Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
بين شاعرتين: منى حسن محمد الحاج و Ella Wheeler Wilcox

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: بين شاعرتين: منى حسن محمد الحاج و Ella Wheeler Wilcox

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,764
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي بين شاعرتين: منى حسن محمد الحاج و Ella Wheeler Wilcox




    بين شاعرتين


    ألا ويلر ويلكوكس (Ella Wheeler Wilcox (1919- 1850 شاعرة أمريكية كبيرة احتلت عرش الشعر الوجداني الرفيع على مدى نصف قرن من حياتها الأدبية المديدة التي حفلت بعطاء وفير.. إذ كانت من أغزر الشعراء إنتاجاً، بل وفاق عدد قرائها عدد قرّاء الشعراء الأمريكيين والإنكليز معاً.

    لم تنظم الشعر وحسب، بل كانت أيضاً كاتبة مرموقة، تمتعت بأفكار شديدة التيقظ وعواطف قوية ومرهفة.

    جُمعت مقالاتها في مجلد بعنوان
    (قلب الفكر الجديد The Heart of New Thought)

    أما قصائدها التي بلغت الآلاف فقد جُمعت في عدة دواوين من أشهرها:

    مورين وقصائد أخرى Maurine and Other Poems
    قصائد الشوق اللاهب Poems of Passion
    ومملكة الحب The Kingdom of Love

    عُرفت بنزعتها الإنسانية وروحها التقدمية
    مثلما كانت جريئة بنشر أفكارها
    والإفصاح عن مشاعرها بكلمات حية
    هامسة الأصداء.. رقيقة المعاني.. عذبة الرنين .

    هذه الشاعرة التي تفجّرت ينابيع عطائها في سن مبكرة
    تذكرنا بالشاعرة العربية المتألقة
    منى حسن محمد الحاج
    الغنية عن التعريف.

    وقد رغبت في عقد مقارنة بين هاتين الشاعرتين المتميّزتين
    من خلال التوقف عند بعض ومضات ساطعة وأزهار متفتحة في سماء ومروج قصائدهما.

    في قصيدة Impatience (نفاد الصبر) تقول الشاعرة ولكوكس:

    How can I wait until you come to me?
    The once fleet mornings linger by the way,
    Their sunny smiles touched with malicious glee
    At my unrest; they seem to pause, and play
    Like truant children, while I sigh and say,
    How can I wait

    ما ترجمته:

    كيف لي أن أنتظر إلى أن تعود إليّ؟
    فالأصباح التي كانت تمضي سريعاً
    تمرّ الآن متباطئة
    وعلى بسماتها المشرقة مسحة من جذل ماكر..
    تلك البسمات تتوقف عندي، في لحظات قلقي،
    لكي تلهو وتمرح كأطفال متغيبين عن واجبات
    في حين أطلق التنهدات
    وأقول:
    كيف لي أن أنتظر؟

    وفي قصيدة (أَهْوَاكَ أَنْتَ) تقول الشاعرة الحاج:

    أَهْوَاكَ أَنْتَ وَلا شِركٌ يُسَاورني
    إِنْ شَاغَلَ الزَهْرَ هَمْسٌ أَوْ أَتَتْ رُسُلُ
    أَهْوَاكَ أَنْتَ, وظل الماء يسرب بي
    كأنه في الضلوع القفر يحتفلُ
    وَرَجْفَةُ القَلْبِ يَرْوِيِهَا لُهَاثُ دَمِي
    إِنْ لامَسَ القَلْبَ مِنْ أَوْتَارِكُمْ غَزَلُ
    وَزَفْرَةُ الشَوْقِ أَذْكَتْ فِي الحَشَا لَهَبًا
    "تَكَادُ مِنْ حَرِّهِ الأَعْضَاءُ تَنْفَصِلُ"
    تَمَائِمِي لا يُغِيِثُ القَلْبَ أَنْجَعُهَا
    فَمَا بِهِ وَجَعٌ لا لَيْسَ يَنْتقِلُ
    تَعَتقُ النَارُ فِي أَعْمَاقِ أَوْرِدِتِي
    فَهَلْ سَيُطْفِئُهَا مَا تَذْرِفُ المُقَلُ ؟!

