Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958
إسهامات العرب والمسلمين في علم الخرائط

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: إسهامات العرب والمسلمين في علم الخرائط

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    Neww إسهامات العرب والمسلمين في علم الخرائط

    أثبت المؤرخ التركي فؤاد سزكين أن خرائط العالم والخرائط الجزئية الأوربية حتى بداية القرن الثامن عشر الميلادي ترجع إلى أصول عربية؛ ففي عهد الخليفة المأمون في بداية القرن التاسع الميلادي قام -على سبيل المثال- نحو 70 جغرافيًّا برحلة استغرقت عدة سنوات جالوا خلالها في السفن وعلى ظهور الخيول والفيلة مختلف أرجاء أفريقيا وأوربا وآسيا، وأسفرت هذه الرحلة العلمية عن وضع خريطة للعالم تعتبر -بالنسبة إلى ذاك الزمان- ذات دقة عالية تثير الدهشة، يعرضها معهد فرانكفورت بعد أن حولها بطريقة فنية بارعة إلى مجسم على شكل كرة أرضية.(1)
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وفي جزيرة صقلية(2) التي كانت ملتقى عظيما لحضارتي الإسلام والغرب حتى نهاية عصر أسرة هوهنشتاوفن (Hohenstaufen) ألف كتاب جغرافي عظيم باللغة العربية هو كتاب (نزهة المشتاق في اختراق الآفاق) للإدريسي، وذلك بناء على طلب من الملك النورماندي روجر الثاني (Roger). وكان الإدريسي يعيش في بلاطه ويحظى برعايته وتشجيعه، وقد سمى كتابه هذا باسم ((الروجري)).(3) وهذا الكتاب هو وصف لخارطة كبيرة للأرض صنعت من الفضة لروجر المذكور، وأضيفت إليها إحدى وسبعون خريطة. ويتضمن الكتاب بحثا شاملا في الجغرافية الوصفية العامة كتبه الإدريسي قبل عام 548 هـ/ 1154 م بقليل. وقد وضع الإدريسي مؤلفا آخر في الجغرافية لوليام الأول (I William) خليفة روجر.
    والإدريسي من مشهوري الجغرافيين والرسامين للخرائط، ولا ينافسه أحد في هذا الميدان خلال العصور الوسطى كلها.
    وكان للخرائط الإسلامية وما كتبه المسلمون في علوم البحار أثر بالغ في تقدم الملاحة الغربية، فالملاح العربي أحمد بن ماجد (توفي عام 1489م)، وضع دليلا للملاحين في المحيط الهندي يعرف باسم (الفوائد في أصول علم البحر والقواعد) وغيرها من الخرائط والأدلة في البحار والمحيطات وعلم الملاحة.
    وقد نشر في روما عام 1592 بالعربية قسم مقتطف من كتاب (نزهة المشتاق) للإدريسي، كما نشر هذا القسم في ترجمة لاتينية قام بها راهبان مارونيان سنة 1619، تحت عنوان مغلوط هو (جغرافية النوبة) (Geographia Nubiensis). ويرينا هذا المثل كيف ساعدت كتب المسلمين الجغرافية على تعليم أهل الغرب، في وقت لم يكن قد بدأ فيه بحث أهل الغرب في جغرافية الشرق، ولم تكن قد بدأت فيه ـ بالأحرى ـ الدراسات الغربية الخاصة بمؤلفات المسلمين في الجغرافية. كذلك قام أستاذ العربية في جامعة باريس في القرن السابع عشر الذي يدعى بيير فاتييه (Pierre Vattier) بترجمة مخطوط في وصف مصر وجده في مكتبة الكاردينال مازاران.
    ويتضمن المخطوط، إلى جانب ذلك، كلاما كثيرا في الجغرافية، ونصا شائعا عن التاريخ الأسطوري لمصر القديمة مع الاهتمام الخاص بمراكز السحر فيها. وأمثال هذه الكتب أعانت كثيرا على تكوين صورة الشرق لدى الغربيين خلال عصر التنوير. وقد وجدت هذه الصورة صدى في الأعمال الفنية والأدبية عند الغرب، وكانت سببا في نشوء انطباعات مسبقة وتحيزات ضد الشرق لم يتمكن البحث العلمي من إزالتها حتى الآن. (4)
    وإذا كان الغرب الأوروبي يفخر اليوم بنهضته الحديثة التي توجها بحركة الكشوف الجغرافية، فإن علماء الغرب أنفسهم يعترفون بأن المكتشفين الأوروربيين اعتمدوا في حركتهم الكشفية على الخرائط التي وضعها الجغرافيون المسلمون، وأنهم عرفوا منهم وأخذوا عنهم استخدام البوصلة، وأنهم لولا معونة المرشدين المسلمين – أمثال ابن ماجد الملاح – ما استطاع فاسكو دي جاما الوصول إلى جنوب القارة الآسيوية عن طريق الطواف بحراً حول أفريقية، ولاستغرقت هذه العملية وقتاً أطول. أما كولمبس فيكفي أن دائرة المعارف الفرنسية تذكر في صراحة أنه اعتمد على الخرائط التي وضعها الجغرافيون المسلمون في رحلته التي أوصلته إلى العالم الجديد.(5)


    المصادر:
    (1) شامل زكريا، سزكين... يعيد كتابة تاريخ العلوم العربية، موقع إسلام أون لاين، نشر بتاريخ 4/8/2008، الرابط: http://www.islamonline.net/servlet/S...=1216208308447
    (2) صقلية Sicilia: جزيرة ايطالية في البحر المتوسط، عاصمتها بالرمو واهم مدنها كاتانيا ومسينا و تراباني. استعمرها الفينيقيون واليونان فأسسوا فيها المدن التجارية الزاهرة. اجتاحها العرب فغزاها زيادة الله الأغلبي عام 827 م، ثم عبد الله بن أبي سرح، ثم فتحها أسد بن الفرات. خضعت لحكم العرب فترة طويلة إلى أن احتلها النورمان. توجد فيها آثار عربية عديدة. أنظر: موسوعة علماء عصر النهضة العربية، بحث وتصميم: يوسف عيسى، الدوحة – دولة قطر، موسوعة الوكرة، مادة صقلية.
    (3) د. عبد الجليل شلبي، حضارة العرب في صقلية وأثرها في النهضة الأوروبية، موقع الفسطاط نقلاً عن مجلة الأمة، العدد 27، ربيع الأول 1403هـ.
    (4) د. حسن نافعة وكليفورد بوزورث، ، تراث الإسلام، الجزء الثاني، ترجمة: حسين مؤنس ود.إحسان صدقي العمد ، ص: 154-156.
    (5) أ.د. سعيد عبدالفتاح عاشور، كلمة الإفتتاح، ندوة اتحاد المؤرخين العرب في القاهرة 6-8 تشرين الثاني 1993م ، نشرت في كتاب بعنوان: الحضارة الإسلامية وعالم البحار (بحوث ودراسات)، منشورات اتحاد المؤرخين العرب، القاهرة 1994م، ص: 11.

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد المدهون ; 09/09/2010 الساعة 11:29 PM

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •