آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

موضوع مغلق
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: لاكسيكون الادب العبري

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    Icon15f لاكسيكون الادب العبري


    سعد عبد السادة
    إسـحق لمــدان (1896-1953)

    شاعر روسي يهودي يكتب بالعبرية. وُلد في أوكرانيا وتلقى تعليماً تقليدياً وعلمانياً.وقد دفعته مآسي الحرب العالمية الأولى إلى التعاطف مع الأفكار الشيوعية، فتطوع في الجيش الأحمر عند اندلاع الثورة البلشفية، ولكنه لم يلبث أن اكتشف عدم إمكان التوفيق بين انتمائه اليهودي والانتماء إلى حركة اشتراكية ثورية فهاجر إلى فلسطين عام 1920 حيث عمل حيناً في المزارع ورصف الشوارع، وهو ما أتاح له فرصة التعرف على هموم الجيل الثالث من المهاجرين اليهود إلى فلسطين وجعله يشعر بخيبة أمله في كثير من الوعود والآمال البراقة للحلم الصهيوني، ذلك الشعور الذي انعكس في بعض قصائده. ومنذ عام 1934، تفرغ لمدان للكتابة، وأسَّس مجلة أدبية شهرية باللغة العبرية. ومع أنه رفض إخضاع مجلته لأية جماعة سياسية، إلا أنها كانت منبراً لأشد الآراء تعصباً وعنصرية.
    أثارت قصائد لمدان المبكرة، والتي نُشرت في الصحف والمجلات الصهيونية، اهتماماً ملحوظاً، وعلى الأخص قصيدته الملحمية الطويلة ماسادا (1927) التي يستعرض فيها بشكل أقرب إلى الرثاء ما حل باليهود عبر التاريخ. وتتميَّز هذه القصيدة، وكثير من قصائد لمدان، بغلبة التعبيرات البلاغية الانفعالية ونبرة التعصب المتشنج على المهارة الفنية. أما مجموعاته الشعرية الأخرى، وأهمها العدة الثلاثية (1930)، و في ممر العقارب (1945)، فلم تحظ بالنجاح الذي صادفته ماسادا رغم أنها جاءت أقل فجاجة في نزعتها الدعائية.
    وبالإضافة إلى كتابة الشعر، ترجم لمدان إلى العبرية بعض مؤلفات ماكس برود وجوزيف كونراد وجاك لندن وغيرها.


  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    Neww لاكسيكون الادب العبري


    سعد عبد السادة
    حاييم نحمان بياليك

    ولد حاييم نحمان بياليك في العام 1873 ببلدة (رادي) الأوكرانية ، سابع أبناء الزيجه الثانية لكل من (اسحق يوسف بياليك)،(دينا بريفا) عمل والده المنحدر من أسرة يهودية متدينة أرثوذكسية تاجرا ً للأخشاب مما أتاح لبياليك العيش في جو من الترف حتى بلغ السادسة من عمره و فقد والده تجارته ، و سافرت الأسرة إلى بلدة زهيتومير للبحث عن فرصة للعيش و هناك عمل والدة كحارس لحانة ثم توفي بعد عام ، تاركا ً زوجته الأرملة المفلسة مما جعلها ترسل بياليك ليتربى في كنف جده لأبية (يوسف بياليك)المتدين الصارم و الذي حرص على تلقين بياليك التعليم اليهودي التقليدي ، إلا أن اهتمامات والدة بياليك بالثقافة الأوروبية و اللغة الروسية أثرت في توجهاته كثيرا ً مما جعله يتطلع إلى التوسع في طرق سبل العلم فسافر إلى (فولوزين) في ليتوانيا و هو في الخامسة عشرة من العمر لدراسة العلوم الإنسانية ، بعد أن سيطرت عليه فكرة التحرر من التعليم الأرثوذكسي و كان يحلم بإكمال دراسته في الجامعة الربانية في برلين .
    كان (أحاد هاعام) المولود في العام 1856ببلدة (سكفيرا)الأوكرانية، الذي اهتم بدراسة التاريخ و الرياضيات و العديد من اللغات كالروسية و الإيطالية ،قدم إلى (أوديسا) عام 1886 و شارك فى أعمال رابطة أحباء صهيون حتى أصبح زعيمها الروحي فيما بعد و قد حل اسم (أحاد هاعام) محل اسمه الحقيقي(اشير جينتسبرج) بعد نشر مقاله (ليست هذه الطريق) في مجلة (هامليتس)، و التي أسس بعدها رابطة سرية أطلق عليها (بني موشيه)لتطوير الشعور القومي اليهودي ، حارب أحاد جميع المشروعات الصهيوينة التي سادت في تلك الآونة حتى مشروع هيرتزل فكان دوما يري أن القلة المختارة فقط هي التي يجب أن تهاجر إلى فلسطين لتبني حضارة تشع في كل مكان و هذا هو المبدأ الذي تبناه بياليك فيما بعد مما يعكس الخطوط المتقاطعة بين مشروع هتلر و المشروع الصهيوني حيث قال بياليك"أنا أيضا ً مثل هتلر أؤمن بفكرة الدم " و دعي في قصيدته (آخر موتى الصحراء ) يهود الشتات إلى عدم الالتفات إلى الضعفاء منهم و الاستمرار في السعي لتحقيق الهدف و المضي للبلاد التي يحلمون العيش فيها مما يعكس الفكر الصهيوني في التخلص من جيل العبودية مذكرا ًإياهم بالمآسي التي تعرضوا لها نتيجة الإصرار على مشروعاتهم


  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    Neww لاكسيكون الادب العبري


    سعد عبد السادة
    شموئيل يوسيف عجنون (1888 - 1970)

    شموئيل يوسيف عجنون (بالعبرية: שמואל יוסף עגנון ويلفظ بالجيم المصرية)،(1888 - 1970) أو باسمه المختصر شاي عجنون (ש"י עגנון)، هو كاتب يهودي إسرائيلي بولندي الأصل، حاز على جائزة نوبل في الآداب في 1966 مع الكاتبة اليهودية السويدية نللي زاكس.
    ولد عجنون في 1888 في مدينة بوتشاتش (Buczacz) بمحافظة غاليتسيا جنوبي بولندا وكان اسم عائلته الأصلي تشاتشكس (باليديشية: טשאַטשקעס، بالبولندية: Czaczkes). أبوه كان مؤهلا لمنصب حاخام ولكنه تنازل عن هذا المنصب واشتغل كتاجر فراء. اقتنى عجنون التعليم الأساسي من أهله ولم يسجل في أية مدرسة. عندما كان في الثامنة من عمره تمكن من الكتابة بلغتي اليديشية والعبرية. في ال15 من عمره نشر أول قصيدة له باليديشية، وفي السنة اللاحقة نشر أول قصيدة بالعبرية.
    بين 1906 و1907 عمل مساعدا لمحرر الصحيفة اليهودية البولندية باللغة اليديشية "الموقظ اليهودي" ("דער יודישע וועקער") حيث نشر بعض أعماله الأدبية الأولى.
    تأثر عجنون من أفكار الحركة الصهيونية التي شاعت في المجتمعات اليهودية الأوروبية في بداية القرن ال20، فهاجر إلى فلسطين في 1907. عاش عجنون في يافا والقدس حيث غير أسلوب حياته وصار علمانيا لفترة معينة، ولكنه اعتنق أسلوب الحياة الديني من جديد في فترة لاحقة. في 1908 نشر قصة "عجونوت" ("النساء المخذولات") باللغة العبرية واستخدم اسم عجنون لأول مرة نسبة إلى عنوان القصة. كان هذا الاسم يرافقه كاسم مستعار منذ نشر هذه القصة، أما في 1924 فجعله اسمه الرسمي. ترجمت قصة "عجونوت" إلى اللغة الألمانية في 1910. في 1912 نشر عجنون أول رواية له بعنوان "ويصير المعوج مستقيما" (عنوان الكتب مأخوذة من سفر إشعيا 40، 4).
    في 1913 هاجر عجنون إلى ألمانيا حيث تعرف إلى السيدة إستير ماركس وتزوج منها في 1920. في ألمانيا التقى عجنون رجل الأعمال اليهودي زلمان شوكن الذي أصبح وليّا له. كان شوكن يملك دارا للنشر، وفي 1939 اشترى صحيفة هآرتس الصادرة في تل أبيب، فكان يعيل عجنون وينشر كتبه وقصصه.
    في ألمانيا تعاون عجنون مع الفيلسوف اليهودي النمساوي (الذي هاجر إلى القدس في 1938) مارتين بوبر في جمع ونشر حكايات شعبية من الطوائف اليهودية الحسيدية.
    في 1924 فقد عجنون مخطوطاته في حريق اشتعل في منزله الألماني. في نفس السنة قرر العودة إلى القدس حيث استقر وأمضى سائر حياته. عاش عجنون في حارة تلبيوت المقدسية الواقعة في الجزء الجنوبي من المدينة. في 1929 اندلعت اشتباكات عنيفة بين اليهود والعرب، ففي هجوم من قبل عرب مقدسيين على حارة تلبيوت دمرت مكتبة عجنون وفقد ثانية الكثير من مخطوطاته.
    بين 1931 و1945 نشر عجنون أشهر رواياته وهي:
    "طلعة العروس" (הכנסת כלה بالنسخة العبرية الأصلية، أو The Bridal Canopy في الترجمة إلى الإنكليزية) الذي يتناول رجل يهودي في محافظة غاليتسيا البولندية يتجول بين القرى اليهودية ليجد عريسا لابنته.
    "حكاية بسيطة" (סיפור פשוט, A Simple Story) الذي يتناول حياة اليهود في مدينة بوتشاتش حيث ولد.
    "أمس وأول من أمس" (תמול שלשום, Yesterday) الذي يتناول حياة اليهود في فلسطين في بداية القرن ال20.
    تتميز لغة عجنون بأسلوب فريد من نوعه يتأثر من طبقات مختلفة في تاريخ اللغة العبرية، ولكنه تتأثر بشكل خاص من لغة الميشناه، مما يمثل تحديا أمام ناطقي العبرية الإسرائيلية الحديثة المتعودين غالبا على اللغة الأشبه بلغة التوراة. هناك معجم خاص بلغة عجنون أصدرته جامعة بار إيلان في رمات غان.
    فاز عجنون مرتين بجائزة بياليك للآداب من بلدية تل أبيب في 1934 و1950، ثم فاز مرتين بجائزة إسرائيل للآداب (أرفع جائزة تمنح في إسرائيل لعلماء وأدباء من مواطني الدولة) في 1954 و1958. في 1966 قررت الأكاديمية السويدية أن تمنح له جائزة نوبل للآداب مع الكاتبة اليهودية السويدية نللي زاكس. ضمن مراسم منح الجائزة في العاصمة السويدية ألقى عجنون خطابا بلغتي العبرية والإنكليزية قال فيه "إثر كارثة تاريخية حيث دمر تيتوس الملك الروماني أورشاليم وجلا إسرائيل عن بلاده ولدت أنا في إحدى مدن المهجر، ولكني اعتبرت نفسي دائما كمن ولد في أورشاليم. في حلم، في رؤية ليلية، رأيت نفسي واقف مع أخواني اللاويين في الهيكل وأغني معهم أغاني داود ملك إسرائيل. أنغام مثلها لم تسمع أية أذن منذ خربت مدينتنا وذهب شعبنا جاليا. أظن بالملائكة المسؤولة عن هيكل الغناء أن خشيتهم من أن أغني يقظا ما غنيته في حلمي جعلتهم ينسوني نهارا ما غنيته ليلا (...) فرضوني لما حالوا دوني من الغناء شفويا ودعوني أصنع الغناء كتابة."
    توفي عجنون في القدس في 17 فبراير 1970 وترك وراءه مخطوطات كثيرة كاد ينشرها. فاعتنت ابنته، اموناه يارون، بتحرير مخطوطاته ونشرها حيث زاد عدد كتبه الصادرة بعد وفاته على ما نشره في حياته. سلمت عائلته أرشيفه الشخصي للمكتبة الوطنية الإسرائيلية في غفعات رام (تلة الشيخ بدر) بمدينة القدس. مكتبته الشخصية بقيت في منزله الذي أصبح مفتوحا أمام الجمهور.


