قصيدة الإيمان
للشاعر/ محمود أبو الوفا
كتب الشاعر قصيدة الإيمان حوالى سنة 1927 ثم لم تنشر إلا فى عام 1930 ، حين أتاحت مجلة المقتطف للشاعر هذه الفرصة ، التىكانت بالفعل بدء صلته بالحياة الأدبية ، و بالصحف ، ثم عاد الشاعر نشر هذه القصيدة فى ديوان ( أنفاس محترقة ) فى طبعته الأولى سنة 1933 ، مؤكدا على أهمية المقدمة التالية للقصيدة .
"ليس الكفر مقابلا للإيمان فى نظرتنا هذه .
و إنما الإيمان تقابله الحياة ، فالإيمان و الحياة مترادفان .
و من هنا كن لبنت حواء أعظم أثر فى تقوية الإيمان أو الحيوية .
و من هنا أيضا لم ير الشاعر أن لآدم خطيئة أو معصية بالمعنى المفهوم لهذه الكلمة .
و إنما هى رغبة الحياة الحرة القوية دفعته إلى العمل و طلب الإستقلال .
و تحت تأثير هذه الفكرة نظم الشاعر هذه القصيدة ( الإيمان ) .
قوة لم ُتتح لقلب جبان تلك فى المرء قوةُ الإيمان
تتجلى على جميع قوى الكون شيوع الأرواح فى الأبدان
لكأنى أرى الحياة و إياها سميين ، أو هما توأمان
أول المؤمنين بالله حقا هو ، فى الأرض ، كان أول بان
يا ضياء الحياة بوركت فيها بل تباركت ، يا يد العمران
إن روحى فدا الجمال سواء فى المبانى أكان أم فى المعانى
بنت حواء إننا منك بتنا نرتجى ربح ذلك الميدان
حل فيك الخلود لحنا شهيا عبقرى التلحين و الألحان
لحنى ، لحنى على الأرض حتى تصبح الأرض جنة الرضوان
ليت شعرى ! ماذا أراد بنا الخالق إلا سيادة الأكوان ؟
رب فيم إبتعثت رُسلا ولو شئت لأغنت إرادة الإنسان
أفصح الحسنُ مستهلا فما حاجة هذا الجمال للترجمان
لا أرى آدما عصى الله لكن شاء أن يستقل بالسلطان
يكره الحر أن يعيش على السجن ولو كان سجنه فى الجنان
المصدر :
- مجلة المقتطف ج76 ، سنة 1930 .، القاهرة ، ص. 173
- ديوان شعرى ، طبع دار المعارف ، القاهرة ، عام 1962
- محمود أبو الوفا : دواوين شعره و دراسات بأقلام معاصريه ، طبع و نشرالهيئة المصرية العامة للكتاب ، عام 2009 ، القاهرة ، ص.35
-