    الشوق واضح في القصيدتين.

    ففي حين نقرأ في الأولى عبارات مثل:

    الأصباح: البسمات المشرقة.. لحظات القلق.. التنهدات.. الإنتظار..

    نقرأ في الثانية: ظلال الماء.. زفرة الشوق.. لهيب الحشا.. أعماق الأوردة..

    وفي قصيدة أخرى تقول الشاعرة ولكوكس:

    In the deep, soulful stillness; in the warm
    Impassioned tide that sweeps through throbbing veins

    ما ترجمته:

    في السكينة الروحية العميقة..
    في المدّ الساخن الزاخر
    الذي يسري في العروق النابضة...

    تقول الشاعرة الحاج:

    َبنَيْتُ مِنْ أَمَلِي بَيْتًا أَلُوُذُ بِهِ
    إِنْ عَرَّبَدَ الشَوْقُ أَوْ ضَاقَتْ بِيَ الحِيَلُ

    الشاعرة ولكوكس تنشد العزاء في السكينة الروحية العميقة.. في الإحساس الطاغي الذي يسري في عروقها..

    وتلوذ الشاعرة الحاج في بيت وجداني بنته، عندما تضيق الحيل وتطغى الأشواق وتطفح..

    وفي قصيدة Love’s Language (لغة الحب) تقول الشاعرة ولكوكس:

    How does Love speak?
    By the uneven heart-throbs, and the freak
    Of bound pulses that stand still and ache,
    While new emotions, like strange barges, make
    Along vein-channels their disturbing course

    ما ترجمته:

    كيف يتكلم الحب؟
    بدقات القلب غير المنتظمة..
    بعاصفة الأنباض المقيّدة..
    التي تكف عن الحركة وتتوجّع
    في حين تبزغ عواطف جديدة كالبوارج
    تمخر بعنف قنوات العروق..

    وفي قصيدة (لو يعلم الشعر!) تقول الشاعرة منى:

    لَوْ يَعْلَمُ الشِعْرُ مَا بِالْسَطْرِ يَخْتَنِقُ
    أَوْ حُرْقَةَ الصَدِّ حِيِنَ البَوْحُ لايَثِقُ
    أَوْ يَعْلَمُ الشِعْرُ مَا أُخْفِيِهِ فِي جُمَلِي
    مِنْ المَوَاجِعِ, لاشْتَدَّتْ بِهِ الحُـرَقُ
    وَمَا تَمَرَّدَ حِيِنَ المَـوْجُ دَاهَمَنِـي
    وَدَرْبُ أَشْرِعَتِي مَالَتْ بِهِ الطُـرُقُ

    في أبيات الشاعرة ولكوكس نقرأ:
    دقات قلب.. عاصفة أنباض.. عواطف كالبوارج.. قنوات العروق..

    وفي أبيات الشاعرة الحاج نقرأ:
    حرقة الصد.. مواجع.. اشتداد الحُرَق.. موجٌ مداهم..


    وهكذا نرى تجربة عاطفية متقاربة لدى الشاعرتين الرقيقتين..
    نسمع أناشيد حب عميق..
    نلمس مشاعر قوية..
    نسمع قلوباً تدق فتترجم ذاتها إلى ألحان تجاوبية سامية..
    نرى، أو نكاد، دموعاً صامتة..
    تحمل قطراتها أنبل المعاني وأبلغ الهواجس..
    تطالعنا أشجان متفجرة..
    تلامسنا أنسامٌ رقيقة..
    ترمقنا نظرات والهة تتدفق وفاءً..
    مثلما نلمح طيور حُب تحلق في أجواء الروح
    لأنها لا تطيق الإحتباس..

    والسلام عليكم

    محمود عباس مسعود

    التعديل الأخير تم بواسطة محمود عباس مسعود ; 22/03/2010 الساعة 04:07 AM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •