http://www.nowlebanon.com/Arabic/New...aspx?ID=137188
عن الودّ.. والريبة من آنيّته
غادا فؤاد السمّان، الجمعة 8 كانون الثاني 2010
هل قدر المواطن العربي أن يظلّ آخر من يعلم كالزوج المخدوع؟ وهل المعايير السياسة بجميع تركيباتها وتنويعاتها وتجانُسَاتِها وتناقضاتها وخلطاتها الخرافية قد وُضِعت بعناية إلهية سرّية للغاية في يد الحاكمين بأمره..
لا ريب أنّ انتظام الخطاب السياسي وارتقاء مستوى التعميم والإشارة إليه في اللقاءات والتصاريح والبيانات المتعاقبة في لقاءات القمّة الثنائيّة، والتي غالبا ما تأخذ الأشكال التوافقية إثر انعقادها الطارئ وذلك بخلاف لقاءات القمم العربية الدورية الجامعة سواء اكتمل فيها نصاب الدول العربية المُشاركة أو نقص تبقى مؤتمرات مكهربة عموما يسودها التوتر والنوايا المعطوبة التي تسفر عن مواقف وقرارات إنشائيّة تضاف إلى أرشيف الثلاجات العربية ذات الصلاحية المنتهية والتي بدأت تتصاعد منها رطوبة ما قبل العفن.
اللافت هذه الأيام جملة موجزة بدون مقدّمات لسباق التسارع في اكتساب الوئام العربي، وتوثيقه في سجلّ ذاكرة التشريفات العربية – العربية، وما يعقبها من جولات استثنائية على أكثر من صعيد فلسطيني – فلسطيني، ولبناني – لبناني، ولبناني – سوري، وسوري – سعودي، وكأنّ مهلة الشهر التي أطلقتها إيران تجاه الغرب للبت بشأن نشاطها النووي، هي الحافز والدافع الأكبر، لإسقاط كافّة المداميك العالقة ولأزمنة سياسيّة عصيبة وعصية على التفاهم العربي – العربي سابقاً، لتصير فجأة في خبر كان، وتفتح كافة الأذرع العربية والمطارات والقلوب والمطارات لتسجيل أكبر حركة تزاور عربي – عربي منذ دهور.
طبعا لا يعيب هذا التقارب العربي – العربي شكل المصير المشترك، ولا يسيء إلى مستقبل العلاقات الطبيعية المنتظرة بأي شيء، ولا ينغصّ على المواطن العربي تحسين المنطق الأعوج الذي ساد زمناً، وتصحيح اعوجاجه الذي دام أكثر مما ينبغي، لكنّ ما يريب المواطن العربي هو "آنيّة" الحدث الودّي القائم، وعدم ثقته بصلاحيته المستمرّة والتي يهدد طمأنينته وتفاؤله ودّيتها المحدودة حتما والمرهونة قطعا، لصالح الغير الذي يُمسك بخيوطها الخفية، ويشدّها بشراسة حتى تنقطع متى شاء وهكذا يقع المواطن العربي وحده صريع المفاجأة لتبقى السياسة العربية بهيئتها الحاضرة كما الماضية كما القادمة، مجرّد دمية بالية عزلاء يعبث فيها السوس بلا هوادة.
وليس أمام المواطن العربي سوى الدعاء والتشهّي بدوام ودّ اللقاءات الخارجية العربية – العربية، والمحليّة اللبنانية - اللبنانية، ووئامها الظاهر على غير العادة.
التالي السابق
المفضلات