عام كامل انقضى ,وفي ذكرى هذا العدوان الذي سماه الكيان الصهيوني الرصاص المصبوب تأتي مصر الشقيقة أرض الكنانة لتصب جدارها الفولاذي لخنق غزة وقتل مافيها ما تبقى من حياة, هم بذلك لا يقصدون حججهم التافهة, ما يسمى بالأمن القومي لمصر, أولاً لاقوميات في الإسلام, هي قومية واحدة تجمع الجميع حول راية التوحيد, وهذه بشارة بأن مشروعهم لن ينجح وإن مكرهم لن يضر, لأنهم ماحشدوا وأعدوا لنصرة الله ورسوله والمؤمنين بل للمحاربة, فالهلاك مصير كل من دعى إليه. ثانياً: وهل مايسمى بالأمن القومي المصري سيُخترقُ من غزة, إن هذا لشيء عجاب, وماقيمة هذا الأمن بما يقابله من علاقات فاضحة مع العدو, ومايعيثه خنازير هذا العدو من فساد وتمتع في شواطئ سيناء. ثالثاً: تسمعون دائما بتسلل الأفارقة عبر سيناء لدخول أرض فلسطين المحتلة, أليس الأجدر أن يكون الأمن القومي لصد هؤلاء وأمثالهم, ولكن الأمن القومي وغيره من المسميات ليست إلا لإخفاء الحق وإظهار الباطل.
إن حارس المصالح الصهيونية في وطننا العربي, ذلك المملوك القابع في قصر عابدين بات مسخراً لخدمة رأس الأفعى الصهيونية في واشنطن والقدس المحتلة, إنه ومعتنقي الفرعونية الجديدة من قدم التسهيلات لدخول البوارج الصليبية لاحتلال العراق والسيطرة على مقدرات الأمة, إنه من قدم التسهيلات لضرب مصنع الشفاء في السودان, إنه من يثير النعرات الطائفية في لبنان والسودان وهم أول من طبق الحصار على ليبيا.
إن هذا النظام الفاسد, بعد اتفاقية كامب ديفيد, خرج من ساحة الصراع مع العدو ليصبح عنصرا محايداً, لا في صف العرب والمسلمين لا عدواً لهم, وبعد سنوات أصبح وسيطاً بين العرب والكيان الصهيوني, ثم بعد ذلك وسيط غير نزيه من خلال تمرير بعض الاتفاقيات لمصلحة الأعداء, وهاهو اليوم ينتقل إلى خندق العدو ليقتل المسلمين بالحصار والتجويع, ولم يبق لهم إلا الإعلان رسمياً بقصف غزة وهدمها. إن إجرامهم متواصل وآخر محطاته إذكاء نار الفتنة والإبقاء على الانقسام من خلال الانحياز الكامل للقابعين في رام الله. فويلٌ لهم من قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ )) . أين هم من قوله سبحانه وتعالى: (( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )). ماذا سيجيبون ربهم عند السؤال: (( لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ))
أيها الإخوة:ليس لنا إلا الله فعنده ملاذنا وملجأنا وهو حسبنا وناصرنا ومؤيدنا. (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا )) واعلموا أن الجزاء من جنس العمل وأن النصر مع الصبر (( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) وأذكركم بقوله: (( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
هذا ، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سبحانك اللهم وبحمدك, نشهد ألا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
المفضلات