلك الأمر الواقع، فمضى بعيداً في المواجهة يحارب بالكلمة والموقف، ويوجّه الحرب ضد إسرائيل بالسلاح وينطلق بعيداً مع كل المجاهدين

    تحرير فلسطين كان حلماً يؤرق السيد عباس منذ مطلع شبابه، وكان ينتظر بفارغ الصبر اليوم الذي سيواجه فيه الصهاينة.

    لقد وفّر الاجتياح الصهيوني للبنان في حزيران 1982 الفرصة المؤاتية للسيد عباس لتحقيق هدفه القديم، لقد جاءت "إسرائيل" إليه في وطنه بدل أن يذهب هو إليها في فلسطين.

    وحده التاريخ كان يدرك أن السيد عباس , كان على موعد معه، ووحده القدر كان يعلم الدور الذي ينتظر السيد عباس، فحين انهزم الجميع أمام الزحف الصهيوني وأقرّوا بالهزيمة وتراجعوا، انطلق السيد رافضاً ذلك الأمر الواقع، فمضى بعيداً في المواجهة يحارب بالكلمة والموقف، ويوجّه الحرب ضد إسرائيل بالسلاح

    لقد شكل صوت السيد وإخوانه أزيز رصاص يطلق في صدر العدو، وشحذ الهمم في النفوس الميتة والمنكسرة، لقد أدرك سماحته ببصيرته ووعيه السياسي المتقدّم، أن بداية المواجهة مع الصهاينة هي تحطيم حاجز الخوف الذي أحاط بالناس المهزومة بفعل الاجتياح "الناس كانت تنهار وإسرائيل تشعر بالراحة" فكان لابد من عمل يعيد للناس ثقتهم بأنفسهم ويرفع معنوياتهم، وانطلق السيد في هذا العمل من تكليفه الشرعي الإلهي في مقاومة عدو الله والتاريخ والإنسان

    وبدأ الإعداد، فكان سماحته على رأس الرعيل الأول الذي التحق بصفوف "الحرس الثوري الإسلامي" الذين جاؤوا إلى لبنان للمشاركة في مواجهة الاجتياح الصهيوني صيف 1982، فالتحق السيد بمعسكر "جنتا" وحمل معه كل "حوزته العلمية" بطلابها وأساتذتها، ليشكلوا الكوكبة الأولى في مسيرة المقاومة الإسلامية في لبنان.

    وهكذا انطلقت عام 1982 مسيرة "حزب الله"، عبر المقاومة الإسلامية التي شاركت أولى مجموعاتها في التصدي لهذا الاحتلال خاصة على مداخل بيروت الجنوبية في خلدة ــ الأوزاعي، والليلكي ــ حي السلم، وكاليري سمعان.

    عندما عزّت المواقف والأقوال الجريئة وكلمة الحقيقة، يوم غزت جحافل القتل والغاصبين الصهاينة أرض لبنان، اعتلى سماحته منابر المساجد والحسينيات، ومضى في الحديث عن مخاطر تهديد المنطقة، أمعن في بعث الروح الإيمانية في صدور وقلوب الشباب المجاهد وفي تصويب بوصلة الجهاد باتجاه العدو الصهيوني، خاصة أنه "ونتيجة سلسلة الهزائم المتكررة أمام العدو الإسرائيلي كانت الأمة تعيش إحباطاً والناس كانت مذعورة"… إلى أن بدأت العمليات العسكرية بشكل متواضع، وبدأ الناس يرون أن هذا العدو هزيل، وأن شباب المقاومة يصطادونه بكل سهولة، وبدأت بعض الانتصارات لفئة مسلمة مؤمنة تعطي أجواء جديدة وترفع معنويات الناس، وأصبح الإنسان المسلم ينزل إلى الشارع ويتحدى العدو الإسرائيلي.

    لقد كانت المرحلة الأولى من مراحل المقاومة "مرحلة الكمين" الذي أعطى بعض المعنويات وفرض على "إسرائيل" أن تعيش حالة ردة الفعل على العمليات، التي بدأ الناس معها يشعرون بظلم العدو الصهيوني، أما قبلها فكانوا يشعرون أن المظلوم من جماعات خاصة لا علاقة لهم بها". ويضيف سماحته:
    عندما يشعر الشعب بالمظلومية يتحرك تلقائياً، وشعبنا شعر بالمظلومية بعد ردّات الفعل التي قام بها العدو على بعض العمليات العسكرية كالمداهمات والاعتقالات وهذا بدوره أدّى إلى ردّة فعل عكسية من شعبنا تمثّلت في تلك الفترة بالاعتصامات والمظاهرات والاحتجاجات

    "لكن عندما بدأت "العمليات العسكرية النوعية" انتقل شعبنا إلى مرحلة جديدة، "مرحلة الانتفاضات"، يستهزئ فيها بالعدو ويسخر منه، حتى أصبح الطفل في الشارع يلعب بأعصاب العدو بعد أن كان الجيش الإسرائيلي يلعب بالجيوش العربية كلها".

    ويتابع سماحته: ثم كانت "العمليات الاستشهادية" التي شكلت فتحاً جديداً ليس فقط على مستوى هزيمة العدو، بل على مستوى رفع معنويات الناس، ولذلك أصبحت عملية الشهيد "أحمد قصير" (فاتح العمليات الاستشهادية) و"أبو زينب"، وتفجير مقر "المارينز" (الأمريكي) وغيرها، موضع تغني هذا الشعب إلى أن بدأت العمليات الاقتحامية النوعية الاستشهادية الجماعية.

    فالعملية الاستشهادية الفردية، قد تجد لها فرداً واحداً بسهولة، لكن من الصعب أن تجد مجموعة كبيرة أحياناً تقوم بالعمل الكربلائي، لذلك فإن العمليات النوعية الاقتحامية أعطت زخماً شديداً للناس.
    فبعد أن كانوا ينظرون إلى تحصينات العدو المتطورة، ويقولون ليس لدينا طيراناً يوصلنا إليها، وبعد أن رأوا بأم أعينهم أن هناك شباباً تحولوا إلى طائرات استعادوا الثقة من جديد".

    وهكذا كانت عملية "الحقبان" العملية النوعية البطولية، ثم كانت عملية "بدر الكبرى" النوعية المميّزة حيث ضمّت المجموعة المهاجمة 400 مجاهداً واستهدفت أكبر المواقع، حيث عبرّت عن تطور كمي ونوعي كبيرين لنمط العمليات النوعية الاقتحامية بلحظام تعدد المواقع المستهدفة، واتساع رقعة المنطقة التي نفّذت فيها.

    في العام 1985، اتخذ السيد الشهيد من مدينة صورة إقامة له، وذلك في حي الرمل بالقرب من الشاطىء..
    كانت المقاومة في ذروة عطائها، وكان نجم السيد (على رغم حرصه على البقاء في الظل) قد بدأ يلمع كقائد للمقاومة، خاصة أنه كان المسؤول عنها..

    وقد تحول بيته في صور إلى مرجعية لجميع الجنوبيين، لقد كان أقرب إلى قفير نحلٍ منه إلى بيت سكني، وكان حركة لا تهدأ ما بين استقبال وتوديع، ما بين شؤون الناس وشجونهم، فالسيد كان مشغولاً دائماً، وهموم المقاومين كانت همّه اليومي، كان بينهم يقضي أوقاته كوالدهم… ويحنو عليهم كأبنائه.. لقد عايش المقاومة وعايشته، حتى بات إذا ذكر أحدهما ذُكر الآخر.



    وفي يوم السادس عشر من شباط لعام1992، مضى هذا السيد شهيداً مع زوجته وطفله حسين عندما كمنت له مروحيات صهيونية واستهدفت موكبه، بصواريخ موجهة الكترونياً عن بُعد

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #44
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    البطلة الشهيدة سناء محيدلي




    ولدت سناء يوسف محيدلي في قرية عنقون قضاء صيدا في 14 آب 1968، كان عمر سناء ثلاث سنوات حين توفيت والدتها، ولها اربعة اخوة من زواج ابيها الثاني. عملت في منطقة المصيطبة في متجر لأشرطة الفيديو حيث قامت لاحقاً بتسجيل وصيتها. انضمت الى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي العامل مع جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية مطلع العام 1985، متأثرة بسيرة الشهيد وجدي الصايغ الذي نفذ عملية بطولية استشهادية على معبر جزين كفرحونة.


    العملية
    صباح يوم الثلاثاء 9 نيسان 1985، اقتحمت محيدلي وهي في السابعة عشر من عمرها بسيارة بيجو 504 بيضاء اللون ومفخخة بأكثر من 200 كلغ من التي ان تي، تجمعاً لآليات جيش الاحتلال الاسرائيلي على معبر باتر–جزين، مفجرة نفسها وسط التجمع الذي كان ينظم المرحلة الثانية من الانسحاب من القطاع الشرقي لجنوب لبنان.


    تداعيات العملية
    تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنباء عمليتها الاستشهادية، كما اعترفت اسرائيل بالعملية وتناولت وسائل إعلامها الخبر وحذرت جنودها من عمليات أخرى قد تستهدفهم حيث أعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن خبراً عاجلاً وصلها من الناطق العسكري الاسرائيلي في قيادة الشمال مفاده أن ضابطين من الجيش الإسرائيلي صُرعا وأن جنديين آخرين أصيبا بجروح من جراء انفجار سيارة مفخخة في نقطة عبور باتر- جزين في لبنان وأن السيارة المفخخة وصلت من الشمال (بيروت) وانفجرت عندما اقترب الجنود من الحاجز لتفتيشها.

    طلبت سناء في وصيتها الأخيرة قبل تنفيذ عمليتها أن يسموها "عروس الجنوب"، وشاع فيما بعد استعمال هذا اللقب عنها وصارت أحد رموز المقاومة الشعبية اللبنانية والعربية

    وسميت باسمها الشوارع والساحات والمدارس , كما كُتبت العديد من القصائد بالعربية لتمجيدها , ومدحها الكثير من السياسيين العرب بعد استشهادها.


    مقال كتبه بكر عويضة عن سناء محيدلي

    إلى أشجع الرجال.. سناء يوسف محيدلي

    سناء العرب..

    من الاسم والعينين , من مسام الجلد فيك يطل السناء يا عروس الشهداء .
    في ذلك الصبح من يوم الثلاثاء , في ليل عربي ادلهم بالهم والغم , يشرق قمر اسمه (( سناء )) .
    في زمن عربي تزنر بالهزيمة , تزنير بالفداء صبية , وتزف الوطن , الى مجد العرب , والى عرس العروبة ... (( سناء )) .
    في زمن يمم الكثيرون وجوههم صوب الاستجداء بعدما تيمموا بوهم الصلح والتفاوض والاعتراف , توضأت بالشهادة (( سناء )) ... وصلت فينا ركعتين وما كنا نصلي خلفها , فقد كانت تؤم جموع الشهداء .
    آه يا (( سناء )) ...

    يا أشجع الرجال الرجال!!
    بلغتنا الرسالة, قرأنا الوصية, وسمعنا الدعاء.. ولسنا ندري هل نتعلم منك أبجدية الفداء, أم سنكتفي بالدعاء: عاشت الاسماء ... عاشت الاسماء, وليرحم الله (( سناء )) مع الابرار الصديقين والشهداء!!
    الثلاثاء 9/4/1985, كان يمكن ان يكون يوما عادياً , كغيره من الايام التي تتساقط من (( الروزنامة )) العربية دونما معنى , يوم آخر يبدأ بالحديث عن الهم , وينتهي بآهات الغم , لولا ان صبية عربية من لبنان الممزق , نهضت في ذلك الصبح وقد توضأت طهارة , وصلت استشهادا , وذهبت الى حيث صنعت لأمتها مجداً بعدما حوصرت هذه الأمة بكل تعبيرات الاستسلام للامر الواقع , والتسليم بذل الاحتلال والهزيمة .
    في ذلك الصبح, توجهت سناء يوسف محيدلي, ذات الستت عشرا ربيعا, إلى السيارة من طراز (بيجو 504), وبعدما تأكدت ان السيارة محملة بمائتي كيلوغرام من المتفجرات, ادارت محركها , وعقلتها وتوكلت , وبقية الوقائع كانت كما يأتي :
    على الطريق الذي يصل بين قرية (( باتر )) (40 كيلومترا جنوب شرقي بيروت) وبلدة (( جزين )) ( سبعة كيلومترات جنوبا ) كانت قافلة عسكرية اسرائلية تقوم بمهمتها الروتينية ضمن مهمات عسكر الاحتلال الاسرائيلي . واذا اقتربت سناء يوسف محيدلي من القافلة , وقبل ان يحدث نوع من الشك في اقتراب سيارة مدنية من قافلة احتلال عسكرية , كانت سناء تنسف كل شيئ.
    سيارتها ...
    جسدها ...
    وقافلة العدو العسكرية ...
    تتطايرت أجزاء السيارة.. صعدت روح سناء الى السماء بعدما تناثر اللحم عن الجلد – كما ارادت – تمزقت للعدو أجساد وأجساد. لكن الانفجار الاهم حدث في مكان آخر ... في فلب المؤسسة العسكرية الصهيونية, حيث التوسع الاستيطاني استراتيجية, باتت تتراجع اما ما حدث ويحدث في لبنان من مقاومة انحنى لها الأعداء قبل الاصدقاء تقديراً واحتراماً.
    ولئن كانت بطولة الصبية سناء انفجاراً في عقل وقلب المؤسسة العسكرية الصهيونية, فانها في الوقت نفسه كانت انفجاراً في الجسم العربي المسكون بالتراخي , والذي اعتراه الترهل , فيما تنهش بقاياه الحيه حروب (( القبائل )) العربيه المتصارعه .
    كانت سناء انفجاراً في وجوهنا جميعاً ...
    قالت لنا بالفم المليان:
    (( هذا هو الطريق )) ...
    استشهدت سناء , بنت السادسة عشرة , نيابة عنا جميعا , فتعالوا نقرأ في وصيتها :

