12 أبريل, 2010
الشهيد القائد محمود ابوهنود












الشهيد القائد القسّامي محمود محمد أحمد أبو هنود
(استشهد بتاريخ 24/11/2001 )











قائد الملحمة البطولة في عصيرة الشمالية والمطارد رقم 1







على نفس الأرض الطاهرة التي شهدت جولات وبطولات القائد المجاهد عز الدين القسام ورواها بدمائه الزكية سقط قائد كتائب القسام محمود أبو هنود وهو يحمل الراية نفسها التي لم تسقط رغم كل هذه السنوات الطويلة، ليروي بدمائه الطاهرة ثرى الأرض المباركة التي تفجرت غضباً وثورة لجريمة القتل الجبانة التي نفذتها طائرات الأباتشي الأمريكية الصنع،









لتمزق صواريخ العدو الحاقدة جسد الشهيد المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الصهيونية ومرافقيه الشقيقين ايمن ومأمون حشايكة ، حتى عجز الجميع عن تشخيصها لساعات طويلة كانت الأقسى والأصعب في حياة جموع المحتشدين الذين توافدوا لمستشفى جنين الحكومي بعد انتشار نبأ المجزرة التي أثارت الفرحة في الأوساط الصهيونية بعد أن وجه لها أبو هنود ضربات قاسية وصارمة لسنوات عديدة،









فشلت خلالها جميع محاولات اغتياله وتصفيته واعتقاله. كان المجاهد أبو هنود صوت الشهداء والمقاومة التي أقضّت مضاجع المحتلين وحولت حياتهم لجحيم وموت ورعب، وهو لدى شعبه كان أسطورة وحلماً يتمنى الجميع أن لا ينتهي، ولكن صوت الشهادة كان يناديه ليختتم حياة حافلة بالجهاد، أقسمت "كتائب القسام" انه لن يتوقف، لأن مدرسة أبو هنود لن تغلق أبوابها، فعشاق الأقصى والشهادة وفلسطين سيحملون رايته ويزلزلون قلب الكيان الغاصب ويواصلون مسيرته.













مولده ونشأته







المجاهد الشهيد محمود محمد احمد أبو هنود شولي ولد بتاريخ 1/7/1967 في بلدة " عصيرة الشمالية " أي عام النكبة، من أسرة فلسطينية مناضلة لم تشهد في حياتها إلاّ الاحتلال وإرهابه، فتفتحت عينا محمود على صور المعاناة والمآسي والمجازر التي ارتكبت بحق شعبه.












وفي استعادة للبدايات يقول والده احمد أبو هنود إن نجله "تميز منذ صغره عن أشقائه وأبناء جيله باهتمامه بقضية شعبه، فكان يمضي وقته في قراءة التاريخ، وخاصة تاريخ فلسطين، وفي حفظ القرآن والحديث النبوي الشريف، حتى أصبح من أكثر شباب القرية تمسكاً بالإسلام والوطن. وعندما اندلعت الانتفاضة الأولى كان في طليعة حملة لوائها والمشاركين بها. ومع انطلاقة حركة حماس كان أبو هنود من أوائل الشباب الذين حملوا لواءها".













وأكمل أبو هنود دراسته الثانوية في القرية " عصيرة الشمالية " ثم التحق بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة القدس حيث حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية في شهر 2/1991 .



















ومع انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987سارع أبو هنود للمشاركة في فعالياتها . ولبسالته ورجولته وقوة إرادته خاض مع رفاقه مواجهه دامية مع قوات الاحتلال التي تمكنت من إصابته عام 1988، فكانت جراحه عميقة وخطيرة، واستأصلت أجزاء من كبده. ولم ينتظر محمود الشفاء لأنه آمن أن الله كتب له النجاة والحياة ليواصل المسيرة، فاعتقل في سجن مجدو الصهيوني لشهور عدة سجل خلالها مآثر بطولية عندما تحدى الجلادين وقهرهم بصموده وعجزوا عن انتزاع الاعترافات منه.















ويؤكد رفاقه في السجن انه شكل قائداً صلباً حقيقياً كرس لحظات اعتقاله لنشر التوعية في صفوف المعتقلين وتعبئتهم على الجهاد والمقاومة، فكان لا ينام ولا يهدأ في خدمة قضية شعبه، ولم يبخل على رفاقه المعتقلين بتوجيهاته التي سجلها في كراسات لازالت تعقد حلقات لتدريسها في كل السجون، فساهمت في رفع معنويات المجاهدين ليخرجوا من السجون كمن يتخرج من الجامعة ويواصلوا معارك الجهاد والشرف مع شعبهم.
















في صفوف حماس




وفور خروجه من السجن عاد إلى ساحة العمل النضالي في الانتفاضة وأصبح أبو هنود عضوا ناشطا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة نابلس وفي كلية الدعوة وأصول الدين في القدس المحتلة التي انتسب إليها، وواصل الكفاح من إحدى ساحات المواجهة وأرض الرباط . وبسبب ما تميز به من صفات القيادة والعطاء جعله يتمتع بشعبيه كبيرة ويقود الحركة الطلابية ويصبح رئيس مجلس الطلبة في الكلية.













أحد المبعدين إلى مرج الزهور







هذا السجل المشرف عرضه للاعتقال من قبل الاحتلال مرة أخرى عام 1992، وبعد أيام محدودة صدر قرار بإبعاده مع 412 مجاهداً من حركتي حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان . وقد حدثنا رفاقه الذين عاشوا معه لحظات المنفى انه كان شديد البأس قوي العزيمة وضع لنفسه برنامجاً لاستغلال كل لحظة لما يفيد شعبه . ورفاقه في الإبعاد يعرفونه بالتقوى والخشية من الله وحبه للقرآن الكريم، حيث كان غالباً ما ينام بين الصخور والمصحف بين يديه .
















الأستاذ عبد الخالق النتشة ممثل حماس في محافظة الخليل حيث جمعته المحنة معه في مخيم مرج الزهور في جنوب لبنان عام 92 قال لقد كان أبو هنود رحمه الله جنديا مجهولا لا يحب الظهور هادئ الطبع وصاحب خلق وأدب جم وكان نعم الشاب الملتزم بدعوته الغيور على دينه كل من عرفه أحبه مجرد ما رآه ولقد كان تاليا للقرآن محافظا عليه ثم أصبح مجاهدا باع روحه وهي أغلى ما يملكه المرء دفاعا عن دينه ووطنه المسلوب .













في صفوف كتائب القسام




تلقى أبو هنود تدريبات عسكرية مهمة خلال فترة إبعاده التي دامت عاماً، والتقى كبار مسؤولي حماس وحصل منهم على تعليمات خاصة بالجناح العسكري، الذي انخرط فيه بعد عودته من مرج الزهور. ويذكر أن وتيرة العمل الجهادي لأبي هنود تزايدت وارتفعت بعد الإبعاد، وكرس كل أوقاته لمطاردة المحتلين، حتى أصبح بعد الإبعاد بثلاث سنوات المسؤول عن الجهاز العسكري في كتائب القسام . وإثر استشهاد محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء ، حل مكانه أبو هنود ليصبح على رأس المطلوبين لقوات الاحتلال وبقي في هذه












المهمة حتى استشهاده .







وزادت أهمية المطارد أبو هنود في عام 1996 عندما اعتقل إلى جانب نشيطي حماس الآخرين في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية في ذلك الوقت إلا أن أبو هنود أطلق سراحه وقيل انه فر من السجن في شهر أيار 96. وبدأت الصحف الإسرائيلية تنشر تقاريرا خاصة عن أبو هنود ، وأشارت مجلة جيروزلم بوست الإسرائيلية " إن على إسرائيل مهمة ملحة جدا وهي القبض عليه " بل وعملت الصحف الإسرائيلية حينها على نشر صور المجاهد " أبو هنود " مستخدمة التقنية في استخراج عدد من الصور المتفرقة لأبي هنود عن طريق الكمبيوتر ( بلحية – بدون لحية – بنظارة – بدونها .. الخ ) وذلك لتسهيل مهمة اعتقاله في حال كان متخفياً أو مغيرأ لشكله .
















أبو هنود المطلوب رقم ( 1 ) بعد استشهاد محي الدين الشريف وعوض الله










بعث أبو هنود برسالة إلى قيادة العمل العسكري بعد استشهاد محي الدين الشريف والأخوين عماد وعادل عوض الله يستشير إخوانه ويستنير عن معالم الطريق الجهادي الذي سيسلكه بعد استشهاد القادة حيث أصبح أبو هنود هو المطارد رقم ( 1 ) وهذا يحمله أمانة مواصلة الطريق والثأر للشهداء ..









ومما جاء في رسالته التي بعثلها لإخوانه في العمل العسكري بتاريخ 27/9/1998م :




" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله ومن والاه .




الأخوة الأحبة في قيادة العمل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .



وبعد ...




فاني أعزيكم بعد أن اعزي نفسي بفقدان الأخ الحبيب الشهيد عادل وأخيه الشهيد عماد رحمهم الله وتقبلهم في عليين من الشهداء والصالحين .







ولأشد ما أحزنني وزاد فيه معرفتي لأول مرة بان الشهيد عادل إنما هو الأخ عبد القادر المسئول عني والذي كان يراسلني ويلتقي ، مما يعني أنني لن أراه بعد الآن فحسبي الله ونعم الوكيل ، حقا أخي كانت صاعقة وصدمة كبيرة إذ لم أكن متهيأ لذلك ، فما بال من حولي يمضون إلى الخلود ويتركونني وحيدا مستوحشا أما آن للمحبين أن يلتقوا ، واسأل الله أن يكون قريبا واني لاظنه قريبا إن شاء الله وان يجمعني بهم فهذا هو العهد الذي أخذناه على أنفسنا قبل عام ونيف .







* الأخوة الكرام :-
لا ادري ماذا يجول بخاطركم من أفكار ورؤى حول ما يلزم عمله كرد على ما حصل في العام الماضي ابتداء بالاعتداء على الأخ القائد خالد مشعل حفظه الله ومرورا بالشهيد الشريف وانتهاء بالأخوين وكذلك لا اعرف ماذا سيخطط له الأخوة هنا إلا بعض عمليات إطلاق النار قد تصيب أو لا تصيب ، ثم لا ادري من سيحمل راية الثأر للدماء الزكية مع يقيني بان هناك الكثير يتلهف لذلك ، ولكن ربما تنقسه الإمكانيات .












* أما إن سألتم عما يجول في خاطري فليس في خاطري إلا الغضب والغضب الشديد وماذا سيفجر الغضب إلا الثورة وإشعال النار ، إخوتي أبلغكم بأنه لابد من رد قاس يعيد الهيبة لدمنا الطاهر الذي سفك ويشف صدور قوم مؤمنين والى رد يذكر بما حصل بعد يحيى والأخوة الشهداء ليسوا اقل مكانة عندنا من يحيى . أوليس كذلك ؟.










إخوتي فانا بالانتظار والجند من حولي يتحفزون لتمريغ انف يهود ليس عليكم بالمتطوعين وسأكون على رأسهم إن شاء الله ، المهم أن تزودينا بالإمكانيات ولو طال الوقت شهرا أو شهرين ، فعودتي لن تكون لكي أتمتع بلقاء الأهل والأصحاب بل سأجعل نفسي وأهلي وأصحابي وقودا للنار التي تحرق يهود في كل مكان ، سأحاول بعد عودتي أن أتلمس وأتعقب ما يمكن الاستفادة منه وأرجو أن أجد خيرا ،









رغم معرفتي بالمصاعب والاحباطات التي ستواجهني ولكن اسأل الله أن أوفق ، المهم أن يكون هناك ردا ليس ككل الردود فقد بلغ السيل الزبى ودماؤهم أمانة في أعناقنا وأعناقكم جميعا فنحن رهن إشارتكم وانتظار لإيماءاتكم فنفوسنا وأرواحنا هي ما نملك مقدمة ورخيصة على مذبح العز والفخر . وسأبعث لكم إن شاء الله بعد وصولي سالما ما يمكن أن تفيدونا فيه " .











محاولات الاغتيال




بعد أن وضعت إسرائيل أبو هنود على رأس المطلوبين لها ، بدأت بالعمل الفعلي للتخلص منه :-










1-ففي 26/8/2000 جرت أول محاولة لاغتياله شاركت فيها أشهر وحدات الموت الإسرائيلية "دوفدوفان" التي حاصرت قريته عصيرة الشمالية ثم بيته، ليخوض أبو هنود معركة ضارية مع قوات النخبة الخاصة في جيش العدو ويسجل واحدة من أروع انتصاراته التي هزت المؤسستين العسكرية والأمنية الصهيونيتين، حيث منيت المحاولة بالفشل رغم الأعداد المتقن لها ومشاركة مروحيات العدو فيها، وتمكن رغم إصابته من الإفلات من الحصار المحكم وقتل ثلاثة من عناصر الوحدات الخاصة، ولم تفلح المطاردة المكثفة من الإمساك به،












حتى أن شيمعون بيرس وزير الخارجية الصهيوني قال أن "عمليه عصيرة عار على إسرائيل سيبقى يلاحقها ما لم تقتل أبو هنود أو تعتقله". وتمكن أبو هنود من الوصول إلى نابلس حيث اعتقلته الشرطة الفلسطينية وجرت محاكمته أمام "محكمة أمن الدولة العليا" التي قضت بسجنه لمدة 12 عاماً، رغم تطوع أكثر من مئة محامٍ للدفاع عنه بعد أن كان الشارع الفلسطيني كله يتعاطف معه ويحيي الإنجاز البطولي الذي حققه.
















بيان حركة حماس يفصل المعركة البطولية
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن الله يدافع عن الذين آمنوا"
" ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين "
معركة بطولية يخوضها المجاهد محمود أبو هنود ضد قوات الاحتلال الصهيوني
شعبنا الفلسطيني ..أمتنا العربية والإسلامية:










معركة بطولية مشرفة خاضها المجاهد محمود أبو هنود أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام في عصيرة الشمالية الباسلة – قضاء نابلس،ضد وحدة خاصة إرهابية تتكون من مئات من جنود العدو الصهيوني معززة بخمس طائرات مروحية وآليات عسكرية، استطاع خلالها - بحمد الله وفضله - إيقاع ثلاثة قتلى في صفوف جنود العدو إضافة إلى تسعة جرحى أحدهم جراحه خطيرة..










وقد بدأت التحركات المشبوهة لجيش الاحتلال الساعة 9.50 دقيقة ليلاً من مساء أمس السبت على بعد أمتار من إسكان أبو هنود الذي يملكه شقيق المطلوب المجاهد محمود أبو هنود ويوجد قربه منـزل أحد أقربائه المواطن نضال دغلس ياسين، توقعت سلطات الاحتلال أن يكون المجاهد أبو هنود موجودا بداخله، وقد احتل جنود العدو وقناصتهم المنازل المجاورة وتموضعوا في أماكن حساسة فيها، واعتلوا أسطحها ليتمكنوا من إحكام حصارهم.
وأثناء هذا الحصار والحشود كان المجاهد أبو هنود في محيط المنـزل ولم يكن بداخله، حيث باغت العدو بفتح نيران سلاحه باتجاه جنوده المذعورين.










وأصابت قوات الاحتلال صاحب المنـزل المواطن نضال دغلس بإصابات في الصدر والقدمين ولم يتمكن من الخروج من المنـزل بسبب جراحه البالغة، وبعد ساعتين اقتحم جنود العدو المنـزل وأخرجوه وقاموا بجره على الأرض مسافة أكثر من 50 متراً، وبدأوا بتعذيبه والعبث بجراحه لإجباره على الإدلاء بمعلومات عن المجاهد أبو هنود.
وتحول ليل عصيرة الشمالية إلى نهار لكثرة القنابل المضيئة التي أطلقت في سمائها التي شاهدها كل من في محيط نابلس، واستمر إطلاق النار والاشتباكات حتى ساعة متأخرة من الليل.










وفي أثناء هذا الحصار العسكري والمواجهات بين المجاهد أبو هنود وجنود العدو تعالت النداءات والتهليل والتكبير من مآذن المساجد ودعوة الأهالي لكسر حالة منع التجول -التي حاول العدو فرضها – وإسناد المجاهد أبو هنود ومحاولة فك الحصار عنه، وقد هبَّ أبناء شعبنا نساءً ورجالاً ..صغاراً وكباراً .. شيوخاً وشباباً وأطفالاً، واشتبكوا مع جنود العدو، الأمر الذي أدى إلى إرباك العدو.













وقد قام جنود العدو باعتقال خمسة مواطنين بينهم إمام المسجد الشيخ ضرار حمادنة 39 عاماً أحد مبعدي مرج الزهور والجريح نضال دغلس وأحمد خليل وشاهر وطاهر وتيسير عبد الله عودة.
وفي هذه الأثناء تمكن المجاهد محمود أبو هنود من الإفلات من طوق جيش الاحتلال بفضل الله والوصول إلى نابلس رغم إصاباته في كتفه وذراعه وظهره وملاحقة قوات العدو وطائراته له، وفي نابلس جرى اعتقاله من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ولا يزال في حوزتها.










وكان جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية قد كثف جهوده في الأشهر الأخيرة للبحث عن المجاهد أبو هنود واعتقال كل من يعتقد أن له صلة به والضغط عليهم للإدلاء بأية معلومات يمكن أن تفيد في الوصول إليه.
















شعبنا الفلسطيني .. أمتنا العربية والإسلامية
إننا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفي أجواء هذه المعركة البطولية غير المتكافئة والتي نالت من جنود العدو ومعنوياته، نؤكد على ما يلي:










إن فشل أكثر من ثلاثمائة جندي صهيوني مدججين بأسلحتهم الآلية وطائراتهم المروحية والاستكشافية وأجهزة الرؤية الليلية وعتادهم العسكري الضخم في اعتقال المجاهد البطل المغوار محمود أبو هنود وتكبد هذه القوات لثلاثة قتلى والعديد من الجرحى، يؤكد هشاشة ما يسمى بـ "أسطورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر" وأن خيار المقاومة لا يزال قادراً على إيقاع أفدح الخسائر في صفوف هذا الجيش والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المستباحة.













إن المنازلة العسكرية التي جرت في "عصيرة الشمالية" والتي صمد فيها بطل من أبطال كتائب عز الدين القسام تعزّز القناعة لدينا ولدى أبناء شعبنا أن إرادة التصدي للاحتلال عندما تقترن بالإيمان الذي لا يتزعزع بعقيدتنا وثوابتنا قادر بإذن الله تعالى أن يلحق الهزيمة بالاحتلال الصهيوني وأن يدفعه للانسحاب من أراضينا المحتلة، وهو الدرس الذي ينبغي استيعابه جيداً في هذه المرحلة الحساسة من عمر قضيتنا في ضوء التجربة الناجحة للمقاومة الباسلة في لبنان، خاصة بعد عجز وفشل خيار التسوية في استعادة حقوقنا وأرضنا من العدو، علاوة على ما صاحب التسوية من شروط مذلة ومهينة عبرت عنها نتائج قمة كامب ديفيد الأخيرة.













إن ما جرى من عدوان همجي بربري من قوات الاحتلال ضد بلدة عصيرة الشمالية أثناء اقتحامها وحصارها ومنع أهاليها من التحرك وهدم أحد البيوت فيها وترك الأخ الجريح الذي تم اعتقاله لأكثر من ساعة دون علاج وغيرها من الممارسات يؤكد من جديد أن الإرهاب والعدوان الصهيوني لا يزال يعبر عن وحشيته ضد شعبنا حتى في ظل ما يسمى بـ "مسيرة السلام".










إن تفاعل أبناء شعبنا في كل أماكن تواجدهم في الداخل والشتات وعلى الأخص أهالي عصيرة الشمالية مع المنازلة العسكرية المشرفة التي جرت هناك يشير إلى أن بوصلة شعبنا البطل لا زالت تشير بوضوح إلى خيار المقاومة والتفافه حولها، ولا تتردد في دعمه بكل الوسائل التي تتاح لها على الرغم من كل أشكال التعتيم والتزييف لإرادة هذا الشعب لخدمة برنامج التسوية الهزيل، ولذلك فإننا ندعو إلى دعم خيار المقاومة على المستوى الرسمي وإطلاق يد الشعوب العربية لدعم هذا الخيار وتكريسه لكي ينجح في دحر الاحتلال عن أرضنا.













إننا في الوقت الذي نوجه فيه التحية لأبناء شعبنا ونخص بها أهالي "عصيرة" الفداء والصمود، فإننا نحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية استمرار اعتقال المجاهد محمود أبو هنود وندعوها وبكل قوة وإصرار لإطلاق سراحه وكل إخوانه المجاهدين والتوقف عن تعطيل وعرقلة برنامج المقاومة لصالح العدو، مؤكدين أن استمرار سياسة الاعتقال بحقه وحق إخوانه المجاهدين إنما هو جريمة وطنية لا تغتفر ويشكل تحدياً لإرادة شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية، التي هي بأمس الحاجة لهؤلاء الأبطال لقيادة الجهاد والمقاومة دفاعاً عن الأقصى والقدس وفلسطين،كما نحذر من تسليمه أو المساس به.













إننا نهيب بأمتنا العربية والإسلامية في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ القضية، وقد باتت القدس والأقصى العنوان الأبرز لها، أن تتحمل مسؤوليتها في مواجهة العدو الصهيوني وممارساته وأطماعه، ودعم حقوق شعبنا وإسناد مقاومته الباسلة والتمسك بالأرض والقدس والمقدسات.
" يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم "
عاشت فلسطين عربية إسلامية
وكل التضحيات من أجل القدس والأقصى
والتحية للمجاهدين ولكل أبناء شعبنا وخاصة لأهلنا في عصيرة الشمالية الأبية
والله أكبر والنصر لشعبنا وأمتنا







حركة المقاومة الإسلامية
حماس – فلسطين
الأحد: 27 جمادى الأولى 1421هـ 27 آب (أغسطس) 2000م



















2-المحاولة الثانية لاغتيال القائد البطل أبو هنود : وخلال اعتقاله في سجن نابلس العسكري تعرض لمحاولة اغتيال أخرى بتاريخ 20/5 /2001 عندما قصفته طائرات إف 16" الإسرائيلية لأول مرة السجن المركزي لمدينة نابلس، حيث تحتجز السلطة الفلسطينية المجاهد "محمود أبو هنود" ودمرته ليسقط 11 شهيداً من عناصر الشرطة وعدد من الجرحى، ولكن أبو هنود خرج من بين الأنقاض وبيده مصحف كان يقرأ فيه لحظه القصف، ولم يقو العديد ممن شاهدوا أبو هنود يخرج من بين الأنقاض وهو مغبر معفر الوجه والجسم من تمالك أنفسهم وبدأوا يبكون ويشكرون الله تعالى على نجاته.



















وأكد أحد أفراد الشرطة الفلسطينية أن أبو هنود لحظة القصف كان يصلي في مكان يسمى "الإكليل" داخل سجن نابلس القديم، وهو مبنى تم بناؤه في زمن الانتداب البريطاني، وأن الغرفة التي كان بها أبو هنود سُمك الحائط فيها حوالي ثلاثة أمتار ونصف المتر.** أحد أفراد الشرطة الفلسطينية يقول : قُصف السجن واستمر أبو هنود في صلاته، وامتلأت الغرفة بالغبار ولم يعد أحد منا يرى الآخر.. صرخت فلم يرد عليَّ، ولكن بعد أن انتهى من صلاته أخذ يبحث عني حتى وجدنا بعضنا البعض، وتمكنا من مساعدة الآخرين بالخروج بسلام .










ويقول الشيخ "حسن يوسف" أحد قيادات حركة "حماس": إن التحليل العام من استهداف سجن نابلس هو أنه كان يستهدف في المقام الأول المجاهد محمود أبو هنود، بهدف رفع معنويات الصهاينة المنهارة إثر العملية الاستشهادية التي وقعت في نتانيا وأدت إلى مصرع ستة صهاينة وإصابة ما يزيد على مائة آخرين، وكذلك النكسات التي أصيبت بها حكومة شارون التي جاءت لترفع شعار الأمن والسلام للصهاينة.







"وتناقل المواطنون قصة "أبو هنود" بنوع من الكرامات، حيث كان يؤدي الصلاة في زاوية غرفة سجنه لحظة الهجوم الصهيوني الغادر الذي استهدفه ورجع طيرانهم خائباً ذليلاً بإذن الله".










وتركز وسائل الإعلام الصهيونية على قصة نجاة أبو هنود ولم تذكره الوسائل الرسمية الفلسطينية، وتعتبر أن الهدف من الهجوم هو مقار السلطة ، الأمر الذي يرفضه عامة الفلسطينيين ، ويقولون: إن حماس وأبو هنود هما الهدف ".
















3- وتمكن القائد القسامي من إفشال جميع عمليات المطاردة والملاحقة، وواصل مسيرته الجهادية حيث ساعدته مواصفاته الشخصية وكونه طويل القامة ذي عينين خضراوين ووجه بيضاوي أبيض البشرة على الاختفاء والتنكر ومواصلة العمل، مسجلاً سلسلة من العمليات التي نفذتها "كتائب القسام" بقيادته. حتى جاء قدر الشهادة فكانت المحاولة الثالثة ، والتي استشهد فيها المجاهد أبو الهنود ، حيث أقدمت طائرات أباتشي الإسرائيلية على قصف سيارته بخمسة صواريخ أدت إلى استشهاده هو واثنين من رفاقه قرب نابلس . ونقل رفات أبو هنود إلى بلدة جنين بالضفة الغربية بعد أن مزق الهجوم الصاروخي جسده إلى أشلاء هو ونائبه وذلك في يوم الجمعة الموافق 24/11/2001 م وهو يوم استشهاده رحمه الله تعالى .
















جهاده ونشاطه العسكري




الشهيد محمود أبو هنود كان وراء تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997 وتبين أن معظمهم جاء من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية ، ونشير إلى أن أبو هنود تمكن من الاختفاء والمرواغة مستفيداً من موصفاته الشخصية " طويل ، عريض ، عيون خضر، الوجه بيضاوي، ابيض البشرة " . وهذا مكنه من الاستمرار في العمل العسكري وتجاوز العديد من الحواجز الإسرائيلية والاختفاء عن الأعين والبقاء مطاردا لمدة ست سنوات تمكن خلالها أن يسطر عناوين البطولة والفداء ، وتجنيد وتدريب العديد من الأفراد ، والتخطيط والإعداد للعديد من العمليات النوعية على الرغم من صعوبة الظرف العسكري في ذلك الوقت الذي كانت السلطة الفلسطينية تقوم بدور فعال في ملاحقة المطاردين والمجاهدين وكشف مخازن السلاح ،















ولذا قاد أبو هنود العمل العسكري في أحلك الظروف وأحرجها ، بل كان للعملية البطولية التي قادها المجاهد أبو هنود لوحده في بلدته " عصيرة الشمالية " اكبر الأثر في نفوس المجاهدين ورفع للهمم ، وجعلت منه بحق أسطورة المقاومة حيث تمكن من الفرار من بين الآلاف من الجنود الصهاينة بعد أن أوقع العديد في صفوفهم .










ويذكر أن الشهيد كان يتنكر أحياناً بلباس الشرطة الفلسطينية ، ويتسلح في تنقالاته بقنبلة يدوية ومسدس 14 ومما تيسر بين يديه من سلاح اتوماتيكي ، من جانب آخر كان يتنقل بين المدن والقرى مشياً على الأقدام على غرار المطاردين القادة أمثال العياش ، وتحمّل مجاهدنا في سبيل ذلك الكثير من الصعاب ، وأخذ منه البرد والمطر مأخذه عدة مرات أثناء تنقلاته الجهادية ، والله اعلم كم هي الجبال التي اعتلاها والوديان التي وطأها ، والكهوف التي اختبأ بها ..
















لائحة الشرف القسامية








يزخر سجل الشرف والجهاد للشهيد القائد أبو هنود بالعشرات من العمليات النوعية التي قادها أو نفذها شخصياً، ومن أبرزها :-










1. استهداف حاخام صهيوني في تشرين الأول / أكتوبر عام 1995 قرب مستوطنة "كوهاف يعقوب" وأدت لإصابته (الحاخام) بجراح بالغة .










2. تشرين ثاني 11/1995: إطلاق نار باتجاه سيارة احد حاخامات المستوطنين المتطرفين قرب مستوطنة "كوخاف يعقوب" مما أدى لإصابة الحاخام بجروح.










3. كانون الأول 12/1995: إطلاق نار باتجاه سيارة عسكرية إسرائيلية قرب وادي الباذان "شرق نابلس" من دون وقوع إصابات.










4. أيار 5/1996: إطلاق نار على حافلة مستوطنين في مستوطنة بيت ايل مما أسفر عن مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين بجروح.










5. أيار5/ 1996 : إطلاق نار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال في جبل عيبال قرب نابلس مما أدى إلى جروح ضابط صهيوني بجروح طفيفة.







6. أيار 5/1997 : إطلاق نار على سيارة صهيونية قرب مستوطنة "ألون موريه " من دون وقوع إصابات .







7. تموز 7/1997: تفجير عبوة ناسفة "جانبية" ضد سيارة جيب تابعة لقوات حرس الحدود الصهيونية على الطريق المؤدي لـ "مسجد النبي يوسف " في مدينة نابلس ، أسفرت عن إصابة جنديين صهاينة بجروح .










8. تموز 7/1997: عملية تفجير استشهادية مزدوجة في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية أسفرت عن مقتل 16 صهيونيا وإصابة 196 آخرين بجروح مختلفة .










9. أيلول 9/1997 : تنفيذ عملية تفجير استشهادية " مزدوجة" في شارع بن يهودا أسفرت عن مقتل 5 صهاينة وإصابة أكثر من 120 بجروح. •










10. عملية استشهادية في المركز التجاري الرئيس وسط القدس الغربية أسفرت العملية عن مقتل 5 صهاينة وجرح حوالي 67 آخرين .










11. تشرين الثاني11/1997 : قاد أبو هنود عملية لأسر جندي صهيوني قرب "ألون موريه" ولكنه لم يوفق .
ولم يتوقف أبو هنود عن عملياته الجريئة رغم ذياع صيته وإعلان "إسرائيل" حالة الاستنفار القصوى لاعتقاله وتصفيته، والتي أرفقتها بحملات مستمرة من التهديد والوعيد لأسرته لم توقر صغيراً أو كبيراً. وتتالت عمليات "كتائب القسام" وتزايدت في انتفاضة الأقصى، وحمّلته "إسرائيل" المسؤولية الأولى والأخيرة عنها ليصبح المطلوب رقم واحد،












وتواصلت محاولات اغتياله لتعيش أسرته لحظات عصيبة وقاسية في ظل المداهمات والكمائن التي كانت تنصب حول بيتها. وقد مارست قوات الاحتلال كل أشكال القمع والعقاب بحق أهله، فتم اعتقال أقاربه لإجباره على تسليم نفسه، ومنعت ذويه من السفر وتعرضوا للاحتجاز والتعذيب على يد جنود الاحتلال. وتقول والدته: "كنا نرفض أن يستسلم لأنه يقود معركة عادلة من أجل شعبه وقضيته، وقد قال ضابط المخابرات الصهيوني لي أكثر من مرة سنمزقه ونعيده إليك إربا، فكنت أقول لهم: إرادة الله أقوى، ومحمود مجاهد ولا يخافكم، فأنتم قتلة وهو من حقه أن يدافع عن أرضه وشعبه وحقه المسلوب". وقد رفض الشهيد محمود الزواج في الدنيا رغم إلحاح والدته وكان يصر أن يكون له عرس مميز من "أعراس الشهادة".














الشهادة وحادثة الاستشهاد







مساء الجمعة الماضي 23/11/2001 كانت المحطة الأخيرة في رحلة جهاد أبو هنود، فبينما كان ينتقل في سيارة فان مع مساعديه أيمن ومأمون في بلدة يا صيد قرب نابلس كان الاحتلال قد أعد له كميناً محكماً، حيث استهدفته المروحيات الصهيونية بخمسة صواريخ أصابت السيارة التي كان يستقلها وأدت إلى مقتل الشقيقين مأمون وأيمن، وتمكن محمود من القفز من السيارة، فطاردته الأباتشي بالرصاص والصواريخ.












ولأن الهدف بحجم أبو هنود، حرص العدو على تصوير عملية الاغتيال، وظهر الشهيد وهو يقفز بين التلال أثناء المطاردة قبل أن يصيبه صاروخ على بعد حوالي مئتي متر من مكان السيارة ويمزقه أشلاءه، ونقلت إلى المستشفى في سلة صغيرة حيث لم يبق من آثارها شيء، حيث كشف الدكتور محمد أبو غالي مدير مستشفى جنين أنه أصيب بصاروخ متفجر مزقه بشكل كامل. وبعد سلسله اتصالات وتدقيق أعلنت حماس أن هذه الجثة لأبي هنود.










ولشدة فرحتها سارعت رئاسة حكومة العدو إلى إعلان مسؤوليتها عن الاغتيال واصفة ما حصل بأنه "أحد أبرز انتصارات إسرائيل في حربها ضد الإرهاب". وقالت أن "أبو هنود أحد أكثر الإرهابيين خطورة، بل أنه الأشد خطراً على الإطلاق وكان على رأس اللوائح التي سلمت إلى السلطة الفلسطينية، وكنا نلاحقه منذ وقت طويل وحتى قبل بدء الانتفاضة". أما "كتائب القسام" التي هالها فقدان قائدها في الضفة فتوعدت أن يدفع الصهاينة الثمن غالياً، ثمن هذه الجريمة البشعة وتنفيذ رد قوي ومزلزل يفقد "إسرائيل" صوابها انتقاماً لاغتيال أبو هنود.













عائلة الشهيد












وعبرت عائلة أبو هنود عن اعتزازها الشديد ببطولات ابنها ومنعت والدته النساء من البكاء وتقدمت الصفوف لتستقبل



جثمان فلذة كبدها الذي لم تتمكن من مشاهدته منذ فترة طويلة وهي تقول: "مبروك عليك الشهادة يا محمود، والله دمك مش رايح يروح هدر"! وأضافت: لا يمكن أن أبكي أو أحزن على هذا المجاهد الشهيد الذي قاتل في سبيل الله، ولكن ما يحزنني أنه اغتيل بهذه الطريقة الجبانة التي تؤكد أن العدو يخافه ويخشى المجاهدين الأبطال أمثاله والمواجهة معه، فقد لقنهم درساً في هذا البيت.












وأضافت: لو واجهوه بمعركة لقطع رؤوسهم جميعاً، ولكن شارون وجماعته وجنوده جميعهم جبناء ولم يجرؤوا على مواجهته، وأقول لشارون إن أبو هنود حي لن يموت، وأنا وأولادي الستة سنمضي على دربه وكلنا فداء لعيون القدس وفلسطين .













غضب وعهد




فور انتشار النبأ خرجت جنين عن بكرة أبيها لوداع القائد ومساعديه ولتتحول المسيرة الجماهيرية الحاشدة التي لم تشهد جنين مثلها إلى تظاهرة غاضبه ضد الاحتلال وجرائمه، وللتأكيد على الوحدة الوطنية والتمسك بعهد الشهداء.
المسيرة شارك فيها أكثر من خمسين ألف شخص، انطلقت من المستشفى الحكومي حيث وضع الشهداء في صناديق سجيت بأعلام حركة حماس فيما تعالت الهتافات الغاضبة التي توعدت بالرد على الجريمة النكراء وتعهدت باستمرار مسيرة المقاومة والجهاد على درب أبو هنود،
كما دعت "كتائب القسام" و"سرايا القدس " و"كتائب الأقصى" لرد فوري في العفولة والخضيرة. وفيما امتلأت الشوارع بالمشيعين اصطف المئات على امتداد الشارع الرئيسي الذي سلكته المسيرة كما تجمهر المئات فوق المنازل والعمارات مرددين الهتافات ذاتها. وتقدم الموكب مقاتلو "كتائب شهداء القسام" الذين أطلقوا النار في الهواء تحية للشهداء. ووسط أجواء الغضب والحداد توجهت المسيرة إلى مدخل جنين الرئيسي لينطلق الشهداء في سيارات الإسعاف إلى مدينة نابلس ليتم تشييعهم بمسيرة مماثلة قبل أن يوارى (الشهيد أبو هنود) الثرى في قريته وينقل مساعداه إلى قريتهما طلوزة . وقد أعلنت حماس والقوى الوطنية والإسلامية الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام.

ردود الفعل على الأحداث
الخير ما شهدت به الأعداء

أبو الهنود الرعب الذي يطارد الكيان الصهيوني حتى بعد استشهاده

بعد سبع سنوات وصلت إلى نهايتها المواجهة غير المتكافئة بين المجاهد البطل محمود أبو الهنود قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية وبين دولة الكيان الصهيوني ، وهي المواجهة التي جعلت الدولة التي تزعم أنها تملك الجيش الأقوى في المنطقة والتي تتباهى بما لديها من أسلحة الدمار الشامل وبما دربته من قوات خاصة ونخبوية للتعاطي مع أشخاص في وزن أبو الهنود .
كثيرون هم المجاهدين المناضلين الذي اقلقوا الأجهزة الأمنية الصهيونية منذ تأسيس دولة الكيان وحتى وقتنا هذا ، لكن يقر قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية انه قلما استثمرت القوات الإسرائيلية قدرا كبيرا من الجهد والوقت في البحث عن مطلوب فلسطيني لها مثلما فعلت مع أبو الهنود الذي ضرب رقما قياسيا في نجاحه في الفرار من كمائن الاحتلال ومصائده ، وان كان قد سلطت الأضواء على واقعتين تعكسان ذلك فان الحقيقة هي أن هناك أكثر من خمس مرات نجا فيها أبو الهنود من قوات الاحتلال حتى إن عددا من قادة المخابرات الإسرائيلية العامة قد أكدوا أن هناك قوى غيبية تحفظ هذا الرجل من الموت المحقق .
ويشير خبراء الأمن الإسرائيليين بكثير من الاستغراب إلى قدرة أبو الهنود على النجاح من الإفلات من قبضة الأمن الإسرائيلي على الرغم من طبيعة المنطقة ومدى سيطرة الاحتلال الصهيوني على كل مناحي الحياة في الضفة الغربية ، إلى جانب استعانة هذا الاحتلال بشبكة كبيرة من العملاء الذين لا يتركون واردة أو شاردة إلا ويسجلوها ، فضلا عن توظيف التقنيات المتقدمة في العمل الاستخباري بشكل لم يسبق له مثيل .

*لصيد الثمين
"انه الصيد الثمين الذي طالما بحثنا عنه ، في كل بقعة من بقاع الضفة الغربية ، انه الكابوس الذي اقلق مضاجعنا ردحا من الزمن ، لقد كان تصفية هذا الرجل هو إنجاز حقيقي لجهاز المخابرات والجيش الإسرائيلي ، انه يكاد الإنجاز الأكبر لنا منذ أن اندلعت الانتفاضة ، إن فقط من يعرف هذا الرجل يشعر بحجم الإنجاز الذي حققناه هذه الليلة " ، بهذه الكلمات علق الجنرال إسحاق ايتان قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال على عملية تصفية المجاهد الكبير محمود أبو الهنود قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس في الضفة الغربية ليلة الجمعة عندما قامت مروحيات تابعة لسلاح جو العدو الصهيوني بقصف السيارة التي كانت تقله على طريق جنين نابلس شمال الضفة الغربية .
من ناحيته قال قائد جدعون عيزرا نائب وزير الأمن الداخلي الصهيوني والذي شغل في السابق منصب نائب مدير المخابرات الإسرائيلية العامة " الشاباك " انه حتى بعد قتل أبو الهنود فان الحديث يدور عن قائد ميداني من الطراز الأول ، شاب يمثل زخم الوطنية الفلسطينية في العصر الحديث ، شاب يمثل الرفض الفلسطيني المطلق والنهائي للوجود اليهودي بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط .
وحسب عيزرا فان أبو النهود قد اوهن جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة الذي خصص الكثير من المال والجهد من اجل إلقاء القبض عليه أو قتله ، وعدد عيزرا محاولات تصفيته أو إلقاء القبض عليه ، وحسب عيزرا فان المخابرات الصهيونية وحتى عملية عصيرة الشمالية في صيف العام 2000 ، قامت بخمس محاولات لإلقاء القبض عليه ، لكنه نجح في الفرار في اللحظة الأخيرة ، وفي العصيرة الشمالية نجا أبو الهنود بأعجوبة تقترب من الخيال ، ويضيف عيزرا " لقد حشدنا له خيرة وحداتنا الخاصة التي تعد بالمئات لإلقاء القبض عليه أو قتله بيسر ، لم يكن لدى قادة الجيش أي شك في أن أبو الهنود سيلقى القبض عليه وفي أسوأ الأحوال سيقتل في نهاية هذه العملية ، لكن بدلا من ذلك فاذا به يقتل ثلاثة من خيرة جنودنا ويجرح عددا آخر ويهرب < .
ويواصل عيزرا حديثه عن قصة المخابرات الإسرائيلية مع أبو الهنود ، حيث يشير انه بعد أن ألقت السلطة الفلسطينية القبض عليه وأودعته السجن في نابلس لم يكن هناك أي شك في أنه آجلا أو عاجلا فان إسرائيل ستطاله في السجن ، فقط كان الأمر يحتاج إلى مبرر أمام العالم ، و بعد عملية الخضيرة الاستشهادية التي قام بها الجهاز العسكري لحركة حماس ، فقد كان الأمر مناسبا حسب عيزرا لقصف سجن جنيد الذي كان يتواجد فيه أبو الهنود ، لكن هذه المرة نجا أبو هنود من محاولة التصفية بشكل أسطوري على حد تعبير عيزرا .
* التحذير من وهم الهدوء حذرت أوساط أمنية صهيونية من مغبة الوقوع في الوهم القائل بأنه في بعد تصفية أبو الهنود فان حركة حماس سترفع الراية البيضاء . ونقلت الإذاعة الصهيونية باللغة العبرية عن مصدر كبير في وزارة الدفاع الصهيوني قوله إن التجربة قد أثبتت بشكل لا يدع مجالا للشك فان الشعب الفلسطيني وسيما جمهور حركة حماس سيكون دائما قادرا على تحقيق المفاجئات في كل المجالات خصوصا في العمل العسكري .
وأضاف كلما رفعنا كؤوس الشمبانيا احتفاء بتصفية هذا الزعيم من حماس أو ذاك تبين لنا كم نحن مخطئون ، إذ انه في كل مرة تتم فيه تصفية قيادي من حماس فانه يصعد من خلفه العشرات ، ان لم يكن المئات . وحسب المصدر الإسرائيلي فان على الجمهور الصهيوني ان يعي ان المعركة الدائرة حاليا مع الشعب الفلسطيني لن تنتهي بتصفية أي قائد مهما كان مؤثرا ، مشددا على ان كثيرا ما يحدث العكس حيث ان تصفية القادة العسكريين ذوي الحضور الكاريزماتي وان كان له تأثير ايجابي في بادئ الأمر ، فانه يشكل في النهاية دافع للكثير من الفلسطينيين ان يسلكوا طريقهم .
وأضاف المصدر < اننا بالفعل نستطيع ان نصفي قادتهم ونحبط أحيانا عملياتهم عن طريق اختراق صفوفهم ، لكن هذا لا يحل المشكلة ، اذ ان مشكلتنا هي مع شعب كامل يؤمن انه لا يمكنه ان يحيا في ظل الاحتلال . لذا علينا ان نواصل العمل المكثف ضد قادة التنظيمات الفلسطينية سيما الإسلامية وعلى رأسها حماس من اجل نقلص حجم الضرر الناجم عن وجود هذه التنظيمات الفلسطينية انه يتوجب علينا الادارك انه بدون عمل مكثف ومتواصل سيما على الصعيد الاستخباراتي وجمع المعلومات من مصادر < قيمة < فانه لا يمكننا تحقيق مثل هذه النتائج .
وعدد المصدر الامني الإسرائيلي الحالات التي سارعت فيها إسرائيل للاحتفاء بالقضاء على هذا الزعيم او ذاك لكنها في النهاية تفاجأ ان رجال حماس كالأشجار المتسلقة ، كلما تم قص أي جزء منها كلما نما بدلا منه بشكل اكبر . من ناحيته أشار الكثير من المعلقين إلى عوامل أخرى تعيق نجاح معركة الكيان الصهيوني ضد حركة حماس على وجه التحديد ، وهي العامل الديني المتجذر في نفوس أتباع هذه الحركة .
وينوه المعلقون العسكريون في الدولة العبرية الى ان التجربة دلت على انه من الصعب مواجهة قادة مقاومة في حال ترسخت لديهم التوجهات الدينية العقدية . واعتبر المعلقون الصهاينة ان اشتداد عود الحركات الإسلامية يرجع إلى تنامي الصحوة الإسلامية في أرجاء العالم . ويذكر انه قد استحوذ على الجدل داخل الدولة العبرية مؤخرا مسالة قدرة الدولة العبرية على مواجهة المنظمات ذات التوجه الإسلامي .
وقد حذر العديد من الباحثين والمعلقين في الدولة العبرية من مغبة السماح بإضفاء صبغة دينية عقدية على الصراع بين الدولة العبرية والشعب الفلسطيني والعالمين العربي والإسلامي . "إننا لم نفعل سوى إننا زدنا من شهيتهم للانتقام ، ونحن سنتحمل المسؤولية عما سيحدث الآن " ، بهذه الكلمات علق يوسي بيلين الوزير السابق في حكومة براك واحد قادة حزب العمل على قيام الجناح العسكري لحركة حماس بالانتقام السريع والفوري لاستشهاد محمود ابو الهنود عبر قصف مستوطنة " كفار دروم " المحصنة بصواريخ " قسام واحد " والذي أسفر عن هلاك جندي احتلالي واحد وإصابة اثنين آخرين .
والنسبة لبيلين وعدد من الساسة والمعلقين الأمنيين الإسرائيليين فان تصفية أبو الهنود ستفتح عاجلا أم آجلا باب جهنم على اليهود سواء كانوا مستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة او داخل الخط الأخضر أو من عناصر الأجهزة الأمنية . وعلى الرغم من تباهي شارون وبن اليعازر وحتى بيريس بعملية تصفية ابو الهنود إلا ان إسرائيل وأجهزتها الأمنية أخذت تهديدات حماس بالانتقام مأخذ الجد .
وكما يقول الجنرال شلومو اهارونشكي مفتش الشرطة الصهيونية العام < ان حركة حماس وللأسف قد عودتنا إنها دائما تكون جادة في تنفيذ تهديداتها ، ونحن لا نريد ان نخاطر بان نغض الطرف عن هذه التهديدات او ان لا نأخذها محمل الجد . ويكاد لا يختلف اثنان في الدولة العبرية على ان انتقام حماس قادم لا محالة وان الأمر قد يستغرق بعض الوقت لكن الشئ لا خلاف حوله هو ان الانتقام سيكون كبيرا ومدويا . ويتعامل الصهاينة على ان انتقام حماس هو رد فعل محقق ولا مجال للجدال حول إمكانية حدوثه . وتخشى الدوائر الأمنية الإسرائيلية ان يكون رد حماس مركز على استهداف الشخصيات والمسؤولين الأمنيين ،
لذا فقد ضاعفت الأجهزة الأمنية من حراستها< على قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ، سيما رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز ونائبه الجنرال موشيه يعلون ، إلى جانب تكثيف الحراسة على المستويات السياسية في الحكومة ، سيما الوزراء الذين يقطنون داخل المستوطنات مثل وزير السياحة بني ايلون الذي يقطن مستوطنة < بيت ايل < الى الشمال من رام الله والوزير افيغدور ليبرمان وزير البنى التحتية الذي يقطن مستوطنة < نوكديم < القريبة من بيت لحم . اللافت للنظر ان تصفية ابو الهنود جاءت على الرغم من أن هناك توجها أصبح واضحا لدى قيادة جيش الاحتلال الصهيوني وهو تفضيل عمليات الاختطاف على التصفية وقد كانت قيادة جيش الاحتلال قد أعربت عن ارتياحها لتطبيق أسلوب الاختطاف في عمليات الاعتقال .
ونقلت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس الخميس عن مصدر كبير في المخابرات الإسرائيلية ان اختطاف المطلوبين الكبار ونشطاء التنظيمات الفلسطينية البارزين يعتبر أفضل من تصفيتهم . وحسب المصدر فان عمليات الاختطاف تمكن المخابرات الإسرائيلية من الحصول على معلومات استخبارية بالغة الأهمية ، حيث يتم إخضاع المختطفين لعمليات تحقيق صارمة يقومون إثرها بالإدلاء بالمعلومات التي من شأنها ان تسلط الضوء على أنشطة التنظيمات الفلسطينية الى جانب انها تساهم في إحباط العمليات التي تفكر في تنفيذها المنظمات الفلسطينية .
ونوه المصدر الى ميزة إضافية لعمليات الاختطاف حيث انه لا ينجم عنها تأجج مشاعر الانتقام في نفوس الفلسطينيين مثلما ينتج عن عمليات التصفية . وكشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية ان جيش الاحتلال ينوع في استخدام الوحدات التي تتولى عمليات الاختطاف ، ولأول مرة استخدم الجيش عناصر " الكوماندو البحرية " التابعة لسلاح بحرية الاحتلال المعروفة ب " الوحدة ثلاثة عشر " التي اجتاحت قرية كفر اللبد القريبة من طولكرم لاعتقال احد عناصر حماس الليلة فجر الأربعاء الماضي .
أبو الهنود أسطورة في عقول الفلسطينين كان محمود أبو هنود الذي استشهد في هجوم صاروخي إسرائيلي أمس قائدا عسكريا رفيعا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وواحدا من أبرز الشخصيات المطلوبة لإسرائيل .
ويعتبر أبو هنود أسطورة فذة في نظر الكثير من الفلسطينيين لتخطيطه لعمليات موجعة ضد أهداف إسرائيلية على مدى السنوات الماضية ونجاته من محاولتي اغتيال .
ويمثل رحيل أبو هنود خسارة كبيرة للجناح العسكري لحركة حماس ، فقد كان امتدادا لجيل الشهيد يحيى عياش الملقب بالمهندس والذي اغتالته إسرائيل بهاتف نقال مفخخ عام 1996وردت حماس على اغتياله - في غضون أشهر قليلة - بموجة من التفجيرات قتل فيها عشرات الإسرائيليين ، وزرعت الرعب في الدولة العبرية.
ونجا أبو هنود من محاولتين لاغتياله في الماضي، وهو الذي تعتبره السلطة الفلسطينية قائدا منشقا ، في حين تكرهه إسرائيل لأنه خطط لعشرات العمليات الفدائية ضدها. ونقل رفات أبو هنود إلى بلدة جنين بالضفة الغربية بعد أن مزق هجوم صاروخي قرب مدينة نابلس في الضفة الغربية جسده إلى أشلاء هو ونائبه . وأعلنت مكبرات الصوت في المساجد استشهاد أبو هنود وجرى تحريض الفلسطينيين على الثأر في أقرب وقت ممكن ، في حين أكدت حماس أنها سترد على اغتياله ردا قاسيا وعاجلا .
وقال أحد قادة حماس في غزة د. عبد العزيز الرنتيسي إن اغتيال أبي هنود ليس مجرد حدث عادي . وأضاف أن التجربة أثبتت أن الجناح العسكري لحماس يرد دائما على جرائم إسرائيل ، وقال "إن شاء الله سيكون هناك رد مؤلم ضد العدو المجرم ". ويحظى أبو هنود بشعبية كبيرة عكسها الغضب الذي اجتاح الشارع الفلسطيني على اغتياله .
وصية الشهيد القائد أبو هنود
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه وصية قائد كتائب عز الدين القسام الشهيد محمود أبو هنود كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي بأن يدي تفنى ويبقى كتابها فإن عملت خيرا ستجزى بمثله و إن عملت شراً عليها حسابها وصيتي للناس عامة وللحركة الإسلامية خاصة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه الخيّرين ومن تبعهم وسار على دربهم من المسلمين والمجاهدين بإحسان إلى يوم الدين : وبعد أيها المسلمون يا أبناء شعبي الفلسطيني المجاهد الصابر ..
يا أبناء مدينتي نابلس جبل النار ومصنع الثوار ومسقط الشهداء . يا أبناء قريتي الحبيبة عصيرة الشمالية عصيرة الثوار والشهداء عصيرة القسام عصيرة معاوية وتوفيق ويوسف وبشار عصيرة علي سوالمة ومصطفى رواجبه وعوني صوالحة وكل الشهداء والجرحى والأسرى …
إليكم . جميعا أوجه تحياتي وإليكم أشواقي ومن أجلكم جل دعواتي . من أجلك يا فلسطين تطيب التضحيات ومن أجلك يا قدس نستلذ الآلام ولعيونك يا أقصى ترخص النفوس والأرواح .
يا أبناء شعبي الحبيب : الثبات الثبات ، والصبر الصبر مزيدا من التضحيات مزيدا من الالتفاف حول راية الجهاد فمن طلب الحسناء لم يغله المهر ، فأرضكم ومقدساتكم واعراضكم لن يحميها ولم يذبّ عنها هجوم الأعادي إلا عزائم وهمم أبنائها وفتيانها النشاما الذين شمروا عن سواعدهم ووهبوا أرواحهم رخيصة في سبيل عزة وكرامة ورفعة أمتهم ودينهم وشعبهم .
الحمد لله الذي أكرمني وتفضل عليّ بأن اختارني بأن أكون في صفوف خير الناس في صفوف المجاهدين فالحمد لله ربي على نعمك وكرمك بأن جعلتني مجاهد في سبيلك وأسألك يا ربي موتةً في سبيلك تشفي بها صدور المسلمين وتغيظ بها قلوب الكافرين وتسيء بها وجوه المنافقين والمتخاذلين .
أخواني المسلمين : أوصيكم بتقوى الله أوصيكم بالعودة إلى الله ونهج نبيه وسيرة صحبه المجاهدين الصالحين أوصيكم بالوحدة تحت راية الدين القويم والاعتصام بحبل الله المتين تستمدون من الله المعين و النصرة وتلوذون بحماه وتلجئون إليه إذا ما داهمتكم الخطوب صلوا وصوموا وأعملوا بأوامر ربكم وقفوا عند نواهيه و اعملوا على تنشئة أولادكم وذراريكم على الإسلام وربوهم على القرآن وحب الرسول وعشق الجهاد أبعدوهم عن كل أسباب الخنا والتعلق بالدنيا علموهم التمرد على الذل ورفض الواقع السيء ،
اخفضوا الجناح لبعضكم البعض وأحبوا إخوانكم وتعاونوا على البّر والتقوى وراقبوا أبنائكم و احموهم من كيد العملاء لهم و احذروا إسقاطهم في مستنقعات الرذيلة والعمالة. طلقوا الدنيا وحبها الذي يورث الجبن إياكم واليأس والقنوط من رحمة الله ونصره ولا تستمتعوا لصوت الجبناء والمتخاذلين والذين يخونوكم ويهددونكم بقوة أمريكا وأوروبا. " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل " .
أيها المسلمون: اعلموا أن ما أصاب امتنا وشعبنا ما كان سببه إلا بعدنا عن منهج ربنا وهدي نبينا ولهثنا وراء الغرب تارة ووراء الشرق تارة أخرى فما أورثنا ذلك وما زادنا إلا ذلاً واستعباداً وفتكاً وفرقةً.
أما أنتم يا أبناء الحركة الإسلامية يا من اصطفاكم الله من بين خلقه ليحقق بكم قدره و ليجري أسبابه فيعيد على أيديكم قوة دينه ويعلي بكم رايته ويحقق بكم وعيده بإساءة وجوه بني إسرائيل فمزيداً من الرباط والثبات على نهجه يا أبناء الحركة الإسلامية تقدموا الصفوف و احملوا الرايات رايات الجهاد والدفاع عن حياض الدين والوطن لا تتخاذلوا ولا تتولوا فيستبدل الله بكم خيراً منكم.
وإليكم يا خيرة الخير في أرض الله يا من ترفعون راية الجهاد ويا من تقدمون التضحيات إلى قادتي وأخواني وأحبتي في كتائب القسام شُرفت بالعمل معكم عشنا الأيام معاً بحلوها ومرها أخلصوا النيات لله وداوموا العمل من أجل دينكم ووطنكم لا تجعلوا العدو يرتاح في كل موقع على أرض فلسطين " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين . إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون " .
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله
أخوكم الفقير إلى عفو الله ورحمته أخوكم
المحب محمود بن محمد أبو هنود
كتائب عز الدين القسام 29/8/2001م
******
بيان حركة المقاومة الإسلامية يزف الشهيد إلى بارئه
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس)
" قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون "
دماء الشهيد القائد أبو هنود تقول : المقاومة خيارنا .. شعبنا الفلسطيني البطل .. نجم هوى من سماء فلسطين لكن شظاياه ستحرق قلب صهيون ، فبعده من يوقف البحر المدجج باللهب ، من يردُ أبطالاً علاها الغضب ، من يُوقف الثأر المخضب بالدماء ويرد آساداً إذا ما تلتهب ،
فكتائب القسّـام شمس الضحى بلهيبها يغدو اليهود كما الحطب .. فلأن كان الشهيد القائد محمود أبو هنود الفارس الذي أقضّ مضاجع الإحتلال وجنوده ومستوطنيه في كل فلسطين فإن تلاميذه قد تعلموا منه كل فنون القتال وتخرجوا من مدرسته بامتياز وهم يُدركون أنه قد جاء دورهم ليلقنوا الصهاينة دروساً لن ينسوها حتى يعلموا أنه إن سقط منا فارس قام من وراءه فرسان فشعبنا لا تلين له قناة ولا تتزعزع له همة ،
فنحن قدر الله الذي سيقذف الرعب في قلوبهم دونما وجلٍ أو تراجع أو وهن .." فكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" .
شعبنا الفلسطيني المصابر .. إن الجريمة النكراء التي أقدم عليها قادة الإرهاب الصهاينة في اغتيال قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام المجاهد البطل الشهيد محمود أبو هنود وإخوانه الأبطال أيمن ومأمون حشايكة لن تمر دون عقاب وسوف يندمون بإذن الله تعالى على الساعة التي أقدموا فيها على اغتيال هؤلاء الأبطال فلقد بلغ السيل الزبى وتمادى هذا العدو المتغطرس في إجرامه محتمياً بعباءة المجتمع الدولي ، ومعتمداً على حالة الضعف العربي ومختبئاً وراء ورقة التوت التي تسمى وقف إطلاق النار التي لم تستر عورة أحد ، فهو يرتكب المجزرة تلو المجزرة بحق أبطالنا وأطفالنا وشيوخنا ونسائنا .
الأمر الذي ُيحتم على شعبنا أن لا يلتفت إلى الوعود الكاذبة ، الذي يُطلقها الراعي الأكبر للإرهاب وأن لا يستمع لدعوات التهدئة المشبوهة التي تنطلق من دول الاستكبار ، هذه الدول التي تنشط أيما نشاط إذا ما نال مجاهدونا من العدو الصهيوني وترفع صوتها عالياً بالاستنكار وإلقاء تهمة الإرهاب على شعبنا وانتفاضتنا لكنها تخرس تماماً وهي تشاهد أشلاء أطفالنا ممزقة قبل أن يصلوا إلى مدارسهم ..
شعبنا الفلسطيني المجاهد .. إننا في حركة المقاومة الإسلامية " حماس " ونحن نزف بكل الفخر والاعتزاز والإجلال والإكبار الشهيد القائد محمود أبو هنود وإخوانه في عرس الشهادة التي طالما انتظروها بعد أن دوّخ هو وإخوانه الإبطال الإحتلال وجنوده الجبناء وأفشل الله عز وجل مؤامراتهم في اغتياله من قبل ،
لنعاهد الله تعالى أن نبقى الأوفياء لدماء الشهيد ولجميع شهداء شعبنا ، الأوفياء لحقنا في المقاومة حتى إنهاء الإحتلال وطرده من أرضنا مسترخصين في سبيل ذلك أرواحنا ودماءنا .
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد والله أكبر ولله الحمد
حركة المقاومة الإسلامية (حماس ) نابلس - فلسطين 24/ 11/ 2001م

منقوللللل

http://misrlovers.blogspot.com/2010/...g-post_12.html