رسالة من خلف قضبان
للكاتب الصحفي / محمود عبدالله الباز
..
فك عني القيود ليستريح قلب أمي والوطن
ومتي سأعود ؟ سأعود ... نعم !
يوماً مثلما الشمس تعود
الصبريكاد يهرب مني ونزفت أوصال الصمود
هيهات علي حرية نسيناها تحت أقدام اليهود
كنا والشهداء معاً في كفاح رغم قسوته عشنا أسود
لانهاب الموت فالموت يؤرخ مسيرتنا والملائكة علينا شهود
أعيش خلف القضبان في ذل وقهر وحرمان
ظنوا أنه لا حق لغيرهم في الوجود
العصيان يضرُب بالعصيان وكل ما حولي سدود
وظلام دامس ما بين الليل والنهار حدود
وأيدي مغلولة بالحديد وأقدامي حافية وظهري أوجعته الجلود
ونوم نسيته بعمل شاق أرهقني وصوت قطرات ماء تؤرقني
خرت قواي وجسدي نحله البرد والحر الشديد
فهل عاد عصر الرقة والعبيد ؟
وماء لا ماء وطعام للحياه ولا دواء لداء
جرحي ينزف وحيداً فهل أصبحنا سراب ؟
أين حقي في الحياة ؟ أين أخي في العروبة ؟
أين أبطال حطين وصلاح الدين ؟
أبداً لن يجف فينا نبع الفداء
فدمائنا وفاء وما كنا يوماً ضعفاء
نكتب علي صفحات التاريخ أمجاد صنعها الأباء
ونحن للأمجاد بناء
فالنهر الجاري للحق جاري
وإن غداً لناظره قريب ... ورب الحق للدعاء مجيب
مهما علت أسوارالسجون .... لن استسلم ولن أخون
والله يا بيت المقدس لن تهون....
لن أترك أرضي تضيع في يد محتل وضيع
سنقف أبد الدهر في وجه القطيع
اما تعلموا ...... أني تركت خارجاً بطلاً رضيع !
المفضلات