آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل في الاحتكام إلى القرآن أي خطأ؟

  1. #1
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    هل في الاحتكام إلى القرآن أي خطأ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة baradey مشاهدة المشاركة

    بما أن أستاذنا الكبير منذر أبو هواش حريص جداً على الأسلوب القرآني في اللغة واستخدامها، وبما أنه قد دعا الآخرين إلى تصويب اعوجاجه إن وجدوا فيه اعوجاجاً، فقد رأيت من الفائدة تنبيهه إلى بعض السقطات التي وقع فيها ولا وجود لها في الأسلوب القرآني المبين.
    فقد جاءت العبارات التالية في مداخلاته أعلاه (باللون الأزرق)، وسأشرح الخطأ في كل منها باللون الأخضر:


    (أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية بدون أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟)

    والحقيقة أن القرآن الكريم لم يُدخل حرف الباء إلى كلمة "دون" أبداً.. ولذلك نرجو من أستاذنا تركها لأنها ليست من العربية في شيء.

    (وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان يقول بأنها خطأ شائع..)

    (لقد قلنا لك سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية)

    إن إتباع فعل القول بحرف "أن" ذات الألف المنصوبة، أو إدخال الباء عليها خطأ شائع في لغتنا العربية، ولكنه لم يرد أبداً في القرآن الكريم، على كثرة ورود التعبير في حالات مثل: قال إني عبد الله، آتاني الكتاب.. قالوا إنا تطيرنا بكم.. قال إنك لن تستطيع معي صبرا.. قال إن معي ربي سيهدين.. إلخ..

    (أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها..)
    أحسب أن هذا خطأ أوضح من أن أسوق عليه الأمثلة، لوجوب حذف الياء علامة للجزم.

    (الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها..)

    لا أحسب أن هذا هو الأسلوب القرآني واللغوي الصحيح في كتابة الهمزة المفتوحة، فالصحيح أن نقول (أحترم آراءكم)

    مع فائق تقديري..

    نبيل عبد القادر البرادعي
    الاحتكام إلى القرآن الكريم في الخلافات أمر أساسي

    إقحام ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية هي المسألة
    أما أخطاء منذر أبو هواش الإملائية واللغوية فمسألة أخرى

    الأستاذ نبيل عبد القادر البرادعي حفظه الله،

    أشكرك كثيرا على هذا الإهداء، وعلى هذه الملاحظات التي أتحفظ على بعضها، لكن هذا لا يمنع من أن أشكرك، وأعتذر إليك، وإلى القراء عما صح منها.

    وأعتقد أن تناولك للمسألة وتفسيرك لها على هذا الشكل هو بحد ذاته مقايسة خاطئة ومغالطة كبيرة لأن مسألة إقحام ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين) مسألة خلافية مزمنة، وكل ما فعلته أنني اقترحت الاحتكام في هذا الخلاف إلى القرآن الكريم، وبينت أن القرآن الكريم (ومن خلال الأمثلة الكثيرة) لم يدخل ضمائر الفصل في الجمل الاسمية الاستفهامية التي تبدأ بـ (ما) أو (من) أو (أين).

    وبسبب عدم اختصاصي لم أتناول المسألة من ناحية المنطق النحوي كما فعل أخي الأستاذ المتخصص البارع هلال الفارع، لكنني تناولت المسألة من ناحية صرفية منطقية تاريخية وثائقية. قد يخالفني الكثير من الناس في ادعائي هذا، لكن القرآن الكريم يؤيدني، وحسبي ذلك.

    وقبل أن أشرع في الرد على النقاط المثارة في مداخلتك أخي الكريم أرجو أن تعلم أنني درست الهندسة المدنية، وأنني لست متخصصا في أي فرع من فروع اللغة العربية، وأن هذا أمر يعرفه القاصي والداني في واتا، لأنني أكرره وأعيده على الدوام، وفي كل مناسبة. لكن هذا أيضا لا يمنع من أن أبدي حرصي وغيرتي على الأسلوب القرآني في اللغة واستخدامها حيثما أمكنني ذلك.

    لست متخصصا في اللغة العربية، لكنني والحمد لله متمكن من ناصيتها إلى حد كاف، فضلا عن تمكني من ناصية بعض اللغات الأجنبية الأخرى.

