تتناول هذه الدراسة موضوع التقويم والاختبارات في اللغة العربية، وهي تحاول – ببساطة- أن تبيّن كيف نقوم تحصيل طلبتنا، وكيف نقيس مستواهم اللغوي، وكيف نقّدر نموهم اللغوي كذلك، وكيف تحدد مقدار تقدمهم اللغوي، وكيف نتبيّن وجوه قوته وأوجه ضعفهم اللغوي.
كما تحاول هذه الدراسة أن تبيّن عملياً كيف نصمم الاختبارات اللازمة لذلك سواء أكانت شفوية أم كتابيّة، موضوعية أم مقالية.
إنّ عملية التقويم والاختبارات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بل عضوياً بأهداف تعليم اللغة العربية وتعلمها، ذلك أنّ عملية التقويم والاختبار هي وسيلة المدرس إلى التحقق من تحقيق تلك الأهداف.
وتتم عملية التقويم والاختبار كذلك في ضوء محتوى المادة التعليمية الموضوعة لتحقيق الأهداف، ولذلك فإنّ تحليل تلك المادة، وتمثل عناصرها يساعدان المدرس في إعداد الأسئلة اللازمة لهذه الغاية.
وليست عملية التقويم والاختبار غاية في حد ذاتها، فهي وسيلة لبيان تقدم الطلبة ورصد نموهم ومتابعته، وهي من جهة أخرى وسيلة تعليمية، ذلك أنها توفر فرصة إضافية لتعزيز التحصيل وتحقيق التعلم.
وعملية التقويم عملية مستمرة، وهي ماثلة في كلّ موقف تعليمي، تتخذ أنحاء شتّى من السؤال والجواب، وحل التمرينات والقيام بالتدريبات، ولكنها تتخذ في مواقف الاختبار شكلاً منهجياً مقرراً مقنناً. كما أنها عملية مندغمة في عملية التعلّم والتعليم ذلك أنه يعرض في كل موقف تعليمي، فقراءة الطالب وإجابته تمثل مواقف تعلم وتعليم وتقويم في آنٍ واحد.
ويُحسن أن يستحضر المعلم في عملية تعليمه تصوراً شاملاً منظماً للأسس التي بني عليها المنهاج، وهي: الأساس الوظيفي باعتبار اللغة مهارات لغوية، والأساس الموضوعي باعتبار اللغة نظاماً ذا عناصر، والأساس المضموني باعتبار اللغة وعاء فكر وثقافة، ووسيلة التواصل الاجتماعي، ومختزن القيم والاتجاهات، والرقي الحضاري.
وبناء على ذلك حاول الباحث في هذه الدراسة التأصيل لمفهومي التقويم والتقييم ليعرج بعد ذلك إلى أنواعه المتعددة المتناغمة في هدفها المتباينة في سبلها وطرائقها. ثمّ تطرق الباحث إلى تطبيقات التقويم التي تمثلت في : السلوك الصفي، المهارات، المعرفة والإدراك المفاهيمي، التفكير، الاتجاهات. ثمّ بسطنا القول في موضوع الاختبارات اللغوية من حيث: أهداف الاختبارات، وأنواع الاختبارات، وسمات الاختبار الجيد، وإعداد الاختبار اللغوي وبناؤه، لأصل بعد ذلك إلى نماذج من الأخطاء اللغوية لدى الطلبة غير الناطقين بالعربية والناطقين بها. لأدلف عندئذ إلى الرؤية المستقبليّة للتقويم اللغوي.
المفضلات