نكتب وكلنا اعتزاز بما وصلنا اليه من حرية دينية وعَقدية في هذا القرن !! .. فلا قيود على ممارسة الشعائر الدينية .. ولا تضييق على الذين هم في صوامعهم .. ولا على الرهبان ولا على أيّ من أصحاب الديانات .. فقد صدرت القوانين الدولية وأُبرِمَت الاتفاقيات .. وطُبقِّت ... في دولنا أولا .. وأُوهمنا أنها طُبِقَت في باقي الدول .. لكن كان لها النصيب الوافر عندنا .. لأنها ليست بالجديدة فننذ ما يقرب الألف وأربعمئة عام ويزيد .. كانت هذه أخلاقنا قبل أن تكون قوانيننا .. وطبقها العدنان المصطفى وخلفائه الراشدين وأتباعه الميامين - صلى الله عليه وعلى من اتبعه وسلم تسليما كثيرا - ليس في وقت السلم فحسب بل تحت قرع السيوف .. فاقرؤوا كتب التاريخ والمغازي والسِيَر ..


أما اليوم وبعد أن اطمأنت نفوس أهل تلك الدول إلى عجزنا .. صاروا يتطاولون في كل يوم علينا وعلى قيمنا وديننا .. فقد سئمنا وما سئموا .. وها هو قانون حظر النقاب يجري اليوم العمل به في فرنسا .. ويُضَيّق الخناق على المسلمات هناك القابضات على الجمر في دول العُري – ربما هكذا تصح التسمية – والملايين من المسلمين .. كأنّ على رؤوسهم الطير فهم لا حراك .. وبعد أن أعلنوا العمل بهذا القانون فسوف تنتقل العدوى الى اوروبا كلها ثم الى باقي دول العالم وليس بالبعيد أن تصل الى دولنا ..

في الماضي صرخت مسلمة وامعتصماه فاهتز الكون لصرختها وانسلّ السيف لنجدتها وفتحت بلادٌ لنصرتها .. واليوم حتى المظاهرات والشجب والاستنكار .. باتت من أفعال الماضي .. وأكبر ردة فعل أن تَشُجّ هذه الكلمات أذن أحدهم فيهزّ رأسه رافضا غاضبا ! .. ما الذي حل بأمة الاسلام !!

فها هم أصحاب الباطل يُسمَع صدى صوتهم .. أما أصحاب الحق فلم نعد نَرى ظلهم !! لا أدري إلى أين ستوصلنا الأيام وأي غضب رباني ربما يحل علينا عما قريب


يقول الحق ( واتبِعوُا أحسَنَ ما أُنزِلَ إليكم من رَبِكُم من قبل أن يَأتيَِكُمُ العَذابُ بَغتَة ًوأنتم لا تَشعُرُون *(55) أن تقول نفس يا حَسْرَتَى على ما فرَّطتُ في جَنبِ الله وإِن كنُتُ لَمِنَ الساخِرِينَ*(56)) الزُّمَر .. أتمنى أن تعود نفوس المسلمين إلى الحق وإلى الصحوة فيخشى أهل الكفر غضبتهم فتلغى هذه القوانيين..

ولاء الروابدة
Walaaa_90@yahoo.com