الحديث الخامس
* الموضوع : على نهج المصطفى صلى الله عليه و سلم
السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
جاء في السنة النبوية الشريفة و في باب فضائل شهر رمضان، شهر المغفرة و الرضوان :
" أوله رحمة، و وسطه مغفرة و آخره عتق من النار "
و لعلنا و نحن نتأمل في معاني هذا الحديث الشريف، نستعرض الجزاء الأوفى الذي أعده الله للصائمينن،
لكن هل نحن على علم و دراية كافية بالسبل و الوسائل التي توصلنا لذلك ؟
تعالوا لنحدد معا معالم الطريق التي رسمها لنا سيد الخلق و الورى محمد صلى الله عليه و سلم، و لنقسم شهر رمضان على أربعة فترات أو أسابيع لنحدد ما هي النتائج التي علينا أن نحصل عليها هي كل أسبوع
الأسبوع الأول : و لنجعله أسبوع التوحيد حيث علينا أن نحضر لتكبيرة الاحرام في كل صلاة و بالمسجد ، إننا ونحن مقبلون على الله بكل ضعف و انكسار ندعوه بلسان ذاكر و قلب شاكر
نغنم الفضل الكثير و نحظى برضى رب العالمين
الأسبوع الثاني : نجعل صلاتنا حقا صلة بالله الرحمان الرحيم و نكون أثناء الصلاة خاشعين مطمئنين و نحن نؤديها في وقتها و جماعة كما أننا نجعلها مناسبة لدعوة الأهل و الأحباب و الأصدقاء للمحافظة على الصلاة علما بأننا في شهر رمضان حيث تتنزل الرحمات و تغفر الزلات ، تبقى الاشارة بأن هناك من الصائمين الذين لا يأدون الصلاة ظانين بأن الصلاة هي من الشعائر في حين أنها عماد الدين و بها تقبل باقي الأعمال
الأسبوع الثالث : أسبوع الذكر و الإبتهالات لله عز و جل الذي خلقنا و أعطانا كل ما سألناه و بالتالي فعلينا أن نذكره و نشكره باللسان و القلب و باقي الجوارح ، و رب قائل إننا نذكر الله في الصلاة لكن الذكر الخارج عن الصلاة و الذي فيه تدبر و تفكر في آلاء الله و خلقه هو المقصود لأنه يعود على العبد بالخير العميم في الدنيا و الجنة في الآخرة ،
" و لعل الحديث النبوي الشريف الذي يبرز فضل مجالس الذكر بل و يأمرنا صلى الله عليه و سلم ،بأن نجلس في هذه المجالس لأنها روض من رياض الجنة "
تؤكد أهمية الذكر و قيمته عند الله
الأسبوع الرابع : أسبوع ختم القرآن ، نعم إنه أسبوع النتائج و الربح حيث يتوج شهر رمضان بليلة خير من ألف شهر ليلة نزول القرآن ، فكان بالأحرى أن نكون من المصلين الذين شغلوا أيامه الثلاثون في قراءة القرآن و ختمه ، إننا و نحن نقوم بالمسيرات القرآنية مع أهلنا و أبنائنا سنكون حقا من عتقاء النار الفائزين بالجنة أضف إلى ذلك الحصن الحصين بالقرآن الكريم الذي فيه شفاء لما في الصدور
و هكذا إخواني الصائمين سنكون قد أحسننا تدبير أوقات شهر رمضان الذي جعله الله لنا هدية كل عام ننتظره و نترقبه بكل شوق و لهفة، آملين أن يعيده الله علينا سنوات و سنوات ،
" فاللهم يا رب الأرباب و معتق الرقاب إجعل لنا من كل ضيق مخرجا و باب و نجنا من العذاب يوم الحساب ،آمـــيـــن"
* صادق الدعوات و أرق التحيات و أن تكونوا بأسعد الأوقات / محبكم في الله الغزاوي