اسم الكاتب : بقلم د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
وإنهارت القدس فهل ننتظر المعركة الفاصلة ؟ دراسة تحليلية تاريخية


بقلم د.ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
انتهت مؤامرة بناء كنيس الخراب ، ومع تبعها من ردود فعل عربية وإسلامية هزيلة ، وباتت الحادثة مثل سابقاتها من حوادث واعتداءات ، وربما طوت في أرشيف منظمة العالم الإسلامي المهترء ، وما أخجلني كعربي فلسطيني مسلم ، أنى لم استرق سمع كلمات الشجب والاستنكار المعهودة ، لأنه من الواضح أن زعماءنا الأمجاد قد سئموا من ترديدها ، وظننت أن هذه مسحة من الكرامة هبت على وجوههم ، ولكنى أدركت انه دربا من دروب الجبن أحياناً ، والخجل ممن تبقى في وجه روائح العروبة ؟!1

القدس على موعد مع افتتاح كنيس آخر :

واليوم تنظر القدس مخطط قذر آخر في ظل الصمت المفرح حيث المخطط التمهيدي الآخر لبناء الهيكل ، وهو بناء وافتتاح ما يسمى بـ 'كنيس قدس النور' بعد بناء وافتتاح 'كنيس الخراب' وذلك حسب ما يسمى بـ مخطط 'القدس أولاً' الذي تم وضع لبناته عام 2008م بدعم حكومة اليمين التلمودية حيث من المفترض أن يقام فوق (المحكمة الشرعية الإسلامية) إحدى ابرز المعالم التاريخية والتراثية الإسلامية الملاصقة للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك.

فقد شهد مشروع بناء 'المدينة اليهوديّة المقدّسة' في المسجد الأقصى ومحيطه في شهر شباط ـ 2008 تطوّراً لافتاً وغير مسبوق تمثّل بانتقال هذا المشروع من مرحلة التكتّم والتعتيم إلى مرحلة الإعلان والتبنّي الرسميّ ?? لما لا وهل عاد في الحسبان أي تخوف من زحف جحافل العرب والمليار مسلم ، الكيان التلمودى اليهودي أدرك متى وكيف يحل معادلته الدينية وفى الزمان والمكان المناسبين ، وما أن يتململ قادة وزعماء المسلمين ، ويفيقوا من سكرهم تكون القدس أصبحت اورشاليم . !

أعلن مهندس بلدية الاحتلال في القدس المغتصبة ، اليهودي المتدين (يورام زاموش ) عن المخطط الذي أعدّه، وتم الإعلان عن تفاصيل هذا المشروع، فى منتصف عام 2009 ، وبدأت الآن المرحلة الفعلية من التنفيذ؟؟؟!!! .

ويهدف مخطط 'القدس أولاً' بشكلْ رئيسْ إلى تسريع عمليّة تطوير( الحوض المقدس ) بالمفهوم اليهودي ، بهدف خلق الجذب السياحي لعشرة ملايين زائر بالسنة، للتعريف بالتراث التاريخيّ اليهوديّ و بناء المدينة اليهوديّة المقدسة،، وتحت حجج - سندحضها بالدليل المادي - يضع اليهود مخططات إدارية تقضى بالسماح لليهود رسميًّا بالمشاركة في إدارة المسجد الأقصى والوصول إليه.

وبحسب هذا المخططّ فإنّ تنفيذ المشروع سيوكل رسميًّا إلى شركةْ ضخمة تُنشأ باسم 'القدس أوّلاً' وسيحتاج إلى مبلغْ يُقارب 400( مليون دولار) ، ممولة من الحكومة الصهيونية ومنظمات يهودية دولية ، ويشمل إقامة 15 مشروعاً رئيسًا لتهويد القدس، 9 منها تستهدف المسجد الأقصى، وسيستغرق تنفيذه حوالي ستّ سنوات، أي أنّه سينتهي في عام 2014 بحسب التقديرات الأوّلية ، واعتقد انه خلال الأربع سنوات المنشودة لن تبقى هناك قدس إسلامية، ولا أي اثر لقبة الصخرة والمسجد الأقصى ومصلاه المر واني وإخوانه ، واعتماد اليهود على العامل التاريخي المزور من تحريفات توراتية تلمودية يعتبر عامل استراتيجي فئ ترسيخ مفاهيمهم

وفى سبيل تنفيذ هذا المخطط بدء العمل في 5 مواقع جديدة للحفريّات، 4 منها جنوب المسجد وواحد إلى الغرب منه، وشهدت تجهيز موقعْ في الغرب ، ليُصبح بذلك عدد مواقع الحفريّات حول المسجد 25 موقعًا، 12 منها نشطة، 13و مكتملة من الناحية الجغرافية تقع 11 حفرية منها جنوب المسجد، 13و حفرية غربه وواحدة شماله.

مزيدا من إستهتار اليهود بمقدساتنا :

اقتحمت وحدة من الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة 19-3 – 2010م، ساحات المسجد الأقصى وحطمت باب وحدة المتوضأ التابعة لوزارة الأوقاف، واعتلت سطح المتوضأ وأسطح عدة منازل مطلة على الحرم ، ومن الواضح أن الأمر يتسارع و بشكل متدحرج ، وساحة المتوضأ جزء من هذا المخطط



شكل جديد وخبيث من أشكال التطهير العرقي في القدس :

يبدو أن الصهاينة اليهود ومن يدعمهم من أقطاب الفكر الانجليكاني قرروا أن يدخلوا بلعبة خبيثة تتماشى مع لعبة الحفريات ، والبناء التطويقى ، بفكرة مزدوجة لطمس معالم الحضارة الإسلامية في القدس ، وانطلاقاً من هذا الشكل الخبيث قام حاخامات اليهود بإصدار بيان مسموم مغلف بالعسل ، تطالب به العرب المسلمين بالرحيل طوعاً من القدس ، ومن الملفت للنظر أن حاخاماتهم استغلوا – بدون فهم وتعمق لمعانيها- بعض آيات القران الكريم ليثبتوا لأصحاب الفكر والمعاني القشرية السطحية أنهم أصحاب حق ديني تاريخي في القدس ، وهذا نص البيان الصهيوني !!!

(ولا تجادلوا هل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا أمنا بالذي انزل إلينا وانزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون(

نداء إلى جميع المسلمين الساكنين في ارض إسرائيل :

نريد أن نشرح لكم هذه الرسالة رأي التوراة بالنسبة لسكن غير اليهود في ارض إسرائيل , نقول أولا انه حسب التوراة كل إنسان خلق من نفس الله , ويجب التعامل مع كل إنسان مؤمن باحترام , ولذلك نظرة الدين اليهودي ليست عنصرية أو غير إنسانية , فهو ديني فحسب.

الأصل في ديننا ودينكم هو الإيمان بالله , ملك العالم , وحسب إيماننا وإيمانكم أعطانا الله التوراة وفيها الواجبات والرسالات ويجب علينا القيام بها.حسب مقولات القرآن الكريم لا يوجد أي تناقض بين ما أمرتنا التوراة القيام به وبين ما أمركم القرآن به , كيهود مؤمنون يجب علينا القيام بواجبات التوراة , وفي التوراة مكتوب في عدة أماكن أن ارض إسرائيل وعدت لإبراهيم واسحق ويعقوب و أحفادهم ولا غيرهم , الكل يجمعون بأننا أحفاد شعب إسرائيل القديم , أحفاد إبراهيم واسحق ويعقوب.

ومكتوب في التوراة أيضا بان ارض إسرائيل , هذه الأرض الصغيرة , هي ملك الشعب اليهودي فقط , ومن الممنوع سكن غيرهم فيها بصورة دائمة.مكتوب أيضا في أسفار الأنبياء انه بسبب عدم قيامنا بهذا الأمر الإلهي , الشعب اليهودي طرد وبقي خارج بلاده 2000 سنة , ألان وبعد عودة شعب إسرائيل إلى ارض إسرائيل ,كما وعدونا الأنبياء , حان الوقت ليقوم الشعب الإسرائيلي بتنفيذ هذا الأمر الإلهي , ولذلك نطلب منكم مغادرة ارض إسرائيل.

نحن نقول ذلك من وجهة النظر الدينية , لنضمن السلام في ارض إسرائيل , نحن نشرح لكم المقولات التوراتية والقرآنية , ونحن نعتقد انه حين تفهمون أننا لا نكرهكم ولا نريد محاربتكم بسبب إيمانكم بالإسلام , ستفهمون سبب إرادتنا القيام بأمر الله , كما قال الإسلام لا اله إلا الله.

هذا الأمر الرباني قاله الله لموسى :

التوراة , سفر العدد 33 . 56-50 :

كلم الرب موسى في عربات (موآب) على أردن أريحا قائلاكلم بني إسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى ارض كنعانفتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهمتملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوهاوتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم الكثير تكثرون له نصيبه والقليل تقللون له نصيبه حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له حسب أسباط آبائكم تقتسمونوان لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي انتم ساكنون فيهافيكون أني افعل بكم كما هممت أن افعل بهم

وفي القرآن الكريم :سورة الإسراء : ( وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ) سورة الأحقاف : ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين(

سورة المائدة : (' إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (

بعدما رايتهم الأقوال السماوية ولان الدين الإسلامي هو دين أخلاقي , ولان لا تكون بيد الشعب اليهودي أي ارض أخرى , لذلك يجب أن لا تكون لكم معارضة لهذا – ولديكم بلدان واسعة يمكنكم السكن فيها- وتفهمون بان علينا القيام بالأمر المكتوب في التوراة . ولأنه من غير السهل مغادرة ملايين الناس بدون مساعدات مالية , فإننا نقترح عليكم أن تفاوضوا دولة إسرائيل ( التي تجسد وعود الأنبياء) , على أن تحصلوا على مساعدات اقتصادية للسكن في مكان آخر.

ولما نطيع الله نحن وانتم , يمكننا العيش بسلام , نحن وانتم وأولادنا وأولادكم لسنوات طويلة , كما قال النبي يشاعيه : ( لا ترفع امة على امة سيفا ولا يتعلمون الحرب في ما بعد)

يطلب الحفظ على قدسية هذه الصفحات. (نهاية المنشور ..........

ولو نظرنا متفحصين إلى هذه الكلمات الواردة في توراتهم (كلم بني إسرائيل وقل لهم أنكم عابرون الأردن إلى ارض كنعانفتطردون كل سكان الأرض من أمامكم وتمحون جميع تصاويرهم وتبيدون كل أصنامهم المسبوكة وتخربون جميع مرتفعاتهمتملكون الأرض وتسكنون فيها لأني قد أعطيتكم الأرض لكي تملكوهاوتقتسمون الأرض بالقرعة حسب عشائركم الكثير تكثرون له نصيبه والقليل تقللون له نصيبه حيث خرجت له القرعة فهناك يكون له حسب أسباط آبائكم تقتسمون ،وان لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكا في أعينكم ومناخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي انتم ساكنون فيهافيكون أني افعل بكم كما هممت أن افعل بهم ....ندرك أنها رسالة تطهير وذبح واضطهاد مقدس ديني عند اليهود، بحيث تأمرهم معتقداتهم التوراتية بمحو وقتل الفلسطينيين، وتخريب وتدمير كافة مرتفعاتهم ، وهنا وحسب المعتقد التوراتي المقصود هو تدمير الأقصى وجميع المرتفعات الإسلامية المشمولة بقباب ومآذن القدس العتيقة ، بصورة مشابهة تماما لما حدث إبان العدوان على غزة فى 27 – ديسمبر من عام 2009 م ، والرسالة التوراتية واضح فيها صيغة الأمر لليهود بطرد المسلمين، وإلا سيكونوا مناخس فى جنوبهم ينافسونهم على الأرض ، وبناءا على ذلك رسمت خطة توزيع ارض القدس بين حاخاماتهم ، وللعلم إن كافة الأحزاب اليهودية دخلت معترك الانتخابات ، وفازت بأعلى الأصوات، ودخلت حكومة نتنياهو ملك إسرائيل الجديد لتطبيق التعاليم التوراتية في تلك المرحلة الناضجة صهيونيا ، والأيام القادمة يا سادة لن تبشر بخير ، فهل الظروف والمتغيرات الدولية المستجدة تنذر بوقوع المعركة الفاصلة الكبرى ، أم الوعد القرآني أصبح قريبا وهل معركة هار مجدون الكبرى أصبحت بين عشية وضحاها ، هذا ما سنحاول الوقوف عنده في دراساتنا القادمة حول معركة هار مجدون –


د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي

– كاتب باحث فلسطيني