رد حسن
قال بعض الظرفاء: أنشد ابن الرقاع عبد الملك بن مروان قصيدة وذكر فيها الخمر، فأجاد وأبدع في وصفها، ووصف حالاتها. فقال عبد الملك: لقد ارتبت بك في إجادة وصفك الشراب، فقال: وأنا ارتبت بك يا أمير المؤمنين لمعرفتك بجودته.

أعظم هدية
يقول بنكي كندسن Bunky Kundsen ابن الرئيس السابق لمجلس إدارة شركة جنرال موتورز للسيارات أن أعظم هدية تلقاها في حياته، كانت من والده في عيد ميلاده الرابع عشر، وكان ذلك في عام 1927.

فقد قال له والده يومذاك: "هديتي لك يا بني سيارة جديدة... وتستطيع أن تأتي لاستلامها الآن من الشركة".

ويقول بنكي: "ذهبت، ولم أجد السيارة، لكنني وجدت أكثر من ألف قطعة وقطعة موضوعة في صندوق كبير، وقال أبي وهو يسلمني هديته: "هذه هي أجزاء سيارتك. وستصبح ملكك إذا استطعت تركيبها".

قضى بنكي أربعة أشهر كاملة في تركيب أجزاء سيارته. ثم قضى حياته كلها بعد ذلك في صناعة السيارات. إذ أصبح المدير الفني لشركة جنرال موتورز من بعد أبيه!

الإنسان أعظم فنان
سألوا الرسام الشهير فنسنت فان غوخ Vincent Van Gogh (1853-1890): "من أعظم فنان في العالم؟"

قال: "الإنسان... الإنسان الذي يفكر بقلبه فينعكس تفكيره هذا على وجهه وتصرفاته وطريقة معاملته للناس!"


حُسن تصرّف
حكي أن أبا بكر محمد بن العباس الخوارزمي كان شاعراً مجيداً وكاتباً لامعاً. وكانت بينه وبين الصاحب بن عباد جفوة، لأن الخوارزمي قد هجاه حيث قال:

لا تحمدّنَ ابن عبادٍ وإن هطلتْ
كفـّاهُ بالجودِ حتى أخجلَ الدّيَما
فإنها خطراتٌ من وساوسهِ
يعطي ويمنعُ لا بخلاً ولا كرَما

وفي بعض الأيام، قصد الخوارزمي الصاحب بن عباد، وهو بأرجان، فلما وصل إلى بابه قال لأحد أصحابه: قل للصاحب على الباب أحد الأدباء، وهو يستأذنك بالدخول. فدخل الحاجب وأعلمه. فقال الصاحب: قل له قد ألزمت نفسي أن لا يدخل عليّ من الأدباء إلا من يحفظ عشرين ألف بيت من شعر العرب.
فخرج إليه الحاجب وأعلمه بذلك، فقال له الخوارزمي: أرجع إليه وقل له: هذا القدر من شعر الرجال أم من شعر النساء؟
فدخل الحاجب وأعاد عليه ما قاله.
فقال الصاحب: هذا لا يكون إلا أبا بكر الخوارزمي، فأذن له بالدخول.

درس للأب وابنه
كان وليام هوارد تافت رئيساً للولايات المتحدة 1908-1913وكان له شقيق يدعى هوراس تافت وكان مديراً لمدرسة للبنين في واشنطن. كان هوراس هذا رجلاً صارماً لا يميل إلى التهاون أبداً مع تلاميذه. وفي أحد الأيام أخطأ تلميذ في حق أستاذه، ورفض أن يعتذر له، فما كان من مدير المدرسة إلا أن أمر بفصله.

وتصادف أن كان هذا التلميذ ابناً لكبير من رجال الصناعة وعضو بالكونغرس، ولم يقبل الأب قرار المدير، فقد اعتبره إهانة موجهة له هو شخصياً. وحمل ابنه في سيارته وذهب لمقابلة هوراس في مكتبه، وما كاد يصل حتى اقتحم مكتب المدير وصاح في وجهه قائلا:
- هل تعلم أن هذا التلميذ الذي فصلته هو ابني!؟
- نعم أعلم.
- وهل تعلم أنني أستطيع أن أغلق هذه المدرسة إذا لم تأمر بإعادته حالا؟
- لا أظن أنك ستحاول، لأن هذه المدرسة ملك لشقيق رئيس الولايات المتحدة، ومع هذا فإني أريدك أن تعلم أنه خير لي أن تغلق مدرستي على أن يكون فيها تلميذ أنت أبوه!

والسلام عليكم

المصدر: مجلة العربي – العدد 137 - أبريل/نيسان1970
الإعداد: محمود عباس مسعود