استمرار وجود إسرائيل منوط بأن تبقى ذات أغلبية يهودية/ قراءة في كتاب إسرائيلي جديد
المحرر: المشهد الإسرائيلي
التاريخ: 8/18/2007
* الشرق الأوسط غير جاهز لأن يصبح جزءًا من عملية العولمة *
(*) الكتاب: فصول في جيو سياسية الشرق الأوسط
(*) المؤلف: أرنون سوفير
(*) إصدار: منشورات وزارة الدفاع الإسرائيلية، 2007
بقلم: بلال ضاهر
يعدّ البروفيسور أرنون سوفير، الأستاذ في قسم الجغرافيا في جامعة حيفا والخبير في الديمغرافيا، أحد أبرز المنظرين ليهودية إسرائيل وواضع مخططات تهويد المناطق ذات الأغلبية العربية وأبرزها مخطط تهويد الجليل. ويواصل سوفير في كتابه الجديد هذا "فصول في جيو سياسية الشرق الأوسط" الصادر عن منشورات وزارة الدفاع الإسرائيلية مؤخرا، دعواته إلى الحفاظ على يهودية إسرائيل وتهويد المناطق التي لا توجد فيها أغلبية يهودية ورسم حدود لإسرائيل بناء على الواقع الديمغرافي.
ويعتبر سوفير في كتابه الجديد أن القضايا البيئية وتلك المتعلقة بالثروات الطبيعية والتزايد السكاني والبحث عن أماكن سكن وتوفير فرص عمل لمواطني الدول العربية المجاورة لإسرائيل تشكل تحديا على إسرائيل مواجهته. وواضح من سياق الكتاب أن المقصود بكلمة "تحديات" هي كلمة "أخطار". وتجدر الإشارة، إلى أن سوفير كان قد قدم هذا الكتاب على شكل محاضرات ضمن برنامج "جامعة على الهواء" الذي يتم بثه مساء كل يوم في إذاعة الجيش الإسرائيلي.
ويوضح سوفير في مقدمة الكتاب معنى مصطلح "جيو سياسي" أو "جيوبوليتيكا" ويشير إلى أن هذا المجال العلمي يبحث في "العلاقة بين الجغرافية وبين السياسة والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والأمن القومي طبعا. وهناك من يطلق أو يفضل تسمية هذا المجال جيو- إستراتيجية". ويبحث الكتاب في العلاقة بين جغرافية الشرق الأوسط والسياسة الإقليمية ويسعى لوضع تصور لمحاولة فهم شكل هذه العلاقات وتأثيرها على إسرائيل وأمنها.
يشير سوفير إلى مكانة منطقة الشرق الأوسط بالنسبة للعالم، حيث تتركز أهميتها في العصر الحديث، إضافة إلى كونها مفترقا دوليا هاما، بالنفط. ويشكل النفط في الشرق الأوسط 70% من مجمل احتياطي النفط في العالم. واعتبر المؤلف أن الأهمية الإستراتيجية البالغة للنفط بالنسبة لدول العالم، وخصوصا الدول المتطورة، تفسر الغزو الأميركي إلى العراق وهي أحد أسباب التخوف من حيازة إيران على سلاح نووي واهتمام الغرب باستقرار النظام في السعودية. وسبب ثالث يجعل الشرق الأوسط منطقة هامة هو أنه مهد الديانات السماوية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلامية.
ويصف سوفير التزايد السكاني في الدول العربية المحاذية لإسرائيل بأنه "ديمغرافيا ضاغطة" وأنه "يحاصر إسرائيل من جميع الجهات". ويرى أن المشروع المصري لشق قناة مياه يقول إنها ستصل إلى شمال شبه جزيرة سيناء بهدف إنشاء تجمعات سكنية تعتمد على الزراعة سيؤدي إلى إغراق إسرائيل بلاجئين يتسللون إليها. فهذه البلدات، بحسب سوفير، سيسكنها فلاحون مصريون يعيشون في فقر مدقع مقارنة بالمزارعين الإسرائيليين "ولذلك فإنه سيكون أمامهم إغراء كبير للدخول إلى إسرائيل من أجل كسب الرزق". ويدعو سوفير السلطات الإسرائيلية إلى العمل على منع تسلل هؤلاء الفلاحين إلى إسرائيل. ويستغل سوفير تسلل مواطنين سودانيين من إقليم دارفور وأعمال تهريب نساء وعمال أجانب إلى إسرائيل عبر الحدود مع مصر لإثبات نظريته هذه. ويدعو السلطات إلى مواجهة هذا "الخطر" منذ الآن "لمنع إغراق إسرائيل بالأجانب من دول ومناطق مجاورة لها".
كذلك يعتبر سوفير أن هذا الوضع يترافق مع مشكلة أخرى "ذات بعد إستراتيجي" وهي أنه "كلما أخذت تجمعات سكانية عربية - إسلامية تقترب من حدود الدولة، تتحول إسرائيل إلى جسر يتم عبره تمرير مخدرات وأسلحة وبضائع مسروقة، وكذلك مواد متفجرة وحتى بشر، كجزء من المتاجرة بالنساء". ويصل تعاطي سوفير مع قضية الديمغرافيا والتوزيعة السكانية حد الهوس. فهو يدعو السلطات إلى توزيع السكان اليهود في كل مناطق إسرائيل لمنع دخول مواطنين من دول مجاورة إليها. وكتب أنه "يتوجب أن يكون واضحا أنه إذا لم يستوطن اليهود في كل ركن في البلاد فسيسكن هناك آخرون: سيدخل السودانيون إلى جبل حريف (عند الحدود مع مصر)، وسيدخل الفلسطينيون إلى كرم أبو سالم، وسيدخل لبنانيون وسوريون وآخرون إلى الجليل، وفي النقب سيفعل البدو كل ما يحلو لهم. وإذا لم نقم بتوزيع السكان اليهود في جميع أنحاء البلاد سنتحول إلى دولة عالم ثالث مع كل المشاكل المتعلقة بذلك، بما في ذلك تدهور جودة البيئة وحتى تل أبيب ستصبح مدينة ملوثة مزدحمة وغير مريحة".
المفضلات