Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
طه حسين ورسالة التنوير العربي

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: طه حسين ورسالة التنوير العربي

  1. #1
    عـضــو الصورة الرمزية إبراهيم مشارة
    تاريخ التسجيل
    15/02/2008
    العمر
    57
    المشاركات
    24
    معدل تقييم المستوى
    0

    طه حسين ورسالة التنوير العربي

    أيها الأزهري،يا سارق النار
    ويا كاسرا حدود الثـــــواني
    عد إلينا، فإن عصرك عصر
    عصر ذهبي ونحن عصر ثان
    ارم نظارتيك ما أنت أعمى
    إنما نحن جوقة العميــــــان
    سقط الفكر في النفاق السيـاسي
    وصار الأديب كالبهلـــــوان
    يتعاطى التبخير ،يحترف الرقص
    ويدعو بالنصر للسلطــــان
    نزار قباني في رثاء طه حسين
    احتل عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين(1889/1973) مركز الصدارة في العالم العربي في القرن العشرين، فقد كان بحق مالئ الدنيا وشاغل الناس.ويرجع ذلك لأسباب عدة لعل أهمها انه هتك حجب الممنوع وأشرف على مساحات في الوعي العربي ظلت من المسلمات أو المسكوت عنها تحت هيمنة السلطتين السياسية والدينية، وهما تسوغان ما يحفظ مصالحهما البحتة،إضافة إلى قدرة لا حدود لها على المواجهة والمناورة بأسلوب ساحر مشوق يجمع بين عمق الفكرة ونصاعة البيان وقدرة على حشد الأشياع والمريدين.
    لقد كان العميد سليلا شرعيا للشيخ رفاعة رافع الطهطاوي(1801/1873) الشيخ الأزهري الآخر الذي بث بتعبير الدكتور لويس عوض(1914/1990)أقوى لغم من ألغام الديمقراطية الليبرالية في مصر أولا وفي العالم العربي ثانيا فقد كانت مصر السباقة إلى كل جديد.
    ولا شك أن الدكتور طه حسين قد وجد المناخ مهيأ لاحتضان الفكر الجديد، فكر التنوير والحداثة التي تعني فتح المجال أمام العقل الإنساني للمغامرة والبحث والاكتشاف بحرية وغني عن البيان أن الحداثة في صميمها إنسانية المنطلق والمنتهى.
    وما كان أشد حاجة العالم العربي إلى ثورة فكرية وإعصار شامل يجتث جذور التقليد ! ويحسب لمحمد علي باشا(1769/1849) والي مصر طموحه النهضوي وإدراكه أن الاحتكاك بأوربا والأخذ عنها عن طريق البعثات العلمية التي تدرس العلم والأدب وتترجم روائع الفكر وتنقل فنون التمدن سوف يجعل ذلك من مصر بلدا متطورا يسير في طريق التقدم ويبشر بميلاد جيل جديد لا يتنكر للماضي ولا يسرف في تمجيده ولا يغض الطرف عن إنجازات الحاضر في مضمار الثقافة والعلوم والتمدن في الغرب . وقد كان من رواد ذلك الجيل الشيخ حسن العطار(1766/1834) شيخ الطهطاوي الذي اقترحه إماما للبعثة التي أرسلها محمد علي للدراسة في فرنسا، ثم علي مبارك(1823/1893) صاحب الخطط التوفيقية الذي أعاد تنظيم القاهرة الحديثة فشق ميادينها وشوارعها الفسيحة تماما كما فعل البارون هوسمان في تنظيم وتنسيق باريس الحديثة ،وخير الدين التونسي (1810/1890) وغيرهم..
    ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري وفي صميم ذلك الحضارة الفرعونية المغلفة بحجب الأسرار وما يمكن أن تضيفه كنوزها إلى متاحف فرنسا ودور العلم فيها، ويمكن الآن أن نفهم الدور الذي لعبه العالم شامبليون(1790/1832)حين فك رموز اللغة المصرية القديمة ومكن الإنسانية جمعاء من قراءة وفهم الحضارة المصرية القديمة.
    لقد كشفت هذه الحملة للعالم العربي عمق الهوة الفاصلة بين الشرق والغرب،الشرق النائم والخانع،المسلوب الإرادة والمقلد،المغمض عينيه عن عجائب الطبيعة المكنونة والحارم خلاياه من التجدد في رحاب الطبيعة والزمان. الشرق الذي أعطى عمره الفاني للميتافيزيقا والذي اختزل العلم في الجانب الفقهي البحت حتى انتهت إليه القدرة في استنسال الكلام من الكلام في شكل متون وحواشي وتعليقات ، وقد كانت حلقة الأزهريين في ذلك الوقت تتساءل عن اسم نابليون أهو معرب أم مبني؟
    وشجعه الاستبداد السياسي والانصراف عن الطبيعة – الفانية - إلى الولوع بالتصوف كصيغة نهائية لتطليق الزمان والمكان،عوض الاندغام فيهما،وفي الجهة المقابلة يتطاول المارد الغربي-عاصب الغيم على المفرق- في صحة وشباب وقد نفض غبار القرون الوسطى عن عينيه مقتحما السماوات والأرضين باحثا ومنقبا ومروضا عنفوان الطبيعة، محققا الصيغة الإنسانية للحضارة بعد أن عاش أحقابا طويلة في سراديب النص المقدس التي نفاه إليها رجال الإكليروس.
    ولقد سجل الشيخ عبد الرحمن الجبرتي(1754/1822) راوية النهضة والشاهد على وقائع الحملة الفرنسية عن جرأة العادات الاجتماعية الغربية والنساء الفرنسيات الساخرات المنطلقات في الشوارع وتحدث عن المسرح والمطابع والتجارب الكيميائية العجيبة.
    وهاهو العميد يسجل بقلمه السلس وأسلوبه الرائع مظاهر الجمود والتخلف في رائعته "الأيام" والتي تكتسي أهمية عظمى في توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية لمصر في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، وإذا كان الطهطاوي قد سجل مشاهدات وانطباعات شرقي يعيش في باريس في الثلث الأول من القرن التاسع عشر في "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"،سوف يصبح ذلك الكتاب ضياء تنبلج به الأصباح وجسرا للتواصل الحميم بين الشرق والغرب،تماما كما سوف تصبح سيرة طه حسين الذاتية جزءها الثاني.
    لا مرية أن عميد الأدب العربي مدين في مشواره العلمي لمبادرة محمد علي باشا ولبعثاته العلمية التي أثمرت في النهاية الجامعة المصرية الحديثة يعلم فيها المستشرقون ولفيف من أبناء مصر الذين تعلموا في أوربا تعليما حديثا كأحمد لطفي السيد مترجم فن الشعر لأرسطو إلى اللغة العربية والذي اكتشف مواهب طه حسين وطموحه فيسر له بعد ذلك السفر إلى فرنسا للاستزادة من العلم وتوجت تلك الجهود بشهادة الدكتوراه عن الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون.
    إن قارئ الأيام لا شك تأخذه تلك الأجواء الحزينة والتي برع الكاتب في رسم أجوائها الحزينة في قريته عزبة الكيلو في إقليم المنيا في صعيد مصر وهي أجواء كانت تميز كل الأقاليم العربية ،فالأسرة كثيرة العدد والفقر مدقع والدخل محدود والمرأة ملفوفة في وشاح الجهالة صامتة كأنها جلمود صخر وقد نظر لصمتها بمراسيم فقهية وأفظع من ذلك الحلاق الذي يمتهن التطبيب فيذهب بنور العينين إلى الأبد.
    ولعل المنطلق في التغيير هو التعليم ولعل الداء في التعليم أيضا.إن التعليم غير الصحيح ،غير المنسجم مع الواقع وتغيراته والذي يكتفي من الإرث الإنساني ومن الكون برمته بالمتون حفظا واستظهارا وبالشروح والحواشي والتعليقات دراسة سينتهي بصاحبه إلى شل قدراته العقلية وإبادة كل مظاهر الحيوية والديناميكية في خلاياه لينتهي جثة محنطة تدعي الحياة وما هي بحية.
    ولا عجب أن يجد الشاب الأزهري طه حسين مللا وفتورا وهو يتردد على حلقات الشيوخ الأزهريين وسينتهي به المطاف إلى التمرد ثم الثورة على العلم الأزهري والحملة الشعواء عليه في عبارته الشهيرة"لا بد من هدم قرطاجنة"
    لقد تنسم الفتى نسائم جديدة في الجامعة المصرية وسمع بآداب ما أتيح له أن يسمع بها من قبل وبعلوم لا يعرفها الأزهريون قط،وكلها توسع الأفق وتهذب الذوق وتفتح العقل على ثمار الحضارة وسوف ينقل جرثومة النماء إلى الجامعة معلما أدبا ليس كما عرفه السلف على أنه الأخذ من كل شيء بطرف، وأن أصوله بيان الجاحظ وأمالي القالي وأدب ابن قتيبة وخزانة البغدادي ولكن من حيث كونه إنتاجا عاكسا للتاريخ في صيرورته وللبيئة ومعطياتها المتغيرة ملقيا على مسامع الطلبة أسماء جديدة كتين وبوالو وغيرهما.
    وإذا كان الشك طريقا إلى اليقين فما أحوجنا- نحن العرب-إلى هذا المبدأ،إن إعجاب طه حسين بأبي العلاء ليس لاشتراكهما في آفة واحدة ولكن لأن أبا العلاء عبر في لزومياته عن مبدأ الشك هذا قبل ديكارت وأمعن فكره الثاقب في الثابت والمتحول وفي عالم الغيب وعالم الشهادة:
    في اللاذقية فتنـــــــة
    مابين أحمد والمسيح
    هذا بناقوس يدقـــــــ
    ق ،وذا بمئذنة يصيــح
    كل يعزز دينـــــــــــــه
    ليت شعري ما الصحيح؟
    وهو يؤكد على حقيقة الشك الذي هو طريق إلى اليقين حين يقول:
    أثبت لي خالقا حكيما
    ولست من معشر نفاة
    ونحن في مسيس الحاجة إلى أن نشك في تراثنا الشعري القديم في غياب التدوين وانتشار الأمية في ذلك الوقت وظهور التنافس السياسي والمطامع الشخصية في الأحزاب السياسية التي دفعت إلى التقول على الشعراء ما لم يقولوه دفعا لضرر أو جلبا لمصلحة وحتى الحديث النبوي لم يسلم من ذلك فما أكثر ما تقول الناس على الرسول الكريم ما لم يقله!
    ثم إن التسليم بأن ذلك التراث الشعري صحيح برمته ضرب من الخبل ومجافاة لحقائق التاريخ ومنطق العلم،ومن المغالاة في الخطأ تقديس ما تناول بالشرح النص المقدس ،إذ أنه جهد بشري في فهم النص يحتمل الخطأ آو جزء منه أويحتمل الصواب أو نصيبا منه.
    لقد سبب ذلك تخلف العالم العربي فالجوهر الذي يحتل حيزا ضيقا حين تمظهر في الفهم والممارسة صار بلا حدود وما المظهر إلا الفهم والممارسة لكنهما اكتسيا طابع المعيارية والإطلاق والسرمدية وبذلك انتفىت مبادئ الاختلاف والتعددية والنسبية وقضية المرأة أحد التجليات لهذه المعضلة التي قصمت ظهور الأوائل والأواخر.
    لقد كان طه حسين مدركا لنشر كتاب عن الشعر الجاهلي في ظل وجود سلطة دينية وصية على النص لها شرعيتها التاريخية في اللاوعي الجمعي المقهور والذي يعني رهابا وفصاما وهي يمكنها بجرة قلم تكفير رأي أو إهدار دم ولكن لا مفر من نشر الوعي وبذر بذور الفكر العلمي واحتمال الأذى بصبر وأناة ولقد كانت تجربة مريرة أن يعزل الكاتب من منصبه ويحاصر في بيته ويعير بعاهته ونظرا لقوة التحالف القائم بين السلطتين السياسية والدينية وإدراكهما للخطر المحدق بهما نتيجة بذر بذور التجديد والتغيير والاختلاف والشك الذي هو طريق إلى اليقين اضطر الكاتب إلى حذف فقرات أسخطت الساخطين عليه وهيجت المتظاهرين ولكن لا تراجع عن الكتاب وعن مبدأ الشك .
    وكأن الكاتب يقدم مثلا للمناورة حين يقول الكاتب لا وهو يريد نعم ،وحين يتظاهر بالعدول عن موقفه -لا جبنا- ولكن حفاظا على الحياة لمزيد من العطاء والمقارعة، ولقد اضطر جاليليو إلى التظاهر بالعدول عن فكرته في القول بدوران الأرض أمام محكمة التفتيش حفاظا على حياته وعلى استمرار البحث وأوصى كوبرنيكوس بنشر كتابه عن الهليوسنترزم(مركزية الشمس) بعد وفاته أما جيوردانو برونو فالحرن على أفكاره قاده إلى الموت حرقا وهو نفس الخطأ الذي ارتكبه سقراط لما جاءه تلاميذه يعرضون عليه الهرب فأبى مكتفيا بالقول أن القانون الذي حماه بالأمس مواطنا يحمه هو اليوم مذنبا.
    ترى لو لم يفعل ذلك طه حسين أكان علي عبد الرازق يجرؤ على نشر "الإسلام وأصول الحكم" وزكي نجيب محمود "المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري" وحسين أحمد أمين "دليل المسلم الحزين"؟ وصولا إلى محمد أركون الطيب تيزيني وعبد الله العروي وبرهان غليون وغيرهم.
    وحين تولى طه حسين وزارة التعليم أعطى المثل حين يمارس المثقف قناعاته ونضاله الفكري والتنويري فقد دافع عن مجانية التعليم مطلقا عبارته الشهيرة "التعليم كالماء والهواء"أي مجاني مما جعل خصومه- وما أكثرهم - يطلقون عليه لقب "وزير الماء والهواء" !
    ولقد خاض الكاتب الكبير معارك ضارية مدافعا عن رسالة التجديد ومبدأ"الأدب للحياة"واكتست تلك المواجهات على صفحات الجرائد السيارة طابع الشراسة – حد الألفاظ النابية- خاصة مع الرافعي- شيخ المحافظين- حتى أن الرافعي تهكم من طه وكتابه عن الشعر الجاهلي في مقولته الشهيرة:"إسفنجه جاءت لشرب البحر وشمعة تتصدى لشمس الظهر وطه في نقد الشعر"فرد عليه طه حسين بقوله أن الرافعي حين يشرع في الكتابة يقاسي آلام الوضع،إشارة إلى التكلف.
    ولا تكتمل رسالة التنوير إلا بمد جسور مع الفكر العالمي في صيغتيه التاريخية والحديثة عبر تعريب روائع الفكر الإنساني ولقد كان المفكر الكبير مدركا لقيمة الفكر والأدب اليونانيين فعرف القارئ العربي بهما في نظام الأثينيين ومسرحيات سوفوكليس، وأما الحديثة فترجمات لمسرحيات فرنسية ذائعة.فلا مستقبل لأمة تغمض عينيها عن ثمرات الفكر والأدب وسوف يعود إلى تأكيد هذا المبدأ في "مستقبل الثقافة في مصر":هو أن نأخذ من الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ،ما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب"وسوف يؤكد على بعدين أساسيين في نهضة مصر الحديثة أولهما البعد الفرعوني وثانيهما المتوسطي،فمصر تشرف على البحر الأبيض وتربطها بأوربا وشائج من القرابة التجارية والفكرية والجغرافية أو لم يتجسد هذا التقارب في عصر البطالسة حين كانت الإسكندرية قطب العالم المتنور المتحضر المبدع؟
    لكن طه حسين لم يقبل قط بفك الرابطة مع العالم العربي وهو رئيس مجمع اللغة العربية
    وسفير العالم العربي إلى الإنسانية قاطبة ،ليس في دعوته غلو كما في دعوة سلامة موسى بالأمس وأحمد رجب اليوم حين يدعو إلى جمهورية مصر الفرعونية مجافيا منطق التاريخ والجغرافيا معا،ولا كان متنصلا من قيم الإسلام وقد كتب روائع لعل أهما "على هامش السيرة ،ومرآة الإسلام ،والفتنة الكبرى، والوعد الحق والشيخان".
    ولا يكتمل التنوير الفكري بغير تنوير سياسي ولقد انخرط الكاتب في حزب الأحرار الدستوريين الذي أسسه عدلي يكن ويمكن القول أن تأثير فكر الثورة الفرنسية ومبادئ حقوق الإنسان التي سيطرت على عقول منخرطيه وقد نور الطهطاوي عقول مثقفي ذلك العصر بترجمة القانون الدستوري الذي نشره جيزو وزير التعليم في حكومة الملك لويس فليب وأهما الترويج للفلسفة السياسية التي كان يستند إليها ومن ركائزها صيانة الحقوق والحريات الفردية وإقامة نظام نيابي برلماني حر وصيانة الحرية في الحياة الشخصية والاعتقاد والاختلاف والتعبير عن الرأي بكل الطرق الممكنة ومن ضمنها حرية الملكية التي لا تقل احتراما عن حرية التفكير التي تصونها السلطة القضائية والعدل الذي هو أساس العمران والشورى اللازمة للحاكم وتدبير الدولة الحديثة.
    وأخيرا ماذا يبقى من طه حسين للقرن الواحد والعشرين وللمستقبل العربي؟
    من المؤسف أن الأمة العربية تسجل راجعا في التبشير بفلسفة الأنوار والسعي إلى دولتها والعيش في حماها وكأن هذا العصر الرقمي زاد من سذاجتنا وغفلتنا فازددنا تعلقا بالقشور على حساب اللباب وبالرماد على حساب الوهج ، وبالأمس على حساب اليوم وبالحزن على حساب الفرح وانظر إلى قضية المرأة كأنها لم تبرح مكانها منذ كتابات قاسم أمين واليوم يطلع علينا من يفتي بأن صوتها عورة ناهيك عن كشف وجهها وخوضها في شؤون الفكر ومعترك السياسة وانظر إلى قضية الاستبداد تجدها معضلة المعضلات لم تجد نهايتها في طبائع الاستبداد ومصارع الاستبداد للكواكبي واليوم يحف بالحاكم لفيف من أدعياء الفكر يسبحون بحمده بكرة وعشيا فيزيدون من تخلف القطعان البشرية .وأين العلم الذي بشر به فرح أنطوان وشبلي شميل ويعقوب صروف فما عاد إلا علم الإعجاز القرآني وكلما طلع علينا الغرب بنظرية قلنا لها سوابق في الكتاب الكريم!
    إن الواقع العربي المتردي يفرض اليوم تنويرا جديدا بل ثورة فكرية تغير واقعنا وتتجاوز المحاولات التأسيسية للرواد بمن فيهم طه حسين نفسه.
    إن هذه الطفرة التنويرية هي من قبل الثورة التي دعا إليها الدكتور حسن حنفي في "قراءة عربية للنهضة الأوربية: " أما عصر النهضة العربية فقد آثر قراءة انتقائية للنهضة الأوربية تتفق مع الموروث القديم دون أن تتخلص منه واكتفى بالتلميع للقديم نفضا للتراب والصدأ عنه وكان أقصى طموح للإصلاح الملكية المقيدة بالدستور دون تقويض جذري للنظم الثيوقراطية والإقطاعية والملكية بالرغم من ثورات العرب الحديثة وكتاباتهم في طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، ظل الإيمان بالقديم قائما وكل من شك فيه تم تكفيره حتى ولو كان في الشعر العربي وقضية الانتحال أو في الحوامل الزمانية والمكانية واللغوية والإنسانية للوحي في فهم النص الديني استدراكا على أسباب النزول والناسخ والمنسوخ.
    فما أحوج أمتنا إلى ثورة ثانية تغسل ما بها من درن وركود وتقليد تحت غطاء العلم وخنوع تحت ستار الطاعة، وعزوف عن الحياة بحجة الزهد في الدار الفانية ،وجبن عن اقتحام المجاهل حتى الموت حتف الأنف لنشرف على الحياة فنشبع من هوائها ومائها وسمائها ووحلها فقد طال بنا الأمد في مغارات التاريخ وكأننا ما بقي متحجرا من كائناتها البائدة.


  2. #2
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (1)
    نبدأ بالتحية للأستاذ ابراهيم مشارة، وندعوه لمواصلة الحوار

    المقال زاخر بمجموعة من الأفكار والمفاهيم والأغلوطات، بحاجة إلى قراءة متأنية، وتداول من أكثر من زاوية، وفيه تجاوز لحقائق تاريخية، وترويج لأفكار بعيدة عن هوية الأمة العربية، والمصرية منها بخاصة.
    وعلى عجالة، ورد في المقالة:

    لقد كان المفكر الكبير [طه حسين] مدركا لقيمة الفكر والأدب اليونانيين فعرف القارئ العربي بهما في نظام الأثينيين ومسرحيات سوفوكليس، وأما الحديثة فترجمات لمسرحيات فرنسية ذائعة. فلا مستقبل لأمة تغمض عينيها عن ثمرات الفكر والأدب وسوف يعود إلى تأكيد هذا المبدأ في "مستقبل الثقافة في مصر":هو أن نأخذ من الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ،ما يحب منها وما يكره وما يحمد منها وما يعاب"وسوف يؤكد على بعدين أساسيين في نهضة مصر الحديثة أولهما البعد الفرعوني وثانيهما المتوسطي، فمصر تشرف على البحر الأبيض وتربطها بأوربا وشائج من القرابة التجارية والفكرية والجغرافية أو لم يتجسد هذا التقارب في عصر البطالسة حين كانت الإسكندرية قطب العالم المتنور المتحضر المبدع؟
    فأي عقل هذا يطالبنا أن نأخذ حضارتهم بخيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد منها وما يعاب ؟!! هل المطلوب تغييب العقل ؟!! أو إعطاء صفة القداسة للعقل الغربي ؟!! أو الإنتقاص المسف بالعقل العربي، ومرجعيته وهويته الحضارية ؟!!

    ثم أية رجعية هذه بالدعوة إلى الفرعونية التي بادت منذ قرون وعفى عليها الزمن وتجاوزتها الحداثة والمعاصرة التي تدعو لها المقالة.
    ولي عودة .

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  3. #3
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (2) ولنتوقف عند هذه العبارة:

    ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري وفي صميم ذلك الحضارة الفرعونية المغلفة بحجب الأسرار وما يمكن أن تضيفه كنوزها إلى متاحف فرنسا ودور العلم فيها، ويمكن الآن أن نفهم الدور الذي لعبه العالم شامبليون (1790/1832) حين فك رموز اللغة المصرية القديمة ومكن الإنسانية جمعاء من قراءة وفهم الحضارة المصرية القديمة.
    ولنسأل الكاتب، إذا لم يكن احتلال الأوطان شراً مستطيراً فماذا يمكن أن يكون ؟! وأية رسالة حضارية كان يبشر بها نابليون بونابرت ؟!

    ثم نسمي عملية نهب التراث والآثار المصرية التي قامت بها الحملة الفرنسية بكل بساطة (عملية وضع اليد) ! ... وننسب لشامبليون الفضل كله في فهم الحضارة المصرية القديمة، ونقفز عن جهود العالم العراقي ابن وحشيه صاحب كتاب "شوق المستهام فى معرفة الأرقام" الذي حققه لأول مرة العالم النمساوى المستشرق جوزيف همر وقام بطبعه فى لندن عام 1806م. حيث تناول فيه ابن وحشية 89 لغة قديمة منها الهيروغليفية برسومها وما يقابلها فى اللسان العربي. وهناك دراسات وأبحاث تثبت أن العالم العربى ابن وحشية سبق شامبليون بحوالي ألف عام في فك رموز اللغة المصرية القديمة، إلا أن الحملة الفرنسية استطاعت من خلال الدعاية والترويج لشامبليون أن يكون هو صاحب السبق بينما ظل ابن وحشية طي النسيان. ولسنا نستبعد أن شامبليون قد اطلع على مخطوطة ابن وحشية قبل اكتشافه للكتابة الهيروغليفية مما يزيد الإحتمال بسرقتها والإدعاء باكتشافها.

    لدي نسخة من الكتاب المذكور، وعلى استعداد لتزويدكم بها عند الطلب.

    ولي عودة.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  4. #4
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    الاستاذ الفضل ابراهيم
    تحياتي
    هل يمكن أن تجد لي اجابة على هذا السؤال اجابة؟
    أكون شاكر جدا
    من أطلق على طه حسين (عميد الأدب العربي) ؟
    وأحيطك علما
    أنني على مدى 30 سنة أسأل العلماء هذا السؤال
    لم يجب أحد
    لو عندك الاجابة أكون شكر


  5. #5
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري وفي صميم ذلك الحضارة الفرعونية المغلفة بحجب الأسرار وما يمكن أن تضيفه كنوزها إلى متاحف فرنسا ودور العلم فيها، ويمكن الآن أن نفهم الدور الذي لعبه العالم شامبليون (1790/1832) حين فك رموز اللغة المصرية القديمة ومكن الإنسانية جمعاء من قراءة وفهم الحضارة المصرية القديمة.
    ===
    ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا،

    أليست شرا مستطيرا
    اليست هدما للحضارة
    اليست تدميرا للقيم
    الم تكن تدنيسا للأزهر الشريف
    الم تكن تخريبا للمعالم الأثرية
    من قال ان الرموز قد فكت
    ومافائدة فكها
    وفهمنا الحضارة المصرية القديمة
    وماذا بعدها
    الاستاذ ابراهيم
    هل قرأت ماكتبه الدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الاسبق عن طه حسين؟
    هل قرأت ماكتبه مصطفى صادق الرافعي عن طه حسين؟

    خطأ تاريخي فادح:
    من قال أن طه حسين أزهري؟



  6. #6
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (3)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة

    من أطلق على طه حسين (عميد الأدب العربي) ؟
    لقد تحدث طه حسين للكاتب المصري فؤاد دوارة عن لقب العمادة الذي أطلق عليه فقال: (أطلق علي هذا اللقب (شعبياً) عندما أبعدني صدقي باشا عن الجامعة سنة 1932، وكنت عميداً لكلية الآداب، فلقبتني صحف المعارضة بعميد الأدب العربي وليس عميد كلية الآداب وحدها..).

    وما رأيناه وما زلنا نراه أنه برغم تزعم صحف المعارضة السياسية لفكرة إطلاق لقب العمادة على طه حسين من وراء ظهر الأدباء العرب، بل وأدباء مصر أيضاً، فقد علق هذا اللقب بالرجل حياً وميتاً، وفي كل أصقاع الوطن العربي، وقد أدى هذا لا إلى خلوده، لعدم توافق ذلك مع بشريته، بل إلى خلود كتبه وفكره، وهو الأمر الذي لم يتح لكثيرين لا يقلون عنه نباهة، ولم يكن ليتاح له لولا اللقب الذي أطلق عليه. (للمزيد إضغط هنا)

    هذا يعني أنّ (الصحافة الحزبية المؤيدة له) هي التي لقبته عميد الأدب العربي ... هذا كل ما في الأمر (كلام جرايد!).

    تقبل تحياتي.
    ولي عودة.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون مشاهدة المشاركة
    (3)

    لقد تحدث طه حسين للكاتب المصري فؤاد دوارة عن لقب العمادة الذي أطلق عليه فقال: (أطلق علي هذا اللقب (شعبياً) عندما أبعدني صدقي باشا عن الجامعة سنة 1932، وكنت عميداً لكلية الآداب، فلقبتني صحف المعارضة بعميد الأدب العربي وليس عميد كلية الآداب وحدها..).

    وما رأيناه وما زلنا نراه أنه برغم تزعم صحف المعارضة السياسية لفكرة إطلاق لقب العمادة على طه حسين من وراء ظهر الأدباء العرب، بل وأدباء مصر أيضاً، فقد علق هذا اللقب بالرجل حياً وميتاً، وفي كل أصقاع الوطن العربي، وقد أدى هذا لا إلى خلوده، لعدم توافق ذلك مع بشريته، بل إلى خلود كتبه وفكره، وهو الأمر الذي لم يتح لكثيرين لا يقلون عنه نباهة، ولم يكن ليتاح له لولا اللقب الذي أطلق عليه. (للمزيد إضغط هنا)

    هذا يعني أنّ (الصحافة الحزبية المؤيدة له) هي التي لقبته عميد الأدب العربي ... هذا كل ما في الأمر (كلام جرايد!).

    تقبل تحياتي.
    ولي عودة.
    ===
    أخي الفاضل أحمد المدهون
    هذا كلامه هو
    الذين أطلقوا عليه عميد الأدب العربي
    هو شخصيا لايستطيع أن يعلن عنهم
    وقد أخذ مؤيدوه هذا اللقب من مصدر في منتهى الخطورة
    أيضا لم يستطيعوا أن يصرحوا والا نسفوا تاريخه نسفا

    عميد الأدب العربي:
    - الرافعي ( تنوع العطاء والأصالة )
    - باكثير ( تنوع العطاء والأصالة )
    - العقاد ( الاستاذية )
    - ..........
    - ..........
    - ..........


  8. #8
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (4)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
    ===
    أخي الفاضل أحمد المدهون
    هذا كلامه هو
    الذين أطلقوا عليه عميد الأدب العربي
    هو شخصيا لايستطيع أن يعلن عنهم
    وقد أخذ مؤيدوه هذا اللقب من مصدر في منتهى الخطورة
    أيضا لم يستطيعوا أن يصرحوا والا نسفوا تاريخه نسفا
    عميد الأدب العربي:
    - الرافعي ( تنوع العطاء والأصالة )
    - باكثير ( تنوع العطاء والأصالة )
    - العقاد ( الاستاذية )

    وفقاً للمصري اليوم الصادرة بتاريخ 19/ 3/ 2010 ، صدرت 50 صحيفة يهودية فى مصر.. أشهرها «لافار» و«لاروز» و«الشمس»، وما يهمنا الأخيرة منها، حيث صدرت «الشمس» عام 1934م بالعربية ورأس تحريرها «سعد يعقوب المالكى» واهتمت «الشمس» بأحوال الطائفة اليهودية، كما اهتمت بالحياة السياسية والحركة الوطنية فى مصر ومطالبها، إلا أن الرؤية اليهودية للجريدة ظلت مسيطرة عليها، بصفتها جريدة طائفية. (للمزيد إضغط هنا)

    وهناك كلام كثير عن علاقة طه حسين المشبوهة مع اليهود الصهاينة، وعن زيارته لإسرائيل، وزياراته الدائمة للمدارس الإسرائيلية فى الإسكندرية وإلقائه المحاضرات، عن دور اليهود فى الأدب العربى، وقد أشارت مجلة (الشمس) المذكورة آنفاً إلى المحاضرة التي ألقاها عام 1943 قائلة: "حفلت المدارس الإسرائيلية بالإسكندرية بعدد زاخر من أفاضل أهل الإسكندرية لحضور المحاضرة القيمة التى ألقاها عميد الأدب العربى، الدكتور طه حسين، مساء الخميس 23 ديسمبر، وحضرها سيادة الحاخام (ابراتو) والحاخام (فنثورا) وقد قوطعت فى كثير من مواضعها بعاصفة من التصفيق، وأعلنت المدارس الإسرائيلية عن جائزة خصصت باسم الدكتور طه حسين تعطى سنوياً للفائز الأول والفائزة الأولى فى اللغة العربية" (للمزيد إضغط هنا).
    هذه الصحف ساهمت بشكل كبير في الدفاع عن طه حسين والترويج له، وتوجته عميداً للأدب العربي.

    لك بالغ التحية.
    ولنا عودة.

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد المدهون ; 05/12/2010 الساعة 04:06 AM
    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  9. #9
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (5)
    مرةً أخرى نتوقف عند قول الكاتب:

    ثم أنه من الخطأ الفادح اعتبار الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 شرا مستطيرا، حقا لقد كان نابليون بونابرت يهدف فيما يهدف إليه زيادة على الأمجاد العسكرية وضع اليد على التراث المصري
    ونعيد التأكيد هنا على جملة الأسئلة المركبة التي أثارها الأستاذ السعيد ابراهيم الفقي في مداخلته ونتساءل معه مستنكرين: أليست تلك الحملة الفرنسية على مصر العروبة شراً مستطيراً، وتخريباً ممنهجاً للقيم، وهدماً لأركان الحضارة ومقوماتها، وتدنيسا لرمزية الأزهر الشريف، وتشويهاً للمعالم الأثرية ؟!! ... إلا إذا اعتبر الكاتب الإحتلال الفرنسي لبلده الجزائر -التي نحبها- نوعاً من الإعمار تجلت آثاره رقياً وتقدماً معمارياً وضع الجزائر في مصاف الدول الصناعية المتقدمة بعد ما يقارب 130 عاماً من الإستخراب، وبعد أن التهمت نارها وقودا تمثل في أكثر من مليون شهيد قضوا فداء لعيني بلادهم.

    وهل تعلم يا أستاذ، أن فرنسا التي ترحب بحملتها في مصر، كانت تقف إلى جانب تحقيق المشروع الصهيوني في إقامة دولة لهم على أرض فلسطين؟! [وهي ما زالت من المدافعين عنها].
    في محاضرة له تحت عنوان "تاريخ العلاقات الفرنسية العربية" يؤكد الباحث الدكتور أنور أبو البندورة، أن الدولة الفرنسية، عملت طوال تاريخها، تقريبا، على تقديم الدعم للدولة الإسرائيلية، معللا تقديمها لهذا الدعم، بأنه جاء دائما لمصالحها التي وجدت لها تعبيرا عبر ارتباطها بإسرائيل وقياداتها المتعاقبة. ويقول [وهنا مربط الفرس]:


    "قد لا يعرف الكثيرون أن الوعد الأول لإقامة وطن قومي لليهود، قبل وعد بلفور، إنما كان بمبادرة من القائد الفرنسي نابليون بونابرت"

    موضحا أن هذا الأخير، أراد تقديم وعده هذا لليهود، مقابل مساعدته، في حملاته العسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وقدم المحاضر إثباتا على ما قاله عن هذا الوعد قائلا، إن نابليون كان معجبا بتمسك اليهود، بأروقتهم وكتبهم الدينية، كونهم تشبثوا بها مدة ألفي عام، ولم يتنازلوا عنها. وأضاف يقول إنه توجد حتى هذه الأيام وثيقة تحت تصرف وزارة الداخلية الفرنسية، تثبت بما لا يقطعه شك أن نابليون قدم مثل هذا الوعد لليهود ليقيموا وطنا قوميا لهم على الأراضي العربية في فلسطين. (للمزيد أنظر جريدة الفجر الجزائرية، عدد 13/ 5/ 2008 ، إضغط هنا)

    لربما تكفيك هذه، لتعيد النظر فيما ضمنته في مقالتك.

    ولنا عودة

    التعديل الأخير تم بواسطة أحمد المدهون ; 05/12/2010 الساعة 10:27 PM
    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  10. #10
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    (5)

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
    ===

    عميد الأدب العربي:
    - الرافعي ( تنوع العطاء والأصالة )
    - باكثير ( تنوع العطاء والأصالة )
    - العقاد ( الاستاذية )
    الأستاذ السعيد ابراهيم،
    من ذكرتهم -وإن كانت ذائقتهم الأدبية راقيةً- لا يؤدون الدور المطلوب، فليتم تسويتهم، وطيّ جهودهم، وكتاباتهم. لأن الذي يجب إبرازه، ودوام فكره، بما يخدم أغراضهم، وأهدافهم، في التضليل والتشكيك هو ذاك ... طه !!.

    وذكرك العقاد، ذكرني بما قاله الشيخ محمد الغزالي في أحد أعداد مجلة الأمة القطرية [ يمكن العثور على العد إن طلب ذلك مني ] :

    قرأت للدكتور طه حسين، واستمعت له، ودار بيني وبينه حوار قصير مرة أو مرتين فصد عني وصددت عنه !!!
    أسلوب الرجل منساب رائق وأداوه جيد معجب، وهو بين أقرانه قد يدانيهم أو يساويهم ويستحيل أن يتقدم عليهم ... بل عندما أوازن بينه وبين العقاد من الناحية العلمية أجد العقاد أعمق فكراً وأغزر مادة وأقوم قيلا ، وأكاد أقول :

    إن الموازنة المجردة تخدش قدر العقاد


    وأسلوب زكي مبارك أرشق عبارة وأنصع بياناً من أسلوب الدكتور طه حسين، ولولا أن الرجل قتله الإدمان لكان له شأن أفضل. ودون غمط لمكانة الدكتور الأدبية نقول : إنه واحد من الأدباء المشهورين في القرن الماضي له وعليه ... وحسبه هذا ...

    بيد أنني لاحظت أن هناك إصراراً على جعل الرجل عميد الأدب العربي ، وإمام الفكر الجديد ، وأنه زعيم النهضة الأدبية الحديثة ولم أبذل جهداً مذكوراً لأدرك السبب
    إن السبب ، لا يعود إلى الوزن الفني أو التقدير الشخصي
    السبب يعود إلى دعم المبادئ التي حملها الرجل وكلف بخدمتها طول عمره ، إنه مات بيد أن ما قاله يجب أن يبقى ، وأن يدرس ، وأن يكون معيارا للتقدم.

    تقبلوا فائق التقدير.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  11. #11
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: طه حسين ورسالة التنوير العربي

    ولنسأل الكاتب، إذا لم يكن احتلال الأوطان شراً مستطيراً فماذا يمكن أن يكون ؟! وأية رسالة حضارية كان يبشر بها نابليون بونابرت ؟!

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •