دماء شهداء أسطول الحرية أمانة برقبة كل فلسطيني


بقلم : أحمد خله

شعور لا يوصف من كثرة ذلك الغضب الذي يوجد الآن في نفسي وفي نفس كل فلسطيني وعربي ، شعور غيور يلتهب بالغضب عما حصل ضد أسطول الحرية لكسر الحصار عن قطاع غزة ، يشتد قلمي ويشتاق ويتسابق ليكتب الكلمات بحق هذا الأسطول ومن عليه من فرسان وفارسات لأنهم سيكونوا عنوانا وفخرا لهذه الأمة العربية والإسلامية ، وسيكونوا عنوانا للتحدي والصمود والمواجهة ، فهم اثبتوا هذه الصفات عبر مساحة مائية واسعة عبر مساحة البحر الأبيض المتوسط فرغم التهديدات ورغم التحذيرات إلا أنهم استمروا في التحدي مصرين على احدى الطرق إما الشهادة وإما الوصول إلي غزة المحاصرة ليكن الخيار الثاني هو الخيار الأرجح لهذه القافلة التي تحمل مساعدات واحتياجات إلي أهل قطاع غزة ولا تحمل السلاح النووي او السلاح الخفيف .

لن أخاطب أمتنا الذي عرفناها على التخاذل والاستنكار فسوف أخاطب الشعب الفلسطيني هذا الشعب الثائر الصامد الذي اعتاد أن يستبسل بكل موقف كما تبسل في الرد علي العدوان الإسرائيلي علي لبنان في تموز وغيرها من المواقف الذي لا يمكن للتاريخ إحصاءها ، ولكن اليوم المعادلة جديدة ، فهذه المرة استهداف في وسط البحر استهداف أسطول الحرية ، أسطول رفض أن يشارك أحدا في حصار غزة وأصر أن يكون من المدافعين عن حق قطاع غزة بالعيش كأي مدينة أخري ، فأيها الفلسطيني المبدع هل ستجلس صامتا ا أمام هذه الجريمة البشعة بحق هؤلاء الأبطال الذين جاءوا لأجلك ولأجل أطفالك وأهلك ، هل ستصمتون عن حقهم أم أنكم سوف تفاجئون التاريخ أن يكتب عن تلك الدماء التي سقطت من أجل غزة وأبناءها الذين ثأروا لهم ، هل يمكن أن يسجل التاريخ لكم هذا كما سجله بالمعارك الماضية .

يا أهل فلسطين ويا أهل غزة الحبيبة اجعلوا من صمودكم بركانا ينفجر ، اجعلوا من إرادتكم قوة تبرهن علي أن الدماء لها الثأر ، قولوا لإسرائيل بلغة البندقية والرصاص والقلم أن دماء شهداء أسطول الحرية هي أمانة في عنق كل فلسطيني علي هذه الأرض ، لتجعلوا من هذه الجريمة نقطة تحول في قضية فلسطين وقضية حصار غزة لتقولوا من خلالها لا للذل ولا للهوان وستبقى غزة هي غزة كمثل القدس ورام الله ويافا وحيفا وأريحا ونابلس وجنين وكل شبرا من فلسطين ، فاليوم يقتل من جاء ليدافع عنكم وأبلغوهم رسالة لمن سوف يأتي أن يدافع عنكم ، لو تعرضت إليكم إسرائيل مرة أخرى فمن غزة وعهدا علي أبناءها أن يكون الثأر مؤلما أروهم هذه المعادلة يا أهل فلسطين ويا أهل غزة .

فأسمحو لي أن أبرق بالمجد والتحية من قلمي الحزين علي ما حدث إلى أرواح شهداء أسطول الحرية وتحياتي الخاصة إلى كل الصامدين على متن هذه السفن التي أبت إلا أن تصل لغزة ولكن إسرائيل كانت هجمتها أشرس ، نقول لكم وصلت رسالتكم رغم أنكم لم تصلوا ، فدعواتي إلى كل مقاوم وكل كاتب وكل إعلامي وكل ضمير حر أن يجعل بداية حربه علي إسرائيل من نقطة الهجوم على أسطول الحرية وسقوط الشهداء والجرحى وانقلوا صوت أهل فلسطين نعم لشلال الدماء من اجل من جاءوا ليدافعوا عن حصار غزة .

ahmed.khella@hotmail.com