السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ طه , هذا هو حال الأمة وما آل اليه اليوم بين سماسرة دوليّين جدّا وبين المباغي الصّغار, قبل قليل كنت أقرأ في مسرد
للأخت عائشة صالح أبوصلاح حول الأقصى وما يفعله الصهاينة من عبث وتهويد وتدنيس للمقدسات على مرأى ومسمع من كل العرب والمسلمين والعالم كله , ماهو أخطر من كل مارأيت وسمعت وكتبت , ولا أحد يحرك ساكنا وكأن الجميع اموات ,بل
ربما الأموات هم الان ينتفضون في تربتهم لشدة ما أصاب الأمة من هوان وذل بعد الذي ذكرت وبعد الذي قرأنا , ووالله
إن هذه الكلمات والصرخات التى ترتفع مدوية هنا وهناك لن تخطئ طريقها أبدا فهي لشدة صدقها وحزنها وتضرّعها , لسوف ترتفع الى السماوات العلا , وسوف تلقى الرد عند رب العرش العظيم الذي له الأمر من قبل ومن بعد , ما يحزننا ويقهررنا فعلا يا أخي طه , هو هذا التقاعص والذل والهوان الذي بات يطبع كل شيء في حياتنا , ولئن كدنا نيأس في هذا
الزمن الرديء من وجود معتصم أو ناصر جديد يهب لنصرة الأقصى وغزّة وكل ساح مدنس من مقدساتنا , فإن المثير
للغرابة والدهشة حقا هو صمت وسكوت علماؤنا وفقهاؤنا ومفكرينا و قادة الرأي في أمتنا , وهؤلاء هم من يتوجّب عليهم
الآن وقبل أي صنف آخر من البشر أن يدقوا طبول تحرير الأمة وانتفاضتها ويتقدموا الصفوف ويرفعوا الصوت بالدعوة
الى الجهاد , وتحريض الشعوب على العصيان ورفض كل مايكبّل إرادتها وتوقها الى الحرية وتحرير مقدساتها وأرضها
المغتصبة , فربي عزّ وجلّ قال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق , وما يحدث الآن بحق مقدساتنا وإخوتنا من تدنيس
وحصار وسلب للحياة والوجود في غزّة وفي القدس وفي غيرها إنما هو يقع تحت سمع وبصر " أولي الأمر منّا " ولا أحد
منهم يحرك ساكنا بل ان أغلبهم متواطئ وشريك بالجريمة .
فمتى تنهضون يا علماء وفقهاء ومفكري الأمة وتحثون شعوبكم على الجهاد والوقوف في وجه كل ظالم , فلم يعد لأمتكم
من بعد الله نصير غيركم , وليس لكم عذر في صمتكم .
المفضلات