آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3
النتائج 41 إلى 55 من 55

الموضوع: أريد أن أسمع من عقلاء العراق!

  1. #41
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    وإلى أخي عبدالجبار البياتي وأخي حمزة الجواهري , هذا ما يقوله كاظم الجبوري وهو الذي حمل معولا في يوم 9 نيسان 2003 ليساهم في تحطيم تمثال الرئيس الراحل صدام حسين في ساحة الفردوس :

    بعد 4 سنوات من اسقاط التمثال: نادم نادم نادم
    دورية العراق
    كاظم الجبوري رافع الاثقال العراقي الذي اشتهر في فيديو اسقاط تمثال ساحة الفردوس حيث كان يحمل شاكوشا للمساعدة في تكسير قاعدة التمثال.

    قال في التلفزيون البريطاني هذا الاسبوع :" اني نادم حقيقة حول مساعدتي في اسقاط التمثال . الامريكان اسوأ من الدكتاتورية . وكل يوم اسوأ من سابقه ".

    وقد روى ان سبب اسراعه للمحاولة في اسقاط التمثال في ساحة الفردوس يوم 9 نيسان 2003 انه كان قد سجن "ظلما" كما يرى وان بعض من اقاربه كانوا قد اعدموا او سجنوا ولهذا كانت امنيته منذ ان نصب هذا التمثال ان يأتي اليوم الذي يسقطه فيه .

    وأضاف :"لكني اليوم افضل ان اعيش في ظل نظام صدام حسين بدلا من تحت الاحتلال . انك لا تعرف عدوك من صديقك الان . الوضع يتدهور ولا يتحسن . الناس فقراء والغلاء يزيد يوما بعد يوم ."


    تعليق الدورية : حسنا فعل اذ اعترف بندمه . ولكن كما كان يبدو من مسرحية اسقاط التمثال انه لم يذهب تلقائيا فقد كان مهيئا من قبل الامريكان او عملائهم للقيام بذلك . فكيف عرف انه سيسقطون التمثال ليظهر مع الشاكوش ؟ وكيف ارتدى هذا الزي الذي يرتديه الملاكمون او المصارعون او رافعو الاثقال في ذلك اليوم بالذات حيث الدبابات تدخل بغداد والناس تحت وطأة وصدمة ما يحدث ؟


  2. #42
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    ولمن يريد أن يعرف من هو صدام حسين , هذه هي الحلقة الثالثة , وإن رغبتم وضعت الحلقتين الأولى والثانية هنا أيضا وهي أمور كانت بعيدة عن الإعلام :
    ما لاتعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين - 3

    اذهب للقاء المسؤول الذي عمل الى جانب الرئيس الشهيد لمدة 30 عاما واقترب منه كثيرا منذ التسعينات وحتى الاحتلال ، دون ان تكون لدي اسئلة جاهزة ، ولهذا ربما اتهمني اني لا اجيد صناعة الحوار ، ولكن عذري اني اريد ان اعرف كل شيء عن سيرة حياة رجل اكبر من الحياة ، رجل اسمه صدام حسين.

    ومن جانب آخر فمحدثي لديه الكثير ويحتار من اين يبدأ ولهذا ربما جاء الحوار عبارة عن شذرات من هنا وهناك ، ولكن كل منها يروي جانبا من شخصية الشهيد .


    *

    لماذا اعدم الوزير ؟

    اعدم احد وزراء الصحة بسبب دواء فرنسي قيل انه لعلاج تسمم الجروح التي تسببها المقذوفات وقد استخدم للجنود اثناء الحرب العراقية الايرانية ولكن بعد ذلك لاحظ مسؤولو المستشفيات العسكرية ان المصابين يشفون من جروحهم هذه بسبب الدواء ولكنهم يموتون بعد ذلك بسبب مضاعفات الدواء . وحين ابلغوا وزير الصحة بذلك أشر على التقرير بكلمة (اطلعت) وحفظه . وحين وصل الامر الى الرئيس صدام حسين قدم الوزير الى المحاكمة وحكم عليه بالاعدام .

    ---
    علاقة المسؤول بأهل بيته

    احد الوزراء كانت امه العجوز تعيش معه وقد كبرت وخرفت حتى ضجر منها وأجبر احد افراد العائلة اخته او شقيقه بأخذها من بيته لأنه وزير وتزوره الناس ولايصح ان تبقى امه وهي على هذا الوضع معه .

    سمع الرئيس صدام بذلك فسأله شخصيا عن سبب اخراجد امه من بيته فأجاب :

    - انها امرأة كبيرة وخرفة .
    - وهل لأنها كبيرة ترميها ؟
    - لم ارمها انها عند اختي
    - وهل تزورها ؟
    - كلا لأني مشغول .

    فقال له الرئيس بالنص :

    - الماعنده قرصاغ (صبر) لأمه وأبوه ماعنده قرصاغ للبلد .

    وأخرجه من الوزارة ولم يسأل عنه حتى مات الرجل . وكان حين يعاقب احدا يراجعه بعد فترة ويسأل عنه الا هذا .

    ---
    واقعة اخرى لكادر من كوادر الحزب . جاءت امه وقابلت الرئيس الشهيد وقالت له ان زوجة ابنها تسيء معاملتها وتحرمها الاكل وتضربها وتمنعها حتى من استخدام الحمام.

    وقالت له : تقبل خالتك يصير بها هذا الشي .. ؟

    فسألها الشهيد : هل يدري بما يحدث ؟

    قالت - نعم

    طلب منها الرئيس ان تبيت الليلة في بيته وكان هناك اجتماع مجلس الوزراء في اليوم التالي . وكان بعض الضيوف قد يحضرون الاجتماع ويجلسون على جانب من القاعة . وحين حضرنا اجتماع ذلك اليوم وجدنا الكادر المعني جالسا خارج القاعة ينتظر . فتعجبنا .

    ابتدأ الاجتماع ودخل الرئيس صدام وقال للمرافق : نادي على أم فلان ..
    فدخلت الام (وكان الرئيس قد احضرها معه من البيت)
    -هل تتحدثين امامه ؟
    فأجابت بالايجاب وهنا نادى على الكادر فدخل وسلم وفوجيء بوجود امه .
    قال لها الرئيس :
    - احجي حجية .
    فروت شكواها وقالت انه ليس لديها شخص آخر تلتجيء اليه هربا من المعاملة السيئة في البيت .
    ولكن ابنها تعذر بأنه لم يكن يدري ان هذا يجري في بيته .
    فقال له الرئيس : اذا لم تكن تعرف ما يجري في بيتك لا تصلح ان تكون قائدا .

    وفصله من الحزب مع انه كادر قديم فيه . ولكن بعد ذلك تدخل الرفاق واعاده للحزب برتبة اقل .

    ---

    آداب الجلوس

    كان دقيقا في التزامه بآداب الجلسة والحوار والاجتماع وكان شديد الكياسة ودمث الخلق . وكان لايضع ساقا على ساق ابدا في حضور اي ضيف (ولهذا لم نر له صورة وهو يضع ساقا على اخرى ابدا) . وكان الضيوف العرب والعراقيون يراعون هذا أمامه او انهم يفعلون كما يفعل . ولكن الضيوف الغربيون بشكل خاص لم يكونوا يراعون ذلك .

    قلت له - ولكنهم لا يرون في وضع الساق على اخرى اهانة للجالس امامهم وكان على الرئيس الشهيد ان يتفهم ذلك ؟!
    - هو يعرف ذلك ولكنه على اية حال كان يريد منهم ان يراعوا تقاليدنا . وكان ينبههم الى ذلك بكياسة
    - ماذا كان يفعل ؟
    - كان اولا يضع هو ايضا ساقا على اخرى ثم يبدلها ويتململ وينزلها وهكذا ولكن اذا لم يتنبه الضيف يلجأ رحمه الله الى حيلة لطيفة كانت تأتي بنتيجة فورية !

    سألته وقد ازددت فضولا : اخبرني ماهي تلك الحيلة ؟

    - كان يفتعل انه يريد ان يكتب ملاحظات مما يقوله الضيف او انه تذكر شيئا يريد ان يطلبه من مكتبه ، فيطلب من مرافقه دفترا وقلما . ثم يقول لجليسه : استأذنك ان اضع ساقا على اخرى حتى استطيع اسناد الدفتر والكتابة . وكان هذا تنبيها لا يخطئ فهمه احد.

    ايضا لم يكن يحب التصوير المفتعل مع الضيوف . اي كما نرى الان مع بعض الرؤساء ومنهم الرئيس الاميركي حين يدخل المصور لالتقاط صورة رسمية مع ضيف فيصافحه بوش وينظر الاثنان للكاميرا ويبتسمان ثم يستأنفان الاجتماع . لم يكن يفعلها الرئيس الشهيد . ولا نجد له صورة بمثل ذلك .

    ----

    الفرق بين الحنطة والنخلة

    بعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية في 1988 جاء وفد امريكي برئاسة عضو في مجلس الشيوخ . وكانت اشبه بجلسة تفاوض ، عرض فيها الامريكان ان يبسط الامريكان الحماية على العراق بشرط ان يعترف باسرائيل .

    قال لهم : انتم في امريكا تزرعون الحنطة ونحن نزرع النخيل . لكننا في العراق تعلمنا زراعة الحنطة ولم تتعلموا او تحاولوا زراعة النخيل ، فازرعوه ثم تعالوا فاوضوني .
    (يقصد ان العراقيين مثل النخيل : صبورون وشامخون واقوياء)

    واضاف مخاطبا رئيس الوفد: اننا منذ ان كنا طلاب مدارس كنا نطالب باسترجاع فلسطين التي منحتوها لليهود وليس من حقكم ان تفعلوا ذلك . فتعلم زراعة النخيل وتعال فاوضني .

    بالطبع ، ذهب الوفد ولم يرجع .

    ---

    فلسطين في القلب

    كانت فلسطين قضيته الشخصية وقد ظل على موقفه دون ان يتزحوح منذ عام 1958 حين انتمى للحزب . كان دائما يقول (فلسطين عربية) وكان يرى ان حل المأساة يكون بالطريقة التالية :

    - الغرب واسرائيل لا يعرفان غير القوة
    - العرب بحاجة الى 5000 مدفع توضع على اماكن منتخبة على حدود الدول المتاخمة لاسرائيل (سوريا - لبنان - الاردن) تضرب باستمرار حتى يضطر الصهاينة الى الانسحاب الى حدود 1967 اي تطبيق قرار الامم المتحدة . بقوة السلاح وبدون تفاوض لأن هناك قرار أممي بذلك .
    - في هذه الاثناء على العرب تعويض خسائرنا بالسلاح . علينا الرجال وما نستطيع توفيره من اموال وعلى العرب السلاح
    - اذا وصل الصهاينة الى حدود 1967 وارادوا التفاوض تكون شروطنا هي :
    1- عودة كل اليهود الذين هاجروا الى فلسطين الى اوطانهم الاصلية
    2- بقاء اليهود الفلسطينيين الاصليين
    3- عودة الفلسطينيين المهجرين الى ديارهم .

    وكان يسهب في ذلك في اجتماعات القمة التي تدور حول فلسطين ، وكان الحكام العرب يصمتون دون ان يبدو على محياهم اي ردود افعال الا رئيسا واحدا (لم يشأ محدثي ان نعلن اسمه) كان يكتفي برسم ابتسامة ساخرة على وجهه دون ان يناقش
    ---

    كان لايريد ان يقدم العراق على اية خطوة حتى لو كانت في صالح العراق ولكن قد يفهم منها تقربا من اسرائيل . ومثال ذلك انه حين بدأ الحصار يؤثر على الشعب العراقي منذ 1995 سمحت الامم المتحدة بتصديرالنفط الى الاردن بالشاحنات وقد عملت الكوادرالعراقية دراسة مد انبوب الى العقبة. فقال لهم :

    - لماذا تضعون انفسكم موضع شك . لأنه سيقال ان هذه اشارة الى اسرائيل لتخفيف الضغط مع ان جدواها لفائدة العراق ولكن اتركوها للمستقبل .

    والشيء بالشيء يذكر ، كان يزود الاردن بنفط مجاني ونفط بسعر تفضيلي ، وحين ظهر موقف الاردن الخياني في واقعة حسين كامل ، وجه اليه طارق عزيز اللوم في استمرار امداد الاردن بالنفط فقال :" نحن نعطي النفط لشعبنا واهلنا في الاردن وليس للملك"

    وكان في شهر كانون الاول من كل سنة يأتي وزير خارجيتهم او وزيرالتجارة والاقتصاد الاردني لتجديد الاتفاق ولزيارة الرئيس وتقديم الشكر اليه .
    ___

    اسباب ذعر امريكا من العراق

    يقول محدثي ان قضايا السلاح التي توصل اليه العراق ليس مجال بحثها الان وانما هو ينوي اصدار كتاب فيما بعد عن ذلك .

    ولكن مايستطيع كشفه الان هو صناعة الطائرة المسيرة في 2002 وقد جعلتها امريكا من ضمن المبررات لغزو العراق زاعمة ان الطائرة يمكن تحميلها بسلاح كيماوي او بيولوجي لضرب مدن امريكية واوربية.
    ومنها تركيبة الطلاء المستخدم في طائرات مقاتلة امريكية من شأنه ان يصد اشعة الرادار فلا يكشف عن مكانها وكيف استخدمه العراقيون في طلاء الكثير من معداتهم والتمويه عن اماكنها الحقيقية .
    وصواريخ جو جو التي كانت تضرب الطائرات المنطلقة من القواعد في السعودية قبل وصولها الى الاراضي العراقية وكان مداها 80 كم حتى توقفت الطائرات عن الانطلاق من تلك الجهة واصبحت تحلق من تركيا فقط .

    --

    تنويع مصادر السلاح: الدبابات الصينية المستعملة

    كان رأيه تنويع مصادر السلاح حتى لا يتحكم فينا مصدر وحيد . وكان معظم السلاح يأتي من الاتحاد السوفيتي ، وفي عام 1968 كان سلاحنا قليلا فذهب وفد الى الاتحاد السوفيتي لطلب سلاح فاشترط السوفيت ان يكون الدفع نقدا فاتجهنا الى الصين وفرنسا ودول اوربية مثل النمسا (احسن المدافع صناعة نمساوية) . وقد ارسل وفدا برئاسة العقيد عبد الجبار شنشل الى الصين لطلب 7000 دباباة اضافة الى معدات اخرى . وروى لي شنشل انه نسي وهو في الصين العدد المطلوب من الدبابات (يبدو ان الرسالة كانت شفوية ) وجلس مع نفسه يفكر : كان هناك رقم 7 .. لايمكن ان يكون 70 دبابة لأنها قليلة ولايمكن ان يكون 7000 لأنها كثيرة فلابد ان العدد هو 700 . وهكذا طلب من الصين هذا العدد وارسل برقية من السفارة العراقية يقول فيها (وافقوا على 700 دبابة التي طلبناها).

    فكتب الرئيس الشهيد حين استلم البرقية : أي 700؟ لقد طلبنا 7000 . ارجع اليهم . ولكن الصينيين تعذروا ان صناعة 7000 دبابة تحتاج الى سنتين من الزمن ، وحين ابرق شنشل مرة اخرى الى بغداد جاءه الرد من الرئيس صدام ان يقول للصينيين : اعطونا المستعمل في جيشكم وانتم لستم في حالة حرب ويمكنكم تصنيع دبابات جديدة لكم .

    ووافقت الصين وجمعت من جيشهم 7000 دبابة مستعملة وهذه الدبابات هي التي جعلت الغرب يقول ان جيشنا خامس اقوى جيش في العالم

    ---

    امريكا سقطت يوم احتلال بغداد

    كان يؤمن ان على امريكا ان تبادر بنزع سلاحها للدمار الشامل لأنها متفوقة بسلاحها التقليدي وهي متربعة على القمة . وليست في حاجة الى سلاح دمار شامل .

    وكان يقول ان امريكا سقطت حين ضربت بغداد ، وكان يرى ان امريكا تسير تاريخيا على نهج الامبراطوريات ، لأنه من قديم الزمان وامبراطوريات العالم تعتقد ان الاستيلاء على جهات العالم الاربع لايستتب الا بعد الاستيلاء على بغداد . اي انها تكرس احتلالها للعالم باحتلالها بغداد.

    ولكنه كان يؤمن ايضا ان امريكا لن تستطيع البقاء في العراق حتى اذا احتلته كله فسوف يحاربها العراقيون الى الصحراء حتى تنسحب خلف الحدود من المناطق التي جاءت منها .

    --

    أين تكمن قوة العراقيين ؟

    كان دائما لاينسى ان العراق سليل الحضارات وان العراقيين احفاد السومريين والبابليين والاشوريين وكان يؤمن بان سبب تغلب العراقيين على المصاعب هو الفسيفساء الملونة التي يشكلونها بتنوعهم الممتد من ذلك الوقت
    كان يقول ان الفسيفساء حين تتجمع متناسقة الالوان تكمن فيها قوة تهزم العدو ولكن حين تتفكك يهزمها الاعداء ولكنها تعود فتتجمع وهكذا وان العراق محط نظر كل الاعداء المتآمرين على مر التاريخ .

    كانت الحضارة العراقية حاضرة في وجدانه دائما . مرة كنا في اجتماع مجلس الوزراء وبدأ الجلسة قائلا : شفت احد طلاب العلوم اول البارحة وفهمت من عنده ان قسم الرياضيات الغي . لماذا واحنا اهل الرياضيات وطلب اعادة القسم الا اذا كان لوزيرالتعليم العالي وجهة نظر يقنعنا بها .

    قال الوزير : العلوم التطبيقية هي التي يحتاجها البلد اما العلوم الصرفة (الرياضيات) فلا يحتاجها البلد .

    ولكن الرئيس صدام اصر على اعادة تدريس الرياضيات . كما سأل عن تدريس علم الفلك ولم يكن يدرس وقال : احنا اهل الفلك والبابليون اكتشفوا سبع كواكب .
    ودخل الفلك في كليات العلوم في 2002 .

    ---

    معرفة الرجال بالفطرة

    قال محدثي ان الرئيس الشهيد كان يعرف معادن الرجال بالفطرة . كان يقرأ الافكار .

    قاطعته : ولكن بعض من كان يعرفهم قد انقلبوا وخانوا .

    - ولكن ذوي المواقف الصلبة لم يخطيء بهم . ولا واحد من القيادة او الوزراء او القادة العسكريين خان مع كل المغريات . ويكفي ان نتابع المحاكمات الصورية التي تجري هذه الايام لاركان الحكم والجيش لنرى صلابتهم وثباتهم وتفضيلهم الموت على خيانة وطنهم وقائدهم حتى بعد استشهاده .

    ----

    اربعة يكرههم

    -هل كان يكره احدا ؟
    - هو لم يكن يكره حسب علمي الا اربعة . وكما قال في وصيته "اكرهوا الفعل ولكن لا تكرهوا الفاعل ". حتى عبد الكريم قاسم الذي شارك الشهيد باستهدافه لم يكن يكرهه وفي سنوات تالية سأل عمن بقي من عائلة عبد الكريم قاسم واكرمه بسيارة وراتب شهري .

    ولكنه كان مع ذلك يكره اربعة:

    اولهم عبد السلام عارف لخيانته الحزب وكما قال الشهيد لاساءته لمن احسن اليه. ولكنه مع ذلك رعى عائلته واعتبرها جزءا من عائلته وعامل بناته كأنه ابوهم مع رعاية صحية وراتب شهري .
    وثانيهم جلال الطالباني لفعله الخياني الدائم
    وثالثهم الصهاينة لتآمرهم وخيانتهم
    ورابعهم الفرس لمعاداتهم للعرب طيلة تاريخهم.

    وأذكر انه بعد عام 1986 وكانت الفاو محتلة والحرب على اشدها مع ايران وقد زار الرئيس الشهيد مدرسة ابتدائية وسأل التلاميذ في احد الصفوف :
    - من عدونا الاساسي ؟
    فردوا بصوت واحد : المجوس والفرس
    فقال لهم : كلا .. عدونا الاساسي .. الصهاينة .

    ---

    يعرف ابناء شعبه بكنياتهم

    كان يفتخر مع نفسه وامام الاخرين بأنه الحاكم العراقي الوحيد الذي استطاع ان يقيم علاقات مع ابناء شعبه ووجهائهم حتى اصبح يعرفهم بالاسم . وكان دائم الاجتماعات مع العشائر والوجهاء وحتى عموم ابناء الشعب ممن يطلب مقابلته . وفي احدى المرات في ايام التسعينات كان الاجتماع عصرا مع بعض العشائر وحين انتهى الاجتماع دعاهم الى العشاء معه ثم المبيت في نفس المكان وكان كما اذكر قاعة الخلد وقد فرشت الحديقة للعشاء وكان جالسا على مائدة جمع عليها اكبر الوجهاء وكان امامه مكرفون يتحدث فيه فيسمع الاخرون حديثه وجرى الحديث عن الصمود في الحصار واذا بواحد من مكان آخر من الحديقة تأخذه الحمية فينهض (يهوّس) فقاطعه الرئيس الشهيد قائلا :

    ابو عبد الاله من فضلك ترة الفكرة تروح ..!

