آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

    فرص الديمقراطية في مصر(2):
    تعددية حزبية ضمن أطر شمولية
    الدكتور لؤي عبد الباقي

    لا شك أن حرية واستقلالية الأحزاب السياسية، والإجراءات والقوانين التي تنظم عملها وتدير العملية الانتخابية، تقدم صورة واضحة لواقع الحياة السياسية، وتعبر عن مدى جدية الإصلاحات الديمقراطية التي يجري العمل بها في أي بلد من البلدان. بالرغم من أن الأحزاب السياسية لا تشكل اللاعب السياسي الوحيد في الأنظمة الديمقراطية، إلا أنها تعتبر عنصرا أساسيا، بل من أهم اللاعبين المؤثرين في الحياة العامة، إذ لا يمكن تجاهل دور الأحزاب في تفعيل المساءلة السياسية، وحشد أو تنشيط الحراك الشعبي، ورفع مستوى الوعي السياسي للمواطنين، وتشكيل وبلورة السياسات العامة التي تستشف وتعكس نبض الجماهير. فأثناء الحملات الانتخابية، على سبيل المثال، تقوم الأحزاب السياسية بمحاولات حثيثة لتطوير وطرح برامج بديلة للبرنامج الحاكم، تنبثق من احتياجات المواطنين، وتعبر عن رؤى الجماهير لكسب ثقتهم والحصول على صوتهم الانتخابي. وهذا ما يساهم في رفع مستوى المشاركة في الحوار السياسي، وفي عملية بلورة السياسات، كما يدفع المسئولين الرسميين، الذين يطمحون دائما للحصول على ثقة الناخبين، لأن يكونوا أكثر استجابة وتفهما لاحتياجات المواطنين، الأمر الذي يجعل عملية تشكل وتبلور السياسات العامة أمرا ظاهرا للعيان أمام الرأي العام. وما لم تكن هناك ضمانات قانونية لحرية الأحزاب والحركات السياسية في التنظيم واختيار المرشحين والقيام بالحملات الانتخابية بشكل مستقل، فإنه لا يمكن اعتبار العملية الانتخابية بأنها ديمقراطية وتتمتع بالنزاهة والشفافية.
    تعود بداية العمل بنظام تعدد الأحزاب السياسية في مصر إلى عهد الرئيس أنور السادات، إثر تفكيك الاتحاد العربي الاشتراكي في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وأصبح هذا النظام رسميا مع إقرار قانون الأحزاب لعام 1977 . وقد قام الرئيس مبارك بترسيخ وتوطيد البنية السلطوية لهذا النظام، الذي افتقد منذ بدايته إلى مقومات التنافس الحر، عبر فرض قوانين جديدة مقيدة للحياة السياسية كلما دعت الضرورة للحفاظ على الوضع القائم. وهكذا فإن النظام المصري يقوم بالسيطرة على النشاط السياسي للأحزاب، من خلال قانون الأحزاب (رقم 40 لعام 1977، وقانون رقم 177 لعام 2005) الذي ينظم، بشكل لا يخلوا من الضبابية، الأسس التي يجب أن تقوم عليها عملية تشكيل الأحزاب، ومباشرة النشاط السياسي والحزبي . وبناء على هذا القانون (مادة 7 و8)، لكي يحصل أي حزب على ترخيص قانوني، يجب عليه الحصول على موافقة لجنة شؤون الأحزاب السياسية. كما تشترط المادة (4) "عدم تعارض مبادئ الحزب أو أهدافه أو برامجه أو سياساته أو أساليبه في ممارسة نشاطه مع الدستور أو مع مقتضيات الحفاظ علي الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي والنظام الديمقراطي". يمنع القانون أيضا قيام الحزب أو مباشرة نشاطه "علي أساس ديني، أو طبقي، أو طائفي، أو فئوي، أو جغرافي" (مادة 4).
    لذلك فإن لجنة شؤون الأحزاب السياسية تستغل ضبابية هذا القانون في تضييق قنوات المشاركة السياسية، من خلال رفض طلبات تشكيل الأحزاب الجديدة، أو تجميد عمل الأحزاب القانونية المعارضة. فعلى سبيل المثال، منذ قيامها إلى أن تم الترخيص لحزب الوفاق القومي عام 2000، قامت لجنة شؤون الأحزاب برفض ما يقارب خمسين طلبا لتشكيل أحزاب جديد. بالرغم من أن عدد الأحزاب الرسمية قد ارتفع في عهد الرئيس مبارك من خمسة إلى أربعة وعشرين، فإن عدد الأحزاب التي تم ترخيصها بموافقة لجنة شؤون الأحزاب لا يتجاوز الخمسة من هذه الأحزاب التي بقيت الغالبية العظمى منها هامشية وضعيفة، إن لم نقل عديمة، الجدوى . فمعظم هذه الأحزاب حصلت على الترخيص بعد صراع طويل في المحاكم المصرية، فضلا عن أن عشرات الأحزاب، التي رفضت طلباتها، ما زالت محرومة من المشاركة السياسية. ففي شهر كانون الأول من العام 2007 وحده، خسر اثنا عشر حزبا، أهمها حزبي الوسط والكرامة، قضيتهم أمام المحكمة الإدارية العليا ضد لجنة شؤون الأحزاب، التي رفضت الموافقة على طلباتهم. وقد انتقد كل من أبي العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، وحامدين صباحي، رئيس حزب الكرامة، قرار المحكمة الذي وصفاه بأنه سياسي، كما دعيا إلى إزالة لجنة شؤون الأحزاب "المملوكة" بشكل تام من قبل الحزب الوطني الحاكم، حسب رأي السيد صباحي . يتضح، بناء على ذلك، أن لجنة شؤون الأحزاب لا تمنح تراخيص إلا للأحزاب الهامشية، التي تفتقر إلى قاعدة شعبية، ولا تشكل أي تهديد لهيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية . بتعبير آخر، فإن النظام الحاكم في مصر يختار معارضته بنفسه، وبشكل انتقائي وحذر جدا.
    إضافة إلى أن القيود القانونية عملت على الحيلولة دون مشاركة تيارات واسعة، كالتيار الإسلامي، في العمل السياسي الرسمي، فإن تدخل السلطة في الشئون الداخلية للأحزاب الرسمية المعارضة كرس تهميش هذه الأحزاب، وأبقى عليها ضعيفة وخاضعة لإرادة النظام الحاكم. أما في الحالات الاستثنائية التي كانت تبدي فيها بعض الأحزاب الرسمية معارضة صريحة، واستقلالية حقيقية، فإنها غالبا ما كانت تواجه بالحل أو بالتجميد القانوني لجميع نشاطاتها. فقد سبق للجنة شؤون الأحزاب أن جمدت نشاط أكثر من سبعة أحزاب، أربعة منها مازالت مجمدة حتى الآن. بل إن النظام كثيرا ما يتجاهل الأحكام القضائية، التي تحكم برفع الحظر عن الأحزاب المجمدة، والسماح لها بالعودة إلى ممارسة نشاطها، كما حصل بالنسبة لحزب العمل الذي مازال مجمدا حتى الآن .


