الحمد لله ثم الحمد لله أن والدي لم يكن موظفا ولا والدتي كذلك
أما ولدي الصغير ابراهيم فإني والله أشفق عليه وهو لم يتجاوز العام والنصف .... أشفق عليه لأنه لا يرانا قليلا فوظائفنا اللعينة تأخذنا بعيد الفجر ونعود منها عصرا ... إنه يستيقظ فلا يرانا ...
أعلم أنه يبحث عنا الآن في غرفة الجلوس أو في المطبخ ... ماذا أقول له وكيف أبرر له غيابي ... هل سيقتنع ؟
إنها وظائفنا أيها الجمع ... تلك الزنازين المصغرة والتي تحجبنا عن أبنائنا وأهلنا وحتى عن أنفسنا .

أتسائل ماذا لو وزعت ثروات وطننا الكبير والغني جدا على أبنائه هل نحن بحاجة إلى زنازين مصغرة (وظائف ) ؟!!
أنني أجزم لو أن تلك الثروات وزعت على أبناء وطننا الكبير لتفرغنا للمهمة الكبرى في التفاعل مع شعوب الأرض وأخذ مكانا عليا بينها .
هذه هي الغربة التي يحس بها الموظف وليس شرطا أن يسافر ويتغرب حتى يحس بها .
ولدي إبراهيم عذرا .