    1- (أليس بإمكانك أن تنتقد رأيي باستخدام أدواتك ومعرفتك اللغوية – بدون - أن تلجأ إلى أسلوب هو أقرب إلى التجريح والتسفيه ...؟)

    تنتقدني هنا وتلومني على استخدامي للفظة (بدون) رغم (حقيقة أن القرآن الكريم لم يُدخل حرف الباء إلى كلمة "دون" أبداً)، وتضيف بشيء من السخرية الضمنية: (ولذلك نرجو من أستاذنا تركها لأنها ليست من العربية في شيء).

    لقد استخدمتُ لفظة (بدون) هنا في سياق لا يوجد مثله في القرآن الكريم، أي أن سياق (بدون) هنا يختلف بشكل كلي عن السياقات التي جاءت في القرآن الكريم إذ لم ترد كلمة (دون) وحيدة أو مسبوقة بالباء في القرآن الكريم، وإنما وردت في عدة مواضع منه بعد (مِن) وبعد (ما) نحو قوله (من دون الله) و (من دون الناس) و (من دون المؤمنين) و (ما دون ذلك)، وقد جاءت في كل هذه السياقات بمعنى (غير) أو (عدا) أو (باستثناء)، ولم ترد لفظة (دون) في أي سياق من سياقات القرآن الكريم مسبوقة بالباء أي بمعنى (بلا) المختلف، والذي استخدمته لاختلاف السياق أولا، ولأنه استخدام صحيح في سياقه، وتجده مستخدما بكثرة في كتب الأوائل ومنها (الفائق في غريب الحديث والأثر) و (النهاية في غريب الأثر) و (الصحاح في اللغة) و (مختار الصحاح) و (تاج العروس) وفي مراجع أخرى كثيرة لا يتسع المقام لذكرها. لذلك فادعاؤك هذا باطل لا أساس له، وهو مرفوض جملة وتفصيلا.

    2- (وهذه المسألة أو الظاهرة اللغوية المرضية حذر منها النحاة واللغويون في أكثر من مناسبة، ولم يتردد أحد منهم عندما كان - يقول بأنها - خطأ شائع) (لقد - قلنا لك - سابقا أن الفرضيات الرياضية لا تصلح للتطبيق والتعميم في الأمور النحوية) (يقول بـ - يقول أن)

    إن إتباع فعل (القول) بحرف (أن) ذات الألف المنصوبة، أو إدخال (الباء) عليها خطأ شائع في لغتنا العربية، ولكنه لم يرد أبداً في القرآن الكريم، على كثرة ورود التعبير في حالات مثل: قال إني عبد الله، آتاني الكتاب.. قالوا إنا تطيرنا بكم.. قال إنك لن تستطيع معي صبرا.. قال إن معي ربي سيهدين.. إلخ..

    (القول بأن) إتباع القول بحرف (أن) ذات الألف المنصوبة خطأ شائع في لغتنا العربية قول جميل وملاحظة جيدة، وإن بدا لي وكأنه خطأ إملائي، فبدل أن تكتب (إن) وهو الصحيح كتبت (أن) وهو خطأ. والأولى أن ننتبه إلى مثل هذا الخطأ وأن نحاول تفاديه وتفادي أمثاله من الأخطاء الشائعة، وأن نحاول قدر الإمكان أن نصحح من اعوجاج ألسنتنا من خلال النظر والتأمل في القرآن الكريم والاقتداء بلغته وأسلوبه وصرفه ونحوه، ولا يمكن أن يكون وقوعنا في الأخطاء الشائعة مبررا لاستمرارنا فيها إلى ما شاء الله.

    وأما (قولك بأن) إدخال (الباء) على (أن) خطأ شائع، فهو ادعاء باطل وليس له أساس في لغتنا العربية، وإن إتباع فعل (القول) بـ (بأن) كما قلت هناك، وكما أقول هنا فإنه استخدام صحيح في سياقه، ولم يرد في القرآن الكريم لعدم وجود سياق مماثل، إلا أن هذا لا ينفي بالضرورة أنه صحيح وأنه مستخدم من قبل العرب الأوائل. وتجده في (تاج العروس – باب الهاء) إذ يقول ما نصه: (وقال السهيلي في الروض السنة أطول من العام والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة وقد تقدم في ع وم وذكر المصنف السنة هنا بناء على ((القول بأن)) لامها هاء ويعيدها في المعتل على أن لامها واو وكلاهما صحيح وان رجح بعض الثاني فان التصريف شاهد لكل منهما). لذلك فادعاؤك هذا أيضا باطل لا أساس له، وهو مرفوض كذلك جملة وتفصيلا.

    3- (أنا قمت بصياغة هذه القاعدة ولم أخترعها ولم أبنيها..)

    معك كل الحق فهذا خطأ أوضح من أن تساق عليه الأمثلة، لوجوب حذف الياء علامة للجزم، وهو للأسف يحدث سهوا لأنني مدرك للقاعدة. أمر بديهي ومسلمة لا نقاش ولا جدال فيها. لذلك أعتذر عن هذا الخطأ، وأمر عنه مرور الكرام.

    4- (الأمور لا تؤخذ بهذه البساطة وبهذه السطحية، لكنني رغم كل شيء أحترم آرائكم وأقدرها..)

    لا أحسب أن هذا هو الأسلوب القرآني واللغوي الصحيح في كتابة الهمزة المفتوحة، فالصحيح أن نقول (أحترم آراءكم)

    نعم هذا خطأ إملائي آخر محالف للقاعدة التي تقول (تكتب الهمزة على السطر: إذا كانت مفتوحة بعد ألف مدٍّ. مثل: تساءَل، قراءة، إجراءات، أو واو مدٍّ. مثل مُرُوءَة، وضُوءَك). ولو أن المدقق الإملائي الموجود على حاسوبي الشخصي لم يعترض في حينه ولسبب ما على هذا الخطأ، ولم يشر إليه.

    لكنني لم أفهم يا أخي ما تقصده بالأسلوب القرآني في كتابة الهمزة الصحيحة، وذلك لأن قواعد كتابة الهمزة على الطريقة المصرية أو الشامية وضعت بعد نزول القرآن بكثير، ولا علاقة لها بكتابته، لأن كتابة القرآن الكريم توفيقية. علما بأن العرب الأوائل لم يكونوا يكتبون إلا قليلا، بدليل قوله سبحانه وتعالى فيهم: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم)، وكانوا يحفظون القرآن في صدورهم، وقليل منهم كان يكتب بعض آيات أو سور على الجلود والحجارة الرقاق ونحو ذلك.

    فضلا عن أن الخط أو الرسم العثماني هو الأصل في كتابة القرآن الكريم زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه, وكان هو الخط السائد في عهد الصحابة رضي الله عنهم, والمتفق مع ما يكتب في عهدهم من مراسلات أو مداينات أو غير ذلك. وهذه الطريقة القديمة لا يدخل فيها الهمز مثلما لا تدخل فيها أشياء كثيرة مثل: نقط الإعجام والحركات والتنوين والتشديد والروم والإشمام وعلامات ختم الآية، وكتابة الأعشار والأخماس وأسماء السور وعدد الآيات, وعلامة السجدة وعلامات التجويد وعلامات الوصل والوقف والتجزئة والتحزيب. علما بأن العلماء اختلفوا في كتابة المصحف على أربعة أقوال.

    وكتابة كلمات القرآن تكون بحروفها كما وردت بالمصحف لا برسمها, فمثلاً كلمة (غيابت) تكتب وفق الرسم العثماني برمز التاء المفتوحة, بينما تكتب بالخط الإملائي برمز التاء المربوطة, وكلمة (قرآن) تكتب بالرسم العثماني بهمزة على السطر بعدها ألف, بينما تكتب بالخط الإملائي ألفاً ممدودة. ومثل الهمزة على المتسع مثل (ماب) (الرعد 29 ). و(مارب) (طه 18 ). و(شنان) (المائدة 8). و(أسوا) (النجم 31(

    وبناء على ذلك يتضح أنه ليس لكتابة الهمزة أية علاقة بأسلوب الكتابة في القرآن الكريم خلافا لما ذكرتم. وليس وقوعي في مثل هذه السقطات مبررا لوقوع غيري فيها، كما أنها ليست مبررا وجيها لأن أكف عن التحذير منها ومن استخدامها.

    ودمتم بكل خير،

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

  2. #2
    مترجم اللغة العثمانية / باحث ومفكر الصورة الرمزية منذر أبو هواش
    تاريخ التسجيل
    08/10/2006
    العمر
    73
    المشاركات
    3,361
    معدل تقييم المستوى
    21

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة baradey مشاهدة المشاركة
    الأخ منذر هواش حفظه الله،
    لقد حرتُ والله في معرفة منهجك في القياس والحكم في مسائل اللغة. فتارة تقول إن القرآن الكريم هو المرجع النهائي في مسائل اللغة الذي يجب ألاّ يُعتد بغيره في حال وجود شواهد منه. وعندما نأتي بشواهد منه تقول إنك تستخدم المفردة المقصودة بسياق لم يرد في القرآن الكريم، أو تحتج بمصادر أخرى بوجود عشرات الأمثلة المغايرة في القرآن الكريم.
    إن إدخال حرف الباء على (إن) بعد فعل القول خطأ خطأ خطأ.. وهو ممجوج سماعياً لذوي الذائقة اللغوية القرآنية، ولا يُعتد بمثال شارد متأخر ورد هنا أو هناك..

    كما لا وجود في القرآن الكريم، ولا في العربية القديمة - التي يجب أن تكون مرجعاً آخر - لكلمة (بدون)، وهذا استخدام محرف متأخر لا يُعتد بمن يستخدمه.

    أما الاعتماد على المصحح اللغوي والإملائي الموجود في جهاز الكومبيوتر فلا أحسب أن مثلك - أيها الأستاذ - يعتمد عليه.

    إن (مرور الكرام) على الأخطاء وتبريرها بسرعة، ثم إدخال الناس في متاهات طويلة ومعقدة لتبرير أخطاء أخرى وإكثار الجدل حولها، إنما هي سياسة لا تجدي نفعاً.

    إن ما أردت قوله بشكل غير مباشر في مداخلتي السابقة هو أننا جميعاً بحاجة إلى جرعات كبيرة من التواضع وعدم تضخيم ذواتنا.. فلا يصح ان نبدأ بتسمية القواعد اللغوية بأسمائنا ونحن نرتكب الكثير من الأخطاء التي ندعو إلى عدم ارتكابها.

    ولما كنتُ قد لاحظتُ حساسية الأستاذ منذر المفرطة تجاه أي نقد، فإنني حرصت في تلك المداخلة على بيان الأخطاء بكل احترام وموضوعية. ومع ذلك فقد اكتشف الأستاذ منذر في كلامي سخرية لم أقصدها.. ويقول العامة عندنا إن من يخاف من الدب يظهر له!

    ورحم الله الإمام الشافعي الذي قال عبارة مفادها أنه ما جادل أحداً إلاّ وهو يرجو أن يكون الحق معه، أي مع خصمه. وذلك من أدب الحوار..

    وتحية محبة منذرية لأخي العزيز..

    نبيل عبد القادر البرادعي
    لا أدري لماذا يهاجم بعض الناس الدعوة إلى استخدام بعض الصور النحوية أو البلاغية في القرآن الكريم؟
    ولا أرى حالهم إلا مثل حال الذي يريد أن يخبأ نور الشمس بمنديل يمسكه في يديه

    الأخ نبيل عبد القادر البرادعي حفظه الله،

    يبدو أن تضخيم الأحرف هذه الأيام قد أصبح من ضروريات تضخيم الأمور، ويبدوا أن بعض المضخمين يأملون أن تساعد ضخامة أحرفهم في سد الفراغ الكامن في أفكارهم، وفي تقوية ما ضعف من حججهم.

    يبدو أنك محتار ومشوش حقا، لكنني سأبذل ما بوسعي لكي أساعدك على الفهم، وسأشرح لك ما التبس عليك من منهجي في القياس والحكم في مسائل اللغة وفي غيرها من المسائل. وذلك لأن ما تعاني منه من حيرة وتشويش يتجسد بوضوح من خلال الخلل الظاهر في فهمك والمنعكس على عباراتك، فأنا لا أقول (إن القرآن الكريم هو المرجع النهائي في مسائل اللغة الذي يجب ألاّ يُعتد بغيره في حال وجود شواهد منه)، ولكن أقول (إن القرآن الكريم هو المرجع الأول في مسائل اللغة الذي يجب أن يرجع إليه في البداية وقبل كل شيء، ويجب ألاّ يُعتد بغيره مما اختلف في أمره، واشتبه في صحته في حال وجود شواهد منه، ثم يرجع بعده إلى غيره) وهذا غير ذلك يا أخي الكريم.