  4. #4
    باحث ومترجم وأكاديمي عراقي الصورة الرمزية عبدالوهاب محمد الجبوري
    تاريخ التسجيل
    30/01/2008
    المشاركات
    2,549
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: لاكسيكون الادب العبري

    شكرا جزيلا لك اخي سعد عبدالسادة على هذا الجهد الكبير وبارك فيك ورعاك وحبذا لو تطلعنا الى بعض نماذج هؤلاء الادباء بالنص العبري وترجمته ان امكن ..
    مع كل الود والاحترام


  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    Icon2 لاكسيكون الادب العبري


    سعد عبد السادة
    آحاد هعام (1856-1927)

    «آحاد هعام» عبارة عبرية تعني «أحد العامة». و«آحاد هعام» هو الاسم الذي اشتهر به الكاتب الروسي (وكان يكتب بالعبرية) آشر جينزبرج. ويُعَدُّ آحاد هعام من أهم الكُتَّاب والمفكرين في أدب العبرية الحديث، كما يُعَدُّ فيلسوف الصهيونية الثقافية ( أى الصهيونية الاثنية العلمانية) بل المؤسس الحقيقي للفكر الصهيوني والذي خرج من تحت عباءته كل المفكرين الصهاينة، خصوصاً العلمانيين، ابتداءً من مارتن بوبر وانتهاءً إلى هارولد فيش. وقد نشـأ آحاد هعام في عائلة حسـيدية في قرية صغيرة بالقرب من كييف، وكان أبوه عضواً في حركة حبد. تلقَّى تعليماً يهودياً تقليدياً حتى أن معلمه منعه من تعلم الألفبائية الروسية لأن هذا كان يُعَدُّ ضرباً من الهرطقة. ولكنه، مع هذا، التحق في نهاية الأمر بمدرسة ثانوية في روسيا. وقد دفعته دراسته الجديدة إلى هَجْر الحسيدية، ثم تخلَّى بعد ذلك عن كل إيمان ديني وإن كان قد عبَّر عن إعجابه بالحسيدية في إحدى مقالاته، وذلك بسبب طابعها اليهودي الإثني (أي اليهودية كفلكلور). ولا شك في أن النزعة الحلولية المتطرفة في الحسيدية قد تركت أثرها فيه وفي بنيان فكره.

    وقد استقر آحاد هـعام عام 1886 في أوديسـا للعمل في التجارة، وأوديسا إحدى المدن الجديدة التي أنشأها القياصرة على البحر الأسود بعد ضمها من الدولة العثمانية في نهاية القرن الثامن عشر وقد أصبحت مركزاً تجارياً مهماً ونشيطاً. وقد تم توطين أعضاء الجماعة اليهودية، مع غيرهم من الروس البيض، كعنصر استيطاني يخلق وجوداً أو كثافة سـكانية روسـية بيضاء، أي أن اليهـود تم توطينهم كروس، ولذا فقد مُنحوا حقوقاً ومزايا كثيرة. وكانت أوديسا تختلف كثيراً عن جو الشـتتل، كما كانت بعـيدة عن مراكز الدراسـة الأرثوذكسية، وكانت مركزاً مهماً لأدب العبرية والفكر الصهيوني في روسيا.
    ثقَّف آحاد هعام نفسه بنفسه، فدرس العلوم وقرأ أدب حركة التنوير وتعلَّم بعض اللغات الأوربية ودرس الفلسفة. فتأثر بالفلسفة الوضعية في روسيا من خلال أعمال المفكر الروسي بيساريف الذي عرَّفه على أعـمال جـون ســتيورات ميل. وقد تأثر كذلك بفلسفة لوك، ولكن هربرت سبنسر (المفكر الاختزالى التبسيطى) وفلسفته العضوية الداروينية كان لهما أبعد الأثر في تفكيره، وكان هو نفسـه يَعُد سبنسر (المفكر الاختزالى التبسيطى) أقرب المفكرين إلى قلبه. كما تأثر بفلسفة نيتشه وهردر تأثراً عميقاً، شأنه في هذا شأن كثير من المفكرين والمثقفين اليهود في عصره. ويتجلى عمق تأثر آحاد هعام بنيتشه في زعمه أن النيتشوية واليهودية صنوان.
    ذهب آحاد هعام إلى أن الذي خرج من الجيتو ليس اليهود وحسب وإنما اليهودية نفسها. لقد خرجت إلى عالم حديث يمثل قوة جذب هائلة بهرت اليهود، الأمر الذي يشكل خطراً حقيقياً على الاستمرارية اليهودية وعلى الهوية اليهودية، كما يؤدي إلى فقدان اليهود إحساسهم بالوحدة والترابط وإلى ضعف تمسُّكهم بقيمهم وتقاليدهم.
    كما خرجت اليهودية، علاوة على ذلك، إلى عالم مُشبَّع بالروح القومية العضوية حيث يتعيَّن على الغريب الذي يريد أن يندمج في مثل هذه الحضارة أن يطمس شخصيته وينغمس في التيار الغالب. ولذا، فإن الاندماج حل أتى من الخارج يهدف إلى خَلْق حياة جديدة تماماً لا علاقة لها بالهوية اليهودية، وبالتالي فإن الوحدة اليهودية ستتفتت وتنقسم اليهودية إلى أكثر من نوع واحد، يختلف كل نوع منها باختلاف البلد الذي ينتمي إليه اليهودي. وفي الواقع، فإن القومية العضوية ترفض الآخر حتى لو أراد الاندماج والذوبان فيها، ولذا فإن حل الذوبان لم يكن مطروحاً أصلاً في الوسط السلافي أو الجرماني الذي كان يتحرك فيه اليهود (أي أن فكرة الشعب العضوي تُصنِّف الآخر على أنه عضو في الشعب العضوي المنبوذ، والآخر هنا هو اليهود في المحيط الجرماني والسلافي أي في كل أوربا).
    وقد خرج اليهود واليهودية من الجيتو في لحظة كان الدين اليهودي فيها قد تحوَّل إلى عبء حقيقي، فأهل الكتاب قد أصبحوا عبيداً للكتاب حتى أصبح عمل هذا الكتاب هو أن يُضعف كل قوى الإبداع الذاتي والعاطفي لدى اليهود ويحطمها. وتحوَّل القانون إلى قانون مكتوب جامد، وتَوقَّف تَطوُّر اليهود، واختفى العالم الداخلي تماماً، وأصيب اليهود بالشلل الحضاري. ولذا، كان السؤال هو: هل يمكن تطبيع اليهود وتحرير الروح اليهودية من أغلالها لتعود إلى الاندماج في مجرى الحياة الإنسانية دون أن تضحي بالهوية اليهودية وبالطابع الخاص لها؟

    حسب تصوُّر آحاد هعام، تأخذ المسألة اليهودية شكلين: أحدهما في الشرق، وثانيهما في الغرب. وقد نجحت المسألة اليهـودية في الغـرب في إعـتاق اليهــود ثم في إفقادهم هويتهم اليهودية، كما نجحت في تعريضهم لمسألة معاداة اليهود الأمر الذي أعاد اليهودي لعالمه اليهودي لا حباً فيه وإنما هرباً من معاداة اليهود. ولكنه عند عـودته وجـد العـــالم اليهودي ضيقاً لا يُشبع حاجاته الثقافية، بل إن العالم اليهودي لم يَعُد جزءاً من ثقافته (فهو يهودي غير يهودي). ولذا، فهو يصبو إلى إنشاء دولة يهودية يستطيع أن يعيش فيها حياة تشبه حياة الأغيار التي يحبها ويحقق فيها لنفسه كل ما يريد من أشياء يراها الآن أمامه ولا يستطيع الوصول إليها. وهو إن لم يستوطنها بنفسه وبقى حيثما يكون، فإن مجرد وجودها على الأقل سوف يرفع مكانته أينما كان، فلن يُنظَر إليه نظرة احتقار باعتباره عـبداً يعتـمد على استـضافة أهـل البلاد له. إن الدولة اليهودية، بل مجرد التفكير فيها، هو شيء يشفيه من مرض نفسي هو الشعور بالضعة، فمحور المشكلة في الغرب هو الفرد اليهودي المندمج الذي تُسبِّب له معاداة اليهود شيئاً من الإحباط والإحساس بالضعة. أما يهود الشرق فهم على عكس ذلك، فالمشكلة بالنسبة إليهم ذات شقين: شق مادي وشق ثقافي. لكن دولة هرتزل لن تَحُل أياً من المشكلتين، فهي لا تكترث أصلاً بالجانب الثقافي. أما فيما يتعلق بالجانب المادي، فإن آحاد هعام كان يرى استحالة إخلاء أوربا من اليهود الفائضين، فالدولة اليهودية لن تُوطِّن سوى قسم من اليهود في فلسطين، وبالتالي فإن حل المشكلة حلاًّ كلياً أمر غير ممكن. وسيظل الاعتماد على الحلول الأخرى المطروحة ضرورياً (مثلاً: زيادة عدد المزارعين والعاملين بالمهن اليدوية من اليهود). وفي نهاية الأمر، فإن حل الشق المادي سيعتمد في الأساس على الحالة الاقتصادية وعلى المستوى الثقافي للأمم المختلفة التي تُوجَد فيها أقليات يهودية.
    وإذا كانت الحلـول المطـروحة لا تُجـــدي ومحكوماً عليها بالفشل، فما الحل إذن؟ يجد آحاد هعام أن الدواء يوجد في الداء نفسه، أي القومية العضوية بعد تهويدها. ويرى آحاد هعام أن الدين اليهودي رغم جموده الذي سقط فيه كان مهيئاً أكثر من أي دين آخر لعملية التحديث، فهو دين عقلاني جماعي يؤكد أهمية العقل والجماعـة (وليـس كالدين المسـيحي الذي يؤكــد أهمـية الإيمان والفرد). كما أن عقيدة التوحيد في نظره هي في جوهرها اكتشاف مبكر لوحدة الطبيعة ولفكرة القانون العلمي والمعرفة العلمية التي تتجاوز الإحساس المباشر. (وما يتحدث عنه آحاد هعام هو في واقع الأمر الواحدية الكونية)، فهو يشير إلى أن الفريسيين الذين صاغوا اليهودية الحاخامية رفضوا كلاًّ من الأسينيين (دعاة الروح) والصدوقيين (دعاة المادة) وزاوجوا بينهما (أي وحدوا الروح والمادة وألغوا الثنائية التي تسم الأنساق التوحيدية وأحلوا محلها الواحدية الحلولية الكونية الكامنة في كلٍّ من العبادات الوثنية القديمة والعلمانية الحديثة)، وهذا هو إنجاز يفنه الأكبر وهو أيضاً ما حفظ اليهودية على مر العصور.
    لكن هذا لا يعني بطبيعة الحال العودة إلى الدين، فآحاد هعام كان ملحداً، وقد سماه آرثر هرتزبرج «الحاخام اللا أدري» (وهذه مفارقة لا يمكن أن يُوجَد لها مثيل في المسيحية أو في الإسلام، ولكن التركيب الجيولوجي لليهودية يسمح بها). وحينما ذهب آحاد هعام إلى فلسطين ورأى أحجار حائط المبكى، لم تتحرك أية مشاعر دينية داخله، بل وجدها رمزاً للخراب الذي حاق بالشعب اليهودي. ولم يكن الدين بالنسبة إليه سوى شكل من أشكال التعبير عن الروح القومية اليهودية الأزلية المتجسدة في التاريخ، وهو وعاء كامن في الذات وليس مقياساً مطلقاً خارجاً عنها، فالدين اليهودي مجموعة من الأفكار اليهودية تضرب بجذورها في الطبيعة (اليهودية) أو التاريخ (اليهودي). ولذا، فإن العودة تكون لهذا المطلق ولهذا المطلق وحده، أي للذات الإثنية اليهودية مصدر الدين اليهودي والتي ستحل محله، والتي سيخلع القداسة عليها تماماً كما فعل مفكرو ودعاة القومية العضوية في ألمانيا وشرق أوربا. وهو، في هذا، كان متأثراً بهيجل وهردر والمفكرين السلاف والألمان الذين كانوا يرون الإثنية مطلقاً، وقيمة في حد ذاتها. وكما هو واضح، فإن آحاد هعام يقف في هذا على الطرف النقيض من التراث الديني اليهودي. وعلى سبيل المثال، فإن سعيد بن يوسف الفيومي ذكر أن اليهود شعب من أجل التوراة أو بسببها، وبذلك جعل الشعب أداة، أما آحاد هعام فيرى أن كل شيء أداة لتأكيد هوية الشعب حتى الدين نفسه.

    ويذهب آحاد هعام إلى أن ثمة اتجاهاً عاماً نحو القومية العضوية بدأ يسود بين اليهود في شرق أوربا. فاللغة العبرية لم تَعُد اللسان المقدَّس لليهود وإنما أصبحت لغة الأدب العبري العلماني وبدأت تحل محل الدين كإطار للوحدة. وقد ساهم هو نفسه في هذا التيار وأضفى صبغة علمانية على مفاهيم دينية، مثل الشعب المختار، لتصبح مصطلحاً نيتشوياً يُسمَّى «السوبر أمة» أو «الأمة المتفوقة»، التي تُعلي شأن القوة والإرادة.
    وانطلاقاً من هذه المفاهيم العضوية، طرح آحاد هعام نظريته الخاصة بما يُسمَّى «الصهيونية الثقافية» التي تهدف إلى بَعْث أو تحـديث الثقافة اليهودية التقليدية حتى يمكنها التعايش مع العصـر الحديث. ويمكن إنجاز ذلك من خلال إطار القومية العضوية. ولذلك، اقترح آحاد هعام إنشاء مركز ثقافي في فلسطين يسبق تأسيس الدولة اليهودية يكون بمنزلة مركز عضوي للفولك (أو الشعب العضوي) اليهودي يمكن أن تؤكد الهوية اليهودية نفسها من خلاله على أسس عصرية. ففي فلسطين يستطيع اليهود أن يستوطنوا وأن يعملوا في شتى فروع الحياة من زراعة وأعمال يدوية إلى علوم طبيعية. ومثل هذا المركز العضوي سيصبح مع مرور الزمن مركزاً للأمة تستطيع روحها أن تظهر وتتطور من خلاله إلى أعلى درجات الكمال التي بوسعها الوصول إليها بشكل مستقل. ومن هذا المركز ستُشع الروح القومية اليهودية العضوية إلى سائر الجماعات اليهودية في العالم فتبعث فيهم حياة جديدة تُقوِّي وعيهم القومي وتُوطِّد أواصر الوحدة بينهم. ومن خلال هذا المركز ستنمو الشخصية اليهودية وستُزال منها الشوائب التي عَلقت بها نتيجة سنوات طويلة من الشتات وستُولِّد شخصية جديدة فخورة بهويتها اليهودية. لكن عملية البعث العضوي هذه لا يمكن أن تتم دفعة واحدة، وبعملية سياسية بسيطة، فهي عملية حضارية طويلة بطيئة بطء النمو العضوي. ولا يعترض آحاد هعام على تأسيس دولة يهودية في فلسطين تضم أغلبية يهودية، ولكنه يرى أن الدولة ستكون تتويجاً لعملية النمو العضوية البطيئة والثمرة النهائية وليس بذرة البدء. بل إن المركز الثقافي سيؤدي إلى قيام رجال في أرض إسرائيل نفسها يستطيعون، متى حان الوقت، أن يؤسسوا دولة هناك، لا تكون دولة يهود وإنما دولة يهودية بالمعنى الحلولي للكلمة؛ دولة عبرية علمانية. والدولة في هذا الإطار ليسـت نهاية في ذاتها، وإنما وسيلة للتعبير عن الذات القومية، وهي نتاج فعل حضاري بطيء وليس انقلاباً سياسياً مفاجئاً.
    وقد كان موقف آحاد هعام من الجماعات اليهودية في العالم ينبع من موقفه العضوي نفسه، فقد رفض الحل الدبنوفي ورفض فكرة البعث اليهودي في أنحاء العالم المختلفة أينما وُجدت جماعات يهودية (مع تغيُّر مركز اليهودية من بابل إلى الأندلس إلى نيويورك)، فمثل هذا الرأي تعددي تنوعي. وفي الوقت نفسه، لم يأخذ آحاد هعام بالموقف الصهيوني المتطرف المبني على تصفية الجماعات، فقد رأى أن مركزه الروحي، ودولته اليهودية داخل الإطار العضوي، ستعمق الوعي الإثني عند أعضاء الجماعات اليهودية وتزيد الفواصل بينهم وبين جيرانهم الأغيار.

    ويثير البرنامج الثقافي عند آحاد هعام مشكلتين أساسيتين:
    1 ـ فهو لم يتحـدث قـط عن آليات إنشـاء المركز الروحي (الدولة اليهودية)، كما لم يطرح برنامجاً سياسياً، بل ترك المسألة غامضة. ولعله ترك هذه الأمور لدعاة الصهيونية العملية والصهيونية الاستيطانية الذين كانوا سيتكفلون بالإجراءات كافة، وضمنها الاستيلاء على الأرض وطرد سكانها. وعلى كلٍّ كان نيتشه (وكذلك داروين) رابضاً وراء كل سطور كتاباته.
    2 ـ وهناك مشكلة الثقافة التي يطرحها: فقد رفض كل ثقافات اليهود الموجودة بالفعل، سواء الثقافة اليديشية في شرق أوربا أو التراث السفاردي الذي كان لا يجهله. ولكن هذا أمر لم يسبب له أرقاً، فقد كان يطرح ما سماه «الثقافة اليهودية» الخالصة بديلاً لكل هذه الثقافات المتعينة.
    وقد نزل آحاد هعام إلى ميدان النشاط الصهيوني، فانضم إلى جماعة أحباء صهيون وأصبح مفكرها الأساسي، لكنه ما لبث أن انتقد سياسة هذه الجمعية الداعية إلى الاستيطان التسللي في فلسطين وذلك في مقال بعنوان "ليس هذا هو الطريق". وقد عزَّز مقاله الأول بدراستين نقديتين كتبهما بعد زيارتيه لفلسطين عامي 1891 و1893. ومن أهم مقالاته الأخرى، "الدولة اليهودية والمسألة اليهودية" (1897) و"الجسد والروح" (1904).


  6. #6
    مترجم اللغة العبرية الصورة الرمزية عمرو زكريا خليل
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    52
    المشاركات
    588
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: لاكسيكون الادب العبري

    مجهود كبير ومحمود للأستاذ سعد ويسعدنا لو استمررت فيه.
    يثبت للأهمية.

    عمرو زكريا خليل
    مترجم لغة عبرية
    عضو مجلس إدارة أكاديمية آفاق الدولية
    باحث فى الشئون الاسرائيلية
    مشرف منتدى اللغة العبرية (سابقاً)

  7. #7
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي لاكسيكون الادب العبري

    سعد عبد السادة

    منــدلي موخــير ســفوريم (1836-1917)

    أديب يكتب بالعبرية واليديشية اسمه الحقيقي «شالوم جيكوب أبراموفيتش»، أما اسمه الأدبي فهو «مندلي موخير سفوريم» وهي عبارة عبرية تعني «مندلي بائع الكتب». وُلد في روسيا وتلقى تعليماً تقليدياً. ويُعَدُّ مندلي أحد مؤسسي الأدب اليديشي. قابل وهو بعد في سن السابعة عشرة متسولاً يُسمَّى أبراهام الأعرج أقنعه بأن ينضم إلى جماعة المتسولين التي كان يرأسها أو يديرها. وبعد فترة من التسول والتنقل بين المدن، فرَّ مندلي من الجماعة والتقى بأحد دعاة حركة التنوير الذي لقنه تعليماً حديثاً بما في ذلك الروسية والألمانية والرياضيات وأثر فيه تأثيراً عميقاً إذ استوعب مندلي مُثُل الحركة والفلسفة الوضعية. ودعا مندلي إلى علمنة أسلوب حياة اليهود، وكان من أوائل دعاة حركة التنوير ثم الصهيونية.
    تأثر مندلي بأعمال تورجينيف وفيكتور هوجو، وكتب بالعبرية دون أن يحالفه النجاح. وفي عام 1864، قرر أن يكتب باليديشية وهو قرار كان يُعَدُّ خطوة جريئة نظراً لأن اليديشية كان يُنظَر إلىهــا باعتبـارها رطانة فاسدة لا تستـحق أن يكتب بها المثقفون، كمـا لـم يكن هنــاك أدب جـاد مكتـوب بهـا إذ اقتــصرت الأعمـال المكتـــوبة بهـذه الرطـانة على الصلـوات وبعـض القصـص الشعـبية. ولكـن مندلي ارتأى أن هذه هي لغة الجماهير اليهودية التي يجب أن يصل إليها. وحتى ينجز ذلك، خلق شخصية أدبية هي شخصية بائع كتب، واختار لنفسه هذا الاسم الأدبي الذي اشتهر به. أحدثت كتاباته ثورة في عالم الأدب اليديشي، إذ صور الجيتو بطريقة واقعية وشاملة: شخصياته وعاداته ونكاته ومآسيه، ولكنه كان تصويراً مشوباً بالتعاطف رغم قسوته في الوصف.
    وكان من أوليات أعماله اليديشية رواية الرجل الصغير (1864)، ومسرحية ضريبة اللحم (1869)، وهي مسرحية انتقادية يسخر فيها من المؤسسة اليهودية التي صارت أداة في يد القهر القيصري. ومن أهم أعماله الأخرى فيشكه المتسول (1869) التي تستند إلى تجربته الشخصية وتروي قصة حب حزينة بين فشكه وفتاة متسولة. أما رواية المهر العجوز (1873)، فهي قصة رمزية عن تجربة يهود شرق أوربا، أي يهود اليديشية.
    وعاد مندلي إلى الكتابة بالعبرية بعد عام 1886 وحقق نجاحاً لا بأس به. وكانت أولى رواياته العبرية هي مكان الرعد الخفي (1886). ومن أهم أعماله الأخرى بالعبرية الحلقات التلمودية السماوية والأرضية (1894 - 1895) حيث يصف انقسام أعضاء الجماعة اليهودية بين الاندماجيين والأرثوذكس والصهاينة ويقدم وجهات نظرهم المتصارعة. ويظهر المؤلف نفسه كأحد شخصيات الرواية، ولكن موقفه يتسم بالتردد، فيدافع عن حركة التنوير تارة وعن الأرثوذكسية طوراً وعن الصهيونية مرة ثالثة.
    ولكن، مع هذا، يمكن القول بأن ما يسم أعماله ليس تردده وإنما سخريته العميقة من حياة أعضاء الجماعة اليهودية في شرق أوربا، الأمر الذي حدا ببعض النقاد إلى المطالبة بتطهير قصصه من تلك الفقرات التي يعدونها شرسة في هجومها. وقد ترك مندلي أثراً عميقاً في الأدباء الذين كتبوا بالعبرية واليديشية من بعده.


  8. #8
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي لاكسيكون الادب العبري

    سعد عبد السادة

    إسحق ليبوش بيريتس (1851-1915)

    شاعر ومؤلف وُلد في بولندا وكتب بالعبرية واليديشية. تأثر بالفكر الحسيدي في مقتبل حياته، لكنه اطلع على فكر حركة التنوير وتأثر به، عمل في المحاماة , وعاد بعدها الى نشاطه الادبي . كتب المقالات العلمية المبسطة , والمقالات الادبية وألف الروايات وكان أول أعماله الأدبية مجموعة من القصائد بالعبرية (1877) ثم نشر في عام 1888 قصيدة «مونيش» باليديشية، وهي قصيدة طويلة تتناول حياة الجماعة اليهودية في شرق أوربا أي يهود اليديشية. وقد ذاع صيته بعد ذلك، واُعتبر أحد مؤسسي الأدب اليديشي. ومن أهم أعماله النثرية صور من رحلة ريفية (1891) حيث وصف الفقر والذل في منطقة الاستيطان. وقد كتب أيضاً قصصاً قصيرة باليديشية من أشهرها «مناظر مألوفة» عام 1890. وكتب مسرحية بالعبرية ثم ترجمها إلى اليديشية بعنوان في السوق القديم ليلاً (1907)، وهي صورة بانورامية للوجود اليهودي في بولندا. ومن كتاباته ( כל כתבי יצחק ליבוש פרץ كل كتابات إسحق ليبوش بيريتس ) , ترجمة ونشر شمشون ميلتسار .


  9. #9
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي لاكسيكون الادب العبري

    سعد عبد السادة

    شــــالوم عليـــخيم (1859-1916)

    كاتب يديشي اسمه الحقيقي «شالوم رابينوفتس»، أما اسمه الأدبي فهو «شالوم عليخيم»، وهي عبارة عبرية تعني «السلام عليكم». وُلد في أوكرانيا وكان أبوه تاجراً ميسور الحال، مهتماً بفكر حركة التنوير. وقد تدهورت الأحوال المالية للأسرة، كما ماتت أم شالوم وتزوج أبوه مرة ثانية. وكان أول أعمال شالوم، الذي كان يتمتع بموهبة السخرية، معجم باليديشية للشتائم واللعنات التي عادةً ما كانت تصبُّها زوجة الأب على رؤوس أولاد زوجها. كما كتب شالوم بعض المقالات وبعض الأعمال الأدبية بالعبرية. ولكنه، ابتداءً من عام 1883، قرَّر أن تكون كل أعماله باليديشية، وأصبح بذلك أحد مؤسسي الأدب اليديشي. واتخذ لنفسه اسماً أدبياً ينشر به لأنه لم يكن يجرؤ على أن ينشر بهذه الرطانة التي كانت محط احتقار المثقفين اليهود الذين كانوا يكتبون إما باللغات الأوربية أو بالعبرية، لغة النخبة.
    وقد نجح شالوم عليخيم في أن يخلق عالماً مُحدَّد المعالم، سجل فيه حياة يهود شرق أوربا بكل تفاصيلها وبطريقة تختلط فيها المأساة بالملهاة. وأصبحت شخصياته جزءاً من مصطلح يهود اليديشية، فمثلاً إن أشار أحدهم إلى أن فلاناً أصبح «مناحيم مندل» فإن هذا يعني أنه شخص خيالي صاحب مشاريع لا يمكن أن تتحقق. وقد حاول مناحيم هذا، كما رسمه شالوم عليخيم، أن يعمل كخاطبة نظير أجر، لكنه اكتشف أنه كان يرتب زواجاً بين فتاتين. ومن أهم شخصياته «طوبيا اللبان»، وهو فلاح جاهل يضرب بجذوره في الأرض لا تتعدى ثقافته ثقافة يهود اليديشية، وهو يقتبس كلمات العهد القديم دون أن يدرك معناها على وجه الدقة ولكنه يعرف معناها على وجه العموم. وقد استُخدمت هذه الشخصية في المسرحية الغنائية الشهيرة «عازف الكمان على السطوح» بعد أن أُعطيت بُعْداً صهيونياً. ويُعَدُّ شالوم عليخيم من أهم كُتَّاب اليديشية إن لم يكن أهمهم على الإطلاق.


  10. #10
    عـضــو الصورة الرمزية سعد عبد السادة
    تاريخ التسجيل
    23/06/2010
    العمر
    49
    المشاركات
    350
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي لاكسيكون الادب العبري



    ديفيــد فريشــمان (1859-1922)

    أديب وشاعر يكتب بالعبرية واليديشية، وُلد في بولندا، حيث تلقى تعليماً تقليدياً وحديثاً. كان إنتاجه الأدبي غزيراً متنوعاً، حيث كتب القصة وقرض الشعر ومارس الترجمة واحترف النقد الأدبي وعمل محرراً صحفياً. تبرز في أدبه تلك التوترات التي اتسم بها أدب ما بين الجيلين الذي ظهر في فترة ما بين انحسار التنوير وظهور الصهيونية التي تبنَّى مُثُلها في أيامه الأخيرة. ومن أشهر أعمال الشعرية قصيدة «طبقان» التي لخص فيها نظرته إلى التنوير وآماله في الصهيونية، استمد مادتها من الأساطير اليهودية القديمة عن موسى. وتُعتبَر هذه القصيدة من أكثر القصائد تعبيراً عن الصهيونية في أوضح صورها، كما أنها تحمل بين طياتها دعوة صريحة إلى استعباد الشعوب الأخرى.
    وقد دارت أغلب قصصه حول موضوعات مستوحاة من الأساطير الشعبية اليهودية في شرق أوربا. وفيها حاول أن يعبِّر عن الواقع الاجتماعي اليهودي المعاصر له هناك، وعن التمزق بين واجب الاحتفاظ بالتقاليد اليهودية وضرورة الاندماج في المجتمع الأوربي المحيط. كما كتب عدة قصص تناولت موضوع معاداة اليهود.
    من أشهر أعماله القصصية معلم الحق، و في يوم الغفران . ويُعتبَر موضوع هذه القصة جديداً على الأدب المكتوب بالعبرية، حيث يتحدث فيها عن صراع الأجيال؛ الصراع بين الآباء والأبناء. تتناول هذه القصة حياة فتاة يهودية تعشق الموسيقى وتصبح مغنية شهيرة، فتهجر الجماعة اليهودية وتغني في الكنيسة، ولكنها تلقى حتفها حينما تخنقها أمها التي جُنَّت. أما قصة الرجل وغليونه فهي عن حاخام يدمن التدخين إلى درجة أنه يضطر إلى أن يخرق الشعائر الخاصة بالسبت، سراً في بادئ الأمر ثم علناً، ومن ثم يتم طرده من حظيرة الدين. ويرسـم فريشـمان هـذه الشخصيات بكثير من التعاطف. أما الراقصات، وهي تُعَدُّ من أفضل ما كتب، فقد استوحى موضوعها من التراث الديني اليهودي القديم، وهي ترمز بصورة واضحة إلى صراع الصهيونية مع القيادات اليهودية التقليدية. ومن أهم أعماله وآخرها، سلسـلة قصـص مستوحاة من العهد القديم عنوانها في البرية .
    وحينما عمل فريشمان مساعداً لرئيس تحرير جريدة اليوم، وهي أول جريدة تصدر في روسيا بالعبرية (1886 ـ 1887)، كتب سلسلة من المقالات تعني بالحياة اليومية والحياة الأدبية للكُتَّاب اليهود، وهي تعتبر تطويراً لفن المقال في أدب العبرية. كما نشر أعمالاً قام بترجمتها عن الآداب الغربية، وكذلك بعض أعمال نيتشه. وعمل فريشمان، كذلك، مساعداً لرئيس تحرير الجريدة اليديشية هاينت في وارسو (منذ عام 1908)، ونشر فيها قصائد وقصصاً باليديشية. وقد قام فريشمان بإدخال القيم الأدبية الغربية على الأدب المكتوب بالعبرية وحرَّر الرواية المكتوبة بالعبرية من الحبكة المفتعلة التي تسم روايات فترة التنوير.




    منقول

    التعديل الأخير تم بواسطة Edward Francis ; 06/08/2010 الساعة 08:25 AM سبب آخر: المواضيع منقولة من موسوعة اليهود و اليهودية و الصهيونية ، للعًّلامة / عبد الوهاب المسيري ، وتجاهل المصدر

موضوع مغلق

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •