العرب وكاس أمم إفريقيا بأنجولا 2010

بقلم الأستاذ نعمان عبد الغني

namanea@yahoo.fr



تخوض المنتخبات العربية بطولة كاس أمم إفريقيا بأحوال مختلفة فالمنتخب المصري والتونسي يدخلان البطولة بمعنويات مهزوزة، خاصة بعد إخفاق كليهما في التأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، بعد أن كانت أمامهما فرصة ذهبية في الصعود للنهائيات وكانا مرشحاً بقوة لبلوغه، أما المنتخب الجزائري فيدخل البطولة بمعنويات مرتفعة بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وهو المنتخب الوحيد الممثل للعرب في بطولة كأس العالم.

إخفاق مصري تونسي

إن مهمة المنتخب المصري في الاحتفاظ بلقبه ستكون صعبة للغاية بسبب افتقاده لجهود أبرز لاعبيه الذين ساهموا في تحقيق الإنجاز السابق وهما محمد أبو تريكة وعمرو زكي ومحمد بركات ومحمد شوقي وهم لاعبين مؤثرين جدا في المنتخب المصري. وأضاف أن المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة أدخل تجديدات عديدة على قوام المنتخب من خلال استبعاد لاعبين كأحمد حسام ميدو وضم آخرين مثل شيكابالا ومحمد جدو، ومحمد عبد الشافي وهي تعديلات يبدو مستبعداً في ضوئها الاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي.

أما المنتخب التونسي فهو يمر بحالة نفسية صعبة فبعد أن كان قريب جداً من بلوغ نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، ، تغيرت حسابات المنتخب في آخر مرحلتين وضاع حلم التأهل من اللاعبين التوانسة في لمح البصر ولم يصدقوا ما حدث ولا زال اللاعبين التوانسة في حالة نفسية سيئة خاصة بعد أن هاجمتهم الصحافة التونسية بشدة بسبب الإخفاق

ان المنتخب الجزائري سيخوض التصفيات الأفريقية بظروف مختلفة كليا عن شقيقيه المصري والتونسي، خاصة بعد بلوغه لنهائيات كأس العالم التي لم يكن كثير من الجزائريين يتوقعون الصعود إليها.

ولفت إلى أن هذا الصعود قلب الأمور رأساً على عقب في المنتخب الجزائري، حيث أعاد للمنتخب هيبته في الساحة الأفريقية، مستفيداً من كتيبة المحترفين التي يضمها وأبرزها نذير بلحاج وكريم زياني.

محاربي الصحراء بعد الأداء الكبير في التصفيات العالمية والتأهل للمونديال يتطلعون لمواصلة هذا المردود عبر نهائيات كأس الأمم الأفريقية حيث أوقعتهم القرعة في مجموعة البلد المُضيف أنجولا إلى جانب مالي ومالاوي...
المشاركات بكأس العالم:2

المشاركة بكأس الأمم الأفريقية:13

الفوز باللقب الأفريقي: مرة واحدة عام 1990

مازال يعيش الجزائريون أجواء الفرحة بعد الوصول لكأس العالم 2010 على حساب مصر ويريد المحاربين أن يستعيدوا الهيبة التي فقدوها في السنوات الماضية والتباين في الأداء بين اللعب على أرضية ميدانهم وبين اللعب خارجها فالوصول للاستمرارية كان الأمر الناقص لتكوين منتخب ناجح.

ولكن على جانب آخر فإن الفريق الشمال أفريقي يجد نفسه الآن صاحب موقع مميز كونه الممثل العربي الوحيد بكأس العالم 2010 الصيف المقبل في الأراضي الجنوب أفريقية ويريد مناصريه أن يبرز الفريق الأخضر عبر منافسات كأس الأمم الأفريقية هذا الشهر الأحقية الكاملة في الذهاب لجنوب أفريقيا وليس فقط الوقوف عند حد المشاركة بل التأثير والازدهار في المونديال.