    علما بأنك أنت من يثير حيرتي حينما أرى لديك هذا الحماس الشديد في معارضة دعوتي (المتواضعة) للاحتكام إلى القرآن الكريم في مسألة خلافية مزمنة محددة ومستعصية على الحل، وذلك لأن كلامي هنا محدد بهذه المسألة، ومنهج الاجتهاد والقياس الإسلامي واضح ولا يثير أي حيرة إلا لدى المناهضين المخالفين له الذين يخفون مخالفتهم ومناهضتهم فيفضحها كلامهم وادعاءاتهم، بل ويصل بهم الأمر إلى تقديم أمثلة سخيفة مضحكة باطلة ولا علاقة لها بالموضوع من أجل التدليل على ما ذهبوا إليه من فهم خاطئ سقيم وباطل،

    لذلك لا أعتقد أن يكون الهدف من مثل هذه الاعتراضات غير المنطقية سوى الأمل الخفي في إسقاط حجية القرآن الكريم في نهاية الأمر أو التوطئة لاتهامه بالغلط والركاكة والوقوع في الهفوات على أقل تقدير كما يفعل العلمانيون والملاحدة. وكأن ما عرفه هؤلاء بعبقريتهم الفذة، وبذكائهم الثاقب قد غاب عن الفطاحل الأوائل من أمثال ابن كثير والطبري والشوكاني والسمرقندي والثعالبي والبغوي والثعلبي والنسفي والرازي وابن السعود والبيضاوي. وكأن التراكيب اللغوية الشاذة والمثيرة للخلاف قد غابت عن هؤلاء الفطاحل الأوائل.

    الأمثال التي سقتها إليك وجرحت أو خدشت أذنك أو ذائقتك اللغوية العربية (القرآنية؟!!!) يا أخي ليست أمثلة شاردة متأخرة هنا وهناك، وإذا كان القول خطأ، ولا وجود له في القرآن الكريم ولا في العربية القديمة (المرجع الآخر) كما تقول، فما هو البديل الذي يقدم نفس المعنى في رأيك؟ أقول وأكرر: إن كان إدخال حرف (الباء) على (إن) خطأ، وإن كان ممجوجا سماعيا لدى ذائقتك المرهفة فما هو البديل؟ وما هو دليلك العلمي التأريخي على أن هذا الاستخدام لـ (بدون)، استخدام محرف متأخر، ولا يُعتد بمن يستخدمه!!!

    لقد أوضحت أكثر من مرة، وفي أكثر من مناسبة أن ما أسميته (تندرا) بالقاعدة المنذرية ليس بالأمر الجديد، وليس بالأمر الهام أو الخطير إلى درجة أن يثير حفيظة بعض الناس، وإنما هو صياغة جديدة خاصة لقاعدة عامة قديمة، وليس في الأمر أي تضخيم للذات كما قد يخيل إلى من لا يعرفونني على حقيقتي، فليست لدي أية طموحات، ولا أسعى إلى أية أمجاد، وكل همي هو أن أساهم في رفع درجة التحسس والوعي لدى القارئ بخصوص الحرص على الاستخدام الصحيح لهذا القالب وهذا الأسلوب اللغوي القرآني.

    أعتقد أنني لم أبد أي تحسس مفرط تجاه أي نقد، وإنما هي ردود أفعال على أفعال، وهي أفكار ضد أفكار، وكلام مقابل كلام. وأنا والحمد لله إنسان عربي مسلم حر وعاقل ومتواضع بشهادة من يعرفونني، وأدرك أن لي كامل الحرية في التصرف وفي الحوار، وفي قول رأيي وإن خالف الآخرين، وأعرف آداب الحوار، وأعرف أن الكمال لله، وأعترف بخطئي حين أخطئ، لكنني لا أقبل وصاية من أحد، والله الموفق، والله هو الهادي إلى سواء السبيل.

    تحيتي واحترامي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    منذر أبو هواش

    خبير اللغتين التركية و العثمانية
    Munzer Abu Hawash
    Turkish - Ottoman Translation
    Munzer Abu Havvaş
    Türkçe - Osmanlıca Tercüme
    munzer_hawash@yahoo.com

+ الرد على الموضوع

الأعضاء الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0

You do not have permission to view the list of names.

لا يوجد أعضاء لوضعهم في القائمة في هذا الوقت.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •