"هجوم" ام "انتقادات" للزهار!

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



كتب سليم راضي – تلقفت حركة فتح انتقادات أنصار حركة حماس للقائد محمود الزهار التي نشرت على شبكة الانترنت، وحاولت إبرازها على أنها "هجوم" على الزهار وأنها دليل على وجود صراعات وخلافات حادة داخل حماس، والغريب ان بعض المواقع الإعلامية تلقفت تقريرا وزعته حركة فتح حول الموضوع بعنوان "مواقع حماس تهاجم الزهار بسبب تصريحات داعمة للمفاوضات وللرئيس أبو مازن"، وكأنه سبق صحفي!

وبعد ان تسنى لي قراءة ما جاء من مقتطفات ذلك الهجوم المزعوم، وجدت ان الامر لا يعدو كونه تعليقات لزوار مواقع ومنتديات مقربة من حماس، مارسوا من خلالها حقهم الطبيعي في الانتقاد دون قدح او تجريح، ونحن نعلم ان رأي الزوار لا يعبر بالضرورة عن رأي أصحاب الموقع ذاته، ولو عدنا الى أرشيف تلك المواقع والمدونات لوجدنا ان جميع قادة حماس بمن فيهم الامام الشهيد احمد ياسين قد تعرضوا للنقد من أنصار الحركة على تصريحات او مواقف لهم.

بالنسبة لحركة فتح التي تجيد التلاعب بالألفاظ والمصطلحات لتهويل البسيط وتبسيط المهول، هي متفاجئة من ان ابناء حماس وانصارها لا يقدسون قادة الحركة ولا ينزلونهم منازل الانبياء، بل يخضعونهم للنقد والحساب، فالصورة المرتسمة في اذهان الكثيرين من ابناء فتح هو ان انصار حماس يطيعون قادتهم طاعة عمياء بلهاء صماء.

من حق ابناء حماس ان ينتقدوا أي تصرف لاي قائد مهما علا شانه، ولا يعني هذا بالضرورة ان الزهار قد أخطأ فعلا، فما جاء في الخبر مثار الجدل الذي نشرته الشرق الاوسط، يوحي بأن تصريحات الزهار اجتزئت من سياقها، ومع هذا فان الزهار لم يبد دعما لا للمفاوضات ولا لعباس، فما فهمناه من اقوال الزهار للشرق الاوسط ان عباس سلك طريق المفاوضات وحماس سلكت طريق المقاومة، وان مقاومة حماس للاحتلال ليست كرد فعل على المفاوضات وانما رد فعل على الاحتلال واعتداءاته، ولعَمري ليس في هذا ما يشي باي نوع من التأييد للمفاوضات او لعباس.