رابعة ورابعــة
بقلم : د/ محمد فتحي راشد الحريري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ورضوانه ، وبعــد :
فقد سألتني احدى الباحثات الفضليات عن رابعة العدوية ، رحمها الله وكان هذ جوابي مشفوعا بالتحية والتقدير :
رابعة العدوية المتصوفة أم عمرو وقيل أم الخير بنت اسماعيل البصرية من آل عتيك بالولاء ، وهي غير رابعة الشامية التي هي أصغر منها ، وكثيرون يخلطون بينهما لاسباب الجامع بينهما من الزهد والتصوف ،
العدوية ولدت على الراجح سنة 100 هـ وماتت في 180 هـ ، وهي السنة التي مات فيها سيبويه ، وقيل غير ذلك بفروق كبيرة وصلت الى سنة 135 هــ ،على حد زعم بعضهم وما اثبتناه الارجح نقلا عن الذهبي في السير 8/ 243 والله أعلم ،والشامية اصغر منها ، وقد ذكر الثانية ابن الجوزي في صفة الصفوة 4/ 212 -213 (المكتبة التجارية في مكة ) .
اما العدوية الصوفية صاحبة المواجد والاشعار فقد كُتبت فيها مؤلفات ويعدونها رائدة الحب الالهي والعشق الصوفي ، مع التحفظ على التسميات .
اول من كتب عنها مؤلفا مستقلا هو ابن الجوزي كتب عنها جزءا ، وترجم لها الذهبي في سير اعلام النبلاء 8/241 ط/ مؤسسة الرسالة ، وابن خلكان في وفيات الاعيان 3/215 والغزالي صاحب الاحياء ، ابو حامد والقشيري في رسالته القشيرية المعروفة في التصوف ، والشعراني في الطبقات الكبرى ص /56 ( وأكثره كذب واباطيل وخرافات ) وذكرها ابن تغريبردي في النجوم الزاهرة / 330 وابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب 1/ 193 وذكرها ابو طالب المكي في قوت القلوب 1 /103 و 156 وتج ون لها ذكرا في كتاب ( التعرف الى مذهب اهل التصوف ) للكلاباذي الشهير وفي كتابنا الطرق الصوفية في حوران ( رسالة التخصص الاولى ) وغيرها من الكتب ولم أجد لها ذكرا عند ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية ( ذكر في وفيات 180 هـ وفاة العابدة عفيــرة، وهي تشبه الرابعتين في الزهد والتعبد والنسك : ج 10 / ص227 ط/ دار ابي حيان الاولى1996 م بالقاهرة المسماة طبعة آل مكتوم ) والله اعلم .
اما حالها بشكل عام فهو جيد ، ونسبها بعضهم الى الحلول لقولها :
ولقد جعلْـتُـكَ في الفؤادِ محدثي
وأبَـحْـتُ جسمي من أراد جلوسي
ومنهم من ناقش قولها المشهور المنسوب اليها : ( الهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك ، ولكني عبدتُكَ ابتغاءَ وجهكَ الكريم ) وهو ما نحيل فيه الى كتب العقيدة والتصوف لنرى الفرق بين المذهبين في النظر اليها والحكم على صحة عقيدتها ، رحمها الله تعالى ورحم رابعة الشامية وجميع موتى المسلمين .
المفضلات