    ثم نظر الى السماء وقال : الحمد لله الذي جعل صدام حسين يعرف شعبه حتى بالكني.

    ---

    انشطة السيدة الاولى

    قلت لمحدثي ان احد اعضاء الدورية سأل عن دور السيدة الاولى وهل كانت تقوم بنشاطات عامة ؟

    - لم يكن الرئيس الشهيد يحب ان تكون العائلة بالواجهة . لم يكن هناك توجيه مكتوب ولكن هذا كان نهجا جاريا واذكر مرة ان موظفة في ديوان الرئاسة بعثت الى مكتبنا قصاصة ورق تذكر فيها ان السيدة الاولى وزعت بمناسبة احد الاعياد الدينية ملابس وهدايا على دور الايتام . وكان مطلوبا نشر تلك الواقعة ولكننا لم نفعل فاشتكت الموظفة للسيدة الاولى وفي يوم ضرب التليفون الخاص لدي وكانت السيدة الاولى التي قالت لي :" جاءت لك ورقة نشر خبر ولم توجه لنشره ؟" قلت لها "اكو شبه توجيه غير مكتوب ولكن ماشيين عليه ان السيد الرئيس لا يحب ان تكون العائلة بالواجهة ." فشكرتني قائلة "صحيح .. انا ممنونة "

    ويمكن القول ان كل ظهورها في التلفزيون بما فيه استقبالها مع السيد الرئيس السيدة ابنة القذافي وسفينة السلام وزيارات مرة او مرتين لعوائل الشهداء اضافة الى زيارة الشهيد عدي في المستشفى بعد اصابته. كل مرات ظهورها لا تتعدى اصابع اليد الواحدة .

    ---

    مذكراته هي رواياته

    سألت محدثي عن رواياته مرة اخرى .. قال انها مذكرات كتبها على قصاصات او في دفاتر وكان يتركها في اكثر من مكان .. وفي اكثر من بيت وحين قرر ان يكتب مذكراته بشكل روايات .. استعان بثلاثة او اربعة اصدقاء ادباء ممن حوله لترتيب الاجزاء حسب تسلسلها الزمني . ولهذا فإن من يريد ان يعرف عنه الكثير يجده في رواياته ففيها آراؤه وأفكاره ووقائع حياته واضاف ان فكرة كتابة المذكرات بشكل روايات بدأت في عام 1975 حين اشتدت عليه آلام ديسك في ظهره وكان الاطباء العراقيون يخشون اخضاعه لعملية قد تكون خطيرة ولكنه اخيرا استعان بأطباء فرنسيين وكوبيين وعراقيين ونجحت العملية . وفي فترة النقاهة زارته وفود كثيرة من ضمنهم وفد من الادباء فقال لهم انه سيحكي لهم جزءا من حياته طالبا منهم ان يكتبوه بشكل رواية . وتحدث لهم عن محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم ثم الهروب ثم ثورة 1963 ، وطلب ان يكتبها من يشاء وتصدى الشاعر عبدالامير معلة وكتب (الايام الطويلة ) وقد قرأها الشهيد وعدل فيها كما غير الاسم الذي كان قد اختاره الكاتب وهو على وزن (صدام) الى (محمد الصكر) .

    وللحديث بقية

    ***
    خاص بدورية العراق


    ملاحظة : الوزير المشار إليه هو دكتور رياض حسين العاني.


  3. #43
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    02/01/2007
    المشاركات
    2
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي لم يعد في العراق حكماء ولا وطنيين ولا شرفاء إلا المجاهدين منهم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    إلى أخي الكريم عامر العظم يحفظك الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد

    لقد قلت مرار وتكرار ان العراق أصبخ خاليا من العقلاء والمفكرين إلا من رحم ربي!

    أخي الكريم عامر.. العراق اليوم يحكمه جهلة وبلطجية بل حثالة بشرية أتت من الشرق، من العدو الصفوي الذي يطمع أن يحتل منطقة الشرق الأوسط بأفكاره الهدامة والطائفية التي ما أنزل الله بها من سلطان وقلت قبل سنة أو أكثر أن الموجودين في العراق وخاصة الذين ينتمون إلى الشيعة والصفويين ما هو إلا تقصيرنا نحن أهل السنة الذين سمحنا لهم بنشر سمومهم بين مجتمعاتنا وذلك عن طريق فكرة التقريب. وأنا هنا لا أدعو إلى الشقاق والفرقة بين أوساط العراقيين، فهنالك الشرفاء من السنة والشيعة والأكراد. ولكنني أقول لكم كفاكم تهاونا مع هؤلاء الطائفيون الذين ما جاءوا وراء الدبابات المحتلة إلا لتدمير العراق ونهب ثرواته وآثاره وقتل علمائه ومفكريه.

    يا سادة! العراق أصبخ خاليا من المفكرين والأذكياء ..أصبح مليئا بالخونة والمتأمرين..اسألوني فأنا من أهل البلد. فو الله لو لا المجاهدين الأبطال لأصبحت رؤسنا في التراب وأنا أقصد جميع الرؤؤس ، رؤؤس العراقيين والعرب والمسلمين لأن العراق جمجمة العرب وكنز الإسلام كما قال سيدنا عمر بن الخطاب

    والسلام ختام

    اخوكم محمد الخالدي


  4. #44
    أستاذ بارز الصورة الرمزية غالب ياسين
    تاريخ التسجيل
    17/11/2006
    المشاركات
    8,505
    معدل تقييم المستوى
    26

    افتراضي

    صنعاء ـ القدس العربي ـ من خالد الحمادي: حضر أحمد طه رمضان، نجل نائب الرئيس العراقي السابق طه ياسين رمضان، إلي صنعاء قبل أيام من عملية تنفيذ حكم الإعدام في والده، لمشاركة بقية أفراد عائلته مجلس العزاء الذي فتح في العاصمة اليمنية التي احتضنت جميع أفراد عائلته لأول مرة.
    القدس العربي انتهزت فرصة وجود أحمد في صنعاء وهو النجل الأكبر (من الذكور) لطه ياسين رمضان، فأجرت معه هذا اللقاء حول الأيام الأخيرة والساعات الدقيقة لحياة والده قبل تنفيذ حكم الإعدام به.
    وأكد أن العراق ليس محتلا فقط من قبل القوات الأمريكية وإنما أيضا من قبل القوات الإيرانية التي لا تقل خطرا من نظيرتها الغربية، والتي تتجاوزها في استهداف تفتيت وحدة الصف العراقي.
    هنا نص اللقاء:
    ما هو تعليقكم علي تنفيذ حكم الإعدام في والدكم؟
    في البداية أحب البدء بقوله تعالي بسم الله الرحمن الرحيم ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، والدي كان شهيدا والعملية لم تكن إعداما وإنما هي اغتيال سياسي في حقه وفي رفاقه وعلي رأسهم شهيد العيد السيد الرئيس القائد صدام حسين، وخصوصا وأننا في العراق محتلون في الوقت الحاضر، وهذه المحكمة غير شرعية وحتي وإن كانوا يريدون أن يعملوا محكمة شرعية فيجب أن تكون في وقت تكون للعراق سيادة كاملة وحتي الآن لا توجد سيادة للعراق بسبب الاحتلال من قبل دولتين معروفتين.
    كيف تصفون الحكم والمحاكمة بشكل عام في حق والدكم ورفاقه الآخرين؟
    المحاكمة بشكل عام وبجواب بسيط أنشئت بقرار من الحاكم المدني للعراق بريمر، وهو يمثل الاحتلال فكيف يكون الوصف لها، بالتأكيد تكون غير شرعية، وخصوصا التهم الموجهة كقضية الدجيل وغيرها، كانت كلها في فترات نعيش فيها حالة حرب مع دولة جارة، وهي إيران، حيث أن قضية الدجيل كانت هي اعتداء علي شخص السيد الرئيس في حالة الحرب، وأن من نصب الاعتداء عليه كان من الطرف الآخر، الذي هو الجانب الإيراني، والذين هم في الوقت الراهن القابضون للحكم في العراق، أما بقية التهم الأخري، الموجهة ضد والدي وحتي ضد السيد الرئيس مثل قضية الأنفال فهي أيضا كانت في حالة حرب، والجانب الإيراني هو الذي استعمل السلاح الكيماوي، أما حرب إيران فهي من ضمن التهم الأخري، فمعروف أن الجانب الإيراني هو الذي بدأ الاعتداءات تحت شعار تصدير الثورة الإسلامية وهذا الموضوع لن يتوقف علي العراق فقط، وإنما في المستقبل سوف تتبين الحقيقة، حيث أنه سيتعدي مدي هذه الثورة، أو ما تسمي بالثورة الإسلامية، إلي خارج نطاق العراق.
    هل يعني ذلك أن الحكم والمحاكمة برمتها كانا حكما سياسيا؟
    بالتأكيد، لأنه مثلما أشرت سلفا أننا محتلون، والعراق ليست لديه سيادة، ومن أنشأ المحكمة هم الأمريكان أو الاحتلال.
    ما هي آخر المعلومات وآخر ما تلقيتموه من والدكم قبل إعدامه؟
    آخر شيء تلقيناه من والدنا هو اتصال هاتفي منه قبل ساعات من استشهاده وقبلها كان قد كتب لنا وصية، وطلب مني في وصيته أن أقوم بأداء الحج عنه لأنه لم يكن لديه مجال لأداء الحج في حياته، وطلب منا أن ندعو له بأن يكون مع الشهداء والصديقين، وآخر شيء طلبه مني شخصيا وربما من بقية أفراد العائلة أن نبقي علي نفس المبادئ التي تربّينا عليها وهي مبادئ حزب البعث، وألا ننحرف عنها مهما كانت الظروف قاسية علينا.
    هل تلقيتم هذه الوصية مكتوبة بخطه أم عبر الهاتف فقط؟
    تلقينا هذه الوصية خطّياً، بخط يده، وأيضا كما ذكرت اتصل بجميع أفراد العائلة قبل ساعات وكان يريد أن يسلم علينا ويودعنا، وفي الحقيقة كنت لا أريد أن أتحدث معه، لأن الظرف كان صعبا وكنت لا استطيع التحدث معه في هذه اللحظات الأخيرة، لكن كان هو من يقوّيني وعندما تكلمت معه لم أحس أنه سوف يعدم، بالعكس كان أكثر قوّة من الأول، وكان إيمانه بالله عز وجل عاليا جدا.
    ألم يسرّب إليكم مذكرات شخصية كتبها أثناء قضائه فترة السجن؟
    نعم، لدينا الكثير من مذكراته وأنا إن شاء الله سوف أطبعها وأنشرها علي شكل كتاب، وسأضيف إليه حياته قبل ثورة تموز (يوليو) وما بعدها وأضيف إليها أيضا الفترة التي قضاها في السجن بالمعسكر الأمريكي، لكن إذا تسألني عما ذا كان يطلب من عنده داخل السجن، فلا أذكر جميع الأشياء، لكن من أبرز الأشياء التي طلبت منه هو أين مكان السيد الرئيس؟ هذا هو السؤال المهم الذي كان يوجه ضده، ومن ضمن الأسئلة الأخري: كيف كنتم تمولون المقاومة الفلسطينية في فلسطين؟ ومن أين كنتم تبعثون لهم الأموال ومن أي بنوك؟ هذا ما أذكره وهذه من ضمن الأسئلة التي كانت توجه ضده.
    هل تعرف أنه سئل أو استجوب عن مدي ارتباط المقاومة العراقية بشخص والدكم وببقية رفاقه؟
    القيادة العراقية كانت تتوقع أن الحرب ستستمر ستة أشهر، أي أنها كانت تتوقع أن مقاومة الجيش العراقي فيها ستستمر ستة أشهر، وكان العراق مهيأ لحرب تستمر مدة ستة أشهر بما في ذلك توفير المواد الغذائية لهذه المدة، لكن حصل انهيار سريع لظروف عديدة، وبعد الاحتلال انتقل والدي إلي محافظة الموصل مسقط رأسه، وبدأ بتنظيم الحزب من جديد هناك، وبدأ ارتباط بين الموصل وبغداد، وهذا كان عمل السيد الرئيس أيضا، وكان من المفترض أن يلتقي والدي بالشهيد السيد الرئيس، لكن حدث في وقتها استشهاد عُدي وقُصي صدام حسين، ولم يتحقق اللقاء بينهما وبعدها تم أسر والدي من قبل الأحزاب الكردية.
    هل المكالمة الأخيرة مع والدكم كانت الوحيدة، أم أنه كانت هناك العديد من المكالمات التي سبقتها؟
    كانت هناك مكالمات عديدة سابقة، حيث اتصل بنا في السنة الأخيرة مرات عديدة، وكان يسلّم علي الأهل والعائلة، وكان هذا هو الكلام الذي يدور بيننا.
    هل كانت هذه المكالمات تستمر مدة طويلة، أم أنها كانت مقتضبة؟
    في كل مكالمة كان الكلام يستمر مع كل شخص بين ثلاث إلي أربع دقائق.
    هل كان كل الكلام الذي يدور بين والدكم وبين الذين يتحدث إليهم في مكالماته كلاما شخصيا بحتا، أم أنه كان هناك نوع من نقل معاناته في السجن؟
    كانت المكالمات عائلية فقط، لأن الفترة التي تم تعذيبه فيها كانت في الثلاثة أشهر الأولي لاعتقاله، وفي هذه الفترة لم نتلق منه أي مكالمة مطلقا، حتي أننا عندما كنا نبعث له أغراضا لم تكن تصل إليه، حتي الملابس الداخلية التي كنا نرسلها لم تكن تصل إليه ولا أي شيء آخر، أما بعد السنة الأولي بدأ الاتصال بنا وكان يتصل بين الفترة والأخري، لأن التعذيب الذي تعرض له كان خلال الثلاثة أشهر الأولي من اعتقاله.
    كيف كان وضعه النفسي وكيف كانت مشاعره وهو يودعكم في المكالمة الأخيرة التي أجراها معكم؟
    كانت معنوياته مرتفعة في المكالمة الهاتفية الأخيرة التي تلقيناها منه، فكما ذكرت كنت لا أستطيع أن أتكلم معه لكن هو الذي طلبني، وكان يقوّيني ولاحظته أكثر صلابة من السابق، وقال لي هذا هو التلفون الأخير بيننا، وكانت هذه الكلمات مؤثرة عليّ، وقال إن شاء الله نحن مع الشهداء، والشخص العربي المسلم يتمني الشهادة، وهذا كرم من رب العالمين، ونحن نفتخر به، والحمد لله علي كل شيء.
    هل هناك جملة أو كلمة معينة كانت أشد وقعا وأكثر أثرا عليك في هذه المكالمة الأخيرة؟
    مدة هذه المكالمة كانت دقائق معدودة، لكن الجملة الأكثر تأثيرا عليّ قوله هذا هو التلفون الأخير بيننا، فصعوبة هذا الموقف كانت شديدة الأثر، ثم بعدها أوصانا أن نصمد علي نفس المبادئ التي ربّانا عليها وألا ننحرف عنها مهما تكون الظروف الموجهة ضدنا.
    أشرتم قبل قليل إلي أنه تعرض للتعذيب في السجن، ألم يوضح لكم لماذا تعرض للتعذيب، وهل لانتزاع معلومات محددة منه، أم أنه نوع من الانتقام منه؟
    أوضح لنا أنه تعرض لتعذيب شديد جدا، وكان من أبرز الأسئلة الموجهة إليه السؤال عن مكان تواجد السيد الرئيس صدام حسين، وكانوا يريدون أسماء قادة المقاومة، لأن والدي أعاد تنظيم حزب البعث عندما انتقل بعد الاحتلال إلي مسقط رأسه بمحافظة الموصل، إضافة إلي ذلك كانوا يريدون أن يعرفوا كيف كان العراق يموّل المقاومة الفلسطينية، ومن أي بنوك ومن هم الأشخاص الذين يقومون بحلقة الوصل بين القيادة العراقية والمقاومة الفلسطينية، هذا ما أتذكره، لكن هناك أسبابا عديدة أخري، أما طريقة التعذيب فكانت شديدة جدا، حتي أنه في يوم من الأيام كان الذي يعذبه شخص أمريكي لا يعرف ماذا يتكلم والدي إلا عبر مترجم، وكان الأمريكي يسأل المترجم عما يقوله والدي، فيجيب عليه المترجم أنه ينطق بالشهادتين، وأن المسلمين يتشهّدون بالشهادتين عندما يحسّون أن الموت أصبح قريبا منهم، فأجاب الجندي الأمريكي الذي يعذبه عبر المترجم نحن لا ندعك تموت، سوف نوصلك إلي الموت ولكن لا ندعك تموت، واستمرت هذه الحالة معه فترة الثلاثة اشهر الأولي التي قضاها في السجن، حتي أنه في فترة من الفترات كان لا يستطيع المشي علي قدميه، وعندما كان يتشهّد ضربه الجندي الأمريكي وداس علي اصبعه التي يتشهّد فيها وكسر أصبعه أيضا وهذا ما ذكره في المحكمة.
    هل كنت معه أثناء عملية اعتقاله؟
    أنا كنت معه طيلة فترة الحرب، وحتي بعد الاحتلال، وذهبت معه إلي محافظة الموصل، لكني افترقت عنه قبل شهر واحد من أسره.
    هل افترقت عنه في تلك الفترة لوحدك أم أيضا بقية أفراد العائلة؟
    أفراد العائلة أساسا قبل الحرب كانوا في مكان آخر، وأنا كنت مع والدي، وأيضا انتقلنا إلي المقر المخصص لنا في منطقة اليرموك بوسط بغداد، وبدأنا التحرك من تلك المنطقة.
    هل روي لكم والدكم الكيفية التي تمت فيها عملية اعتقاله؟
    عملية اعتقاله كانت من جانب الأحزاب الكردية، ووالدي لم يكن مختبئا في بيت أو ما شابه ذلك، بالعكس كان يقوم باجتماعات دورية لأعضاء حزب البعث، وبسبب أصحاب النفوس الضعيفة بفعل الاحتلال استطاعوا أن يبلغوا عن الأشخاص الذين كانوا مع والدي وخصوصا السائق المرافق له الذي كان يجلب له الطعام، ومن خلال الوصول إليه استطاعوا أن يصلوا إلي المكان الذي كان يقيم فيه والدي، وتمت عملية أسرهما، وذلك في مسقط رأسه بمحافظة الموصل.
    هل شرح لكم كيفية معاملته في المعتقل الذي قضي فيه فترة السجن؟
    معاملته كانت سيئة جدا خصوصا في البداية كما ذكرت، حيث كانت الأشهر الثلاثة الأولي فترة تعذيب قاسية جدا، أما بعد ذلك فأصبحت المعاملة عادية، مثل أي سجين آخر.
    ألا تعتزمون نشر مذكراته بالجرائد قبل نشرها في كتاب؟
    حتي الآن لم نقرر متي يكون وقت النشر، لكن بالتأكيد سوف أبعث منها نسخا وبالذات لجريدة القدس العربي ليأخذوا منها ما يريدون وما هو صالح للنشر منها.
    متي وكيف خرجت وبقية أفراد العائلة من داخل العراق؟
    أفراد العائلة أصبحوا كل واحد في مكان معيّن، وأما أنا فقد خرجت من العراق بعد الاحتلال، بعد أسر والدي بفترة طويلة، تقريبا بعد سنة أو أكثر قليلا.
    وماذا بشأن خروج بقية أفراد العائلة؟
    أفراد العائلة ليسوا في مكان واحد، كل واحد منهم أصبح في مكان معيّن بسبب الظروف الأمنية التي نعيشها، وحيث أنه غير مسموح لنا بالدخول إلي العراق بالإضافة إلي أن جميع بيوتنا التي في العراق تم اغتصابها وأخذها من قبل قوات الاحتلال الموجودة حاليا في العراق.
    متي انتقلت إلي اليمن؟
    بالنسبة لي أنا انتقلت إلي أكثر من دولة، ووصلت إلي اليمن قبل فترة وجيزة من إعدام والدي، وتحديدا قبل أيام من ذلك.
    وماذا بشأن بقية أفراد العائلة، متي وصلوا إلي اليمن؟
    قسم من أفراد العائلة صار لهم فترة طويلة هنا وقسم آخر موزع بين أكثر من دولة وجاءوا لليمن حاليا لحضور مجلس العزاء.
    كيف تمكنتم من الفرار أو الإفلات من أيدي القوات الأمريكية عند خروجكم من العراق؟
    في الحقيقة نحن لم نفر من العراق، لكن بعد انهيار الجيش العراقي لم تكن لنا هناك ساحة للقتال، نحن لم نفر لكن لا نستطيع أن نستمر هناك بسبب ملاحقتنا من قبل الجانب الإيراني بالتحديد، أما الجانب الأمريكي بعد أسر والدي لم يعيروا أي أهمية لأفراد عائلته، وفي بداية الأمر كان الخروج من العراق مسألة عادية، وكان بإمكان أي شخص الخروج منه، لأنهم لم يكونوا حينها فارضين سيطرتهم بالكامل علي العراق.
    هل بالفعل عرض الأمريكيون علي والدكم الرئاسة مقابل الإدلاء بشهادة ضد صدام حسين؟
    نعم استعملت مع والدي سياسة الترهيب والترغيب، لكن في الحقيقة كانوا أغبياء في هذا الشيء، لأنهم لا يعرفون مدي علاقة والدي بالسيد الرئيس، ومدي ولائه للسيد الرئيس، ومدي ولائه لبلده، ولو أعطوه الرئاسة لأكثر من بلد لما قَبِل بذلك، وأنا أعرف صلابته، وقوة موقفه من هذه الأمور.
    متي تعتقدون سيكون العراق جاهزا لعودتكم إليه والاستقرار فيه؟
    برأيي الشخصي أنه طوال حكم الرئيس الأمريكي جورج بوش لن يكون هناك انسحاب للقوات الأمريكية من العراق، أما بعد تنحيه عن الرئاسة فبالإمكان أن يكون هناك انسحاب أمريكي، وبالتالي إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق فسينسحب الإيرانيون الموجودون في العراق كذلك، لأنهم لا يستطيعون المكوث في العراق، ومن خلال الحروب السابقة معهم لم يستطيعوا التمكن من الانتصار علي العراق، لكن بسبب وجود القوة الأمريكية هم موجودون حاليا في العراق.
    هل يعني هذا أن العراق يعاني من احتلالين، احتلال أمريكي واحتلال إيراني؟
    بالتأكيد، فلولا الاحتلال الإيراني لما استطاع الاحتلال الأمريكي الاستمرار في العراق، ولولا الاحتلال الأمريكي لما استطاع الاحتلال الإيراني الدخول إلي العراق، حيث أن الاحتلال الإيراني ليست هذه المرة الأولي التي يدخل فيها إلي العراق، فهذا هو الدخول الثالث لهم إلي العراق، حيث كان الأول عام 1980 في الحرب الطويلة المعروفة مع العراق، وكانت الثانية بعد حرب الكويت التي سميت بالغوغاء والآن الدخول الثالث لهم في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق.
    من وجهة نظركم هل تعتقدون أن الخطر الأشد الذي يواجهه العراق الآن هو الخطر الأمريكي أم الخطر الإيراني؟
    في الحقيقة الخطر هو واحد، لكن كل واحد له أسلوب مختلف عن الآخر، فالجانب الأمريكي يهتم بمصادر النفط ويهتم بتمزيق العراق إلي دويلات، أما الجانب الإيراني فيحاول القضاء علي المواطنين العراقيين بتصفيتهم تصفية جسدية، حتي لو كان عددهم بالملايين، وهي في النتيجة حرب ضد الإسلام، كما أعلنها الرئيس الأمريكي جورج بوش، وهم يستعملون نفس الشيء لكن بأسلوب مختلف، فالجانب الإيراني يحاول دائما إشعال حرب طائفية في العراق، وهذا الشيء لم يكن موجودا في العراق، وجميع العراقيين يعرفون هذا الشيء، والعراقيون كلهم إخوة بمختلف أطيافهم، وحتي حزب البعث نفسه كان فيه خليط من العرب السنة ومن الشيعة ومن الأكراد ومن المسيحيين وكانوا إخوة، وعلي مدي التاريخ أيضا كانت هناك ثورات عديدة في العراق كثورة العشرين، ولو لم يكن العراقيون متلاحمين لما استطاعوا دحر الاحتلال الانكليزي حينها، فلم تكن هناك فوارق في أوساط الشعب العراقي، كما يعلن في الإعلام الغربي، لكن هذا حدث بعد ظهور الثورة الإسلامية في إيران بمجيء الخميني، وفي اعتقادي أن هذا الموضوع لن يقف عند العراق فقط، وإنما سوف ينتشر في كافة الدول العربية، لأن الهدف منه هو القضاء علي الإسلام.
    هل بلغكم المحامي أي شيء عن والدكم وعن آخر لقاء جمعه به؟
    نعم، أحد المحامين حضر مع والدي اللحظات الأخيرة، ووصف لنا موقف والدي عندما صعد الي منصة الإعدام وقال لي بأن والدي كان شجاعا جدا، ولم يأبه للموت وإن شاء الله عما قريب سوف ينشر هذا الكلام عن طريق أحد محامي هيئة الدفاع عن والدي.

    «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»"رَبَّنا آتِنا فى الدُّنيا حَسَنةً، وفى الآخرةِ حَسَنةً، وقِنا عَذابَ النَّارِ"«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

  5. #45
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    04/02/2007
    المشاركات
    73
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
    ولمن يريد أن يعرف من هو صدام حسين , هذه هي الحلقة الثالثة , وإن رغبتم وضعت الحلقتين الأولى والثانية هنا أيضا وهي أمور كانت بعيدة عن الإعلام :
    ما لاتعرفه عن الرئيس الشهيد صدام حسين - 3


    وللحديث بقية

    ***
    خاص بدورية العراق


    ملاحظة : الوزير المشار إليه هو دكتور رياض حسين العاني.
    معقول؟؟ بعد أن قرأت ماتقدم ... أتسأل ..ألم ينسى الكاتب أن يضيف لألقاب صدام هذا عبارة ... صلى الله عليه وسلم ... على هذا المجرم السفاح .. وآله .. من عدي وقصي الذين ماتركوا كبيراً ولاصغيراً .. ولا شاباً ولا بنتاً ولا زرعاً .. ولاحتى الجماد في العراق .. دون أن يجعلوا حياته جحيماً بهمجيتهم وجرائمهم ! وماتركوا العراق إلا بعد أن أدخلوا الأمريكان للجزيرة العربية وإلى الأبد .. بعد جريمة احتلال الكويت .. (آسف .. كان يقصد تحرير فلسطين عن طريق الكويت ... ويبدو أنه لم يكن يعرف بالجغرافيا!!) ..
    وانتهى بهم الطاف بتسليم العراق (بدبابتين فقط دخل الأمريكان عاصمة الخلافة العباسية .. وعجزت اسرائيل عن احتلال قرية في جنوب لبنان خلال شهر كامل !!!!!!!!!) ...

    ولا حول ولاقوة إلا بالله ... لم كن أتوقع أن تصل محاولات زبانية البعث ومن لف لفهم استحماقنا لهذه الدرجة ... ولكن يبدو أننا لازلنا بأول الطريق ...


  6. #46
    عضو متوفي الصورة الرمزية ابراهيم الداقوقي
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    89
    المشاركات
    81
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الاخ الاستاذ عامر المحترم
    الاخ الاستاذ فؤاد بوعلي المحترم
    كلاكما على حق في جدوى هذه الاعدامات - رغم ايماننا بمقولة " وباشر القاتل بالقتل " - وفي تساؤل الاخ بوعلي " هل يا ترى عندما نعتبر أحد رموز النظام القديم شهيدا نكون قد حققنا انتصارا ؟
    هل يا ترى عندما نخونه نكون قد بنينا عراقا جديدا ؟
    في الاتجاهين معا لن نزيد غير أن نكون نموذجا لواقع طائفي مذهبي يخون أحدنا الآخر ... والدليل ما قاله أحد الإخوة الذي كان يبحث عن توجه الجمعية .... وكان يكفيه أن يطالع ميثاقها التأسيسي وليس حديث المنتديات ...
    الحديث بأكمله هو حول عراقين : عراق صدام وعراق الطوائف .... فهل نحن ملزمون على الاختيار بين أحدهما ؟ ...أليس من حق العراقيين أن يؤسوا كيانا غير هذين الكيانين المشوهين ؟ " .
    لان من لم يعش في العراق خلال الثلاثين عاما الماضية ، لا يمكنه تفسير قيام احد الحكام العراقيين بقتل ابنه - اقصد صهره الذي هو بمثابة الابن - مع اهله وعائلته ، وقيام العراقيين بنهب الاموال ودوائر الدولة ومؤسساتها ، بعد انهيار النظام . فهل حدث مثل هذه الاعمال في عهد موسوليني وهتلر ؟
    لا اعتقد ذلك .... ومن هنا يجب ان نجد التفسير المنطقي لكل هذه التناقظات ، التي لا يمكن تفسيرها الا من خلال تناقض نزعات البشر وتغلب الشر وروح البداوة المقيتة في الغزو والسلب والنهب والقتل فينا ، لاننا جهلاء ولم نرتق - قيد انملة - في مراتب التقدم والمدنية والحضارة .
    انني لا اقول ذلك من باب تجليد الذات او محاولة القاء تبعة تلك الاحداث على الاخرين ، وانما لنتأكيد وجود الازدواجية - التي اكدها الاستاذ بوعلي اعلاه - في شخصية الفرد العراقي - بخاصة والعربي بعامة - ومن هنا يتعجب معظم القراء من انتقادي لاعمال حكومة المالكي الطائفية العنصرية وتأكيدي بان نصف اعمال الارهاب الممارسة في العراق اليوم ، هو من صنع الاحتلال واعوانه ...لان الاحتلال لا يمكن ان يقوم بنشر الديموقراطية ولا الحريات . فاذا كانت امريكا قد قضت على دكتاتور واحد ونظامه المقيت ، فانها قد خلقت عشرات الدكتاتوريين : زعماء الاحزاب الطائفية - العنصرية ، قادة الميليشيات ، زعماء مافيا الخطف والاغتصاب والارهاب ، ومليونيري ناهبي اموال الشعب العراقي .

    [align=center]اكاديمي اعلامي ومتخصص بالشؤون التركية واستاذ الدراسات الشرقية المقارنة.

    انتقل إلى رحمة الله تعالى في كانون ثاني 2008[/align]

  7. #47
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    أخي الدكتور الداقوقي،

    اسمح لي أن أشكر جميع الأساتذة والزملاء على مداخلاتهم ورسائلهم سواء أكانت مؤيدة أو معارضة ويعذروني على عدم القدرة على الرد على كل مداخلة ورسالة.

    أنا معك. لا ينفع الحديث في الماضي لأن لكل قناعاته. العراق بحاجة الآن إلى زعيم يتحلى بثلاث صفات لا غير وستحل جميع مشاكله:
    وطني
    عادل
    حازم


    هذه هي المعادلة وحتى يصل إلى حكم العراق هذا الشخص، سنظل نرى ما نرى ونسمع ما نسمع ونقرأ ما نقرأ ونناقش ما نناقش!

    تحية وطنية وعادلة وحازمة!


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  8. #48
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    بعد أربع سنوات من الاحتلال: لا رعاية صحية في العراق
    ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد


    أوضاع الرعاية الصحية في العراق، ليست أقل من كارثة. تدهورت الأرقام القياسية الصحية إلى مستويات الخمسينات، حسب Joseph Chamie- مدير دائرة قسم السكان- الأمم المتحدة. تتقرر الحالة الصحية للناس بالعلاقة من الظروف الاجتماعية، الاقتصادية والبيئية، وهذه العوامل تدهورت في ظل الاحتلال.
    كشفت دراسة مؤخراً مدعمة من ألـ UNDP أن ثلث العراقيين يعيشون في حالة فقر. نسبة تتجاوز 5% يعيشون في فقر مدقع. بينما تتحدث تقارير أخرى عن ثمانية ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر بمعدل دخل يقل عن دولار يومياً. أكثر من نصف سكان بغداد يحصلون على الماء ساعات قليلة. أغلب العراقيين يحصلون على الكهرباء ثلاث ساعات يومياً، مقابل 20 ساعة يومياً قبل الاحتلال.
    * تدهور الرعاية الصحية لأطفال العراق
    أدت المقاطعة والحرب إلى زيادة معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة من 50 طفل لكل ألف عام 1990 إلى 125 لكل ألف عام 2005 و 130 لكل ألف عام 2006، حسب بيانات وزارة الصحة العراقية.
    وحسب اليونيسيف واحد من كل عشرة أطفال دون أطوالهم الطبيعية بسبب سوء التغذية. "الكثير من أطفال العراق يُعانون من جوع خفي hidden hunger- نقص فيتامينات حيوية ومعادن لبناء جسم الأطفال وعقولهم، حسب Clair Hajaj- ضابط ارتباط اليونيسيف لدعم العراق ISCA-عمان. ويضيف "يصعب قياس هذه النواقص، لكنها تجعل من الطفل أكثر ضعفاً ورخاوة وتعرضاً للمرض وأقل احتمالاً من الاستمرار والنجاح في المدرسة." بينما يشير حيدر حسين- موظف كبير في وزارة الصحة العراقية- إلى أن حوالي 50% من أطفال العراق يعانون من شكل من أشكال سوء التغذية.
    كذلك تمثل الآثار النفسية للاحتلال أهمية بالغة. ففي دراسة بعنوان: الآثار السيكولوجية للحرب على العراقيين لرابطة أطباء النفس العراقيين AIP أن حوالي 60% من مجموع 2000 تمت معاينتهم، ذكروا أن أحداث العنف سببت لهم الرعب ومنعتهم الذهاب خارج المنزل. كما وجدت 92% من مجموع 1000 طفل تمت معاينتهم يعانون من أشكال الإعاقة impediments نتيجة بيئة الخوف وغياب الأمن. "الشيء الوحيد في أذهانهم هو السلاح، العتاد، القتل والخوف من الاحتلال الأمريكي.
    * تواجه المستشفيات نقصاً في الإمكانيات
    في تقرير لرابطة الأطباء العراقيين أن 90 من مجموع 180 مستشفى في العراق تعاني نقص المعدات. مستشفى اليرموك ببغداد إحدى أهم المستشفيات التي تستقبل كثرة من المراجعين، تحدث فيها خمس حالات موت يومياً بسبب نقص المعدات لمعالجة الأمراض والحوادث العادية، حسب طبيب المستشفى حسام عبود. حسن عبدالله أحد كبار أطباء الصحة في محافظة البصرة يقول ما بين يناير/ ك2- يوليو/ تموز 2006 مات حوالي 90 طفل مقارنة بموت 40 طفل لنفس الفترة في السنة السابقة بسبب نقص الأدوية. بينما ذكرت ماريا فريناندز- المتحدثة باسم منظمة حماية الأطفال في فينا "الأطفال يموتون لعدم توفر أكياس لحفظ الدم."
    * المستشفيات معرضة للهجمات العسكرية والاحتلال
    تعتبر المستشفيات وفق معاهدة جنيف مؤسسات حيادية ومفتوحة للجميع، بخاصة المدنيين، وعندما تخضع لاحتلال المليشيات وقوات رسمية عندئذ لا يستطيع المدنيون دخولها، حسب Cedric Turlan- موظف معلومات لجنة التنسيق في العراق NCCI- NGO.
    في الأسبوع الأول من نوفمبر/ ت2 2006 عندما دخل 13 مدنياً للمعالجة في مستشفى الرمادي، قتلوا جميعاً برصاص القناصين الأمريكيين. انخفض كادر المستشفى إلى أقل من 10%. غارات القوات الأمريكية على المستشفى مستمرة ليلاً ونهاراً. والآن قلّما يذهب الناس إلى المستشفى خوفاً من الاعتقال والقتل.
    ووفق تقارير أخرى تسلمتها NCCI احتلت قوات المليشيات مستشفى الموصل، بينما كانت سيارات الإسعاف هدفاً لهجمات منتظمة في النجف، الفلوجة وأجزاء أخرى من الأنبار. كما وهوجمت مستشفى الفلوجة مرات عديدة من قبل قوات الاحتلال مع إساءة معاملة الأطباء.
    وزير الصحة الحالي من حركة الصدر.. مليشيات جيش المهدي داخل المستشفيات محصنون في ممارساتهم بخطف مرضى ومصابين ثم قتلهم. وبالنتيجة يزداد عدد الناس الممتنعين عن مراجعة المستشفيات: "نفضل الموت على الذهاب للمستشفى... أصبحت المستشفيات ساحات للقتل" حسب أبو نصر أحد المقيمين في ضواحي بغداد.
    كذلك يظهر أن وزارة الصحة تتعامل بشكل عنصري/ تمييزي في مجال توفير المواد الطبية لمستشفيات المحافظات. يقول طارق الحيالي متألماً- موظف صحي في بعقوبة- "إن وزارة الصحة لا تجهزنا بالأدوية والمعدات الطبية- يعتبروننا إرهابيين." بينما ذكر جمال قدوري- أحد العاملين في بنك الدم- نفس المحافظة "سيارات الإسعاف التي أرسلناها إلى بغداد كانت محل اعتراض عناصر جيش المهدي."
    أُقفلت وحدة الطوارئ في المستشفى التعليمي في البصرة على مدى خمسة أشهر بعد تعرضها لهجمات مسلحين وقتل عدد من الأطباء فيها أثناء تأدية واجبهم.
    * تعرض العاملين في مجال الصحة إلى: المضايقات، الاعتقال، الاختطاف والاغتيال
    وأيضاً، ففي ظل معاهدة جنيف/ المادة 18، تعتبر المستشفيات مجالاً لرعاية المصابين والمرضى والعجزة والولادات. يجب أن لا تتعرض للهجمات تحت أية ظروف. أن تكون محل احترام في كل الأحوال ومحل احترام الأطراف المتصارعة.. أما على أرض الواقع في عراق اليوم فالأمر مختلف جداً.
    "رجال مسلحون يندفعون نحو غرف العمليات مجبرين الأطباء التفرغ حالاً لمعالجة مرضاهم بتهديد السلاح..."، حسب ندى دوماني- المتحدثة باسم لجنة الصليب الأحمر الدولية ICRC. الدكتور واشدي محمود- مستشفى ابن سيناء ببغداد- اتصل تلفونياً بتاريخ 27 فبراير/ شباط وقال "أمس صباحاً صرنا محل تهديد مسلح من قبل أقرباء مريض، وجهوا سلاحهم إلى رأس أحد الأطباء.. لم يكترث حراس أمن المستشفى، عليه قررنا الإضراب." بينما يقول الدكتور سلمان إسماعيل "نعاني من مضايقات مليشيات أحزاب معينة. لا تفعل الحكومة أي شيء معهم. يدخلون غرف المرضى مع أسلحتهم، يصرخون على الأطباء، ويهددون بقتلهم."
    رجال مسلحون دخلوا مستشفى تلعفر في 9 مايس/ أيار 2006 شمال العراق. هددوا وهاجموا كادر المستشفى. وجه أحدهم سلاحه إلى رأس طبيب يعالج طفلاً وأمره الانتقال إلى معالجة زميل له أصيب بجرح خفيف في قدمه نتيجة إطلاق النار. أخذ المسلحون بكسر أجهزة المستشفى. اعتدوا على عدد من سائقي سيارات الإسعاف. ركلوا وضربوا صيدلي المستشفى. أطلق أحدهم النار على طبيب أخطأ رأسه بمسافة قليلة.
    حادث مماثل حصل في مستشفى اليرموك بتاريخ 28 سبتمبر/ أيلول 2006 عندما هاجم شرطة الحكومة المستشفى وأجبروا أحد الأطباء التفرغ حالاً لمعالجة زميل لهم.. اتصل الأطباء، بعد إعلانهم الإضراب، بوزارة الداخلية طالبين تحريم دخول المسلحين إلى المستشفى.
    كتب الدكتور إبراهيم- عالم في طب القلب ببغداد- يقول: قُتل زميلي في حين كان يفحص مرضاه.. عصابة مسلحة هاجمت المستوصف وأطلقت عليه النار ثم غادرت."
    يُضاف إلى هذه الأحداث جرائم الاختطاف والاغتيال بحق هؤلاء المهنيين في ظل الاحتلال. بتاريخ 9 نوفمبر تم اختطاف رئيس إدارة الصليب الأحمر الدولية في بغداد الدكتور أنس العزاوي أمام منزله. كان ثمن إطلاق سراحه 750 ألف دولار فدية.
    الدكتور عمر- عالم في جراحة القلب- ترك عمله في بغداد. يعمل حالياً في مستوصف بسوريا. يقول ماذا أفعل "كنت مهددا من قبل عناصر مليشيات.." ويضيف "كنت طبيباً متخصصاً والآن أعمل كطبيب مبتدئ..."
    * هروب مكثف لأصحاب المهن الطبية
    في مارس 2006 ذكرت المنظمة البريطانية NGO Medact أن 18 ألفاً من بين 43 ألف طبيب هربوا من البلاد منذ بداية الحرب. بينما ذكر فاروق ناجي- طبيب سريري- عضو في IMA "ُقتل حوالي 200 طبيب سريري منذ عام 2003." كل يوم نخسر أفضل أطباءنا في العراق.
    كذلك الحال في البصرة. وحسب موظف الصحة حسن عبدالله: لا توجد إحصاءات رسمية بعدد الأطباء وأطباء الأسنان ممن غادروا المنطقة، لكن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى ما لا يقل عن 200 من أصحاب المهن الصحية تركوا عملهم منذ يناير فقط. يحاول بعضهم الحصول على عمل في منطقة أكثر أمناً داخل البلاد. تقول رزان سيدا- وزارة صحة إقليم كردستان- أن الوزارة عينتْ 600 طبيب ممن هربوا من المناطق غير الآمنة في البلاد، وهناك 320 آخرين على قائمة الوزارة انتظاراً للعمل.
    إن نقص الكادر الطبي يولد آثاراً كارثية على المرضى. ففي تقرير لبعض أطباء كلية الطب في الديوانية "يعترف الكادر الطبي أن أكثر من نصف من ماتوا كان يمكن إنقاذهم لو توفر كادر متخصص."
    * إعادة البناء في ظل الاحتلال
    عشرات المستوصفات الجديدة تُركت دون إكمال بنائها. معدات تكنولوجية ثمينة بقيت قابعة في المستودعات عاطلة. لا توجد مستشفيات جديدة، فقط تم بناء بضعة مستوصفات محلية. مبلغ ألـ 200 مليون دولار لبناء 142 مركز صحي انتهى إلى بناء 20 مركز صحي فقط لنفاد الرصيد.. نتيجة وصفتها منظمة الصحة العالمية بـ "الصدمة."
    في تقرير مؤثر من قبل Corp Washly انتقد بحدة طريقة إعادة الاعمار التي قادتها الولايات المتحدة في مجال بناء الهياكل الأساسية الصحية في العراق. أوضح التقرير كيف أن شركات أمريكية مثل Paraso Global و Bechtel و Abt Associates فعلت القليل جداً قبل أن تستكمل الحصول على قيم عقودها 70 و 50 و 43 مليون دولار على التوالي وتهرب.
    يُضاف إلى ذلك وصول 150 مجموعة من المعدات الطبية إلى المستودعات في أبو غريب، منها 130 مجموعة للمستوصفات لم ترَ النور. كما لوحظ أن 46% من المخزون مفقود أو في صناديق متضررة..
    كانت شركة Abt Associates متعاقدة لإصلاح المستشفيات العراقية، ولكن لم يتحقق شيء من هذا القبيل. سلّمت الشركة المعنية العمل إلى متعاقدين محليين من الباطن تنقصهم الكفاءة أو فاسدين. وعندما تزايد تدهور الوضع الأمني في إبريل 2004، تركت الشركة البلاد بعد أن حصلت على 20.7 مليون دولار.
    ممممممممممممممممممممممممممـ
    Four years into the occupation: No health for Iraq, (Dr Bert De Belder, Global research.ca), uruknet.info- 22 March,2007.


  9. #49
    عـضــو الصورة الرمزية فؤاد بوعلي
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    640
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    الإخوة الأجلاء
    وجدت أننا نكرر أنفسنا ونكرر واقعنا المقيت : عراق يذبح ودماء تسيل والبعض منا يبرر ما يحدث تحت مسميات عدة .... تعبنا من الحاضر ومآسيه ...تعبنا من الماضي وجرائمه ...فدعونا نؤسس لثقافة التجاوز علها تؤسس لنا عراقا نحلم بزيارته والإقامة فيه ... دعونا من العنف والطائفية والتجريم والتخوين ووووو ...ونتفق على ميثاق عقلاء العراق يوحدنا ونناهض العالم بأكمله من أجل تثبيته ...بعد أن فشل السياسيون بمختلف طوائفهم ...وفشل علماء الدين بمختلف مذاهبهم في اتفاق مكة ... لم لا يجرب المفكرون والعلماء والمثقفون في إقامة سلم أهلي والنهوض بثقافة الاختلاف؟ ....صدام ذهب ... وطه ياسين ...والمالكي سيذهب عندما ينتهي دوره في اللعبة ...لكن نحن الباقون ولنا الخلود ...نحن ضمير الأمة في زمن النهوض ...نحن قادة الفكر ورموز الحداثة الحقيقيون ...دعونا من الماضي وهيا بنا نحو مستقبل نبنيه بكل قوانا وأفكارنا وأحلامنا ... ولا تنسوا ان الوطن وطننا قبل صدام وبعده ...قبل المالكي وبعده ...
    تحية وطنية حارة

    ]

  10. #50
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    أخي فؤاد بو علي

    وأنا هنا أضم صوتي لصوتك , لنؤسس لوحدة المثقفين العراقيين ضمن هذه الجمعية العربية , فعسى أن تكون نواة لوحدة شعب مزقه السياسيون والطامعون والغاصبون.
    نعم كلنا ذاهبون , ومن منا سيخلد إلا ما قدمه من عمل صالح , ويبقى الوطن هو الذي سيخلد إلى ما شاء الله ...

    ولكن هل ستلقى دعوتك هذه آذانا صاغية من عقلاء وحكماء ومثقفين ينظرون للوطن ويعطونه الأولوية , ويتجاوزون كل ما يمكن أن يفرقهم من نظرة سياسية أو عقيدة طائفية أو انتماء عرقي أو مذهبي ,...

    أضم صوتي لصوتك وأضع اسمي في أول قائمة موحدة لمثقفي العراق من شماله إلى جنوبه لنؤسس لنواة عراقية واحدة لا تجزئها الميول ولا الإنتماءات ولا الشعارات .

    لقد تعب العراق أرضا وشعبا , نهرا ونخيلا , تعب من كل شيء ...
    أما آن الأوان أن ينتفض ويعيد صياغة دربه ,

    عندها سيتساقط الأعداء ويتساقط من لايريد لهذا العراق أن يتعافى.

    تحياتي وتقديري


  11. #51
    المؤسس الصورة الرمزية عامر العظم
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    المشاركات
    7,844
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي

    أخي عادل العاني،

    يعجبني حماسك وطرحك ومنهجك العقلاني. دعنا نضيء شمعة في هذا الظلام الدامس! ضع إعلانا (أو الدعوة لتأسيس هذا التجمع أو الجبهة) على باب "إعلانات إدارية"ونحن سنعلن عن الدعوة أو الإعلان عبر مجموعة الجمعية إن شاء الله.

    في هذه الأثناء، أشكر وأحيي الدكتور فؤاد بوعلي الذي أحبه برغم أننا نختلف في قضايا عديدة.

    تحية تنفيذية


    رئيس جهاز مكافحة التنبلة
    لدينا قوة هائلة لا يتصورها إنسان ونريد أن نستخدمها في البناء فقط، فلا يستفزنا أحد!
    نقاتل معا، لنعيش معا، ونموت معا!

  12. #52
    شاعرة وكاتبة الصورة الرمزية زاهية بنت البحر
    تاريخ التسجيل
    15/11/2006
    المشاركات
    7,681
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي


    اللهمَّ ارفق بالعراق وأهل العراق وألِّفْ بين قلوبهم ياأرحم الراحمين يارب

    آمين اللهمَّ آمين


  13. #53
    أديبة / قاصة
    سفيرة واتا في المغرب
    الصورة الرمزية صبيحة شبر
    تاريخ التسجيل
    25/09/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    1,496
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي

    العراق الان بحاجة الى وحدة وطنية تضم كل ابنائه المخلصين
    العراق عانى كثيرا ، وان له ان يرتاح وان يتمتع بالحياة ككل شعوب الارض
    العراق بحاجة الى وحدة تضم كل ابنائه دون تفريق بين فريق واخر
    الكل عراقيون يوحدهم الاخلاص للوطن

    ( ان مت يا وطني فقبر في مقابرك الكئيبة
    أقصى مناي
    ياريح ،، يا ابرا تخيط لي الشراع : متى أعود
    الى العراق ؟ متى أعود ؟ )

    للسياب

  14. #54
    شاعر
    تاريخ التسجيل
    14/01/2007
    المشاركات
    595
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عامر العظم مشاهدة المشاركة
    أخي عادل العاني،

    يعجبني حماسك وطرحك ومنهجك العقلاني. دعنا نضيء شمعة في هذا الظلام الدامس! ضع إعلانا (أو الدعوة لتأسيس هذا التجمع أو الجبهة) على باب "إعلانات إدارية"ونحن سنعلن عن الدعوة أو الإعلان عبر مجموعة الجمعية إن شاء الله.

    في هذه الأثناء، أشكر وأحيي الدكتور فؤاد بوعلي الذي أحبه برغم أننا نختلف في قضايا عديدة.

    تحية تنفيذية

    الأستاذ عامر العظم

    شكرا لتجاوبك الرائع , وأنا هنا أضع هذا النداء والذي سيثبت أيضا في " إعلانات إدارية "

    نداء إلى مثقفي وأدباء وكتاب العراق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "
    صدق الله العظيم

    أيها الإخوة والأخوات مثقفي وأدباء وكتاب العراق
    لن أتحدث كثيرا على ما يحدث في عراق الرافدين , ولن أعيد فتح جراحنا وآلامنا وأحزاننا فكلكم على تماس بما يحدث , وتعرفون جيدا ما آلت إليه الأمور , وما يمر به شعبنا الأبي , بعد أن تنامت التفرقة وتعددت الولاءات , وأغرقتنا المحاصصة الطائفية والعرقية ببحار من الدماء الطاهرة .
    وتشتت أبناء الشعب إلى تكتلات وفرق لا تحصى ولا تعد , وهجّر الكثيرون من الكفاءات والعلماء والأساتذة والأطباء , وعجز ساستنا وعلماء الدين والمشايخ من أن يعيدوا اللحمة لأهل الرافدين , بل وبعضهم بدأ يزيد الحطب للنار المشتعلة.
    وما يحدث اليوم لا يمكن السكوت عليه , وأنتم المثقفون الذين يضع الوطن والشعب آمالهما فيكم ,

    فهل تستطيعون الحفاظ على وحدة العراق شعبا وأرضا ووطنا ؟

    هل تستطيعون أن تنجحوا فيما فشل فيه السياسيون ؟

    أوجه من هنا نداء لكم جميعا , لنعلن وحدتنا من خلال رابطة أو جبهة للمثقفين والكتاب والأدباء العراقيين مشكلة نواة لوحدة العراق أرضا وشعبا , و تأخذ على عاتقها محاربة الفتن أيا كان نوعها
    وتبصير أبناء شعبنا بالمنزلقات الخطيرة التي يجرهم إليها بعض السياسيين والمشايخ والذين أرتضوا لأنفسهم خدمة جهات معينة وتحقيق أهدافها في تمزيق وتفتيت العراق وأهله.
    وترفع شعاراتها بعيدا عن الإنتماءات الفكرية والمذهبية والقومية , ويكون ولاءها للعراق الحر الموحد.
    العراق اليوم يناديكم يا أبناءه الغيارى , فهل ستستجيبون لندائه ؟

    وأوجه نداء إلى إدارة واتا بأن تخصص ركنا خاصا لهذه الرابطة أو الجبهة ليمارس فيها كل كاتب أو أديب أو مثقف دوره الوطني بعيدا عن أي منزلقات قد تؤدي إلى تفريق الشمل.

    وليكن شعارنا : عراق واحد , وطن واحد , شعب واحد


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


  15. #55
    صحفي وإعلامي وباحث عراقي
    تاريخ التسجيل
    23/03/2007
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي

    صدام.. لم يُعدَم على ديكتاتوريته
    بقلم: سمير عبيد *


    لقد سبّب موضوع إعدام الرئيس العراقي صدام حسين هزة في الفكر السياسي، وعلى الأقل في الملف العراقي بشكل خاص، والملف الشرق الأوسطي بشكل عام ،لأننا لو ذهبنا لبحث ديكتاتورية وأخطاء صدام حسين فهي كثيرة، وهي السبب الذي جعل هناك معارضة واسعة جدا ضد نظام صدام حسين ( عراقية وعربية وإقليمية وعالمية) وهو النظام العربي الوحيد الذي كانت له معارضة بهذا الحجم ، بحيث لو بحثتم في أرشيف وسائل الإعلام، والصحافة العربية والعالمية ستجدون أن صدام حسين ونظامه حصلا على حصة الأسد من الأخبار والتقارير والندوات والنقاشات، ومنذ عام 1979 ولحد هذه اللحظة، لهذا فالرجل كان غير طبيعي، ونظامه هو الآخر كان غير طبيعي، وهو ليس موضوعنا ، بل موضوعنا يتعلق بهزة الفكر السياسي عندما تحول صدام حسين من الديكتاتور الى الشهيد الخالد، وعندما أصبح المعارضين له يمدحونه ويدافعون عنه منذ لحظة إعدامه ولازالوا، و من خلال وسائل الإعلام والمواقف الإجتماعية والسياسية والمذهبية والوطنية .

    ومن ثم يتعلق موضوعنا بــ ـــ لماذا لم يُعدم صدام حسين بتهمة ديكتاتوريته؟ ـــ فنتيجة عدم محاسبته، وحتى إعدامه على أخطاءه بحق الشعب العراقي والعراق والمنطقة والأمة العربية زادت شعبيته مقابل النقمة على الولايات المتحدة وبريطانيا، وعلى الحكومات والأنظمة الغربية والإقليمية والعربية التي شاركت بالحروب والمؤامرات ضد العراق والشعب العراقي ولا زالت، فهذا هو السبب الذي جعل معظم المعارضين له ولنظامه يقفون معه بعد إعدامه، أما السبب الآخر هو صلابته وقوته وشموخه أثناء عملية الإعدام، هو الآخر وحد الناس والمعارضين تقريبا معه بل غفرت له الأكثرية التي نالت الأذى من نظامه، لأن تلك اللحظات التاريخية شفعت للرجل ولتاريخه السياسي، و أشفت نوعا ما غليل الشعب العراقي والعربي من المحتلين والعملاء والمستوطنين والمستعرقين الوافدين من خارج الحدود.

    ولقد لعب بترسيخ هذه القناعة لدى معظم العراقيين هو طبيعة الثقافة الإجتماعية لدى الشعب العراقي والعربي ،والذي يستند على الرجولة والشجاعة والشهامة والصمود عند الشدائد ،وفي مقدمة هؤلاء الذين عارضوا نظام صدام حسين ليس من أجل قتل صدام ، بل من أجل إصلاح العراق وأنتشال العراقيين من مؤامرات الأعداء والدول الكبرى والإقليمية التي غفل عنها صدام في محطات معينة وكانت النتائج كارثية. ولهذا نشاهد انه هناك مئات المآتم على روح الرئيس العراقي المرحوم صدام حسين وقد إنتشرت في جميع أنحاء العالم إنطلاقا من داخل العراق نحو العواصم العربية، ثم الدول الغربية، والكل يردد ( نعم كان ديكتاتورا ,, ولكنه مات واقفا و شجاعا وشامخا) هذا من جانب.

    أما الجانب الآخر، فالرئيس العراقي صدام حسين لم يُحاسب على قضية واحدة كان الشعب ينتظرها وينتظر أسرارها مثل قضية تصفية خصومه السياسيين بشكل جماعي، و قضية الأنفال ،والحرب العراقية الإيرانية، وقضية أحداث عام 1991 وما تلاها من أحداث تتعلق بالشأن العراقي السياسي والإقتصادي والجغرافي، وكذلك تتعلق بشأن الأمن القومي العربي، لهذا جاءوا على قضية بسيطة جدا في عرف النظام السياسي في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وفي العالم الثالث بشكل عام ،وهي قضية الدجيل، لذا هي ردة فعل عنيفة ومبرره في عالمنا الثالث و ضد من يعترض مواكب الرؤساء والملوك والأمراء ( علما أننا ضد جميع ردات الفعل العنيفة من قبل السلطات والأنظمة، فالإنسان هو الإنسان، ولا يختلف من الناحية الإنسانية، لذا يحرّم قتله أو الإعتداء عليه وعلى كرامته) فلقد تم إختيار هذه القضية التي هي شبه منسية وصغيرة جدا لو قورنت بالأخطاء والتصرفات وردود الأفعال الأخرى، ولكنهم أرادوها حجة للقضاء على شخص صدام حسين ثأريا ، وأرادوها كارت أحمر بوجه الرؤساء والملوك والقادة العرب وغير العرب في منطقة الشرق الأوسط كي لا يجرأوا على قول كلمة لا ، وللعلم فإن من ثأر من صدام وبدوافع شخصية هم ( جورج بوش الأب والإبن ، وعبد العزيز الحكيم، وحزب الدعوة، ومقتدى الصدر، وآل صباح في الكويت، والملالي في أيران ، وآل برازاني الأكراد ) وكل جهة لها أسبابها المقتنعه بها ،ولكنها جميعا تصب في خانة الثأر الشخصي، وكأن فقط دماء ذوي وكرامة هؤلاء هي المنزلّه من الله وبشكل خاص وإعتباري، وإن الباقين مجرد بشر من الدرجة العشرين ولا قيمة لدمائهم، لأن الضحايا كثر ومن جميع المذاهب والأحزاب والأقوام والأعراق، فلماذا يمنعون هؤلاء من معرفة أسرار مقتل ذويهم ومطاردتهم والحكم عليهم سجنا فعليا أو غيابيا ، ولماذا طمروا حقبة طولها 35 عاما بهذه السرعة وهذه البربرية والهمجية؟.


    لهذا فإن المحاكمة وخاتمتها التي كانت بالإعدام جاءت ليس بسبب ديكتاتورية صدام حسين ،أو بسبب أخطاء صدام حسين بحق شعبه وشعوب المنطقة ، بل جاءت لأنه كان عنيدا وتمرد على الولايات المتحدة والغرب، ولأنه قال للولايات المتحدة ولإسرائيل وللحركة الصهيونية العالمية وللدول الغربية المارقة التي ركبت في مركب الإدارة الأميركية (لا) نعم قال لهم جميعا ــ لا للإستسلام ـــ ولهذا حصل الحصار والحرب والتجويع والإذلال للعراقيين ، ومن ثم مسلسل إذلال صدام حسين من الحفرة الى المحكمة ومحطاتها وصولا لحبل المشنقة المهزلة، والذي تحول من خلالها الى إسطورة أمام الشارع العربي، ومن خلال تحديه للموت بإباء وثبات وهو يقاوم بلسانه أي حتى لحظات الإعدام وهو يردد ( لا للإحتلال .. وعاش الشعب ، وعاشت فلسطين والأمة) لذا شنقوا الرجل نتيجة صموده على كلمة ( لا) التي تشبث بها حتى الموت، وهي قضية ليست بسيطة إطلاقا بل هي تحتاج الى باحثين في علم الإجتماع والنفس والبيولوجيا والفقه والأديان لمعرفة أسرار الصمود حتى الموت.

    ولهذا فإن الذي عذبهم هو وليس هم،و من خلال الصمود والثبات والتحمّل ، فعندما يصمد المتهم أمام التعذيب والحرب النفسية يتحول ليكون هو المُعَذّب للجلاد وليس العكس، وإن الطرف المهزوم هم وليس هو ،لأنهم إخطأوا سياسيا وأخلاقيا ودينيا ومذهبيا وإستراتيجيا ودستوريا ووطنيا عندما قرروا إعدامه في هذا التوقيت، وبهذه الطريقة، وبتلك الخطوات اللاإنسانية .

    فإفتضحوا بين الأمم والشعوب بحق.... ومُدح المرحوم صدام حسين من قبل الشعوب والأمم بحق.

    فإن كاتب السطور من ضحايا النظام الذي كان يديره الرئيس الراحل صدام حسين وعلى المستوى الشخصي والعائلي، فلا زالت آثار التعذيب في الجسد ،ولقد فقد أعز أحبابه إعداما وموتا بالتعذيب، ناهيك عن الحكم عليه بالإعدام، وحرمانه من رؤية ذويه 15 عاما، ولكن والله الشاهد سامح الرئيس الشرعي للعراق المرحوم صدام حسين بسبب صموده وكبرياءه وهو يتقدم للموت صامدا محتقرا للمحتلين والعملاء والوافدين من وراء الحدود....!.فنحن لا نقبل أن يحاكم من قبل المحتلين والعملاء والوافدين من وراء الحدود، وإن كان لنا معه ثأر أو خلاف ، بل كنّا نريد أن يحاكم من قبل العراقيين وعلى حقبة كاملة دون إنتقاء أو قفز على المراحل كي يُقر الحق والعدل والقانون، لهذا نحن ضد إنتقائيتهم وإستهتارهم بنا وبدماء ضحايانا وبمناسباتنا الإسلامية المقدسة ، فليس من حقهم إهانة الإسلام والمسلمين والمسيحيين الشرقيين بأعيادهم، وليس من حقهم إهانة العروبة والعرب بهذه الطريقة الهمجية الحاقدة ، فنحن ضد محكمتهم المهزلة وإحتلالهم للعراق ومنذ البداية وضد حمايتهم لحكم العملاء ، لذا نحن نغفر للمرحوم صدام حسين ونقف مع الشرفاء والأبطال الذين يقاومون الإحتلال الأميركي والإيراني والتدخل من دول الجوار، والنصر قادم وقريب جدا بعون الله ، وستجدون العراق الموحد وبغداد الشامخة إن شاء الله.

    كاتب عراقي
    2/1/2007
    no4occupation2@hotmail.com


+ الرد على الموضوع
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 1 2 3

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •