Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري - الصفحة 2

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 42

الموضوع: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

  1. #21
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    التعليم ليس إجابة على سؤال
    ولكنه الطرق والوسائل للإجابة على كل الأسئلة


  2. #22
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    ليس التعليم إعداد المتعلم للحياة فحسب
    ولكن التعليم هو الحياة نفسها.


  3. #23
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    القواعد العشر في ملف الإنجاز لمعلم حضاري
    1- ليس التعليم إعداد المتعلم للحياة فحسب
    انما التعليم هو الحياة نفسها.
    فالتعليم هو ما يبقى عند المتعلم
    بعد أن ينسى ما تعلمه في المدرسة
    (قيم - أفكار – خبرات - مهارات )
    2- من أصعب الصعوبات في التعليم هو
    استخلاص الخبرات من الأفكار فالتعليم هو نقل للحضارات
    ونقل الحضارات حمل ثقيل ومكلف
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص القيمة )
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص التجربة)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الاهداف)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الرؤية)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الرسالة)

    3- من الأهداف المتقدمة في التعليم هو
    إعداد إنسان دائم التساؤل
    يدرك قيمة الحلم والخيال
    فـــ"الخيال أكثر أهمية من المعرفة فالمعرفة محدودة ولكن الخيال يطوف الآفاق ويطوق العالم".
    ( فالمتسائل يمحو جهله بتساؤلاته )
    ( والمبدع صاحب خيال )

    فالمتسائل عمر جهله قصير
    وغير المتسائل عمر جهله طويل
    4- - المعلم الجيد هو من يعرف ويطبق القواعد –
    ويستطيع أن يعد تلميذا يعرف ويطبق الاستثناءات.
    ( ان من يطبق الاستثناءات يكون قد تفوق في القواعد )
    5- التعليم هو الطريق الأكثر تكلفة في الحياة
    والجهل هو الطريق الأكثر تدميرا للحياة
    ( فالتعليم عكس الجهل )
    ( والتعليم أداة البناء )
    ( والجهل أداة الهدم )

    6- الهدف الرئيسي للتعليم هو إعداد إنسان
    يستطيع أن يعلم نفسه طوال حياته
    والتعليم المستمر هو:
    الاكتشاف المتدرج لجهلنا
    ( وكلما اكتشفنا الجهل تحولنا تلقائيا --- لأن --- فطرة الانسان تعاف الجهل )
    • 7- الخبرة ليست ما حدث لك
    ولكن الخبرة هي ما فعلته فيما حدث لك
    • فالخبرة معلم جاد شديد المراس لأنها تقدم الاختبار أولا
    ثم يتبعه الدرس
    والخبير هو الذي يعرف الكثير عن الشيء القليل
    ( الخبرة هي الدروس المستفادة من كل حادثة تقع للانسان )
    ولايشترط أن تكون الحوادث سلبية كلها

    ( ودرس الخبرة يأتي بعد التجريب -- فالتجربة تأتي أولا -- الحادث يأتي أولا -- ومن هنا كانت شدتها وصعوبتها وتأثيرها على الانسان ايجابا وسلبا )
    8- "من يجرؤ على التعليم يجب أن لا يتوقف عن التعلم."
    فالمعلم الجيد هو الذي يعتقد انه
    يعرف أقل مما يعرف
    والمعلم السيئ هو الذي يعتقد انه يعرف أكثر مما يعرف
    ( المعلم مايزال طالب علم حتى يقضي )
    9- - التعليم ليس إجابة على سؤال
    ولكنه الطرق والوسائل للإجابة على كل الأسئلة
    ( التعليم هنا هو : زرع الخبرات والثوابت لمواجهة الحادثات -- أي بناء انسان لمواجهة الحياة )
    10- الطريق الأهم في التعليم المدرسي ليس امتلاك الأفكار
    بل امتلاك الطرق والمهارات لإحياء الأفكار

    ( تظل الأفكار أفكارا وأحجارا هامدة ساكنة حتى نعمر بها ونبني بها -- وتظل النظريات مدونات ومعلقات وعبارات وفلسفات حتى يأتي من يجعلها حجر زاوية في بناء حضاري أو تظل أحجارا لامعة على شاطيء رملي تلونها أشعة الشمس فيستمتع بها الناس في أوقات الاسترخاء )
    ( انما امتلاك القيم والمهارات والطرق هو الذي يحيي هذه النظريات ويفعلها -- أو يثبت فسادها )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل المعلم و المتعلم الى بنك معلومات معول هدم يدمر الحضارات )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى مولد للقيم والمهارات واستخلاص الخبرات -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى التفكير الناقد -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :


  4. #24
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    الحضارة الإسلامية سمات وخصائص
    بقلم: عماد عجوة
    تعريف الحضارة الإسلامية

    أجمع العلماء على أنَّ الحضارةَ الإسلاميةَ تحتل مكانةً رفيعةً بين الحضاراتِ الكبرى التي ظهرت في تاريخ البشرية، كما أنها من أطول الحضارات العالمية عمرًا، وأعظمها أثرًا في الحضارة الإنسانية.



    والحضارة الإسلامية هي نتاجٌ لتفاعل ثقافات الشعوب التي دخلت في الإسلام، سواء إيمانًا وتصديقًا واعتقادًا، أو انتماءً وولاءً وانتسابًا، وهي خلاصةٌ لتلاقح هذه الثقافات والحضارات التي كانت قائمةً في المناطق التي وصلت إليها الفتوحات الإسلامية، ولانصهارها في بوتقة المبادئ والقيم والمُثُل التي جاء بها الإسلام هدايةً للناس كافة، لقد نجحت الحضارة الإسلامية في اختيار العناصر الصالحةِ منها، ثم مزجت بينها وأكملت نواحي النقص بحيث صار لها في النهايةِ نكهة خالصة، وشخصية مميزة استمرَّت على مدى قرون طويلة، بل ما زالت تعيش بين ظهرانَيْنا حتى الآن.



    والحضارة الإسلامية نوعان: النوع الأول حضارة إسلامية أصيلة وتُسمَّى حضارة الخلق والإبداع، وقد كان الإسلام مصدرها الوحيد، وعرفها العالم لأول مرة عن طريق الإسلام، والنوع الثاني حضارة قام بها المسلمون في الأمور التجريبية امتدادًا وتحسينًا، كما عرفها الفكر البشري من قبل، وتُسمَّى حضارة البعث والإحياء، فالحضارة الإسلامية بهذا المفهوم الجامع الشامل العميق هي إرثٌ مشترك بين جميع الشعوب والأمم التي انضوت تحت لوائها، وشاركت في بنائها، وأسهمت في عطائها، وهي الشعوب والأمم التي كوَّنت وشائج الأمة الإسلامية ونسيجَها المُحْكَم.



    فليست الحضارة الإسلامية حضارةَ جنسٍ معيَّن فتكون بذلك حضارةً قوميةً تنتمي إلى قوم مخصوصين، ولكنها حضارةٌ جامعةٌ شاملةٌ للأجناس والقوميات جميعًا التي كان لها نصيبُها في قيام هذه الحضارة، ودورها في ازدهارها وتألقها، وفي امتداد تأثيرها ونفوذها إلى العالم الذي كان معروفًا خلال القرون التي سطع فيها نجمُها واتسع إشعاعها وامتدَّ نفوذها.



    سمات وخصائص الحضارة الإسلامية

    تنفرد الحضارة الإسلامية بخصائصَ وسماتٍ تكسبها الطابعَ المميزَ لها بين الحضارات الإنسانية المتعاقبة في الماضي والحاضر على السواء، ومن هذه الخصائص:



    - حضارة إيمانية

    إنها حضارة إيمانية انبثقت من العقيدة الإسلامية، فاستوعبت مضامينَها وتشرَّبت مبادئها واصطبغت بصبغتها، فهي حضارةٌ توحيديةٌ انطلقت من الإيمان باللَّه الواحدِ الأحد، البارئِ المصوِّر، مبدعِ السماوات والأرض، الأولِ والآخر، الباطنِ والظاهر، خالقِ الإنسان والمخلوقات جميعًا. هي حضارةٌ من صنع البشر فعلاً، ولكنها ذات منطلقات إيمانية ومرجعية دينية، كان الدين الحنيف من أقوى الدوافع إلى قيامها وإبداعها وازدهارها، ولقد تفرَّدت الحضارة الإسلامية بكونها الحضارةَ العالميةَ التي تبلورت وازدهرت في ظل المرجعية الدينية الإسلامية، بل وكأثر من آثار هذه المرجعية الدينية، فلم يكن نهوضها وازدهارها كغيرها على أنقاض الدين وعمل الثورة على الدين كما حدث في أوروبا إبان عصر النهضة.



    - حضارة عالمية

    من خصائص الحضارة الإسلامية أنها عالمية الأفق والرسالة؛ فالقرآن الكريم أعلن وحدةَ النوع الإنساني رغم تنوع أعراقه ومنابته ومواطنه، في قوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ (الحجرات:من الآية13).



    إن القرآن حين أعلن هذه الوحدةَ الإنسانيةَ العالميةَ على صعيدِ الحق والخير والكرامة جعل حضارته عقدًا تنتظم فيه جميع العبقريات للشعوب والأمم التي خفقت فوقها رايةُ الفتوحات الإسلامية، ولذلك كانت كل حضارة تستطيع أن تفاخر بالعباقرة من أبناء جنس واحد وأمة واحدة إلا الحضارة الإسلامية، فإنها تفاخر بالعباقرةِ الذين أقاموا صرحها من جميعِ الأممِ والشعوبِ.. فأبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والخليل وسيبويه والكندي والغزالي والفارابي وابن رشد.. وأمثالهم ممن اختلفت أصولُهم وتباينت أوطانُهم، ليسوا إلا عباقرةً قدَّمت فيهم الحضارةُ الإسلامية إلى الإنسانية أروعَ نتاجِ الفكر الإنساني السليم.



    فإذا نظرنا للحضارات السابقة على الإسلام فنجدها وقد عرفت كل الحواجز التي أقامتها بين الفئات المختلفة من رعاياها، فالحضارة الرومانية فرَّقت في الحقوقِ بين سكان روما وسكان سائر إيطاليا، ثم بين الرومان وسائر رعايا البلاد المفتوحة، وبين الذين خضعوا للإمبراطوريةِ ومن كانوا خارجها الذين دعتهم (برابرة)، أما حضارة الإسلام فقد أزالت الحواجز النفسية والمكانية بين أبنائها في مختلف أنحاء العالم فكانت بحق إنسانية عالمية.



    - متماسكة في مواجهة التحديات

    تماسكت الحضارة الإسلامية وثبتت أمام التحديات التي لو واجهتها أية حضارة أخرى لانتهت إلى زوال؛ فقد بنى المسلمون هذه الحضارة الإسلامية وصنعوا التاريخ الإسلامي في ظل أشرس التحديات، فلقد حرَّرت فتوحاتهم الإسلامية الأولى الشرق من القوى الاستعمارية القديمة.. الفرس والروم، ثم قهر المسلمون أطماعَ الحروب الصليبية التي دامت قرنين من الزمن، وعلى أيديهم تمت الهزيمة الأولى للمغول الذين أبادوا الأخضرَ واليابسَ، بل استطاعوا أن يُدخِلوا كثيرًا منهم في الإسلام، وفي العصر الحديث قهروا أطماع أوروبا الاستعمارية، واليوم يصنع المسلمون تاريخًا من الصمود والمقاومة ضد أحلام الإمبريالية الأمريكية في العراق وشريكتها الصهيونية في فلسطين ساعين إلى إلحاقها بمصيرِ الغزاةِ والمستكبرين.



    وسر هذا التماسك في القرآن الكريم.. هذا الكتاب الخالد جمع الأمةَ الإسلاميةَ على مرِّ العصور، ومهما ضعفت فإن الله يقيِّض لها على رأس كل قرن من يجدِّد لها دينَها طالما كان بينهم كتاب الله، يقول تعالى ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)﴾ (الأنبياء) ففيه القوة الجامعة لشتاتها "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنتي".



    ومن هنا حرص أعداء الإسلام على أن يطعنوا الأمةَ في موقعِ قوتها، وذلك بعزلها عن كتاب الله، ففي البلاد التي تتكلم بلغته حاولوا عزلها عن التطبيق لمفاهيمه وتحويله إلى شعائرَ تُتْلى في المآتم. أما البلاد التي تتكلم بلغات أخرى وكانت حروفها عربيةً فقد حرصوا على تبديل الحرف العربي الذي يربطها بالقرآن وإدخال حروف أجنبية تمهيدًا لعزلها عن مصدر (الشخصية الجماعية لأمة القرآن).



    - حضارة معطاءة

    إنها حضارة معطاء؛ أخذت واقتبست من الحضارات والثقافات الإنسانية التي عرفتها شعوب العالم القديم، وأعطت عطاءً زاخرًا بالعلم والمعرفة والفن الإنساني الراقي وبقيم الخير والعدل والمساواة والفضيلة والجمال، وكان عطاؤها لفائدةِ الإنسانية جمعاء، لا فرق بين عربي وعجمي، أو أبيض وأسود، بل لا فرق بين مسلم وغير مسلم، سواء أكان من أتباع الديانات السماوية والوضعية، أم ممَّن لا دين لهم من أقوام شتَّى كانوا يعيشون في ظل الحضارة الإسلامية.



    - حضارة باقية

    إنها حضارة باقية بقاء الحياة على وجه الأرض، تستمد بقاءَها من الإسلام الذي قامت على أساس مبادئه، وقد تكفل الله تعالى بحفظ الدين الحنيف، وهي بذلك حضارةٌ ذات خصوصيات متفردة، فالحضارة الإسلامية لا تشيخ لتنقرض، لأنها ليست حضارةً قوميةً، ولا هي بعنصرية، ولا هي ضد الفطرة الإنسانية، والإسلام لا يتمثَّل في المسلمين في كل الأحوال، لأن المسلمين قد يضعفون ويقل نفوذُهم ويتراجع تأثيرُهم، ولكن الإسلام لا يضعف ولا يقل نفوذُه ولا يتراجع تأثيرُه، وهي بذلك حضارة دائمة الإشعاع تتعاقب أطوارها وتتجدَّد دوراتها.



    - ذات وحدة في الروح والطابع

    أول ما يتجلَّى لنا عند النظر إلى حضارة الإسلام بصورة عامة هو وحدتها أي تشابهها في الروح والخصائص المميزة لها أيًّا كان ميدانها، فسواء نظرنا إلى الفقه أو الشريعة أو الفلسفة أو الطب أو الصيدلة أو العمارة فإننا نحس أن بينها وعلى اختلافها في الطبيعة الخاصة بكل منها خيطًا رفيعًا رابطًا يحس به الإنسان لأول وهلة، وهذا الخيط غير المنظور هو الذي يُشعرنا بأنَّ هذه كلها ميادين من حضارةٍ واحدة، ويرجع ذلك في نهاية الأمر وبدايته إلى الإسلام، الذي هو عقيدة وشريعة ونظام إجتماعي وخط سلوكي وحضارة، وهذه هي القوائم التي قامت عليها بناء الحضارة الإسلامية في شتى صورها وأشكالها، وهذه الوحدة في الروح والطابع هي التي أعطت المجتمع الإسلامي هذه الوحدة.



    - حضارة متوازنة

    وازنت الحضارة الإسلامية بين الجانب الروحي والجانب المادي في اعتدال، فلا تفريط ولا إفراط ولا غلو، هذه بعض سمات حضارتنا الإسلامية.


  5. #25
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    بقلم: أحمد التلاوي*
    الحضارة: كنتم خير أمة
    في ظل عظيم التطورات التي يشهدها عالمنا المعاصر في مختلف المجالات، وفي ظل عميق التحولات الراهنة في مجالات المعرفة المختلفة فيما اصطُلح على تسميته بـ"عصر ثورة المعلومات والاتصالات" باتت المعرفة قوةً لا يستهان بها، مع تحولها إلى شعار المرحلة الراهنة التي نعيشها، ورمزًا للثورة الصناعية الثالثة، وبعد الاستخدام المكثَّف للعمل ثم الآلة أصبح الآن الاستخدام المكثف للمعلومات هو الشعار السائد بين وداخل الأمم المتقدمة والمتحضرة.



    وعندما نتحدث عن "الحضارة" ذاتها كمصطلح وكفكرة تتداعى إلى الذهن الكثير من المعاني والدلالات التي تتداخل مع بعضها البعض وتؤدي أيضًا إلى أن تتداخل "الحضارة"، على الأقل على مستوى المصطلح مع الكثير من المصطلحات والمعاني الأخرى المرتبطة بالنشاط البشري عبر التاريخ، مثل الثقافة والمجتمع والمعرفة لعدد من الأسباب، على رأسها أن مصطلح الحضارة ذاته هو مصطلح مرتبط بالبشر وحركتهم عبر الوقت والمكان، وأيًّا ما كان المصطلح أو المفهوم المرتبط بالإنسان كفرد أو كإنسانية أشمل وأعم منه فإن النسبية والتباين يلعبان دورَهما في هذا الشأن.



    كذلك تتداخل مكونات مفهوم الحضارة مع بعض مكونات مفاهيم أخرى، فالتراكمية والتاريخ كمكونَين مهمَّين من مكونات الحضارة الإنسانية يتداخلان بشدة مع مصطلح الثقافة الذي يعتبر الأكثر ارتباطًا بقضية المعرفة والحضارة عبر التاريخ الإنساني.



    الحضارة والمصطلح

    يعرِّف الدكتور حسين مؤنس الحضارة على أنها: "هي ثمرة كل جهد يقوم به الإنسان لتحسين ظروف حياته، سواءٌ أكان المجهود المبذول للوصول إلى هذه الثمرة مقصودًا أم غير مقصود، وسواءٌ أكانت هذه الثمرة ماديةً أم معنويةً".



    أما الأستاذ سلطان عثمان فيعرِّف الحضارة على أنها: "مجموع الأفكار والرؤى التي توجِّه الإنسان، تضاف إليها القيم السائدة، وأساليب وطرق التفكير لدى الإنسان، وهي سمةُ المجتمع، بما يحتويه من أفكار ومبادئ وعادات وتراثيات وطبيعة الحياة من الجهة النظرية والفكرية والعملية للدولة والمجتمع".



    أما المؤرخ والباحث الإنجليزي الأشهر أرنولد توينبي فقد رأى مبدئيًّا أن مفهوم الحضارة بمعناها المتخصص مقتصرٌ على "وجهة نظر الإنسان عن الحياة"، أما بوجه عام فالحضارة "هي مجموع الأفكار والرؤى والقيم السائدة التي توجِّه الإنسان، والتي تترك بصماتها وتلقي بظلالها على المنظومة الذهنية وأساليب وطرق التفكير لدى الإنسان وعلى الدولة والمجتمع، وهي سمة المجتمع بما يحتويه من أفكار ومبادئ وعادات وتراثيات وطبيعة الحياة من الجهة النظرية والفكرية والعملية.. إلخ، فالحضارة هي عنوان كل أمة، ومقياس كل فرد وكل دولة، فالحضارة هي ما يحتويه الإنسان من ثقافة"، وترتبط الحضارة على هذا النحو- ولا سيما من جهة التعريف الذي وضعه الدكتور مؤنس- بعدد من المحددات، وهي:

    1- التراكمية؛ حيث إن الحضارة هي ثمرة أي نتاج أكبر لجهود متعددة يتوصل عن طريقها الإنسان إلى عدد من المنجزات.



    2- وعلى ذلك فالحضارة ترتبط بالزمن؛ لأن تحقيق هذه المنجزات- وبالتالي الوصول إلى المنتج الحضاري المميز- بحاجة إلى أزمنة طويلة لكي يتحقق ويكون فارقًا في تأثيره على المجتمع المحلي الذي أنجز هذه الثمرة أو على المجتمعات المجاورة والإنسانية بأسرها.



    3- السمة الثالثة المرتبطة بالحضارة هي التمايز، أي أن الحضارات الإنسانية تتمايز فيما بينها في نوعية المنجز الذي تُحققه بحسب عدد من العوامل، من بينها طبيعة البيئة الجغرافية والمناخية والجنس البشري الذي طوَّر هذا المنجز الحضاري، ونوعية الانتماء الديني أو العقيدي القائم في المجتمع، كذلك تتمايز بحسب الحقبة التاريخية التي ظهرت فيها هذه الحضارة وموضعها في سلَّم التطور الإنساني، وعلى ذلك تختلف الحضارات الإنسانية التي ظهرت في كنف الأنهار في مصر والعراق عن تلك التي ظهرت في أصقاع أوروبا، كذلك تتمايز الحضارات الإنسانية التي ظهرت على أيدي العرب عن تلك التي أقامها الساكسون والأنجلو- ساكسون أو الأجناس الصفراء في آسيا.



    4- أيضًا تتمايز الحضارات التي ظهرت في التاريخ الإنساني السحيق عن تلك التي ظهرت في عصر ما بعد الثورة الصناعية؛ حيث تمايزت الأولى- على سبيل المثال- بالمنتج الفكري والتشريعي والفني والمعماري، أما الثانية فكان منتجها الحضاري ممثلاً بالأساس في أدوات التقنية والمخترعات العلمية الحديثة.



    الحضارة والمكوِّن الحضاري

    بخلاف المحددات سالفة الذكر فإن هناك عددًا من الأُطُر التي يرتبط بها المكوِّن الحضاري لأية أمة، التي عبَّرنا عنها في المحددات سالفة الذكر باسم "الجنس البشري"، وهذه الأُطُر التي تشكل السمت المميز لأية حضارة إنسانية عن غيرها، ومن أهم هذه الأطر:

    1- الثقافة: تُعرف الثقافة اصطلاحًا على أنها المعرفة التي تؤخذ عن طريق الإخبار والتلقي والاستنباط، كالتاريخ واللغة والأدب والفلسفة والفنون من وجهة نظر خاصة عن الحياة؛ وطبقًا للباحث العربي الأستاذ سلطان عثمان فالثقافة لغةً هي الحذق والفهم.. أما بمعناها العام فهي مجرد المعرفة النظرية، فالثقافة هي الكل المركَّب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات، وعلى ذلك فهي شديدة الارتباط والتداخل مع مصطلح الحضارة ذاته وأحد أهم مكوناته؛ حيث إنها طبقًا لهذا الكلام فعلٌ تراكميٌّ يرتبط بالتاريخ وله جانبٌ معرفيٌّ، وإن كانت قضية المعرفة هنا أكثر التصاقًا بالثقافة عن قضية الحضارة.. كلاهما- أي الثقافة والمعرفة- مكونان أصيلان من مكونات الحضارة الإنسانية أيًّا كان مصدرها.



    مؤتمر ثقافي (أرشيف)





    2- العقل: يُعتبر العقل أحد أهم مكونات الفعل الحضاري للإنسان، ويَعتبر الدكتور حسين مؤنس أن الخطوة الأولى للبشرية على طريق الحضارة الإنسانية هي نجاح المخ البشري في خلق العقل الذي كان الطريق الملكي للإنسان لكي يبتكر ويبدع ويراكم خبراته وتجاربه لتنشأ الثقافيات والحضارات، والعقل مرتبط بقدرة الإنسان على إدراك الأشياء وفهمها والربط بين الظواهر وبعضها البعض، سواءٌ أكانت ظواهرَ طبيعيةً أم إنسانيةً، وهو تعريف إجرائيٌّ مبسَّط ينطلق من التعريف اللغوي لكلمة (العقل) ذاتها وهو "القبض والسيطرة على الأشياء" وكذلك "عقل الشيء عقلاً: أي فهمه وأدركه" طبقًا لتعريفات معاجم عربية موثوقة مثل القاموس المحيط ولسان العرب وغيرها.



    3- التقدم: نتيجة للطابع التراكمي للفعل الحضاري، فإنه مرتبط بالتقدم أو التطور، بمعنى أن السياق الطبيعي لأية حضارة إنسانية يعتمد على درجة تقدمها في المجالات الحضارية المختلفة، مثل التشريع والعلم والفن والعمارة.. إلخ.



    4- الدين: لا يمكن وصف الإنسان بأنه متحضِّر إلا لو كان عاقلاً ويحمل في ذهنيته ميراثًا معرفيًّا وثقافيًّا طوَّره عمن سبقوه، فأخذ عنهم وأضاف إلى حضارته إبداعًا جديدًا، وفي هذا الصدد لا يمكن لعقل على قدر- أي قدر- من التطور ألا يصل إلى فكرة الإله الأوحد الذي خلق الأشياء ومن بينها الإنسان والأرض والكون.. إلخ؛ ولذلك ولدت فكرة الإله ثم التوحيد- أيًّا كان شكله- في كافة الحضارات الإنسانية؛ ولذلك كان من السهل جدًّا على الديانات السماوية الانتشار لتطابقها مع أولاً الفطرة الإنسانية وثانيًا مع تراث البشرية العقلي والحضاري القديم.



    حضارة خير أمة

    ولما كان للحضارة مجموعةٌ من السمات الرئيسة التي تتبدل بتبدل بعض العوامل التي أشرنا إليها ولمَّا كان لكل حضارة إنسانية مجموعةٌ من المقومات والمكونات، وعلى رأسها المكون الثقافي والمعرفي فإننا عندما نتحدث عن حضارة إسلامية وثقافة إسلامية فإننا هنا نقصد الحضارة والثقافة التي بُنيت على "العقيدة الإسلامية أو كانت أثرًا من آثارها أو اكتسبت طبيعتها وسماتها بموجبها".



    والحضارة الإسلامية حضارةٌ نموذجيةٌ شاملةٌ، استطاعت التلاقح مع الحضارات السابقة وإفادة الحضارات التي ظهرت بعدها عن طريق التواصل بالترجمة والتدارس وتبادل الأفكار والإبداعات والاختراعات.. إلخ، وكان الفضل يعود في ذلك أولاً للعلم الشرعي الذي ساعد الإنسان العربي على إعمال عقله ووضع أسس وقواعد دراسة الفقه والشريعة الإسلامية، فكانت نقطة الانطلاق المهمة أولاً للتفاعل مع الشعوب الحضارية التي دخلت الإسلام عن طريق الفتح، مثل مصر وبلاد فارس وشرق وجنوب أوروبا، أو عن طريق الدعوة، كما جرى في جنوب آسيا وشرقها في بلاد المغول والصين وغيرها، ثم بعد ذلك ثانيًا خلق المنجز الحضاري الإسلامي الخاص.



    حيث بدأت حركةٌ واسعةٌ من الترجمة لعيون الإبداعات الغربية من الآداب والفلسفة والمنطق والعلوم الطبيعية، كالرياضيات والفيزياء والفلك؛ حيث تُرجمت مؤلفات أفلاطون وأرسطو وإقليدس وفيثاغورث وغيرهم الكثير، ثم ظهر العلماء العرب والمسلمون العظام الذين بزوا علماء أوروبا القديمة وأضافوا خطواتٍ واسعةً في مختلف مجالات المعرفة، وكانت شخصيات مثل عمر الخيام بمثابة "جامعات" على غزارة علومهم في مختلف المجالات الفلك والرياضيات والأدب والفلسفة.



    وأجاد العرب والمسلمون في مجالات العلوم الطبيعية؛ حيث لا تزال خرائط ابن النفيس للجسم البشري محلَّ اهتمام من جانب علماء الطب والأحياء الغربيين، ولا تزال القواعد التي وضعها الخوارزمي في الرياضيات هي أساس علوم الحساب والجبر في العالم كله، فهو الذي ابتكر الرقم "صفر"، ووضع أسس وقواعد اللوغاريتمات التي هي النطق الغربي المتعثر لكلمة "الخوارزمي"، وفي علوم البصريات ظلت حسابات الحسن بن الهيثم هي أساس عمل مدارس فيزياء الضوء والهندسة الفراغية في أوروبا.



    على مستوى آخر ظهرت الأمريكتان في خرائط وضعها الإدريسي صاحب "المسالك والممالك" قبل أن يكتشفها كريستوفر كولومبس وأمريجو فسبوتشي بمئات الأعوام، ولكننا في الفترة الحالية لا يمكننا الادعاء بأن العرب والمسلمين هم أصحاب حضارة؛ لأن الفعل التراكمي قد اختفى لدى الأمة في مختلف المجالات، وأصبح العرب والمسلمون غالبًا يعتمدون على النقل من الحضارات الأخرى الحالية بعيدًا عن الإبداع؛ مما يخالف الكثير من اشتراطات وسنن الحضارة الإنسانية كما وضعتها نواميس الخالق عزل وجل وقوانينه في الكون.



    وفي هذا الصدد فإن العرب والمسلمين الآن بحاجة إلى حالة من النهضة الشاملة والإصلاح التي تخلق نظريةً عربيةً وإسلاميةً شاملةً حول سبل إخراج الأمة من أزمتها الحضارية الراهنة إلى إصلاح يأتي بحكم المستبد العادل الذي يجدد لهذه الأمة شبابَها، مع مراعاة إعادة خلقٍ لخطاب الإسلام الديني والثقافي بما يتواءم مع العصر الحالي وتحدياته ومتطلباته، وهو ما يطرح خطاب التحديث الذي هو في الأساس عبارةٌ عن تنامٍ مقصود ومبرمج للمعرفة التي تعيد تشكيل مفاهيم الإنسان وتحدياته في الطبيعة والمجتمع وغير ذلك باستمرار.

    --------
    * باحث ومحلل سياسي


  6. #26
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    شعر: علي متولي علي
    حضارة وحضارة
    أنا مسلمٌ أهوى الحياةَ كريمةً

    ديني هو الإسلامُ يحتضنُ الورى

    في محكمِ التنزيلِ لا إكراهَ في

    والبرُ والإقساط ُفيه فريضةٌ

    ورسولُنا أرسى السماحةَ معلمًا

    لكم الأمانُ إذا وفيتم ذمةً

    أو فالخسارُ لمَن يخيسُ بعهده

    اقرأ وصايانا لقادةِ جندنا

    إن خفت فانبذ عهدهم بسماحةٍ

    عقدوا لواءَ الحربِ طيَّ مساجدٍ

    لا تقتلوا شيخًا ولا امرأةً ولا

    والبئر فاترك لا نُغوِّر ماءه

    لا تقطعُوا شجرًا يُظِّلُ، وحاذروا

    وبهيمةً لا تذبحوا إلا إذا

    والطفلَ فاحذر أن ينالَ بسوءةٍ

    اقرأ شهادة كُتبهم يجدونه

    واسمع شهادةَ بنتِ ملكٍ نابهٍ

    لا لنْ تراعي يا وصيفة إنهم

    أصفى من المزنِ الطهور نبيُّهم

    واسأل أخا قبطٍ يقاد مَن الذي

    وبدرة الفاروقِ يضرب للفتى ابن

    شيخُ اليهود إذا تسوَّل عالَه

    إنا ظلمنا من أكلنا جهده

    فإذا تحنَّى العود نتركه بلا

    ولتذكروا في فتح مكة عفوه

    وحمامة باضت بفسطاطِ القيا

    حتى تُطيِّر فرخَها، لاذت بنا

    الحربُ في حقٍّ لدينا شرعةٌ

    والدعوةُ الغراءُ تبسط برها

    مَن شاءَ فليؤمن ولا قسرٌ له

    قولوا لمصرَ وقبطها ماذا جنى

    ثم اسألوهم عن سماحةِ ديننا

    بل سلْ نصارى القدسِ حين أبى أبو

    بكنيسةٍ ودوه لو صلَّى بها

    سلْ رحمةَ الإسلام في أسبانيا

    فبلاد أندلسٍ غدت نبراسنا

    فالعلمُ مبذولٌ يضم برحبه

    هذا هو الإسلامُ يا دنيا الهوى

    هذي حضارتنا فهاتوا مثلَها

    ترمون بالإرهابِ دينَ سماحةٍ

    بوش اللعين أتى بجيش غادرٍ

    نسبوه للعذراء وهي بريئةٌ

    وصليبهم قد علَّقوه إشارةً

    بقنابلِ الإجرامِ تعصف بالبلادِ

    هذا هو التحريرُ يا بوشَ الخرابِ




    لا ظلمَ لا استبدادَ بالإنسانِ

    متسامحًا معَ سائرِ الأديان

    دينٍ فرشدي واضحُ التبيانِ

    ما لم ينلنا سافه الطغيانِ

    يسمُو على الأحقادِ والأضغانِ

    متآزرين لدحرةِ العدوانِ

    من حاقدٍ أو مجرمٍ خوَّانِ

    أن يبدأوا بنذارةٍ وأمانِ

    لا غدر، فالزمْ شرعةَ الرحمنِ

    اغزوا على اسم الواحدِ الديانِ

    العبَّادَ طي معابدِ الرهبانِ

    لا تهدمن ثوابتِ الجدرانِ

    تخريبَ مأهولٍ من العمرانِ

    رمتم طعام المجهد الجوعانِ

    فهمُ الزهورُ بواحةِ الإنسانِ

    نورًا بها يهدي إلى الإيمانِ

    هي أورمانوسة في جلي بيانِ

    أهلُ الوفاءِ ومبعثُ الإحسانِ

    والعرضَ في أحضانهم بأمانِ

    خدش الشعورَ بحلبةِ الفرسانِ

    الأكرمين لراحةِ الوجدانِ

    عمرُ العدالة بالعطاء الحاني

    بشبابهِ وبصورةِ الفتيانِ

    مالٍ فحاشا للهدى الرباني

    فلتذهبوا طلقاء حبٍّ باني

    دة عَمْرِنا فلتحفظن بجنانِ

    فلتأمنن بكتبةِ القرآنِ

    كالسم يشفي لدغةَ الثعبانِ

    بالحكمةِ السمحاءِ والتحنانِ

    أو فالصيانة في حمى الأوطانِ

    أبناءُ جنسكم من الطغيانِ

    يوم التقاهم بالهدى الرباني

    حفصٍ صلاةَ داخل البنيانِ

    حذرَ اغتصابٍ عبرَ ذي الأزمانِ

    والبرتغال وساحة العرفانِ

    لحضارةٍ مقرورةِ الأركانِ

    طلابَ علم قصيِّنا والداني

    أترى يُنير مسيرةَ العميانِ

    أو فاهتدوا بهدايةِ الإيمانِ

    أهل اغتصابِ الأرض والأوطانِ

    مارينز جيش الظلم والعدوانِ

    من رجسهم وصلافةِ الطغيانِ

    للحقدِ يقصفِ آمنِ الأوطانِ

    وبالعبادِ وغفلة الولدانِ

    أم التوحشُ في بني الإنسانِ


  7. #27
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    بقلم/أ. جمعة أمين عبدالعزيز*
    مفهوم الحضارة بين أصحاب الرسالات وأصحاب الشهوات
    كثيرًا ما يتباهى أصحاب الحضارة المادية بعلوم هذه الحضارة وفنونها وآدابها، ومصانعها واختراعاتها وعمرانها، وأنماط حياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، ويتفاخرون بما أبدعه عقل الإنسان، وهذا لَوْن من ألوان تجميل وجْه هذه الحضارة، بالحديث عن مظاهرها، فالعلوم والفنون والآداب والصناعات والتخطيط والإدارة، بل والعادات والتقاليد ما هي إلا مظاهرٌ لهذه الحضارة، وقشرةٌ لهذا اللباب.

    ولكننا إذا أردنا أن نتعرف على أية حضارة لابد أن ننظر إلى عناصرها التي تتكون منها، فلا تقوم هذه الحضارة بهذه المظاهر المادية، ولكن من خلال تكامل عناصرها المكونة لها، والتي من أهمها:
    1- تصور هذه الحضارة لحياة البشرية.
    2- منزلة الإنسان في هذه الحضارة.
    3- علاقة الإنسان بالحياة في ظل تلك الحضارة.
    4- قيمة هذه الحياة في ظلها.
    5- ما يسود هذه الحضارة من معتقدات وأفكار ترتكز عليها وتنطلق منها إلى ممارسة الحياة، مع التأكيد على أثر هذه المعتقدات في مشاعر الإنسان، وفي سلوكه وفي آماله وأهدافه.
    6- طريقة هذه الحضارة في تربية الإنسان وإعداده؛ ليشق طريقَه في الحياة في ظلّ قيم خاصة يلتزم بها، ويدعو إليها، ويضحِّي بماله ونفسه في سبيلها، مستهدفًا أن يجمع النَّاس عليها.
    7- والعنصر الهام هو نظرة هذه الحضارة للعلاقة التي يجب أن تربط الإنسان بأخيه الإنسان.
    والإجابة على هذه العناصر تبيّن قيمة هذه الحضارة الإنسانية جمعاء، ومنها يتبين سوادها من بياضها، وهذه العناصر- بتكاملها وتوازنها- هي الحضارة وجوهرها، فإذا قيِّمَت أيُّ حضارة ووُضع لها المقياس القيمي الذي تقاس به، وجَدّت الحضارة الإسلامية- بكل تلك العناصر- تتميز عن أية حضارة، قديمة أم حديثة، شرقية أم غربية، دينية أم وثنية، فرعونية أم رومانية، أو يونانية شرق أوسطية أم كانت هذه الحضارة التي يتفاخر بها القوم، خاصةً في هذه الأيام التي نرى فيها "المتغرّبين" أو "المتأمركين" بل والشيوعيين، أقول: إن الحضارة الإسلامية هي الحضارة الوحيدة التي صنِعت على عين الله سبحانه، فأوحى بكل معطياتها إلى خاتم النبيين محمد- صلى الله عليه وسلم-، وضمِنَ الله أن يحفظ أُسس هذه الحضارة على الأرض؛ حتى يقوم الناس لرب العالمين، لأنها مستمدة من كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حفِظه منزِّلُه من التبديل والتغيير زيادةً أو نقصًا...﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر:9)، بل قال لرسولنا- صلى الله عليه وسلم-: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ* لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ* ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ* فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ (الحاقة:44-47),بينما إذَا نظرنا إلى سائر الحضارات نجِدها من صُنْع البَشَر، وهم بحكم بشريتهم وفطرتهم قاصرون عاجزون...﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ﴾(الروم:7)، وهم في نفس الوقت يخطئون ويصيبون، حتى الحضارات الدينية الباقية إلى الآن، كاليهودية والنصرانية، لا يمكن أن تقاس بجانب الحضارة الإسلامية، ولا ترقى إلى مستواها؛ لأن المولى من ناحية لم يُرِدْ بهما أو بأحدهما أن تكون الصورة المثلى، وإنما أرادَ لكلٍّ منهما أن يعالج من مشكلات البشرية ما كان سائدًا وذائعًا وضارًا بالناس في هذه الفترة من الزمان أو هذه البقعة من المكان، وإنَّما هي مرحلة من مراحل الحياة الدينية للبشر تعقبها المرحلة الأخيرة التامة الكاملة، وهي مرحلة الدين الخاتَم الذي جاء به محمد- صلى الله عليه وسلم-، والذي قال عنه منزّلُه جل شأنه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ﴾(المائدة: من الآية3).

    ومع هذا كله وجدنا بعض المسلمين أو "المتغرّبين" يقفون من الإسلام وحضارته هذا الموقف المهين، يُشيدون بحضارة الغرب، ويدعون الناس جميعًا أن يحذوا حذوها، ويسيروا في طريقها، ويصطبغوا بصبغتها، فيتصدَّى فريق من المسلمين لهم مدافعين عن حضارتنا، وكأنها في قفص الاتهام، فترى كلماتهم كأنها اعتذار، وسطورهم خجلى.. فأين العزة؟ وأين الخيرية التي نتميز بها؟!.
    أليس لنا بعد هذا كله أن نلتقي بالحضارات، ونحن أشد اعتزازًا بحضارتنا، وأقوى إيمانًا بأن ما عندنا هو أكمل وأتم ما أعطاه الله للبشر، فمن أحقُّ بالاعتذار والخجل؟ نحن أم الذين يتهاونون في أمر الله تعالى ونهيه، فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال؛ حتى فشت المعاصي على أيديهم، وانتشرت الآثام، وكثُر الخبَث؟ فهل نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير!!، ونسير وراء الذين قطعوا صلتهم بالله، واتبعوا الشهوات، وعاشوا فساد التصور والاعتقاد والحركة والعمل، إنها حضارة الشهوات، فالجنس غذاؤهم، واللهو حياتهم، إلا من رحم ربك.

    إن التحلُّل الأخلاقي، والانهيار الاجتماعي الذي نشاهده اليوم، والذي نشأ من الأخذ بحضارة الغرب المادية، هو الذي أفسد على المجتمعات الإسلامية حياتها؛ لأن حضارتهم لا تلوم الناس على إلحادهم وباطلهم، ولا الانحلال والفسوق، فالإنسان حرٌّ، له أن يشرب الخمر، وأن يلعب الميسر، وأن يأكل الربا، وأن يفجر، حضارتهم تسمح بالشُّذوذ الجنسي وتُقنِّنه، ولا تقيم للأخلاق وزنًا، ومن أجل هذه الحضارة يندفع البعض- ممن لا أخلاق له- فيهاجِمون العفة والطهارة ويسمونها رجعية، فإذا لم نَسِر سيْرهم، ونطبق منهجهم فنحن جامدون غير متطورين، فبئس ما يقولون ويعتقدون!!.
    و نقول لهؤلاء إن هداية الله التي جاءت على لسان محمد- صلى الله عليه وسلم- ورعايته، والتي تمثلت في كتابه الكريم (القرآن العظيم) أخذت بقلوب هؤلاء الحفاة العراة رعاة الشاه، الجهلة بل الأميون، فصاروا أهل الخير والرحمة، ورسلَ العدالة والسماحة، وأضاءت قلوبهم المظلمة بنور العقيدة، فانطلقوا كأشعة تُنير أركان العالم بأمرين:
    أولاً: التصور الصحيح للحياة الدنيا، فلا انكباب عليها ولا حرمان مما أحل الله فيها...﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف:32).
    في حين نجد- كما قلنا- الحضارات الأخرى ضلَّت الطريق في تصوُّر الحياة الدنيا، ولم تقبَل أن تَصِل إلى وسطية الإسلام...﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ﴾(القصص: الآية 77).
    ثانيًا: وضع الإنسان في وضعه الصحيح، وذلك من أبرز العوامل التي جعلت الحضارة الإسلامية أقدرَعلى توجيه الإنسان، وأجدرَ أن تمنحه الأمن والطمأنينة، فوضعته في مكانه الصحيح...﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾(الإسراء:70). ولم تقبل الحضارة الإسلامية من الإنسان أن يتكبَّر ويقول لهم ما قاله فِرْعَوْنُ: ﴿مَا أُرِيكُمْ إلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ (غافر: من الآية29)، كما يفعل "بوش" و"شارون" ومن على شاكلتهم من الذين يريدون فرض مشروعهم.
    ألا فلنحمد الله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، نعتزُّ به ونستمسك بطريقه، ونفخر بحضارته، فأين الثرى من الثريَّا؟!، وأين أصحاب الرسالات من أصحاب الشهوات؟! ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا﴾ (الطلاق: من الآية10)، وجعل لكم نورًا تمشون به، بينما غيرُكم في الظلمات ليس بخارج منها، فكيف يَخرج المسلمون من النور إلى الظلمات، والله أمرهم أن يُخرجوا الناسَ من الظلمات إلى النور... فكيف يحكمون؟!


  8. #28
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    في مايسمى " صدام الحضارات "



    د.فواز الجابري
    - جدة - المملكة العربية السعودية


    لفت نظري منذ فترة تنوف عن عامين, وفي غمرة استعدادات الدولة الاكبر في العالم ل"محاربة الارهاب" في أفغانستان , عنوان كتاب ل"صموئيل هتنغتون" وهو من مثقفي هذه الدولة يدعى" صدام الحضارات". بدأ,لم يثر العنوان اهتماما في , حيث انه كان مذكورا بأيجاز شديد في صفحةداخلية لصحيفة عربية تصدر في أوروبا. لكن تطورات الاحداث آنئذ في أفغانستان ثم العراق وبقاع أخرى من العالم, مع مارافقها من ظهور عالمي لتنظيمات جديدة أخذت تشرّع نفسها بلغة سياسية-دينية أسوة بالقوة الاكبر , جعل الريط بينها-أي الاحداث- وبين محتوى الكتاب أمرا لامناص منه. وجاءت قناعتي بكتابة هذا المقال بعد أن أرسل صديق لي عبر البريد الالكتروني مقتطفات باللغة الانكليزية من الكتاب المذكور مشفوعة باعجابه الشديد بالكتاب فكرة وموضوعا ومحتوى مع قناعته باحتوائه(أي الكتاب) على كثير من الحقائق. هنا, كان لابد من وقفة لوضع نقاط على حروف ولاستيضاح بعضا من تعريفات ضاع معناها الحقيقي في زحام الحرب الاعلامية المستعرة حاليا:

    أولا: في تعريف الحضارة:
    1- الحضارة civilization : يقصد بالحضارة أو التمدن(الترجمة الحرفية للمصطلح اللاتيني) الانتاج الفكري والمادي والسلوك العام لمجموعة معينة من الناس في حقبة زمنية معينة. يشمل الانتاج الفكري كافة النشاطات العلمية والادبية والفلسفية بينما يشمل المادي انشاء البنى التحتية والفوقية والثراء المادي للفرد والمجتمع, أما السلوك العام فيمثل العادات والتقاليد والقيم الفكرية والاخلاقية والمفاهيم الاجتماعية للمجتمع والسلطة الحاكمة لهذا المجتمع.
    2- منابع الحضارةresources : يستنتج من التعريف السابق ضرورة وجود مصادر مادية وفكرية لتكوين وبناء الحضارة في بلد ما . بالنسبة للمصادر المادية تمثل الثروات الطبيعية كالماء بكافة أشكا! له الطبيعية والنفط والمعادن والتربة الصالحة للزراعة أهمها بالاضافة للقوى البشرية الضرورية لاستثمار تلك الثروات في انشاء البنى التحتية والفوقية وفي التبادل التجاري. اما المصادر الفكرية فيمثل الدين والفلسفة والعلوم التجريبية والترجمة أهمها بالاضافة - بالطبع - الى العقول البشرية اللازمة لحفظ وتطوير ونشر تلك المصادر في المجتمع وفي المجتمعات المجاورة.
    3 - نرى اذا - وبداهة - ان العنصر البشري هو العامل الاساسبي والمشترك لبناء كافة أشكال الحضارة مادة وفكرا. ومن هنا تبرزأهمية المحافظة عليه وتربيته وتنشئته بطريقة صحيحة جسما وعقلا ليؤد دوره كاملا في بناء المجتمع وتكوين الحضارة والارتقاء بها.
    4- محطات للحضارة: عرفت البشرية على مر تاريخها الطويل الذي يقدر بملايين السنين أشكالا مختلفة من الحضارة, لكن كانت هنالك محطات رئيسية ومفصلية في مسيرة قطارها حيث أحدثت تلك المحطات تغييرات جذرية في الحضارة الانسانية واعطتها دفعات كبيرة الى الامام كما ونوعا. اهم هذه المحطات هي:
    اكتشاف النار, اكتشاف وتصنيع أدوات الصيد, أكتشاف الزراعة والري ,أكتشاف العجلة, أكتشاف الكتابة وتطور أدواتها وأسلوبها, أكتشاف الرقم صفر والكشوفات الرياضية والفيزيائية والكيميائية الاخرى,الكشوفات الجغرافية والفلكية الكبرى, الثورة الفكرية فالصناعية وأخيرا-وليس آخرا-المعلوماتية.
    هذا غيض من فيض من فترات حاسمة أعطت للنتاج الحضاري الانساني دفعات كبيرة للأمام,وبنظرة سريعة وشاملة لسلّم تطوّر الحضارة نلاحظ انّ شعوبا وأمما عدّة ساهمت في صنعها وأدلت بدلوها فيها بغضّ النظر عن انتمائها الجغرافي أو العرقي أو الطائفي.
    5- مفاهيم مشتركة للحضارة: كالأبنية المتماثلة حجما وتصميما في شارع واحد والمختلفة والمتنوعة محتوى , هي المظاهر الحضارية عند مختلف الامم والشعوب,فقد تطابقت الأمم في أسس تكوين الحضارة من بنى تحتية وفوقية ولغة وقوانين وأنظمة حكم وأنتا! ج علمي وأدبي وفنّي بفروعه المختلفة, وتنوعت في مظاهرها, فالادب-على سبيل المثال- مفهومه واحد لم يتغيّر بتغيّر الزمان والمكان لكن اختلفت لغته واختلف شكله وأسلوبه واتّخذ خصوصية تدل على الامة التي انتجته وكذلك بالنسبة للموسيقى ولجميع فروع الآداب الاخرى.
    أما الانتاج العلمي فلا خصوصية له, فهو مشترك بين جميع الامم البائدة والحاضرة تقريبا, ويمكن تشبيهه بكرة الثلج التي تكبر عندما تتدحرج من مكان الى مكان, حيث يغتني عبر الازمنة والامكنة بمفاهيم جديدة وتتعدل أخرى وذلك يمساهمة كل شعب وكل أمة بنصيب في ذلك الاغناء. اما طرق هذا النقل فهي عديدة وتشمل الحروب بين الامم والممالك, طرق التجارة, السفارات بين الامم والبعثات العلمية والتجارية, الكتابة والكتب وأخيرا وسائل الاعلام والمعلوماتية المعاصرة.
    6- نتائج مهمة: يجب ذكرها قبل أن نورد أسباب نفي صدام الحضارات وهو الهدف من مقالنا هذا:
    أ- لايستطيع أي شعب أو أية أمة أو جماعة في أي! زمان أو مكان الادعاء باحتكار أي أنتاج حضاري
    أيا كان نوعه أوهدفه وبالتالي ادعاء التفوق على أقرانهم من باقي الشعوب والامم, اذا فالحضارة
    والعنصرية لايجتمعان وهما يتاقضان بعضهما تماما.
    ب- أن الصراعات بين الامم والدول - وهي احدى وسائل الاحتكاك بين الشوب كما تقدم - هي التي تسهل
    انتقال واغناء الانتاج الحضاري وليس العكس كما ذكر هذا الكاتب المرموق(الحروب الصليبية,حملة
    نابليون على مصر,الفتوحات العربية الاسلامية, غزوات البرابرة للامبراطورية الرومانية).

    ثانيا: العنصرية أداة ولها أدواتها:
    1- تعريف العنصرية: Racism : هي تعصب فرد أو فئة من الناس لجنس أو عرق أو قبيلة أو عشيرة أو دين أو طائفة أو معتقد أو حتى لون بشرة واباحة قتل أو اضطهاد أو حتى ازدراء الفئات الاخرى بدون وجه حق أو سبب واضح سوى انها تختلف عنه في جنسها أو عرقها أو طائفتها أو لون بشرتها(زنوج وهنود أمريكا,القبائل العربية قبل الاسلام, فكرة الحروب الصليبية, الحركة الصهيونية,النازية,التحزّب والحزبية,الصدامات العرقية والطائفية المعاصرة, مصطلح محاربة الارهاب).
    2- تربة العنصرية Environment: من التعريف السابق نصل الى نتيجة بالغة الاهمية هو أن الفكر العنصري يزدهر في المجتمع الجاهل والبيئة غير المتنورة, نتيجة عدم معرفة الفرد أو تلك الفئة من الناس بالطبيعة الانسانية وبحضارات وتاريخ الآخر وكذلك - وهو الاهم حتما -! الجهل التام أو الجزئي بالقيم الدينية والاخلاقية والنواميس الالهية التي لاتتغير على مرّ العصور. اذا: الجهل مرادف للعنصرية وبكلمة أخرى : الجهل عدو الحضارة.
    3- الفكر العنصري كأداة للصراعات: بما ان الفكر العنصري مناف للعقل والحضارة كما تقّدم, ويجد في المجتمعات المتخلفة فكريا وصحيا واقتصاديا مرتعا خصيبا له,فلايدّ اذن من وجود مستفيدين وأصحاب مصلحة في وجوده ثم استمراره في مكان وزمان معينين وذلك عبر استخدامه كستار لخدمة وتحقيق مصالحهم الفردية والمادية فقط . لذا, يمكن اعتبار الفكر العنصري كأداة فعّالة في يد أصحاب طموح السلطة والنفوذ والجاه على مرّ العصور واختلاف الامكنة(نفس الامثلة التي ذكرتها في تعريف العنصرية). ويقتضي التنويه للاهمية البالغة هنا بأن أصحاب الفكر العنصري والمستفيدين منه ليسوا مجموعة واحدة متجانسة يورثون فكرهم وسلطتهم لاحفادهم أو منتسبي مجموعتهم فقط (كما يعتقد بذلك أصحاب نظرية المؤامرة), بل هم موجودون ومنتشرون في كافة البلدان وعلى مرّ العصور, والشواهد التاريخية كثيرة جدا لايتسع المجال لذكرها هنا.
    4- أدوات الفكر العنصري: حالما تتوافر التربة الملائمة لنمو الفكر العنصري ويتواجد من يستفيد منه كما تقدّم, يبدأ البحث عن وسائل لنشره وترويجه وتشريعه بين أكبر عدد ممكن من الناس على أنه المعيار الحقيقي لاسباب الصدامات بين المجتمعات الشرية. هنا, يبدأ تشويه التاريخ ونتشأ مصطاحات جديدة مغلوطة, ويتغير تفسير أخرى معروفة منذ قدم التاريخ المكتوب لتلائم هذا الفكر الخطير. أما أهمّ مظاهر وأدوات الفكر العنصري فهي - الترتيب حسب الاهمية - :
    أ- تشويه الفكر الديني وجعله بخدمة طبقة من الساسة والطامعين بدل أن يكون هو الموجه لرقي وصلاح المجتمع والفرد ولدفع مسيرة الحضارة. من أبرز مظاهر هذا التيار: قادة الحركة الصهيونية, الاباطرة البيزنطيين,ملوك فرنسا وألمانيا وانكلترا في العصور الوسطى, بعض القادة" والخلفاء" المسلمين وخاصة العثمانيين وقادة الثورة "الاسلامية في ايران ,الاحزاب والمنظمات الدينية المعاصرةالتي شوهت مفهوم الجهاد والخلافة في الاسلام وابتدعت مصطلح الصليبية العالمية وذلك خدمة لاهداف الولايات المتحدة في ربط المقاومة الفلسطينية واللبنانية المشروعة بالارهاب والعنصرية وبالتالي محاربتهما.
    تتجلى هنا "ثقافة الطائفة" بأسوأ صورها حيث تبيح هذه "الثقافة" رفض وأحيانا الالغاء الجسدي (ان لزم)
    لأفراد من طوائف اخرى وذلك خدمة فقط - وثم فقط - لاصحاب المصالح- من الاقطاعيين والملوك في
    العصور الوسطى- وليس لعامة النلس الذين سيكتشفون لاحقا بانهم " طلعوا من المولد بلا حمّص"....!!!
    ( الحروب الصليبية, حرب المائة عام بين فرنسا وبريطانيا,الصراعات بين الامبراطورية النمساوية وروسيا
    القيصرية والدولة العثمانية).
    ب- تشويه الفكر القومي: نشأ هذا المنحى في عصور لاحقة (العصور الحديثة بالتعريف التاريخي والتي تبدأ مع مطلع القرن 15 حتى اليوم) بعدما بدأت الامبراطوريات القديمة بالتهاوي(البيزنطية، الرومانية المقدسة ثم
    الاسبانية, البرتغالية والهولندية) والتي كانت قائمة على التحالف المشبوه بين الاباطرة ورجال الدين(وليس الدين)
    وحلّت محل أصحاب القرار نخبة من الصناعيين وكبار التجار التي مافتئت تزيد ثرواتها من خلال امتصاص
    دماء شعوبها وشعوب مستعمراتها الآخذة في التوسعّ. تلك النخبة كانت تبحث عن " تشريع" legalization
    وتبرير لحروبها الاستعمارية, فاستخدمت النعرات القومية والاثنية لذلك واستغلت الفروق والخصائص القومية
    والحضارية الموجودة اصلا بين الشوب والامم على مرّ العصور واختلاف الامكنة لتحقيق مآربها الشخصية من مادية واسترتيجية (نابليون,المانيا,ايطاليا,فرنساوبريطانيا في القرن التاسع عشر الى الحرب العالمية الثانية,
    الاحزاب القومية المعاصرة في شتّى بقاع العالم).
    ج- تشويه الفكر الانساني: وذلك باستخدام معايير انسانية وأخلاقية ثابتة ومطلقة لتبرير وتغطية التوسع والهيمنة:
    كالدفاع عن الحرية والديموقراطية, محاربة الارهاب(وهو بيت القصيد في مقالي هذا).
    د- استخدام نظريات ومصطلحات ماتت مع موت أصحابها: كالماركسية, الاشتراكية الخيالية, الهيغلية, المكيافيللية الفوضوية,......الخ.
    ه- ابتداع نظريات وفلسفات خاصة لتغطية وتبرير التوسع والهيمنة: كالنازية, الفاشية, الصهيونية, و العلمانية.
    5- اعود للتنويه والتركيز على أن الفكر العنصري بكافة أشكاله وادواته المعروضة سابقا هو أداة وليس هدفا في حدّ ذاته, حيث لم يكن يهم أصحاب القرار السياسي تحقيق الهدف المعلن لهم والذي شرّعوا على أساسه عدوانهم أو حربهم ضد الآخر بل كان يهمهم تحقيق أكبر كسب مادي واستراتيجي على حساب الاطراف الاخرى المتصارعة(الحربين العالميتين الاولى والثانية, انشاء دولة اسرائيل).

    ثالثا: الاديان,الحضارة والعقل:
    عودة الى تعريفنا السابق للحضارة ومقوماتها, حيث ذكرت بان العقل البشري هو أحد المقومات الرئيسية لصنع الحضارة وان الاديان هي أحد المصادر الفكرية الرئيسية لها.
    بمحاكمة منطقية بسيطة وبعيدا عن السفسطائيات نصل الى نتيجة عظيمة في الاهمية وهي : حيثما يوجد عقل سليم يعمل نجد حتما تطبيقا سليما للدين وبالتالي نجد الحضارة. اي أن العقل والدين والحضارة توائم ثلاثة لاتنفصل مطلقا على مرّ العصور وباختلاف الامكنة, وان أي غياب لاحدها يعني حكما غياب الاثنين الباقيين.
    وبمحاكمة مماثلة نستنتج أنه حيثما يوجد الفكر العنصري وأدواته وزبانيته يغيب العقل والدين الصحيح والحضارة.
    لكن, هل ينطبق هذا الاستنتاج على الواقع التاريخي قديما وحاضرا؟ وبعبارة أخرى؛ ! هل حدث وتعايش في مكان واحد وزمان واحد الفكر العنصري مع بيئة حضارية متنورة أم لا؟
    الجواب؛ نعم حدث في أكثر من زمان ومكان أن تعايش الفكر الجاهل العنصري مع الفكر الحضاري المتنور. هذا واقع تاريخي لايمكن انكاره, وهو يناقض- ظاهريا على الاقل- النتيجة التي توصلنا اليها منذ قليل,لكن بقليل من الدراسة المتأنية لمعظم الدول والحضارات البائدة والسائدة نتبين انكفاء الجهل والفكر العنصري(وليس غيابه نماما) في حال ازدهار الحضارة كما نلاحظ ازدهاره في فترات انكغاء الحضارة والعقل, وهذا مايفسر وجود طبقات السياسيين والاقتصاديين المغامرين والطامعين الى الثروة والسلطان حتى في أعتى الدول قوة وأكثرها حضارة( بسمارك وهتلر في ألمانيا, نابليون في فرنسا, لينين في روسيا واتحاد الصناعات العسكرية والمافيا في الولايات المتحدة), كما يفسر أيضا وجود جمهرة مفكرين وكتّاب متنورين حتى في أشد المجتمعات تخلفا وظلامية. اذن, انه صراع أبدي وتوازن بين العقل والجهل, بين الحضارة والتعصب, وبعبارة أخرى: بين الخير والشرّ.

    رابعا: الشرق والغرب:
    سأكتفي بسرد مثالين مرتبطين ببعضهما ارتباطا وثيقا منذ قدم التاريخ شكّلا- ومازالا يشكلان حتى اللحظة الراهنة_ محور الصراعات العالمية أو مايعرف ب" الصراع بين الشرق والغرب" وهما: الحضارة العربية الاسلامية والحضارة الغربية الحديثة:
    كان لظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي الاثر الاعظم في نقل المنطقة بأسرها من حالة الجهل والتخلف والعنصرية القبلية وعبادة الاوثان وتقديس الطاغوت الى عبادة الاله الواحد وازالة الفروق بين البشر. حمل الاسلام كافة المفاهيم الانسانية الى ثلاثة محاور رئيسية: محور علاقة الفرد مع خالقه(العبادات), محور علاقة الافراد والمجتمعات ببعضها بعضا(التشريع الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي), ثم محور علاقة الحاكم بالرعية وأسلوب الحكم.
    لم يتسامح الشرع الاسلامي في اهمال اي محور من تلك المحاور وشدد على تطبيق الكل, وهذا مانراه واضحا في سيرة الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة والخلفاء الراشدين- رضي الله عنهم_ حيث شددوا في كل مناسبة على تلازم هذه المحاور بحيث يكون المسلم مسلما في كل شيء ابتداء من سلوكه الشخصي فسلوكه مع محيطه وأخيرا اسلوب حكمه(اذا كان حاكما).
    النقطة التي تهمنا هنا هي "اسلوب الحكم في الاسلام". فبحسب النصوص الشرعية والكتب الكثيرة المختصة بهذا الشأن, قام الحكم في الاسلام على ثلاثة دعامات رئيسية: العدل, التسامح وتكافؤ الفرص. أما العدل فيقصد به اعطاء كل ذي حق حقّه من ثواب أو عقاب بغض النظر عن صفة اعتبارية أو لون أو عرق أو دين. وأما التسامح فيعني حرية المعتقد والاتجاه السياسي. وأخيرا يعني تكافؤ الفرص وضع الرجل المناسب في المكان المناسب واتاحة الفرصة أمام جميع الرعايا لممارسة عملهم ونشاطهم اقتصاديا أكان أم اجتماعيا أم علميا.
    كان لتطبيق أسلوب الحكم الذي ذكرته آنفا والنابع لاشك من ايمان ديني عميق الاثر الكبير في انطلاق الحضارة العربية الاسلامية واشعاعها على العالم كله في ذلك الوقت. انقلبت موازين وتغيرت مفاهيم ودالت دول الى غير رجعة وزالت طواغيت الى الابد في فترة زمنية قصيرة لاتنوف عن الثلاثين عاما منذ أنزل الوحي على الرسول- صلى الله عليه وسلم- لاول مرّة , وتتابعت الانجازت الحضارية التي كان الشرع الاسلامي دعامتها ومنبعها وملهمها دائما. كانت الفترة التي طالت حوالي ستمائة عام تقريبا فترة عقل وتنوير وانفتاح بحقّ. ولم يجد العلماء والمفكرين المسلمين وغيرهم ممّن انضووا تحت لوائها حرجا من الاستفادة من كل ماوقع تحت ايديهم من علوم واكتشافات وحتى فلسفات لشعوب اخرى بغضّ النظر عن دينها أو عرقها حيث لم يخرج ذلك عن نطاق النصوص الشرعية الاسلامية التي أمرتهم بالبحث عن المعرفة اينما وجدت.
    بالطبع, لم تعدم تلك الفترة وجود الطامعين السياسيين واصحاب المصالح المادية البحتة, ولم تعدم وجود الباحثين عن السلطان والجاه والنفوذ, غير ان الوعي الديني الصحيح بين كافة فئات الناس من خاصة وعامة ومن علماء وباحثين ومستشارين وادباء وحتى عامة الناس, هذا الوعي كان يحبط دائما الانحراف في مسيرة الحضارة تلك.
    في الفترة ذاتها(العصور الوسطى: 500-1500 م)كانت القارة الاوروبية غارقة في الجهل والتخلف والعنصرية. كان يحكمها خليط من امبراطوريات ادّعت خلافة الامبراطورية الرومانية ومن اقطاعيات عديدة متفرقة وصغيرة انتشرت في انحائها. وكان اصحاب السلطة والنفوذ من أباطرة واقطاعيين وأمراء يتحالفون مع رجال الدين لاضفاء الشرعية على سلطتهم. ولم يجد اولئك مقاومة تذكر من الشعوب التي حكموها آنذاك كونها(اي الشعوب) كانت غارقة في الفقر والجهل والمرض الذي بدأ يدبّ في أوصالها في السنين الاخيرة للامبراطورية الرومانية. لم تنفع محاولات قسطنطين (في القرن الرابع الميلادي) من اعلانه المسيحية دينا رسميا للدولة ثم تقسيمه لها الى شرقية وغربية في بعث الروح في جسد الامبراطورية الميّت بل عجّل -على العكس - في نهايتها, حيث حوّل بخطواته تلك تسامح المسيحية الاصولية وعالميتها كما نادى بها السيد المسيح- عليه السلام- وحواريه الى تعصب ديني وصل الى أوجه مع بداية الحروب الصليبية.
    ظلّ نجم الحضارة للشرق العربي الاسلامي في صعود وللغرب الاوروبي في هبوط حتى ارهاصات القرن الثالث عشر الميلادي. فمع توسع مساحة الدولة الاسلامية وانطواء شعوب كثيرة تحت لوائها,كثرت المطامع السياسية وعادت المناحرات القبلية الى الظهور وخاصة مع ازدياد ثروة ورخاء الامّة, فكان التقسيم السياسي لها الى دويلات يحارب فيها الاخ أخيه(الاخوة أميري دمشق وحلب قبيل الغزو الفرنجي)مما أثار شهوة الدول والشعوب المجاورة ايضا والغير متحضرة(المغول البداوة والفرنجة الاقطاعيين), هنا بدأ نجم العقل والدين وال! حضارة يأفل ويفسح المجال لانحطاط بدأ سياسيا وانتهى دينيا واجتماعيا وفكريا واقتصادي الانزال نعيش اثاره لليوم(حلقة الجهل والفقر والمرض)....لكن:
    لم تأب الحضارة العربية الاسلامية أن تختفي وتضمحلّ قبل أن تفسح المجال للأوروبيين بان ينهلوا منها, فكيف؟.
    كانت الاندلس وصقلية وجنوب ايطاليا ثم الممالك الفرنجية في بلاد الشام الجسور التي عبرت منها الحضارة العربية الاسلامية وشعّت الى الغرب الاوروبي, حيث تدفّقت الانجازات الحضارية بكل اشكالها من علم وفلسفة وأدب ولاهوت عبر مناطق التماس تلك الى الشعوب الاوروبية سواء بالبعثات الدراسية أو بالترجمات المكثّفة أو الدبلوماسية أو بالتجارة أو بالحروب, ووجد في الغرب من يتبنّى التنوير ويعتبره فرصة للخلاص من نير وتسلّط الحكام والامراء ورجال الدين وخاصة في المدن التجارية الايطالية(البندقية, بيزا وجنوا)التي احتفظت على الدوام بعلاقات جيّدة مع الشرق الاسلامي.
    شيئا فشيئا استبدلت بخارى والري وبغداد ودمشق والقاهرة والقيروان ومراكش وفاس وقرطبة كمراكز اشعاع فكري وحضاري في العالم المعروف آنذاك ببادوا وسالرنو و بولونيا وفلورنسا وبالرمو ثم لاحقا لشبونة وروما ومدريد ومونبيلييه وباريس وبرلين ولندن, وكانت نقطة البداية هي كسر القاعدة التي وضعها رجال الدين والقائلة بعدم دراسة فكر الشعوب الاخرى غير المسيحية باعتباره " زندقة وكفرا ومروقا على الدين".
    استمر الصراع حادّا- وبالتوازي - بين الفكر الظلامي والفكر التنويري في أوروبا لمدة تزيد عن ثلاثمائة عام, حيث لم يسلّم الحلف المكوّن من! الملوك والامراء ورجال الدين مواقعه بسهولة. عرفت القارة موجات عارمة من التعصب الديني والطائفي والعرقي وعانت من حروب داخلية مدمّرة, لكنها عرفت في الوقت نفسه حركات اصلاح ديني وفكري واجتماعي واقتصادي كثيرة تّوجت بالثورة الفرنسية والانكليزية ثم الوحدتان الالمانية والايطالية, وعرفت على الصعيد العلمي تتابع الاختراعات والاكتشافات حتى يومنا هذا..
    كانت النهضة الفكرية الاوروبية بدورهاسببا رئيسيا في الكشوف الجغرافية الكبرى في القرنين الخامس عشر والسادس عشر التي خلقت طبقة من كبار التجّار ثم الصناعيين بفعل الثروات المادية المتدفقة من المستعمرات, وهذه, بالاضافة للثورة الفكرية والعلمية, ساهمت في ادخال القارة في دوامة الحلقة الحضارية التي كان الشرق الاسلامي قد دخلها قبلها بحوالي 800 عام وهي حلقة الغنى والعقل والصحة.
    أفسح اضمحلال طبقة الملوك والاقطاعيين ورجال الدين وزوال التحالف بينهم المجال لظهور طبقة جديدة في مراكز القرار وهي طبقة تحالف الشرك! ات الصناعية والتجارية الكبرى مع رجال السياسة الذين تبدلت ألقابهم وتغيرت مسمياتهم, اذ كان لابد للصناعات المتنوعة التي استحدثت بفضل التقدم العلمي والثروات الهائلة من المستعمرات المكتشفة حديثا أن تبحث لها عن أسواق لتصريف منتجاتها ,الى يد عاملة رخيصة والى- وهو الاهم- مواد أولية خام ضرورية لتلك الصناعات, فاشتد التنافس الاستعماري بين الدول الاوروبية الاكثلر تطورا واتصف لاول مرة في التاريخ - ومن الآن فصاعدا- بالعالمية لانه لم يعد مقتصرا على الحدود البرية المشتركة بين بلدين -كما كان سابقا-بل شمل كل البقاع التي وصلتها أساطيل وجيوش تلك الدول.
    وصل التنافس الاستعماري بين ساسة وصناعيي الدول المتطورة الى ذروته خلال النصف الاول من القرن العشرين, وحاول كل طرف تحقيق مكاسب استعمارية جديدة على الساحة العالمية المفتوحة وخاصة بعد انضمام لاعبين جدد للنادي الاستعماري(المانبا, ايطاليا, بلجبكا, الولايات المتحدة,اليابان والاتحاد السوفياتي). وفي حين شهدت الحرب العالمية الاولى زوال آخر الامبراطوريات الاقطاعية -اللاهوتية القديمة ( النمسا,هنغاريا , الدولة العثمانية,روسيا القيصرية) شهدت الحرب العالمية الثانية زوال القوى الاستعمارية الامبريالية المتطورة (فرنسا,بريطانيا,المانيا,ايطالياواليابان) وصعود الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي الى المسرح الاستعماري العالمي كقوتين عظميين وحيدتين تصولان وتجولان كما يحلو لهما عبر ماسمي "بالحرب الباردة", اذ لم يحدث صدام عسكري مباشر بينهما بل حدث عبر حروب ساخنة شتّى في العديد من بلاد العالم الثالث( كوريا, فييتنام, لاوس, كمبوديا, لبنان, فلسطين, القرن الافريقي, كوبا, نيكاراغوا, أنغولا....الخ). وقد اتخذت هذه الحروب ذرائع شتى من قومية وطائفية وقبلية وايديولوجية اذكت اوارها الآلة الاعلامية الضخمة للقوتين العظميين بالاضافة للتنظيمات والانظمة التابعة لها في تلك البلدان وايضا الجهل والفقر والمرض المتفشي بين شعوبها(اي شعوب العالم الثالث).!
    شهد العقد الاخير من القرن العشرين انكفاء الاتحاد السوفياتي كقوّة عالمية وتفرّد الولايات المتحدة كقوة عظمى وحيدة في الساحة العالمية. تجلّى ذلك في اكتسابها مواقع استراتيجبة جديدة في شتّى بقاع العالم عبر اثارة الحروب الاهلية والاعمال الارهابية مباشرة أو بواسطة منظمات وأنظمة تعاديها ظاهريا, ثم التدخل عسكريا بحجة ايقافها واعادة الامن والاستقرار. كان هذاواضحا في يوغوسلافيا السابقة,بنما,القوقاز, أفغانستان,العراق.... والبقية تأتي.....!!

    خامسا: الحركة الصهيونية, الهيمنة الامريكية وصدام الحضارات؛ نتيجة
    هل هنالك ثمة علاقة بين الفكرة الصهيونية ونظرية" صدام الحضارات"؟
    للاجابة على هذا السؤال يلزمنا العودة الى بعض التعريفات والمحطات التاريخية.
    تعرّف الحركة الصهيونية بانها حركة تهتم بتجميع يهود العالم أجمع في "وطن قومي" أو "دولة يهودية" عبر جميع الوسائل الممكنة, وقد لخص روّادها هذه الوسائل " بالتجمّع والاقتحام", حيث قامت منظمات صهيونية عديدة بتجميع السكان اليهود من كافة بلدان العالم وتقديم التسهيلات المادية والاجتماعية لهم مقدمة لارسالهم الى فلسطين,ومن هناك, وبعد توفير عدد كاف منهم وتدريبهم تدريبا عسكريا مكثفا, قاموا بتثبيت أقدامهم في "الارض الموعود" ومن ثم تأسيس " الوطن القومي" ثم الدولة في عام 1948 م.
    اعتمدت الحركة الصهيونية منذ نشأتهاعلى الاساطير الدينية التي لاأساس لها من الصحة كغطاء لعملها ولاعطائه الشرعية اللازمة,
    لم تستطع الحركة الصهيونية منذ نشأتها في عام 1897 م وحتى اللحظة الراهنة- مرورا بكافة مراحل انشاء الدولة اليهودية- العمل منفردة ومن دون دعم مادي وسياسي وعسكري وبشري, فكان اعتمادها على بريطانيا وفرنسا حتى نهاية الحرب العالمية الثانية ومن ثم انتقل السند الى الولايات المتحدة التي ماتزال تعتمد عليها حتى الآن. ومن جهتها وجدت هاتان الدولتان في تلك الحركة ورقة رابحة عظيمة الاهميّة لتحقيق اهدافها الاستعمارية في المنطقة العربية خاصة بهدف تمزيقها الجغرافي والاقتصادي والاجتماعي(اهمية وحدة مصر والشام في تكوين دولة قوية في المنطقة).

    بناء على كل ماسبق نخلص للنتائج التالية:
    1- الحركة الصهيونية هي حركة عنصرية خالصة اعتمد خطابها على تفضيل اليهود على ماسواهم من البشر وتصويرهم للعالم على انهم المضطهدين والمساكين تمهيدا للقيام بأكبر عملية استعمارية استيطانية في التاريخ.
    2- اتفق المضمون العنصري للحركة الصهيونية مع تفكير بني اسرائيل الاول حين حوّلوا الشريعة الالهية التي نادى بها موسى عليه السلام من توحيد الهي وعالمي لكل البشر الى عنصرية يهودية خاصّة بهم(شعب الله المختار).
    3- تزامن ظهور الحركة الصهيونية عام 1798 م مع بداية ظهور الولايات المتحدة الامريكية كقوة استعمارية عالمية عام 1898 م ذلك وخلال الحرب الاسبانية-الامريكية التي جرّدت اسبانيا من معظم مستعمراتها في العالم.
    4- اعتمدت الولايات المتحدة منذ ظهورها كقوة عالمية جديدة تسعى الى الهيمنة, أساليب وتشريعات عديدة لتبرير تدخلها الاستعماري ومنافسة القوى الكبرى المعروفة آنذاك أسوة بكل القوى والنظم الاستعمارية على مرّ التاريخ)كما ذكرت قبلا). وكان توافق المصالح بين الحركة الصهيونية من جهة وبريطانيا وفرنسا من جهة اخرى, واعتماد تلك الحركة كليا عليهما, كان ذلك مقدمة للزواج الابدي بين الحركة الصهيونية ومراكز صنع! القرار في الولايات المتحدة حتى هذه اللحظة.

    أمّا الاساليب والخطابات التبريرية التي اعتمدها الثنائي "الصهيونية-الولايات المتحدة" حسب التسلسل الزمني فكانت كما يلي:
    1- نقاط الرئيس الامريكي ويلسون الاربعة عشرة بشأن حق الشوب في تقرير مصيرها بنفسها(عام 1919 غداة انتهاء الحرب العالمية الاولى) وماتبعها من انشاء عصبة الامم ثم اعطاء الدول الاستعمارية الكبرى مايسمّى ب" حق الانتداب" لتهيمن به على الشعوب المستضعفة بحجة مساعدتها على بناء نفسها وتقرير مصيرها حيث ان هذه الشعوب غير مؤهلة للاستقلال بعد.....!!!!
    2- محاربة النازيّة والفاشية والآلة العسكرية اليابانية باسم الحرية والديموقراطية وذلك في فترة مابين الحربين العالميتين وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية وانشاء محاكم "نورمبرغ" لمحاكمة" مجرمي الحرب النازيين" كما ادّعوا.
    3- محاربة "الشيوعية" المتمثلة في القوة العظمى الثانية(الاتحاد السوفياتي)التي ظهرت الى المسرح العالمي قبيل الحرب العالمية الثانية.وقد استمرّ هذا المنحى حتى تفكك الاتحاد السوفياتي السياسي نهاية عام 1991 م.
    4- محاربة الارهاب: وهو مصطلح قديم حديث بدأ الكلام عنه في بداية السبعينات من القرن العشرين مع تصاعد المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الوجود الاسرائيلي في فلسطين(وليس فقط ضد الاحتلال الاسرائيلي لاراضي مابعد حرب 1967).اذ روّعت المقاومة الفلسطينبة(وقبلها الجزائرية والفيتنامية والدومينيكانية والبوليفية وبعدها الافغانية ضد الاحتلال السوفياتي واللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي) دوائر صنع القرار في الثنائي الامريكي-الصهيوني ووجدت نفسها أمام عدو حقيقي اعتمد الفكرة والاسلوب الصحيحين في مواجهة الظلم والطغيان. لم تتبن المقاومة الفلسطينية- وبعدها اللبنانية- أي مشروع عنصري أو طائفي في صراعها مع عدوّها, كما لم تخرج قيد أنملة عن قتال من يجب قتاله(وهو الجيش المحتلّ فقط), فكان أن كسبت احترام العلم كله بمصداقيتها بمثل ماحققت من مكتسبات على صعيد التحرير وارباك العدو وترويعه ناهيك عن افقاده مصداقيته ومشروعيته. لقد حققت حركات المقاومة هذه بعض ماحققه نور الدين زنكي وصلاح الدين الايوبي قبل حوالي ثمانمائة عام في صراعهما ضد الغازي الفرنجي(وليس النصراني)رغم محاولات الفرنجة اضفاء الشرعية على غزوهم للشرق الاسلامي.اعتمد نور الدين وصلاح الدين الاسلوب ال! حضاري والصحيح في مقاومة الاحتلال ومحاربة قوى الظلام والعنصرية مشفوعا بالايمان الديني الصحيح وهو ماأدّى-حكما- الى نجاحهما.
    لم يكن أمام الولايات المتحدة من خيار أمام تصاعد حركات المقاومة تلك واكتسابها تعاطفا شعبيا عربيا واسلاميا وعالميا, وخاصة بعد دعم الاتحاد السوفياتي لبعضها في سياق الحرب الباردة(وليس بالطبع لحسن نيّته), لم يكن أمامها من خيار الاّ البحث عن وسائل جديدة لتطويع المقاومة الشعبية ضد قوى الهيمنة والظلام , فكان اللجوء الى ثقافة العنف الطائفي والارهاب ومحاربة الارهاب, فكيف؟
    اعتمد استراتيجيو البنتاغون لهذا ثقافة كاملة بدأ نشرها عبر وسائل الاعلام المتعددة و خطابهم السياسي بشكل مكثّف منذ منتصف السبعينات وهي ثقافة "الطائفة" حيث حلّت المسميّات الطائفية والاثنية محل المسميات الدالة على الظلم, الاستبداد, التحرر والمقاومة وتحول وصف الصراع في ايرلندة الشمالية من صراع بين الوحدويين والانفصاليين في اذاعة ب.ب.سي. باللغة الانكليزية الى صراع بين البروتستانت والك! اثوليك في نفس الاذاعة باللغة العربية......!!!...... ساعدهم في ذلك بشكل رئيسي كثير من الانظمة والمنظمات والحركات والاحزاب في العالم الثالث التي استحدث بعضها و"حدّث" بعضها الآخر خصّيصا لتلك الاغراض. شكّلت الحرب الاهلية اللبنانية التي دامت ستة عشر عاما(1975-1991 م) أكبر مثال على ذلك حيث برزت ثقافة الطائفة والاقليمية والاثنية بشكل واضح فيها, كما شكلت الحرب الاهلية الافغانية التي دارت بين "المجاهدين" الافغان في العقد الاخير من القرن العشرين المثال القبيح لثقافة القبلية والطائفية.
    وفي الواقع, فان تمرير ثقافة الطائفة لغايات استعمارية لم يكن جديدا في العصور الحديثة. فقد استعمل بشكل واضح في القرن التاسع عشر من قبل القوى الاستعمارية الكبرى في ذلك الوقت في الشرق العربي والهند . حيث تسابقت تلك القوى- وبدعوى حماية طائفة معينّة من التصفية على يد الطائفة الاخرى(ياللعجب....!!)- الى التدخل المتزايد في تلك البلدان واقتسام تركة الدولة العثمانية المريضة , حيث ادّى ذلك الى تقسيمها ! بعد استقلالها الى كيانات سياسية عديدة,كما ادّت تلك السياسة في الهند الى تقسيمها لثلاثة دول كان التوتر هو الغالب على علاقاتها ببعضها لغاية الآن.
    استعمل سلاح "ثقافة الطائفة" بشكل فعّال كذلك في وأد الاتجاهات التنويرية التي ظهرت في مصر والشام والصين والهند والبلقان وروسيا القيصرية في القرن التاسع عشر. اذ حّجم مشروع محمد علي باشا في مصر لبناء دولة اسلامية حديثة منفتحة وعصرية وقوية,واثيرت الحركات الاثنية والطائفية ضده. كما صّور كثير من كتاب مصر والشام المسلمين وغير المسلمين المتنورين كملحدين مارقين وعملاء "للغرب الصليبي" وللمستشرقين الاوروبيين. تمّ هذا بمباركة السلطات العثمانية والدول الاستعمارية الاوروبية التي كانت تفَضّل وجود دولة مريضة ظالمة في الشرق تمهيدا للانقضاض عليها في اللحظة المناسبة,.هكذا,وبدلا من قيام ثورة عامة ضد الظلم والاستبداد في كافة ارجاء الدولة العثمانية ومن كافة شعوبها بدون استثناء (كما بشّر الكواكبي في كتابه"طبائع الاستبداد"), قامت ثورة "عربية" غير واضحة الاهداف متعاونة مع البريطانيين في وجه حكم طوراني متعصّب ساهمت بريطانيا نفسها في صنعه.....!!!!
    توافق استعمال سلاح"ثقافة الطائفة" مع مضمون الحركة الصهيونية من أساسها كما ذكرت سابقا, ووجدت الحركة في تلك السلاح تشريعا أساسيا لوجودها ولوجود الدولة العبرية المصطنعة , ومن جهة أخرى, ونظرا لحاجة الولايات المتحدة الدائمة لتبرير استعمارها وهيمنتها و الحاجة لوجود عدو ايديولوجي دائم تحاربه(كما تدّعي), تم اعتبار الارهاب كعدو أول للديموقراطية والحرية الامريكية بعد سقوط الشيوعية ومن قبلها النازية والعسكرية اليابانية,ووجدت في الانظمة والمنظمات التي استعملت العنف الديني والقومي ضالتها فأخذت تشجعها وتدعمها تمهيدا لعصر جديد من الهيمنة العالمية.أما الحركات والمنظمات التوّاقة الى الحرية والتنوير فقد أخذت تضمحل شيئا فشيئا وأصبحت توصف بالارهاب أسوة بالمنظمات الارهابية الفعلية الاخرى التي كان للولايات المتحدة الدور الكبير في صنعها.
    وأخيرا كان للصبغة الدينية أو الاثنية لتلك المنظمات الايحاء الاكبر(لدى شعوب العالم الثلث خاصة) بان الحروب التي يخوضها الثنائي الصهيوني الامريكي هي حروب دينية وأثنية لاعلاقة لها مطلقا باية مصالح استرتيجية أو اقتصادية, وهو بالضبط ماأراد هذا الثنائي ايهام العالم به ! واظنه نجح الى حدّ ما في ذلك......للأسف.

    سادسا: هل يوجد صدام للحضارات؟:
    بعد كل ماتقدم, هل نستطيع أقرار وجود صدام للحضارات؟
    هل يعقل أن تدمر حضارة ما حضارة أخرى اذا كان السلام والامن أحد ركائزها؟

    وهل من المنطقي أن تدمر الحضارة نفسها بالحروب بينما اسمها وتعريفها يعنيان "البناء والازدهار"؟
    وهل ثقافة العدل والتسامح ونشر المعرفة تؤدي الى العنصرية والاحتكار والطغيان؟
    وهل تحضّ تعاليم السماء حقا على قتل الانسان للأنسان لمجرد اعتقاده؟
    وأخيرا, هل من الممكن أن تصارع الحضارات بعضها اذا كان وجود كل واحدة منها سبب للأخرى؟
    هل يريد السيد هتنغتون أن نصدّق أن البروتستانتي والكاثوليكي يقتلان بعضهما بسبب المعتقد في بلفاست بينما يشربان البيرة سوية في احدى بارات لندن أو ليفربول؟
    وهل يريدنا أن نصدّق ان الغرب "المسيحي" والشرق "المسلم" يكرهان بعضهما لدرجة الموت بينما عشرات الرحلات الجوية ومثلها البحرية الشرعية وغير الشرعية تنتقل كل يوم ناقلة "الشرقيين" الباحثين عن الامن الاقتصادي والاجتماعي الىالغرب المتطوّر من جهة وناقلة الغربيين الى الشرق المليء بالتاريخ والحضارات والمغامرة الفكرية والفلسفية؟
    وهل يطلب منّا أن نوافقه القول باستحالة تعايش الماليزي المسلم والصيني البوذي والهندي بكافة طوائفه وأديانه في ماليزيا ويبنون معا بلدا متطورا وحضاريا منفتحا؟
    هل يطلب منّ الاطباء والعلماء العرب بعدم اعتماد المراجع الاجنبية في دراستهم وابحاثهم بحجة انتمائها(أي المراجع) لحضارة مغايرة؟
    وهل كان يتصوّر نهضة أوروبا في نهاية العصور الوسطى من دون الاحتكاك المستمر بالعرب والمسلمين؟
    وهل في اعتقاده أن حضارة بلده(الولايات المتحدة) قد نزلت من السماء ولم تأت عبر الاطلسي من أوروبا نفسها ومن العقول الجبارة لابناء العالم الثالث المهاجرون اليها؟
    هل يريد السيد هيتينغتون أن لايعرف غير الامريكي بأرنست همنغواي وأن لايعرف غير الروسي بليون تولستوي وغير العربي بنجيب محفوظ؟ وبناء عليه هل يريد ألغاء الترجمة ورمي القواميس في البحر نظرا لانتفاء الحاجة لها في عصر صدام الحضارات؟
    ان الحضارة ياسيد هتنغتون ليست سيوفا ورماحا ودبابات وطائرات وصواريخ تفني بها أمّة سواها من الامم, وهي ليست مطامع مادية واس! تراتيجية وسياسية. ان الحضارة تعني العقل, والعقل لايعرف سوى العقل, والفكر لايعرف سوى الجدل والدين لايعرف سوى التسامح, والثقافة تقول دائما لنظرائها :" هل من مزيد"؟
    اذا كان هنالك مايسمّى فعلا "صدام الحضارات" فلماذا انتشرت الكتابة المسمارية من جنوب مابين النهرين صعودا حتى "ايبلا" (جنوب حلب) والى أوغاريت(شمال اللاذقية)؟, ولماذا انتشرت الابجدية الكنعانية وحروفها الى كافة انحاء أوروبا ثم العالم كله عبر الابجدية اللاتينية؟. لماذا سمّى العرب المسلمون " أبوقراط الاغريقي" بأبي الطبّ وترجمت كتبه وكتب جالينوس الى العربية؟. كيف انتشرت صناعة الورق من الصين الى أوروبا مرورا بالشرق الاسلامي؟.و لماذا ظلّت مؤلفات الرازي وابن رشد وابن زهر وابن سينا تدرّس في الجامعات الاوروبية حتى نهاية القرن الثامن عشر؟ . لماذا ألّفت المستشرقة الالمانية(الشرقية الشيوعية) "زيغريد هونكه" كتابها المشهور " شمس العرب تسطع على الغرب" ؟,ولماذا اتجه معظم المثقفين والعلماء من كافة انحاء العالم الى باريس (عاصمة النور)ولندن وبرلين للدراسة والتحصيل ابتداء من القرن التاسع عشر؟. وأخيرا, لماذا يتمنى مئات الملايين من سكان ه! ذا العالم البائس الاقامة في الولايات المتحدة سواء للعمل أو للتحصيل العلمي في عصرنا الحالي؟.
    أذا سلّمنا بوجود ما يسمّى"صدام الحضارات" فكيف نفّسر الحروب اللانهائية التي شهدتها دول أوروبا"المسيحية" فيما بينها على مدى ألف وستمائة عام؟ وكيف نشرح الفتن السياسية والطائفية التي شهدتها بلاد الشام والعراق ومصر والاندلس "الاسلامية" عندما بدأت منذ ألف وثلاثمائة عام ولازالت؟؟!!... بماذا ننظّر حرب استقلال الامريكيين "البروتستانت" عن بريطانيا " البروتستانتية" ثم الحرب الاهلية الامريكية(بين الامريكيين البروتستانت انفسهم) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ؟...وهل كانت الغزوات الهمجية لتيمورلنك "المسلم" في العراق والشام " الاسلامية" أوائل القرن الخامس عشر تعتبر صداما حضاربا؟؟!! وكيف نفسّر الستعمار الاوروبي "المسيحي" الدائم لافريقيا "المسيحية" وامتصاص ثرواتها ودماء شعوبها وتركها فريسة للمجاعات والجهل والمرض؟.
    وأخيرا كيف نفسّر وجود دولة اسرائيل بذاتها على أساس ديني (كما ادّعوا) بينما يتواجد ثلاث! ة أرباع يهود العالم خارجها(خاصة يهود الدول المتطورة), بينما تعاني تلك الدولة المصطنعة من علل الهجرة المعاكسة والتمييز الحاد بداخلها بين يهود الاشكناز والسفارديم....!!!؟.

    سابعا: لماذا" صدام الحضارات"؟
    ماهي الأهداف اذا من تعميم نظرية "صدام الحضارات" وماشابهها من نظريات "كالصراع الديني والعقائدي" ," الحروب الصليبية الجديدة(كما نطقها السيد بوش ) وانتظار قدوم المسيح الدجّال, "نظرية المؤامرة والثورة العالمية"...الخ؟.
    اذا عدنا لما جاء سابقا في المقال , سنجد أن الاهداف من تعميم تلك النظريات تتلخص في النقاط التالية:
    1- اضفاء الشرعية على انشاء دولة "اسرائيل" ذات الطابع العنصري والتي هي اصلا أداة بيد سياسيي واقتصاديي الدول الاستعمارية على مدى تاريخ وجودها.
    2- ابعاد الانظار عن الاهداف الحقيقية للتدخلات الاستعمارية في كافة بقاع العالم وهي كما أثبت ويثبت لنا التاريخ كل يوم أهداف اقتصادية واستراتيجية(النفط خاصة)بحتة, وأودّ التنويه فقط بان احصائية نشرت في منصف عام 2002م أظهرت بان الشعب الامريكي وحده والذي يشكلّ تعداده 1/ 25 من التعداد العالم! ي يستهلك 1/4 الانتاج اليومي العالمي من النفط...!! أليس هذا سببا كافيا؟؟
    3- ايقاع الشعوب المقهورة والباحثة عن حرّيتها وكرامتها بفخ الصراعات الوهمية التي تهدف الى الالغاء الجسدي للآخر( تشجيع الفكر العنصري).
    4- تشويه التقييم التاريخي الصحيح للأفراد ولأنظمة الحكم والدول والحقبات الزمنية وغيرها, بحيث يتمّ تقييمها في هذه الحالة على أساس انتمائها الطائفي أو العرقي أوالقومي وليس على أساس نتيجة عملها وبمقدار ماساهمت به في الحضارة الانسانية.
    5- الخلط بين حركات التحرر من جهة وحركات الارهاب من جهة اخرى واعتبارها كلّها ارهابا مصدره حضارة معيّنة يجب مواجهتها بحضارة اخرى(الارهاب الاسلامي والتمدن الغربي....!!).

    ثامنا: مواجهة الفكر العنصري:
    عودة على بدأ, وكخاتمة لمقالي هذا, هل هنلك من سبيل لمواجهة الفكر العنصري؟
    الجواب: نعم, وهذا دور يقع على عاتق المثقّفين والمتنوّرين في جميع انحاء العالم. فبما أنّ تعلّم أية لغة يبدأ بتعلّم حروفها الابجدبة وتمييزها ونطقها نطقا صحيحا, كذلك هي الطريقة التي تجب فيها مواجهة الفكر العنصري ونظر! يات" صدام الحضارات" التي هي أحدى افرازاته.
    لقد استعمل منظّرو الفكر العنصري التاريخ بشكل رئيسي لتمرير أفكارهم معتمدين على جهل وعدم معرفة معظم العامة والخاصّة به على مرّ الازمنة واختلاف الامكنة. وكما رأينا سابقا فان الجهل يشكّل الوعاء الخصب لنمو الفكر العنصري وترعرعه. اذا, وكنتيجة منطقية وحتميّة يعتبر استخدام العقل الدواء الناجع لمرض الفكر العنصري هذا ولاحد أهمّ اعراضه وهو "صدام الحضارات".
    ادعوا جميع متنوّري العالم وخاصّة العرب والمسامين منهم الى اثبات تنورهم وعقلانيتهم وعدم تحيّزهم. ادعوهم الى حكم صحيح ماأمكن على التاريخ اذا أرادوا مستقبلا أفضل. ادعوهم الى فرز الغثّ من السمين من زحام المصطلحات المشبوهة التي حفل بها حاضرنا, وليتذكروا دوما انّ التاريخ واحد لايتغيّر مهما حاول دعاة الفكر العنصري تجييره لصالحهم وانّ حكمه هو الاصحّ على الدوام مهما طال الزمن.
    دعونا - ان كنّا مثقفين ومتنوّرين حقّا - نقتدي بسيرة الرسول محمّد - صلّى الله عليه وسلّم - والخلفاء الراشدين وغيرهم من عقلاء الامّة واليشرية كلّها. دعونا نقتدي بنور الدين وصلاح الدين اللذان ل! نتصرا على العنصرية الصليبية بالعقل والتسامح والرحمة وليس بالرمح والسيف فقط. لنتذكّر دائما أبا ذر الغفاري وابن الحلاّج والمتنبّي الذين قاوموا الطاغوت ونطقوا بوجهه كلمة الحقّ بدون خوف أو وجل. دعونا نقتدي بديكارت الذي قال:" أنا أفكّر اذا أنا موجود" وفرنسيس بيكون صاحب المنهج التجريبي وجان جاك روسّو صاحب "العقد الاجتماعي", ولنضع نصب أعيننا دائما كلام العالم الايطالي غاليليو الذي همس لمساعده بعدما وقّع على وثيقة أمام قوى الجهل والعنصرية يتراجع فيها عن قوله بدوران الارض, اذ قال:" ومع ذلك فهي تدور"....!!

    والله أعلم


  9. #29
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
    فالخبرة :
    اما أن تكون:
    1- الخبرة التي نصيبها نتيجة لأحداث تحدث لنا ( فقرة 7 )
    واما أن تكون:
    2- الخبرة التي نستخلصها من فكر الآخر ( فقرة 2 )
    الأستاذ السعيد الفقي حفظه الله ورعاه
    تلخيص وتفريق ماهر بين شكلين أو طريقين لاكتساب الخبرة.

    فالخبرة التي تتبادر إلى الذهن غالباً هي من نوع رقم (1)، وقد تكون فرديةً أو جمعيةً. وأكثر ما تتضح لدى الخبير الفني، فلو عقدنا مقارنة بين خبير ميكانيكي (لم يتسنَّ له تحصيل الدرجة الجامعية) وإنما اكتسب خبرته العملية بالممارسة في ورشة فنية متخصصة في صيانة المركبات، وآخر حصل على درجة البكالوريوس أو أعلى في الهندسة الميكانيكية، لوجدنا الجانب العملي في حل المشكلات الفنية طاغياً لدى الخبير، بينما نجد الجانب النظري طاقياً لدى المهندس. لذا تجد في كليهما نقصاً من جهة معينة.
    أجد أن العلاقة بين النظرية والتطبيق جدلية، ولتأكيد النظرية يجب ممارسة التطبيق العملي. وفي المقابل يجب صقل التجربة من خلال التزود بالمعرفة.

    وأجد أن الخبرة من نوع رقم (2) المستخلصة من أفكار الآخرين المتولدة من تجاربهم ، يمكننا أن نطلق عليها (الحكمة)، فهي ضالة المؤمن؛ أنّى وجدها فهو أحق الناس بها. إذ ليس معقولاً أن يقفز الإنسان على قوانين الحياة، وما أنتجته البشرية من خلاصات وقواعد سواء كانت على مستوى الطبيعة أو مستوى الإجتماع الإنساني، فيقرر أنه لا يؤمن إلا بما يجربه بذاته.

    أستاذ السعيد،
    أنت رائع بكل المعايير
    وأحييك على عطائك الأصيل.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  10. #30
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    استاذ احمد المدهون
    لم اجد أعلى من هذه التحية لأحييك بها
    ===
    مداخلاتك تزيد الطرح فائدة وتوضيح
    بل وتضيف الشواهد الهامة التي يجب أن يكون عليها المقال
    فلك الشكر
    ولك السعادة كلها


  11. #31
    عـضــو
    تاريخ التسجيل
    11/10/2010
    المشاركات
    8
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري



    أستاذي القدير (السعيد إبراهيم الفقي)

    بارك الله في جهودكم

    وجزاكم عما تقدموه لنا كل خير

    أحيي عزيمتك وعطاءك المتواصل في خدمة التعليم

    دمت بخير يا مربي الأجيال

    تقبل مروري



    لا لمؤامرة الصمت

  12. #32
    مـشـرف الصورة الرمزية محرز شلبي
    تاريخ التسجيل
    12/06/2009
    المشاركات
    7,171
    معدل تقييم المستوى
    0

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    قواعد ذهبية لايعتمدها إلا من كان أهلا لحمل رسالة التعليم الحضارية..


  13. #33
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر عبدالوهاب مشاهدة المشاركة

    أستاذي القدير (السعيد إبراهيم الفقي)
    بارك الله في جهودكم
    وجزاكم عما تقدموه لنا كل خير
    أحيي عزيمتك وعطاءك المتواصل في خدمة التعليم
    دمت بخير يا مربي الأجيال
    تقبل مروري
    ===
    يسعدنا حضورك
    أستاذ عمر عبد الوهاب المحترم
    ولك الشكر على القراءة والتعليق
    ولك تحية تربوية حضارية


  14. #34
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محرز شلبي مشاهدة المشاركة
    قواعد ذهبية لايعتمدها إلا من كان أهلا لحمل رسالة التعليم الحضارية..
    ===
    نعم استاذ محرز
    محتاجة عزيمة
    وجهد
    وتجديد النية
    والتوكل على الله العلي القدير


  15. #35

  16. #36
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    القواعد العشر في ملف الإنجاز لمعلم حضاري

    1- ليس التعليم إعداد المتعلم للحياة فحسب
    ولكن التعليم هو الحياة نفسها.
    فالتعليم هو ما يبقى عند المتعلم
    بعد أن ينسى ما تعلمه في المدرسة
    = أفكار – خبرات - مهارات
    2- من أصعب الصعوبات في التعليم هو
    استخلاص الخبرات من الأفكار فالتعليم هو نقل للحضارات
    ونقل الحضارات حمل ثقيل ومكلف
    3- من الأهداف المتقدمة في التعليم هو
    إعداد إنسان دائم التساؤل
    يدرك قيمة الحلم والخيال
    فـــ"الخيال أكثر أهمية من المعرفة.
    و المعرفة محدودة.
    والخيال يطوف العوالم ويطوق العالم".
    4- - المعلم الجيد هو من يعرف ويطبق القواعد –
    ويستطيع أن يعد تلميذا يعرف ويطبق الاستثناءات.

    5- التعليم هو الطريق الأكثر تكلفة في الحياة
    والجهل هو الطريق الأكثر تدميرا للحياة
    6- الهدف الرئيسي للتعليم هو إعداد إنسان
    يستطيع أن يعلم نفسه طوال حياته
    والتعليم المستمر هو:
    الاكتشاف المتدرج لجهلنا
    • 7- الخبرة ليست ما حدث لك
    ولكن الخبرة هي ما فعلته فيما حدث لك
    • فالخبرة معلم جاد شديد المراس لأنها تقدم الاختبار أولا
    ثم يتبعه الدرس
    والخبير هو الذي يعرف الكثير عن الشيء القليل
    8- "من يجرؤ على التعليم يجب أن لا يتوقف عن التعلم."
    فالمعلم الجيد هو الذي يعتقد انه
    يعرف أقل مما يعرف
    والمعلم السيئ هو الذي يعتقد انه يعرف أكثر مما يعرف
    9- التعليم ليس إجابة على سؤال
    ولكنه الطرق والوسائل للإجابة على كل الأسئلة
    10- الطريق الأهم في التعليم المدرسي ليس امتلاك الأفكار
    بل امتلاك الطرق لإحياء الأفكار


  17. #37
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    القواعد العشر في ملف الإنجاز لمعلم حضاري
    1- ليس التعليم إعداد المتعلم للحياة فحسب
    ولكن التعليم هو الحياة نفسها.
    فالتعليم هو ما يبقى عند المتعلم
    بعد أن ينسى ما تعلمه في المدرسة
    (قيم - أفكار – خبرات - مهارات )
    2- من أصعب الصعوبات في التعليم هو
    استخلاص الخبرات من الأفكار فالتعليم هو نقل للحضارات
    ونقل الحضارات حمل ثقيل ومكلف
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص القيمة )
    3- من الأهداف المتقدمة في التعليم هو
    إعداد إنسان دائم التساؤل
    يدرك قيمة الحلم والخيال
    فـــ"الخيال أكثر أهمية من المعرفة فالمعرفة محدودة ولكن الخيال يطوف العوالم ويطوق العالم".
    ( فالمتسائل يمحو جهله بتساؤلاته )
    ( والمبدع صاحب خيال )
    4- - المعلم الجيد هو من يعرف ويطبق القواعد –
    ويستطيع أن يعد تلميذا يعرف ويطبق الاستثناءات.
    ( ان من يطبق الاستثناءات يكون قد تفوق في القواعد )
    5- التعليم هو الطريق الأكثر تكلفة في الحياة
    والجهل هو الطريق الأكثر تدميرا للحياة
    ( فالتعليم عكس الجهل )
    ( والتعليم أداة البناء )
    ( والجهل أداة الهدم )
    6- الهدف الرئيسي للتعليم هو إعداد إنسان
    يستطيع أن يعلم نفسه طوال حياته
    والتعليم المستمر هو:
    الاكتشاف المتدرج لجهلنا
    ( وكلما اكتشفنا الجهل تحولنا تلقائيا --- لأن --- فطرة الانسان تعاف الجهل )
    • 7- الخبرة ليست ما حدث لك
    ولكن الخبرة هي ما فعلته فيما حدث لك
    • فالخبرة معلم جاد شديد المراس لأنها تقدم الاختبار أولا
    ثم يتبعه الدرس
    والخبير هو الذي يعرف الكثير عن الشيء القليل
    ( الخبرة هي الدروس المستفادة من كل حادثة تقع للانسان )
    ولايشترط أن تكون الحوادث سلبية كلها
    ( ودرس الخبرة يأتي بعد التجريب -- فالتجربة تأتي أولا -- الحادث يأتي أولا -- ومن هنا كانت شدتها وصعوبتها وتأثيرها على الانسان ايجابا وسلبا )
    8- "من يجرؤ على التعليم يجب أن لا يتوقف عن التعلم."
    فالمعلم الجيد هو الذي يعتقد انه
    يعرف أقل مما يعرف
    والمعلم السيئ هو الذي يعتقد انه يعرف أكثر مما يعرف
    ( المعلم مايزال طالب علم حتى يقضي )
    9- - التعليم ليس إجابة على سؤال
    ولكنه الطرق والوسائل للإجابة على كل الأسئلة
    ( التعليم هنا هو : زرع الخبرات والثوابت لمواجهة الحادثات -- أي بناء انسان لمواجهة الحياة )
    10- الطريق الأهم في التعليم المدرسي ليس امتلاك الأفكار
    بل امتلاك الطرق والمهارات لإحياء الأفكار
    ( تظل الأفكار أفكارا وأحجارا هامدة ساكنة حتى نعمر بها ونبني بها -- وتظل النظريات مدونات ومعلقات وعبارات وفلسفات حتى يأتي من يجعلها حجر زاوية في بناء حضاري أو تظل أحجارا لامعة على شاطيء رملي تلونها أشعة الشمس فيستمتع بها الناس في أوقات الاسترخاء )
    ( انما امتلاك القيم والمهارات والطرق هو الذي يحيي هذه النظريات ويفعلها -- أو يثبت فسادها )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل المعلم و المتعلم الى بنك معلومات معول هدم يدمر الحضارات )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى مولد للقيم والمهارات واستخلاص الخبرات -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى التفكير الناقد -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :


  18. #38
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    يتجه المفكرون التربويون الآن
    في أدبياتهم
    الى تحويل العملية التربوية والتعليمية
    من النظريات والفلسفات
    الى

    الفعل


  19. #39
    أستاذ بارز الصورة الرمزية السعيد ابراهيم الفقي
    تاريخ التسجيل
    30/11/2007
    المشاركات
    8,653
    معدل تقييم المستوى
    25

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    القواعد العشر في ملف الإنجاز لمعلم حضاري
    1- ليس التعليم إعداد المتعلم للحياة فحسب
    انما التعليم هو الحياة نفسها.
    فالتعليم هو ما يبقى عند المتعلم
    بعد أن ينسى ما تعلمه في المدرسة
    (قيم - أفكار – خبرات - مهارات )
    2- من أصعب الصعوبات في التعليم هو
    استخلاص الخبرات من الأفكار فالتعليم هو نقل للحضارات
    ونقل الحضارات حمل ثقيل ومكلف
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص القيمة )
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص التجربة)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الاهداف)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الرؤية)
    ( استخلاص الخبرات من أفكار الآخرين = استخلاص الرسالة)

    3- من الأهداف المتقدمة في التعليم هو
    إعداد إنسان دائم التساؤل
    يدرك قيمة الحلم والخيال
    فـــ"الخيال أكثر أهمية من المعرفة فالمعرفة محدودة ولكن الخيال يطوف الآفاق ويطوق العالم".
    ( فالمتسائل يمحو جهله بتساؤلاته )
    ( والمبدع صاحب خيال )
    فالمتسائل عمر جهله قصير
    وغير المتسائل عمر جهله طويل
    4- - المعلم الجيد هو من يعرف ويطبق القواعد –
    ويستطيع أن يعد تلميذا يعرف ويطبق الاستثناءات.
    ( ان من يطبق الاستثناءات يكون قد تفوق في القواعد )
    5- التعليم هو الطريق الأكثر تكلفة في الحياة
    والجهل هو الطريق الأكثر تدميرا للحياة
    ( فالتعليم عكس الجهل )
    ( والتعليم أداة البناء )
    ( والجهل أداة الهدم )
    6- الهدف الرئيسي للتعليم هو إعداد إنسان
    يستطيع أن يعلم نفسه طوال حياته
    والتعليم المستمر هو:
    الاكتشاف المتدرج لجهلنا
    ( وكلما اكتشفنا الجهل تحولنا تلقائيا --- لأن --- فطرة الانسان تعاف الجهل )
    • 7- الخبرة ليست ما حدث لك
    ولكن الخبرة هي ما فعلته فيما حدث لك
    • فالخبرة معلم جاد شديد المراس لأنها تقدم الاختبار أولا
    ثم يتبعه الدرس
    والخبير هو الذي يعرف الكثير عن الشيء القليل
    ( الخبرة هي الدروس المستفادة من كل حادثة تقع للانسان )
    ولايشترط أن تكون الحوادث سلبية كلها
    ( ودرس الخبرة يأتي بعد التجريب -- فالتجربة تأتي أولا -- الحادث يأتي أولا -- ومن هنا كانت شدتها وصعوبتها وتأثيرها على الانسان ايجابا وسلبا )
    8- "من يجرؤ على التعليم يجب أن لا يتوقف عن التعلم."
    فالمعلم الجيد هو الذي يعتقد انه
    يعرف أقل مما يعرف
    والمعلم السيئ هو الذي يعتقد انه يعرف أكثر مما يعرف
    ( المعلم مايزال طالب علم حتى يقضي )
    9- - التعليم ليس إجابة على سؤال
    ولكنه الطرق والوسائل للإجابة على كل الأسئلة
    ( التعليم هنا هو : زرع الخبرات والثوابت لمواجهة الحادثات -- أي بناء انسان لمواجهة الحياة )
    10- الطريق الأهم في التعليم المدرسي ليس امتلاك الأفكار
    بل امتلاك الطرق والمهارات لإحياء الأفكار
    ( تظل الأفكار أفكارا وأحجارا هامدة ساكنة حتى نعمر بها ونبني بها -- وتظل النظريات مدونات ومعلقات وعبارات وفلسفات حتى يأتي من يجعلها حجر زاوية في بناء حضاري أو تظل أحجارا لامعة على شاطيء رملي تلونها أشعة الشمس فيستمتع بها الناس في أوقات الاسترخاء )
    ( انما امتلاك القيم والمهارات والطرق هو الذي يحيي هذه النظريات ويفعلها -- أو يثبت فسادها )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل المعلم و المتعلم الى بنك معلومات معول هدم يدمر الحضارات )
    ( وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى مولد للقيم والمهارات واستخلاص الخبرات -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :
    نقول أن تحويل عقل المعلم و المتعلم الى التفكير الناقد -- هي أداة صناعة الحضارات )
    وعلى هذا وبهذا :


  20. #40
    شاعر الصورة الرمزية أحمد الريماوي
    تاريخ التسجيل
    03/10/2006
    العمر
    79
    المشاركات
    468
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: القواعد العشر في ملف إنجاز معلم حضاري

    كما تعلم، مَن لا يتقدَّم يتقادَمْ، ولن يتم ذلك إلاّ بالتعلم والتعليم
    بوركت


+ الرد على الموضوع
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •