آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: " سيمياء الشعر بين فيض التلقّي و شعرية اللغة "

مشاهدة المواضيع

  1. #2
    مدير عـام الصورة الرمزية مصطفى الزايد
    تاريخ التسجيل
    21/08/2008
    المشاركات
    1,382
    معدل تقييم المستوى
    10

    افتراضي رد: " سيمياء الشعر بين فيض التلقّي و شعرية اللغة "

    د. شادية شقروش

    لا أدري سيدتي ربما أكون معزولا نقديا عن المحيط ، إلا أنني لست معزولا فكريا ولا أدبيا ؛ لأنني شاعر ودارس للأدب العربي وأقرأ النقد ، وأمارسه أحيانا على القصائد التي تأخذ بمجامع قلبي.
    وأنا أسمع وأقرأ كثيرا من النقد المماثل لما قرأت هنا ، فأجد نفسي في حيرة أمام المصطلحات غير العربية حين تستخدم في نقد الشعر العربي. أو ألفاظا عربية تستخدم في النقد على سبيل المجاز لا أفهم المجاز فيها.


    أعرفك على نفسي
    أنا طالب علم درست الأدب العربي وكنت قبل ذلك أكتب الشعر العمودي فقط وما زلت على العهد.
    قرأت نقد قدامة بن جعفر ، ونقد القاضي الجرجاني ووساطته بين المتنبي وخصومه ، وقرأت دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني ، وقرأت نقد شوقي ضيف ، وإحسان عباس ، وعبد الرحمان الخرشي ، وأحمد سليمان الأحمد.
    قرأت لأدونيس وحسين مروة فكرهت الفكر الضال الذي يروجان له.


    وأما منهجي فصوفي أتبع الطريقة الرفاعية ، قرأت لسيدي أحمد الرفاعي البرهان المؤيد ، وحالة أهل الحقيقة مع الله. وقرأت حقائق عن التصوف لشيخ الطريقة الشاذلية الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله.
    جالست أهل الذكر ، وأهل الوجد ، وأهل المعرفة.
    ولم أجد من يتكلم في اتحاد أو حلول فيمن قرأت لهم ، وفيمن جالستهم.


    وبعد قراءتي لموضوعك وقفت عند بعض النقاط التي أصابتني بحيرة ، وأخرى أصابتني بدهشة الاستنكار!
    فمن جهة دراستي للأدب فإنني لم أفهم المجاز في (هيولى العقل الخلاق) في قولك:
    (لا تدركها إلا أرواح تقطن في هيولى العقل الخلاّق )
    ولم أفهم معنى كلمة (سيميوز) وكلمة (سيمياء) التي تكررت في دراستك ، وحملها العنوان ، وتتكرر كثيرا في النقد الحديث هي وكلمة (بيلوغرافيا) التي لم أفهمها بدورها.
    (فإن السبيل إلى كسر حاجز الصمت والتمنّع هو الآليات الإجرائية لسيمياء التأويل)
    (العبور،من خلال تتبّع مسارات السيميوز)
    وعبارة (العدول اللغوي) في قولك:
    (لأنه يمارس لعبة التستّر والانكشاف،من خلال العدول اللغوي)
    و(فونولوجيا) في قولك:
    (نسترق منه شرارات البوح الكامن في السرّ اللغوي،المتمظهر فونولوجيا)
    وكذلك (إيديولوجيا).
    (لعل التصوّر السيميائي للعنوان يمكن أن يمدّنا بخيط مبدئي لنسج الدلالة الكليّة للنص
    واجتماعية ، ونفسية، وأيديولوجية) .


    وأما من الناحية الدينية ، فقد وقفت طويلا أمام قولك:
    والحلاج كان جريئا متيقنا من صحة ما يقول
    وهل تقرين أنت بصحة ما قال الحلاج ؛ (أنا الحق)؟
    كلامك يوحي بذلك.
    وفي قولك :
    ،واضعا نفسه على مشارف الإلهي
    وهل للإله حدود ومشارف؟
    وفي قولك:
    فتتكسّر الحواجز بين العبد وربّه
    وهل هناك حواجز بين العبد وربه في العبادة والدعاء وطلب الحاجات؟
    أما الحواجز بين ذات الرب وذات العبد فلا يمكن أن تكسر ، فالعبد عبد والرب رب وهذه الحواجز بين الذاتين لا تزال إلا بالكفر.
    وفي قولك:
    (فيشاكل الشاعر بحلوله وامتزاجه بالطبيعة الحلاج بحلوله في الذات الإلهية في المنطق الصوفي)
    فهل أنت ممن يقرون بمبدأ الحلول؟ ها أنت تقارنين بين حالين لشخصين وتقدمين تشبيها تمثيليا تقرين من خلاله بمبدأ الحلول.
    ثم إن الحلول ليس من المنطق الصوفي وإنما هو منطق شخص يؤخذ منه ويرد عليه ، وقد رده وأنكر عليه أئمة الصوفية المعاصرين للحلاج ومن جاء بعدهم.
    واستشهدت بقول الكاتب:
    أعليت دموعي كي تبصرها يا أالله
    واستشهادك بها يعني إقرارك بها. وهل يحتاج الله إلى رفع الأشياء كي يبصرها؟
    يقول تعالى: (وما قدروا الله حق قدره).
    والمصيبة الكبرى كانت في قولك:
    يتحول بموجبها الشاعر إلى إله الشعر
    نحن نعرف أنه لا إله إلا الله ، هو إله كل شيء ، و(كل شيء) تشمل الشعر.
    فمن هو الذي يتحول إلى إله؟


    وبعد أختي الفاضلة
    فقد تفسرين لي أقوالك تفسيرا مجازيا ، أو تقولين لي هذه رؤى شعرية وأساليب نقد متداولة. فأقول لك : متداولة بين من؟
    والله يقول: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
    وأنت أديبة تعرفين خطورة الكلمة. والله يخلق بكلمة ، وينال الإنسان السعادة الأبدية بكلمة ، ويخلد في العذاب بكلمة. وتحل المراة لرجل بكلمة ، وتحرم الزوجة على زوجها بكلمة.
    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (وهل يكب الناس في جهنم على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).
    وما قلت لك هذا لفتح نقاش ، وإنما قلته حرصا على عقيدتك. فراجعي الكلام الذي قلته ودققي فيه لتعلمي خطورة الكلام.


    وهذه الأساليب الكتابية - ولا اقول الشعرية ولا الأدبية – هي أساليب جاءتنا من ضلال الغرب وحملها إلينا ملاحدة العرب الذين أظهروا الجرأة على الله في موجة طاغية متخفين وراء الحلاج ومحيي الدين بن عربي وغيلان والسهروردي وأمثالهم من المشككين ليروجوا لكفرهم - ولا أقول لفكرهم – من خلال هذه الرموز.

    وإلا فلماذا لا يتحدث الشعراء عن الجنيد ، والرفاعي ، والكيلاني وغيرهم من أئمة التصوف ذوي العقيدة السليمة؟

    ولماذا انتشر بين هذا الصنف من الشعراء الحديث عن الحلاج فلا يكاد يخلو منه ديوان شاعر منهم؟

    ولماذا يتخصص بهذا الرمز نوع خاص من الشعراء أتحدى أحدهم أن يحافظ على صلاته ؛ بينما يتحدث في شعره عن القرب من الله وتكسير الحواجز إليه !



    أختي الفاضلة الأدب إذا تجرأ على الله ، أو على الرموز الدينية ، أو القيم الأخلاقية فهو قلة أدب لا يجدر بنا قراءته فضلا عن العكوف عليه ودراسته ، لأن احتكاكنا الفكري به يصيبنا بجراثيمه من جهة فنعتاد سماع الكفر وتداوله. وفي الوقت نفسه نكون قد روجنا لهذا النوع من الكتابة فيشجع عليه من كان محجما من ضعاف النفوس.

    أما بالنسبة للكلمات التي لم افهم معانيها فنحن يا أختي عرب نتكلم لغة عربية ، ونريد أن نقرأ نقدا عربيا بلغة عربية. ارحمونا من هذه المصطلحات والتهويمات إما بترجمتها ، وإما بالاستغناء عنها إذا كانت لغتنا لا تتسع لها وهي التي اتسعت كلام الله.

    التعديل الأخير تم بواسطة مصطفى الزايد ; 11/02/2010 الساعة 02:47 AM
    أنـا الـحــرّ الــــذي أفـنـى تـلادي
    وقـوفي حـيـث يـرتـقـب الـرجـال

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •