الثقافة اليهودية ونحن
גיא מירון
الهوية اليهودية
عندما نبحث عن مشكلة الهوية اليهودية فى المجتمع الاسرائيلى فى الوقت الحاضر فاننا نقسم هذا البحث الى ثلاثة اقسام, الجزء الاول وهو طرح القضية والوقوف على مصدرها والجزء الثانى يعمل على توضيح وشرح لكل شيئ فى القضية والبحث فى مدى احتياجنا اليوم لاحياء الذكرى اليهودية والجزء الثالث يبحث فى كيفية التعامل مع هذه القضية .
الجزء الاول : الطابع العام للمشكلة ,
لوحظت فى السنوات الاخيرة فى الشؤون العامة الاسرائيلية مفاهيم سائدة والتى تتطلع الى مشكلة الهوية اليهودية فى الدولة والمجتمع الاسرائيلي , وهناك من يرجع هذا الى اسباب سياسية , وبمسيرات كالاحزاب الدينية المتشددة من جانب وتبلور احزاب علمانية متطرفة من جانب اخرى او النزاع الداخلى على مسيرة السلام بين الفلسطينين والاسرائيلين وأمن اسرائيل من جهة اخرى , وهناك من يرجع اسباب هذة المشكلة الى اسباب اجتماعية كهجرة اليهود من روسيا باعداد ضخمة الى اسرائيل .
وقد عملت هذة العناصر وعناصر اخرى اضافية لطرح القضية على الجدول اليومى ولكننا لا نستطيع فهمها بدون جوانبها الرئيسية , - وصل المجتمع الاسرائيلى اليوم الى ذروتة فى القوة الخارجية سواء كانت من الناحية الامنية او الاقتصادية التى تمكنها فى مواجهة المشكلة وان تبحث عن اساس هويتها وشكلها . ولم تطرح مشكلة الهوية اليهودية هكذا عبثا ولكنها ظهرت شانها شان اى موضوع اساسى ورئيسى اخر كاشكال ووعى المجتمع الاسرائيلى وظهور مواضيع اساسية كالهولوكوست , وقد وصل المجتمع الاسرائيلى الى مرحلة دمج الصراع الجماعى لليهود الى تاسيس واقامة الدولة الاسرائيلية ونتج عن هذا التاسيس توجة البنين والبنات فى المجتمع الى الاشتغال بدراسة مشكلة الهوية الثقافية .
والاشتغال بقضية الهوية الثقافية له شكلان " جماعى – فردى " وكلاهما يبحثان فى نوعية وتمييز المجتمع اليهودى ,
وظاهرة الهجرة فى الاونة الاخيرة فى قطاعات مختلفة للمجتمع والتى تذكرنا بالتكوين اليهودى الصهيونى الذى تبلور فى سنوات تشكيل الدولة قبل اعلان اسرائيل كدولة وبعدها , الدولة الصغيرة العدد والتى تحاول ان تطور من نفسها وتواجه اعدائها وعملت على تجديد لغتها وزرعت الصحراء الى ان اصبحت كما هى علية الان وتتغنى باغانى وطنية لارض اسرائيل , ومع كل هذا لا تكتفى , هل طابع الصهيونية الذى يظهر فى اغانى الجيش الاسرائيلى او فى الادب الثقافى يعود الى ايام الهجرة الثانية حيث تبلورت اشكال مختلفة للمجتمع الاسرائيلى فى التسعينيات .
الحقيقة انه لم تكن هناك اى هويه لمؤسسى الدولة , وان الثقافة التى رافقتهم لتكوين الاساس الثقافى للمجتمع الاسرائيلى الحديث فى التسعينيات لم تذكر ان مؤسسى الصهيونية هم ميراث الماضى بل كانوا على العكس علمانيون لم يتحدثوا ابدا على اقامة دولة يهودية فى فلسطين . الهوية الاسرائيلية والصهيونية التى كانت القاعدة لخلق دولة اسرائيل وعملت على تشكيل الجيل الاول منها الذى نشا فيها يجب علية ان يعمق اصولها الثقافية ويعود ويجمع من جديد الثقافة اليهودية التى فقدوها , ولاول وهلة , تبين ان الحل يوجد فى الفهم والمعرفة للقضية, وطرحت احزاب مختلفة فى المجتمع الاسرائيلى مرارا وتكراراً ان الحل يكمن فى " اليهودية " وانها هى الحل الامثل والوحيد , ولا يقصد هنا العودة الى الديانة اليهودية ولكن يقصد بذلك الربط بين الديانة اليهودية وبين احتياجات الحياة العصرية , هكذا , على سبيل المثال , يبدو ان المفهوم من الصهيونية الدينية هو الربط بين "اليهودية " وبين " الحياة العصرية" وهى عبارة عن مصطلح ربط "هذا بجانب ذلك " وبعيدة كل البعد عن كونها هى "التوراة" او "اليهودية" هى الحل كامثال "الحريديم" والذى يتمثل فكرهم فى" الدين " فقط وذلك يعطينا سبب تأخر الحريديم مع انهم حاولوا ان يجمعوا بين الدين وبين الحياة العصرية ولكن لم تنتهى دائما كل محاولاتهم بالنجاح .
