إرْحلْ لبغداد...
شعر: د. محمود حمد سليمان
مهداة إلى ثوار العراق
إرْحـلْ لـبـغـْدادَ، جـدَّ الـســــيـرَ بالـطـَلـَبِ = وارْشــفْ رحــيــقَ قــوافــي الـعـِزِّ فـي الـقـُبَـبِ
ظــبـاؤهــا، ولـَهُــنَّ الــروحُ مــنـْزِلـةٌٌ = يــَحـفــفــْنَ بـالـقـلـب حـفَّ الـظِــلِّ بـالـشـُّـعـَـبِ
يأتِـيـنَ بعد شروق الشمس في أرجٍ = وقد مزجْـنَ رياح الهجر بالعتبِ
يهـمْـنَ كالطيف في الأحداق من غُـنـُجٍ = يسلبْنَ منكَ شهيق الخافق التعِبِ
فــإن شـــعــرتَ بـأنَّ الـعــزم فــي وهَـنٍ = فــقـُـمْ تــنــشَّـــقْ عــبــيــرَ الــنـخـْـل والــرُطَـبِ
فـالأعـْظـَمـيَّـةُ تـاقـتْ لـلـشـــذى شـــغـَفـاً = وشــاقــهــا ســيــف فــرســانٍ عــلـى لـَهـَبِ
والــكـاظــمــيَّــة غـضّـَتْ طـرْفـهـا خجـلاً = مــن الـهــوان ســــرى فـي الـعُـجـْـم والـعـَرَبِ
تأمّـلِ الـســاحة الـخـَـضـْراءَ عـن كــَثـَبٍ = وثِـبْ إلــيـهـا ودسْ تــيْـهـاً عـلـى الــنُـصُــبِ
تـرَ الـفـوارسَ قــد ضـاءتْ مـشــاعـلـُها = فـوق الـقـصـور وفــي الـمـيـدان والـهـِضَـبِ
هـذا الـمـســيـحُ أتى الأجـراس يـقـرعُـها = حـتـى هَـوَتْ حـاويـاتُ الـضـَيـمِ والـغـَلـَبِ
عـدلٌ ، جـهـاداً عـلـى الأصــنـام أعـلـنهَََُ = وعـزةُ الــنــفـْـس فــي الأطــفـال والـشِـيـَبِ
هــذي الـمــكـارم جـاء الـيـوم يـبْعـثـها = عــزيـزةً حــيَّـةً مــن ســـالــف الـحِــقَـَـبِ
هـي الـمروءات فـي أبـطالها احْـتجَـبَـتْ = وفـي الـعـراق صـعــالـيـك بــلا حُــجُــبِ
هُــمُ ارْتضَوْا مِنْ "بريْمـِرْ" كلَّ مُخـْزيةٍ = وكـلَّ فـاحـشـةٍ .. نـصَّـتْ عـلـى الـنـَّصـَبِ
قـانـونـُه صـار لـلأوباش مـربـطـُهـُمْ = لـِيـَحـْكـمـوا الـنـَّاسَ بـالـتـدجـيـل والـكـذبِ
فالـمـــالـكيُّ كـما الـشـيْـطـان فـي دجـلٍ = والجـعْـفـريُّ يــســـاوي الـصِـفـْـر بـالـنِـسَــــبِ
والـطــالـبـانِيْ وعــلاّوي يـحــيـطـهــمــا = بــالــشـــكِّ تــاريــخُ هــولاكــو وبـالـرِيَــبِ
والـمـشــهـدانِيُُُّ فـي صحْـن الـعـدوِّ لـَغـا = والــهـاشــــمـيُُّ أتــى مــن غـــيـر ذي نـَسَــبِ
وهـا هـو الـبـرزانـيْ بـالـــدمــاء هـَـوَى = وقـــد أُصــــيـــبَ بـداء الـــصــرْع والـكَـلـَبِ
أمَّا "الحـكـيـم" فـفـي الأرواح لـعـبـتـه = يـلـهــو بـهـا لــكــأن الـحــفــر فــي الخـَشــَـبِ
بـئـس الحكيم وبـؤْسُ الـبـؤسِ دعـوتـُه = فـالــقــتــلُ لـلـنـفــس صـــار الـعـزفَ لـلطــرَبِ
ولا تـَسَــلْ "مـُقـْـتـدى" عن هـَزْل قـامـتِه = إذ واهــمـاً يــطـفـيء الـــنـيــرانَ بـالـحـَطـَـبِ
لا يـنـفـعُ الأصــلُ مَـنْ كــانـت لـه صِـلـة = بـخـــائـنٍ يـجــلـــبُ الإذلالَ لـلـْحَــسـَـــبِ
ســـاء الـفـقـيــه الـذي بـالـذل يـجـْبـلـُهـُمْ = أحـاطـَهُ كـُلُّ ســـــفـَّاحٍٍٍٍ ومـُرْتـّكـِبِ
أفـْتـى بـذبـح العـذارى فـي الـدُّجـى صـلـفاً = لا فــرْق عــنــده فــي شــــعْــبـان أو رَجـَبِ
قـدْ شـوَّهـوا صـورة الـتـاريخ مـن نـَجـَفٍ = فـكان ما كان مـن جـهـــلٍ ومــن وَصَـــبِ
صـارتْ أمـيـركا لـهـُمْ جـِنٌّاً يـراجـعـُهـُـمْ = فـــأبــدلـوا الـرأسَ بــالأزلام والـذنـَـــبِ
مـهــلاً عــلــيــنا أبـا تـمّـام بــانَ لــنــا = إرادةُ الـشـــعـب فــوق الـســـيـفِ والـكُـتُبِ
هـنا الـمـعـالـي عـلـى الـشــلاّل مـن دمـنا = نــنـــالـُهـا . لا عـلــى جـسـر مـن الـتـعـبِ
بـلـُعـْبـةِ الـمـوتِ يـلـْهـو طـفـلُ أُمَّـتـنـا = دون اهْـتـمـــامٍ بـقـطـْف الـتيـن والـعِـنـَبِ
زعـامة الناس فـي الـســــــاحاتِ نصْـنعُها = ولــنْ تــكــونَ لـغيـر الـسـَّـــــادةِ الــنـُجـُـبِ
عـفواً عـراقُ.. فـفـيكَ الجـــــرحُ مـنْفـتـِحٌ = ومـا الـجـريـحُ كـَمـَنْ يـغـْفـو عـلـى أَربِ
مـا نـفـْعُ شـــــاعـر قـوم وهـْو مـــرْتهَـنٌ = بـدعـوة الـحـقِّ لـمْ يـسـْـــــمـَعْ ولـمْ يُـجـِبِ
تـحـيَّـتي فـيـكَ لـلأبْـطــال ثـابـتـةٌ ... = والـنـصـرُ يـلـمـعُ فـي الأرْصـاد والـسـُّحُـبِ.
د. محمود حمد سليمان(عكار العتيقة- شباط 2011م.)
*
المفضلات