في مدخل الحمراء كان لقاؤنا *** ما اطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حَجريهما *** تتوالد الابعاد من ابعاد
هل انت اسبانية...؟ ساءلتها *** قالت : وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحَت قرون سبعة *** في تينك العينين بعد رقاد
وأميَّة ... راياتها مرفوعة *** وجيادها موصولة بجياد

****************************

ما اغرب التاريخ! كيف اعادني؟ *** لحفيدة سمراء من احفادي
وجه دمشقي رايت خلاله *** اجفان بلقيس، وجيد سعاد
ورايت منزلنا القديم وحجرة *** كانت بها امي تمد وسادي
والياسمينة، رصِّهت بنجومها *** والبركة الذهبية الانشاد
ودمشق اين تكون؟ قلت : ترينها *** في شعْرك المنساب نهر سواد
في وحهك العربي، في الثغر الذي *** ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب جنات العريف ومائها *** في الفل والريحان، في الكبَّاد


***********************

سارت معب والشَّعر يلهث خلفها *** كسنابل تركت بغير حصاد
يتالق القرط الطويل بجيدها *** مثل الشموع بليلة الميلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي *** وورائي التاريخ كوم رماد
الزخرفات اكاد اسمع نبضها *** والزركشات على السقوف تنادي


*******************

قالت: هنا الحمراء .... زهو جدودنا *** فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا *** ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت *** ان الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها *** رجلا يسمى طارق بن زياد
الشاعر: نزار قباني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل الاحترام للعاملين على اعادة الحق العربي المسلم الضائع في الاندلس وغيرها.