بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في الذكرى السنوية لإستشهاد سيد شهداء العصر
إلى السيدة الفاضلة أم الشهداء- السيدة أم عدي
شبكة البصرة
د. أمير البياتي
سيدتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أجد ما أبدأ به خطابي المفتوح هذا لمقامك العالي في الذكرى الثالثة لإستشهاد الرفيق الغالي صدام حسين سوى أن أقول لك عظّم الله أجرك في الزوج والأيناء والحفيد،،، وجمعكم تحت لواء سيد البشر يوم الدين، يوم يأخذ كل ذي حق حقه، ويوم يعض الظالم على يديه ويقول الكافر ياليتني كنت تراباً. فأصبري سيدتي واحتسبي والعاقبة للصابرين.
سيدتي:
قد أكون- وأنا أحد المجاهدين بالقلم وهو أضعف الإيمان في عصرنا هذا- قد تأخرت كثيراً في مخاطبتك ولكن عذري أن الشهيد -يإذن الله- كان يحاول جهده في إبعادكم عن الواجهة- وذلك خير. كما إني لا أعرف شخصك الكريم ولا أعرف ظرفك ولا مكانك،،، ولكني قررت هذه المرة أن أخاطبك. فإذا كنا نحب صدام حسين فإن واجبنا أن نحب المرأة العظيمة التي وقفت بجانب ذلك الجبل الشامخ لأكثر من أربعة عقود، وأن نحي تلك الأم الرائعة التي أنجبت الشهيدين البارين عدي وقصي، وأن نتذكر بكل الإكبار والإجلال أنك تقاسمت مع بطل الأمة وفارسها مرَّ الحياة وحلوها، وأنك شربت من نبع البطولة الذي غرف منه صدام حسين، وأنك تحمّلت ما تحملّت من الشهيد الكبير مانعرفه وما لا نعرفه، وأنك صبرت وصمدت وتحملت من الأذى والحزن الكثير كما تحملت أقرانك من سيدات العراق الماجدات من أمهات الشهداء وزوجاتهم، وصبرت وصمدت وتحمّلت ما قد ينوء تحته العصبة أولي القوة،،، غير إن أحداً لم يسمع منك صرخة ألم ولاصيحة إحتجاج، ولا صدر منك ولا عنك إلا كل خير.
سيدتي الفاضلة يا أم الشهداء:
إن كان بك جرح فإن حسبك أن العراق كله جرح ينزف، وإن كان في قلبك غصّة فإن عزائك أن كثيراً ممن تعرضوا لجنابك بغير وجه حق قد لفظهم العراق إلى خارج حدود التاريخ، وإن حزّ بك ألم فإن ما أفاض به العراقيون والعرب من مشاعرحب في حق الزوج والأبناء كفيل بأن يخفف بعضاً من ألمك، وحسبك وحسبنا أن كثيراً من أعداء صدام حسين قد أنقلبوا إلى محبين له ولمنهجه يوم وقف شامخاً يتحدى جلاديه!
حسبك يا سيدتي فخراً أنك كنت زوجاً لصدام حسين، وإنك تعرفينه أكثر مما عرفه أي أحد منّا مهما أدعى قربه منه. وأقول "تعرفينه" لأن الشهداء لايموتون وإن غابت أجسادهم، وأن صدام حسين مازال حياً في وجدان الملايين من البشر، يشد من عزيمتهم ويقوّي من وقفتهم ويساهم في جهادهم، فهو بأذن الله حي إلى ماشاء الله.
عذراً ياسيدتي إن كنت تطفلت، ولكني شعرت أننا بحاجة إلى مخاطبة صدام حسين فيمن أحب وعاشر، وصبراً سيدتي فالصبح قريب... والله ناصر المؤمنين الصابرين.
شبكة البصرة
الخميس 7 محرم 1431 / 24 كانون الاول 2009
المفضلات