يتميز المنتخب الجزائري بخط دفاع من الطراز الأول ومهارة عالية من جميع لاعبيه في الكرات الثابتة واللاعبين أصحاب الخبرة التكتيكية المغلفة بطابع فني ومهاري ككريم زياني ومراد مغني والميزة الأهم في منتخب-الثوار- كونه يتمتع عناصره بالروح القتالية العالية وإبراز الانتماء الكبير للوطن سواء كان هذا داخل المستطيل الأخضر أو خارجه.

هذا المنتخب الذي تطغي الصبغة الدفاعية على فكر المدير الفني رابح سعدان ونجح في هذا الأسلوب بشكل كبير وغير متوقع ولكن لنا أن نسأل ليونيل ميسي نجم الأرجنتين عما عاناه من اختراق دفاعات المحاربين الخضر في المباراة الودية التي انتهت بتفوق الارجنتين 4-3.

يتواجد بخط الدفاع ظهيرين من أفضل الاظهرة بالملاعب البريطانية وهم مجيد بوقرة –لاعب رينجرز- ونذير بلحاج-لاعب بورتسموث- أما عن خط الهجوم فيملك صاحب القوة البدنية الكبيرة ومهاجم سيينا الإيطالي عبد القادر غزال ومعه القيدوم رفيق صايفي.

ويعتبر عنصر اللاعب المحترف هو صاحب نصيب الأسد من التشكيل الأساسي بالمنتخب الجزائري ومن قائمته الكاملة أيضاً.

الجزائر بعد الغياب عن المشاركة بالبطولة الأفريقية لنسختين على التوالي تقع بالمجموعة الأولي مع البلد المستضيف للبطولة –أنجولا- إلي جانب منتخب مالي ومنتخب مالاوي

الطريق إلى النهائيات الأفريقية

بدأت الجزائر التصفيات بالتعادل السلبي خارج أرضها أمام رواندا مما كان يعتبر نتيجة غير مُرضية لكن ساعدها في تقبل الأمر تعثر المنتخب المصري بالتعادل الإيجابي على أرضه مع زامبيا 1-1.

لتفاجئ الجزائر الجميع بعد ذلك وتسقط مصر في الجولة الثانية بالعاصمة الجزائرية بشكل مدوي وبثلاثة أهداف لهدف واحد ليبدأ محاربي الصحراء رحلتهم المميزة بـ3 انتصارات على التوالي ضمن بها التأهل لبطولة الأمم الأفريقية لكن المنتخب الجزائري ذهب لأبعد من ذلك وأراد الوصول لكأس العالم هدفاً يجب تحقيقه.

في المباراة السادسة المثيرة للجدل أمام المنافس الرئيسي على بطاقة الترشح –منتخب مصر- والتي كانت مليئة بالأحداث العصيبة ومنها تعرض حافلة الفريق للرمي بالحجارة، نجح الفريق المصري في الذهاب لمباراة فاصلة بعد الفوز بهدفين للاشيء وأقيمت –الفاصلة- الحاسمة في السودان وتأهل الجزائريون إلى المونديال بهدف عنتر يحيي

المدير الفني

رابح سعدان والذي يشكل قيمة كبيرة تُحتََرم في الجزائر فبالإضافة لنجاحه الأخير بالتأهل لكأس العالم فلقد درب –الخضر- 5 مرات متفرقة وكان آخر من أوصل الجزائر لكأس العالم وذلك في المشاركة الأخيرة عام 1986 بالمكسيك.

وعلى الرغم من ما يظهر عليه من هدوء ووقار كبير خارج الملعب فلا يخفي على أحد قدراته التدريبية العالية وحماسه وعمله القوي بالتدريبات والأمور التقنية التحفيزية فلا عجب بعد ذلك أن يسأل أحد كيف عادت للجزائر للمشاركة بالعُرس المونديالي العالمي بعد طول غياب.

