ايام زمان ... كان لنا طابون
--------------------------------------------------------------------------------
اختلفت الدنيا ،،، وتبدلت الاحوال ،،،
وما كان لذلك ان يعود ،،،
فقط هي الذكريات ،،، نتلذذ عليها ،،، ونحب سماع بعضها ،،،
او كلها ،،، ان كان هناك متسع .
كانت الطوابين علامات فارقة ،،،،
وعناوين واضحة ،،، ومعروفة باسمائها ،،، لا تحيد عنها ولا تتحول ،،،
طالما بقيت القيِّمات عليها ، يدثرنه بذلك الوقود العجيب ،،
وطالما بقي دخانه متصاعدا ،،، وجوفه ملتهبا ،،
ينتظر تلك الايادي الطاهره ، لتلقي به عجينها بعد اخذ ورد ، ولف به ودوران
وما ان تطمئن اليه ، وتروق لها استدارته ،،،،
حتى تلقي به في ذلك الجوف لتسحب يدها سريعا ،،، وقد طالتها قسطا من حرارته ،،،
كثيرا كان او قليل ،،، مرد ذلك خفة يدها وحذاقتها .
فاذا ما اخذت الحرارة منه ماخذها ،،، وفعلت به الافاعيل ،،،
وبدت عليه تشكيلات تلك الحصيات من تحته واحمر وجهه ،
وكانه يحث سيدته لاخراجه قبل ان يسود وجهه او وجههما معا ،،،
لان حرقه معيب و دليل خيبة امام رفيقاتها
حتى تخرج تلك الارغفة ساخنة تتحدى برائحتها العجيبة من يصمد امامها ؟
فاكثر الناس عبوسا يطلق ابتسامة ما كانت الا لهذا الرغيف الساخن .
وابلغ مثل يقال في حق العبوس " فلان ما بضحك للرغيف السخن " .
من عرف قدر هذا الرغيف انكر على العابس عبوسه وقال فيه ما قال .
وهذه ليست الا لرغيفنا ،،،
فقط رغيفنا نحن من صار القول له مثلا
حق لتلك النسوة امهاتنا التي دست يدها في ذاك الجوف الملتهب ، واكتوت بحرارته ،
لتصنع ما صنعت ان تجد من يلثم يديها ضما وتقبيلا
وكم من ضم وتقبيل تستحق على هذا وعلى غيره
فاذا ما تحدثتا عن غيره نجده يزاحم الاول في اولويته باللثم والضم
الله ربنا وربهن هو اكرم منا لانصافهن