"الحرية ُ السمراء"


النيلُ نيلكُ \ نيلنا
فامضي على مهلٍ
سأوقد كوكباً كي لا يتوهَ الحبّ
عن عينيكِ في زمنِ الدُخَانْ
وسيمكرون
ويمكر الفرحُ المعلّقُ في الطريقِ
سيغلقون البرَّ والأفقَ المؤدي
للقصيدةِ
سوف يلقي حَبرُهم
خُطَبَاً عنِ [الخُبزِ المُدَعّمِ
والطحينِِ
عَـنِ الأمــان]
والريح تكنسُ كل ذاك
ليظهرُ القبحُ المبطّنُ للعيانْ
***
فرّوا من الشقق القديمة
والمقاهي
حاصروا الصنم الكبير
سيسقط ُ الرعبُ القديمُ
ليصعد الشعبُ
المدجج بالعروبة ْ
ما كنتِ مصرَ غفولةً عن
دعوةِ المظلومِ
كلا ...
كُنتِ أكثرَ من قريبة ْ
ما كان موتُ العاشقين على ثراكِ
مصيبةً ً
لكنّ صمتَ الحُرّ في زمنِ الهوانِ
هو المصيبة ْ !
أراكِ غداً
وقد هربَ اللصوصُ من البلادِ
وعاد نيلُك
يرتدي الحلل القشيبةْ
أراكِ غدا
وقد أروى دم الأبطال حُرَّ
ترابكِ العربي
بالدمِ والدموعِ
يحققون بعزمهم ما
لم تحققه الشعارات الكذوبة ْ!
أفديكِ مصرَ
وليس يُفدى في قوانين الهوى
إلا حبيبة ْ !
يكفي الذي لاقاه شعبُكِ
في ثلاثينَ احتضاراً
آن أن يتنفس الصبحُ المصفّدُ
في الزنازين الكئيبة ْ
آن للأجيال أن يتعلموا
أن الحقوق ستبقى دون
تضحيةٍ
سليـــــبة ْ
آن للأرض الخصيبة أن تعود
برغمهم ما زرعوه من موتٍ
خصيبة!
***
أدري الطريقَ إليكِ
يا أرضَ الكنانة موحشٌ
وبأن آلاف الذئاب على مشاعرنا رقيبة ْ
أدري سيغتالونَ أحلامي
ويغتصبون
في صدري العروبة ْ !
سيشوّهون دمي
أدري ..
سيتهمونني بالنيل
من مجد الحكومات النجيبة ْ!
***
تبت أياديهم
سيلعنهم دم الشهداء والجرحى
ستلعنهم كرامة ُ أمّةٍ
عاشت وماتت بين أظهرهم غريبة ْ
عجيبة ٌ ..
أن يطلب الشعبُ التحررَ من نظام ٍ فاسد ٍ
لكنّ آلاف "الخوازيق" التي طعنته ليست بالعجيبة !؟؟
***
أرضَ الكنانة إخلعي عنكِ المهانة وَالهزيمة ْ
لا تخضعي
كوني عظيمة ْ !
لم يبقَ وقتٌ كي نفكّر في الضلالات القديمة ْ
تموتُ واقفة ولا ترضى
المذلّة َ كلُّ عاصمةٍ كريمة ْ
***
يا مصرُ ذابت بحتي شجناً ومازالت جموع
الناس تبحث عن بدائلْ!
سيناءُ تشهدُ أن المارد العربي
إنْ يغضبْ ستصحو
إثرَ غضبتهِ البراكين العنيفةُ والزلازلْ !
مصرَ الحضارة
اضربي بعصاك هذا الليلَ
ينفلقُ الأسى
وتصول صولتها السنابلْ ..
ويجرجر الفرعونُ أذيال الهزيمة
يمّحي وجع السنينْ
ويفرّ أذنابُ "النظامِ" إلى المزابلْ...
...
شكراً لمِصْرَ لقد وعينا الدرسَ.
"الميدانُ" أعظمُ شاهد ٍ أن الشعوبَ إذا استفزّتْ
لا تُجاملْ
من قالَ أنّا عاجزون
وأنّ بختَ الشعبِ مائل !!؟
من يخطب الحريَّة َ السمراءَ
يبذلُ مهرها
لا يستريحُ إلى المعازف والخلاخلْ
***
شكراً لتونسَ
للرجالِ هناكَ
للريحِ التي جاءت كما تهوى السفينة ْ
كذبوا ...
اذا قالو سينتصر الظلام ُ
وتستكين مجدداً جُدُرُ المدينة ْ
يا " بوعزيزي"
دع رفاتك تستريح ُ
لقد أتمَّ الشعب ثورته ُ الأمينة ْ
" يا ساكِنات البحرِ في قرطاجة ٍ"
القدسُ نازفة ٌ
وبغداد ٌ حزينة ْ
وعواصمُ العرب الكرام ِ ثواكل ٌ
كلُّ لدى جلادها تبكي سجونَه ْ
***
يا موطني العربيُّ
لا تجزع
إذا نادوا لقتلكَ في المدائن حاشرينْ
وتجبّر الفرعونُ
فارتبكت جموعُ الثائرين ْ
هي ساعة ٌ تمضي فبشّر
بالخروج ِ من الجراح ِ الصابرين ْ
فاستعصموا بالله واجتمعوا على دنيا ودين ْ
لان الحديدُ
وهمّة ُ الشعب ِ المكافح ِ لا تلين ْ
***

*

أحمد دراغمة