شرابُ الحبِّ ( السّحريّ )
والشاعرة الإغريقية
بيليتيس

د. شاكر مطلق


عثرتُ في مجلةٍ ألمانيّةٍ عنوانها " مجلة الحكايات و الأسرار "- العدد 1 / 2010 - على مقالةٍ تتحدّثُ عن الظواهر الغامضة و النباتات ( السحريّة ) المستعملةِ في الحبِّ و تقويةِ الجنسِ , هذه الظاهرةُ التي وجدتْ انتشاراً هائلاً لها في العصر الوسيط بخاصّةٍ,مما أدّى إلى منع استعمالها لاحقاً, و فيها معلوماتٌ طريفةً تتعلّقُ بحب الشاعرة الإغريقية " بيليتيس " للبحار " فاؤن -Phaon " , عن طريق مشروب حبٍّ سحري :
يُعلِمنا المؤرّخُ " بلينيوس الأكبر ( العجوز ) - Plinius " أنّ شرابَ الحبّ السحريَ هذا , الّذي أُعطيَ للشاعرة كان مصنوعاً من جذْر نبتةِ " الْراون -Alraun", المعروفة علمياً باسم " Mandragora officinaium ", أصلُ الكلمة جرماني و يعني عفريت ( Kobold ) وكذلك السرّ , وكانت تستعملها الساحراتُ الجرمانيات .
كما ورد ذكرُها عند المؤرّخ الروماني " تاتْسِتوس –Tacitus " , الذي أوصلَ إلينا معلوماتٍ هامةً عن الجرمانِ الألمان , و عن عاداتهم و طباعهم و أدبهم .
وورد عند الفراعنة أيضاً في لفيفة البُردي الطبية الشهيرة المسماة " لفيفة ايبَرْس- Papyrus Ebers " , تحت تسمية " دْيا – دْيا / dia - dia " .
وجدَ رسمُها على ثوب الفرعون " توت عنخ آمون " . ثمارها الصغيرة الحمراء تخرج مباشرةً من الورقة . موطنها حوض البحر المتوسط .

لمحةٌ سريعةٌ عن
الشاعرة الإغريقية بيليتيس

يحدد المؤرخون القدماء تاريخ ولادتها حوالي 612 - 609 ق.م .وأحياناً يضعونه بين 610 - 650 ق.م .
كان أبوها يونانياً يدعى " سكاماندروس " أو " سكابا نيدرونيموس " الذي مات وهي لا تزال في السادسة من عمرها بينما أمها كانت فينيقية وتدعى "كلايْس ", من هنا جاء لون بشرتها السمراء على ما أظن ومقاطعها الشرقية الناعمة وهي تشير في شعرها إلى مظهرها عندما تقول :
هذا النشيد كتبه الشاعر الروماني الشهير "أوفيد " على شكل رسالة من الشاعرة الإغريقية "سافو " موجهة إلى حبيبها البحار " فاؤن -Phaon " – حبّ مأساويّ -(*) ورد فيها ما يلي :

.....إن كان القدرُ القاسي
قد حرَمني من جمالِ الجسدِ
فإن نبوغي ( في الشعر )
يعوّضني عن هذه العيوب جميعاً .

إنْ بدا لكَ أنّ قوامي ضئيلٌ
أو أنني أحملُ مقياسَ اسمي الصغيرِ
فلا تنظرْ إليَّ نظرةَ الاحتقارِ :
حقاً إنني ضئيلةُ الحجمِ
لكنني بلغتُ باسمي مَجداً
يملأ البلدانَ جميعاً
ولذلك أحمل في نفسي مقياسَ اسمي
وإذا لم أكنْ بيضاءَ البَشْرةِ
فقد استطاع " بيرسيوس " أن يحبّ " أندروميدا"
الذي جعلَ بلدُهُ " كيفايا " ، بشْرَتَها سمراءَ ...الخ

(للمزيد انظر : سافو - د. مكاوي ص 138 -141 ) .
وكتابنا _ قيد الإنجاز - :
" الشاعرة الإغريقية بيليتيس" .
=========
E.-Mail :mutlak@scs-net.org