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  2. #2
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

    أخي لؤي عبد الباقي..
    سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته...
    مقال سياسي بامتياز ..
    جريء في تحليل تعددية الحياة السياسية ..وقد استوفة مقاصده..
    وهو قابل للتفصيل والتدليل ..
    فهمت ..
    أن هذه الديمقراطية شكلية ..
    والتعددية الحزبية وهمية ..
    والقضاء تابع للسلطة غير مستقل ..
    والمعارضة الحقيقية مقموعة بصرامة القانون الموجه..
    وما بقي هو جناح خفي للنظام ..
    والجزب الحاكم يضم كل الموظفين ،إلا من لعب في الخفاء ..وكل النظاميين ..من أمن وجيش ومسؤولين ..
    لذا تصعب هزيمته في انتخابات ..ناهيك عن التزوير في حال الشك بفوز حزب معارض..
    لذا لايرجى خير في العالم العربي من التعددية الحزبية في التغيير ..
    لتبقى الحالة السياسية تشكو من دائرتها الضيقة المغلقة ..

    قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ:

    "لايكون أحدكم إمّعة ،يقول :
    إن أحسن النّاس أحسنت ،وإن أساؤا أسأت.
    ولكن وطِّنوا أنفسكم:إن أحسن النّاس أن تحسنوا ،وإن أساؤا أن تجتنبوا إساءتهم".

    وصاغها شاعر :
    وكُنْتُ إِذَا عَلِقْتُ حِبَالَ قَـــــــوْمٍ ـ ـ ـ صَـــحِبْتَهُمُ وَ شِيمَتِيَّ الْوَفَــاءُ
    فَاُحْسِنُ حِينَ يُحْسِنُ مُحْسِنُوهُمْ ـ ـ ـ وَ أَجْــتَنِبُ الإِسَاءَةَ إِنْ أَسَاؤا

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

    أخي الأستاذ معروف شكرا لك مرورك الكريم وقراءتك المتأنية والواعية..
    مداخلتك لخصت أهم الأفكار الواردة في المقال..أحييك على هذه القراءة الدقيقة والشاملة.
    الحقيقة هذا المقال هو جزء مترجم من بحث لي نشر باللغة الانكليزية في مجلة "شؤون عربية معاصرة" التي تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية.
    سأقوم بنشر الأجزاء الأخرى التي أكملت ترجمتها على مقاطع، وبعد الانتهاء سوف أذكر مصادر البحث بالتفصيل إن شاء الله.
    أرجو استمرارك بالمتابعة ولا تحرمنا من تعليقاتك وملاحظاتك.
    مع التحية


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية معروف محمد آل جلول
    تاريخ التسجيل
    27/04/2009
    المشاركات
    1,019
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لؤي عبد الباقي مشاهدة المشاركة
    أخي الأستاذ معروف شكرا لك مرورك الكريم وقراءتك المتأنية والواعية..
    مداخلتك لخصت أهم الأفكار الواردة في المقال..أحييك على هذه القراءة الدقيقة والشاملة.
    الحقيقة هذا المقال هو جزء مترجم من بحث لي نشر باللغة الانكليزية في مجلة "شؤون عربية معاصرة" التي تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية.
    سأقوم بنشر الأجزاء الأخرى التي أكملت ترجمتها على مقاطع، وبعد الانتهاء سوف أذكر مصادر البحث بالتفصيل إن شاء الله.
    أرجو استمرارك بالمتابعة ولا تحرمنا من تعليقاتك وملاحظاتك.
    مع التحية
    أخي الدكتور المحترم ..لؤي..
    البحث هو الواعي الدقيق ..وليس أنا الضعيف..
    لقد أحسنتم تلخيص واقع فوضوي يسبح فيه المواطن البسيط ولايكاد يفهم منه شيئا ..
    لأنك وقفت على الجرح الدامي..
    التعددية الشكلية ومكر السلطة الخادعة ..
    لذا كنت أودّ أن أبلغكم رسالة محتواها أن تشكيل حزب سياسي لايقدم ،ولايؤخر ..
    النضال داخل صفوف السلطة هو ما يحرجها..
    بل حلم السلطة المستبدة هو أن تعتمد للمعارضة حزبا ..لتشدهم به ..وتغلق عليهم جميع المنافذ..
    شكرا أخي لؤي..
    طرحك حكيم وممتاز..
    أكيد..
    سأتابعك باهتمام ..

    قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلّم ـ:

    "لايكون أحدكم إمّعة ،يقول :
    إن أحسن النّاس أحسنت ،وإن أساؤا أسأت.
    ولكن وطِّنوا أنفسكم:إن أحسن النّاس أن تحسنوا ،وإن أساؤا أن تجتنبوا إساءتهم".

    وصاغها شاعر :
    وكُنْتُ إِذَا عَلِقْتُ حِبَالَ قَـــــــوْمٍ ـ ـ ـ صَـــحِبْتَهُمُ وَ شِيمَتِيَّ الْوَفَــاءُ
    فَاُحْسِنُ حِينَ يُحْسِنُ مُحْسِنُوهُمْ ـ ـ ـ وَ أَجْــتَنِبُ الإِسَاءَةَ إِنْ أَسَاؤا

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية لؤي عبد الباقي
    تاريخ التسجيل
    30/05/2009
    المشاركات
    125
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: مصر(2): تعددية حزبية ضمن أطر شمولية/الدكتور لؤي عبد الباقي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    أخي الدكتور المحترم ..لؤي..
    البحث هو الواعي الدقيق ..وليس أنا الضعيف..
    لقد أحسنتم تلخيص واقع فوضوي يسبح فيه المواطن البسيط ولايكاد يفهم منه شيئا ..
    لأنك وقفت على الجرح الدامي..
    التعددية الشكلية ومكر السلطة الخادعة ..
    لذا كنت أودّ أن أبلغكم رسالة محتواها أن تشكيل حزب سياسي لايقدم ،ولايؤخر ..
    النضال داخل صفوف السلطة هو ما يحرجها..
    بل حلم السلطة المستبدة هو أن تعتمد للمعارضة حزبا ..لتشدهم به ..وتغلق عليهم جميع المنافذ..
    شكرا أخي لؤي..
    طرحك حكيم وممتاز..
    أكيد..
    سأتابعك باهتمام ..
    لك كل التحية والشكر أخي الأستاذ معروف
    بالنسبة للنضال من داخل السلطة أرى أنه قد يجدي لمن كان قد تورط منذ زمن بعيد في خدمة السلطة حتى وصل إلى مركز هام وبعدها استفاق ضميره وقرر التوبة والعودة إلى الحق وخدمة مصلحة بلده وشعبه بدل خدمة الفاسدين والمفسدين، أما أن يدخل إنسان في الحزب الحاكم لهذا الهدف فهذا ضرب من الخيال، لأنك لكي تصبح عضوا فاعلا وتتمتع بمركز مؤثر داخل السلطة فعليك أن تخدم مصالح رؤسائك وتنغمس في الفساد معهم لسنوات طويلة.. بهذا الشكل يتسلق الفاسدون والطفيليون على أكتاف غيرهم داخل السلطة.

    سوف أنشر الجزء الثالث من هذه الدراسة في رابط جديد. وهوحول التعديلات الدستورية لعام 2007.

    مع التحية


    الدكتور لؤي عبد الباقي
    زميل وباحث زائر في مركز الدول والمجتمعات الإسلامية
    جامعة أستراليا الغربية


+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •