الأستاذ المحترم عامر العظم
شكرا لك على طرح هذا الموضوع المهم وفي هذه الظروف بالذات التي يسعى فيها البعض من أجل دق أسافين الفرقة بين أبناء الوطن الواحد، سأورد مثالا على التعايش بين المسلمين والمسيحيين : مدينة يافا عروس البحر المتوسط والمكان الذي ولدت فيه وأنتمي إليه بكل وجداني كانت مثالا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين فقد كان يسكنها أكبر عدد من المسيحيين في فلسطين، لم يشعر أهلها أن هناك فرقا بينهم، إلى درجة أن ملابسهم كانت متشابهة لا تحمل أية علامات تميز بينهم، فالسروال اليافاوي الأسود كان لباسا مشتركا وخصوصا عند البحارة والصيادين، وكانت وما زالت هناك صداقات وطيدة وعلاقات طيبة تربط أبناء يافا مسلمين ومسيحيين بعد الهجرة الكبرى من فلسطين، وما زال إخواننا المسيحيون يشاركوننا في السراء والضراء، وأنا شخصيا أعتز بأن لي أصدقاء من إخواننا المسيحيين في غزة وفي الضفة الغربية، سواء في رام الله أو في بيت لحم أو في القدس، ولكن الحواجز الإسرائيلية حالت بيننا وبين الوصول إلى الضفة الغربية، وقد درست ابنتي في جامعة بيت لحم ولم أجد من إدارة الجامعة إلا الحرص الشديد والحفاظ على طالبات قطاع غزة في السكن الداخلي للجامعة، كانوا وما زالوا جديرين بكل الاحترام والتقدير لاحترامهم تقاليد وعادات إخوانهم من المسلمين، هم أهلنا وإخوتنا ولن يفرق بيننا دعاة الفتنة والفرقة، وهل يستطيع أي إنسان أن ينسى تضحية جول جمال المقاتل السوري الذي هاجم بالطوربيد البارجة جان دارك الفرنسية على ساحل بورسعيد لأنه رأى في الفرنسيين غزاة يهاجمون قطعة من الوطن العربي في مصر، ولقد سعدت جدا عندما وجدت شارعا في الحي السابع بالقاهرة يحمل اسم الشهيد جول جمال، وهل ننسى المناضل جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي ترك موقعه القيادي طوعا ليفسح المجال أما القيادات الشابة مثل الشهيد أبو على مصطفى والأسير أحمد سعدات، وكان بعمله مثالا يجب أن يحتذى، لأنه لا يجوز للمسئول أن يتربع على كرسي المسئولية طيلة حياته، هم إخواننا في العروبة وفي الحفاظ على لغة القرآن الكريم التي تجمعنا وإياهم في دروب الفكر والحضارة، وقد كان لهم الدور الطليعي في نشر الطباعة والتعليم في لبنان وفلسطين وغيرها من البلدان العربية، وقد كان انتماؤهم العربي صادقا وثابتا، أشكرك مجددا على ريادتك في طرح المواضيع المهمة والتي تساعد على تجاوز سلبياتنا وتخلفنا وتأخذ بيدنا نحو تحقيق وحدتنا .
محمد أيوب
المفضلات