بعد كليشي ألف ليلة وليلة، فلم 1001 إكتشاف" للمسلمين، السياسة الإستراتيجية للغرب في بلاد المسلمين اقتضت ذلك!



1001 إكتشاف للمسلمين كانت أساساً للنهضة الصناعية الحالية.

الفلم كاملاً : http://www.1001inventions.com/media/video/library

وأخيراً بدل "الألف ليلة وليلة" التي حرص على ابرازها الغرب الكافر كصورة لتاريخ المسلمين لقرون مضت، أصبح المسلمون فجأة أمة ال "ألف إكتشاف وإكتشاف"!
نعم، لا غرابة حينما يلتقي ذلك مع أهداف سياسية إستراتيجية للإدارة الأمريكية.

فلم سنمائي قصير يقوم ببطولته "بن كينجسلي" -متحصل على اوسكار وهو نجم سنمائي معروف- من أجل سد الفراغ التاريخي لما يسميه الغرب "القرون الوسطى" وذلك بإبراز العصر الذهبي للمسلمين وإبراز بعض الإكتشافات التي كانت أساساً لنهضة الغرب الصناعية. ويأتي هذا العمل في إطار دورة عالمية تبدأ من متحف العلوم بلندن الذي يستمر العرض فيه إلى حدود جوان 2010 قبل الإنطلاق في دورة عالمية. هذا العمل جاء تماشياً مع سياسة أمريكا وخطاب اوباما في القاهرة برد الإعتبار لمساهمة الإسلام الحضارية…

فلا يعدو هذا العمل أن يكون تنفيذاً على الأرض لتلك السياسة وبذلك يكون هذا العمل حملة دعائية لسياسة أمريكا هدفها تطويع ما يطلق الأمريكيون عليه ب "التيار العام" للمسلمين من خلال الثناء والإطراء بعد جحود ونكران وتحقير وتشويه داموا لقرون … ولا تعدو أن يكون هذا العمل عملية تنويم مغناطيسي لأمة بأكملها… كشيطان يأمر بالصلاة وبر الوالدين… من جنس مثال مستخدم المرتد الكافر العميل الخائن سيء الذكر مصعب حسن يوسف، فقد كان مستخدمه اليهودي من ضباط الشاباك يأمره بالصلاة على أوقاتها ويأمره ببر الوالدين! من أجل طاعة الله؟ طبعاً لا! ولكن من أجل أن لا يكشف أمره.

إذا، فالإدارة الأمريكية وفي خدمتها مؤسسات في شتى مجالات التواصل بأموال المسلمين وأبنائهم ماضية، فيما تسميه "إعادة الإعتبار للمساهمة الحضارية للإسلام"، لأجل سواد عيون الإسلام؟ الهدف كسب ما تسميه "التيار العام" الذي تعتبره الأغلبية في البلاد الإسلامية من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية بالإبقاء على الهيمنة الغربية على المنطقة والحيلولة دون إلتفاف المسلمين حول مشروع التحرر من التبعية الفكرية والسياسية للغرب الكافر.

جميل أن نرى اعترافات قد جحدوها لقرون بأفواههم، ولكن حذار من التنويم. فالهدف غير الإعتراف بكذبهم على العالم لقرون ولكن هدفهم افساح مجال قبول للمحتلين في قلوب المسلمين بكيل المديح والإطراء … من أجل تطويع وتليين قناة المسلمين تجاه سياسة الهيمنة الأمريكية على بلاد المسلمين وخيراتهم.

فماهي الخطوة القادمة للمسلمين؟
المسلمون على حال التشرذم الذي هم عليه الآن يستحيل أن تكون لهم هناك خطوة، فلا يمثل المسلمين أحد وهم تحت الإحتلال المباشر أو الإحتلال الغير مباشر. فلا يمكن إتباع نبأٍ كهذا النبأ بعمل سياسي بغير كيان سياسي مبدئي. وما ننتظر من المسلمين وخليفتهم حال قيام دولة الخلافة الراشدة بإذن الله هو إعادة الحقوق والسرقات التاريخية إلى اصحابها وهي لا تحصى ولا تعد.

نسأل الله أن يكون ذلك اليوم قريباً.

خالد زروان