وسيحاول سيدان في بطولة أنجولا أن يحافظ على الطموح العالي للاعبيه وإعطاء دفعة معنوية عالية قبل المشاركة بالمونديال في جنوب أفريقيا.

النجم

كريم زياني "فولفسبورج الألماني"

لاعب خط الوسط المهاجم والذي يملك فنيات عالية ورؤية فنية عميقة للملعب ورغم كونه يلعب بمركز صانع الألعاب فهو يجيد تأدية الواجبات الدفاعية بكل إتقان ولا يتأخر عن المشاركة بالدفاع وإفتكاك الكرات في الأوقات التي تحتاج ذلك ..وهو النجم العربي الذي تألق سابقاً في صفوف مارسيليا وهو أحد أفضل صناع اللعب في أوروبا ويرتدي حاليا قميص بطل الدوري الألماني فولفسبورج.

ويعتبر كريم من أبرز اللاعبين العرب في العقد الأخير ويتمتع بحب كبير من الجماهير الجزائرية يستحقه تماماً حيث أنه أثبت نفسه سواء في الملاعب الأوروبية بكل مكان ومع المنتخب الوطني وهو شيء قلما نجده في الدائرة العربية الكروية.



شاب صاعد

فوزي شاوشي"وفاق سطيف الجزائري"

على الرغم من أنه لعب لثلاث مباريات دولية فقط مع الخُضر إلا أن شاوشي حفر إسمه بحروف من نور بمساهمته البالغة في صعود فريقه لمونديال كأس العالم وتألقه الواضح في المباراة الفاصلة أمام المنتخب المصري عندما دافع عن مرماه ببسالة.

وقد كانت الظروف وحدها من جعلته يصعد على واجهة الأحداث بعد إصابة الحارس الأساسي –الوناس جواوي- ولم يكن يتوقع أحد أن بديله سيكون بتلك القوة وأثبت أنه يمكنه البقاء بالدفاع عن عرين المرمي الجزائري ولن يمر الكثير الوقت حتي يصبح الحارس رقم واحد بالجزائر.



الهدف

على الرغم من عدم التأهل للبطولة الأفريقية منذ 2004 إلا أن كتيبة سعدان تذهب بطموحات كبير خاصة بعد ما أكد –رابح- أن المجموعة الأولي أسهل بشكل كبير من المجموعتين الثالثة والرابعة.

ويعتبر الذهاب للدور الثاني هو أقل ما يمكن تقبله بالنسبة لمنتخب تأهل لكأس العالم لكن الطموحات تبدوا كبيرة في الأوساط المحلية ولا تقل عن المنافسة على الفوز باللقب الأفريقي.

أعتقد أن الجزائر تملك المؤهلات لتكون احدي مفاجئات البطولة من مدير فني مخضرم ونوعية مميزة من اللاعبين وبعد غياب كبير عن المحفل الأفريقي وأري بأنها تستطيع تصدر المجموعة الأولي والمضي قدماً في التغلب على المنتخب الغاني في دور ربع النهائي، نصف النهائي هو أقل ما يمكن أن أري المنتخب الجزائري يصل له.

هل تعلم؟:

فازت الجزائر بالبطولة الأفريقية الوحيدة عام 1990 عندما استضافتها والمرة الأخرى التي وصلت فيها للمباراة النهائية كانت قبل أن تفز بالبطولة بـ 10 سنوات عندما خسرت في نهائي البطولة عام 1980 أمام المنتخب النيجيري بلاجوس بنتيجة 3-0 ..وقد حقق المركز الثالث بالبطولة مرتين في نسختي 1984 و1988.

وينتظر الشارع العربي بطولة كاس أمم إفريقيا والنتائج التي قد تحققها المنتخبات العربية وان كانت حالة من التشاؤم تسيطر على الجمهور العربي من إمكانية إحراز أي منتخب عربي لهذه البطولة الإفريقية نظرا لقوة المنتخبات الإفريقية والتي تعتمد بشكل كلي على لاعبيها المحترفين في اكبر الأندية الأوروبية