العينُ تسرحُ في الفلكْ * وتزلُّ في غُصصِ الشَّرَكْ
ويداكَ تبحثُ في مداكَ عنِ السَّنا إذْ أمّلكْ
وتقلَّبتْ ألوانُ وجهكَ في ملاءاتِ الحَلَكْ
والذاهلون تصرَّموا * إمّا الذهولُ تعمَّدكْ
مِنْ حولكَ انتفتِ الرؤى * وتهالكتْ فيمنْ هلكْ
وتباينتْ قسماتُكَ الحبلى بصرعاتٍ وشَكْ
هلْ صدَّ قلبكُ بائسًا ؟ * أمْ خانَ قلبًا صدَّقكْ ؟
لا أنتَ تعرفُ ما الذي * أرداكَ ثمَّ تنكَّبكْ
لا أنتَ أمّلتَ الحياةَ فتهتَ في لججِ الدركْ
لا أنتَ في لغةِ الرياحِ سوى صريرٍ أزعجكْ
لا أنتَ أنتَ ولستَ تعرفكُ التي جاءتكَ لكْ
فاعصرْ ملامحكَ المذابةَ قصّةً في المُعْتَرَكْ
واسقِ الجبينَ منْ الدموعِ البيضِ يا عودَ الأركْ
واملكْ خطامَ الأمنياتِ بنَيلِ حُلمٍ أعوزكْ
ما كلُّ مرتحلٍ سيرجِعُهُ الصدى إمّا مَلَكْ
الراحلونَ تنادموا * والكأسُ موجدةُ الضَّنَكْ
ولكمْ جرعتَ صنوفها * وغَفَلْتَ حتّى أَسكركْ
بالله يا شجنَ الجوى * مَنْ باللوافحِ أثقلكْ ؟
بالله يا شجنَ الهوى * مَنْ باعثنَّكَ مرقدكْ ؟
بالله يا شجنَ النوى * أذكيتَ نارًا يومَ عَكْ ؟
ليتَ اللواعجَ ما انتهينَ إلى حُطامٍ أرمدكْ
ليتَ القوادمَ صدَّعنَّ الوجدَ إذْ هوَ صدَّعَكْ
ليتَ انَّكَ الغيمُ الذي * بالطُّهرِ صدقًَا أمطركْ
ومضى إليكَ خمائلَ الدنيا تُزيِّنُ مخدَعكْ
شتّانَ بينَ سحائبِ البلوى تغلُّ سحابتكْ
وسحابةِ الإيمانِ تبسمُ بعدما السعدُ انهتكْ
الواقفونَ على طُلولِكَ خُشَّعًا بمنِ ائتفكْ :
لو أبصروكَ على الحقيقةِ أبصروكَ سنا مَلَكْ
العينُ تسرحُ وحدها * ومدى الوقيعةِ أوقعَكْ
ولئنْ أردتَ نجاتها * فابسطْ جناحَ سجيَّتَكْ !
" تيه .. ! "
المفضلات