فالنار ترمز الى الطهارة ي شكلها الاكثر روحانية النور. الحقيقة.و لذلك تجد الشاعرة في طلبها نشدانا لوجود اكثر نقاء و لكائن اكثر انساني..
النار ترمز الى العقل لا" لكونها تسمح للرمز بتمثيل الطهارة (النور) و التسامي ( الحرارة) من جهة و الافساد( الصفة المدمرة) من جهة اخرى.و لكن تلعب على الصعيد الواقعي لتاريخ تطور الكائن العاقل دورا مهما يرتبط وثيق الارتباط ببروز العقل سواء في شكله لايجابي او السلبي"2 و لذلك تعتمد الشاعرة الى نوع من عقلنة رؤاها و مواقفها ازاء الاخر الرجل/و المجتمع حتى تبدو نموذج الانثى العاقلة /المحققة لمعادلة القلب/العقل.
و النار ترمز الى الخير باعتبار ان هذا المبدا يرمز اليه في الميثولوجيا الاغريقية بالشعلة المنيرة.و هو يتردد في ثنايا القصائد افقا مرتجى تتوق الشاعرة الى تحقيقه واقعا.
و هي نار الحب الذي ترتبط مشاعره الملتهبة برمز النار و اساطيرها من خلال تصوير الرغبة/اللهب المفترس حيث تخلع الشاعرة عل النار و الحب حيوية لا تهدا و تضفي عليهما قوة لا تقاوم..تكون مصدر توهج نار/الجسدعند حالات اهتياج الانوثة..حيث تسعى الشاعرة عبر الحرف و الكلمة الى الخلاص من اوجاع عناصر جغرافية الجسد في عنفوان تمردها..بتهجية ابجدية اللذة الى المدى..و ممارسة طقوس العشق ..في زمن ليلي يغري بالايغال في صبوات لانوثة دون احتراق حدود احكام البيئة و ضوابط الاخلاق تهيبا من الاحتراق..انثى من نار "تحول حرائق" الجسد عبر الكلم الى برد وسلام عبر التفنن في ممارسة لعبة التجلي و التخفي لجسدها..فيكون التجلي للجسد لعبة عنفوان..و تخفيه ثارا من شهريار العاشق الذي يختزل كيان الانثى في بعد واحد..شرقي الايقاع..و هي الرؤية التي تتمرد عليها الشاعرة..و ترفضها بعنف اذ ترى في الانثى كلا..و في جسدها قداسة تسعى الى الحفاظ عليها في زمن التهافت..مفضلة الاحتراق باشواقها بدل الاكتواء بخيانات الاخر/الرجل بتقلباته..بارتحالاته من انثى الى اخرى..حيث تتعددالاسماء و الوجع واحد..بفعل خسران الانثى لرهانات وجودها معه في اكثر من تجربة..و زمن..و مكان..
كل ذلك يجعل النار تقترن برمز الثورة على المتقادم من الرؤى و تدعو الى التقليدية للانثى وجودا و ادوارا..حيث تتوق الشاعرة و تدعو الى تشكيل رؤى لها في كيانها في اكثر من دور..و اكثر من بعد..و اكثر من دليل عنفوان..و على الشكل التقليدي للقصيدة الشعرية ..بنية و ايقاعا و لغة.
و قد استثمرت الشاعرة لاخصاب فكرة النار اسطورة بروميثيوس الذي يختزل رموز الطهارة والخير و التمر
و الانسانية والخلق.
و هي القيم التي تنبني عليها رؤية الشاعرة للذات و العالم و التي تحن من خلالها الى بدايات الخلق الاولى حيث النقاءو التسامي و هيمنة سلطة المقدس..بحكم سيادة "الفكر الفطن" الذي يفيد اسم " بروميثيوس"3
و يعتبر الاستخدام الاستعاري للاسطورة..بروميثيوس .عشتار..عن وضع لانثى المازوم ذاتا في علاقتها بالانا و موضوعا في تواصلها مع الاخر.هي علاقة تقوم على الصدام اكثر منها على الوئام مما يعلل هيمنة حالات الاغتراب..الضياع..الحرمان..الحزن..و التي تفسر تعمد الشاعرة تشكيل مدائن بديلة لواقعها..تبقى حلية ..مثالية..تطلب عن طريق الشعر..بعد ان عز ادراكها واقعا..فغدت الاسطورة في ضوء هذه الرؤية معادلا للحقيقة..جزء من بناء القصيدة..و رمزا نفسيا يستمد قيمته من دلالته على الرغبات المكبوتة في اللاشعور نتيجة اشكال المراقبة التي تمارس على الذات الشاعرة ف "الكلمات المنطوقة على حد تعبير ارسطو..رؤى تحمل طابع التجربة الانسانية و ان كانت ذاتية المنطق..حيث تصهر شتى تشكلات الوجود..و تنصهر فيها شتى ابعاد الزمان..و المكان اذ تدرك الوجود وحدة متصلة..كلية..لا شتاتا..
الجزء الثاني من دراسة بامضاء الكتور بوشوشة بن جمعة -جامعة منوبة تونس
الجزء الثالث يوم غد ولكم الشكر