    (( أحبائي.. إن الحياة وقفة عز فقط أنا لم أمت, بل حية بينكم أتنقل, أغني , أرقص , أحقق كل آمالي, كم أنا سعيدة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها. أرجوكم.. أقبل أياديكم فرداً فرداً, لا تبكوني, لا تحزنوا عليّ, بل افرحوا, اضحكوا للدنيا طالما فيها أبطال, طالما فيها آمال بالتحرير, إنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومها وقذارتهم بطلة) .
    عذرا يا عروس الشهادة ...
    من نحن حتى تتقدمين منا برجاء ؟
    عذراً يا من أنت للعرب سناء ...
    من نحن حتى تقبلين منا الايادي ؟.. نحن يا سناءنا من يتقدم منك بألف رجاء ورجاء ... سامحينا لاننا لم نتقدمك في مواكب الفداء والعنينا إذا ما اكتفينا من درسك بالشعر والانشاء .
    نحن يا (سناء العرب من نقبل منك اليدين والجبين , ونفرد في عينيك كل اشرعتنا المبحرة إلى موانئ الكرامة والحرية علها بالسناء المشع من عينيك تهتدي سواء السبيل !! يا وقفة العز يا سناء .. دعينا نستزيد مما أوصيت به: (( أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب , اسقيها من دمي وحبي لها .
    آه لو تعرفون الى أي حد وصلت سعادتي , ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل الذين هم سائرون على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين.. مهما كاونا اقوياء ارهابيين يهوديين قذزرين , هم ليسوا مثلنا, انهم جبناء يطعنون من الخلف ويغدرون , يلتفتون شمالا ويمينا هربا من الموت . التحرير يريد أبطالا يضحون بانفسهم , يتقدمون غير مبالين لما حولهم , ينفذون , هكذا يكون الابطال , انني ذاهبة إلى أكبر مستقبل , الى سعادة لا توصف لا تبكوا علي من هذه الشهادة الجريئة , لا .. لحمي الذي تناثر على الأرض سيلتحم في السماء) .
    ... شائع هو الاسم سناء ومحبب ...
    لكننا منذ الان سنحبه أكثر . وسينتشر اكثر , سوف تولد في كل بيت عربي سناء جديده , في عينيها شيئ من سناء عينيك , وعلى جبينها بعض من وهج جبينك , وفي قلبها تنبض صلواتك .

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #45
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    كمال جنبلاط



    ولد كمال جنبلاط في المختارة التابعة لمنطقة الشوف في لبنان في 6 كانون الأول/1917 من عائلة ورثت الإمارة والشهرة والثروة.
    والده فؤاد جنبلاط شغل مناصب عالية، فكان قائم مقام جبل لبنان أيام الانتداب الفرنسي إلى جانب تبوئه مراكز أخرى في الحكم، اغتيل على يد أحد قطاعي الطرق.
    أما والدته فهي نظيرة جنبلاط، اختارها الجنبلاطيون زعيمة تتكلم باسمهم بعد موت زوجها فؤاد وكانت تقيم في قصر المختارة، وقد استطاعت أن توفق بين دورها كأم عليها أن تحتضن كمال وليندا الذين فقدا الأب وبين دورها السياسي الذي خولها أن تكون الحاكم الذي ملأ الفراغ الذي تركه زوجها فؤاد جنبلاط وبهذا استطاعت أن تؤثر في الدروز وأن تحظى برضى الأكثرية مستمدة قوتها من علاقتها المتينة بالفرنسيين.

    بعد أن أنهى كمال دراسته على يد مربيته الخاصة، التحق بمدرسة عينطورة الثانوية للآباء العازاريين في كسروان عام 1936 حتى نال شهادتها عام 1937، وكانت رغبته التخصص في الهندسة , غير أن والدته التي كانت تعده للعمل السياسي أرادت له أن يدرس المحاماة.

    توجه كمال جنبلاط عام 1938 إلى باريس حيث التحق بجامعة السوربون وباشر دراسة الحقوق، ثم انضم في الوقت نفسه إلى معاهد الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع، ونال شهادتها في كل تلك المواد، غير أنه بسبب انفجار الحرب العالمية الثانية عاد إلى بيروت وتابع دراسة الحقوق في الجامعة اليسوعية، وفي هذا الوقت شكل جمعية تعاونية (استهلاكية) لإنقاذ الناس من خطر العوز والجوع اللذين خلفتهما الحرب العالمية الثانية.

    في العام 1943 جرت مبايعته بالزعامة بعد موت ابن عمه ونسيبه حكمت جنبلاط وذلك فور انتهاء مراسم الدفن مباشرة وكان عمره مايزال 25 عاماً. وفي العام نفسه فاز في الانتخابات النيابية ودخل المعترك السياسي، وأعلن جهارة صراعه العنيف ضد قوى الانتداب الفرنسي ووقوفه إلى جانب حكومة الاستقلال، وربطه المتين بين استقلال لبنان وبين عروبتها.

    وبهذا خط كمال جنبلاط خطاً جديداً لسياسة جديدة تناقضت خطوطها تناقضاً تاماً مع سياسة أمه، إذ أبى السير على خطواتها التي تميل نحو البرجوازية وتدعم بالتالي الطبقات والعائلات الأرستقراطية، وتظل خاضعة وتابعة لوصايا الفرنسيين… لذا نراها اختلفت مع ولدها، فانتقلت من قصرها في المختارة إلى قصر ابنتها وصهرها حكمت جنبلاط وبقيت فيه حتى آخر أيامها.

    وبعد الاستقلال تابع كمال جنبلاط عمله السياسي مشدداً على وجوب المحافظة على الاستقلال، ثم دخل في عدة وزارات مشاركاً في الحكم. وبدأ في العام 1947 مرحلة المعارضة السياسية بعد أن اكتشف عمق الفساد والرشوة والفوضى التي تتخبط بها البلاد.

    في الأول من أيار عام 1948، اقترن كمال جنبلاط بالآنسة مي، ابنة الأمير شكيب أرسلان وهي ذات ثقافة عالية، ورزق منها وحيده وليد في 7/8/1949، وهو اليوم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ووريث الأسرة، غير أن السيدة مي رفضت، لأسباب شخصية، أن تعيش مع كمال جنبلاط وتكمل معه درب الحياة.

    في 17 آذار/1949، أسس كمال الحزب التقدمي الاشتراكي رسمياً، وفي الأول من أيار/1949 أعلن ميثاقه هو ورفاقه: ألبير أديب، وفريد جبران، والشيخ عبد الله العلايلي، وفؤاد رزق، وجورج حنا. وقد أُعلن بهذا الصدد أن غاية الحزب هي السعي لبناء مجتمع على أساس الديمقراطية الصحيحة تسود فيه الطمأنينة الاجتماعية والعدل والرخاء والحرية والسلم، ويؤمن حقوق الإنسان التي أقرتها الأمم المتحدة ومن جملتها لبنان. كما أعلن، مردداً مقولات الاشتراكيين، أن (العمال الذين ليس على جسدهم قميص هم الذين سيحررون العالم).

    في عام 1951 أسس الجبهة الاشتراكية الوطنية لمحاربة الفساد الداخلي في لبنان، ثم دعا باسم الحزب التقدمي الاشتراكي إلى مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العربية الذي عُقد في بيروت في أيار/1951 .
    كما مثل لبنان في مؤتمر حرية الثقافة الذي انعقد في سويسرا في حزيران/1952.

    استمر كمال جنبلاط في مواقفه الوطنية والقومية والإنسانية من منطلق مبدئي ثابت. حيث عقد في آب 1952 مؤتمراً وطنياً في دير القمر باسم الجبهة الاشتراكية الوطنية، مطالباً رئيس الجمهورية بشارة الخوري بالاستقالة. وفي أيلول من العام نفسه استقال الخوري، وجرى انتخاب كميل شمعون عضو الجبهة رئيساً للجمهورية، لكنه اختلف معه في العام التالي لعدم التزامه بمقررات المؤتمر الوطني (دير القمر 1952) ولا ببرنامج الجبهة. بعد ذلك أسس الجبهة الاشتراكية الشعبية المعارضة لعهد كميل شمعون في أيلول/1953، وشارك في مؤتمر الأحزاب العربية المعارضة الذي عُقد في بيروت في أيلول/1954، وساند كفاح مصر ضد العدوان الثلاثي عليها سنة 1956، وأسهم بالعمل المباشر في إعادة إعمار ما تهدم في زلزال 1956 في لبنان. ثم قاد، مستنداً إلى عبد الناصر، الانتفاضة الوطنية العارمة عامي 1957ـ 1958 سياسياً وعسكرياً ضد عهد كميل شمعون الذي حاول ربط لبنان بالأحلاف الأجنبية الاستعمارية. وعلى أساس ذلك أيد انتخاب قائد الجيش فؤاد شهاب رئيساً للجمهورية في أيلول/1958، وزاول مهامه في الحكم معاوناً له ومن بعده شارل الحلو ثم الرئيس فرنجية حتى عام 1973.

    أسس كمال جنبلاط جبهة النضال الوطني عام 1960، ووضع نواة جبهة الأحزاب والقوى التقدمية والشخصيات الوطنية عام 1965، ثم مثل لبنان في مؤتمر التضامن الآسيوي الإفريقي، وترأس وفداً برلمانياً وشعبياً إلى الصين الشعبية عام 1966، فضلاً عم موقفه الصلب في نصرة الجزائر.

    وعندما شن الكيان الصهيوني عدوانه على الدول العربية في حزيران/1967، وقف كمال جنبلاط إلى جانب مصر وسوريا والأردن في مواجهة العدوان، وأيد القضية الوطنية العادلة للشعب العربي الفلسطيني وساند نضاله. ثم ترأس اللجنة العربية لتخليد جمال عبد الناصر عام 1973، كما انتخب بالإجماع أميناً عاماً للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية في العام نفسه.

    وعندما كانت أحداث 1975ـ 1976 في لبنان تصدى كمال جنبلاط للمؤامرة الصهيونية الانعزالية، وقاد نضال الحركة الوطنية اللبنانية معلناً برنامج الإصلاح المرحلي للنظام السياسي في آب/1975، وتأسيس المجلس السياسي المركزي للأحزاب الوطنية والتقدمية.

    عُرف كمال جنبلاط بأنه متحدث قوي في الندوات الصحافية التلفازية، إذ يطل على الناس وفي جعبته آلاف وآلاف القضايا، كما أنه أنشأ جريدة الأنباء السياسية بعد أن أنشأ الحزب التقدمي الاشتراكي، وكثيراً ما كان يشترك في الحفلات التي تقيمها السفارات الأجنبية، ويحاضر في ندوات سياسية واجتماعية وحتى ثقافية، وقد تقلد وسام لينين للسلام.

    من أجل قضيته جاب كمال جنبلاط العالم شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً، من الاتحاد السوفييتي إلى الصين إلى مصر إلى الدولة الأفريقية إلى ألمانيا وغيرها، وفي الهند كان الرحالة الشهير الذي وقف أمام كل عظيم متفحصاً ومستقياً للمعلومات خاصة الدينية في ما يتعلق بالتصوف والتنسك والعبادة. وقد عاد بكثير من العقائد والطقوس المشرقية التي كان لا يخفي ممارسته لها.

    يعتبر كمال جنبلاط نصير فلسطين وشعب فلسطين، يتحدث باسم الشعب الفلسطيني في العديد من المؤتمرات الشعبية، يكرّم سجناء الثورة في المهرجانات، ويتفقد المخيمات بين الحين والحين يحمل القضية الفلسطينية ويتكلم عنها في شتى المجالات، وليس سراً القول أن العروض انهالت عليه مقترحة عليه أن يقايض دعمه للثورة الفلسطينية بما يشاء من وزن سياسي، لكنه كان يرفضها كلها، صامداً عند الموقف السياسي الصلب القائل بأن أي توازن سياسي لبناني لا يؤدي إلى دعم كفاح الشعب الفلسطيني هو توازن لا طمع في الحصول عليه. كما أن أية حماية لهذا الكفاح لا يمكن أن تتم عملياً بغير تحقيق توازن سياسي تحتل فيه الحركة الوطنية اللبنانية وزناً راجحاً.

    اغتيل كمال جنبلاط في 16 آذار من عام 1977، على مدخل بلدة دير دوريت في الشوف مع مرافقيه حافظ الغصيني وفوزي شديد، ولم يكن اغتياله لغزاً فقد كان هذا الاغتيال مكافأة أخيرة له على الموقف الصلب الذي لم يتراجع عنه تأييداً للقضية الفلسطينية وثورتها ودفاعاً عن وحدة لبنان وعروبته.

    آمن كمال جنبلاط بالعلم سبيلاً إلى المعرفة، وبالفضيلة قرينة للعلم، فعمل لإنقاذ الآخرين وخاصة النشء الصاعد، فسكب في سراج العرفان الزيت ليشع نوره ويتعالى، فقد أنشأ مدرسة أسماها العرفان في الشوف إيماناً منه بالعلم والمعرفة. كان كمال جنبلاط أديباً وشاعراً وفيلسوفاً. له عدة مؤلفات مطبوعة:

    ثورة في عالم الإنسان.

    حقيقة الثورة اللبنانية.

    في مجرى السياسة اللبنانية.

    أدب الحياة.

    الديمقراطية الحديثة.

    فيما يتعدى الحرف.

    البوذية.

    كتاب صحي (العلاج بعشب القمح).

    افتتاحيات في جريدته (الأنباء).

    ديوان شعري (فرح).

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #46
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    جورج حاوي



    جورج حاوي (1938-2005) ولد جورج حاوي في بتغرين (المتن الشمالي ـ شرق بيروت) .
    والده انيس حاوي، والدته نور نوفل.

    متأهل من الدكتورة سوسي مادايان ابنة ارتين مادايان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي اللبناني في مطلع العشرينات انتسب إلى الحزب الشيوعي اللبناني مطلع العام 1955 .

    كان أحد قادة الاتحاد الطلابي العام في اواخر الخمسينات وقد شارك في كل التحركات الجماهيرية والمظاهرات والإضرابات وكان يقود معظمها. وكان لفترة طويلة مسؤولاً للجنة العمالية ـ النقابية.

    سجن عام 1964 لمدة 14 يوماً لدوره في اضراب عمال الريجي مع رفيقه جورج البطل وبعض قادة نقابة عمال الريجي. ثم اعتقل مع آخرين من قادة الاحزاب والقوى الوطنية اثر مظاهرة 23 ابريل (نيسان) 1969 الشهيرة تأييداً للمقاومة الفلسطينية، كما اعتقل عام 1970 بتهمة التعرض للجيش.

    انتخب اواخر العام 1964 عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي اللبناني. وكان اصغر اعضائها سناً. ولم يلبث ان اصبح عضواً في المكتب السياسي وعضواً في السكريتاريا في العام 1966 .

    انتخب اميناً عاماً مساعداً في اواسط السبعينات، ثم اميناً عاماً في المؤتمر الرابع عام 1979 خلفاً لنقولا الشاوي. وكان ثاني امين عام للحزب بعد انفصاله عن الحزب الشيوعي السوري ـ اللبناني. وظل في منصبه حتى العام 1993 .

    انتخب رئيساً للمجلس الوطني للحزب في العام 1999. وظل في هذا الموقع حتى اواخر العام 2000 وكان أحد ابرز قادة الحركة الوطنية إلى جانب الزعيم الراحل كمال جنبلاط. وانتخب نائباً لرئيس المجلس السياسي للحركة الوطنية.

    وفي مواجهة احتلال الجيش الاسرائيلي لبيروت صيف العام 1982 اعلن مع (الامين العام لمنظمة العمل الشيوعي) محسن ابراهيم اطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية .

    إغتيل بتفجير سيارته عام 2005، ضمن حملة اغتيالات اجتاحت لبنان

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #47
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    يوسف سلمان يوسف (فهد )



    يوسف سلمان يوسف أو فهد كما يلقب ، كادح من مدينة الناصرية في العراق
    كان له الدور البارز في تأسيس الحزب الشيوعي العراقي .

    عمل فهد ورفاقه الأوائل في تشكيل أولى الحلقات الشيوعية في الناصرية و غيرها من مدن العراق ، وكان لفهد الدور البارز في لم شمل هذه الحلقات المنتشرة في بغداد و البصره و غيرها من المدن و تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 أذار 1934.

    شارك فهد في قيادة الحزب الشيوعي العراقي وفي عام 1938 ذهب إلى الإتحاد السوفيتي للدراسة في معهد كادحي الشرق
    وبعد إكمال دراسته عاد إلى العراق وتسلم قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
    و كان له الدور الرئيسي في الإعداد للمؤتمر الوطني الأول للحزب الشيوعي العراقي و الذي تم فيه إعداد النظام الداخلي و البرنامج الخاص بالحزب .

    تم إعتقال فهد و رفاقه زكي بسيم الملقب بحازم و حسين الشبيبي الملقب بصارم عام 1948 بسبب الإنتماء للحركة الشيوعية و الترويج لها , وتم الحكم عليهم بالإعدام
    وسبب الضغوط الدولية تم تخفيف الحكم عليهم إلى المؤبد.

    قاد فهد و حازم و صارم ومن المعتقل الإنتفاضة الجماهيرية التي عمت مدن العراق في عام 1948 و التي سميت بوثبة كانون , وهي أنتفاضة قادها الحزب الشيوعي العراقي عن طريق كوادره الطلابية و الشبيبية و العمالية ضد النظام الملكي في العراق , والتي أدت إلى إعادة محاكمتهم و الحكم عليهم بالإعدام.
    إعتلى فهد و رفاقة المشانق وبكل بطولة الشجعان وقف فهد على المشنقة وقال مقولته الشهيره
    (الشيوعية أقوى من الموت و أعلى من أعواد المشانق )


    عاصر يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .


    في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .


    يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .

    عاصر الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ـ فهد ـ عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين , لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة الحقيقة فيه . ان اختلاط فهد بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع , جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته .



    في فترة إقامة فهد في مدينة الناصرية استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين , أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية ( نائب رئيس الفرع ) , والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية جعفر ابو التمن الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه , لما لمسه فيه من إيمان عميق بقضيته الوطنية واخلاص وصدق لما يناضل من أجله . وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز بأنه هدام , قال ابو التمن انه : ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس ) .



    يمكن اعتبار فهد اول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة , وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين , وذلك لأقتران اقواله بأعماله, وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم , أستوعب الماركسية بشكل مبدع واستحق بجدارة القول عنه انه : ( اول واحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني ) . الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والاسلامي , واهتم بحفظ الامثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي .


    واهتم بكل ماهو وطني وشعبي لأدراكه ان فنون الشعب تعبر بدقة عن اعمق احاسيس الشعب الكادح , كان فهد يجيد رواية الحكاية والنكتة الشعبية ويضرب المثل الدال الموجز. واستطاع توظيف ذلك في تعامله مع الناس وفي تقريب وتوضيح افكاره التي كان يطرحها سواء في عمله التنظيمي أو التثقيفي الحزبي أو في كتاباته أو في دروسه التي كان يقدمها في السجن .



    عندما ارسله الحزب الى موسكو في نهاية عام 1934 للدراسة في جامعة كادحي الشرق الشيوعية , كان خلال دراسته تلميذا يجيد فن الاصغاء , مواظبا على الدروس والاجتماعات , يستغل وقته جيدا في القراءة والكتابة بعيدا عن الثرثرة والصخب , حتى غدت الصورة الأكثر وضوحا في ذاكرة زوجته هي مشاهدتها له اما أن يدرس او يكتب , وكان يقضي الليالي ساهرا في محاولة التعلم , وبذلك استطاع ان ينهي دراسته بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنين .



    خلال دراسته في موسكو تعرف على شريكة حياته , ورغم قصر حياتهما الزوجيه ولكنها كانت حياة زوجية ناجحة سعيدة

    عند عودته للوطن عام 1938 , وجد الحزب الشيوعي العراقي الوليد مهشما , مبتليا بالفوضى التنظيمية , يسوده عدم الانضباط الحزبي , حيث افلحت السلطات الحكومية في اعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره , وترك قسم منهم الحزب والعمل السياسي . أهتم فهد ببناء الحزب مجددا , حزب من طراز جديد , وفق الأسس اللينينية التي تعلمها والخبرة التي اكتسبها , واستطاع ان يبني حزبا شيوعيا , لا يعرف المهادنة ولا الموسمية , أصبح خلال فترة زمنية قصيرة حزبا جماهيريا يتصدر نضالات شعبنا , رغم شيوع الأمية والجهل والتخلف وقتذاك , ورغم ان فترة قيادة فهد للحزب قصيرة نسبيا , لم تتجاوز عشر سنوات .


    الا أنه رسخ أسسا وتقاليدا وقيما ثورية متينة مكنت الحزب من الصمود بوجه اعتى الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق , إذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي المقبور مرورا بشباط الاسود الى فترة حكم صدام .

    يذكر الرفاق الذين عاصروا فهد تعامله معهم وجهوده من اجل تعليمهم ما تعلمه وسلوكه القدوة حيث كان المبادر دائما لتنفيذ ما يطلب من الرفاق , ويقرن دعوته التربوية بسلوكه اليومي مع الرفاق والمواطنين , يراعي الظروف الاجتماعية , حيث كان يؤكد على ان يتولى الشيوعي تنظيم عائلته و اقاربه في العمل الحزبي , ولا يجوز ان يتولى مسؤولية التنظيم الحزبي رجل غريب , خشية القاء القبض على اجتماع نسوي فيه رجل حاضر وحتى لا تعطى فرصة للتشهير بالشيوعية والشيوعيين , شهد له كثيرون بأنه شخصيا متمتعا بإخلاق لم تمنح أعدائه وخونة الحزب الفرصة للنيل منه .

    كان قريبا من الرفاق معايشا ظروفهم , ويأبى تركهم أيام المحن وساعات الشدة , رافضا النجاة بنفسه دونهم , عند اشتداد حملة الاعتقالات عام 1946 , اقترح احد اعضاء اللجنة المركزية عليه مغادرة العراق والسفر الى ايران والبقاء في عبادان او المحمرة , خشية اعتقاله , فرفض ذلك مؤكدا انه ليس من الصحيح ترك الحزب بمثل هذه الظروف , كذلك رفض فهد ما طلبه منه رفاقه في سجن الكوت , بعدم السفر الى بغداد عندما تم استدعائه ورفيقيه صارم وحازم لأعادة محاكمتهم , طالبين منه الأعتصام في السجن مبدين استعدادهم للتضحية من اجله , فقال لهم : ( لا , لا افعل هذا , فأنني ارى من العيب التحصن في سجن الحكومة لئلا يقال ان فهد خاف من الموت) .



    ولم يقتصر اهتمامه على رفاقه فقط بل كان مهتما بالفنانين والأدباء بشكل عام , حيث يذكر الفنان يحيى فائق الاثر الكبير الذي تركه فهد بعد لقائه معه وشرحه له بإسلوب بسيط وواضح دور المسرح في تعميق الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومساهمة المسرح في التغيير للمجتمع وإزالة الظلم الأجتماعي والفوارق الطبقية.

    وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من ان جدران السجن حرمته من الرسم فقال له فهد : ( ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة) .

    في السجن اهتم فهد بالمناضلين وكرس جهوده للعناية بمعيشتهم وتثقيفهم سياسيا ومدرسيا , وبأشرافه تحولت قاعات السجن الى صفوف مدرسة ثورية , كان حريصا على ان لا يترك فراغا في أوقات السجناء , كان بنفسه يتابع مأكل وملبس ومنام رفاقه , وشهد كثيرون بأنه يقضي الليل ساهرا بين الكتابة والقراءة وتفقد رفاقه , فيغطي من سقط عنه غطاءه , ويوقظ طباخي شوربة الصباح والخبازين ثم يخلد الى النوم لبضع ساعات مع ساعات الفجر الأولى , ويبدأ البرنامج النهاري بمحاضرة في الأقتصاد السياسي ثم بعدها الفلسفة ولم يقتصر التثقيف على السياسة فقط بل تعداه الى محو الأمية ودروس في اللغة العربية والأنكليزية والأدب العربي , إضافة الى الرياضة , كان فهد يساهم في ويتابع كل هذا , حتى مزاج السجناء لم يغب عن باله ففي كل اسبوع تقام حفلة للغناء والموسيقى والسمر, ورسخ فهد تقليد الأحتفال بالمناسبات الوطنية والأممية, وكرس جهوده على تربية الشيوعيين بالروح الجماعية , وحب التنظيم والانضباط , وحب التضحية ونكران الذات , وانتقل هذا التنظيم الى باقي السجون.



    كان فهد كقائد , صارما مع من يخرق الضبط الحزبي وحادا مع الثرثارين , وإذ يسمح في الهيئات الحزبية ويتحمل النقاش مع الرأي المخالف , فهو ومتبعا المركزية الديمقراطيةعلى الطريقة الستالينية , لا يسمح بنشر الرأي المخالف في صحافة الحزب , كان قاسيا في نعوته للذين يدعون الى حل الحزب الشيوعي , ولهذا السبب يلومه بعض المثقفين على انه فرط بهم , ويأخذون عليه مبدأيته المفرطه , وجديته حتى في حياته الشخصية وعلاقاته مع اصدقائه .


    ------ صدق الراحل زكي خيري حين قال :

    ( كان فهد مربيا للرجال , انسانا وانسانيا من كل الأوجه بقدر ما كان ثوريا صارما ) .

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #48
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    ناصر السعيد



    يعتبر ناصر السعيد أول شخصية سعودية معارضة لنظام الحكم في السعودية.

    ولد ناصر السعيد في مدينة حائل شمال المملكة العربية السعودية عام 1923 (أي بعد سقوط حائل بيد الملك عبدالعزيز بعام واحد، وكان لذلك أثره!).

    انتقل إلى الظهران عام 1947 للعمل في استخراج النفط وتكريره مع شركة ارامكو وعاش مع بقيه العمال السعوديين ظروفاً معيشية صعبة فقاد مع زملاءه هناك سلسلة من الإضرابات للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية والسكنية ورضخت الشركة لممطالبهم. وفي عام 1953 قاد ناصر إنتفاضة العمال للمطالبة بدعم فلسطين وتم اعتقاله وارسل إلى سجن العبيد في الإحساء وافرج عنه لاحقاً وحكم عليه بالإقامة الجبرية في مدينة حائل، وبعد وفاة الملك عبدالعزيز اقيم حفل استقبال للمك الجديد (سعود) في مدينة حائل القى فيه ناصر السعيد خطاباً طالب فيه بإعلان دستور للبلاد وبإصلاح وتنظيم الموارد المالية للدولة وحماية الحقوق السياسية وحقوق حرية التعبير للمواطنين وحقوق الشيعة، وفي عام 1956 هرب من المملكة إلى مصر بعد ورود انباء عن احتمالية إعدامه.

    اشرف ناصر السعيد على برامج إذاعية معارضة للحكم السعودي في إذاعة صوت العرب في مصر ثم انتقل إلى اليمن الجنوبي عام 1963 وانشأ مكتب للمعارضة هناك. انتقل بعدها إلى دمشق ثم إلى بيروت التي اختطف منها .

    ففي وضح النهار نفذت الحكومة السعودية ما عجزت عنه خلال أربعين سنة قضاها ناصر السعيد في نضال مستمر ودؤوب إذ اختطفته في وضح النهار من بيروت بتاريخ 17 / 12 / 1979م.. وذلك بتدبير من السفير السعودي في بيروت علي الشاعر وبعض المجموعات المدعية للنضال والثورة التي نفذت العملية، ولا أحد يدري أين هو الآن ؟



    وأختفى أثره حتى اللحظة

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #49
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    خالد بكداش





    ولد خالد بكداش عام 1912 في حي المهاجرين (حي الأكراد) في دمشق. والده من أصل كردي وعشيرته لم تتميز بأي نشاط وطني أو اجتماعي، رغم أن والده خدم في الجيش في العثماني، ثم في الجيش العربي خلال حكم الملك فيصل سنة 1920.

    أنهى خالد بكداش تعليمه الابتدائي والعالي في المدارس الحكومية في دمشق، لكنه لم يتمكن من متابعة دراسة القانون في كلية الحقوق بسبب نشاطه السياسي المبكر، أولع بالسياسة فانكب على المؤلفات السياسية التي كان لها تأثير كبير في قضايا الساعة يومذاك.

    انخرط بكداش عام 1929 في صفوف الكتلة الوطنية، وبذل معهم جنباً إلى جنب جهده لشق طريقه في مجال السياسة، وفي عام 1930 انضم إلى الحزب الشيوعي، واعتقل مرتين بتهمة إثارات سياسية كانت الأولى سنة 1931 حيث سجن أربعة أشهر، والثانية سنة 1933 لكنه فر إثر اعتقاله، وفي تلك الأثناء عكف على ترجمة (البيان الشيوعي) وكانت تلك أول ترجمة بالعربية، ثم سافر بعد ذلك إلى موسكو طلباً للعلم.

    التحق خالد بكداش في موسكو بمعهد لينين في بادئ الأمر، ثم بجامعة طشقند. وقد تعلم اللغة الروسية حتى صار يتكلمها بطلاقة، كما قرأ الكثير من الأدب الروسي. اختير رئيساً للوفود العربية التي اشتركت في المؤتمر السابع للكومنترن في سنة 1935.

    أصبح بكداش قبل ذهابه إلى موسكو أميناً للمجموعة السورية في الحزب الشيوعي السوري اللبناني، وبعد عودته من موسكو اختير أميناً عاماً للحزب، وحين ألفت الجبهة الشعبية الحكومة في فرنسا في عام 1936، وهي الجبهة التي يؤيدها الشيوعيون الفرنسيون برئاسة ليون بلوم، تجلى نشاط بكداش في دمشق في تأييد الحكومة الفرنسية، والدعوة إلى التفاهم معها من أجل الوصول إلى معاهدة ينتهي بموجبها الانتداب الفرنسي ويعلن استقلال سوريا. ولم يكتف بذلك بل توجه إلى باريس ليضمن تأييد الحزب الشيوعي الفرنسي لهذه المفاوضات. ومهد بذلك إلى اجتماع أقطاب السياسة السورية بالأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي، كما هيأ لقاءات مع عدد من أعضاء المجلس النيابي الفرنسي اليساريين لخدمة النظرية الأممية.

    ونظراً لدول اليسار الفرنسي في معاهدة 1936 التي اعتبرت معاهدة استقلال بالنسبة للسورين فقد سُمح لبكداش أن يروج للدعاية الشيوعية. وهكذا بدأ تنظيم دعايته بإلباسها ثوب التحرر الوطني، واستغل هو وأتباعه الحرية التي منحت لهم إلى أبعد حد في نشر دعوتهم على نطاق لم يتهيأ لهم من قبل. وفي سنة 1937 ظهرت لأول مرة جريدة تنطق باسم الحزب الشيوعي وهي (صوت الشعب) فنشرت خطابات بكداش والنشرات الشيوعية دون أن تمر على الرقابة، وبذلك امتد نفوذ بكداش فتجاوز المشرق ونودي به زعيماً بدون منازع.

    بعد الحرب العالمية الثانية بدأ خالد بكداش بإجراء اتصالات أوثق بين حزبه والأحزاب الشيوعية الأخرى، وعلى الأخص الأحزاب الأوروبية، كما بدأ يشترك في مؤتمرات دولية. وفي سنة 1946 توجه إلى لندن لإجراء محادثات مع الشيوعيين البريطانيين، وحضر وهو في طريقه إلى لندن اجتماعات شيوعية سرية عقدت في شمالي إيطاليا حيث اطلع على النشاط الشيوعي الإيطالي، وظل كذلك على اتصال بنشاط الشيوعيين في البلدان العربية الأخرى، وعلى الأخص في دول الهلال الخصيب الذي كان يمارس بعض النفوذ عليه حتى سمي بالمندوب السامي السوفييتي على الشيوعية العربية. وفي سنة 1947 حضر المؤتمر التاسع عشر للحزب الشيوعي البريطاني كمندوب رسمي، وكان من هذا النشاط في الخارج أن تعززت مكانة بكداش في بلاده وغدا زعيماً معروفاً في المجالس الشيوعية الدولية، وبالتالي فقد عينه الكومينفورم في سنة 1948 مديراً للحزب في الأقطار العربية.

    بين عامي 1947 و1949، حين ثارت ثائرة العرب ضد تقسيم فلسطين وحين اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية الأولى امتدت الأصابع إلى الشيوعيين تتهمهم بتأييد السياسة السوفييتية التي تنادي بالتقسيم. فقام خالد بكداش الذي عرف عنه دفع الأحزاب الشيوعية العربية إلى التهاون مع قيام الدولة اليهودية في فلسطين، قام بزيارة سرية إلى حيفا حيث عقد محادثات مع الزعماء الشيوعيين الإسرائيليين تتناول خططاً جديدة لمواجهة الانفجارات الشعبية، وربما ليحث هؤلاء الزعماء على انتهاج سياسة يتنصلون فيها عن الجرائم المخزية للمنظمات الإرهابية. ولا شك في أن تأييد السوفييت لتقسيم فلسطين ثم اعترافهم بإسرائيل قد أثر تأثيراً معاكساً في الدعاية للشيوعية في العالم العربي.

    خيب الموقف السوفييتي المؤيد لإسرائيل آمال العرب بحيث أثار النزاع في سوريا بين الوطنيين والشيوعيين، ليس هذا فحسب بل إن الكثير من العرب الذين كانوا أعضاء في الحزب الشيوعي انسحبوا منه وعادوا إلى صفوف الوطنيين ثم راحوا يتهمون بالخيانة كل من ظل في المعسكر الشيوعي، ورفضوا أية تسوية معهم. لكن عندما اختارت إسرائيل الاعتماد على المساعدة الأمريكية لا المساعدة السوفييتية حفزت بذلك الاتحاد السوفييتي على تأييد العرب ضد المطالب الإسرائيلية، لذا تنفس خالد بكداش الصعداء لدى رؤيته أهداف حزبه تعود لترتبط بالأهداف الوطنية، ودخل حزب البعث والشبان الوطنيين في تحالف مع الشيوعيين وأقاموا فيما بينهم اتحاداً وطنياً عمل على إسقاط نظام الشيشكلي وإعادة الحكم للرئيس الأتاسي. واستغل بكداش هذا التحالف الجديد وراح يعد نفسه لانتخابات سنة 1954.

    عام 1954 انتخب خالد بكداش عضواً في المجلس البرلماني السوري، وكان بكداش أول شيوعي يحتل مقعداً نيابياً في أي بلد عربي، وقد بلغ نفوذ الشيوعيين ذروته خلال القترة التي كان بكداش فيها نائباً من سنة 1954 إلى سنة 1958، فقد تغلغل الشيوعيون في كل دائرة من الدوائر الحكومية واحتلوا مناصب عسكرية رفيعة. وبصفة بكداش زعيماً للحزب الشيوعي فقد زاد من نشاطه في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، وأكثر من زيارة الرئيس القوتلي مطالباً بوجوب الاعتراف رسمياً بحزبه، فضلاً عن زياراته المتعددة لموسكو وحضوره الحفلات التي تقيمها المفوضات الشيوعية في دمشق، وقد حاول الشيوعيون مرتين الاستيلاء على الحكم، مرة سنة 1956 ومرة سنة 1957 ولكنهم باءوا بالفشل.

    عارض خالد بكداش الوحدة المصرية السورية عام 1958، وحين وافق النواب السوريون بالإجماع على الوحدة كان مقعد بكداش في البرلمان المقعد الوحيد الخالي، حيث ترك دمشق إلى موسكو، ولم يعد إلا عام 1966 في ظل تمتين العلاقات السورية مع الاتحاد السوفييتي.

    أعيد انتخاب خالد بكداش مع ستة من أعضاء حزبه في انتخابات 1973، ومثل حزبه بجناحيه وزيران في الحكومة السورية عام 1977 والتي رئيسها اللواء عبد الرحمن خليفاوي.

    تعرضت قيادته أوائل السبعينات لنقد شديد داخل الحزب بسبب فرديته وتسلطه ومعارضته للقومية العربية، وتزعم الجناح المعارض له كل من ظهير عبد الصمد و دانيال نعمة ثم سوى الخلاف بينهما، إلا أن جناحاً بزعامة رياض الترك استمر في المعارضة وانتهى أخيراً إلى الانشقاق.

    جُدد انتخابه أميناً عاما للحزب عام 1974 ثم عام 1980 وفي مطلع عام 1980 تعرضت قيادته مجدداً للنقد من داخل حزبه ذاته بسبب ممارسته التنظيمية الداخلية التي وصفها خصومه بأنها غير ديمقراطية.

    ظل خالد بكداش عضواً في القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية منذ تأسيسها عام 1972. تزوج خالد بكداش من فتاة كردية تدعى وصال فرحة سنة 1951، أصبحت داعية نشيطة للشيوعية بين النساء، فكانت مصدر قوة لحزبه.

    توفي خالد بكداش في 24 تموز 1995.

    له كتاب بعنوان (طريق الاستقلال) أو (طريق الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي).

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #50
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    كبر الذين قد استخفوا بالردى ....................... والحر اجرأهم على استخفاف

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #51
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    الشيخ راغب حرب





    ولد الشهيد الشيخ راغب حرب، في صيف حافل بالعمل والنشاط من عام ألف وتسعمائة واثنين وخمسين للميلاد، من أبوين كادحين، عاشا فوق ثرى جبل عامل

    تميّز الأبوان بتمسك قويّ بمبادئ الدين الحنيف، والتزام أصيل بتعاليمه السمحاء..

    في السابعة من عمره، دخل المدرسة الرسمية في بلدته جبشيت، ليتلقى فيها علومه الأولى، ثم توجه بعدها إلى منطقة النبطية لمتابعة المرحلة التعليمية المتوسطة، غير أنه لم يجد في تلك البرامج التعليمية ما يلبي طموحه، وينسجم وروحه المتوثبة، فترك المدرسة وفي أعماقه شوق كبير إلى طلب العلوم الدينية التي كانت حلماً يراود مخيلته، وأمنية عزيزة يسعى إلى تحقيقها..

    في أوائل العام 1969 غادر الشيخ بلدته إلى بيروت، مستوطناً فيها لطلب العلم، وهناك أخذت أحلام الصبا، والآمال والأماني التي كان يضج بها قلبه، تتحقق شيئاً فشيئاً، إنه الآن قريب مع من أحبّ من العلماء، يتعلّم منهم، ويتربى في ظلالهم، وهو قريب مع من أحبّ من المؤمنين، يشاركهم مجالس الحوار، ويحيي معهم شتى الاحتفالات والمناسبات التي ألهبت حماسه وزادت من اهتماماته، والتي ساهمت في تفتح آفاقه، وتوسيع مداركه، وهو بعد سنة عاشها في مسيرة العمل الإسلامي، كان يتطلع إلى النجف الأشرف بشوق وشغف، وحنين كبير إلى حوزاتها العلمية الرحبة الآفاق.. المزدحمة بألوان العلم والنشاط.

    في النجف الأشرف

    وهناك، عاش في مدارسها، لينهل من معينها، ويرتشف من ينابيعها العذبة، ويتتلمذ على أيدي أساتذتها الكبار، مهيئاً نفسه للعمل في خدمة الرسالة، مبلّغاً أحكامها، ناشراً تعاليمها، وهو مع إقباله الكبير لتلقي العلوم الدينية وميله نحوها، إلاّ أن عينيه كانتا ترمقان من بعيد الساحة اللبنانية، ومستقبل العمل الإسلامي فيها، فيتصل من هناك بإخوانه المؤمنين مستكشفاً أوضاعهم، ومطلعاً على ما يعانونه من شؤون العمل الإسلامي وشجونه..

    وقد عاد الشيخ إلى لبنان لزيارة أهله وأصحابه ، ثم قفل راجعاً إلى النجف ليتابع علومه ، إلاّ أنه في هذه المرة، لم يلبث سوى سنة ونصف

    حتى عاد عام 1974 إلى مسقط رأسه في جبشيت

    عاد الشيخ وهو يدرك أن طريقه ليس مفروشاً بالزهور، كان يعلم أن طريقه صعب وطويل، محفوف بالمكاره، مزروع بالأشواك، يتطلب جهداً كبيراً، وآلاماً كثيرة، فتوجه في بداية عمله لاصلاح ما أفسدته الأوضاع السائدة آنذاك، وعمل على إظهار الإسلام بصورته النقية الناصعة، بعد أن طمرت معالمه الأفكار الدخيلة، ثم ساهم في تنمية الحس الإسلامي وتطويره من خلال المواعظ التي كان يلقيها، والدروس التي يقدمها، والسهرات التي يحييها

    واستطاع بأسلوبه الجذاب، أن يشدّ الناس إليه ويحببهم فيه، ولم يغب عن باله أن أخطر ما يعاني منه الناس هو جهلهم لدينهم وما يتضمن من مفاهيم وقيم سامية، فاهتم بتطوير الثقافة الإسلامية، وأنشأ المكتبة العامة، لتكون وسيلة تساهم في الإرتقاء بالإنسان المسلم إلى مستوى الوعي الرسالي

    لقد كان أشد ما يؤلمه مشهد الفقراء البائسين، الذين لا يجدون قوت يومهم، فراح يزورهم بنفسه، ليستكشف أحوالهم، يتفقد أمورهم، يمدّ لهم يد المساعدة، علّه يخفف عنهم مرارة البؤس ولوعة الحرمان، ولعل أكثر ما كان يثير الأسى في نفسه، هي تلك الصور الدامية للأطفال اليتامى، فعمل جاهداً على إيوائهم، واستنقاذهم من براثن الجهل والفقر، ورعايتهم وتربيتهم على أسس إسلامية سليمة ومتينة، من أجل أن يصنع منهم جيل المستقبل الذي سيرفع على أكتافه مجتمعاً متعافياً دافقاً بالخير، زاخراً بألوان الرقي والتقدم والازدهار..

    وقد وفق بعد جهود مضنية، وبالتعاون مع "الجمعية الخيرية الثقافية" إلى بناء مبرّة "السيدة زينب " لتكون وسيلة لهذا الهدف السامي والنبيل..

    أبرز المشاريع الاجتماعية التي أسسها الشيخ الشهيد كانت:

    أولاً: بيت مال المسلمين

    فبسبب حالات الفقر الموجودة في القرى العاملية، ونتيجة لسياسة التجويع والحرمان التي انتهجتها السلطة السياسية في هذا البلد، وفي محاولة منه لسد الاحتياجات الضرورية لدى أهلنا وإخواننا، سعى الشيخ الشهيد إلى تأسيس "بيت مال المسلمين" بما كان يتوفر من إمكانات متواضعة، حتى كان البعض لا يجد تفسيراً مقنعاً لهذا التوجه، لاسيما حينما كان هذا "الصندوق"، يقدم القروض البسيطة إلى المؤمنين، وهي قروض تتراوح بين مائة ليرة حتى الخمسمائة ليرة للشخص الواحد كحد أدنى..

    والجدير ذكره أن بيت مال المسلمين هذا، لم يكن يحتاج إلى موظفين في شؤون المحاسبة، لأن شيخنا كان يتولى ذلك بنفسه..

    ثانياً: بناء مدرسة الشرقية

    وبحكم إقامته في بلدة الشرقية (أمضى فيها أربع سنوات) والتي تقع على بعد 8 كلم عن مدينة النبطية لجهة الغرب، وبناء على طلب عدد من المؤمنين في تلك القرية، رأى الشيخ أن الضرورة تتطلب بناء مدرسة ابتدائية لأطفال القرية الذين ضاقت بهم الغرفتان الصغيرتان، فبادر إلى العمل على توفير بناء إضافي للمدرسة، حيث اندفع بنفسه لحفر قواعد البناء الجديد، حاملاً المعول والرفش، فما كان من أبناء البلدة إلا أن سارعوا إلى معاونة شيخهم، وهكذا فقد أكمل الشيخ وفي فترة وجيزة بناء مدرسة مؤلفة من طابقين على قطعة أرض عائدة للوقف..

    ثالثاً: مؤسسة شهيد الثورة الإسلامية

    لتوزيع المساعدات إلى عوائل الشهداء وإلى الجرحى وذوي الأسرى من المجاهدين..

    رابعاً: ترميم مسجد شيت في جبشيت

    مراحل المواجهة مع الاحتلال الصهيوني

    قبيل فترة الاجتياح، عانى المجتمع اللبناني صنوف العذاب، وألواناً شتى من البؤس والشقاء، نتيجة الحرب الداخلية التي أثقلت كاهله، وأنهكته، واستنزفت كل طاقاته وإمكاناته، وزرعت بذور اليأس في قلوب أبنائه، مما أتاح الفرصة لليهود، ليحققوا أطماعهم التاريخية التي بها يحلمون.

    ومع أوائل شهر حزيران من العام 1982، زحف العدو ليجتاح بجيوشه الجرارة وآلته العسكرية المدمرة أرضنا المعطاء، ملتهماً بنيرانه المحرقة معالم الحياة فيها، مدمّراً العوائق التي تعترض طريقه..

    حدث كل ذلك وسط تواطؤ دولي، وسكوت عربي مقيت، وما استيقظ الناس ولا استفاقوا، إلا بعد ذهول كبير، زاغت فيه الأبصار، وبلغت القلوب الحناجر..

    حينها لم يكن الشيخ ماكثاً في الجنوب، فقد كان توجه وبدعوة من الجمهورية الإسلامية، لحضور مؤتمر إسلامي فيها، وهناك تناهت إلى مسامعه، أنباء الفاجعة الكبرى، وأخبار المحتلين، وهم يدنسون برجسهم أرض جبل عامل، فأحدث ذلك هزّة عميقة في نفسه، وأثار فيها الأسى، مما دفعه لاتخاذ قرار العودة فوراً، ليكون إلى جانب إخوانه، يشاركهم معركة الكفاح والجهاد.

    لم تمض أيام قلائل حتى وصل إلى بلدته جبشيت التي استقبلته بحفاوة بالغة، والتقى زواره وجالسهم، واستمع منهم إلى تفاصيل ما جرى في غيابه، وسألهم عن أدق الأمور وصغيرها

    ومنذ وصوله علم أن هناك قراراً بمنع التجوّل في المساء، فدعا الناس إلى المسجد للمشاركة في صلاتي المغرب والعشاء، تحدّياً للاحتلال وكسراً لقراره، ثم تابع دوره الرسالي كالمعتاد، وعاد ليؤمّ الناس في صلاة الجمعة، إلا أنها الآن وفي ظل حراب الصهاينة أصبح لها لون آخر.. لون مفعم بالبطولة والتحدي والعنفوان..

    في الثامن والعشرين من شهر شوال، عام 1404هــ، وبينما كان الشيخ كعادته، يسهر مع بعض إخوانه المؤمنين في داره، وإذا بهم يسمعون هتافاً قويّاً وصراخاً عالياً يرتفع بالتكبير والتهليل، توجّه الشيخ لاستكشاف طبيعة الأمر، فرأى الساحة العامة في البلدة تغصّ بالمؤمنين، وهم ينددون بجماعة العميل "سعد حداد" الذين فروا بعد مشادة مع الأهالي لاستقدام قوّة إسرائيلية، فجمع الناس ليلقي كلمة فيهم، وإذ بالقوة الإسرائيلية قادمة، فاصطدم معها الأهالي وكان في الطليعة الشيخ الشهيد، ورموها بالحجارة، وأشعلوا إطارات السيارات وسط الشارع العام، فعادت من حيث أتت، تجر أذيال الخيبة..

    حينئذٍ وقف الشيخ أمام الجموع معلناً رفض التعامل، وحرمة التعاون بأي شكل من الأشكال مع العدو الإسرائيلي، داعياً عناصر ما يسمى بــ"الحرس الوطني" إلى التوبة وإلقاء السلاح والعودة إلى أحضان أهلهم..

    واصل الشيخ جهاده، متجولاً في قرى الجنوب مندداً بالاحتلال الغاشم، ومحطماً سياسة التطبيع والتهويد، وكان صوته المدوي، يهزّ أسماعهم، ويرعب قلوبهم، ويكشف الزيف عن وجوههم، فراحوا يفكرون بعمل ما، يسكتون فيه هذا الصوت، وبعد تفكير طويل، وجدوا الحل، فذهبوا إليه بزيارة يتحاورون فيها معه، علّهم يستميلونه ويكتسبون ودّه..

    فجاؤوه وكان جالساً على سطح منزله مع بعض إخوانه وأصحابه، رآهم يقتربون منه، فصرخ بوجههم ليعودوا، فلم يلتفتوا، وتقدموا حتى وصلوا إليه، ومدّ أحد ضباط الاحتلال يده لمصافحته، ولكن الشيخ أبى ورفض، فقال له: "وهل أيدينا نجسة"، فأجابه الشيخ: "أنتم محتلون، ولا أريد مصافحتكم، أخرجوا من هنا، لا أصافحكم ولا أجالسكم"..

    فعادوا مدحورين، بعد أن تبين لهم إصرار الشيخ الرافض، وإرادته الراسخة القوية، واختلافه عن صنف كبير من الناس..

    وبموقفه الرائع هذا، قطع الطريق على كل محاولات التدجين الهادفة إلى إخضاعه، وبات الصراع مع العدو مفتوحاً على مصراعيه..

    وأيقن الشيخ أنه أصبح من الآن فصاعداً، ملاحقاً ومطارداً، ومعرّضاً للاعتقال في أي وقت من الأوقات، ولذا فعليه أن يكون حذراً في تنقلاته، ومحتاطاً في ذهابه وإيابه..

    وكما كان متوقّعاً، فقد داهم الجنود الصهاينة المدججون بالسلاح منزله مرات عديدة ومتتالية

    لم يكن العدو ليغفل عن تحركات الشيخ أو نشاطاته، فبثّ العيون والجواسيس، لتلاحقه وتترصده، حتى استطاعوا في نهاية الأمر تحديد المكان الذي يبيت فيه..

    وفي الثامن من آذار عام 1983، وقرابة الساعة الثانية بعد منتصف الليل، دهمت قوة إسرائيلية كبيرة المنزل الذي كان يبيت فيه، وهو منزل ابن خالته، فدخلته بوحشية وقسوة، وعاملت الشيخ بجفاء وغلظة، واقتادته مكبّلاً معصوب العينين إلى مقر المخابرات بالقرب من بلدة زبدين، وهناك، قال له الضابط الإسرائيلي المدعو "أبو عامر": "ألم يكن من الأفضل أن نلتقي بغير هذا الشكل"، فأجابه الشيخ (رضوان الله عليه): "بل هكذا أفضل بألف مرة"، ثم اقتيد إلى معتقل أنصار، وبعدها إلى مركز المخابرات في مدينة صور، حيث التف حوله كبار الضباط الصهاينة، ليتعرفوا على ذلك الرجل الذي أرهبهم، وأفسد عليهم الأمور..

    وفي الاعتقال والأسر، مارس الأعداء أساليب الإرهاب والإذلال والتعذيب النفسي، ليوهنوا من عزيمته، ويضعفوا إرادته، وحاولوا أن يساوموه على أمور كثيرة، لكنهم اصطدموا بعناده القوي، وإصراره الكبير..

    وبعد اعتقال الشيخ مباشرة، خرج الناس إلى شوارع البلدة، وفكروا فيما يقومون به من عمل، ثم توجهوا إلى النادي الحسيني، وتداعوا إلى اعتصام مفتوح، حتى يتم إطلاق سراحه..

    هذا الحدث، اعتبر يومها أول وأهم مظهر علني من مظاهر الرفض والمواجهة، فأهالي البلدة، وسائر أبناء القوى المجاورة لبّوا الدعوة إلى الاعتصام، وجاء الجميع يشارك إخوانه، أمّا الوفود القادمة من صيدا وبيروت فقد جاءت لتؤكد دعمها لهذه الخطوة الهامة في تاريخ العمل المقاومة، وقد بدأ الجنوب بكل مدنه وقراه يسير على هذا النهج، وسارعت وسائل الإعلام المحلية والعالمية، لتغطية الحدث الكبير فتحدثت عنه بإسهاب ونقلت وقائعه إلى مختلف شعوب العالم..

    ولم تكد الأمور تبلغ الذروة، حتى أيقن العدو أن الأمر يسير بما لا يشتهي، وأن شرارة الرفض التي انطلقت من جبشيت، بدأت تتخطى حدود القرية لتصل إلى كل أرجاء الوطن، وأن اعتقاله للشيخ قد أمسى اعتقالاً لوجوده الغاصب، فاضطر وتحت وطأة الرفض الشعبي المتصاعد، أن يطلق سراحه، بعدما دامت مدة اعتقاله ما يقارب السبعة عشر يوماً، عجز العدو فيها عن تحقيق أيّة مكاسب.

    وفي عام 1984 وفي ذكرى أسبوع الشهيد هاني شكر ، ألقى خطبة نارية، حدد فيها مواقف هامة، تحدث خلالها عن ضرورة مقاتلة العدو، حتى اندحاره عن كامل التراب المقدس، ثم قال: "لن نقبل بأنصاف الحلول، وإن من يمد يداً إلى عدونا، ويداً إلينا، نقول له، إما أن تكون كلّك معنا، أو كلك مع عدونا".

    في تلك المرحلة المحتدمة من مراحل الصراع، كانت العمليات الجهادية للمقاومين المسلمين، تشتد وتتصاعد، لتهزّ الأرض تحت أقدام الغاصب المعتدي، وتلهب حصونه، وكانت الضربات المتلاحقة تقض مضجعه، وتلقنه درساً قاسياً، وتحولت بفعل ذلك، تلال الجنوب وأوديته إلى مصيدة لجنود الاحتلال..

    ولقد كان الشيخ آنئذ، قائد المقاومة، ورائدها، فأرادوا أن يتخلصوا منه علّهم يطفئون الشعلة المتأججة..

    ففي السادس عشر من شهر شباط، وفي ليلة الجمعة من عام 1984 توجه للسهر مع بعض إخوانه في بيت بجوار منزله، وأثناء خروجه، صوّب العملاء المرتزقة والمأجورون، بيدهم المرتجفة رصاص حقدهم الغادر، وهوى الفارس عن صهوة جواده، ليروي بدمه الطاهر عطش الأرض، مردّداً كلماته الأخيرة: "الله أكبر، الله أكبر"..

    ولقد أثبتت الأيام فيما بعد، أن دماء الشهيد السعيد الشيخ راغب حرب، لم تذهب هدراً، ولكنها تسامت وارتفعت، لتنبت في ربى الجنوب وعلى تلاله، مجاهدين شرفاء ومقاومين أشداء، جاهدوا العدو بسواعدهم الفتية وأرغموه على الفرار والهروب، مسجلين بذلك انتصاراً رائعاً، قلّ نظيره في تاريخنا الإسلامي المعاصر..

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #52
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    الاستشهاديه ايات الاخرس



    هذه الصبية الفلسطينية الحسناء طالبة في الصف الثاني الثانوي ... لخصت مأساة الفلسطينيين برسالة مفتوحة وجهتها إلى ثلاث جهات قبل أن تفجر نفسها في القدس ... الجزء الأول من الرسالة وجهته إلى الحكام العرب قائلة " كفاكم تخاذلا " الجزء الثاني وجهته إلى الجيوش العربية والتي تتفرج على بنات فلسطين وهن يدافعن عن الأقصى على حد وصفها ... وكان الجزء الثالث موجها إلى إسرائيل


    وعبر والد الفتاة الفلسطينية التى نفذت العملية الاستشهادية فى القدس ايات محمد الاخرس (16 عاما) عن اعتزازه وفخره بابنته.. وقال ان جرائم الاحتلال المستمرة هى التى دفعتها لهذا العمل.

    وكانت جماهير مخيم الدهيشة بمحافظة بيت لحم قد خرجت فور ذيوع النبأ فى مظاهرات فرح كبيرة حيث أطلقت النيران ووزعت الحلوى فرحا بالاستشهادية ابنة المخيم الذى قدم العديد من الاستشهاديين فى الفترة الأخيرة. وكشفت زميلات آيات محمد الأخرس منفذة عملية القدس انها لم تتخلف عن دوامها المدرسى فى مدرسة بنات بيت لحم الثانوية فى الصف الثانى الثانوى حيث ذهبت إلى المدرسة أمس رغم أنه الجمعة وعطلة رسمية التزاما منها ببرنامج تعويضى أعدته مديرية التربية فى محافظة بيت لحم لتعويض الطلبة على ما فاتهم من دوام خلال الغزو الاسرائيلى الكبير للمحافظة قبل أسبوعين. وقالت زميلة لآيات بأن آيات التزمت بالدوام حتى آخر لحظة وعندما غادرت زميلاتها إلى بيوتهن تخلفت عن العودة معهن قائلة بأن لديها عملا تريد أن تنجزه ولم تكن هناك أية شواهد على نوعية هذا العمل سوى ما قامت به من حضن احدى زميلاتها وكأنها تودعها الوداع الأخير. وقالت هذه الزميلة ان آيات انشغلت بالكتابة على ورقة وأخفت ذلك عن زميلاتها اللواتى طلبن بدافع الفضول معرفة ما تخطه ولكنها قالت لهن بأنهن سيقرأن ذلك فيما بعد ويعتقد أن ما كانت تخطه الشهيدة آيات هو وصيتها

    وفي بيت متواضع في مخيم الدهيشة أقيم عزاء الشهيدة آيات الأخرس، وكان صوت الزغاريد والغناء الذي تطرب له الآذان

    ووالدة الشهيدة الصابرة المحتسبة تستقبل المهنئات لها، وتصف آخر يوم خرجت فيه "آيات" من المنزل، فقالت:
    "استيقظت آيات مبكرة على غير عادتها، وإن لم تكن عينها قد عرفت النوم في هذه الليلة، وصلّت صلاة الصبح، وجلست تقرأ ما تيسر لها من كتاب الله، وارتدت ملابسها المدرسية، وأخبرتني أنها ذاهبة للمدرسة لتحضر ما فاتها من دروس،
    فاستوقفتها؛ فاليوم الجمعة عطلة رسمية في جميع مدارس الوطن ولكنها أخبرتني
    أنه أهم أيام حياتها، فدعوت الله أن يوفقها ويرضى عنها".

    وحول ذلك تؤكد زميلتها في مقعد الدراسة "هيفاء" أنها أوصتها وزميلاتها بضرورة الاهتمام بالدراسة، والحرص على إكمال مشوارهن التعليمي مهما ألمَّ بهن من ظروف وأخطار.

    وتضيف هيفاء -التي لم تصدق خبر استشهاد آيات :- منذ أسبوع تحتفظ آيات بكافة صور الشهداء في مقعدها الدراسي الذي كتبت عليه العديد من الشعارات التي تبين فضل الشهادة والشهداء، ولكن لم يدُر بخلدي أنها تنوي أن تلحق بهم؛ فهي حريصة على تجميع صور الشهداء منذ مطلع الانتفاضة، وهي أشد حرصا على أن تحصد أعلى الدرجات في المدرسة.



    ويشار إلى أن الشهيدة الأخرس كانت حريصة على أن تحتفظ بكافة أسماء وصور الشهداء، وخاصة الاستشهاديين الذين كانت تحلم بأن تصبح مثلهم، ولكن طبيعتها الأنثوية كانت أكبر عائق أمامها، فقضت أيامها شاردة الذهن غارقة في
    أحلام الشهادة حتى نجحت الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ أول عملية استشهادية تنفذها فتاة فلسطينية، وزادت رغبتها في تعقب خطاهم، وحطمت كافة القيود الأمنية، واستطاعت أن تصل إلى قادة العمل العسكري، ليتم تجنيدها في كتائب شهداء
    الأقصى رغم رفضها السابق اتباع أي تنظيم سياسي أو المشاركة في الأنشطة الطلابية.

    وأكدت والدة الأخرس أنها كانت تجاهد نفسها لتغطي حقيقة رغبتها بالشهادة التي لا تكف الحديث عنها، وقولها: "ما فائدة الحياة إذا كان الموت يلاحقنا من كل جانب؟ سنذهب له قبل أن يأتينا، وننتقم لأنفسنا قبل أن نموت".

    أما "شادي أبو لبن" خطيب ايات , فقبل ساعات قليلة من استشهادها كانا يحلقان معا في فضاء أحلام حياتهما الزوجية وبيت الزوجية الذي لم ينتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة له قبل أن يضمهما معا في شهر يوليو القادم بعد انتهائها من تقديم امتحانات الثانوية العامة، وكاد صبرهما الذي مرّ عليه أكثر من عام ونصف أن ينفد، وحلما بالمولود البكر الذي اتفقا على تسميته "عدي" بعد مناقشات عديدة، وكيف سيربيانه ليصبح بطلا يحرر الأقصى من قيد الاحتلال.




    وستبقى عروس فلسطين آيات الأخرس مثلا وقدوة لكل فتاة وشاب فلسطيني ينقب عن الأمن بين ركام مذابح المجرمين , ويدفع دمه ومستقبله ثمنا لهذا الأمن.

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #53
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    نحن من عطر الميادين امجادا
    واعيى المستعمرين طلابا


    ونزعنا للظلم ظفرا فظفرا
    وحطمنا للوحش نابا فنابا

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  14. #54
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    خلفت بعدك ذكرا خالدا حسنا ..................... وذاك افضل من مال ومن نسب

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  15. #55
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    دافعت عن وطني ولم
    ار من دفاع عنه بدا

    دافعت عن نفسي ولم
    ار من دفاع النفس بدا

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #56
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    دفنا سيدا حرا ................. بغير الحق ما نطقا

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  17. #57
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    الشهيد وديع حداد





    ولد الشهيد وديع حداد في مدينة صفد في العام 1927 ، وكان والده يعمل مدرساً للغة العربية في إحدى المدارس الثانوية في مدينة حيفا ، وبحكم وجود والده في مدينة حيفا فقد تلقي تعليمه الابتدائي والاعدادي والثانوي في هذه المدينة ، وأثناء وجوده على مقاعد الدراسة بمراحلها المختلفة تميّز الشهيد وديع بذكائه المتقد ونشاطيته المميزة وتفوقه في مادة الرياضيات ، كما أنه كان شابا رياضياً يمارس رياضة الجري وأنشطة رياضية أخري.

    ونتيجة للمأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة النكبة عام 48 ، اضطر الشهيد وديع للهجرة من وطنه ولجوئه مع عائلته ووالده إلي مدينة بيروت حيث استقر بهم المآل هناك ، وفي هذه الأثناء التحق وديع بمقاعد الدراسة في الجامعة الأميركية ليدرس الطب.

    لقد ولّدت النكبة داخل الشهيد وديع شعوراً عالياً بالمسؤولية تجاه شعبه وقضيته التي إزدادت مأساوية علي ضوء النكبة ، الأمر الذي عكس نفسه علي اهتماماته وتوجهاته المستقبلية ، ودفعت به باتجاه الإنخراط الفعلي في الفعل الوطني الكفاحي للشعب الفلسطيني ، وقد تجلّت بواكير هذه التوجهات خلال انخراطه وهو ما يزال علي مقاعد الدراسة في اغاثة أبناء شعبه المشردين جراء النكبة ، ولاحقاً عبر انخراطه في جمعية "العروة الوثقي" التي بدأت بلعب دور سياسي بعد انخراط الشباب القومي المتحمس للعمل السياسي بها ، وتولي الشهيد وديع موقعاً قيادياً في هذه الجمعية.

    وما أن أعلن عن تشكيل "هيئة مقاومة الصلح مع اسرائيل" والتي تم تشكيلها من قبل "الشباب العربي القومي" تصدّر الشهيد وديع الأنشطة السياسية التي كانت تقوم بها هذه الهيئة كعضو قيادي فيها ، وكانت هذه الهيئة تقوم بأنشطة عديدة لمناهضة الصلح تمثلت بالمظاهرات والمنشورات ، الى جانب دورية "الثأر" ، ويمكن القول أن الشهيد وديع بدأ عمله السياسي كمحترف وقائد سياسي وجماهيري بعد تخرجه كطبيب من الجامعة الأمريكية وانتقاله الى ساحة الاردن والتحاقه برفيق دربه الدكتور جورج حبش الذي كان قد سبقه الي هناك ، ليشكلا معاً العيادة المجانية إلي جانب عيادتيهما ، معتبرين نشاطهما الأساسي والرئيسي ، النشاط الوطني والقومي وليس الطبي.

    وفي سبيل تعميق وتجذير التوجه الذي اختطّاه في العيادة الطبية ، قاما بإنشاء صفوف تدريس لمحو الأمية لكبار السن ، كما استطاعا وعبر رفاق اردنيين أعضاء في الحركة النفاذ إلي نادي "المنتدي العربي" واعتباره أحد المنابر التي إنطلق نشاط الحركة من خلاله.

    وقد تتوجت تلك التوجهات ببلورة نواة كحركة القوميين العرب في الأردن ، استطاعت وبزمن قياسي أن تساهم بشكل أساسي في المواجهات التي خاضتها الحركة الوطنية الأردنية في مواجهة "تمبلر" ومشروع حلف بغداد واسقاط حكومة هزاع المجالى وتالياً تدريب قيادة الجيش رحيل كلوب باشا ، وقد مثلت هذه التوجهات بداية نهوض وطني عام في الأردن.

    وعلي ضوء هذه المعارك والمواجهات والدور الملموس الذي لعبته الحركة خلالها ، أصبحت تحظي بدور وسمعة جماهيرية عالية وكبيرة ، وبرز الشهيد وديع بوصفه الدينامو المحرك والموجه لفعلها الميداني المتنامي.

    أودع الدكتور وديع حداد في المعتقل الصحراوي المعروف "بسجن الجفر"في الاردن عام 1957 , مع مجموعه من رفاقه

    ومكث الدكتور وديع حداد ثلاث سنوات في معتقل الجفر الصحراوي ، وبعد جهود مكثفة افرجت السلطات الاردنية عنه ، وخلال وجوده في المعتقل مثل الدكتور وديع نموذجاً وقدوة لكافة القوي ، ولم ينس رسالته الانسانية والجماهيرية ، حيث قام وخلال سجنه باغاثة وعلاج أبناء العشائر البدوية المقيمين في المنطقة بشكل طوعي ومجاني.

    التحق الدكتور وديع فوراً بمقر الحركة في دمشق بعد تحرره ، وهناك وعلي ضوء العلاقة الجيدة بين الحركة وقيادة الجمهورية العربية المتحدة وعبد النصار ، ونظراً لاندماجه في المواضيع العملية ، انخرط في دورة عسكرية في دمشق وكان المسؤول الأول عن هذه الدورة ، ولاحقاً أسندت له الحركة مسؤولية العمل الفلسطيني والذي كان حتي ذلك الوقت ممثلاً برأس قيادي في إطار الحركة ولم يكن فرعاً متكاملاً.

    وعلي ضوء عملية الانفصال التي حصلت بين مصر وسوريا ، انتقل وديع الى بيروت واستمر في تولي مسؤوليته القيادية للجانب الفلسطيني ، وفي مرحلة لاحقة تولي مسؤولية العمل العسكري لكل فروع حركة القوميين العرب حيثما تواجدت ، حيث أسندت له مهمة الإعداد للعمل الفدائي فلسطينياً وعربياً (اليمن - ليبيا - وأقطار أخري) وعلي المستوي الفلسطيني كان الشهيد وديع من أكثر المتحمسين لبدء العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني.

    وجاءت هزيمة حزيران 1967 لتزيد اندفاعته وحماسه في ممارسة الكفاح المسلح ، خصوصاً وبعدما تأكد عجز الأنظمة العربية وقصور برامجها ، وكان الشهيد وديع مشدوداً لانشاء جبهة فلسطينية كاملة تضم كل القوى المسلحة على الساحة الفلسطينية علي شاكلة الجبهة التي تشكلت في الجزائر ، ولاخراج هذه الفكرة إلي حيز الوجود الفعلي ، قام الشهيد وديع مندوباً عن الحركة بفتح حوار مع كل من حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية ، و "طلائع حرب التحرير الشعبية" (الصاعقة) وفشلت المحاولة بسبب موقف قيادة فتح من مسألة الجبهة الوطنية.

    وفي ظل الأجواء الملبدة بغيوم الهزيمة العربية الرسمية في حزيران 67 ، وفي ظل الشعور المتزايد لدي قيادة حركة القوميين العرب أن النضال القومي قد غيّب الخاص الفلسطيني ، فقد اتجهت الجهود نحو تشكيل أداة فلسطينية تكون مهمتها النضال من أجل تحرير فلسطين ، عبر تبنيها لأشكال نضال ووسائل كفاحية تتخطي وتتجاوز الأشكال والأساليب التى اتبعتها الأنظمة العربية الرسمية ، والتي ثبت عجزها علي مواجهة التوسع الصهيوني واسترداد فلسطين ، وتم تشكيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من شباب الثأر وأبطال العودة وجبهة التحرير الفلسطينية وعدد من الشخصيات والرموز الوطنية القومية الناصرية.

    ومنذ التأسيس تولي الدكتور وديع مهمات قيادية أساسية جداً في الجبهة حيث أسندت له مهمتان رئيسيتان هما المالية والعمل العسكري الخارجي ، وأثبت الرفيق الشهيد من خلالهما قدرات قيادية وعملية جديرة بالاحترام والتقدير ، حيث جسد شعار "وراء العدو في كل مكان" بطريقة فاعلة.

    ومهما تكن وجهات النظر التي طرحت سابقاً وربما تطرح الآن بخصوص هذا الشكل الكفاحي ، فإن العمليات العسكرية التي نفذتها الجبهة ، والخط التكتيكى العسكري الذي قاده الرفيق الشهيد وديع كانت في حينه ضرورة من ضرورات اشهار القضية الفلسطينية وتعريف العالم بقضية هذا الشعب ومعاناته جراء الغزوة الصهيونية الغاشمة التي شردته من أرضه ووطنه ورمت به في شتات الأرض ومخيمات اللجوء المختلفة.

    لسنوات مضت قبل استشهاد وديع عاشت قيادة الجبهة مع الشهيد خلافاً تنظيمياً تلمس رفاق الشهيد د. وديع حداد الدور الكفاحي الذي لعبه علي المستويين الوطني والقومي ، وأعاد المؤتمر الوطني الخامس الإعتبار التنظيمي له ، باعتباره رمزاً وطنياً وفلسطينياً فذاً قدم كل شئ في سبيل فلسطين التي حلم وعمل دائماً من أجل الوصول إليها بأقرب الآجال وبأقصر الطرق.

    استشهد في عام 1978 في ألمانيا الشرقية.

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  18. #58
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    عبدالحميد بن باديس





    الاسم : عبد الحميد ابن باديس
    مكان الميلاد : قسنطينة بالجزائر
    تاريخ الميلاد : 1307 هـ - 1889 م
    تاريخ الوفاة : 1358 هـ - 1940 م
    مدرسة الفقه (المذهب) : مالكي
    العقيدة : أهل السنة ، سلفية
    أفكار مميزة : نبذه للشعوذة والخرافات
    تأثر بـ : أحمد أبو حمدان الونيسي
    محمد النخلي




    هو العلاّمة الإمام عبدالحميد بن باديس (1889-1940 م)
    من رجالات الإصلاح في الجزائر
    و مؤسس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر

    =======

    عبد الحميد ابن بايس هو رائد النهضة الجزائرية ولد سنة 1889 بقسنطينة وقد وهب حياته في خدمة الجزائر وكرس حياته في العلم والمعرفة وبإتصالاته بكبار العلماء وأهم نشاطاته:

    تعليم الصغار نهارا ووعظ الكبار ليلا
    إصدار صحف ومجلات لتدافع عن حقوق الجزائريين
    رئاسة جمعية العلماء المسلمين وذلك في سنة 1931

    في جامع الزيتونة

    في عام 1908 م قرر ابن باديس -وهو الشاب المتعطش للعلم- أن يبدأ رحلته العلمية الأولى إلى تونس، وفى رحاب جامع الزيتونة الذي كان مقراً كبيراً للعلم والعلماء يُشبه في ذلك الأزهر في مصر. وفي الزيتونة تفتحت آفاقه، وعبّ من العلم عبًّا، والتقى بالعلماء الذين كان لهم تأثير كبير في شخصيته وتوجهاته، مثل الشيخ محمد النخلي الذي غرس في عقل ابن باديس غرسة الإصلاح وعدم تقليد الشيوخ، وأبــان لــه عـــن المنهج الصحيح في فهم القرآن. كما أثار فيه الشيخ محمد الطاهر بن عاشور حب العربية وتذوّق جمالها ، ويرجع الفضل للشيخ البشير صفر في الاهتمام بالتاريخ ومشكلات المسلمين المعاصرة وكيفية التخلص من الاستعمار الغربي وآثاره.

    تخـرج الشيخ من الزيتونة عام 1912 م وبقي عاماً آخر للتدريس حسب ما تقتضيه تقاليد هذه الجامعة، وعندما رجع إلى الجزائر شرع على الفور بإلقاء دروس في الجامع الكبير في قسنطينة، ولكن خصوم الإصلاح تحركوا لمنعه، فقرر القيام برحلة ثانية لزيارة أقطار المشرق العربي.


    في المدينة النبوية

    بعد أداء فريضة الحج مكث الشيخ ابن باديس في المدينة المنورة ثلاثة أشهر، ألقى خلالها دروساً في المسجد النبوي، والتقى بشيخه السابق أبو حمدان الونيسي وتعرف على رفيق دربه ونضاله فيما بعد الشيخ البشير الإبراهيمي. وكان هذا التعارف من أنعم اللقاءات وأبركها، فقد تحادثا طويلاً عن طرق الإصلاح في الجزائر واتفقا على خطة واضحة في ذلك. وفي المدينة اقترح عليه شيخه الونيسي الإقامة والهجرة الدائمة، ولكن الشيخ حسين أحمد الهندي المقيم في المدينة أشار عليه بالرجوع للجزائر لحاجتها إليه. زار ابن باديس بعد مغادرته الحجاز بلاد الشام ومصر واجتمع برجال العلم والأدب وأعلام الدعوة السلفية، وزار الأزهر واتصل بالشيخ بخيت المطيعي حاملاً له رسالة من الشيخ الونيسي.


    العودة إلى الجزائر

    وصل ابن باديس إلى الجزائر عام 1913 م واستقر في مدينة قسنطينة، وشرع في العمل التربوي الذي صمم عليه، فبدأ بدروس للصغار ثم للكبار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه، ثم تبلورت لديه فكرة تأسيس جمعية العلماء المسلمين، واهتماماته كثيرة لا يكتفي أو يقنع بوجهة واحدة، فاتجه إلى الصحافة، وأصدر جريدة المنتقد عام 1925 م وأغلقت بعد العدد الثامن عشر؛ فأصدر جريدة الشهاب الأسبوعية، التي بث فيها آراءه في الإصلاح، واستمرت كجريدة حتى عام 1929 م ثم تحولت إلى مجلة شهرية علمية، وكان شعارها: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها"، وتوقفت المجلة في شهر شعبان 1328 هـ (أيلول عام 1939 م) بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحتى لا يكتب فيها أي شيء تريده الإدارة الفرنسية تأييداً لها، وفي سنة 1936 م دعا إلى مؤتمر إسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدة لاديفانس التي تصدر بالفرنسية، واستجابت أكثر التنظيمات السياسية لدعوته وكذلك بعض الشخصيات المستقلة، وأسفر المؤتمر عن المطالبة ببعض الحقوق للجزائر، وتشكيل وفد سافر إلى فرنسا لعرض هذه المطالب وكان من ضمن هذا الوفد ابن باديس والإبراهيمي والطيب العقبي ممثلين لجمعية العلماء، ولكن فرنسا لم تستجب لأي مطلب وفشلت مهمة الوفد.


    العوامل المؤثرة في شخصية ابن باديس

    لا شك أن البيئة الأولى لها أثر كبير في تكوين شخصية الإنسان، وفي بلد كالجزائر عندما يتفتح ذهن المسلم على معاناته من فرنسا، وعن معاناته من الجهل والاستسلام للبدع-فسيكون هذا من أقوى البواعث لأصحاب الهمم وذوي الإحساس المرهف على القلق الذي لا يهدأ حتى يحقق لدينه ولأمته ما يعتبره واجباً عليه، وكان ابن باديس من هذا النوع. وإن بروز شخصية كابن باديس من بيئة ثرية ذات وجاهة لَهو دليل على إحساسه الكبير تجاه الظلم والظالمين، وكان بإمكانه أن يكون موظفاً كبيراً ويعيش هادئاً مرتاح البال ولكنه اختار طريق المصلحين.

    وتأتي البيئة العلمية التي صقلت شخصيته وهذبت مناحيه والفضل الأكبر يعود إلى الفترة الزيتونية ورحلته الثانية إلى الحجاز والشام حيث تعرف على المفكرين والعلماء الذين تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما دعا إليه من نقاء العقيدة وصفائها. وكان لمجلة المنار التي يصدرها الشيخ رشيد رضا أثر قوي في النظر لمشكلات المسلمين المعاصرة والحلول المطروحة.

    ومما شجع ابن باديس وأمضى عزيمته وجود هذه العصبة المؤمنة حوله-وقد وصفهم هو بالأسود الكبار-من العلماء والدعاة أمثال الإبراهيمي والتبسي والعقبي والميلي. وقد عملوا معه في انسجام قلّ أن يوجد مثله في الهيئات الأخرى.


    آثار ابن باديس

    شخصية ابن باديس شخصية غنية ثرية و من الصعوبة في حيز ضيق من الكتابة الإلمام بكل أبعادها و آثارها ؛ فهو مجدد و مصلح يدعو إلى نهضة المسلمين و يعلم كيف تكون النهضة. يقول:

    إنما ينهض المسلمون بمقتضيات إيمانهم بالله و رسوله إذا كانت لهم قوّة ، و إذا كانت لهم جماعة منظّمة تفكّر و تدبّر و تتشاور و تتآثر ، و تنهض لجلب المصلحة و لدفع المضرّة ، متساندة في العمل عن فكر و عزيمة.

    وهو عالم مفسّر ، فسّر القرآن الكريم كلّه خلال خمس و عشرين سنة في دروسه اليومية كما شرح موطأ مالك خلال هذه الفترة ، و هو سياسي يكتب في المجلات و الجرائد التي أصدرها عن واقع المسلمين و خاصة في الجزائر و يهاجم فرنسا و أساليبها الاستعمارية و يشرح أصول السياسة الإسلامية ، و قبل كل هذا هو المربي الذي أخذ على عاتقه تربية الأجيال في المدارس والمساجد، فأنشأ المدارس واهتم بها، بل كانت من أهم أعماله ، و هو الذي يتولى تسيير شؤون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، و يسهر على إدارة مجلة الشهاب ويتفقد القاعدة الشعبية باتصالاته المستمرة. إن آثار ابن باديس آثار عملية قبل أن تكون نظرية في كتاب أو مؤلَّف ، و الأجيال التي رباها كانت وقود معركة تحرير الجزائر ، و قليل من المصلحين في العصر الحديث من أتيحت لهم فرص التطبيق العملي لمبادئهم كما أتيحت لابن باديس ؛ فرشيد رضا كان يحلم بمدرسة للدعاة ، و لكن حلمه لم يتحقق ، و نظرية ابن باديس في التربية أنها لا بد أن تبدأ من الفرد ، فإصلاح الفرد هو الأساس .

    و طريقته في التربية هي توعية هذا النشء بالفكرة الصحيحة كما ذكر الشّيخ الإبراهيمي عن اتفاقهما في المدينة: "كانت الطريقة التي اتفقنا عليها سنة 1913 في تربية النشء هي ألا نتوسع له في العلم و إنما نربيه على فكرة صحيحة"

    و ينتقد ابن باديس مناهج التعليم التي كانت سائدة حين تلقيه العلم و التي كانت تهتم بالفروع و الألفاظ - فيقول: "و اقتصرنا على قراءة الفروع الفقهية، مجردة بلا نظر ، جافة بلا حكمة ، وراء أسوار من الألفاظ المختصرة ، تفني الأعمار قبل الوصول إليها". أما إنتاجه العلمي فهو ما جمع بعد من مقالاته في "الشهاب" و غيرها و من دروسه في التّفسير و الحديث

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  19. #59
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    عبد الرحمن الكواكبي




    ولد في سوريا سنة 1271 هجرية سنة 1854 ميلادية في (مدينة حلب ) والده هو احمد بهائي بن محمد بن مسعود الكواكبي ، والدته السيده عفيفة بنت مسعود ال نقيب وهي ابنة مفتي انطاكية في سوريا .

    عندما توفيت والدته عفيفــة آل النقيب وعمره ست سنوات ، كفلته خالته صفيه واصطحبته إلى بيتها في انطاكية ،حيث بقي هناك ثلاث سنوات ، عاد بعدها إلى حلب ليتعلم فيها على يـد الشيخ "طاهر الكلزي" وبعد أن تعلم القراءة والكتابة، وأتم قراءة القرآن وحفظه، عـــاد إلى خالته، كي ترعــى تنمية علومه، فاستعانت بقريبها "نجيب النقيب" ( أصبح فيما بعــــد أستاذا للخديوي عباس الذي كان على عرش مصر حين لجأ إليها الكواكبي) .‏


    في مدينة حلب التى كانت تزدهر بالعلوم والفقهاء والعلماء درس الشريعة والأدب وعلوم الطبيعة والرياضة في المدرسة الكواكبية التي تتبع نهج الشريعة في علومها ، وكان يشرف عليها ويدرّس فيها والده مع نفر من كبار العلماء في حلب .

    كما انه لم يكتفِ بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالاطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة، ومطبوعات أول عهد الطباعة في العالم ، فاستطاع أن يطلع على علوم السياسة والمجتمع والتاريخ والفلسفة وغيرها من العلوم .

    بدأ الكواكبي حياته بالكتابة إلى الصحافة وعين محررا في جريدة الفرات التي كانت تصدر في حلب،وعرف ألكواكبي بمقالاته التي تفضح فساد الولاة ، ويرجح حفيده (سعد زغلول الكواكبي) أن جده عمل في صحيفة "الفرات" الرسمية سنتين تقريبا ، براتب شهرى 800 قرش سورى .‏

    وقد شعر أن العمل في صحيفة رسمية يعرقل طموحه في تنوير العامة وتزويدها بالأخبار الصحيحة ، فالصحف الرسمية لم تكن سوى مطبل للسلطة،ولذلك رأى أن ينشئ صحيفة خاصة, فأصدر صحيفة "الشهباء" (عام 1877) وهي أول صحيفة تصدر باللغة العربية وقد صدرت في حلب وسجلها بأسم صديقه كي يفوز بموافقة السلطة العثمانية ايامها وبموافقة والي حلب ،‏لم تستمر هذه الصحيفة طويلا، إذ لم تستطع السلطة تحمل جرأته في النقد، فالحكومة كما يقول الكواكبي نفسه "تخاف من القلم خوفها من النار".‏

    بسبب حبة للصحافة والكتابة تابع جهاده الصحفي ضد الاستبداد فأصدر (عام 1879) باسم صديق آخر جريدة الـ"اعتدال" سار فيها على نهج "الشهباء" لكنها لم تستمر طويلا فتوقفت عن الصدور .

    بعد أن تعطّلت صحيفتاه الشهباء و الاعتدال ، انكبّ على دراسة الحقوق حتى برع فيها، وعيّن عضوا في لجنتي المالية والمعارف العمومية في حلب ، والأشغال العامة (النافعة) ثم عضوا فخريا في لجنة امتحان المحامين للمدينة .‏

    بعد أن أحس أن السلطة تقف في وجه طموحاته ، انصرف إلى العمل بعيدا عنها، فاتخذ مكتبا للمحاماة في حي (الفرافرة) - (احدى احياء مدينة حلب ) قريبا من بيته ، كان يستقبل فيه الجميع من سائر الفئات ويساعدهم ويحصل حقوق المتظلمين عند المراجع العليا ويسعى إلى مساعدتهم ،وقد كان يؤدي عمله في معظم الأحيان دون أي مقابل مادي، حتى اشتهر في جميع انحاء حلب بلقب (أبي الضعفاء)‏.

    تقلد عبدالرحمن الكواكبي عدة مناصب في ولاية حلب فبعد ان عين عضوا فخريا في لجنتى المعارف والمالية ، عين مديرا رسميا لمطبعة الولاية ، رئيسا فخريا للجنة الاشغال العامة في حلب وحقق في عهده الكثير من المشاريع الهامه التى افاد بها حلب والمناطق التابعة لها وفي 1892 عين رئيسا لبلدية حلب . استمر الكواكبي بالكتابة ضد السلطة التي كانت في نظره تمثل الاستبداد ، وعندما لم يستطع تحمل ما وصل اليه الامر من مضايقات من السلطة العثمانية في حلب التي كانت موجوده انذاك ، سافر الكواكبي إلى اسيا الهند والصين وسواحل شرق اسيا وسواحل افريقيا وإلى مصر حيث لم تكن تحت السيطرة المباشرة للسلطان عبدالحميد ، وذاع صيتة في مصر وتتلمذ على يدية الكثيرون وكان واحدا من أشهر العلماء .

    الف العديد من الكتب وترك لنا تراثا ادبيا كبيرا من كتب عبدالرحمن الكواكبي طبائع الاستبداد و ام القرى كما ألف العظمة لله و صحائف قريش وقد فقد مخطوطين مع جملة اوراقه ومذكراته ليلة وفاته ، له الكثير من المخطوطات والكتب والمذكرات التى طبعت ومازالت سيرة وكتب ومؤلفات عبدالرحمن الكواكبي مرجعا هاما لكل باحث .

    توفي في القاهرة متأثرا بسم دس له في فنجان القهوة عام 1320 هجرية الموافق 1902 ميلادية حيث دفن فيها.

    رثاه كبار رجال الفكر والشعر والادب في سوريا ومصر ونقش على قبره بيتان لحافظ إبراهيم:

    هنا رجل الدنيا هنا مهبط التقى
    هنا خير مظلوم هنا خير كاتـب

    قفوا وأقرأوا ((ام الكتب)) وسلموا
    عليه فهذا القبر قبر الكواكبي

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  20. #60
    عـضــو الصورة الرمزية بثينه عبدالعزيز
    تاريخ التسجيل
    18/07/2009
    العمر
    61
    المشاركات
    2,203
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مناضلينا ....

    الشهيد نضال فتحي رباح فرحات





    ولد الشهيد المجاهد نضال فرحات في الثامن من نيسان/أبريل لعام 1971 في أسرة ملتزمة بشرع الله راضية تربى منذ نعومة أظفاره في المساجد، فمنذ أن وعى على هذه الدنيا وقلبه دائم الحديث عن فلسطين والتضحية في سبيل الله عز وجل. وفي المرحلتين الابتدائية والإعدادية كان هادئاً جداً ومؤدباً خلوقاً، لم يؤذ أحداً من الناس حتى أحبه من عرفه ومن سمع عنه.

    اعتقلته قوات الاحتلال الصهيوني خمس مرات قضاها بين إخوانه وأحبابه في السجون الظالمة، واعتقل لدى أجهزة السلطة الفلسطينية ثلاث مرات، وتزوج الشهيد نضال بعد ذلك ليصبح أباً لخمسة أبناء (ولد وأربعة بنات).

    ابتدأ رحلته الإسلامية المعروفة منذ عام 1988 حين تعرف على العشرات من الشباب المسلم حيث طلبت أمه منه الانخراط بهم والذهاب معهم أنّا ذهبوا، حتى أصبح أحد أبناء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تلك الفترة وكان يتميز منذ صغره بالذكاء والفطنة. وفي الخامس من شباط/فبراير لعام 1993 انضم الشهيد نضال فرحات إلى صفوف "كتائب الشهيد عز الدين القسام" ليصبح من أكثر الشباب حرصاً على الشهادة في سبيل الله تعالى، وما تميز به نضال عن غيره أنه كان دائماً يحب الإبداع والتطوير، وكان طموحاً للوصول إلى المزيد من تطوير على الأسلحة الخاصة التي تنتجها كتائب القسام. ويمكن العودة قليلاً لنستذكر ذلك الأسد الجسور الذي تربى في بيته وهو الشهيد القسامي القائد عماد عقل، فقد احتضنت هذه العائلة المجاهدة الشهيد عقل وحمتْه من كل سوء، وهذه اللحظات كانت من أكثر اللحظات التي أجرت تغيراً ملموساً في حياة الشهيد نضال فرحات، فهو تلميذ ذلك القائد الشهيد.

    ولا بدّ من الإشارة إلى أن نضال هو أول من صنع صاروخاً في فلسطين قاطبة، ليدخل بهذا الشرف العظيم الذي حباه إياه الله تبارك وتعالى باب الجهاد والمقاومة.

    ذهب الشهيد نضال بالصاروخ الأول فرحاً بهذا الانجاز إلى القائد الشهيد الشيخ صلاح شحادة فأُعجب الشيخ صلاح بهذا الإنجاز الكبير، وكان قد وعد الشيخ صلاح بتطوير هذا الصاروخ حتى رأيناه مطوراً في (قسام 2). وعندما أطلق الصاروخ الأول لكتائب القسام أثار خوفاً كبيراً في الأوساط الصهيونية وتيقنت تماماً بأن رجال القسام يشكلون خطراً جديداً على الكيان الصهيوني مما اضطرهم إلى استخدام أعتى الوسائل في اغتيالهم.

    وقد نظّم نضال العشرات في صفوف كتائب القسام، وأشرف بنفسه على إرسال العديد من الاستشهاديين وكان منهم أخوه الشهيد المجاهد محمد فرحات الذي اقتحم مغتصبة ((عتصمونا)).

    كان شهيدنا يصنّع بنفسه المتفجرات، فلا يترك غيره يصنع وهو بعيد؛ بل كان وسط المصنعين وهذا يبين الإخلاص في عمله.

    وقبل استشهاده بعدة أيام تحدث الشهيد نضال عن نقلة نوعية في عمل المقاومة القسامية، وقرّر استخدام الطائرة الشراعية لضرب أهداف صهيونية تستهدف الصهاينة المحتلين لأرضنا سواء في مدننا المحتلة أو في المغتصبات داخل القطاع، وقال إن هذه الطائرة الشراعية تحمل عشرين كيلو جراماً من المتفجرات يتم تحريكها عبر "رموت كنترول" فوق المغتصبة المستهدفة وإلقاء هذه المتفجرات ثم العودة إلى مكان الانطلاق، ووعد بتطوير هذه الطائرة حتى استشهد رحمه الله تعالى بعد أن انفجرت تلك الطائرة فيه بتاريخ 16/2/2003.

    ندوس على الجرح ....................... ونواصل .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •