ترجمة معاني القران الكريم هي نقل معنى النص القرآني - كلام الله تعالى الذي أنزله الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم-إلى لغة ثانية حتى يسهل على المهتدين الجدد للإسلام و غير المسلمين الأعاجم من الإطلاع على مضمون الرسالة التي يحملها القران الكريم بين ثنايا سوره وآياته إلى حين تعلمه اللغة لعربية ليقرأه باللسان العربي كما أُنزل.
فترجمة معاني القران لكريم ترجمة تفسيرية وتوضيحية لا يستدل بها في الحكم الشرعي وإنما هي موضوعة في الأساس للتعليم والإبانة والشرح, لأنه كما يقول الدكتور محمد عبدالكريم الجزائري في كتابه (مقدمة في علوم القران وعلوم التفسير)"إن الأحكام الشرعية تؤخذ وتُستنبط من نصوص القران الكريم مباشرة ,ولا يمكن أبدأً أخذها واستنباطها من ترجمة معانيه ,لان فهم معاني أحكام القران الكريم متوقف على تراكيب ألفاظه بالأصالة ,وعلى صيغ أساليبه باللغة التي أنزل بها حقيقة ومجازاً,وقد أشبع الحديث عن دلالات الأحكام علماءُ الأصول و وضعوا لها قواعد أساسية مطّردة زماناً ومكاناً".
مقدمة في علوم القران وعلوم التفسير/ محمد عبدالكريم الجزائري/ منشورات جمعية الدعوة الإسلامية العالمية –ليبيا/ص
ولهذا السبب لا يمكن القول بـ" ترجمة القران الكريم " لأن الدلالة هنا تشير إلى ترجمة النص القرآني مباشرة بما يحمله من خصائص لفظية وبلاغية ودلالية بخلاف أن نقول "ترجمة معاني القران الكريم" لأن الدلالة هنا تسوقنا إلى تفسير معنى النص القرآني دون حمل الخصائص اللفظية والبلاغية والدلالية عليه .وإن كان بعض المترحمين يشيرون صراحة إلى أن ترجمتهم هي "نص القران باللغة الإنجليزية مثلا", فأرى أن القول بـ"ترجمة معاني القران الكريم" أسلم للمترجم وللناشر من الوقوع في المحظور الشرعي لهذا المسألة, وللخروج من دائرة الخلاف بين من هو مجيز ومن هو رافض لها.
تقول الدكتورة زينب عبدالعزيز في مقدمة ترجمتها لمعاني القران الكريم باللغة الفرنسية أن فريق عمل أراد أن يقوم بترجمة معاني القران الكريم إلى اللغة الإنجليزية سأل خيرة من علماء الأزهر حول هذا الموضوع."والسؤال المطروح كان التالي:
"هل الإقدام على محاولة جديدة يعد جائزاً من الناحية الدينية أو غير جائز؟"
" مع مراعاة أنه سيقال إن هذه الترجمة ليست القران, و لا تتضمن خصائص القران , وليست هي ترجمة كل المعاني التي يتضمنها أو التي فهمها العلماء ,وان الترجمة ستطبع بعدها بجوار النص العربي للقران"
فإن الفتوى التي صدرت كرد لهذا السؤال كانت ما يلي:
"الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: ردا على سؤالكم الذي طالعناه بكل تفاصيله ,نحيطكم علماً بأن الإقدام على الترجمة على الوجه المذكور تفصيلاً على سؤالكم جائز شرعا ,والله سبحانه وتعالى أعلم.
يلي ذلك توقيع العلماء الذين أصدروا الفتوى وهم جميعاً أعضاء في هيئة كبار العلماء.