وبالاضافة الى ذلك – يبدوا ان جزء من المجتمع الصهيونى المتدين يعتقد بوجود حل للمشكلة – الا وهو " توراة شعب اسرائيل " والتى "يتجمعون حولها ويحيوا بها" – ويتضح من ذلك ان هذا الهدف لا يتكون فقط من جزء واحد بل من اجزاء مختلفة فى المجتمع الاسرائيلى المركب والتى تبدو عليه الغرابة والتى تم تقسيمه الى اجزاء اخرى .
وتم نقد عناصر اخرى فى المجتمع حيث اتخدث اليهودية شعارها – واعنى هنا" المجتمع الحريدى الكلاسيكى" ونتيجة لهذة الرابطة ظهرت مجموعات تنادى باستخدام نفس المصطلح " اليهودية" والاسوء من هذا , هناك افترءات باسلوب " اليهودية تقول ان..." وهذة الجملة تزيد من المشكلة التى نواجهها حيث يستطيع اى شخص اى ينسب اى شيئ الى اليهودية . , من الممكن ان تقترح مجموعات مختلفة فى المجتمع دائما حلول وتخضع الاخرون الى الانضمام اليها , لكن بخصوص الوضع الحالى يبدو انة لا احد منهم يستطيع الادعاء بالمعرفة لحل هذة المشكلة ,
مشكلة الاقتلاع عن الهوية اليهودية فى المجتمع الاسرائيلى حديثة زمانها , المشكلة لا تنبع من الثورة الصهيونية ومن التغيير الذى حدث لها , من سلبيات المهجر " ومعها الثقافة اليهودية " وليست من كارثة يهود اوروبا , التى استنفذت جزء هائل من منبع الحياة اليهودية . كل هذة الاشياء توضح المشكلة التى نعمل على الوقوف على اساسها , لكن يبدو انه عند فهمها هناك ارتباط عام عالمى لحل مشكلة الهوية, ويبدو ان مشكلة الهوية والعادات والتقاليد هى من العلامات المتوهجه فى فترتنا هذة فى العالم اجمع, او على الاقل فى العالم الغربى . الحديث , التى جلبت معها الانفصال عن اطارات الحياة الجوهرية الاخلاقية وحولتها الى فريدة من نوعها واثارت مشكلة الهوية للمجتمع . ومن وجهة نظر محددة يبدو ان اجزاء كثيرة فى العالم الغربى يتالمون من الانفصال عن عاداتهم الثقافية ويبحثون عن طرق جديدة للعودة اليها من خلال الشعور الذى يعمق التعاقب والاستمرارية التاريخية الكامنة فى الثقافة التى من الممكن ان تستخدم كاساس للقيم لشكل المجتمع الذى يعيشون به بتالف .ولشرح الموضوع بطريقة ملموسة اكثر , عندما نتذكر موضوع الاحياء الدينى النصرانى الذى يحدث الان فى الولايات المتحدة الامريكية " اذ وجدنا لها تعبيرات منتشرة ( او علمانية ) يتضح انها ذات عمق اجتماعى" او الارتباط العقلى لجهود علماء تفسير " التوراة والكتب الدينية" فى وقتنا الحاضر ومحاولة ايجاد طرق وجسور مختلفة بين النصوص الكلاسيكية للاخلاق فى عالمنا والاهتمام الكبير بموضوع الذكرى الثقافية – الارتباط الجوهرى بين الاخلاق الدينية اليهودية والقومية اليهودية الاسرائيلية سهلت التحدى المتبلور الذى حدث للهوية اليهودية الاسرائيلية فى العصر الحديث .
المفضلات