Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2958

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968

Warning: preg_replace(): The /e modifier is deprecated, use preg_replace_callback instead in ..../includes/class_bbcode.php on line 2968
"أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 37

الموضوع: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

  1. #1
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان



    د. محمود حمد سليمان



    ... كاد العمل والسهر والتعب والإرهاق يستبدون بي .. عندما وصلْتُ إلى الثانوية ورأسي مشغول بضرورة الإسراع بتصحيح مسابقات طلابي.. وإذ أراني بجانب دفتر الدوام، أقع على بطاقة دعوة لمحاضرة لإحدى جمعيات "الرفق بالحيوان" بعنوان: "أوروبة سبقتنا..الرفق بالحيوان". لم أٌعـِر الأمر اهتمامي قائلاً: دع القوم وشأنهم. غير أنني وقبل أن أصل الى قاعة التصحيح كان أكثر من زميل وحاجب قد أخبرني أن المدير يطلبني ويفتِّّش عني.. ولا أحد يعرف ماذا يريد. وحيث أنني كنتُ في غاية الإنهاك فقد أسندتُ رأسي على يديَّ فوق الطاولة محاولاً أخذ قسطٍ من الراحة لعلي أُخفف شيئاً مما هو أشبه بالدوار ثم أستأنف العمل من جديد.. وما هي إلا دقائق حتى دخل المدير ملهوفاً يقول: أين أنت يا رجل.. منذ الأمس وأنا أُفتش عنك .. فقلت: ها أنا. ما القضية؟! فقال: عندنا محاضرة عن الرفق بالحيوان في قاعة الثانوية بعد ساعتين فقط ، وفي آخر لحظة طلبوا منا أن يكون تقديم المحاضرين من أساتذتنا.. ولم يقع اختيارنا إلا عليك لأنك: خطيب.. فصيح.. بليغ.. فقلت: حتى في الحيوانات؟! والرفض طبعاً يتقدم صفوف الأفكار في رأسي بلا منازع . وربما شعر المدير بذلك. فأردف : المحاضرون والخطباء من وجوه المجتمع وفعالياته.. ومنهم فلان وفلان وفلان.. وأنت تعرفهم وهم يعرفونك.. وأنا أعرفكَ، أنتَ لها. وهو يقول عباراته الأخيرة .. كانت فكرة قد لمعت في رأسي كالبرق وتقدمت الرفض وصفوف الأفكار الأُخرى المتزاحمة.

    وافقتُ للحال.. ورحتُ أُبلور الفكرة وأُجمِّلها وأزيدها حسناً وبهاءً.. كما تفعل الشاعرة المبدعة منى الحاج والأديب الفاضل عبد الرحمن الخرشي بأناملهما السحرية بمشاركاتي ومواضيعي على صفحات منتديات "واتا".

    حان الوقت، فقمتُ من مكاني واتجهتُ نحو القاعة.. وكأن شيئاً ما يمسكني من داخلي ويجعلني مقيَّداً.. مسيَّراً لامخيَّراً.. والزمن يمرّ كاللمع.. والمكان يسرع معي متماوجاً كما لو كنتُ أدخل غيبوبة.. والأرض تدور بي ومن حولي في آن.. وحضر الضيوف سوى واحد منهم جاء متأخراً يعدو كما يعدو الذئب وراء القطيع.. في حين كنتُ ، وآلات الصوت لم تجهز بعد، كنتُ أتأمل الخطباء / الضيوف في الصف الأول وأتفحصهم واحداً واحداً .

    بدا لي كبيرهم ضخم الجثة كالأسد الرابض أمام عرينه .. وقربه امرأة ضخمة مثله. قلْتُ في نفسي، لا ريب أنها لبوته جلستْ تستريح من عناء أشبالها وغلاظاتهم، وحولهما بضعة من بنات خفيفات في الحركة، كأنهن بنات آوى تتوسطهنَّ إمرأة أشبه بالثعلبة .. كما ورد في ذهني الذي انهمك في التفكير ما إذا كانت الثعلبة، لغة، هي زوج الثعلب أم لها إسمٌ آخر، أُسوةً بزوج ملك الغابات، أللهمَّ أعذنا من كل شرٍّ.. ثم استطردتُ في عالم الثعالب وما إذا كان إسم" بنات آوى" يشمل الإناث والذكور من هذه الفصيلة.. وراح صاحبكم "سيبويه العصر".. الفصيح، ينحت في لغة الثعالب: مفردها.. ومذكرها.. ومؤنثها .. وحتى أجدادها وسلالاتها وأنواعها ومواطنها الأصلية.. ولم تقطع حبل تفكيري إلا واحدة من القوم بدتْ رشيقة كالغزالة وقد تفوق الغزلان نعومة وجمالأ وبهاء.. فقلتُ في نفسي ما قاله النقاد في ابن الرومي، قدَس الله أسراره.

    وإذ كان نظري قد ثبتَ عليها لا يغادر إلا بصعوبة، قلتُ لحالي: حقاً إن النفس لأمارة بالسوء.. فما يدريك يا ولد، لعلها تتحوَّل في أية لحظة..( فإذا هي حيَّة تسعى).. أو أفعى تشرئب على غفلة مني.. وانصرفتُ أستطلع أجهزة الصوت في الغرفة الخلفية للقاعة. وإذ أنا أمام الشيخ الضخم الجثة كالغول والذي يدرِّس مادة "الدين" وقد همَّ بصلاة الظهر.. مشيراً إليَّ لأأتمَّ به.. فقلتُ: ألستَ ذاك الشيخ الذي وقف بجُـبَّـته وعمامته الكبيرة وراء تلك المرشحة الأوروبية الهوى(...) في المهرجان الإنتخابي عند بحيرة الكواشرة..؟! فقال: وهل ضرَّكَ ذلك في شيء؟ قلتُ: لا. ولكنني من يومها أفتيتُ لنفسي بعدم الوقوف خلفك لا في صلاة ولا في غيرها .. ولكن السجال توقف قبل أن يسخن.. لأن أحد النظّار ربَتَ على كتفي قائلاً: الصوت.. جاهز.. تفضَّل.

    بعد النشيد الوطني اللبناني، صعدتُ المنبر وفي ذهني صورة عنترة بن شداد يمتطي "الأدهم" و "ذو فقار" عصره يلمع كالبرق.. فيا له من لسانٍ يعتبره البعض فصيحاً بليغاً.. ويعتبره آخرون سليطاً يقطع بدون شفرات.. وفي اللحظة نفسها لاحظتُ حركة أحد الخطباء وهو يتحفز للوثوب، كما النمر، فحسبته يظن أنه سيشرئبُّ من مكاني بعد قليل.. وكأنه لا يعرف أن حصان ابن شداد لا ينقاد إلا لفارسه.


    أيها الضيوف الأفاضل:

    بدايةً، أعتقد أنكم ما جئتم تحدثوننا عن الرفْق بالحيوانات الوحشية في البرية.. فليس في بلادنا منها ما يُذكر، ناهيك عن أننا لا نقترب منها لنرفق بها إن وُجدتْ.. كما أعتقد أنكم لم تأْتوا للحديث عن الحيوانات المرفَهة المنعَّـمة المكرَّمة في القصور عند الأثرياء والأغنياء والحكام.. ومن هنا، ولكي نعطي الموضوع عمقاً إنسانياً وبعداً حضارياً.. دعوني أقول:

    في أقدم العصور بدائيةً وتخلفاً وجهلاً كان الحيوان من أكثر مخلوقات الله تكريماً وإكراماً إذ كانت صورته تُنحت على الحجر والشجر (عفواً الخشب) وتُعبد آلهة في أذهان تهيم في ظلمات فوق ظلمات.. (فتجهَّمتْ وجوه.. وابتسمت وجوه ولكن بحذر.. بينما أستاذ التاريخ أنصت وكأنه لم يقرأ تاريخاً من قبلُ..)

    وتابعتُ: واليوم، في عصر الجهل والضعف والتوحش والوحوش الضارية بالإنسان والحيوان على حدِّ سواء.. لا بد لهذا الكائن المخلوق أن تُعاد له كرامته وإكرامه وحيوانيته التي سرقتها أميركا منه.. وإرتشفتها إسرائيل بالكامل.. ولذلك، فنحن سنناضل لإعادة الحق السليب لأصحابه الشرعيين..(فرفع أستاذ الجغرافية قبضته.. وخلتُه يقول: عاشتْ فلسطين...) إذ لم يعدْ أحد يسمع، حتى أنا، لأن عاصفة الطلاب بالتصفيق والتهليل والتصفير والضحك.. كانت قد اقتلعت عقولَ كل مَنْ في القاعة..أللهمَّ إلاَ حيرة لاحظتُها في وجوه مديري وزملائي..ولكن بدا عليهم أنهم سلَموا أمرهم لله.. ما عدا زميلة لي في تدريس الأدب العربي.. فقد رأيتُها اندسَّت في صفوف الطلاب حتى ما عادت تُعرف منهم..)

    أشرتُ لطلابي بالتوقف فتوقفوا وسيل ابتساماتهم ينهمر نحوي كمطر الربيع.. متوقعين استئناف الهجوم.. والقصف.


    أيها السادة الأكارم:

    لن أُقدِّمكم وَفْـق الترتيب الذي أعطيتموني إيّاه.. ولا وفْـْق الحروف الأبجدية لأسمائكم اللامعة في عالم الفكر والأدب وعلم الإجتماع الإنساني والعالم الحيواني والطبيعي.. ولكن وفْـق فكرة جديدة خطرت للتوّ على ذهني.. وأشرتُ بالسبابة محدِّداً:
    فمَنْ منكم كتب أو قرأ أو سمع ما ورد في السيرة النبوية الشريفة، عنه عليه السلام، أن امرأة دخلت النارَ في "هرة" حبستْها ولم تقدمْ لها الطعام والشراب حتى ماتت الهرة.. وأن رجلاً وجد كلباً يلهث عطشاً فنزل إلى "بئر" وأخرج منه الماء وسقاه فدخل الرجل بذلك الجنّة.. مَنْ كان منكم سيذكر ذلك أو ما هو مثله.. فالكلمة الأولى له فليتفضل مشكوراً..(وتنحيتُ جانباً) .. ورحتُ أتطلع في وجوه القوم .. في حين كان كل واحد يتمتم مع جيرانه المجاورين ..إلى أن قال أحد الطلاب مستنكراً ومتخابثاً:

    لا أحد يا دكتور.. لا يهمك. أكمل.

    عدتُ إلى جوادي أكثر ثقة بالنفس وإن كان البعض قد قال لاحقاً..بل أكثر غضباً حتى الشرر.

    فقلتُ: مَنْ كان منكم سيذكر أو يشرح أو حتى يسرد ما تفعله الحيوانات الطائرة والزاحفة والثابتة .. أقصد الحيوانات التي خلقها الله في صورة إنسان في أُوروبة.. ولكنها سرقت حيوانية الحيوان المتوحش.. وجاءت تسفك دماء الأطفال وتزهق أرواح الشيوخ والعجائز في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها وغيرها.. مَنْ كان منكم سيذكر شيئاً عن ذلك أو يشرحه فالمنبر له.. فليتفضَّل مشكوراً.. وبقيتُ واقفاً مكاني، وكأنني زعيمٌ عربيٌّ يخاف أن يحتل عابر سبيلٍ مكانه، ورحتُ أترقَّب، بعينيّ وأُذنيّ فرسٍ، أيةَ حركة أو همسة.. وما هي إلا برهة حتى سمعتُ الذي كالضبع يقول: ما جئنا لنتكلم في السياسة !ّ ! فقلْتُ: وحملتكم.. أليست سياسة؟ فبدل أن تطلب منا الرفق بالحيوانات لماذا لا تطلب منها الرفق بأطفال غزة كما يفعل غيلاواي الإنكليزي في هذا الوقت بالذات؟؟! وهنا قطع طالب معروف بمشاكساته الحديثَ... قائلاً له، بصوت مرتفع : إن كنتَ جئتَ لتحدثنا عن الحيوانات... فاذهب إليها وتحدث معها أينما شئتَ.. وكاد الشجار يتفاعل لولا أنني عدتُ بصوتٍ هاديء، ويدي اليسرى تشير إلى الطلاب بالتوقف والهدوء، وما كانوا ليخرسوا لولا ترقبُهم دويّ انفجار جديد.

    فقلتُ: مَـثَـلُـكم يا جماعة كمَثَل رجلٍ حمل على ظهر حماره صفيحة من البنزين وجاء حثيثاً من بلاده "كازاخستان" إلى أرض الحجاز ليقدمها، هديةً، بالعدل والقسط ، لأفراد أُسرة آل عبد العزيز بن سعود .

    وهنا ضرب المدير كفّاً بكفّ وزمزم منحنياً من الضحك.. وعَـلـتْ حناجر الطلاب صارخين.. مُهلِّـلين.. مُصفقين .. متدافعين نحوي على دوي صوت إحدى الطالبات التي برزتْ كـ"الخنساء" متوردة الوجه غضباً وهي تصيح فيهم: "لا تُروننا وجوهكم بعد اليوم".. وحولها بضعة من زميلاتها يُحِطنَ بها بعيون حادة لكأنهن بضعة من "خولة بنت الأزور" وقد بدا وكأنهنَّ جاهزات للإنقضاض.. فمرت الخاطرة سريعاً في ذهني وقلتُ لنفسي: إن العربية الحرة إذا ما اسـتُـفِـزَّتْ فإنها لا تغيب عن الميدان .. حتى ولو غاب أشباه الرجال..
    خرج الأفاضل .. متجهِّمين .. غاضبين.. مسرعين.. وإن بدت على وجوه بعضهم الحيرة والدهشة وربما البِشْر .. ولا سيما تلك التي كالغزالة، إذ كانت تضع يدها على فمها محاولةً إخفاء ابتسامتها وهي تسترق النظرة إليَّ.. والعياذ بالله، فشكرْتُ الله في قلبي لأن زوجتي ليست حاضرة.. وهي التي تلتقط الإشارات قبل أن تبوح بها العيون.

    ترجّلتُ من على صهوة "أدهمي" ولكن على أيدي وأكتاف طلابي الذين وضعوني بين زملائي : متدافعين في ضمي وعناقي وتقبيلي ..(ما عدا الطالبات طبعاً).. إلا واحدة خرقت الصفوف كالسهم : وهي تصرخ أنت أبي .. أنت كأبي تماماً .. فاغرورقتْ عيناي بالدموع..والقاعة إمتلأت بالفرح والضحك والابتسامات ..ولا حيوانات .. خرجتُ من باب الثانوية يرافقني زميل لي بيته بالقرب من بيتي.. ونسير جنباً إلى جنبٍ والطريق واحد ومُتسِعٌ .. في حين كان رأسي مثقلاً.. بل أثقل من جسمي، كما كنتُ أشعر أن الأرض كالريشة أو كرغيف خبز في يد طفلٍ.. وهي تتلوى وتتمايل وبالكاد أدري أين أنا.. وإذ بنا نُفاجأُ بوحش لم تعهده الغابات من قبلُ ولم تعرف البشر له مثيلاً.. وقد فَغَـرَ فاه .. وبانت أنيابه وهو يتقدم نحونا والنارتتشظَّى من عينيه.. فقلْتُ في نفسي: ومَنْ لهذه؟! إدفعْ يا ولد ثمن مغامرتكَ.. وعبثاً حاولتُ الإمساكَ بزميلي الذي هرع إليه .. ووقفتُ "مسطولاً" وزميلي يتحوَّل إلى ما يشبه الضباب الكالح والدخان الأسود.. ثم يتجمع ويتقوقع من جديد ليصير ثعلباً جباناً مرتعداً وهو يرحِّب بالوحش ويتمسح بصوفه النتن.. وحيداً بقيتُ وقد انهارت قواي هلعاً وخوفاً لم أعرف لهما طعماً في حياتي، كما كان يقول أصدقائي وأقربائي.

    وما كاد الوحش يضعني لقمة واحدة في فمه.. حتى صرختُ بكل عزمي وكأنني غبتُ عن الوعي ثوانٍ.. وإذ بي وأصوات الفناجين والطاولات والكراسي وأشياء أخرى تتقرقع وتتزحلق وتتلاطم وتتكسر على بعضها.. والبيت يدور كالمغزل.. وفي برهة خلتُ أنْ قد وقعت الواقعة.

    وجدْتُ نفسي منطرحاً أرضاً.. وكل شيءٍ أعلى مني مكاناً ومكانةً.. والطاولة الخفيفة التي كنتُ أُصحح عليها قد انقلبتْ على قفاها.. والمسابقات تناثرت في أرجاء الغرفة على غير هدى.. وقد هبَّ مَنْ في البيت كلٌّ ،بدوره، يسأل ما بي؟ وما الذي حصل؟! في حين كنتُ أنظر إلى ما حولي فإذا إبريق الشاي وقد انحنى في زاويةٍ وغطاؤه تمجلس في ناحية أُخرى.. وأما الشاي نفسه فقد انهرق على ثيابي فبلَّلها حتى لكأنني "نابليون" خرج للتو من "واترلو".. بينما زوجتي تبسمل وتقرأُ الفاتحة والمعوذتين وما تيسّر.. وتكرر .. وبين الفينة والفينة ترمق النوافذ بشزر وكأنها تتحدى جحافل الجنّ والعفاريت.. وقد خالتْهم يحتشدون حول المنزل.. وهي تمسح جبيني الذي كان ينضح عرقاً ويقدح ناراً.. أين منها اللهيب في عينيّ القعقاع بن عمرو.. ولا أدري لماذا تذكرتُ، في هذه البرهة، جدتي، رحمها الله، التي، وأنا في العاشرة، إذْ توفيتْ وهي تعتقد: "أنني مسكون".

    وفي حين كانت إبنتي تُعيد الأمور إلى نصابها في الغرفة وهي شاخصة نحوي بقلقٍ.. وما هي إلا لحظات، وأنا أستحي رواية ما رأيتُ.. غير أنني، وتحت إلحاح الجميع، سردتُ لهم منامي بالتفصيل.. فما انتهيتُ، إلا وزوجتي، وكأنها وقَّعت هدنة مع العفاريت، قد امتقع لونها واصطكتْ أسنانها وهزت برأسها وهي تسألني: ومَنْ هي تلك التي تشبه الغزالة؟! فضحكتُ..فانتبهتْ وراحت تضحك.

    نهضتُ من مكاني وتوجهتُ إلى المغسلة.. وما إن باشرتُ غسل وجهي، حتى كانت الدِيكة في القرية قد هبَّتْ تتنافس في الصياح .. فتماوجتْ أصواتها الشجية بأريج عكار المائل إلى الإخضرار.. ولَيْ تَهُ بـ "أريج العراق" البعيد المضمَّخ بالإحمرار.. وما هي إلا برهة حتى أدركتُ أنني في حُلُمٍ .. عندما ارتفعت من المساجد المجاورة أصوات المؤذنين لصلاة الفجر.. وهي تشقُّ عنان الفضاء.. الحرّ .. الفسيح.. ولا خوف.

    ولا حيوانات متوحشة على أرض العروبة والإسلام.



    .

    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محمود حمد سليمان ; 11/01/2011 الساعة 09:51 PM

  2. #2
    عـضــو الصورة الرمزية أريج عبد الله
    تاريخ التسجيل
    21/06/2010
    المشاركات
    3,662
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    الله الله يادكتور
    سرد رائع وممتع لايمل ..
    ظاهرة الرفق بالحيوان أصبحت موضة للمتاجرة أنتقلت من الغرب إلى العرب ،
    كما غيرها من الظواهر التي تسرق وتصدر من العرب .. ومن ثم تعاد إليهم بأساليب منمقة مستغلة للتخلف الذي
    أصابهم والعزوف عن أساسيات الدين والتبجح بالقشور وتغييب للعقول واضطهاد للكفاءات الراصدة للواقع
    المرير الذي نعيشه اليوم ... في حين أن البشر تنتهك حرماته وتهدر دمائة ولا أحد يكترث أو يهتم لذلك، يشرد ويجّوع وتصيبه
    الأمراض وتفتك به كل مصائب الحياة وليس من مصغي ... وكما تفضلت أين نحن من هذا كله لنتفاعل مع هذا الزيف؟
    أليس الأسلام هو من دعا إلى الرفق بالحيوان ؟ ومن الملفت أن هذه الظواهر باتت تستفحل بالمجتمع العربي كطريقة
    لغسل العقول وإشغال الناس عن الحقائق والغايات.. فبالأمس قرأت هنا في واتا عن سيدة أردنية تحتفل بعيد ميلاد كلبها
    بحفلة قيمتها 45 ألف دولار وتدعو 250 شخص ممن يملكون كلابا راقية النسب والحسب ... مع أنني كنت مندهشة
    من هذه الظاهرة عندما وجدت الشارع الذي أسكن فيه كلهم يملكون الكلاب وذات مواصفات عالية وعندما أصف سيارتي
    أتوجس منهم وأدخل مسرعة وأضحك لم أتوقع أنها تصل إلى أعياد الميلاد بعد أن حُرِمنا من كل الأعياد ولذتها وحَرمنا
    أعياد الميلاد على أنفسنا وعلى أبناءنا حزناً على بلداننا المحتلة ... سيدي الفاضل لاأدري ماذا أقول هل هي سياسة
    الحيونة أم زمان الكلاب ؟؟؟؟ عذرًا
    تحيتي واحترامي لشخصكم الكريم
    وشكرًا لدعوتك ..موضوع جميل ومهم ويستحق القراءة
    دمت بحفظ الله ورعايته
    أريج العراق

    التعديل الأخير تم بواسطة أريج عبد الله ; 07/01/2011 الساعة 09:31 PM

  3. #3
    عـضــو الصورة الرمزية غمدان زياد
    تاريخ التسجيل
    29/11/2010
    المشاركات
    392
    معدل تقييم المستوى
    14

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    أيها الحريري , يا بديع الزمان ببنانه , ورشيق اللفظ ببيانه, أدهشت ناظري , وحيرت خاطري , لم أتنفس يوما فظننت أن الزمان ما زال يحمل أمثالك , ويرسم أطلالك , سردت فأبدعت , وأوخزت فأودعت , وكل الصيد في جوف الفرا, وهذا ما تقرأ الأذن وترى (هذا من حيث اللفظ) أما المعنى : فلله درك فارسا في مرامه , وقائدا في قوامه , تخلل كلامك , وتسرب مرامك , وفشت في الصدور أياديك , وعلت على العقول مساعيك , نجم أنت في المعنى , بحر أنت في المكنى , أشرت بحرارة اللهجة , وبأنين المهجة , فما تركت خيالا يحوم في خاطري إلا أبرزته , ولا أفقا يجول في ناظري إلا أوعزته(فلا تعليق على النص , ولا تختم بالفص) مزيدا من التألق , ودوما في الإبداع , وقد وصلت الفكرة إلى أعمق حفرة.
    مشكور يا محرر العقول , ويا زارع الحقول , وما أحوج الأمة إلى أمثالك (تقديري وحبي واحترامي)

    غمدان زياد
    إن كــان تـابــع أحـمــد متـوهـبـاً***فــأنــا الـمـقــر بـأنـنــي وهــابــي
    أنفي الشريك عن الإلهِ فليس لي***رب ســـوى المـتـفـرد الــوهــاب
    لا قــبــة تُــرجــى ولا وثـــــن ولا***قـبـرٌ لــه سـبـب مـــن الأسـبــابِ

  4. #4
    عـضــو الصورة الرمزية مغربي سعاد
    تاريخ التسجيل
    20/12/2009
    العمر
    53
    المشاركات
    920
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    السلام عليكم سيدي الدكتور محمود حمد سليمان;
    في الحقيقة سيدي ما تفضلتم به يحمل دلالات قوية ....فالبشر تحولوا بطباعهم الشرسة الى حيوانات لا تخضح الا لقانون غرائزها....
    لا عقل و لا حكمة فيما يفعلوه الا من رحم ربي...وقـد قال الحق- تبارك وتعالى -في سـورة الرعـد: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
    أما عن امريكا و كل من حذا حذوها ،تتغنى بحقوق الانسان و الديمقراطية و ...........غيرها من الشعارات التي تنتهك حرمتها نهارا جهارا ...و آخرها الرفق بالحيوان ...
    حتى غذا الانسان المكرم يخذم كلبا و يتقاضى أجره من ميزانيته...بل و أن للكلب ميراث..
    و هم يغذون الارهاب الصهيوني بقتل البشر جماعات جماعات بتصفيتهم الجسدية أو خلق توترات نفسية مدى الحياة.
    و إن يكن ...فهذا اسلامنا يعلمهم اصول الرفق بالبشر و الحيوان و حتى الحجر و الشجر....و هذا تكبرهم يذلهم و يفضح سياساتهم و دناءتهم...
    فأولى بهم و أولى أن يرفقوا بانفسهم ....
    لقد صورتم غابة الحياة ...فيها الاسد الباسل و الثعلب المكار و الفارس المغوار ...و فيها الغزال و الغول ....الاستسلام و الطاعة و اللف و الدوران ......و الحمق و الغذر
    فإما أن نكون كما خلقنا بشر مكرمون بالعلم حتى ندرك تماما الحكمة من هذا التكريم ...او لا نكون ....
    أقدر فيكم سيدي هذه الحكمة في التروي و بعد النظر و ننتظر منكم المزيد و التألق
    تحياتي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    عـضــو الصورة الرمزية علي الكرية
    تاريخ التسجيل
    10/07/2010
    المشاركات
    3,158
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان


    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي العزيز الأستاذ د. محمود حمد سليمان :
    شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيّم الذي فتحته.
    ولا يفتحه الا من يفقه كل معانيه باطنها وظاهرها وأنتم لها أيّها الدكتور الجليل.
    ولكم بعض ما جمعته ونقلته عن هذا الموضوع.


    (.. دخلت امرأة النار في هرة حبستها ..) .. فما بالك بحصار شعب كامل !!

    الرفق بالحيوان في ظل الإسلام


    ويطلق عليها (الرفق بالحيوان) فمثلما تتسع دوائر الماء إذا أسقطت عليه حجراً ، كذلك دوائر الرحمة في الاسلام تتسع وتتسع لتشمل الانسانية برمّتها . فمن الرحمة بالوالدين ، إلى الرحمة بالأقرباء والجيران ، إلى الرحمة بالأصدقاء والإخوان ، إلى الرحمة بالناس أجمعين ، إلى الرحمة بالحيوان .
    هذا الكائن الجميل في تعدّد مناظره وأشكاله وألوانه وحجومه وأغراضه ، وما يعبّر عنه من دروس للانسان ، وما فيه من راحة فيما يساعد به الانسان من نقله هو أو نقل أثقاله ، له حقّ الرحمة أيضاً .
    فالاسلام لا يرتضي لك أن تجيع الحيوان أو تعطشه ، ولا أن تثقل كاهله فوق ما يطيق ، ولا أن تضربه ضرباً مبرّحاً ، وأن تتيح له المجال في أن تستريح من تعب وعناء النهار فلا تجور عليه بالعمل ليلاً ونهاراً .
    وقد أكّد الاسلام على الرفق بالحيوان ، وعدّ ذلك من أبواب الرحمة والمغفرة ، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّه قال : بينما رجل يمشي بطريق اشتدّ عليه العطش ، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني منزل البئر فملأ خفّه ثمّ أمسكه بفيه حتى رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله عزّ وجلّ له ، فَغُفِرَ له .
    فقيل : يا رسول الله ! إن لنا في البهائم لأجراً ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «في كل ذات كبد رطبة أجر»(37) .
    وهكذا غُفِر للرجل وحصل على رحمة الله لرفقه بالكلب وسقايته له ، وهكذا يقرر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن في سقاية كل مخلوق ذي كبد أجراً .
    كما لم يرتضِ الاسلام حبس الحيوان وسجن الطير ، وشهيرةٌ هي قصة المرأة عذّبت في النار لأ نّها أذت قطة ، فقد روي عن الإمام (عليه السلام) ، قال : «إن امرأة عذّبت في هرّة ربطتها حتى ماتت عطشاً»(38) .
    فلم يجز الاسلام تعذيب الحيوان أو التمثيل به ، فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تجوز المُثلةُ ولو بالكلب العقور» .
    ولقد جسّدَ المسلمون من أهل اليمن ـ وربّما كان هناك غيرهم ـ أخلاق الاسلام في الرحمة بالحيوان والرفق به في أحد أسواق صنعاء المعروفة بـ (سوق العرج) حيث تربط في إحدى ساحات السوق الخيول الضعيفة والحمير المتعبة أو التي كسرت أرجلها بعد أن يُهيّأ لها الماء والعلف حتى تنفق ، أي تترك هناك بلا استعمال حتى يأتيها الموت((39)) .
    إنّ دعوة الاسلام للرفق والرحمة بالحيوان هي من باب أولى دعوة لاحترام الانسان والرحمة به ، فإذا كان الاسلام رحيماً بالكائن الذي لا ينطق ولا يعقل ولا يمتلك أحاسيس الانسان ومشاعره ولا كرامته وموقعه ، فما بالك بأكرم الخلق وأفضل الكائنات .
    اقرأوا ما يفعله الطواغيت بالناس وبالمؤمنين وبالأحرار وبالصالحين لتعرفوا أنّ الحيوان اليوم أسعد حظّاً من الانسان ، فبعض الدول ترعى الكلاب والقطط وتدافع عن حقوقها ، ولا تقيم لمجزرة بشرية وزناً !
    و السلام ختام ..

    التعديل الأخير تم بواسطة علي الكرية ; 09/01/2011 الساعة 01:57 AM

  6. #6
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أريج عبد الله مشاهدة المشاركة
    الله الله يادكتور
    سرد رائع وممتع لايمل ..
    ظاهرة الرفق بالحيوان أصبحت موضة للمتاجرة أنتقلت من الغرب إلى العرب ،
    كما غيرها من الظواهر التي تسرق وتصدر من العرب .. ومن ثم تعاد إليهم بأساليب منمقة مستغلة للتخلف الذي
    أصابهم والعزوف عن أساسيات الدين والتبجح بالقشور وتغييب للعقول واضطهاد للكفاءات الراصدة للواقع
    المرير الذي نعيشه اليوم ... في حين أن البشر تنتهك حرماته وتهدر دمائة ولا أحد يكترث أو يهتم لذلك، يشرد ويجّوع وتصيبه
    الأمراض وتفتك به كل مصائب الحياة وليس من مصغي ... وكما تفضلت أين نحن من هذا كله لنتفاعل مع هذا الزيف؟
    أليس الأسلام هو من دعا إلى الرفق بالحيوان ؟ ومن الملفت أن هذه الظواهر باتت تستفحل بالمجتمع العربي كطريقة
    لغسل العقول وإشغال الناس عن الحقائق والغايات.. فبالأمس قرأت هنا في واتا عن سيدة أردنية تحتفل بعيد ميلاد كلبها
    بحفلة قيمتها 45 ألف دولار وتدعو 250 شخص ممن يملكون كلابا راقية النسب والحسب ... مع أنني كنت مندهشة
    من هذه الظاهرة عندما وجدت الشارع الذي أسكن فيه كلهم يملكون الكلاب وذات مواصفات عالية وعندما أصف سيارتي
    أتوجس منهم وأدخل مسرعة وأضحك لم أتوقع أنها تصل إلى أعياد الميلاد بعد أن حُرِمنا من كل الأعياد ولذتها وحَرمنا
    أعياد الميلاد على أنفسنا وعلى أبناءنا حزناً على بلداننا المحتلة ... سيدي الفاضل لاأدري ماذا أقول هل هي سياسة
    الحيونة أم زمان الكلاب ؟؟؟؟ عذرًا
    تحيتي واحترامي لشخصكم الكريم
    وشكرًا لدعوتك ..موضوع جميل ومهم ويستحق القراءة
    دمت بحفظ الله ورعايته
    أريج العراق
    .................................................. .................................................. ...........................
    ألفاضلة المبدعة أريج عبدالله الموقرة/ رعاك الله وحفظك
    لعلكِ كنتِ أول مَنْ أدخل الإطمئنان إلى نفسي عندما أدركتُ أن غايتي من هذا النص قد وصلت كما أريدها ان تصل إلى الآخر لا سيما في هذا النوع من النصوص التي لم يكتب بها كثيرون.. ولعل كل كاتب يحتاج إلى معرفة ردود القراء على ما كتب وأنتج.. خاصة إذا كان يكتب للناس ويهمونه إلى درجة التماهي.. ومن هنا تقديري العميق لفهمك الأعمق للغايات النبيلة والأهداف السامية والإنسانية التي أوكلنا إلى عقولنا وأقلامنا مهمة الدفاع عنها وعن حضارة أمتنا وتراثها وقضاياها العادلة..
    وفي نهاية المطاف فليخسأ هذا الغرب في غزوه الثقافي والسياسي والعسكري.. إذ هو لايعلم بما قاله نبيّ الرحمة:( سألتُ ربي أن لايهلك أمتي فأعطانيها)> مسلم، الترمذي، ابن حنبل) والله غالب على أمره.. ولكن الكافرين والمنافقين والعملاء والخونة والحيوانيين.. لايعلمون..
    شكراً لمرورك العطر.. العراقي الأريج الذي صرت أراه في الحلم كما رأيتِ .. وسوف أبقى أحلم بالعراق حتى رحيل آخر متوحش عن أرضه الطاهرة.. كما أرض فلسطين ولبنان.. وكل بقعة عربية..
    تحياتي وأشواقي


  7. #7
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غمدان زياد مشاهدة المشاركة
    أيها الحريري , يا بديع الزمان ببنانه , ورشيق اللفظ ببيانه, أدهشت ناظري , وحيرت خاطري , لم أتنفس يوما فظننت أن الزمان ما زال يحمل أمثالك , ويرسم أطلالك , سردت فأبدعت , وأوخزت فأودعت , وكل الصيد في جوف الفرا, وهذا ما تقرأ الأذن وترى (هذا من حيث اللفظ) أما المعنى : فلله درك فارسا في مرامه , وقائدا في قوامه , تخلل كلامك , وتسرب مرامك , وفشت في الصدور أياديك , وعلت على العقول مساعيك , نجم أنت في المعنى , بحر أنت في المكنى , أشرت بحرارة اللهجة , وبأنين المهجة , فما تركت خيالا يحوم في خاطري إلا أبرزته , ولا أفقا يجول في ناظري إلا أوعزته(فلا تعليق على النص , ولا تختم بالفص) مزيدا من التألق , ودوما في الإبداع , وقد وصلت الفكرة إلى أعمق حفرة.
    مشكور يا محرر العقول , ويا زارع الحقول , وما أحوج الأمة إلى أمثالك (تقديري وحبي واحترامي)
    .................................................. .................................................. .................................................. ............................
    أخي الفاضل غمدان زياد الموقر
    .. بل ما أروعك أنت إذ يخرج سيفك من غمده .. فتتناثر الحروف وتتجمع غارفة كل ما النفس من سحر الكلام وجلال اللفظة ومتعة الروح.. فوجئت والله، بأنك على هذا المستوى من دقة التصويب.. بل والله لأنت الحريري والبديعي والزمخشري.. قامة ومقامات..دمت دائماً متألقاً هكذا ومرتعاً للإبداع الذي لا ينضح إلا من أقلام كبيرة .. كقلمك الذهبي المبدع.
    لك كل ما يستطيع الأثير حمله من تحياتي وأشواقي

    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محمود حمد سليمان ; 09/01/2011 الساعة 01:51 PM

  8. #8
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مغربي سعاد مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم سيدي الدكتور محمود حمد سليمان;
    في الحقيقة سيدي ما تفضلتم به يحمل دلالات قوية ....فالبشر تحولوا بطباعهم الشرسة الى حيوانات لا تخضح الا لقانون غرائزها....
    لا عقل و لا حكمة فيما يفعلوه الا من رحم ربي...وقـد قال الحق- تبارك وتعالى -في سـورة الرعـد: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) .
    أما عن امريكا و كل من حذا حذوها ،تتغنى بحقوق الانسان و الديمقراطية و ...........غيرها من الشعارات التي تنتهك حرمتها نهارا جهارا ...و آخرها الرفق بالحيوان ...
    حتى غذا الانسان المكرم يخذم كلبا و يتقاضى أجره من ميزانيته...بل و أن للكلب ميراث..
    و هم يغذون الارهاب الصهيوني بقتل البشر جماعات جماعات بتصفيتهم الجسدية أو خلق توترات نفسية مدى الحياة.
    و إن يكن ...فهذا اسلامنا يعلمهم اصول الرفق بالبشر و الحيوان و حتى الحجر و الشجر....و هذا تكبرهم يذلهم و يفضح سياساتهم و دناءتهم...
    فأولى بهم و أولى أن يرفقوا بانفسهم ....
    لقد صورتم غابة الحياة ...فيها الاسد الباسل و الثعلب المكار و الفارس المغوار ...و فيها الغزال و الغول ....الاستسلام و الطاعة و اللف و الدوران ......و الحمق و الغذر
    فإما أن نكون كما خلقنا بشر مكرمون بالعلم حتى ندرك تماما الحكمة من هذا التكريم ...او لا نكون ....
    أقدر فيكم سيدي هذه الحكمة في التروي و بعد النظر و ننتظر منكم المزيد و التألق
    تحياتي
    .................................................. .....................................
    ألأخت الفاضلة مغربي سعاد الموقرة
    والله لقد أثلجت صدري وهو في لهيب الغضب.. عندما أدركتِ بهذا الفهم العميق الأبعادَ والأهداف التي توخيتُها من هذا النص.. وما أقصده.. فهنيئاُ للأمة بأمثالك من المثقفين الواعين الذين لم تبهرهم القشور.. وهم في النور يرتعون وأعينهم لا ترى الحقائق الساطعة كالشمس أمامهم.. أليست هذه حال المتفرنجين والمتفرنجات الذين لا يدركون ما هو آت .. من خطط الغرب وغزوه الثقافي والنكبات..
    لك كل احترامي وودي وتقديري


  9. #9
    نائب المدير العام الصورة الرمزية محمود عباس مسعود
    تاريخ التسجيل
    09/11/2009
    المشاركات
    4,764
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    هذا الحلم الزاخر بالأحداث والأوصاف
    هو مدخل إلى عقل كاتب فذ لا يشق له غبار
    وهو أقرب إلى إيجاز لرواية ممتعة
    خطتها يد سحرية بمهارة فائقة وإتقان محكم.
    لوحة عجيبة ضمت صليل كلمات
    وزخم صور
    وتراكيب بيانية باهرة
    وومضات خاطفة
    من قريحة متوهجة
    وقدرة تلقائية على الإيحاء.
    تحياتي للدكتور الأديب محمود حمد سليمان
    على مقاسمتنا هذا الحلم-الرؤية
    ومودتي




    .


  10. #10
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    [QUOTE=علي الكرية;612608]
    بسم الله الرحمن الرحيم
    أخي العزيز الأستاذ د. محمود حمد سليمان :
    شكرا جزيلا على هذا الموضوع القيّم الذي فتحته.
    ولا يفتحه الا من يفقه كل معانيه باطنها وظاهرها وأنتم لها أيّها الدكتور الجليل.
    ولكم بعض ما جمعته ونقلته عن هذا الموضوع.


    (.. دخلت امرأة النار في هرة حبستها ..) .. فما بالك بحصار شعب كامل !!

    الرفق بالحيوان في ظل الإسلام

    ويطلق عليها (الرفق بالحيوان) فمثلما تتسع دوائر الماء إذا أسقطت عليه حجراً ، كذلك دوائر الرحمة في الاسلام تتسع وتتسع لتشمل الانسانية برمّتها . فمن الرحمة بالوالدين ، إلى الرحمة بالأقرباء والجيران ، إلى الرحمة بالأصدقاء والإخوان ، إلى الرحمة بالناس أجمعين ، إلى الرحمة بالحيوان .
    هذا الكائن الجميل في تعدّد مناظره وأشكاله وألوانه وحجومه وأغراضه ، وما يعبّر عنه من دروس للانسان ، وما فيه من راحة فيما يساعد به الانسان من نقله هو أو نقل أثقاله ، له حقّ الرحمة أيضاً .
    فالاسلام لا يرتضي لك أن تجيع الحيوان أو تعطشه ، ولا أن تثقل كاهله فوق ما يطيق ، ولا أن تضربه ضرباً مبرّحاً ، وأن تتيح له المجال في أن تستريح من تعب وعناء النهار فلا تجور عليه بالعمل ليلاً ونهاراً .
    وقد أكّد الاسلام على الرفق بالحيوان ، وعدّ ذلك من أبواب الرحمة والمغفرة ، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أ نّه قال : بينما رجل يمشي بطريق اشتدّ عليه العطش ، فوجد بئراً فنزل فيها فشرب ، ثمّ خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغني منزل البئر فملأ خفّه ثمّ أمسكه بفيه حتى رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله عزّ وجلّ له ، فَغُفِرَ له .
    فقيل : يا رسول الله ! إن لنا في البهائم لأجراً ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : «في كل ذات كبد رطبة أجر»(37) .
    وهكذا غُفِر للرجل وحصل على رحمة الله لرفقه بالكلب وسقايته له ، وهكذا يقرر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن في سقاية كل مخلوق ذي كبد أجراً .
    كما لم يرتضِ الاسلام حبس الحيوان وسجن الطير ، وشهيرةٌ هي قصة المرأة عذّبت في النار لأ نّها أذت قطة ، فقد روي عن الإمام (عليه السلام) ، قال : «إن امرأة عذّبت في هرّة ربطتها حتى ماتت عطشاً»(38) .
    فلم يجز الاسلام تعذيب الحيوان أو التمثيل به ، فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : «لا تجوز المُثلةُ ولو بالكلب العقور» .
    ولقد جسّدَ المسلمون من أهل اليمن ـ وربّما كان هناك غيرهم ـ أخلاق الاسلام في الرحمة بالحيوان والرفق به في أحد أسواق صنعاء المعروفة بـ (سوق العرج) حيث تربط في إحدى ساحات السوق الخيول الضعيفة والحمير المتعبة أو التي كسرت أرجلها بعد أن يُهيّأ لها الماء والعلف حتى تنفق ، أي تترك هناك بلا استعمال حتى يأتيها الموت((39)) .
    إنّ دعوة الاسلام للرفق والرحمة بالحيوان هي من باب أولى دعوة لاحترام الانسان والرحمة به ، فإذا كان الاسلام رحيماً بالكائن الذي لا ينطق ولا يعقل ولا يمتلك أحاسيس الانسان ومشاعره ولا كرامته وموقعه ، فما بالك بأكرم الخلق وأفضل الكائنات .
    اقرأوا ما يفعله الطواغيت بالناس وبالمؤمنين وبالأحرار وبالصالحين لتعرفوا أنّ الحيوان اليوم أسعد حظّاً من الانسان ، فبعض الدول ترعى الكلاب والقطط وتدافع عن حقوقها ، ولا تقيم لمجزرة بشرية وزناً !
    و السلام ختام ..
    [/QUOT
    .................................................. .................................................. ......
    ألأخ الفاضل المفكر الكبير والناقد البصير/ علي الكرية الموقر
    ..فإنه لشرف كبير لي مرورك على هذا الموضوع وما قدمته من إضاءة على الفكرة فأسعفتنا جميعاً بالأمثال والحكم وبهذه المطالعة الرائعة في كل الجوانب والمجالات..
    نعم أخي.. فتاريخنا وحضارتنا وتراثنا الديني والإنساني مليء بهذه القبسات الحضارية.. ولكن الغرب لا يدرك من ذلك شيئاً .. لأن الحقد والظلم والمادة قد أخذت منه كل مأخذ.. والكل يعلم أننا منذ ما قبل الإسلام ونحن نعاني منه ما نعاني فلا نكاد نخلص منه في مرحلة حتى يعاودنا الهجوم والإحتلال في مرحلة جديدة.. ولكن المشكلة ليست هنا فقط.. وإنما أيضاً تكمن في بعض قومنا الذين لا يشعرون ولا يدركون.. هؤلاء الذين راحوا يقلدون الغرب وعاداته وتقاليده بشكل أعمى وبدون أية دراية أو تفكير.. وكل ذلك تحت مبررات واهية بل هي أوهن من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون.. ومع الأسف الشديد، فغالبية هؤلاء من أشباه المتعلمين .. ومن حاملي الشهادات التي وضع الغرب نفسه برامجها وغاياتها ومناهجها خدمة لأهدافه ومخططاته المنبثقة من الجشع والطمع على حساب كرامة الإنسان وحريته التي وهبه الله سبحانه إياها.. ومن هنا رأيتُ من واجبي بل ومن واجب كل مؤمن بالله أن ننهض للدفاع والمقاومة بكل السبل المتاحة أمامنا.. وهي كثيرة ومتنوعة.. على أنني وبعد مطالعتك القيِّمة.. انبثقت في ذهني فكرة أخرى أراني أجد فيها نفعاً.. وهي لو يقوم الأخوة المترجمون بترجمة هذه المطالعات والنصوص إلى كل اللغات الأجنبية.. لتعرف شعوبهم: مَنْ نحن على حقيقتنا ؟ وكيف نراهم على حقيقتهم؟ ومن ثم نشرها على كل المواقع الأوروبية والأجنبية.. ومن جهتي أنا متنازل عن حقوقي في النشر والتأليف.. إن كان قد بقي هناك حقوق فعلاً..؟! وعلى أية حال فالمؤمن كيِّسٌ فطِنٌ.. وأعني أن لا نأمن لهذا الغرب المتوحش، ولا أعمم، لأنه يريدنا أن نكون دجاجاً ساذجاً.. مع علمنا أنه ثعلبُ ماكر ولن نطمئن له حتى ولو تظاهر بأنه صلى وصام وحجَّ وتاب.. على حد تعبير مصطفى صادق الرافعي، رحمه الله، فبل مئة عام أو يزيد.. فهل نعتبر يا أولي الألباب ؟؟
    أخي علي أكرمك الله.. فدائماً أتأخر عنك في الرد والإجابة.. وربما لأنك في القلب.. ولا أخشى من فقدكَ وبعدك أبدا..
    لكَ كل تحياتي وأشواقي
    محمود حمد سليمان

    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محمود حمد سليمان ; 11/01/2011 الساعة 12:59 AM

  11. #11
    مـشـرف الصورة الرمزية المهندس وليد المسافر
    تاريخ التسجيل
    16/01/2009
    المشاركات
    2,572
    معدل تقييم المستوى
    18

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    من مثلك يادكتور محمود لايعد هذا حلما له، بل هو الحقيقة التي يعيشها مع دواخله وقلمه لتظهر في أحلامه كقصص ألف ليلة وليلة برواعئها وأحداثها الخيالية، فما يحدث لنا خيالي بالرغم من تعودنا عليه، حلما نعيشه،، بل هي كوابيس لاتفارق حياتنا، ما آل إليه وضعنا وما ينتظرنا في المستقبل سيكون من السهل جدا تخيل قلب الحقائق للبحث عن حقوق الإنسان في عالم الحيوان...
    قصة أكثر من رائعة تكاد تسرد حزمة من القصص تحت عنوان واحد.

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أنشودة الغضب للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد

    ثوروا يا أبناء الرافدين الغيارى،،، ثوروا يا أحفاد الحسين وأبطال ثورة العشرين،، فيومكم قادم لامحالة،،، يوم تنتصرون لأنفسكم من ظلم وجور المحتلين،،، يوم يواجه الخونة والعملاء مصيرهم المحتوم،، فقد بزغت شمس الحرية،، ولاحت جحافل التغيير بإنتظار يوم التحرير بإذن الله....
    {{إذا اهتزت أمامك يوماً ما قيم المبادىء في ظرفٍ عصيب لأي سببٍ كان ، فتذكر قيم الرجولة ، لأنها لوحدها قادرة على أن تصنع منك بطلاً}}


  12. #12
    عـضــو الصورة الرمزية عمر أبو حسان
    تاريخ التسجيل
    06/12/2007
    العمر
    59
    المشاركات
    539
    معدل تقييم المستوى
    17

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    السلام عليكم ..
    الأستاذ الدكتور محمود حمد سليمان ..
    يمكنك أن تحاول الرفق بمن تشاء..و يمكنك أن لا تحاول الرفق بمن تشاء ايضاً..
    صديقي العربي:
    كتبت كلمة "تحاول" لأن اي رفق تفكر به ...سيرتبط بقدرتك على منح ذلك الرفق صفة الإصيل و المستقل ..
    هنا..يمكنك الإنتقال و بشكل مباشر إلى التفكير بما يسمى الرفق بالذات...
    لدي أعتقاد أن المواطن العربي بحاجة للإعتراف ..بالإنتماء إلى فئة شبه المنقرضين..
    في مثل هذه الحالات.. لابد من وجود بقايا أصيلة تمكن من إنتاج و تكاثر النوع....و إلا !!!
    وحدهم الخارجون عن قانون اللحى...يمكنهم إختراق الضباب

    إذا لم تكن لديك الفكرة القادرة  على إقلاق الحاكم ..فأنت ند ضعيف.

  13. #13
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    [QUOTE=محمود عباس مسعود;613000]

    هذا الحلم الزاخر بالأحداث والأوصاف
    هو مدخل إلى عقل كاتب فذ لا يشق له غبار
    وهو أقرب إلى إيجاز لرواية ممتعة
    خطتها يد سحرية بمهارة فائقة وإتقان محكم.
    لوحة عجيبة ضمت صليل كلمات
    وزخم صور
    وتراكيب بيانية باهرة
    وومضات خاطفة
    من قريحة متوهجة
    وقدرة تلقائية على الإيحاء.
    تحياتي للدكتور الأديب محمود حمد سليمان
    على مقاسمتنا هذا الحلم-الرؤية
    ومودتي
    .................................................. ........................
    الفاضل الأديب الكبير محمود عباس مسعود الموقر
    مساؤكم عطر يفوح
    لقد أثلجتَ صدري بهذه الكلمات الطيبات التي تعبر أول ما تعبر عن مشاعركم النبيلة ووجدانكم السامي..
    لقد حاولتُ سيدي، في هذا النص التعبير عن إحساسي بما يحيط بنا من دواهي الغزو الثقافي الأجنبي الذي يحاول سلخنا عن القبسات المضيئة في تراثنا وحضارتنا وتاريخنا.. ولعلي فعلتُ ذلك ونصب عينيَّ الشعب الياباني الذي يعتبر اليوم من أوائل شعوب العالم تطوراً ورقياً علمياً زاخراً.. ورغم ذلك فإنه لم يتخلَ عن عاداته وقيمه الخاصة به.. ومثل ذلك نجده عند الصينيين وغيرهم من شعوب وأُمم.. ولكن المتفرنجين عندنا لا يفقهون.. تحت شعارات العصرنة والموضة وما أشبه.. والمتعلمون من هؤلاء يتذرعون بالعلم والتطور.. كما نعلم جميعاً . ولقد ساهمت البرامج والمناهج التربوية العربية ، ومعظمها وضعها المستعمرون، في تفاقم هذه الأزمة عندما أغفلت ما في تراثنا من لمعات حتى انبهرت عقول البعض من شبابنا بالقشور وانسلخت.. مَثلها في ذلك كمَثل رجل بدوي جاء من الصحراء القاحلة إلى مدينة ساحلية فرأى الليمون لأول مرة في حياته بعد أن كان قد سمع به من بعيد.. فقام صاحبنا يأكل ما يلمع منه ويرمي باللب وهو لايدري .. مسفِّهاً رأي كل مَنْ حدثوه عن الليمون وما فيه..
    ومن هنا أراني حاولتُ المساهمة ولو بوضع حجر بسيط في حائط كبير من المقاومة الذي يحتاج إلى أيدٍ كثيرةٍ ليؤتي أُكله ولو بعد حين .. يحدوني أمل كبير لو يصل فكرنا وتفكيرنا إلى الشعوب الأوروبية بكل لغاتها ومن كل مواقعها الإعلامية والثقافية والمنتديات.. ليعرف القوم مَنْ نحن ؟ وكيف نراهم عبر أنظمتهم الإستعمارية المتوحشة؟!
    أخي الفاضل كل الشكر لمروركم العبق بالسحر والبيان..
    مقروناً بكل شوقي ومحبتي وتقديري

    التعديل الأخير تم بواسطة الدكتور محمود حمد سليمان ; 11/01/2011 الساعة 12:55 AM

  14. #14
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المهندس وليد المسافر مشاهدة المشاركة
    من مثلك يادكتور محمود لايعد هذا حلما له، بل هو الحقيقة التي يعيشها مع دواخله وقلمه لتظهر في أحلامه كقصص ألف ليلة وليلة برواعئها وأحداثها الخيالية، فما يحدث لنا خيالي بالرغم من تعودنا عليه، حلما نعيشه،، بل هي كوابيس لاتفارق حياتنا، ما آل إليه وضعنا وما ينتظرنا في المستقبل سيكون من السهل جدا تخيل قلب الحقائق للبحث عن حقوق الإنسان في عالم الحيوان...
    قصة أكثر من رائعة تكاد تسرد حزمة من القصص تحت عنوان واحد.
    .................................................. .................................................. .............................................
    الفاضل اأخ وليد المسافر/ أعزَّك الله وحفظك
    شكراً جزيلاً على مرورك العطر.. ولفتتك الكريمة.. ولقد تعلمنا يا أخي من التارخ والتجارب أن معارك الأمم والشعب الحرة لاتنتهي بين ليلة وضحاها.. وأن النصر في النهاية هو نهاية مطاف كل القضايا العادلة طال الليل أم قصر.. حسبنا أن المجاهدين لا يجب أن يدخروا جهداً أو طاقة إلا ووضعوها في خدمة ما يسعون إليه.. وما نستطيع أن نقدمه من عمل أو قول لن نتأخر في تقديمه لحظة مع إدراكنا أن ميادين الجهاد في هذا العصر فسيحة ومتشابكة ومتعددة.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.. والله غالب على أمره ولو كره الكافرون
    تحياتي وشوقي


  15. #15
    مترجم / أدب إنجليزي
    من كبار أعضاء الجمعية
    الصورة الرمزية سامي خمو
    تاريخ التسجيل
    26/09/2006
    العمر
    81
    المشاركات
    1,340
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    الأستاذ الفاضل الدكتور محمود حمد سليمان،
    رواية مشوقة كتبت بأسلوب أدبي سلسل وتخللتها صور
    بلاغية رائعة رسمت بأنامل فنان ماهر. وهذا الأسلوب
    الساحر يمسك بتلابيب القارئ ولن يتركه إلا بعد أن ينتهي
    من قراءة الموضوع بأكمله لمعرفة نهاية الرواية.

    الرفق بالحيوان موضوع في غاية الأهمية لأنه،
    إن كان صادقاً، يغرس في الإنسان الشعور بالمحبة
    والرحمة تجاه المخلوقات التي خلقها الله، من ضمنها
    الإنسان. وعلى الإنسان أن يتعلم الكثير من الحيوان.
    فالحيوان لا يلجأ إلى القتل إلا مرغماً لتجنب الموت
    جوعاً هو وصغاره.

    أما الإنسان فيقتل الحيوان والطير للتسلية والترفيه
    عن النفس ليثبت على براعته في الصيد مقتنعاً بأنه
    يمارسه هواية رياضة بريئة.

    شكراً ‘لى إثارة هذا الموضوع الهام،

    مع خالص الود،

    سامي خمو


  16. #16
    أستاذ بارز
    الصورة الرمزية أحمد المدهون
    تاريخ التسجيل
    28/08/2010
    المشاركات
    5,295
    معدل تقييم المستوى
    19

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    الأستاذ المتألق د. محمود حمد سليمان،

    أبدعت وأجدت وأفدت، وما ترك السابقون لي سبيلاً للإضافة.
    لغة سردية منسابة، ومعانٍ سامقة، بأسلوب بديع.

    طاب مسعاكم والمراد.

    " سُئلت عمـن سيقود الجنس البشري ؟ فأجبت: الذين يعرفون كيـف يقرؤون "
    فولتيـــر

  17. #17
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر أبو حسان مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ..
    الأستاذ الدكتور محمود حمد سليمان ..
    يمكنك أن تحاول الرفق بمن تشاء..و يمكنك أن لا تحاول الرفق بمن تشاء ايضاً..
    صديقي العربي:
    كتبت كلمة "تحاول" لأن اي رفق تفكر به ...سيرتبط بقدرتك على منح ذلك الرفق صفة الإصيل و المستقل ..
    هنا..يمكنك الإنتقال و بشكل مباشر إلى التفكير بما يسمى الرفق بالذات...
    لدي أعتقاد أن المواطن العربي بحاجة للإعتراف ..بالإنتماء إلى فئة شبه المنقرضين..
    في مثل هذه الحالات.. لابد من وجود بقايا أصيلة تمكن من إنتاج و تكاثر النوع....و إلا !!!
    وحدهم الخارجون عن قانون اللحى...يمكنهم إختراق الضباب
    .................................................. .................................................. ........................................
    ألأخ الفاضل عمر أبو حسان الموقر
    تحياتي واحترامي
    من الظلمة الحالكة ومن سراديب الطغيان.. ينبثق دائماً الضوء وقبسات النور التي تبدأ ضعيفة باهتةً في البداية، لكنها لا تلبث أن تضيء على كل ما حولنا وربما على العالم أجمع.. فما رأيك برجل يقف يوماً في مكة ويقول:... والله لتنفقنَّ كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله. والرجل، كما نعلم، كان أضعف قريش مالاً وجاهاً وعدداً ورجالاً.. ولكنه كان أقواها إيماناً وعقيدة ومنهجاً سليماً.. وفي النهاية فقد وُزِّعت الكنوز وسقطت العروش وتدحرجت الطغاة.. وانبثق فجر جديد للعالم أجمع.
    فوالله ما نحن اليوم بأضعف مما كان عليه المسلمون الأوائل.. بل الشكر لله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً، أن أعطانا الفرصة للمقاومة والجهاد لنتساوى مع المجاهدين في كل عصر وفي كل مصر فننال إحدى الحسنيين: الجنة في الآخرة أو النصر والكرامة في الدنيا.. وهنا يحضرني قول المجاهد مصطفى كامل: لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.. ثم ما رأيك أن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه (المحفوظ) بقدرته وحكمته في أمتنا.. أمة القرآن والنبي وآل بيته وأصحابه جميعاً، أيَحفظ، سبحانه، القرآنَ ولا يَحفظ الأمة التي أبلغته ونشرته وحضنته ولا تزال؟ ثم بعد ذلك تقول لي ، أخي عمر، علينا الإعتراف أننا من فئة المنقرضين؟! ألم نقرأ التاريخ بتمعّن فنجد أن الله تعالى، كرماً منه وفضلاً، أوكل إلينا نحن العرب مهمة هداية الشعوب وردها عن غيِّها وظلمها والضلال؟! وذلك في كل العصور والدهور..؟
    القابل للإنقراض أخي، هو التوحش الغربي والعنجهية الأميركية والعنصرية الشيطانية الصهيونية وجبروتها والإحتلال .. قصُر الليل أم طال.. ؟!
    مرة أُخرى، علينا فقط أن نقاوم ولا نقنط من رحمة الله.. وموعدنا الصبح.. أليس الصبح بقريب؟!.. نعم والله، قريبٌ إن شاء الله السميع العليم القدير الحكيم..( ما قدروا الله حق قدره إن الله لقويٌّ عزيز)
    مع خالص ودي وأشواقي../ محمود


  18. #18
    أستاذ بارز الصورة الرمزية محمد علي الهاني
    تاريخ التسجيل
    24/08/2007
    المشاركات
    5,279
    معدل تقييم المستوى
    22

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    أخي العزيز الدكتور الألمعي محمود حمد سليمان

    في روضتك الغنّاء وتحت دواليك المشرئبة طرت بأجنحة النور والعطر وغّنّيت عاليا لكنني عجزت عن ردّ يليق بما أبدعته ...

    فلتعذرني وتقبّل مروري وتحياتي وودّي وتقديري.


  19. #19
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي خمو مشاهدة المشاركة
    الأستاذ الفاضل الدكتور محمود حمد سليمان،
    رواية مشوقة كتبت بأسلوب أدبي سلسل وتخللتها صور
    بلاغية رائعة رسمت بأنامل فنان ماهر. وهذا الأسلوب
    الساحر يمسك بتلابيب القارئ ولن يتركه إلا بعد أن ينتهي
    من قراءة الموضوع بأكمله لمعرفة نهاية الرواية.
    الرفق بالحيوان موضوع في غاية الأهمية لأنه،
    إن كان صادقاً، يغرس في الإنسان الشعور بالمحبة
    والرحمة تجاه المخلوقات التي خلقها الله، من ضمنها
    الإنسان. وعلى الإنسان أن يتعلم الكثير من الحيوان.
    فالحيوان لا يلجأ إلى القتل إلا مرغماً لتجنب الموت
    جوعاً هو وصغاره.
    أما الإنسان فيقتل الحيوان والطير للتسلية والترفيه
    عن النفس ليثبت على براعته في الصيد مقتنعاً بأنه
    يمارسه هواية رياضة بريئة.
    شكراً ‘لى إثارة هذا الموضوع الهام،
    مع خالص الود،
    سامي خمو
    .................................................. ....................................ز
    الفاضل الأستاذ سامي خمو الموقر
    تحياتي وشوقي
    لقد أسعدني مرورك الكريم والغالي على متصفحي.. في هذا الموضوع بالذات.. لما له من أهمية يغفل عنها الكثيرون ولا يعيرونها إهتماماً.. أمام التحديات العامة والخاصة التي تواجهنا جميعاً.. ولا يسعني إلا أن أشكركم سيدي على هذا الإطراء الذي أعتبره كرماً من جنابكم وإن كنتً لا أستحقه كله.. والواقع فقد كانت تهمني قراءة حضرتكم لاسيما في هذا الموضوع الأدبي الذي لم يكتب فيه كثيرون بعد.. والذي حاولتُ ما أمكن تحميله أكبر عدد من الفوائد والإيحاءت المفيدة لأكبر عدد ممكن من القراء.. خاصة أننا نتعرض لهجمة شرسة من الغزو الثقافي الذي يستهدف تراثنا وقيمنا التي كان الرفق في طليعتها .. ومنه الرفق بالحيوان الذي كما ذكرتَ نتعلم منه دروس وعبر كثيرة .. ولكن في الوقت نفسه كنا أول أُمة تجعل هذا الموضوع في جملة شرائعها وممارستها.. لقد ذكر الأخ علي الكرية ما يُصنع بالحيوان المتقاعد عن العمل في اليمن .. ومثل ذلك حصل ويحصل في مدننا في بلاد الشام حتى أن ساحة المرجة بدمشق ( قبل العمران الحديث) كانت "وقفاً" للحيوانات التي بلغ بها العمر عتيا ولم تعد قادرة على العمل.. فكان لا يُجهز عليها أو تُـؤذى.. بل تُـترك تأكل من خشاش الأرض ومما يجود به عليها أصحابها والمتصدقون.. ولا مشكلة . غير أن المشكلة في هذا العصر نشأت عندما جاء الغرب يتصرف في بلادنا بوحشية الضواري مع البشر والحجر وكل شيءٍ في أرضنا وأوطاننا.. وفي الوقت نفسه يحاول استلاب عقول شبابنا وفتياننا ويقدم نفسه على أنه حامي حمى حتى الحيوان وكرامته.. بغياب أو تغييب ما أمكن من قبيسات وإشعاعات في تاريخنا وحضارتنا وربما لإلهاء ما أمكن من شعبنا عن الإهتمام بقضاياه المحقة والعادلة.. يساعده ولا شك ما تمارسه الأنظمة المخابراتية في بلادنا وعلى شعوبنا.. ومن هنا أراني أجد نفسي أمام دور يجب أن أُؤديه.. فحاولتُ.
    وحبذا لو نستطيع نشر مثل هذه المداخلات وأمثالها على المواقع الأوروبية والأميركية دفاعاً عن تراثنا وهويتنا الحضارية.. بعد أن عمدت الصهيونية وتعمد على تشويه تاريخنا وحاضرنا وهويتنا ما وسعها الجهد.. وما الله بغافل عما يعملون. فلربما نستطيع إيصال صورة صحيحة يروننا من خلالها .. وفي الوقت نفسه نقول لتلك الشعوب : كيف نراهم نحن من خلال أنظمتهم الإستعمارية وممارساتها عند شعوب العلم الثالث ومن نحن.
    وفقكم الله لكل خير
    مع كل الحب والتقدير
    محمود حمد سليمان / عكار . لبنان


  20. #20
    أستاذ بارز الصورة الرمزية الدكتور محمود حمد سليمان
    تاريخ التسجيل
    07/05/2009
    المشاركات
    772
    معدل تقييم المستوى
    15

    افتراضي رد: "أُوروبة سبقتْنا.. الرفق بالحيوان" / د. محمود حمد سليمان

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد المدهون مشاهدة المشاركة
    الأستاذ المتألق د. محمود حمد سليمان،

    أبدعت وأجدت وأفدت، وما ترك السابقون لي سبيلاً للإضافة.
    لغة سردية منسابة، ومعانٍ سامقة، بأسلوب بديع.

    طاب مسعاكم والمراد.
    .................................................. ..............................................
    الفاضل الأستاذ الكبير أحمد المدهون الموقر
    خير الكلام ما قلَّ ودلَّ أليست هذه هي قاعدة البلاغة عند العرب.. وتلك هي كلماتكم الدالة على ما تحملونه في حناياكم من سمو ورقي وإبداع.. ومشاعر طيبة..
    وفقنا الله جميعاً لما فيه خير الأمة وقضاياها العادلة..
    بكل حبي وتقديري


+ الرد على الموضوع
صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •