السؤال و صعيد البحث به مغالطة .
لأن الخوف هو مظهر من مظاهر غريزة البقاء عند الإنسان فطبيعة الإنسان انه يخاف ، فالخوف هو أمر حتمي في الإنسان و جزء من تكوينه الطبيعي .
و لا يظهر الخوف إلا بوجود عامل خارجي يثير غريزة حب البقاء عند الإنسان و بدون العامل الخارجي لا يظهر الخوف على الإنسان مطلقاً .
و الخوف من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الشعوب الضعيفة و الأمم المنحطة .
و الخوف إذا سيطر على الإنسان أفقده متعة الحياة و لذة العيش و و أفقده التركيز و الحكم على الأشياء .
و من القضايا المهمة في مسألة الخوف عدم القدرة على الموازنه بين ما ينتج من القيام بالفعل ، و ما ينتج من عدم القيام به .
و كلاهمها يسبب أذى فيؤي الخطأ في هذه الموازنة إلى الخوف من بسائط الأمور و الوقوع في المخاطر .كذلك مثل الخوف من الحاكم الظالم أنه قد يوقع الأذى بالفرد يؤدي لأن يوقع الأذى بالأمة كلها و به نفسه كواحد من ابناء الأمة ، و كخوف الجندي في المعركة من الموت يؤدي إلى إهلاك الجيش كله ، و كالخوف من السجن في سبيل العقيدة يؤيدي إلى ضياع العقيدة منه ، وهو أكثر ألماً من السجن و ضياع العقيدة من الوجود كله .
و الخوف مفيد في بعض الأحيان و مهلك و مضر في أحيان أخرى و يجب العمل على إزالته و علاجه في حالة كون الخوف المضر .
فهو مفيد مثل الخوف من الله تعالى و الخوف على الأمة من الأخطار المحدقة التي تحيط فيها فهذا النوع من الخوف يجب ان يربى في الأمة و ان يعمل على إيجاده فيها أفراداً و شعوب .
لذلك كان لابد متن اثارة الخوف من الله في النفوس فهو الحارس و الحامي للإنسان في الحياة .
و الذي يتحكم في مسالة الخوف هو المفاهيم التي تضبط سلوك الإنسان و التي يحملها أي التصورات الذهنية عن الحياة الدنيا .
فالخوف في الأمور النافعه في الحياة و في الأمور الضارة على الحياة تتحكم بها مفاهيم الإنسان .
و هذه المفاهيم هي مفاهيم الإسلام عن الحياة .
فالإسلام هو الذي حدد لنا ما هو الشيء أو الأفعال التي يجب ان يخاف الإنسان منها مثل الناؤ و العقاب و الخوف على الأهل و الأمة و الأرض و هو الذي حدد لنا عدم الخوف من العدو و من الحاكم الضالم .
سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى إمام ظالم فدعاه فقلته .
هذا الصعيد الذي يجب ان يبنى عليه البحث و ليس هكذا بسؤال عام قد يفهم منه الشيء و نقيضه .
بل أساس البحث هو أن الخوف فطري في الإنسان و الذي يحدد ما هو الشيء المخيف أو الفعل المخيف هو الله تعالى خالق الإنسان و الكون و الحياة .
اما عن الخوف من الحاكم فالخوف من الله هو الأساس و العمل على تغيره واجب شرعي حتى لو ادى إلا ازهاق الأرواح و حتى لو أدى أقى قطع الاعناق و الأرزاق فالعمل عن تحطيم هذه الدول هو الأساس الذي يجب أن نعمل له جميعاً .
و تقبلوا فائق الإحترام
بارك الله فيك أستاذنا و نحن تلاميذك هنا و شرف رفيع لي ان تنال اعجابك أخي
مودتي الخالصة
ابنكم
معاذ
المفضلات