[B][SIZE="4"]قراءة في المجموعة القصصية : عرس الشيطان للقاص سعدي صبّاح
بقلم : علاوة كوسة
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
عندما تضيق بك الخيالات على سعة اطلاعك ، وتستشرفك الرؤى على عتبات الأصالة والتراث بفن راق . وتحتويك بؤر الرمز اللا متناهية في متاهات التفا صيل الصعبة . متكئا على مرجع أسطوري مهيب, مغترفا من خيال انثروبولوجي رهيب. حينها فقط قد تكون مدعوا الى _عرس الشيطان _ لتقرأك نصوص . وتلبسك عناوين وتتمثلك شخصيات عبثت بالأمكنة وخلخلت أزمنة في بناء قصصي متميز أحكمت الأدوات الفنية للقاص – سعدي صباح- وضعها فتموضعت شكلا وتشكلت موضوعات ارتسمت في هيكلها السردي ومضات واقعيه معيشة ،ورؤى بعيدة مدهشة هي رؤى النصوص المتوشحة خيا لات الرومنسيين البعيدة ،وعواطفهم المتقدة.. منطلقة من مركز الكون الفسيح الذي هو الكاتب نفسه – عاطفة ووجدانا ، متخذا من الفضاءات المكانية صرحا مهندسا على قدّ المحركات السردية من أول البوح الي آخر النبض ، داخل الهيكل القصصي القصير .
والنفس الدلالي الطويل – المذهل ،بداية من دهشة الحبقة التي تطير ، وما حملته من انكسارات للذات البريئة العاشقة حد الخطيئة التي تنسيك نفسك وتجعلك احيانا علي قدر من الحكمة مدركا بان : الموت يصغر والجرح لا يصغر ،فتكون ( الصاعقة ) التي تاخذ منك اناملك التي ليس لك في الحياة معبرا الي مدن (الموت) الاها : الموت علي عتبات الحرف المقدس : هنالك حيث فضلت ثانية ( الهروب الى الموت) لانك من نسل الشرفاء الذين يابون ان يرتاح ( الوسام ) علي جيدهم حبل من مسد ،اذا كان وساما للعار من ايد قذرة تريد لك ان تدفع ( ثمن الشموخ ) غاليا … وتبقى انت عاليا يااحد ورثة الانبياء حتي وان فرت منك لحظتها الكلمات .. لانه حين ترحل الكلمات فمعناه انك تعبر بلغة ما … لغة لا يفهمها اولئك ال.. السعدو ( حين يكرم العرابدة) وتشتم فيهم عطر (الخيانة ) فتندهس وتحزن… ولاكنهم يواصلون عزف الحان البؤس في ( عرس الخريف ) … ال… الى ان ينتهي … انه ( عرس الشيطان ) الذي حضرو له من الف جرح … وجعلوك – محروما – ترسم ( الحبيبة علي علبة هوقار وقد سلبوك الاوراد والاوراد وانت الربيع والمواسم كلها و (من شبق الربيع ) تقتات ارسفة ما عدت تقبلها قدماك الطاهرتان … فكادت ان تكتب ( نهاية رجل ) لولا ان النبوءة في جبينك وصحت فيهم ( هذا قلمي ) … ابوح به ولي فيه مجامر اخرى … و(انفلق القمر ) حينها فتهت … و(وراء التيه امراة ) …ككل النساء ربما … وربما … (وهل هي ذابة ) حتي تقرئها ظهرك هاربا ؟؟؟ انها الملاك يا – سعدي – وها ( يوم الزغاف ) …وها الفرح المكابر في عينيك … قاصا …اديبا … ولك في (عرس الشيطان ) معابروعبر …ولنا حق التاويل والاكتشاف ……
تستحق فعلا هذه المجموعة القصصية الرائعة الفوز بالجائزة الوطنية الاولي للابداع الثقافي …ونستحق فعلا ان ننال شرف التموضع كقراء في ثناياها …في حباها.

– كوسة علاوة