سينمائيون سعوديون:
صناعة الأفلام السّعودية القصيرة.. مُستقبل واعد رغم التحدّيات
نقلاً عن: صحيفة الوطن البحرينيّة - الصّفحة الثّقافيّة - العدد 1800 الأحد 14 نوفمبر 2010
كتبت ـ زينب البحراني:
بدأت سينما الأفلام القصيرة السّعوديّة أولى خُطواتها مع إنتاج أوّل فيلم منها عام 1977 بعنوان ''اغتيال مدينة''، من إخراج عبد الله المحيسن مُتناولاً به قضيّة الدّمار الذي افترس وجه بيروت إبان الحرب الأهلية التي دمّرت جمالها في تلك الفترة. ليُعرض الفيلم في مهرجان القاهرة السّينمائي ويفوز بجائزة نفرتيتي الذّهبيّة لأحسن فيلم قصير. لكنّ التّجربة السّعوديّة في هذا المجال لم تحظَ بفُرصتها الكافية للتّحليق بسبب بعض التّغيّرات الدّينيّة والاجتماعيّة التي هيمنت على المنطقة مع بدايات ثمانينيّات القرن العشرين، ليعود الإنتاج السّينمائيّ لهذا النّوع من الأفلام بقوّةٍ مع قدوم الألفيّة الثّالثة من خلال أعمال شبابيّة فرديّة كان أبرزها فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور ''من؟'' الذي أخرجته عام2003 لتتوالى بعده الأفلام الشّبابيّة القصيرة في نشاط تجاوز معه عدد الأفلام التي أُنتجت بين عامي 2003- 2007 الخمسين فيلمًا وثائقيّا وروائيّا قصيرًا، على حدّ ما ذكره كتاب ''فيلموغرافيا السّينما السّعوديّة'' تأليف الكاتب والنّاقد السّينمائيّ السّعوديّ خالد ربيع.
وأمام السّمعة المُتصاعدة لتلك الأفلام بعد ما حصدته من جوائز وتنويهاتٍ جديرةٍ بالاهتمام، كانت لنا وقفة مع عدد ممن لهُم بصمةً في تاريخ الأفلام القصيرة الحديث، لنطّلع على آرائهم بشأن مُستقبلها رُغم الصّعوبات والتّحدّيات التي تواجهها تلك الصّناعة النّاشئة في السّعوديّة..
تفاؤل بالأيّام المقبلة
الفنّان عبد الله آل عِياَف، وهو كاتب ومُخرج ومُنتج أفلام قصيرة، أخرج بين عامي 2006- 2010 أربعة أفلام كان آخرها فلم ''عايش'' الذي فاز بجائزتين هما: جائزة أفضل فيلم قصير -المركز الأول بمهرجان الخليج السينمائي - وجائزة ألف الفضية لأفضل فيلم شرق أوسطي بمهرجان بيروت السينمائي الدولي. أعرب آل عياف عن تفاؤله بمُستقبل الأفلام السّعوديّة القصيرة قائلاً: ''الأفلام السّعوديّة القصيرة تتطوّر بمرور الوقت ولله الحمد، وأصبح الكثيرون ينتظرون ما سيقدمه هؤلاء السعوديون. إذ حقق الشباب والشابات السعوديون ما يقارب الثلاث عشرة جائزة خلال عامين فقط الأمر الذي يجعلني مُتفائلاً بالأيام المقبلة، وقد لا يطول انتظارنا لليوم الذي سينافس فيه هؤلاء على جوائز عالمية''. كما عبّر عن سعادته بتفاعل جمهور المُشاهدين مع فلمه القصير الأخير بقوله*: ''رغم فوز الفيلم بجوائز ورغم الإحتفاء النقدي الشديد بالفيلم إلا أن الأجمل كان احتفاء الجمهور به، أينما عرضت الفيلم كان الجمهور يتفاعل كثيرا معه*''.
أمّا عبد المحسن المطيري، فهو كاتب وممثّل ومُخرج أفلام قصيرة، أخرج بين عامي 2008- 2010 ستّة أفلام قصيرة كان آخرها فيلم ''القناع'' الذي عرض في مهرجان الخليج السينمائي بنسخته الثالثة بالإضافة لمشاركته مؤخرا في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي. وقد أشار إلى مُستقبل الأفلام السعوديّة القصيرة بقوله: ''لا خلاف أن السينما السعودية تتقدم للأمام خصوصاً مع التوجه الرسمي لوزارة الإعلام السعودية بتبنّي هذه الأفلام وعرضها في إحدى قنواتها الرسمية''.
مُستقبلٌ واعد
محمّد البشير، وهو كاتب سيناريو حصد اثنين من الأفلام القصيرة التي كتب السّيناريو الخاص بها جائزتين، إحداهُما من مهرجان الخليج السّينمائي عام ,2008 والثّانية جائزة مُسابقة الأفلام السّعوديّة 2008 أيضاً، فقد أعرب عن حماسه إزاء مُستقبل الأفلام السّعوديّة القادم بقوله: ''للأفلام السعودية القصيرة مستقبل واعد بالنظر إلى هذا الحضور الجميل في عدد من المحافل العربية والعالمية، وهذا يدعونا إلى مزيد من العناية والرعاية، وربما الانغلاق في التعامل مع الأفلام السعودية، وخاصة بعدم وجود سينما في بلادنا''.
وأضاف ''هذا الأمر جعل من المخرجين مهتمين بجودة الفيلم من حيث جودة المضمون ويبذلون قصارى جهدهم للحصول على قدر من جودة الصناعة حسب إمكاناتهم، لأنهم يتوجهون بأفلامهم للمهرجانات، وما ذكرته أستطيع التمثيل عليه بفيلم ''عايش'' الذي توجه للنخبة بقدر من الترميز، وللجمهور بقدر من سهولة التناول، فحصد الحُسنيين، ولم يغفل جودة الصورة بتعاونه مع المخرج بدر الحمود الحاصل على جائزة أفضل تصوير هذا العام من مهرجان أبوظبي، وبهذا التعاون بين آل عياف والحمود خرج لنا فيلم مميز إلى حد كبير من حيث المضمون والجودة، وهذا ما نود رؤيته مستقبلاً بتوافر جميع العوامل تدريجياً بصناعة السينما من الحصول على منتج وكوادر تمثيلية ومهنية محترفة بالكامل بمرور الزمن''.
وتابع البشير ''بقي أن يستمر الاهتمام بالشأن السينمائي وهذا ما أراه عياناً، فشبابنا السينمائيون مشغوفون بهذا الفن، ويبذلون جهوداً جميلة بتنوع مشاربهم الفنية، وهذا التنوع يخصب تجاربهم السينمائية، وأترقب لهم إضاءات جميلة في المستقبل بإذن الله. وما نلحظه من خلال تجارب هؤلاء الشباب ونستطيع قياسه بالطفرة الروائية في الكم والبحث على قدر من الكيف الذي يمكن تطويره وتوظيفه بمرور الزمن، والزمن كفيل بصقل تلك التجربة ما دام هناك من يؤمن بها ويعمل عليها''.
--------------------------------------------------------
*صفحة المصدر:
http://www.alwatannews.net/pdf/2010/...0111431126.pdf
المفضلات